قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع والعشرون

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع والعشرون

رواية هو لي الجزء الثاني للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع والعشرون

لماذا تبكي علي حُبك الضائع؟، أعافرت من أجل بقائه؟ كُنت؟، كُنا وكان أفعال ماضية لا يُمكن ان نستعيدها أبدًا، ف الحُب فُرصة للحياه والحياه أُكسجينها الصدق والعطاء، فكُل ما هو صادق، باق.

( داخل قسم النيابة العامة )،
بدأت التحريات بشأن هذه القضية في التداول والأخذ باعترافات الشهود ومن ضمنهم نيروز، فرأي الاطفال يؤخذ علي محمل الجد، وجدت نيروز صعوبة في التعبير عما تعرضت له داخل ( اليلا ). أردف النائب العام بنبرة حنونة بعض الشيء:
حد ضربك هناك؟ في المكان اللي كُنتِ مخطوفة فيه؟!
أومأت نيروز برأسها سلبًا، ثم إتجهت ببصرها إلى والدها لتقول بمصداقية: جرجس، حلوة.

النائب العام متجهًا بسؤاله إلى سليم: مين جرجس؟
سليم بهدوء: أظن إنها تقصد نرجس، الجُثة اللي لقيناها مع عزيز. البنت دي عايشة في حي شعبي، الحي دا ملجأ لتُجار المخدرات وقُطاع الطرق والمدمنين. حضرتك الحكومة ما بتفكرش تنضف المكان دا منهم وتريح أهله. والبنت دي كانت شغاله مع عزيز من زمان.

النائب العام بنبرة ثابتة: يعني إنت بتتهمها بخطف بنتك؟
سليم بتنهيدة حارة: أكذب لو قولت أه، دي واحدة ميتة والحكم بالنسبة لها مغلق.

أعاد النائب العام بصرهُ ناحية الملفات الموضوعة أمامهُ، أخذ يُفتش داخل هذه الملفات حتى وصل إلى الملف الخاص بها، قام بفتحه ومن ثم أشار بإصبعة إلى الصورة الموضوعة داخل ملف سيرتها الذاتية ليقول متجهًا بحديثه إلى نيروز: مين دي يا نيروز؟ تعرفيها؟
مشت نيروز بخُطواتها إليه ومن ثم وضعت إصبعها الصغير علي الصورة لتقول بنبرة فرحة: جرجس، حبها.

قطب النائب ما بين حاجبيه بإستغراب، كيف تُحب من تعاونت في خطفها؟ هكذا ظنوا، فهي قد ماتت وماتت كُل الحقائق معها. ولكنها أصدقت التوبة إلى الله وهذا ما سيشفع لها عنده عز وجل...
أدلت نوراي بشهادتها أمام النائب العام لتبدأ إجراءات البحث بكاميرات المُراقبة داخل ذاك الفندق، كان النصيب الأكبر ل (أدهم ) الذي حسم الأمر في هذه القضية بمعاونة صديقه.

#Flashback ,,,
فين براءة سليم دي؟!، إخلص يا عم عارف.
أردف ادهم بتلك الكلمات في حماس ونبرات مُضطربة فيما إِفتر ثغر عارف عن إبتسامة هادئه وهو يرجوه ان يجلس قائلًا: طيب إهدي بس وخُد نفسك.
أسرع أدهم علي الفور جالسًا بالمقعد المُقابل للمكتب ليلتفت ناحية (عارف) قائلًا بتساؤل: أديني أخدت نفسي. أيه الجديد بقي؟

في تلك اللحظه تنهد عارف طويلًا قبل أن يقول بنبرة شاردة قليلًا: إمبارح كُنت واقف في أوضة (كمال) اللي مات فيها، أنا بصراحة كان عندي امل إني هوصل لحاجة أكيد. فتشت في الأوضة ل ساعة تقريبًا بس حسيت بيأس، وقبل ما أخرج من الأوضة لقيت ورقة كرتونة بني محطوطة بين قضبان الشباك ولما حاولت أنزلها بعصايا وقع تليفون علي غفلة، والجميل إن ما كانش عليه باسورد ولما دخلت مالقيتش غير (تسجيلات ل كمال ). طلب من حد يدخله فون للزنزانة وإعترف علي أمجد وعزيز وكُل الجرايم اللي ارتكبوها. وقال فيها إنه عارف بأن حياته هتنتهي بحُكم الإعدام وعلشان كدا قرر ينتحر بنفسه. مُغفل.

حملق أدهم إليه في دهشة وعينين جاحظتين فيما استأنف عارف حديثه بنبرة ثابتة: وانا سلمت التسجيلات دي للنيابة العامة وصدر قرار مبدئي بسحب الرقابة علي قصر (سليم النجدي ) وبراءته. المطلوب دلوقتي الوصول ل عزيز وأمجد وشهادة سليم ضدهم.

Back ,,,
وأهو عزيز وكمال أخدوا جزاءهم، مش فاضل غير (أمجد ). تفتكر يكون هرب برا البلد؟!

اردف سليم بتلك الكلمات مُفكرًا فيما نفي ادهم ذلك قائلًا: لأ، ما خرجش برا مصر. لأن إدارة المطار صادر لها قرار بالقبض عليه لو حاول يهرب برا مصر.
وهنا إلتفت سليم ناحية النائب العام وبنبرة ثابتة تابع: كدا انا بريء من أي تُهمه؟
النائب العام بإبتسامة مُرحبه: إحنا أسفين يا سليم، مُشكلتك إنك ابن حلال وولاد الحلال بيتمرمطوا كتير.

سليم بإبتسامة هادئه: يالا الحمدلله، بس أتمني من حضرتك تساعد أهل الحي وتقبضوا علي الناس دي باقصي سرعة لأنها بتشكل خطر عليهم. أستأذن حضرتك.

النائب بتفهم: بإذن الله هتخذ إجراءات في الموضوع دا، هنستناك في جلسة المحكمة الأخيرة واللي فيها هتاخد براءة رسمي وكاملة.

إتجه سليم خارج الغرفة وهو يحتضن راحة إبنته، اتبعة أدهم خارج الغرفة وبنبرة مرحة تابع: عودة حميدة يا معالي الوزير؟
ربت سليم علي كتفه بكفاءة وافرة لتنفرج أسارير وجهه بسعادة كبيرة قائلًا: معالي الوزير دي كانت زمان. انا دلوقتي سليم وبس، مافيش بين الصُحاب، ألقاب.

أسرع أدهم بإحتضانه في سعادة وهو يضرب علي ظهره بخفة، ساروا معًا حتى نهاية الطُرقة ليجدوا الجميع في إنتظارهم، هرولت نوراي ناحية زوجها وبنبرة فرحة وهي تستخرج الكلام من حلقهِ بطفولة قائله: سليم بجد إنت حُر؟، يعني مش هنروح الحي ونستخبي تاني؟ وهنعيش انا وإنت وولادنا سوا؟!

قام سليم بإلفاف ذراعه حول رأسها ليُقربها إليه ومن ثم يلثم جبينها بسعادة أفتقدها طويلًا: خلاص يا أوشين هنكون سوي.
هرول اوس إليه يحتضنه بسعادة، فقد أصبح في حيرة بين إسناد المؤسسة حتى تستقيم أعمالها ويحفظ الأمانة وبين توتر الأجواء في غياب نيروز الأمر الذي افقدهُ إهتمامه وتركيزه بالمؤسسه نوعًا ما،.

حمدلله علي سلامتك يا سليم، مبسوط برجوع نيروز.
سليم بإبتسامة صادقة: الله يسلمك يا أوس، وبعدين فين رُخصة إنك ضيعت البنت؟
اوس وهو يضيق عيناه في إستغراب: رُخصة ايه يا كبير؟
سليم صاحكًا: أنهار؟ هي نيروز مش إتخطفت بسبب التسبيل بردو؟
أصدر الجميع قهقهات عالية، تنحنح اوس قليلًا بإحراج ومن ثم تابع بهدوء: أنا كدا كدا إتدبست. ف خلينا نروح القصر وتستريح، وبعدين نتكلم في الموضوع دا.

( داخل مكتب النائب العام )،
زيّ ما بقول لحضرتك كدا، إبنك كان مُجرد ضحية ل عزيز وأمجد.
قالها النائب بثبات وهو ينظُر إلى وجه رجل الأعمال وزوجته (والدي الشاب )، حينما هتفت الأم بوجع: يعني ايه ضحية؟

النائب بثبات: ابنك كان صديق ل عزيز أو بمعني اصح واحد من زباينه، عزيز كان بيجيب له جُرعة الهيروين لحد ما أدمن عليها ولما حب يضحي بحد في القضية الخاصة ب سليم النجدي، فكان إبنك الضحية. قاله ان الهيروين خلص وعلشان يقدر ياخد جُرعة تريحه ل فتره لازم يروح معاه بيته واللي في الأصل بيت الراجل (الصعيدي ) وهناك إتغدر بيه هو وبنت الراجل دا.

نزل زياد من بيته، بالكاد تخلص من هذه المدعوه ب (خطيبته )، نظر إلى دبلتها بين أصابعها ليُخرج زفرة قوية ومن ثم ينزع هذه الدبلة ويُلقيها أرضًا، ليقوم بوضع الآخري بأصابعه، الآن وجب عليه مُلاقاة سليم والإطمئنان عليه، بل وإشباع عيناه من رؤيتها ولكنه قرر الذهاب إلى مكان ما قبل القصر،.

تنهد بهدوء وهو يتجه صوب سيارته يصعدها وكُل ما يدور برأسه هو كيف تبقي له من جديد دون وجع. أوليس من حقهما أن يحيا دون اوجاع او فراق مُرّ،.

نيروز؟
هرولت أنهار إليها تحتضنها بلهفة، مالت إليها تحتضنها بقوة وبنبرة أوشكت علي البُكاء تابعت: وحشتيني أوي يا نيرو. كدا تغيبي عني؟، إنتِ طولتي أوي في البيبي. هي الحالة كانت متأزمة لدرجة إن البلد كُلها إتدخلت لإنقاذ الوضع؟

لم تفهم نيروز أيًا مما قالته ولكنها ألفت ذراعيها الصغيرتين حول عُنق أنهار لتقول بفرحة: نهر. حشتيني.
أنهار وهي تُقبلها بحُب: وإنتِ أكتر يا قلب نهر.
إتجهت خديجة إليها لتُقبل كفها بحنو أمومي قائله: نورتي البيت يا فرحته.
إلتف الجميع حولها بسعادة غامرة، أصوات الضحكات تموج بين زوايا هذا القصر وعادت الحياة فيه من جديد،
نيرووووو؟

صرخ بأعلي صوت له، هرول ناحيتهم، بدأ يخترق التجمعات حولها وما أن وجدها حتى هتف بنبرة سعيدة: نيروز إنتِ جيتي؟
إلتفتت إليه نيروز وبضحكة تلقائية منها قالت: رامو.
أسرع بإحتضانها وهو يُحيط خصرها بذراعيه، رفع سليم أحد حاجبيه وسط ذهول الجميع مما يفعل ليقول وهو يرفعه بعيدًا عنها من ياقة قميصه: انت بتحضن بنتي عادي كدا؟، إنت عارف الحُضن دلوقتي بكام؟

رامي بضحكة مرحة وهو يُجاكره بالحديث: انا معايا فلوس كتير. وهتجوز نيرو وأبقي بطلها. زيّك إنت وطنط أوشين.
ماجد ضاحكًا: ما تسيب الولد يا عم، قالك هيدفع ويصلح غلطته.
أنزله سليم ليقوم بجذبها من كفها متجهين ناحية غرفة الألعاب، لتبدأ ضجة اللعب بينهما تعلو في أرجاء القصر،.

في تلك اللحظه صدح هاتف سليم عن إتصال من أدهم، رفع سماعة الهاتف إلى أُذنه ليُجيب بهدوء: أيوة يا أدهم؟ أيه؟، عرفتوا مكان أمجد؟، طيب هات العنوان.
أملاه أدهم العُنوان والغريب أنه إكتشف بأن هذا المكان علي طريق إحدي قري الصعيد، سار سليم ومعه عاصم إلى العنوان المذكور فالطريق سيستغرق معهما بضع ساعات،.

السلام عليكم.
هتف زياد بالتحية، أجاب الجميع عليه بسعادة شديدة، رمقتهُ آلاء بنظرة حزينة بينما تابع وهو يجلس إلى الأريكة بجانب ماجد: أمال فين سليم؟ حمدلله علي سلامته.
ماجد بسعادة: الله يسلمك يا زياد، عرفوا مكان (أمجد)، ف خد عاصم وراح. شكلهُ ناوي يربيه قبل ما البوليس يوصل له. لأن أدهم قاله، إنهم لسه في الطريق للعنوان، علشان في واحد إتصل بيهم وبلغهم بمكانه.

اومأ زياد برأسه مُتفهمًا، نحا ببصره إليها، حينما كانت تجلس إلى جانب السيدة خديجه رمقتهُ خديجة بنظرة ذات مغزي كي يبدأ في الصُلح معها. أخذوا يتعاملون بالإشارات لبعض الوقت، والته ظهرها تنظُر صوب باب القصر. أخذت نظرات الجميع تتنقل بين زياد وخديجة بطريقة مُضحكة،.

تنفس زياد الهواء داخله، وقف في مكانه يتأهب للوقوف أمامها، وفجأة قطع ترتيباته مجيئهما. أجل والدته ومعها تلك المدعوه (داليا )، دلفت داخل القصر بدون عناء، لأنهم تركوا الباب مفتوحًا لإستقبال الوافدين.
أزيكم يا أهل البيت، أنا سكينة أم زياد وجاية اتطمن علي سليم، ما هما صُحاب.

رمقتها آلاء شزرًا وهي تنظُر لهذه الفتاة التي تُجانبها فيما أردفت خديجة بنبرة جافة غير مُرحبة: أه أهلًا.
زياد بشدوه قائلًا: عرفتي المكان منين يا أُمي؟! وبعدين إنتِ مش تعبانة؟!
سكينة بثبات: انا بخير، وبعدين اللي يسأل ما بيتوهش، أه نسيت أعرفكم. داليا خطيبة زياد.

أصيب الجميع بدهشه من حديثها، إمتعق وجه خديجة غضبًا لتهب واقفه وبنبرة جامدة تابعت: وانتِ جاية تقولي لنا الكلام دا ليه؟، إنتِ قصدك من دا كُله تجرحي في بنتي وانا مش هقبل ب دا.
سكينة بغضب خفيف: هو إنتِ صدقتي إنها بنتك، دي واحدة مالهاش أهل من الأصل.

إبتلعت آلاء غصة في حلقها تحولت بنظراتها إلى يد زوجها لتجد دبلتها مازالت بها. وهنا نهضت من مكانها ثم هرولت صاعدة الدرج والدموع تهطل منها أنهارا، لتردف خديجة بغضب جامح: خُد أمك يا زياد وأخرجوا برا بيتي. لحد كدا وكفاية.
داليا بحنق: هم دول اللي مناسبهم، اهو أخرتها إتطردت.
زياد وهو ينظُر لوجه والدته بنظرات يتطاير منها الشرر: أرجعي البيت يا أمي وحالًا.

ومن ثم استأنف حديثه بنظرة ساخرة من داليا: وإنتِ أخرجي برا حالًا. إنتِ أخرك واحد صايع تقضي لك معاه كام يوم، ودبلتك رميتها في الشارع ودوست عليها وانا ماشي. شكلك صدقتي الموضوع وأنه بجد؟

سكينة بصدمة: نعم؟
رمقها زياد بثبات، هرول صاعدًا الدرج حتى وصل إلى باب غرفتها ومن ثم طرقة بخفة قائلًا: آلاء إفتحي الباب. لو سمحتي حبيبتي.
آلاء بصرخات مُنهارة: طلقني يا زياد، أنا بكرهك. طلقني.

أغلق عينيه في ألم يبتلع مرارة كلماتها ومن ثم عاد من جديد يطرق الباب بهدوء جلى في نبراته: مش هطلق يا آلاء. انا تعبت من الكلمة دي، تعبت من المُعافرة بين الحفاظ علي علاقتنا ورضا أمي. يا آلاء أفهميني علشان خاطري، أنا مش واجعني اد إنك مش فاهماني. أنا راحتي معاكي وإنتِ بتحرميني من الراحة دي.

إنتحبت آلاء بصوتِ عال وصل إلى سمعه بوضوح وأعقب ذلك صُراخها الهادر: وانا تعبت من كلمة ( إنتِ أرض بور )، أنا ماينفعش أقولك أبعد أمك عن حياتنا. لكن ينفع أبعد أنا حفاظًا علي وجع قلبي في وجودها. أمشي يا زياد ما تجيش هنا تاني، إنساني وياريت ورقة طلاقي توصلي في أقرب وقت.

وصل سليم إلى العُنوان المقصود، قرية تنغمس وسط حرارة الشمس، وما فيها من بيوت، يسهل إحصائها. أخذ سليم يجوب ببصره المكان وقد تندي جبينه قطرات ماء كثيفة، ليرفع عاصم ذراعه علي جبينه يمحو القطرات عنها قائلًا: أيه المكان دا، إحنا روحنا جُهنم ولا أيه، دا مافيهوش صريخ ابن يومين.
سليم وهو يتنفس الصعداء قائلة بأنفاس مُتلاحقة: مش عارف أيه المكان دا، وهنلاقيه فين.

أنا هدلك علي مكانه يا سليم باشا.
سمعا صوتًا يهتف بنبرة جهورية ويأتي من خلفهما، إلتفتا معًا ناحية مصدر الصوت، ليقول الرجل (والد الفتاة ) بثبات مُنتصر:
أنا أخدت بتار بنتي يا سليم باشا، حق بنتي المظلومة رجعلها. وانا مُستعد أسلم نفسي.
سليم بذهول: عم محمد؟
الرجل بإبتسامة فاترة: أيوة يابني. مش عاوز تشوف المرحوم؟
ضيق عاصم عينية بعدم إستيعاب ومن ثم أردف بتساؤل: المرحوم؟

قادهما الرجل إلى حيث يوجد أمجد، دخل بهما إلى ساحة كبيرة تحدها قوالب الطوب البيضاء من ثلاثة جوانب وتمتليء بالنخيل،.

نظر الإثنان إلى هذه النخلة القابعة بالمُنتصف بصدمة، حيث قُيد أمجد بها، وهُناك ثقوب بجسده أثر طلقات نارية، كانت رأسه تميل أمامه وأخذت الطيور تأكل منها حتى الشبع وهو مُجرد من ملابسه عدا سروال يُغطي الجُزء السُفلي،.

سليم بذهول ونبرة مصدومة: لا حول ولا قوة إلا بالله.
عاصم بنفس الصدمة: اللهم لا شماته، دي النهاية اللي كان يستحقها أمجد.
وصلت عربات الشرطة حيث المكان، غمغمات سادت المكان ونظرات مصدومة صوب بشاعة المشهد، نعم الجزاء من جنس العمل، ليمت أخيرًا بأبشع طريقه لا يتخيلها بشري حتى تأكل الطير من لحم رأسه...

( بعد مرور خمسة أيام )،
تم الحكم النهائي في القضية، ب براءة سليم رسميًا من هذه القضية لتُغلق نتيجة وفاة مجرميها قبل ان ينالوا عقابهم القانوني. وكذلك اصطفت قضية الصعيدي في صفه وإنتهت ببراءته كحق دفاع عن ابنته، لم يتوان النائب العام عن تطبيق نصيحة سليم ليصدر قرارًا بتنظيف هذا الحي بالكامل وتم القبض علي مجموعة من المُهربين وقُطاع الطُرق به واستطاع الآخرون الهرب...

لولولولولوي.
نهضت أنهار من مكانها علي غفلة لتصدح بزغرودة تنم عن سعادته بهذا اليوم، فيما قامت نسمة بإجلاسها في مقعدها من جديد ليهتف أوس ضاحكًا: هاتي صوابعك بقي، خنقتيني؟
مدت كفها ناحيته ليضع دبلته بين أصابعها، حدقت أنهار بالبدله في شدوه غير مُصدقة لتنهض من جديد ومن ثم تصدح بأعلي صوتها تزغرد مجددًا،.

اطلق الجميع قهقات هستيرية علي جنانها المقبول، لتتجه نوراي إليها ثم تحثها علي الجلوس، فبهذه الطريقة لن تكتمل مراسم الخُطبة لتردف أنهار بإمتعاض:
يوه ما تسيبوني أفرح بقي، الواحد ما صدق إرتبط، بدل ما كُنت شبه أُنثي البعوضة الوحيدة الشريدة.
أوس كاتمًا ضحكتة ليقول: بلدي بس تتحبي يا نهر.
أنهار وقد اسبلت أجفانها هيامًا: نهر الأوس أوس مش كدا يا روحي؟

أوس وهو يضغط علي شفته السُفلي بغيظ: وماله يا روحي. أوس أوس زيّ بعضه، ما خلاص إتدبست.
رمضان بإنشكاح وهو يحتضن كف نعمة: شايفه اليومانسية يا بت، بتدلعة، شوفتي؟
مطت نعمة شفتيها ومن ثم إنكمشت قسمات وجهها غضبًا ليقول عاصم ضاحكًا: احم. يابني هتدلعك إزاي بالفقاقة؟

رمضان بتذكر: نسيت، ويا يهمك يا حبعميي، انا هديعك. بس نتجوز يا ميبه (مربة) إنتِ.

تشبثت نسمه بذراع زوجها، لينظر لها عاصم بنظرات ذات مغزي وبنبرة هامسة تابع: شايفة رمضان بطيخة، بيدلع خطيبته وبيقولها (ميبه)، وانا مش لاقي حد يدلعني، هو إحنا مش هنول الرضا ولا أيه؟

نسمه وقد توردت وجنتاها وهي تهمس له: عيب يا عاصم، بعدين.
قطع صياحهم دخول زياد، سار للداخل بخُطوات سريعة ليتجه نحوها بينما ترمقه هي بنظرات مصدومة، وما أن رأته يندفع إليها حتى إختبأت خلف سليم ليردف سليم موجهًا حديثه له: زياد، أزيك؟
زياد وهو يستدير حتى يتواجه معها ثم يضع قبضته علي ذراعها ليُجيب: انا بخير طول ما إنتوا بخير، أستأذنكم بقي.

قال جُملته الأخيره وهو يميل بجذعه العلوي قليلًا حتى تمكن من حمل جسدها علي كتفه لتميل برأسها خلف ظهره ومازالت فاغره فاهها بشدوة ولم تنبس ببنت شفةٍ،.

انفرجت أسارير وجه خديجة وهي تري زياد يحملها فقد علمت بأنه لن ينصاع لحديثها وحتمًا سيعود وهنا هتف سليم بتساؤل: إنت واخدها ورايح فين؟
زياد بثبات: هنصفي حساباتنا، علشان عقابها زاد أوي.
آلاء بصراخ: لأ لأ لأ. مش عاوزة أروح معاه يا سليم، نزلني بقي.
روفيدا بقلقِ: عقاب أيه دا اللي زاد؟
ماجد وهو يضع يده علي فمها: اسكتي هتبوظي الخطة، إنتِ بتخوفي البنت.

زياد وهو يتجة بها صوب باب القصر وسط صرخاتها: هنصفي حسابنا مع الماضي، ب (العُمرة ). اللي كان نفسها فيها.

تواري خلف باب القصر وقد قرر أن يأخذها إلى بيت الله وكُله أمل ببداية جديدة ليست علي الله بكبيرة، ف حلمهما لا شيء أمام إرادة رب الكون.

روفيدا بضحكة: مجنون. والله خوفت عليها منه في الأول.
خديجة بحنو: ربنا يفرح قلبها يارب.
روفيدا باستئناف: وتجيب بنوته. وتبقي ( أُم البنوته ).
في تلك اللحظه مال عاصم إلى زوجته ثم حملها بين ذراعيه قائلًا بنبرة ثابتة: طيب عن إذنكم يا جماعة؟
نسمة فاغرة فاهها فيما أردف سليم بنبرة ذات مغزي: إنت رايح فين؟
عاصم مُتجهًا صوب الدرج: هنول الرضا يا حبيبي، في حاجه؟

نسمة وهي تبتلع ريقها بصعوبة لتردف بنبرة سادرة: أبقي نوله بعدين يا عاصم.
عاصم وهو يصعد الدرج حاسمًا للأمر: لأ، أنوله دلوقت.
لم تتوقف ضحكات الجميع عن الصدور، إتجه عاصم بها إلى غرفتهما، إلتفت رمضان إلى نعمة ليقول بنبرة ممتعضة: هو انا هشييك أمتي بقي، أنا زهقت؟
ماجد ضاحكًا: نهاية الإسبوع دا يا حبيبي.

تجمع الباقية في زاوية بعيدًا عن (أوس وأنهار ) ليتركوا لهما مساحة للحديث. إلتقط أوس يدها ثم مال علي كفها يُقبله ليجد رامي يخرج من خلف الأريكة قائلًا: هو دا جوزكي علشان تخليه يبوس إيدك؟
أنهار بصراخ: أرحمني، روح شوف خطيبتك وسيبني في حالي.
رامي وهو يضع يده حول خصره: مُزتي بتصلي لربنا، علشان تدعي ونكبر بسرعة ونتجوز.

أوس وهو يصر علي اسنانه: يا ماجد، لو خايف علي ابنك بجد، اصرفه عن وشي. وإلا أطلقهالكم قبل ما أتجوزها.

أنهار بصراخ طفولي: هيطلقني لأ. لأ حرام عليكم أنا غلبانه وعيالي هيتشردوا.
سليم ضاحكًا: أبعد ابنك عنهم يا عم ماجد، علشان الفراغ العاطفي قاتلهم.
إتجه سليم صاعدًا الدرج نحو غرفته، وما ان دلف داخلها حتى وجد زوجته وابنته يصطفان جنب إلى جنب ويؤديا صلاتهما، رمقهما بنظرة حانية ومن ثم إلتفت ناحية ابنه ليجدهُ أوشك علي البُكاء،.

سار بخُطواته إليه ليميل عليه قليلًا، أخذ يُداعب وِجنته بحُب جارف. قبل جبينه قُبلة طويلة وراح يضع رضاعتة الصناعية بفمه حتى ينام،.

إتجه إليهما من جدبد ليجد زوجته في حالة سجود وكانت نيروز تُقلدها حينما أصدرت صوتًا واضحًا بالنسبة له: صو صو صو.
كتم سليم ضحكته حتى إنتهت نوراي من صلاتها لتلتفت إليه بحنو قائله: مالك؟
سليم وهو يُشير بحاجبيه ناحية ابنته الساجدة قائلًا: بتقولك صوصو، بتفكرني بنفسي وانا صغير وأبويا بيوقفني جنبه علشان أتعلم الصلاة، أهي صوصو صو دي كانت بداية دخولي الإسلام.

أطلقت نوراي قهقة عالية، فيما رفعت نيروز جسدها وراحت ترمقهما بإمتعاض لترفع إصبعها السبابة إلى شفتيها وبنبرة غاضبة طفولية تابعت: هووووش. عيب.
سليم يتصنع الجدية: إحنا أسفين يا باشا، كملي كملي.

نهضت نوراي عن مكانها مُتجهه حيث طفلها، قامت بحمله بين ذراعيها لتتنشق عبيرهُ في حالة من الإفتقاد بينما جلس هو إلى جوارها ليضمها إليه كذلك ويفعل ما فعلته هي بصغيرها يتنشق عبير خُصلاتها الحريرية وبنبرة جامدة تابع:
هو انا مش قولت ما تتصرفيش من غير إذني يا قلبي؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة