قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل العاشر

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل العاشر

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل العاشر

قرّب كف يدها إليه وبدأ يُقبل باطنه في شغفٍ يكسوه الحُزن لحالتها تلك حيث تابع بنبرة ثابته، زي ما سرقتي قلبي، لازم اسرق ضعفك منك. عارف إن الدُنيا بالنسبه لك هي الست دي، وعارف إن كُل حاجه نقصاكي هي اللي كانت بتكملها. بس دي الحياه يوم فيها وفي ثانيه ما بنكونش موجودين.

تنهد بثقلٍ في تلك اللحظة ومن ثم مال بجذعه للامام ليقترب من رأسها ويطبع قبله حانيه عليها، أحس بألم يكاد يُفتك برأسه وهنا جلس إلى المقعد مُجدداً ورمي برأسه للخلف، مُغمضًا عينيه...

ثبتت مُقلتي عينيه بإتجاه اللا شيء وهو يجلس بجانب تلك العجوز التي إنتقلت روحها للأعلي حيث قام بوضع الغطاء علي وجهها بعدما قبلها بثبات، جلس السيد فؤاد إلى الأريكة وهو يضع رأسه بين كفيه، لا يستطع البُكاء. لا يليق به، يجب أن يتماسك أكثر من ذلك فوضع كهذا يستوجب الثبات الإنفعالي، في تلك اللحظة إلتفت عاصم بإتجاه جدته حيث وقف قبالة الفراش لتخونه عبره حاره تسقط علي وجنته. أبعدها عاصم في عصبيه ومن ثم تابع مُتجهًا بحديثهِ إلى راضي، المُغسله جت ولا لسه؟!

راضي بحُزن: انا كلمتها وهي علي وصول يا عاصم باشا.
أومأ عاصم برأسه مُتفهمًا ومن ثم وضع يديه في جيب بنطاله بثباتٍ شديدٍ ليُتابع فؤاد بنبرة خافته، خلينا نجهز كُل حاجه. علشان نلحق ندفنها الصُبح بدري.

في فجر اليوم التالي، فتحت عينيها بصعوبه وقد أحست بأن الدوار مازال مُسيطرًا عليها لتعتدل في نومتها جالسه ومن ثم تنظُر إلى يدها مُتذكره أحداث اليوم السابق وهنا وقعت عيناها عليه حيث غفا علي مقعده من شده الإرهاق، شعرت نوراي بغصه في قلبها ومن ثم عاودت البُكاء من جديد واضعه يدها علي فمها حتى لا توقظه ولكنها لم تنجح في ذلك فبدأت شهقاتها تعلو تدريجيًا حتى فتح هو عينيه بتباطؤ من أمرهِ ومن ثم رمقها بخوفِ قائلًا، إنت كويسه يا نوراي؟!

إرتعشت فرائصها وبدأت الدموع تنهمر من مُقلتيها بغزاره ومن ثم تابعت بنبرة واهنه، ماما صفيه. سابتني يا سليم.
مسح سليم علي وجهه في ضيقِ من إنهيارها، فوجعها يؤلمه أضعاف ما تشعر هي به ليلتقط كفها ثم يُتابع بنبرة هادئه، نوراي. اهدي علشان خاطري. ادعيلها بالرحمه وخليكِ قويه. لأن ضعفك دا مش هيرجعها.

نوراي بحُزن: كان نفسي اشوفها واحضنها اوي يا سليم.
سليم بإبتسامه هادئه: تتقابلوا في الجنه إن شاء الله ولو بتحبيها بجد. ادعيلها وبس. وقفي دموعك علشان الدموع دي بتأذيها اوي. موافقه انها تتأذي بسببك؟!

نوراي وهي توميء برأسها سلباً في بكاء، لا، بس انا عاوزه احضر الدفن. لو سمحت يا سليم، عاوزه اودعها.
حك سليم ذقنه بإصبعيه في تفكير إستغرق دقائق وكانت تُراقب إجابته بلهفه وأعينٍ حمراء من كثره البُكاء، وأخيرًا تابع هو بنبرة مُتسائله، قولتيلي في واحد في القصر كُنتِ بتعرفي اخبارها منه؟!
نوراي بنبرة هادئه: عمو راضي.
سليم بثبات: اه هو دا. كلميه ناو واعرفي منه الدفن هيكون أمتي وفين؟!

أمد سليم يده لها بالهاتف الجول، لتلتقطه هي في عجاله من أمرها ومن ثم أجرت إتصالًا به ولكن دون إجابه، أخفضت نوراي يدها عن أذنيها بخيبه امل حيث رددت بنبرة مُختنقه، مش بيرد عليا.
سليم بهدوء: أكيد مشغول بإجراءات الدفن.
وما أن إنتهي سليم من جملته تلك ليجد الهاتف يُعلن عنه مجيء إتصالًا، نظرت نوراي للرقم في لهفه ومن ثم أجابت علي الفور مُردده بنبرة مُتلعثمه، عمو راضي؟!
راضي بهدوء: إنتِ كويسه يا بنتي؟

أخرجت في تلك اللحظة زفيرًا مُتثقلًا بالأوجاع والهموم ومن ثم رددت بنبرة مُنكسره، انا كدا مش هشوفها تاني خلاص؟!
راضي بحنو: ادعيلها وهتشوفيها في حلمك.
نوراي بنبرة مُتلعثمه: ممكن تقولي مكان الدفن فين وامتي؟
راضي بحُزن: اوعي تيجي يا نوراي. عاصم مش هيسيبك دا بقي اسوء من الاول.
نوراي بتنهيده ضعيفه: ما تخافش عليا. بس لازم اودعها.

تفهم السيد راضي حالتها تلك ورغبتها في توديع جسدها قبل أن يتواري تحت التراب حيث أخبرها بكُل التفاصيل ومن ثم أغلقت معه علي موعد باللقاء، رمقها سليم في فضول بينما رددت هي بخفوت، الدفنه بعد ساعتين. في مقابر الدالي.
سليم بثبات: هنروح. بس هتشوفيها من بعيد. تمام؟!
نوراي علي مضض: تمام.

برزت أشعه الشمس تُعلن عن صباح يوم جديدًا لتنتهي هي من إرتداء ملابسها التي تلونت كُليًا بالأسود ومن ثم قامت بإرتداء نظاره شمسيه تُخفي الكثير من قسمات وجهها وهنا تابعت روفيدا وهي تتجه معها صوب باب الشقه، خلي بالك من نفسك يا نوراي. انا مش خايفه عليكِ، لان سليم معاكِ. بس خايفه من تصرُفاتك المتهوره. وبإذن الله اول ما ارجع من الجامعه هقولك عن مفاجأة هتعجبك جدًا.

أنهت روفيدا حديثها ومن ثم قامت بطبع قُبله حانيه علي جبين نوراي بينما تابعت نوراي بنبرة حزينه، خير.
إتجهتا معًا لخارج البنايه حيث كان ينتظرهما داخل التاكسي الخاص به ومن ثم ركبتا معه مُنطلقين حيث مقاصدهم، علي الجانب الاخر.

قام بعض الرجال بوضع التابوت أرضًا ليبدأ التُربي في فتح القبر بهدوء شديد، وقف الجميع حول المقبره يُتابعون إجراءات الدفن اولًا بأولٍ وكذلك بدأ الشيخ الموجوده في تلاوة القرءان بصوتهِ الهاديء وهنا بدأ عاصم يُساعد التُربي في إتمام عمله، وصلت هي بصُحبه سليم حيث المقابر وأخذت تُراقب الإجراءات عن بُعدٍ ولم تكُف عن البُكاء لدقيقه واحده ليقوم سليم بضمها إليه في حُزن وتروي، قام الرجال بوضعها داخل قبرها ومن ثم أُغلقت المقبره وأُسدل التُراب عليها. لتُتابع نوراي بإنهيار ونبرة ضعيفة، هتوحشيني يا ماما.

لمعت عيناه بالدموع وضغط عليها بين أحضانه بكلتا ذراعيه مُحاولًا إخبارها أنه بجانبها ولن يُصيبها مكروه.

بينما تابعت نوراي وهي تنظُر بإتجاه ذاك الشاب مُكفهر الوجه، قاس الملامح...
يا تري. إرتاحت كدا يا عاصم؟!
إستمع سليم لحديثها الخافت مع نفسها ومن ثم إنتقل ببصرهِ حيث تنظُر هي، ليجده نفس الشاب الذي قابله قبل هذه المره.

تنهد سليم بقوه ومن ثم تابع بنبرة ثابته، يلا يا نوراي نمشي.
نوراي برفض قاطع: لا، إستني بس هم بيمشوا وانا هروح عند القبر أقرأ الفاتح وبعد كدا نمشي.
صمت سليم في هدوء تام ف لم يرغب في إعتراضه علي ما قالته لإحساسهِ بالخوفِ عليها.

وبالفعل بدأ الجميع في الرحيل عن المقبره بينما قام سليم بإعطاء رجل المقبره مبلغ من المال ليبقون قليلًا بعد، قبل أن يوصد باب المقبره بتلك السلاسل الحديديه، تنهدت نوراي في آسي وما أن تأكدت من رحيل الجميع وكذلك هذا البغيض حتى دلفت إلى حيث المقبره بصُحبه سليم لتجلس امامها في الحال وتبدأ في قراءه الفاتحه في صمتِ، دعا سليم ربهُ في تلك اللحظة أن يقويها لتتقبل ما مرت به دون خسائر أكبر فيكفيه رؤيه الضعف في عينيها، وقف سليم أمام باب المقبره ليجد ذاك البغيض تأخذه قدماها ويعود إلى المقبره من جديد، زفر سليم زفرة قويه ومن ثم إتجه ناحيتها وقام بنزع وشاحهها الذي يُحاوط رقبتها وطلب منها أن تضعه فوق رأسها وتُخبيء معالم وجهها أيضًا، نوراي بذهول مما يفعل: في ايه يا سليم؟!

أغمض سليم عينيه بقلقٍ عارمٍ ومن ثم ردد بنبرة ثابته، عاصم هيدخل من الباب حالًا وللأسف مفيش مكان نهرب منه، غير الباب اللي هيدخل منه حالًا. اوعي احس بضعفك لحظه او تلفتي إنتباهه.

شُحب لون وجهها في خوفِ بينما قام سليم بإمساك كفها مُتجهين معًا صوب باب المقبره، ترقرقت عيناها بالدموع وبدأت تبتلع ريقها في خوفِ عندما وجدته يقف امامها وكذلك إرتعشت أطرافها ليضغط سليم علي اصابعها القابعه بين كفيه في ثبات، رمقهما عاصم في إستغراب ومن ثم تابع مُتجهًا ببصره ناحيه سليم، إنتوا مين وبتعملوا ايه هنا؟!

سليم بنبرة جامده مصوبًا بصره إليه وكأنه يتحداه: انا سواق صفيه هانم. وجاي اقرأ لها الفاتحه. إنت بقي مين؟!

جدحه عاصم بنظره حاده بينما أخفضت نوراي بصرها حتى لا يُلاحظ عاصم توترها ويُثيره الشك حيث ردد عاصم بتساؤل عاقدًا حاجبيه، انا حفيدها. وليه المدام حاطه الطرحه علي وشها كدا؟!
سليم بنفاذ صبر وهو يصطحب نوراي ويكملان سيرهما: أصل عندها حساسيه من التُراب.
سار سليم بها لخُطوات بعيده عنه ومن ثم ردد بنبرة هادئه، اهدي ما تتوتريش.
في تلك اللحظة هتف عاصم بنبرة هادره، إنت اسمك ايه؟!

نوراي بنبرة مُتلعثمه: انا هسبقك علي العربيه.
سليم بثبات قبل أن يلتفت له: تمام.
وهنا إلتفت سليم ناحيته مُجددًا والضيق يعتري قسمات وجهه بينما هرولت نوراي في طريقها للسياره ولكنها بالفعل إستطاعت تأكيد شكوكه بها حينما فلتت خُصلات شعرها من الرابطه الخاصه بهم وأنسدلت علي ظهرها. ف عاصم يحفظ كُل تفصيله بها وهنا ردد بصُراخ ونبرة مُزمجره، نوراي؟!

إرتعش جسدها بالكامل ومن ثم إلتفتت ناحيته والدموع تتساقط من عينيها ليهمّ هو بخُطواتهِ ناحيتها...

في تلك اللحظة أغمض سليم عينيه بنفاذ صبر وقد إشتعلت النيران داخله ليهتف وهو يقف امامه ويعيق طريقه، امشي إنتِ.
نوراي بنبرة مُنهاره: لا يا سليم مش هسيبك، تجرع سليم غيظه في سعه صبر فقد خشيت هي عليه الأذي من قبل ذاك البغيض، بينما هتف سليم بها مُجددًا، امشي حالًا بقولك.

إنصاعت نوراي لحديثهِ علي مضض وأخذت تستئنف عدوها لخارج المقبره بينما أمسكه عاصم من ياقه قميصه ومن ثم وجه له تحذيرًا صارمًا، وحيات امك لأقتلك يا كلب. إنت مين؟! وايه علاقتك بنوراي!

رمقهُ سليم بنظره ثابته وهو يجوب ببصره بين كفه المُمسك بياقه القميص وملامحه المُخيفه بالنسبه لنوراي. اما بالنسبه له ف عاصم أضعف مما تصور في غياب حاشيته، صر سليم علي اسنانهِ في غيظٍ ومن ثم ردد وهو يُبعد كفه بعُنفً، وحيات امي اللي جبت سيرتها دي. إني ممكن أدفنك هنا ومش هتاخد في إيدي دقايق.

تشنجت ملامح وجه عاصم، ف لم يُقابل تهديدات من أحد مُسبقًا فالكُل يخشاه وبشده وهنا اكال عاصم ل سليم لكمه مُفاجأه بينما ثار سليم عليه وأسرع برد لكمه له مُستخدمًا رأسه حتى خارت قوي عاصم وسقط أرضًا بينما تابع سليم بإبتسامه مُتهكمه، اجمد يا جدع في ايه، مفيش راجل بيقع الوقعه دي؟!، اه وصحيح لو عاوز نوراي اوي كدا، لازم تقابل الوحش الاول.

في تلك اللحظة هرول سليم لخارج المقابر وما أن وجدته هي حتى تنفست الصعداء بينما دلف سليم داخل السياره وساقها بسُرعه جنونيه.

علي الجانب الأخر، ظل عاصم يضرب الأرض بكفيه في قوه ويسبهُ بألفاظ قاسيه ومن ثم نهض عن الأرض وأخذ يُهرول مُحاولًا اللحاق بهم ولكن دون جدوي، حيث إستطاعا الهرب بدهاء سليم. ف أكثر ما أثار حنق عاصم، هو تحدي سليم له ونظرات القوه والتهكم التي صوبها له، فإندلعت نيران الإنتقام منه أيضًا وبذلك تم إضافة سليم إلى قائمه المبغوضين بالنسبه له، إلتفتت بجسدها بالكامل ناحيته وكاد الفضول أن يقتُلها لمعرفه ما حدث عند ذهابها لتجده يبتسم إبتسامة ثابته ناظرًا حيث الطريق امامه، عضت نوراي علي شفتيها وأخذت تفرك كفيها ببعضهما ومن ثم رددت بنبرة مُرتعشه، سليم. إنت كويس؟!

في تلك اللحظة إلتفت سليم ببصره ناحيتها ومن ثم ردد بنبرة هادئه، اه طبعاً كويس. إنتِ شايفه ايه؟!
نوراي بتلعثم: ايه اللي حصل بينكم؟!
سليم بثبات: ضربته. عادي يعني.
جحظت عيناي نوراي في ذهول وهي تضع كفها علي فمها ثم رددت بنبرة مصدومه، ضربته!، وبكدا حطك في دماغه ومش هيسيبك.
سليم بضحكه بارده: قصدك انا اللي حطيته في دماغي. وهنلعب عسكر وحراميه سوا. واتمني ينبسط معايا.

إبتلعت نوراي ريقها في قلقِ وأخذت تنظُر لقسمات وجهه الذي يبدو عليها الأريحية التامه بينما ردد هو بتساؤل، بس هو عرفك ازاي وإنتِ مغطيه وشك؟!
نوراي وهي تنظر من النافذه: من شعري اكيد.
سليم بضيق: دا عارف كُل تفصيله فيكي بقي؟!
نوراي بغضبٍ: كُل حاجه فعلًا.

رمقها سليم ببرود ومن ثم ضرب مقود السيارة بقبضته في قوه وهنا تابعت نوراي بهدوء وقد احتل الحُزن خلجات وجهها، شكرًا بجد. مش عارفه من غيرك كُنت هعمل ايه؟!

مر اسبوعان، بدأت نوراي تتناسي ما حدث لها خلال الأيام الماضيه حيث جاهد سليم كثيرًا في إشغال وقتها وساعاته بالتدريب داخل الصاله الرياضيه، فلم يترُكها للحظه واحده، تظُن هي أنه يُشفق عليها بأفعاله، ولا تعلم أن عُمق حبها داخله يزداد خفقانًا، يُحبها في صمتِ، يستخدم حذقته ودهائه حتى في الحُب، تبدو ملامحه وكأنه لم يعرف الحُب مُسبقًا بينما داخله حُب مُتقد، تأكل نيرانه، داخله بالكامل، قامت روفيدا بطبع قُبله حانيه علي وجنتها ومن ثم حملت حقيبتها وهي تُردد بنبرة هادئه، انا ماشيه للجامعه يا قلبي. خلي بالك من نفسك لحد ما ارجع.

بادرتها نوراي بإبتسامه هادئه لم تصل لثغرها بعد وهنا تنهدت روفيدا بحُزن قائله، نفسي ترجعي لطبيعتك يا نوراي.

إتجهت روفيدا علي الفور خارج البنايه بينما ظلت نوراي تنظُر من شرفه غرفتها تُراقب مجموعه من الأطفال يلعبون الكُره بالشارع، في تلك اللحظة تنهدت نوراي بعمقٍ مُتذكره حديثه معها وأكثر العبارات التي كان لها أثر سلبيًا علي قلبها حينما قال لها، بحميكي منه، علشان شايفك ضعيفه وعاوزك تكوني اقوي. وبما إني مُدرب كاراتيه وبحب ان العدل يسود، فقررت أدربك، علشان تواجهي الدُنيا بنفسك، هكذا كانت تظُن في السابق وبالأمس أكد هو لها صحه ظنونه، رغم أن تلك الظنون بالفعل خاطئه، هو يُريدها قويه ويري أن الحُب ضعف، وهذا يتنافي مع أهدافه ناحيتها...

زفرت نوراي زفره قويه تحمل الكثير من الآسي ومن ثم إلتفتت ناحيه مرآتها حتى وقفت امامها مُباشره، جذب إنتباهها وجود هذا المقص الموضوع امامها، فشعرت انها تُريد تغيير شيء ما بها، لذلك إلتقطته في هدوء وبدأت بتحويل خُصلات شعرها امامها وهنا وجدته يهتف باسمها بالخارج، سليم بإستغراب: نوراي؟! روفيدا؟!

لم تستجب هي لهتافهِ أبدًا، لذلك قرر هو الدلوف داخل الغرفه عندما وجد بابها مفتوح وهنا تابع بنبرة هادره، نوراي! إنت بتعملي ايه؟!
تابعت نوراي بنبرة بارده وهي تنظُر صوب المرآه، بقص شعري. هتشفق عليا في قص شعري كمان؟!
أغمض سليم عينيه بنفاذ صبر ومن ثم تابع وهو ينتشل منها ذاك المقص، بنبره صارمه، اوعي تفكري تقصيه أبدًا.

رمقتهُ نوراي بغضبٍ هائل ومن ثم قامت بإزاحته بكلتا يديها الضعيفتين قائله في ضيق ونبرة عاليه وهي تشير بأصابعها ناحيه باب غرفتها، اطلع برا يا سليم. مش عاوزه اشوفك تاني. ولا محتاجه شفقه من حد. سيبوني في حالي بقي. وخُد أختك معاك واعتبروا الشقه لسه مهجوره زي زمان. انسوني عاوزه اعيش لوحدي.

عقد ذراعيه امام صدره، مُنتظرًا إنتهاء صُراخها وهنا ردد بنبرة هادئه، خلصتي زعيق.
إنهمرت الدموع علي وجنتيها، فأصبحت تحمل أوجاعًا وهمومًا فوق قدرات تحمُلها لذلك أسرعت بالدلوف خارج الغرفه وما أن وصلت إلى باب الشقه الذي كان مفتوحًا بالفعل، حتى فتحته علي مصرعيهِ قائله بنبرة جامده، انا بكرهك. أطلع برا.

إقترب سليم منها في تلك اللحظة ومن ثم ضغط بقبضه يده علي أحد ذراعيها قائلًا في جديه، نوراي. ممكن تهدي.
أبعدت ذراعه عنها بقوه ومن ثم تراجعت خُطوتين للخلف قائله بنبرة مُتهكمه، انا هاديه جدًا. ممكن بقي تُخرج من حياتي للأبد.
سليم وهو يرمقها بحنو واضعًا يده في جيب بنطاله، ممكن إنتِ تخرجي من قلبي الأول. وانا اوعدك هخرج من حياتك.

رمقتهُ هي في ذهول من أمرها، هل إعترف بحبه أخيرًا. تكلم الحجر كما قالت روفيدا. شعرت برعشه في جسدها وبدأت تنظُر له بملامح سعيده فتاره تضحك وتاره تبكي بينما فرد هو ذراعيه لها، لتُهرول ناحيته وتقوم بإحتضانه في سعاده غامره، ضحك سليم بشده علي تغير ملامحه بكلمه منه وسرعه رضاها بأقل إمكانياته وهنا طبعت هي قبله علي وجنته قائله، انا بحبك اوي يا سليم.

سليم بهمس في أذنها: عرفتي انا واقف جنبك ليه؟! الشفقه مافيهاش إصرار. الإصرار دا أحد صفات الحُب.

أغمضت عينيها علي كتفه دون أن تتحدث بكلمه واحده، ليُلاحظ سكونها بين أحضانه وهنا تنحنح بنبرة مرحه قائلًا، مش عاوزه تشوفي جايبلك ايه معايا؟!
نوراي بفضول: ايه؟!
قام سليم بإخراج علبه من القطيفه ورديه اللون وما أن قام بفتحها حتى هتفت نوراي بفرحه، حلوه اوي. سلسله وبومه كمان. وكمان فضيه، ربنا يخليك ليا.

إقترب منها سليم ثم قام بطبع قُبله حانيه علي جبينها مُرددًا بحُب، لفي بقي. خليني البسهالك قبل ما أتأخر علي الشُغل.
قامت نوراي بإبعاد خُصلات شعرها ليقوم هو بإلباسها القلاده ومن ثم تابع بنبرة حانيه، هتوحشيني. يلا سلام.
لوحت له بيدها وما أن دلف خارج البنايه حتى هرولت ناحيه الشرفه لتختلس بعض النظرات إليه من خلالها...

قاد سيارته حيثُ العمل بينما أخذت هي تترنح علي الفراش بسعاده غير معهوده بالنسبه لها وقد تبدل حالها تمامًا وأصبحت ذات وجه مُشرقًا من جديد، فكم كانت بحاجه لحُبه حتى تقوي علي همومها من جديد، وفي تلك اللحظة وجدت نسمه تُردد بإستغراب، إنتِ إتجننتي يا نوراي.
توقفت نوراي عما تفعل ومن ثم تنحنحت قليلًا وهي تنزل عن الفراش قبل أن تُتابع بنبرة هادئه، ازيك يا نسمه؟!

إتجهت نسمه إليها ثم قامت بإحتضانها في هدوء ورددت بندم، احنا صحاب يا نوراي ومش هنفضل زعلانين من بعض طول العمر. وبعدين انا حبيتك اوي وفهمت بردو إن الحُب مش بالعافيه. ونصيبي محدش غيري هياخده. فاطمنت.

إرتسمت إبتسامة عريضه علي ثغر نوراي وهي تحتضنها هي الأُخري ومن ثم رددت برقه، انا كمان بحبك اوي. ومش عوزاكِ تزعلي مني أبدًا.
نسمه وهي تبتعد عنها قليلًا: بتحبيه يا نوراي.

قامت نوراي بطبع قُبله حانيه علي جبين نسمه وبعدها تابعت وهي تجلس بصُحبتها علي الفراش، مش هكذب عليكِ. انا بعشقه. هو شعاع الفرحه بالنسبه ليا. الفرحه اللي اتحرمت منها من سنين كتير، هو كوكب امان مُستقل عن الدُنيا وانا عاوز اعيش علي الكوكب دا لوحدي، بس مش عاوزه اكون سبب في كسره قلب اي حد، فهماني؟!

أومأت نسمه برأسها في تفهُم ومن ثم تابعت بحنو، ربنا يسعدك ويهنيكِ معاه. سليم راجل ودايمًا قد وعوده وكلامه. بس تفتكري انا كمان هلاقي نصيبي. ولا محدش هيفكر يبصلي.

نوراي بلوم: من قال إنك وحشه أساسًا. لازم تكوني واثقه من نفسك بزياده علشان ثقتك الداخلية بتبهت علي تصرفاتك. الروح لو مش نضيفه، ما تتطاقش. وبعدين الشكل الخارجي في ثانيه ممكن يتبدل، تخيلي بقي واحده جميله جدًا وروحها بشعه، كُل الناس اللي عاملين انهم بيحبوها دول. بمُجرد ما يحصلها تشوه والعياذ بالله هيبعدوا عنها. علشان كانوا صابرين عليها لجمالها، ف راح الجمال. ازاي هيستحملوا روحها البشعه دي؟! صدقيني جمال الروح، نعمه من ربنا، خليكِ واثقه في نفسك أكثر من كدا.

نسمه بنبرة حانيه: صدقيني مفيش اجمل من روحك إنتِ يا نوراي.

يا باشا إحنا كُل يوم نروح الموقف، ونسأل عن واحد اسمه سليم. ومش بنوصل لحاجه، لأن في اكتر من عشرين سواق بنفس الاسم.

أردف احد رجال عاصم بتلك الكلمات في ثبات بينما إنتصب عاصم عن مكتبهِ في إنفعال قائلًا...

المطلوب منك. تعرفي عنوان العشرين دول. وتجيبلي صوره لكُل واحد فيهم بعنوانه. وتسيب الباقي عليا.

أنهي جملته تلك ومن ثم إتجه خارج الشركه كُليًا باحثًا عن نقطه الإنتقام الخفيه، كعادته كُل يومٍ، وقفت تجوب ببصرها في المكان تُلقي الأوامر علي مسامع المنظمين للإنتخابات بالجمعيه لتأتي إحدي صديقاتها ثم تُردد بنبرة ثابته، المكان كدا بقي جاهز لإنتخابات بكرا. بس تفتكري لو كسبتي. ايه خططك الجايه. والجمعيه هتبقي الراعي الرسمي لأي مؤسسات؟!

أطلقت إلهام ضحكه مُتهكمه ومن ثم تابعت وهي تجلس إلى أحد المقاعد في تجبرِ، اعتبر نفسي كسبت. وقررت أوجه شُغلي للملاجيء وفصول محو الأمية.

قام سليم بإسناد ظهره إلى التاكسي الخاص به يتذكر مرحها ومزاجيتها المُتقلبه تلك، فهو الآن يعشقها وبشده. وأخيرًا بات يعترف بهذا داخله، قطع شروده في تلك اللحظة مجيء شريف صديقه الذي ردد بنبرة هادئه، فينك يا بني. بقيت تيجي فتره صباحيه بس ومش بنتقابل.
سليم بهدوء: كُنت محتاج شويه راحه يا صاحبي.

شريف بتتابع: الموقف الفتره دي مقلوب. كُل يوم شويه رجاله لابسين بدل، ييجوا يسألوا عن اسم واحد والغريب أن الواحد دا اسمه سليم، انهي سليم بقي مش عارف. اوعي تكون إنت اللي بيدوروا عنه.
إنتبه سليم لحديث صديقه ومن ثم تابع بنبرة مُتسائله، وايه اللي حصل بعد كدا؟!

شريف بإستكمال: مفيش. مش بنديلهم عُقاد نافع. الموقف مليان سواقين عندهم نفس الاسم. وهم مش معاهم صوره للشخص اللي بيدوروا عليه. وبعدين انا مش مرتاحلهم، حك سليم ذقنه بكف يده في ثبات ومن ثم تابع في حيره مُحدثًا نفسه، بس هو عرف اسمي منين؟!

في تلك اللحظة ذهب بذهنه لما حدث قبل اسبوعين عندما هتف بها أن تسبقه إلى السياره وحينها رددت هي اسمه بنبرة باكيه حين قالت، لا، مش هسيبك يا سليم، إستفاق من شروده علي صوت صديقه مُرددًا بتساؤل، هترجع البيت ولا هتكمل لورديه بالليل؟!
سليم بجمود وإبتسامه ذات مغزي: مكمل لورديه بالليل طبعًا.

مبسوطه اووووي يا عمو ناجي. أخيرًا اتكلم.
اردفت نوراي بتلك الكلمات في سعاده وهي تجلس إلى الأريكة بجانبه بينما ردد ناجي بنبرة حانيه، ربنا يسعدكم يا بنتي، وطالما قالك بحبك، تبقي بقيت اغلي عنده من روحه، فياريت يا نوراي، ما تتعبيش روحه أبدًا.
نوراي بحُب: بعد الشر عنه.
قطعت نسمه حديثهما وهي تضع اكواب الشاي إلى الطاوله حيث رددت بنبرة مُغتاظه، كلت دماغي من الصُبح يا عم ناجي.

ناجي بحنو: عقبال ما تلاقي اللي بتحلمي بيه يا نسمه إنتِ وروفيدا، ومن ثم إستئنف حديثه قائلًا: امال فين روفيدا صحيح.
نسمه بإستكمال: كلمناها وقالت انها راجعه من الجامعه وقربت توصل.
وما أن أنهت نسمه جملتها حتى وجدوا طرقات علي باب المنزل لتهتف نسمه بضحك، اهي جت.
قامت نسمه بفتح باب المنزل علي الفور وما أن دلفت روفيدا للداخل حتى رددت بنبرة سعيده، وأخيرًا. لقيت المشروع اللي هنعمله.
الجميع في نفس واحد: ايه؟!

تابعت روفيدا وهي تقفذ في مكانها بنبرة مرحه، محو أميه،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة