قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع والثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع والثلاثون

رواية هو لي الجزء الأول للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع والثلاثون

عقد سليم حاجبيه بترقُب شديد، ومن ثم نهض عن مكتبه وأتجه صوب الباب وأحكم غلقه بهدوء شديد وسرعان ما ردد بنبرة متسائلة، تقصد أيه يا غسان!
إبتلع غسان ريقه في توترِ جليّ، هرول ناحيه سيارته وقام بالدلوف داخلها وقبل أن يهمّ بإقتيادها مغادرًا المكان تابع بخفوت، لحظة يا سليم. خليك معايا دقيقة.

في تلك اللحظة قام بقيادة السيارة، للإبتعاد عن مبني الشركة حتى يستطع التكلم براحة أكثر، ليصطف سيارته علي جانب الطريق ومن ثم تابع بثبات، كمال. كمال يا سليم، هو جاسوس العصابة في الشركة. لأ والكارثة الكبيرة إن إلهام الدالي، ليها إيدي في الموضوع. كُل اللي فهمته من الكلام، إنه بيتواصل مع رئيس العصابة بشكل متواصل، وكُل همهم يخلصوا منك، وطبعًا دا من خلال تسليط إلهام علي عاصم وهو اللي يقتلك.

قام سليم بضرب المكتب بقبضة يده في عصبية، لتتشتت الأقلام أرضًا وهنا تابع وهو يصر بأسنانه...
انا دلوقتي عرفت أيه دور إلهام. طبعًا الطُعم بتاعهم، بس أيه اللي وصلها ليهم، دا اللي مش قادر أفهمه.
غسان بحيرة من أمره: طيب المفروض هنعمل أيه دلوقتي وانا هتصرف أزاي!
سليم بثبات وقد تحكم في إنفعالاتهِ بعض الشيء: أنسي مراقبتك لعاصم الدالي، عاوزك تعرف خطوات كمال لحظة ب لحظة، وسيب إلهام عليا.

غسان بتفهم: تمام اللي تشوفه.
أغلق سليم الهاتف معه، وأخذ يضرب بأصابعه علي سطح مكتبه في شرود تام، فيجب عليه أن يتلافي الخطر القادم لا مُحال، فهناك من يتربص به ويرغب في رؤيته صريع النهاية، فقد كثر أعدائه من دون سبب سوي أنه في الحق يسعي وفي تلك اللحظة هجس خاطر في نفسه ليلتقط هاتفه مُجددًا ولكنه تراجع علي الفور فقد تذكر أنها بصُحبته الآن...

ألقي الهاتف علي الأريكة الجلديه المجاورة لمكتبه، وقد إشتدت به الهواجس وظل سابحًا في أفكارهِ وهنا فُتح الباب بهدوء وأطلت هي بإبتسامتها المعتادة وراحت تقول بحنو، حبيبي، سرحان في أيه؟!
كشر إليها في لُطف، بينما إتجهت هي نحوه ومن ثم إستدارت خلفه وقد طبعت قُبله طويلة علي وجنته قائله بحُب وهي تُحاوط كتفيه بذراعيها، وحشتني الساعة دي.

كان في حاجة ماسة لوجودها بجانبه، حيث إلتقط كفها ومن ثم إستدار بالمقعد ليواجهها. طبع قُبله حانيه علي كفها مُردداً بهدوء...

وإنتِ بتوحشيني طول الوقت يا أوشين.
ضيقت هي عينيها علي الفور، فقد لاحظت الحُزن يطغي علي ملامحه الشرقيه الآخاذه، وهنا تابعت بحنو وهي تضع كفها أسفل خده، مالك يا سليم؟!
نهض سليم عن مقعده بحركة وئيدة، ومن ثم أحاط خصرها بذراعيه وهو ينظُر إلى بطنها الذي لم يظهر عليه الحمل بعد...

في حد يبقي عنده أوشين وطفل منها ويزعل بردو!

نوراي بعدم إقتناع: خبي عن كُل الناس أي حاجه خنقاك، وبيّن أنك ما بتتكسرش ولا بتتهزّ وأضحك زيّ اللي عُمره ما شاف وجع وحُزن في حياته، بس مش قدام مرايتك. إنت بالنسبه لي كتاب مفتوح، ما بزهقش من قرايته، بقرا كُل حرف فيه بشغف ولهفة حتى لو كانت المرة المليون، اللي بينا مش جواز بس. اللي بيننا حُب يوم ما إتبني، إتبني علي تضحية. وزيّ ما انت بتضحي بنفسك علشاني، لازم انا أشوف الحُزن فيك وإنت بتضحك، ولو ما شوفتش دا. يبقي الحُب دا ما هو إلا حُب فاشل ووهمي. مالك يا سليم؟!

باغتها سليم بقبلة طويلة علي شفتيها، ومن ثم إحتضنها بقوة وقد أردف بنبرة فاترة، انا خايف، خايف أخسرك، وما قدرش أحميكي، أو أكون أب مش قدوة، وبسبب مشاكلي، تندمي أنك أختارتيني في يوم أب لأولادك. خايف أتحول من شخص بيدافع عن الحق وكُل حاجه مؤمن بيها، وأبقي مجرم بردو خد بطاره علشان ما قدرش يدافع عن اللي ليه.

ظلت نوراي تمسح على ظهره بحنو بالغ، فقد فهمت ما يُرمي له رغم صعوبة أقاويله بشكلٍ ملحوظ، وهنا تابعت بثبات، مش هتخسر حاجه، خلي عندك يقين بالله، إنت أصح إختيار أخدته في حياتي، وأكتر نموذج أتمني ولادي يكونوا شبهه، أنا فخورة إني شايله اسمك وفخوره أكتر إنك أبو عيالي الكتير اللي جايين بإذنه تعالى.

إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة هادئة، بينما إبتعدت هي عنه قليلًا وراحت تضع وجهه بين كفيها قائلة...

ما قولتليش بقي عاوز كام بيبي!
سليم بضحك: عاوز 15 كدا. هم قليلين بس ماشي.
رفعت نوراي أحد حاجبيها وقد أسبلت عينيها قليلًا وهي تردد بنبرة ضاحكة، مش ندمان!
سليم بتساؤل: أندم علي أيه!
رمقته نوراي بطرف عينيها، وراحت تلتقط كفه ثم تقربه من بطنها، تنيمني إمبارح من غير أكل، بعد ساعة جوع. انا إشتكيت لإبنك وهو زعلان.
سليم بإعتراض: ما قولنا بنت. انا عاوز منك بنت، إن شاء الله.

ألفت نوراي ذراعيها حول عُنقه ومن ثم رددت بحُب، تفتكر لو بنت، نسميها أيه؟!
سليم بنبرة هائمة: نيروز طبعًا.
يعني أيه نيروز!
تابعت نوراي سؤالها بملامح مُتسائله، بينما أجابها هو بثبات، يعني يوم الفرح او العيد. اسم علي مسمي يعني.
شقت الإبتسامة طريقها إلى ثغرها، وهمّ بقول شيء ما ولكن فجأة تبدلت ملامحها إلى العبوس لتصرُخ بغيظٍ، أقفي عندك.

حملق سليم بها في دهشه من تغيرها، ومن ثم إستدار ليري سبب غضبها لهذه الدرجة بينما سارت نوراي إلى فيروز التي تحمل ملفًا في يدها، واحد: بتدخلي المكتب من غير ما تخبطي ليه يا حبيبتي؟!، أتنين: هو انا مش منبهه عليكِ إن أي ورق او ملفات عاوزه تسلميها ل سليم تتبعت لي أو تديها للسكرتيره.

راقبها سليم في صمتِ وقد ردد في نفسه: هتاكل البنت، نقرا الفاتحه علي المرحومة. لا انا لازم أنقذ الموقف .
فيروز بضيقِ: أولًا هو اللي رئيسي مش إنتِ علشان تديني معلومات، ثانيًا السكرتيره مش موجوده.

ترجل سليم بخُطواته إليهما، أومأ برأسه في تفهم قائلًا بثبات، هي فعلًا مش موجودة، إتفضلي إنتِ يا أنسه فيروز علي شُغلك.
إنصاعت فيروز لحديثه وسرعان ما ترجلت خارج الغرفه، ف لم تنس أبدًا، اليوم الذي إشتد الخناق بينهما حتى وصل إلى تعاض، وإنتهي بفوز نوراي بالطبع، تكتسح غريمها عندما تغار وهنا تابع سليم بضحكة هادئه، كانت أُنثي حتى غارت.

نوراي وهي تلوي شدقها بإمتعاض: بقولك أيه!، انا لمّا بغير نيروز بتزعل، وانا ما يرضينيش زعل بنتي طبعًا.
سليم وهو يجذبها من ذراعها: إنتِ كُل حاجه لزقاها في البيبي، وبعدين إرحمي البنت. دي لسة عضتك معلمه في إيديها و...

نوراي بصراخ ونبرة جامدة، نعم نعم!، وإنت عرفت منين يا سليم!
سليم بهدوء: ما هي البنت بتلبس من غير كُم علي فكرة.
نوراي بحدة: وكمان بتبص عليها!
إستدار سليم جالسًا في مكتبه من جديد، بينما تابعت هي بنبرة مغتاظة، وأيه كمان!، ما انا مش مالية عينك يا باشا. بص بقي طلقني.
سليم بإبتسامة ذات مغزي: وأتجوزها!

إقتربت نوراي من المكتب ومن ثم مالت إليه بوجهها ورددت بنبرة حادة، وانا أقول بتنيمني جعانة ليه!، طبعًا علشان أتعصب منك وأطلب الطلاق، وبما إنك مُعجب بيها. ف هتلاقي دي أكبر فرصه وتتجوزها، بس دا بُعدك، انا قاعدة علي قلبك.

سليم غامزًا لها: منوراني يا ست البنات.
نوراي بإبتسامة حانية: يالا أطلب لي دليري، علشان جوعت.
سليم بهدوء: بصي، انا أطلب دلييري لخمس أفراد.
نوراي بتساؤل: أيه دا مين هياكل معانا!
سليم بضحك: انا وأوشين ونيروز وأوشين ونوراي، أيه رأيك؟!

عاوزه. 4 بيتزايات، 2 فراخ و 2 مارجريت (خضراوات)، وعاوزه 2 كريب كفته، وشوربه كوارع. ك مُقبلات بس.

أردفت نسمه بتلك الكلمات أثناء حديثها مع نادل المطعم، بينما حملق بها عاصم بحدقتين متسعتين، وما أن إنصرف النادل حتى تابع هو بتساؤل...

مُقبلات!، أما أيه هو الأكل الأساسي عندك؟!
نسمه بإبتسامة عريضة: محاشي بقي. وفي الأخر نحلي.
صدرت عنه إبتسامة خفيفة، وراح يُردد بثبات...
يابنتي، إنتِ لازم تنظمي أكلك أكتر من كدا، علشان صحتك قبل أي حاجه، وبعدين الإسراف في الأكل عُمره ما كان صحي.

نكست نسمه ذقنها عبوسًا، وراحت تفرك كفيها بحُزنِ ونبرآت هادئه، أهو إعترفت إن جسمي مش عاجبك!
أومأ عاصم برأسه سلباً، وقد مد جذعيه للأمام قليلًا وراح يردف بثبات...
الفكرة مش في جسمك، كُل الحكاية إنك لازم تبصي لصحتك لأنها هي الشُحنه اللي بتكملي بيها.

في تلك اللحظة قطع حديثهم مجيء النادي بالطعام المطلوب، وما أن وضعه أمامهما حتى مدت يدها على الفور تلتهم الطعام بنهم بينما تابع هو بثبات، كُنا بنقول أيه من شويه!
نسمه بغيظ: طيب ناكل دلوقتي ونعمل ريچيم من المره الجايه، أوعدك.
وهنا قامت بتقريب وعاء الشوربة أمامه ومن ثم رددت وهي تمضغ الطعام في فمها بإنسجام، بص بقي شوربة الكوارع دي تجنن.
عاصم بإعتراض: كوارع أيه!، انا ما باكولش الحاجات دي.

نسمة بإصرار وهي تمد الملعقة ناحية فمه...
طيب دوق الشوربه، علشان خاطري.
إنصاع لطلبها تحت إصرارها الشديد عليه، وسرعان ما إندمج معها في تناول الطعام ونسي تمامًا النصائح الذي وهبها لها مُنذ دقائق مرت...

عاصم بثبات: الأكل طعمه حلو جدًا.
نسمه بسعادة: ما أعرفش إنت ليه كُنت حارم نفسك من الأكل الجميل دا، دا أنت لازم تتغذي علشان لسه خارج من السجن، كفارة يا أبو الأعاصم.

عاصم بإبتسامة هادئة: إنتِ ميكس غريب جدًا يا نسمة.
نسمه وهي تضع كفها أسفل ذقنها: قول نسمه كدا تاني والنبي، عارف إبتسامتك حلوة، بس انا لسه ما شوفتش الضحكة اللي سنانك بتبان فيها دي. أوعي تكون مسوسه! بس انا أصلًا ما كُنتش أتوقع في يوم منك مُجرد الإبتسامة.

تنهد عاصم تنهيدة طويلة، وقد تغيرت ملامحه للعبوس الشديد وسرعان ما نهض من مكانهِ قائلًا، يالا نمشي!
نسمه بإعتراض: بس إحنا لسه ما حليناش!
في تلك اللحظة قام عاصم بإلتقاط كفها، بينما إلتقطت هي حقيبه يدها وسارت خلفه بتكاسل وأخذت تُردد بثبات، المرة الجاية، انا اللي هأكلك في مكان علي ذوقي.
صر عاصم بأسنانه، ومن ثم توقف عن السير ناظرًا لها، أمشي من غير ما تتكلمي عن الأكل دقيقه واحدة بس.

نسمه رافعه أحد حاجبيها: طيب إنت واخدني علي فين؟!
عاصم بهدوء: مكان هتحبيه.

في أحد الفنادق الراقية بمرسي مطروح
يا حبيبتي، هتفضلي قاعدة بالعباية دي كتير؟!، يخربيت اللي يزعلك!
أردف ماجد بتلك الكلمات وهو يصر بأسنانه، أثناء جلوسه إلى طرف الفراش والشرر يتطاير من عينيه، بينما تابعت هي أثناء وقوفها أمام نافذه الغرفة بنبرة ثابتة، هو إنت فاكر لمّا تعاكس السائحات هغير؟!، لأ دي البنت الهبلة هي اللي تعمل كدا. لكن انا بقي هخليك تندم إنك إتجوزتني يا ماجد.

إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة خفيفة ومن ثم إقترب منها ليُحاوط خصرها من الخلف قائلًا بحُب، يا عبيطة انا بس أشوفك وإنتِ غيرانه، وعُمري ما هندم إنك مراتي، بس أقلعي عباية ستك دي.

روفيدا بثبات: المرة الجاية، هلبس لك كلسون جدو. هتشوف، بس عينك تروح هنا ولا هنا.

أطلق ماجد ضحكة عالية علي حديثها، بينما قطبت هي حاجبيها في إستنكار وأسرعت ناحية المرحاض لإبدال ملابسها، فقد نجحت خطتها في تحذيره من إثارة غيرتها عليه، مر دقائق قليله لتدلف هي مُجددًا داخل الغرفه، حملق ماجد بها في صدمة ومن ثم مسح بكفه علي وجهه بنفاذ صبر، فقد إرتدت بيچامة وردية اللون وقد إمتلأت ب رسومات الميكي ماوس ، روفيدا بثبات: حلو كدا؟!

ماجد وهو يتجه ناحية النافذة: انا هنتحر خلاص، ميكي ماوس وعباية وكلسون! هو دا عش الزوجية اللي صبرت طول عمري عشانه، متجوز بنت أختي ولا عبده البواب أرحميني!

هرولت روفيدا ناحيته ومن ثم ألقت بنفسها بين أحضانه، وأخذت تقهقه بشكل هستيري وهنا تابعت بحُب، خلاص، خلاص، بهزر معاك يا مجنون. بختبرك، إذا كُنت بتحبني في كُل حالاتي ولا لأ.

ماجد بضحكة خبيثة: إختبريني بقي في الحالة اللي انا مستنيها، وإلا هنتحر وذنبي في رقبتك.

حلو أوي الأيس كريم دا بجد يا عاصم.
أردفت نسمه بنبرة سعيدة ومن ثم إستئنفت قائلة، والأجمل، إني قضيت اليوم معاك.
عاصم بهدوء: وانا كمان سعيد بوجودك. يالا علشان أوصلك.
نسمه بتفهم: عندي إمتحان كمان يومين، ولسه ما ذاكرتش.
رمقها عاصم بثبات، وما أن وصل إلى السياره حتى تابع بهدوئه المعتاد...
انا خريج تجاره علي فكرة، وممكن أساعدك في المذاكرة.

نسمه بفرحة: يعني هشوفك كُل يوم يا عاصم، وما تنساش عندنا بُكرا إيينت تنمية بشرية، مهم جدًا.

مرت الأيام سريعًا، إزداد جسد نوراي نحافة من أثار الحمل، ونوبات إغماء مستمرة، تجعل قلبه يضطرب خوفًا عليها، فقد تكور بطنها بشكل أكبر، وكذلك يزداد ألمها يومًا بعد الأخر فقد أصبحت في نهايه الشهر الرابع...

إسمعي بقي، اللي هقوله لك دا كويس جدًا، أوعي تفتكري إن ابني حبك، إنتِ مش بتبصي لنفسك في المرايا ولا أيه؟!، عاصم الدالي علي أخر الزمن هيحب واحده مفشكله زيّك.

أردفت إلهام بتلك الكلمات في ثبات بعدما إستدعتها للمجيء إلى القصر عقب معرفتها بمشاعر نسمه ناحية ابنها، بينما تابعت نسمه بثبات...

إنتِ جيباني هنا علشان تقولي لي الكلمتين دول!
إقتربت إلهام أكثر منها، ومن ثم تنقلت ببصرها من أعلي رأسها إلى أخمص قدميها في حالة من الإستهجان، عاصم ما ينفعش يكون في حياتك غير حلم، تحلمي بيه وما تطوليهوش.
جالت الدموع في عينيها بألم ولكنها في تلك اللحظة سمعت صوته يهدر بثبات، وحقيقه كمان.

إتجه عاصم صوب والدته بخُطي سريعه، ومن ثم رمقها بنظرات حادة وراح يُتابع بصوتٍ أجشٍ، مش إنتِ اللي هتحددي أهمية الناس في حياتي يا إلهام هانم.
إلهام ببرود: بس واضح أوي الحكاية من أولها، وإن ذوقك مش هيبقي مُتدني كدا يا عاصم.
ضغط عاصم علي عينيه بنفاذ صبر، ومن ثم إلتفت ناحية نسمة مردفًا بهدوء، استنيني في العربية يا نسمه.
نسمه بإعتراض: لأ. عارفة طريق بيتي لوحدي.

إتجهت نسمه خارج باب القصر ومن ثم تركت لدموعها العنان لتنساب علي وجنتيها، علي الجانب الآخر، عاصم بحدة: قولتلك مليون مره، تبعدي عن أي حاجه تخصني.
إلهام بعصبية مفرطة: ما تنساش إني أُمك، وخروجك الكتير معاها وإنها تستغلني علشان تقرّب منك. كُل الحاجات دي باينه جدًا، سليم هو اللي راميها عليك علشان توقعك. إنت لازم تخلص منه وهي كمان، إزاي تقبل أنه يرميك في السجن شهر؟!

عاصم محاولًا السيطرة بإنفعالاتهِ: قبلت خلاص، عاصم فاق لنفسه، وصفحة الماضي إتقفلت. بلاش قسوتي تتوجه ناحيتك إنتِ. فاكرة زمان كُنت مهووس بواحدة وانا مريض ومُغيب، مش فاهم انا بعمل أيه، فما بالك لو انا مهووس بواحدة وانا بكامل قواي العقليه!

رمقتهُ إلهام بعدم فَهم، ومن ثم عقدت حاجبيها قائلة، تقصد أيه بالكلام دا؟!
في تلك اللحظة فقد عاصم السيطرة علي نفسه ليبدأ في إطاحة الطعام من علي الطاوله الموضوعه بجانبه وبنبرة هادرة هتف، في إني بحبها، إنتِ فاهمه!، ومن ثم إستئنف حديثه بنبرة جامدة وهو يمد إصبعه السبابه ناحيه وجهها...
وأوعي تفكري لحظة، تأذيها. هطربق الدنيا كلها عليكم، وإنتِ أول واحدة، طالما مُصرة تصحي فيا الجانب الزبالة.

أنهي عاصم حديثه ومن ثم إتجه خارج باب القصر...

ها يا روفيدا؟! النتيجه أيه!
أردفت آلاء بتلك الكلمات وهي تطرُق باب المرحاض في هدوء وبعد ثوانِ قليلة وجدتها تترجل خارجه وهي تحمل إختبار الحمل في يديها...

آلاء بترقُب: حامل؟!
أومأت روفيدا برأسها إيجاباً وقد توهج وجهها من فرط سعادتها، بينما أسرعت آلاء بإحتضانها وأخذت تُردد بحُب، ألف مبروك يا روفا.
السيده خديجه بسعادة: مبروك يا بنتي. وعقبالك يا آلاء.
آلاء بهدوء: يارب.

تمددت علي الشازلونج داخل العيادة الصحية، فقد أجرت العديد من الفحوصات للإطمئنان علي جنينها...

وقف هو بجانبها، يمسك كفها بحُب، أثناء رؤيتهم للجنين خلف جهاز السونار، وما أن أنتهت الطبيبة حتى أسندها سليم مُتجهًا بها إلى المكتب، نوراي بفرحة: البيبي كويس صح؟!
تنحنحت روان قليلًا، ومن ثم أمسكت بتقرير الفحوصات أمامها وهنا تابع سليم بثبات، خير يا دكتوره، في مشكلة!

أظهرت روان تأسفًا، وهي تبتسم إبتسامة لم تصل إلى عينيها ومن ثم تابعت بنبرة هادئه، الطفل نبضات قلبه منتظمة وبيتنفس بشكل جيد كمان، بس...
سليم مُضيقًا عينيه: بس أيه؟!
روان بثبات: انا أسفه علي الكلام اللي هقوله، لكن الفحوصات اللي قدامي بتبين إصابة الجنين بمرض منغولي اسمه متلازمة داون بنسبه 60%،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة