قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس والثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس والثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس والثلاثون

قام بتشهير مسدسه صوب رأس سليم، الذي رمقه بثبات، بينما تابع عاصم بنبرة جامده، أيه رأيك في المفاجأة؟!
سليم بإبتسامة جامدة: جميله. ويا تري جاي هنا تعمل أيه؟!
جمدت ملامح عاصم أكثر ومن تابع حديثه الذي كان واضحًا دون مؤاربة...
جاي أقتلك وأخد نوراي.

في تلك اللحظة ترجلت هي خارج الغرفه، تبحث عن سبب تأخيره، تجمدت في مكانها تنظُر له تارة وأخري ناحيه المسدس المصوب حيث رأس زوجها، خنقتها الدموع في تلك الأثناء لتشهق بفزع قائله.

ع ع عاصم؟!
عاصم بحدة: كُنتِ فاكرة إني هسيبك له، قولتلك هقتله لو فكر ياخدك مني. إنتِ اللي خلفتي الإتفاق بيننا.

وضعت يدها على فمها وقد أجفلت عينيها قليلًا في محاولة للسيطرة علي ضعفها، بينما إستئنف عاصم بنبرة هادرة وهو يضع إصبعه موضع الزناد، ودي نهاية اللي يفكر يلعب مع عاصم الدالي.
وهنا صدر عنها نواح إهتزت له جدران البيت، وراحت تُردد بنبرة صارخة وهي تضع كلتا كفيها علي رأسها...

لأ. لأ يا عاصم. علشان خاطري لأ، ما تقتلهوش. حرام عليك بقي.
رمقه سليم بطرف عينيه وكأنه يُخطط لشيء ومن ثم تحول ببصره ناحيتها قائلًا بضيقِ، إهدي يا نوراي.
نظرت له نوراي بوجهٍ شاحبٍ، ثم هرولت إليه تحتضنه وأخذت تتشبث بملابسه قائله بصراخ، إقتلني معاه، ما تسيبنيش يا سليم.

أحاط سليم خصرها بأحد ذراعيه، ظل جسدها ينتفض في حالة إنهيار منها، كز عاصم علي اسنانه من حديثها، ومن ثم أمد ذراعه إليها وهمّ أن ينتزعها من بين ذراعي سليم هادرًا بها في عُنف، إنتِ الدور لسه ما جاش عليكِ.

تحولت أنظار عاصم إليها، لتنجح نوراي في تشتيت إنتباهه بعيدًا عن زوجها، وهنا أسرع سليم بنزع السلاح منه ومن ثم أداره بين كفه بحركة سريعة وبأقصي قوة لديه قام بضرب رأس عاصم بمؤخرة السلاح، فما كان منه إلا أن خارت قواة وفقد توازنه ليسقط مُغشيًا عليه...

وقع عاصم علي الأرض تحت تأثير تشنجات والتواءات في العضلات، جحظت عيناها في ذهول وقد شعرت بألم يحتل قلبها فما كان منها إلا أن جثت علي رُكبتيها ومن ثم بادرت برفع رأسه إلى ذراعها وراحت تُردد ببُكاء.

مصمم تنهي حياتك بأفعالك ياعاصم، نحت بصره إلى زوجها الذي جثي هو الأخر علي رُكبته ومن ثم تفقد النبض بداخله، وهنا رددت هي بنبرة مُختنقة، علشان خاطري يا سليم، إتصل بالدكتور، عاصم بيموت. الله يخليك إتصل بالدكتور.
في تلك اللحظة قام بضمها إليه، رابتًا علي خُصلات شعرها بثبات وباليد الأخري قام بإجراء إتصالًا هامًا للغاية، أيه؟!، أبني أتقبض عليه!

أردف فؤاد بتلك الكلمات في صدمة أثناء إعلامة بخبر إلقاء القبض علي ابنه من قبل الحكومة، مسح فؤاد علي وجهه بحيرة من أمره ومن ثم قام بإلتقاط سُترته، وقد تجذف في سيره للخارج...

قولتلك انا هروح معاك وأشوف أخويا يا ماجد.
أردفت روفيدا بتلك الكلمات في عصبية مفرطة، ليقبض ماجد علي ذراعها ثم ردد بنبرة هادئه، هتروحي فين بس؟!، بقولك هو قدم بلاغ ودقايق وهيكون هنا مكبرة الموضوع ليه؟
نشبت مشادة بينهما، مسح ماجد علي غُرة رأسه بنفاذ صبرٍ، بينما هتفت السيده خديجه بنبرة واهنة، اسمعي كلام جوزك يا بنتي، طالما سليم كلمنا وإتطمنا عليه خلاص.

في تلك اللحظة ترجلت نسمه خارج شقتها، قطبت حاجبيها في إستغراب من إشتعال الأجواء ومن ثم سارت بخُطواتها إليهم وراحت تُردد بتساؤل، صوتكم عالي ليه؟! خير أيه اللي حصل!
روفيدا بنبرة أشبه للبُكاء: عاصم الحقير، حاول يقتل سليم.
شهقت نسمه بفزع، تجوب بأنظارها بين الواقفين في صدمة، وكبا لون وجهها إلى الصُفرة الفاقعه وبنبرة مُتحشرجه رددت...

سليم كويس مش كدا؟!
ماجد هازًا رأسه بالإيجاب: الموضوع عدي علي خير الحمدلله، بس الغريب في الموضوع، عاصم عرف بيت سليم أزاي!

تحررت الدموع من مُقلتيها وقد أخفضت رأسها خجلًا مما فعلته، كيف لها أن تثق به إلى هذا الحد؟ يستغل ثقتها به لسحب الكلام منها، شحب لون وجهها ثم تابعت بنبرة باكية...

انا اللي قولتله.

أستاذ سليم من حقك تتنازل عن المحضر أو لا، بدون ضغط أو إجبار من حد!
أردف الضابط بتلك الكلمات في ثبات، رمقه سليم بهدوء وهمّ أن يتفوه بكلمته الأخير، ليُفاجأ بها تهمس بالقرب من أذنه، أثناء جلوسها بجانبه، علشان خاطري يا سليم، إتنازل عن المحضر.
سليم بحدة: أديني سبب واحد، يخليكي مُتعاطفة معاه!
لم ينتظر منها الإجابة أبدًا بل أشاح سليم بوجهه للجهه الأخري، ومن ثم ردد بإصرار قوي، مش هتنازل.

في تلك اللحظة أومأ الضابط برأسه مُتفهمًا، ليتحول ببصره ناحيه كاتب القضية مُرددًا بثبات، اكتب عندك، نتيجه لنقض التعهد الساري بين المُتهم والمُدعي عليه، تم سجن المتهم عاصم فؤاد الدالي شهرًا كاملًا كعقوبه في يوم الإثنين الموافق 10 إبريل.

رمقه عاصم بنظره مُتأججه، وقد إحمر وجهه من شدة التوهج ليأتي العسكري إليه ومن ثم قبض علي ذراعه ممتثلًا للأوامر الصادرة من رئيسه...

ظل يجوب الطُرقه ذهابًا وإيابًا، يفرك كفيه في قلقِ علي ابنه فقد ضاق ذرعًا من الإنتظار، وهنا وجد عاصم يدلف خارج الغرفه بصحبة العسكري بعد أن قيد ساعديه ويتبعه المحامي، فهم علي الفور إلى أين آلت الأمور بهم، هرول ناحيه المحامي بإندفاعِ جارفٍ ومن ثم هدر به قائلًا...

إتصرف ما ينفعش يفضل في السجن، ممكن يجري له حاجه.
المحامي بأسف: للأسف يا فندم، ابنك هو اللي خالف الورقه اللي مضي عليها.

مر شهر كامل، تتعاقب فيه الأيام والليالي ولا تتشابه، هذ الشهر كاف أن يُحدث تغييرًا في جذور الأحداث، ساوت فيه الظروف بين عدوها وحبيبها أو ما يبدو بأنه عدوها لأن الحياة خلقت منه، قاسٍ مع وقف التنفيذ ولكنهم جميعهم أصبحوا مُدركين بأن هنالك الفارق الهائل بين ما يُباع بدرهمٍ وما ليس يُباع بكنوز الأرضِ سواء حُب، تضحية أو حتى الفراق...

سليم باشا، عم الدنيا كُلها.
أردف ماجد بتلك الكلمات في مرح، أثناء دلوفه داخل مكتب سليم الذي إنكب علي عمله لكثرة تشعبه هذه الفترة وخاصه بعد...

نحا سليم بصره إليه وقد إِفتر ثغره عن إبتسامة خفيفة ومن ثم تابع بهدوء.
هو كُل اللي هيتجوزوا، بيتجننوا؟!
أطلق ماجد ضحكة عاليه أثر حديث سليم ومن ثم جلس إلى المقعد المقابل له وراح يُردد بفرحه عارمة...

ما الواحد مش عارف يفرح من أيه ولا أيه. دا الأخبار كُلها بتتكلم عن شركتنا وإن الموديل إكتسح السوق ونسبه الطلبيات عليه زادت.

أومأ سليم برأسه مُتفهمًا ثم تابع بثبات: ولسه النهارده واصل لي خبر، إنهم عاوزين يعملوا معايا لقاء تلفزيوني.
ماجد وهو يُصدر صفيرًا هادئًا: أيوه بقي يا سولي يا جامد، طيب وإنت عملت أيه؟!
لوي سليم شدقه في إستنكار ومن ثم رجع بظهره للخلف مردفًا بثبات: يا بني هو انا فاضي للكلام دا، وما تنساش إن انا ليا شغلي الأساسي، والقضية مش سهله وبتاخد مني مجهود ووقت.

ماجد بتفهم: بس إنت قطعت فيها شوط كبير أوي يا سليم.
سليم بتنهيدة هادئة: لو هقعد فيها العُمر كُله، هجيب لوالدة نوراي برائه ومش بعيد أوصل لطرف الخيط المدسوس في شركة فؤاد الدالي واللي هو بنفسه هيوصلنا للعصابة.

قطب ماجد حاجبيه في إستغراب، ثم مال بجسده للأمام قليلًا مرددًا بترقُب، تقصد إن حد من عيلة الدالي له دخل في القضية دي؟!
سليم بشرود قليلًا: جايز!، بس التحريات شغالة في الموضوع دا، ما تقلقش.
ماجد بهدوء: تقصد غسان؟!
أرجع سليم المقعد للوراء قليلًا، ومن ثم هبّ واقفًا وبعدها إستدار ليواجه ماجد قائلًا.

بالظبط، ويالا بينا علشان نتغدي مع بعض، قبل ما تروح مع البنات لحجز الفساتين.

ما تتصلي يا نوراي يا بنتي علي جوزك، علشان نتغدي كُلنا مع بعض قبل الأكل ما يبرد.

أردفت السيده خديجه بتلك الكلمات في هدوء، أثناء جلوسها إلى الأرض تخرط الملوخية بهمة ونشاط، ف سيجتمع الكُل اليوم لتناول الطعام معًا قبل ذهابهم لحجز فساتين الزفاف...

نوراي بوهن وقد إصفر لون وجهها من شدة الإعياء: زمانه علي وصول يا أمي.
آلاء بغيظٍ وهي تتجه بالحديث إلى روفيدا: شايفين برن عليه، مش بيرد عليا. شغله اهم مني يعني!
روفيدا ضاحكة: يابنتي يمكن عامل فونه صايلنت (silent) ولا حاجه. مش بالضرورة يكون قاعد جنبه.

السيدة خديجة مُتدخله في الحديث بفكاهه: بس يا خايبة إنتِ وهي، ما أنتوا اللي عودتوهم علي كدا، بقي في واحدة تتنازل عن فرحها علشان تسافر مرسي ومطروح، لو علي البحر ما عندنا الكورنيش هناك أهو.

روفيدا ضاحكه: مرسي ومطروح، الإتنين؟!
في تلك اللحظة دلف سليم بصحبة ماجد وكذلك زياد، ألقي الجميع السلام، ومن ثم إتجه سليم ببصره إلى زوجته التي تُعاني من إضطراب بمعدتها مُنذ الصباح الباكر.

جلس سليم إلى الأريكة بجانبها، ومن ثم ألف ذراعه حول كتفها ثم تابع بحُب: عاملة أيه دلوقتي؟!
نوراي بأرق: الحمد لله.
في تلك اللحظة تابعت آلاء بنبرة مُغتاظة وهي تجدح زوجها بنظرات حانقة، أيه يا أستاذ زياد مش فاضي ترُد علي الفون!

عُقد قرانهما مُنذ أسبوعين سابقين وقد إتفقا علي الزواج في نفس اليوم الخاص بماجد وروفيدا وكذلك قرروا السفر بعد الغد دون أن يُقام لهم عُرسًا، سيكتفون بإرتداء الفساتين كنوع من الإختلاف...

زياد بهدوء: انا جعان، نتخانق بعد ما أكل.
ماجد قاطبًا حاجبيه بتساؤل: امال فين نسمه!
رمقهُ سليم بملامح مُتجهمه، لتربت نوراي علي كفه بهدوء وهنا تابعت روفيدا بحُزنِ...

زيّ عادة كُل يوم. مافيش جديد.
ماجد مُتجهًا بحديثه ل سليم: الزعل بينكم طال أوي يا سليم، في الأول والأخر، نسمه مالهاش غيركم وما تهونش عليك.

سليم بثبات: وتفسر بأيه أنها تروح له كُل أسبوع، علشان تشوفه؟!، بتحط إيديها في إيد عدوي!

آلاء بتنهيدة باردة: الحُب ما بيعرفش عدو ولا حبيب يا سليم.
سليم بإستخفاف جليّ: كانت شافت أيه منه علشان تحبه؟!، بترمي نفسها في النار!

جلست في غرفة الزيارة، علي أمل منه في قبول زيارتها. ظلت تهزّ قدميها في توترِ، وقد جأرت إلى الله بأن يقبل رؤيتها هذه المره، فهي تفعل ذلك كُل أسبوع طيلة الشهر الماضي وفي كُل مرة يرفض مقابلتها، ماعدا مرة واحدة كي يوبخها ويُخبرها بنفوره من وجودها، أصبحت حالتها مُزرية للغاية وقد إنقبضت نفسها إنقباضًا شديدًا، في تلك اللحظة فُتح الباب علي مصرعيه، رفعت عيناها في الحال واللهفة تجتاح كيانها، وسرعان ما دبلت ملامحها وأخفضت بصرها للأرض تُخبيء دمعاتها، الحارس بحُزنِ: معلش يا بنتي، بس هو مش عاوز يشوفك، إنتِ ليه مُصره تشوفيه يا بنتي، وفي كُل مره بيخيب أملك ويرفض.

محت القطره التي خانتها وسقطت علي وجنتها ومن ثم نهضت بتثاقلِ ورسمت إبتسامة باهتة علي ثغرها، لو سمحت، أديله الكُتب دي. سلمها له في إيده وكمان الأكل دا، وقوله شكرًا.
الحارس بتفهم ونبرة هادئه: إنتِ طلبتي مني أقولك، لو حصل أي تغير في تصرفاته!
رمقته نسمه بنظرات مترقبه، بينما تابع الحارس بثبات: انا شوفته إمبارح كان بيصلي.

فجأه بدأت ضربات قلبها تصدر ضجيجًا هائجًا، ظل قلبها يعلو ويهبط بعُنف وسرعان ما شقت الإبتسامه طريقها إلى ثغرها قائلة...

بجد؟!، الحمدلله يارب.
أنهت نسمه حديثها ومن ثم إتجهت صوب باب الخروج، تبحث عمن تُشاركة هذه اللحظة...
علي الجانب الآخر، ضم ساقيه إلى صدره وهو يجلس منزويًا علي نفسه في زاويه من الزنزانة، أمال برأسه ليريحها علي ساعده، يتذكر حديثه إليها في المره الوحيدة التي رأها فيها. عندما هددها بإزهاق حياتها من قبل أحد رجاله، بينما أجابته هي بثقه بأن الأعمار بيد الله، وستبقي بجانبه حتى يعود إلى رشده.

رفع بصره ناحيه الطاولة التي غُطت بملاءة بسيطه، ويوجد عليها مجموعة لا بأس بها من الكُتب الدينيه وكذلك علم النفس الإجتماعي وأيضًا مجموعة من الرسائل التي كتبتها خصيصًا لهُ ولكنه لم يُفكر لحظة في الإقتراب من رسائلها له، بل يقرأ فقط الكُتب والتي توجد ملحوظه في نهايه كُل كتاب دونتها هي له قائله صلي يا عاصم، الصلاة بتداوي الجروح وتطيب خاطر المجروح منك ، يرغب كثيرًا بمحادثتها ولكنه يمتنع عن هذا وبشدة فأحيانًا يخشي عليها من أذيته، إن إقتربت، في تلك اللحظة وجد الحارس يفتح باب الزنزانه ومن ثم هتف به في ثبات، وزيّ عاده كُل اسبوع، دي الكُتب اللي هي جيباها لك وكمان أكل.

عاصم بنبرة جامده: هخرج أمتي؟!
الحارس وهو يترجل خارج الزنزانه: لسه ما جاش لينا تصريح بخروجك.

سليم النجدي مش ناوي يجيبها لبر أبدًا.
أردف الرئيس بتلك الكلمات بنبرة مُتأججة أثناء تحريك ذاك الخاتم الفضي بين أصابعه، بينما تابع الرجُل بحيرة:.

طيب والعمل يا باشا، دا كُل جلسة بيقدم للمحكمة دليل جديد، دا غير الكتاب اللي جانوراي كتبته، وكان فيه عنوان المقر الفرعي بتاعنا، انا كُنت حاطط أمل إن ممكن عاصم يخلص منه بسبب الصراع اللي بينهم، ولكن هو اللي خلص من عاصم. انا خايف بعد جلستين تاني، يكون وصل للمقر الفرعي بتاعنا.

الرئيس بصرامة: هخنقه من نقطة ضعفه قبل ما يوصل.

أيه رأيك في دا يا روفيدا؟!
أردفت آلاء بتلك الكلمات في إعجاب أثناء إنتقائها لفستان الزفاف الخاص بها، بينما تابعت روفيدا بإعجاب أكثر، هو فعلًا جميل، بس انا عاجبني الدانتيل دا أكتر، ولا إنتِ أيه رأيك يا نوراي؟!

وضعت نوراي وجهها بين أصابعها، فقد شعرت بدوار فجأه ومن ثم رددت بنبرة واهنه، مش قادرة يا بنات.
لاحظ ماجد ما يحدُث في الوسط، ليتجه إليها ثم يسندها بساعده بينما تابعت روفيدا بقلقِ.

كُنتِ سمعتي كلام سليم ورحتي معاه للدكتور يا نوراي!
نوراي بإرهاق: ماكنتش عاوزه أعطله عن شغله، بس حقيقي تعبانه. صداع وألم في معدتي.
ماجد مُتدخلًا: طيب دوروا إنتوا علي الفساتين وانا هسأل عن عيادة شاملة قريبه من المول، وأول ما نخلص كشف، هنرجع لكم.

روفيدا بقلقِ وهي تمسح على وِجنه نوراي: إستني طيب نيجي معاك.
ماجد بهدوء: الموضوع مش مستاهل، إنجزوا بسرعه بقي.

أهلًا أهلًا، ب سليم باشا!
أردف عزيز المرشود بتلك الكلمات في حفاوة شديدة، بينما دلف سليم بصحبة زياد إلى المكتب ثم جلسا إلى المقعدين المتقابلين...

عزيز المرشود صاحب أكبر شركات للإستثمار العقاري، والممول لكثير من الشركات المُبتدئه وكذلك الحفلات الخاصة برجال الأعمال، يمتلك منتجعات سياحية ضخمة ودائمًا ما يسعي لرقيها...

عزيز بهدوء: تحبوا تشربوا أيه؟!
سليم بثبات: قهوة مظبوط.
وهنا إلتفت ناحية زياد مُتسائلًا: وحضرتك!
زياد بثبات: سادة.
جلس عزيز إلى مقعده الجلدي علي الفور، ومن ثم تابع بإبتسامة هادئه مُتوجهًا لحديثه ناحية سليم...

طبعًا إنت عارف، انا طلبت مقابلتك ليه؟!، بس قبل كُل حاجه انا حابب أبدي إعجابي بالموديل اللي صدر عن شركتكم بإعتبارها شركه مبتدئه وقدرت تكتسح السوق وبقوة، حقيقي المصمم الخاص بشركتكم، موهبة فذة، او قل وجودها دلوقتي. أتمني في يوم من الايام أتعرف عليه!

سليم بإبتسامة ثابتة: ما إنت إتعرفت عليه خلاص!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة