قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث عشر

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول بقلم أسماء صلاح

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث عشر

كانت نور تبكي بشده و تدفن وجهها في الفراش بجانبه اصدم سيف و قال نور
رفعت نور رأسها له و قالت ببكاء هو مش بيرد عليا ليه؟
كانت الدهشة مسيطرة على سيف من حالتها و قال هو كويس بس لسه مش هيفوق دلوقتي..
-طيب..

-طب تعالى نخرج برا...، رفضت نور بشده و ظلت جالسه معه في الغرفة، استسلم سيف لها و خرج من الغرفه..
ظلت نور بجانبه و قفلت هاتفها لكي تتجنب اتصالات مازن.. لم تعلم لماذا تفعل ذلك و لكنها لم تصبح مجرمة، قامت لتجلس المقعد الذي يتوسط الغرفه و غلبها النوم.. كان سيف ذهب إلى الشركه لأنهاء بعض العمل و رجع و عندما دلف وجدها نائمة على المقعد.. "شكلها مجنون"
بدأ سليم في استعادة وعيه.. و قال بتعب سيف هو ايه اللي حصل؟

أخذ سيف المقعد و جلس جانبه و قال انت كويس؟، اعتدل سليم بمساعدة سيف و قال اهاا بس دراعي وجعاني شويه.. و لاحظ سليم وجود نور و قال هي نور هنا من امتى
-من ساعه ما خرجت من العمليات و مرضيتش تمشي و تقريبا نامت من كتر العياط..
نظر سليم عليها و تنهد و قال ماشي، عايز اعرف مين اللي عمل كدا..
-تمام انا مش هقول لحد على اللي حصل..
-تمام، نظر سيف إليه و قال هي نور يعني..

فهم سليم ما يقصده و قطعه قائلا لا بس هي اكيد خافت أن حد من أهلها يكون هو اللي عمل كدا..
-هو انا عبيط يا سليم، دا انتم لو كان بينكم قصه حب مكنتش عملت كدا اصلا..
ابتسم سليم و قال هي لسه بريئة اوي.. بس بكرا هتتغير.. نظر له سيف بتعجب و قال والله انا مش فاهم حاجه بس ماشي و شوف هتخرج امتى و كلمني.. و المجنونة بتاعتك اللي نامت دي..

-سيبها هي طالما عايزة حاجه هتعملها، بس انزل هات حاجه ليها عشان تأكلها..
عقد سيف حاجبه و قال امممم من عينا.. بس بلاش تقوم و لا تحرك دراعك
هز سليم راسه، تركه سيف و غادر و قام متجها إليها و قال نور.. نور انتفضت نور و فتحت عينها سليم انت كويس..
-اها كويس، ممكن اعرف انتي جيتي هنا ليه؟
-عشان انت عملت حادثه...نظر لها و قال ماشي..

دلفت الممرضة إليهم و لكن عندما راتها نور خشيت أن يكون مازن قد إرسالها..
-لوسمحت ممكن تنام عشان أدى لحضرتك الدوا، نظرت نور لها و قالت دوا ايه...؟
استغرب سليم من طريقه نور و التي بادت غريبة، تعجب الممرضة وقالت أظن أن دا شغلي...
-تمام اتفضلي اطلعي برا مش عايزين دوا.. حاولت الممرضة معها و لكن نور قالت لوسمحتي.. و بعدين الدوا ليه؟

-مسكن...لم يعلم سليم لما نور تفعل ذلك و لكنه تأكد انها تعرف شي.. مدت نور ذراعها لها و قالت المسكن اي حد بياخده مش صح.. توترت الممرضة و قالت بس حضرتك مش تعبانة
-لا تعبانة...دخل سيف في تلك اللحظه و قال في ايه...؟ استغلت وجوده و قالت ولا حاجه بعد اذنكم..
خرجت الممرضة من الغرفة و أخبرت مازن بما حدث و شعر بالجنون فلما نور فعلت ذلك فهو كان علي وشك أن يخلصها منه و للأبد..
نظر سليم لها و قال عملتي كدا ليه؟، كانت نور لم لا تريد اخباره..
سيف كان مستغرب من اللي بيحصل و قال هو في ايه؟

-مفيش حاجه يا سيف، انا عايز اروح دلوقتي..
-بس.. قطعه بحده حالا هنروح...، خشيت نور منه و شعرت انه احس انها تعرف شي.. اعطي لها سيف الشنطة التي بها المأكولات و العصير و لكن نور لم تفتح شي منهم فهي كانت تشعر بالخوف منه، وصلهم سيف إلى المنزل و بعد ذلك تركهم و غادر...دلف سليم إلى الغرفة، دلفت نور إليه بعد أن طرقت الباب و قالت محتاج مساعدة ؟

-لا.. زمت نور شفتيها فهي تعلم أنه لا يستطيع فعل شي و اتجهت إليه و قالت مش هيحصل حاجه يعني لو ساعدتك...و فتحت نور أزرار قميصه، كانت تشعر بالتوتر من اقترابها منه بتلك الطريقة و قالت كمل انت بقا.. ابتسم سليم و قال نور انا عارف انك اكيد كنتي عارفه ان الممرضة حد مسلطها، مين اللي كان ورا الحادثة..
نظرت له نور و قالت مش عارفه بعد اذنك.. امسك يدها و قال ايه هتسيبني و انا تعبان؟ ابتلعت ريقها و قالت لا...
اتجه سليم إلى الفراش و ساعدته نور و قامت بوضع الوسادة خلف ظهره.. امسك يدها و قال مش هتقولي؟

-مش عارفه.. نظر لها و قال عارف انك كدابه مش هعمل حاجه و لا هقول لحد..
نظرت له نور و قالت مش عايزة اقول..
-مازن؟، نور كانت لا تريد إيذاء احد سواء كان هو أو مازن و أنكرت قائلة مش عارفه..
تأكد سليم انه مازن و قال ماشي.. روحي اوضتك..
قامت نور و خرجت من الغرفة، كان سليم يشعر بالضيق بداخله، ففكرة أن زوجته تحمل مشاعر للرجل آخر تقتله من الداخل و الآن تأكد انه يريد اللعب معه...، دخلت نور إليه مره أخرى و قالت سليم..
-امممم نمت..

-لا...، دلفت نور و كان تحمل صينة عليها الطعام و قالت طيب انا حضرت ليك الاكل..
نظر لها بتعجب و قال مش جعان.. جلست على الفراش و قالت المفروض تأكل.. و بدأت نور في إطعامه و بعد ذلك خرجت و رجعت له مره أخرى.. وقالت محتاج حاجه؟
-اهاا، اتجهت إليه و قالت نعم؟..
-عايز اشرب.. ذهبت نور و أحضرت المياه و اعطيتها له و قالت عايز حاجه تاني؟..
كان سليم مستمتع بوجودها معه و قال لا خلاص...، قامت نور لكي تخرج و لكنه أوقفها قائلا نور..
-نعم؟

-تعالى نامي جانبي عشان لو احتاجت حاجه مش هعرف اجبها.. استجابت نور له و نامت بجانبه ظلت مستيقظة و لكن نامت، ابتسم سليم لذلك و ظل ينظر لها حتى عفو هو الآخر، استيقظ قبلها في الصباح و ظل على الفراش.. اوصد عينه عندما شعر باستيقاظها.. قامت نور و قالت سليم؟.. اقتربت منه قائله حتى رخم و انت نايم..
عقد حاجبه و فتح عينه و قال مش هتبطلي طول لسانك دي؟
-لا مش هبطل...انا هقوم اجيبلك الفطار..
-:نور..

-نعم؟، نظر لها و قال طب انا عايز اخد شاور.. نظرت له و قالت طب و انا مالي؟
-ما هو انتي هتساعديني؟، انفرجت شفتيها بدهشه و قالت نعم؟!
-انتي مش شايفه دراعي و لا إيه؟، احمرت وجنتها بشده و قالت بتوتر لا طبعا.. مش هينفع..
ابتسم سليم و قال اومال لسانك طويل على الفاضي..
-انت مش محترم و انا خارجة...، امسك يدها و قال مكسوفة
-هتكسف من ايه؟ عادي.. بس انا بحب افطر بدري
-بعد الفطار عادي احنا ورانا ايه...؟، ابتعلت ريقها و قالت لا مش هعرف، مستحيل طبعا...

-طلعتي هبله...، نظرت له و قالت هبله ليه..؟.. اقترب سليم منها و نظر على شفتيها و أنحني يقبلها...، ابتعد عنها و شعرت نور بالخجل، همس لها سليم قائلا انا جوزك على فكرة يعني عادي
احتقنت الدماء بوجهها و ابتلعت ريقها "انت مش محترم" و قامت و قفزت من على الفراش و خرجت من الغرفة..

كانت ندى جالسه في الشقة فهي لم تغادر غير بصحبه رنا، اصحبت حياتها أكثر مللا فذلك الحقير من دمرها و سلب منها حياتها و براءتها، شعرت بالاشتياق لوالدتها حتى و إن كانت لم تبحث عنها، فهي ارادت رؤيتها و لكن لا تستطيع دخول تلك البلد مره أخرى فقد تركت بها كل شي حتى نفسها.. فهي الان مختلفة تماما عن ندى التي كانت هناك، كانت تفكر فكيف سوف تقضي على الباقي فيبدو أن الجميع يرتدون قناعا غير وجههم الحقيقي، و لكنها كانت خاشية أن تدفع ثمنا من جديد..
قامت ندى و فتحت الباب و قالت تعالى يا رنا.. دلفت رنا و قالت مالك يا ندوش؟

ابتسمت ندي و قالت بصراحه انا مش عارفه اشكرك ازاي سواء انتي و لا نور..
-مرتاحة هنا و لا؟
-مرتاحة بس كنت عايزة أشوف شغل بدل ما القعدة دي
-حاضر بس استنى شويه عشان مش عايزين حد يشوفك..

مرت ايام و تعاف سليم و كان يتوجب على نور مواجهه مازن بما فعلته و ذهبت له المنزل، و كان تريد رؤية والدتهم و لكنها لم تكن في المنزل، صعدت إلى غرفة مازن...طرقت الباب و دخلت، كان مازن ينتظرها و كان يشعر بالضيق و الغضب فهي كانت لا ترد على اتصالاته و خلفت وعدها معه..
-مازن؟

-نعم يا نور، عايزة ايه يعني انا كنت عايز اخلصك منه و انتي تعملي كدا؟.. عجبتك العيشة معها أوي و لا إيه...؟
نظرت له بعتاب و قالت مازن انا خايفه عليك و قبل ايه حاجه انا كنت بكون خايفه عليك انت عارف ان اهل سليم مش هيسكتوا، زاد غضبه و قال بجد يا نور، اثبتي انك بتحبني طيب؟
شعرت نور بالحيرة و قالت بتوتر هثبت ازاي؟ يا مازن انا..

-انتي كدابه يا نور و عجبك سليم، نظرت له نور بصدمه و قالت لا مش كدابه بس انا مش هفرح لما تتقتل.. نظر لها بعدم تصديق فهو يعرفها جيدا و قال ماشي يا نور بس انا عايز اعرف انتي هتسيبي سليم بتاعك دا امتى؟
-قريب يا مازن و بعدين ممكن تهدي..
-حاضر اهدي و انا عارف انك معها و مراته.. نظرت له نور و قالت والله هطلق منه بسرعه..
-تمام يا نور و على فكره مامتك عايزة تشوفك..
-هتيجي امتى...؟، نظر مازن و قال شويه و بعدين انتي مش عايزة تقعدي معايا و لا إيه..

ابتسمت نور و قالت عايزة اكيد و بعدين انا هسافر مع سليم البلد انهارده.. زفر بحنق قائلا بس يا نور بلاش تجيبي سيرته قدامه، تنهد بعد ذلك و قام باحتضانها، شعرت برعشه جسدها و كأنها أصيبت بمس كهربائي "وحشتني أوي يا نور، و اسف عشان اتعصبت عليكي يا حبيبتي"، ابتعدت عنه و قالت عادي يلا ننزل تحت
شعر مازن انها لا تبادله ايه مشاعر و قال مش ملاحظة انك متغيرة..
-متنساش اني متجوزه.. نظر لها بغضب و قال بزمجرة هو لمسك و لا إيه؟
-لا مفيش حاجه من دي بس انا مراته حتى لو على الورق بس و على الأقل احترم دا..

نظر لها مازن بعدم اقتناع و قال و هو كان احترمك لما اتجوزك بالعافية، و ابوك اللي مرمى في المستشفى..
-خلاص يا مازن بقا و بعدين هو هيطلقني مش لازم كل شويه تقولي كدا انا مبحبوش و بكره والله بكره.. نزلت نور و مازن خلفها و كانت والدة وصلت و معها فاطمة.. احتضنت نور والدتها و التي بكت هي في الاول و الآخر ابنتها الوحيدة َ قالت عامله ايه يا بنتي..؟ عايشه معها ازاي؟
كانت نور لم ترى سليم بذلك السوء و قالت انا كويسه يا ماما.. و بابا عامل ايه؟

ردت فاطمة بحده كويس يا نور.. مش ناويه تخلصنا منه و لا عايزة ابوكي يقوم و يموت بحسرته.. نظرت نور لها و قالت هعمل ايه؟
-براحتك يا بنتي بس جوازكم منه دا لازم يحطله نهاية، النار اللي بنا عمرها ما هتهدا...
تحدث مازن قائلا مش كتير و هنخلص أن شاء الله و نور هترجع لينا من تاني..
نظرت فاطمه لها و قالت اهلك في البلد عايزين يقتلوكي..

اصدمت نور و لكنها لم ثار دهشتها كثيرا و لم تهتم، قضيت معهم بعض الوقت و غادرت كانت تريد قضاء الوقت معهم..
ذهبت إلى المنزل و كان سيف مع سليم بالداخل.. ألقت عليهم السلام و دلفت إلى غرفتها، دلف سليم خلفها و قال حضري نفسك...ردت عليه بحزن قائلة حاضر..
-مالك؟ نظرت له و قالت مفيش..
-ماشي خلصي و اطلعي..
-سليم.. نظر لها و قال نعم..

اقتربت نور منه و عقدت ذراعها حول خصره مسندة رأسها على صدره، تصلب سليم مكانه فبالنسبة له قربها منه يسيطر عليه بالكامل لدرجه انه كره ذلك و قال في حاجه حصلت؟
-لا مفيش حاجه.. و ابتعدت عنه و قالت اسفه..
-على ايه؟
-عشان عارفه انك مبتحبش تقرب مني.. نظر لها و قال طب خلصي عشان سيف جاي معانا..

كانت يسرا تضع خطه بعقلها لكي تحصل على سليم مره أخرى.. و لكن تخشى أن يهزمها الحزن مرة أخرى، خرجت من الغرفة و اتجهت إلى أسفل لتجلس معهم...و جلست بجانب والدتها و قالت هو سليم هيجي امتى؟
-انهارده كل شوية و هيجي..

نظرت له رغدة بضيق و رمقتها بسخرية و لم تعقب غلط ذلك و كذلك هاجر الذي فرحت عندما عملت أن سيف سوف يأتي فهي اشتاقت له كثيرا..
بالنسبة لمنيرة كانت و لا طايقه نفسها و لا طايقه اللي قاعدين، و بتتمني تقوم تولع في عبله
و حسن أغلب الوقت بيكون قاعد في اوضته عشان ميحسيش بالعجز..
وصلوا إلى المنزل.. اتجهت توحيده و احتضنت أولادها.. قائلة بغيرة كل دا يا سليم بعيد عني؟

قبل سليم يدها و قال والله نزلت القاهرة عشان كان عندي شغل..
ابتسم سيف فهو علم أن والدته تغار من نور، و انها تكره وجودها بجانب ابنها و قال و انا يا توحه موحشتكيش
-اكيد اتوحشتك يا ابني...، نور كان نظرها متسلط على يسرا و يسرا كذلك و كأنهم يتحدون بعض من خلال النظرات..
ركض عمار في اتجاه نور و احتضانها، انحنت نور إلى مستويها و حملته و قالت وحشتني اوي..
-وانتي كدا تمشي كل دا و تسيبني؟، قبلت نور وجنته و قالت سوري..
ابتسم ياسر و قال والله يا نور عمار بيحبك اوي..
-و انا بحبه..

شعر سليم بالغضب و لكنه تظاهر بعكس ذلك و أخذها و صعد إلى غرفتهم...،لاحظت نور انه غاضب من شي و لكنها فصلت التجاهل لان سليم يتحول بين الحين و للآخر و هي لا تريد فتح موضوع من العدم و لكنها تفاجأت به يقول "مكنش لازم يعني تحضني و تقعدي تبوسي فيه كدا"
نظرت له باستغراب فعمار طفلا صغير و قالت فيها ايه، عمار صغير؟

زفر سليم بضيق و قال اهاا انا مجنون.. أردت أن تقول له انك بالفعل مجنون فهذا الغضب غير منطقي من الأساس و قالت بحزن فهو ينتقدها في كل شي ماشي يا سليم مش هعمل كدا تاني..
-مش قصدي حاجه بس.. قطعته نور قائلة و لا تصدق انا خلاص اتعودت..
-انا نازل...
-ماشي..

صعد سيف إلى غرفته و لكنه تفاجأ بصعود هاجر خلفه.. زفر بحنق قائلا هتتدخلي معايا؟
خجلت هاجر قائله جولت يمكن تعوز حاجه؟
قال باقتضاب لا مش عايز و بعدين انا هغير و انزل..
شعرت بالحرج و قالت ماشي.. و غادرت بهدوء..

كانت تقي جالسه بجوار سليم في الحديقة.. و قالت خرجت ليه عاد؟
-عادي بس انتي عارفة مبحبش جو العيلة دا.. و بعدين انتي خرجتي ليه...؟
-جولت اقعد معاك شويه، انت من ساعه ما اتجوزت نسيتي، ابتسم سليم و قال ليه؟
-بهزر، ايه اخبارك مع نور، تنهد سليم و أسند راسه على الشجرة قائلا و لا إيه جديد، ندمت اني اتجوزت أَو حتى فكرت ان انتقم من بنت، الموضوع من الاول كان غلط..
-هو حاجه وحشه؟

-خايف تحبني.. نظرت له تقي بتعجب و قالت انا مش فاهمه حاجه واصال؟
-انا خلاص و لا هحب و هفكر في حاجه زي كدا، و مش هسمح لواحدة تتدخل حياتي تبوظها.. و نور مش مناسبة ليا في ايه حاجه احنا غير بعض خالص..
-لسه بتحب ميادة؟ تنهد سليم فالحقيقة ميادة كانت مجردة وسيله لكي يعند مع يسرا و لكن لم ينكر إنه احبها و قال مش عارف و حتي مش عارف ميادة ليه خانني مع محمد و ليه فادي راح اليوم دا؟ يمكن لو كل دا محصلش مكنتش هبقي بالحيرة دي!

-انت بتحب نور؟، اتسعت عينه بشده و نظر إليها بغضب نور ايه اللي انا بحبها دي حته عيله أصغر منك...انا مستحيل احبها، مستحيل.. دي مجرد لعبه في أيدي و اول ما اكسب هرميها..
لسوء حظه استمعت نور إلى ذلك الحوار فهي من عاداتها التي اكتسبتها هي الجلوس وسط الأشجار، شعرت بسقوط دموعها مثل المطر و ذهبت من ذلك المكان مبتعدة عنهم بكثير، اتصلت نور برنا و قالت شوفتي اللي حصل؟
-اممم شوفت المهم و لا يهمك اهلك جبانة و مش هيعملوا حاجه طول ما انتي مرات سليم..
-اهااا..

-هو انت ليه مسمعتيش كلام مازن...
-عشان كنت خايفه عليه يا رنا، انا مش عايزة افقد مازن..
-يا سلام على الحب.. بس لازم تخلصي من سليم، انا مش عارفه هو متجوزك ليه اصلا؟
شعرت نور باحتراق قلبها و قالت عشان يذل عيلتي، انا عايزة اخلص منه في أقرب وقت يا رنا مش طايقه اعيش معها، اتخنقت بجد انا عايزة ارجع لحياتي الطبيعة بعيد عن القرف دا..

-تمام نفذي الخطة و ربنا يوفقنا..
-تمام.. المهم اخلص..
جلست نور بمفردها بعض الوقت و بعد ذلك دلفت إلى المنزل و وجدت سليم يتحدث على يسرا يبدو أنه مستمع بالحديث كثيرا نظرت له بغضب و صعدت إلى أعلى.. كانت نور تشعر بالضيق فهو يعامل الجميع جيدا ماعدا هي.. و حتى لم بعض الاحترام أو أن يراعي شعورها انها زوجته.. دلف إلى الغرفة.. قامت تقف و عقدت ذراعها قائله حلوه القعدة معها مش صح؟

-أظن اني قاعد مع البيت كله و مش لوحدنا و بعدين انتي بتحاسبني ليه؟
-عشان المفروض اننا متجوزين، و المفروض اني مش فاهمه انت بتعمل معايا كدا ليه؟ كل شوية تتغير بجد زهقت..
-بمزاجي يا نور و بعدين انا مش مضطر أبرر ليكي انا بعمل كدا ليه؟ و دي حياتي و انا حر فيها..

اقتربت منه و هي تنظر إليه على فكره انا مراتك و على الأقل ابقى احترمي مش لازم تحسسني اني مليش لأزمة، نظر لها بضيق بلاش تنطقي الكلمة دي و بعدين انتي عارفه كويسه انا اتجوزتك ليه، وضعت يدها على وجهنته و قالت اممم عارفه بس برضو انا لحد دلوقتي مراتك على الورق بس دفعها بعيد عنه قائلا بغضب ابعدي عني.. ابتسمت نور بانتصار فهي لاحظت انه دائما يبعد فجأة و هذا يدل على رغبته بها و قالت مش قادر صح و عايزني.

رمقها بنظراته الحارقة و قال اوعي تتجرأ بعد كدا و تلمسيني فاهمة.. اقتربت منه مره أخرى و همست أمام شفتيه طلعت عيل اووي يا سليم يا بنهاوي، وضع ذراعها خلف ظهرها و اطبق عليه بقوه مش عايز اسمع صوتك فاهمه، لم يرمش لها جفن و ظلت تحدق به دفعها لتسقط على الارض و قال بتحذير متنسيش نفسك ماشي و بعدين كلها شويه و هطلقك..

-ياريت تنجز و طلقني عشان ارتاح منك و من قرفك و على الأقل اتجوز ابن عمتي، ابتسم بسخرية و تحكم في أفعاله و جذابها من شعرها بقوة و قال مش لما ابقى جوزك الأول تبقى تروحي تتجوزي تاني...نظرت له بصدمه جلية و قالت خليك كدا لآخر و انت قولت انك هطلقني من غير ما تلمسني، ترك شعرها التي شعرت باقتلاعه بيده و قال غيرت رأيي و بعدين مش دا اللي انتي عايزها و انا هعمله ليكي.. تراجعت خطوة للخلف لشعورها بالرهبة قائلة لو قربتي ليا هصوت و ألم الناس عليك ضحك و ظل يقترب منها ما انتي مراتي و بعدين لازم دا يحصل قبل ما اطلقك...

-بللت شفتيها بلسانها و نظرت إليه و قالت تمام وريني هتعمل ايه و حاول تكرهني فيك على قد ما تقدر لم يستطيع تحمل كلماتها اللاذعة أكثر من ذلك و قام بتقبيل شفتيها التي رغب بها اوصدت عينها مستمتعة بقبلته لها و بادلته اياها برغبه
أبتعد عن شفتيها قائلا نور بلاش تعملي حاجه تندمي عليها بعد كدا، ترقرت تلك الدموع بعينها فهو دائما ما يجرح انوثتها بتلك التي لم تسمع عنها غير كلمات "كل دا عشان بتحبها، حتى مش عايز تلمس مراتك"

-اخويا لما دافع عن شرفي اتقتل يعني مش هي بس و بعدين انتي عارفه كويس ظروف جوازنا كانت عامله ازاي؟
ابتعدت نور عنه و قالت تمام براحتك يا سليم بس خليك عارف ان انت اللي بتبعد عني..
تنهد سليم و قال نور خلينا نقضي الفترة كويسين مع بعض انا مش عايز أذيكي..

-بجد هو انت كدا مذتنيش، ابويا في المستشفى خليته يشك فيا و يشوفني معاك مع انك اصلا مش عايزني عملت كل دا عشان تكسره في بنته وقعت شركته، و ابوه رنا اتقتل.. و أهلي عايزين يقتلوني.. خليتني ابقي خاينه...، بتعاملني بمزاجك بتخوني عادي و لا اكنك متجوز.. و فعلا معملتش حاجه.. نظر لها سليم و قال محدش من أهلك هيعملك حاجه متخافيش..
-بجد؟ انا مش واثق فيك و لا هثق فيك عشان انت كداب..
-مكدبتش عليكي في حاجه؟، نظرت له و قالت كل حاجه بتعملها كدب..

-زي ايه؟
-زي انك كل شويه تتغير و انت عارف قصدي كويس..
-لا هفضل كدا على طول، و اتجه إلى الفراش لكي ينام.. نظرت له نور بيأس و خرجت إلى الشرفة، جلست على الاريكه كانت تشعر بحيره داخل قلبها، لم تشعر بالسعادة فهي تريد العودة إلى حياتها..
خرج سليم لها و قال اكيد مش هتقضي الليل هنا؟

-انا مرتاحة كدا لو سمحت سيبني في حالي...اقترب منها و انحني لمستواها و قال الجو برد عليكي..
-عادي يارب اموت عشان ارتاح و اريحك.. تنهد و حملها رغما عنها و وضعها على الفراش و قال بحده بطلي شغل العيال دا...؟
-انا عيله ملكش دعوه..
تمدد سليم بجوارها و حاوط خصرها قائلا نامي يا نور و هنصحي الصبح نكمل خناق.. سكنت نور و التفت له و اصبحت وجهها مقابل وجه و قالت طب ابعد عني...، ابتسم و انحني على شفتها و قبلها قائلا عايزني ابعد..
نظرت له و شعرت بضربات قلبها المتسارعة و دفنت وجهها في صدره و أوصدت عينها
 

دخلت رنا إلى الشركه و ظهرت بهمزات الموظفين و تعجبت من ذلك و عندما دلفت إلى المكتب دخلت لها السكرتيرة و سألتها قائله هو في حاجه حصلت في الشركة؟
السكرتيرة بتردد الشركه كلها بتقول ان حضرتك على علاقة بعازم بيه و متجوزين عرفي..
جحظت عينها بصدمه فمن فعل تلك المصيبة، و قالت امنعي الكلام دا فورا و أي حد هيفتح الموضوع دا اطردي و غادرت متجه إلى شركه عازم و اقتحمت مكتبه..
-رنا..

-انت اللي عملت كدا و لا؟ استغرب عازم قائلا عملت ايه؟
-دخلت الشركه لاقيت الموظفين بيقولوا اني على علاقة بيك..
-مش انا عملت المطلوب مني، ناقص المطلوب منك و بعدين احنا اتجوزنا خلاص..
نطرت له بعدم فهم و سخرية جواز ايه و زفت ايه انا مش فاهمه حاجه..

ضحك عازم و قال ما انا مضيتك على ورق جوزانا، و بصراحه لما طلبتي مني موضوع سيف قولت عشان اكسب رضاكي ابتلعت ريقها بصدمه و قالت بنرفزة انت راجل مجنون و الورقة اللي معاك دي بلها و اشرب ميتها انت فاهم..
-بصي يا رنا أظن أن انا نفذت كل اتفاقي معاكي و دا دورك و على فكره انا سيبك براحتك..
نظرت له و شعرت بأنها سوف تفقد عقلها من ذلك الرجل المعتوه فهي لم تتوقع منه ذلك، و ظلت تبحث عن حل لتلك الكارثة التي وقعت بها.. و عملت أن اللعب لم يكن هينا و عملت لما هو ظل صامتا فهو كان يخطط لها...و لكن ماذا ستفعل في تلك الورطة.

استيقظت نور و لم تجد سليم بالغرفة، دلفت إلى المرحاض و ابدلت ملابسها و خرجت و لكنها وجدت يسرا أمامها، تجاهلتها و سارت من جوارها و لكنها يسرا أوقفتها قائله عايزة اتكلم معاكي يا نور..
التفت نور لها و قالت بتعجب معايا انا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة