قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السابع عشر

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السابع عشر

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السابع عشر

قصر اورليوس شهران بعد جراحة سيزار: قبلت انجلينا طفليها بحنان وهي تتمنى لهما ليلة طيبة، تعترف انهما لم يحظيا بالكثير من اهتمامها منذ عودتها الى اليونان وهوماقررت التكفير عنه قبل مجيئ التوؤمين يا الهي عائلة كبيرة سعيدة، لكن هل ياترى ستكون سعيدة فعلا؟
تعترف انها احست بشعاع من السعادة يتسلل الى قلبها حين اخبروها انها سترزق بتوؤمين فكرة الحصول على طفلين جعلتها سعيدة رغم كل الظروف.

وربما سعادتها الحقيقة تنبع من العرض الذي عرضه اندرياس في ان يساعدها على ان تكمل تخصصها في نفس المستشفى الذي يعمل فيه، لن يكون بمثل التقنية العالية لمستشفى بوسطن العام ومن المستحيل ان تحصل على جراح قلب كمارك ليكون معلمها، لكنها على الاقل لن تترك حلمها في ان تصبح طبيبة.

ستستاجر شقة وربما ستستعين بمربية، ستقوم بكل ما يلزم لكي يحصل اولادها على حياة مستقرة، لا يهم اذا لم تعد الى الولايات المتحدة، المهم ان تحصل على حياة مستقرة لولديها، غدا ستبدا في البحث عن بيت منفرد، يمكنه حين انتقالها ان ياتي باولمبيا للعيش في باروس ويبتعدا عن حياتها الى الابد.
المتها الفكرة لكنها اخفت المها سريعا وهي تعود لتقبل لوسيا وتتمنى لاندي ليلة هانئة.

علقت لوسيا على تبرج والدتها قبل ان تعانقها بحنان
انت رائعة مامي
وانتي اروع صغيرتي، حضنتها بحنان قبل ان تطمان لوضعها في السرير وتغلق الانوار.
خرجت انجلينا من الغرفة صوب جناحها لتفاجئ به واقفا في الرواق، كان شديد الوسامة في التاكسيدو الفاخر والذي التف حول عضلاته البارزة ليضهره بمظهر ملكي، كانت هذه المرة الاولى التي تراه منذ قرر المغادرة والاستقرار في اثينا.

اخذت نفسا عميقا، قبل ان تكمل طريقها متجاهلة وجوده، التجاهل كان سلاحها الذي قررت ان تحاربه به.
كان يتاملها بتسلية وقد ظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيه، حين وصلت بمحاذاته امسك ذراعها وسحبها اليه، وهو يتامل ملامحها باهتمام.
لا اظن انك ستنزلين بكل هذا التبرج بيتي مو عللق وهو يمرر اصبعا على بشرتها العاجية بخفة.

نفضت انجلينا يده سريعا وهي تقول، ليون انت لا شأن لك بتبرجي وبحياتي البثة يمكنني ان انزل الى الحفل بالطريقة التي اريد.
ضحك ليون على تعليقها ساخرا، لا اظن انني اسمح لزوجتي بان تهينني امام ضيوفي بتبرجها الشبيه بتبرج المومسات.
احتقنت الدموع في عينيي انجلينا للكلام الجارح الذي يمطرها به، قبل ان ترد بصوت خرج باردا عكس الحمم التي تحرق قلبها وتتاجج في صدرها.

اظن ان هذا ينطبق عليك ايضا سيد اورليوس، لست انا من سيتبجح باحضار اولمبيا لمنزل عائلته، على الاقل اتمتع ببعض الرقي الذي تفتقده انت، او ربما اصبحت موضة هذه الايام قالت وهي تتعمد ان تجرحه ربما سافكر بجلب حبيب انا ايضا.
ثار الدم فجاة في عروق ليون، وامسك بذراعها يهزها بعنف
فكري فقط مجرد تفكير بان تفعلي ذلك، اؤكد لك انك لن تعيشي لتري فجر يوم اخر.

احست انجلينا بان النار الحارقة في صدرها بدات تبرد وهي ترى ثورة الغضب الكاسح التي اشعلتها تتاجج في عينيه، ابتسمت بمكر وهي تسدد سهمها الاخير، احقا ليون قالت وهي تنظرفي عينيه بثبات
لمع الزمرد الاخضر في عينيها وهي ترمقه بنظرات ذات معنى قبل ان تقول، وفر تعليقاتك لزوجتك المستقبلية، انت لم يعد لك أي دخل بحياتي.
لم تترك له فرصة للرد، دلفت جناحها واقفلت الباب بسرعة قبل ان يتسنى له اللحاق بها.

اتكات على الباب للحظة، تحاول التهدئة من روعها قبل ان ان تقترب من السرير وهي تنظر الى الفستان الذي اصرت صوفية ان ترتديه.
يا الهي صوفية انت دائما تحبين افتعال المشاكل.

نظرت الى الفستان المنسدل فوق سريرها بقلق، كان الفستان يلمع تحت الاضاءة فتزيده بريقا، كل ما كان يقلقها هو فتحة الصدر المبالغ فيها، تنفست بضيق، على كل حال هي الملامة فهي من سمحت لصوفية بان تختار بدلا عنها، لامت نفسها على ذلك لكن الاوان كان قد فات، تنفست بقوة قبل ان تحمل الفستان وتدخل غرفة تغيير الملابس.

في البهو الفسيح لقصر اورليوس كانت الموسيقى الكلاسيكية تصدح بعذوبة، وقف سيزار وكانديس لاستقبال ضيوفهما، اصر سيزار على ان يقيم حفلة على شرف الجراح الذي اعاده الى الحياة رغم رفض مارك المؤدب
ابتسم سيزار لزوجته كانديس كانت سعيدة للغاية ومتالقة الى جانب زوجها والذي تشعر بانه تعافى بمعجزة من القدير، في اقل من شهرين عاد سيزار الى حياته الطبيعية دون أي مضاعفات للزراعة.

وصل مارك وابتسم كل من سيزار وكانديس وهو يقترب منهما
سيد اورليوس سعيد بانك بخير قال مارك وهي يمد يده ليصافح سيزار الذي رد بابتسامة تحمل الكثير من الامتنان.
وانا سعيد بانك غيرت رايك واوفقت على الجراحة، انا مدين لك بوجودي هنا اليوم
لست مدينا لي بشيء سيد اورليوس رد مارك انه واجبي
وصل ضيف اخر في تلك اللحظة وابتعد مارك جائلا ببصره في القاعة يبحث عنها، لكنها لم تكن موجودة.

ديم كان جالسا الى جانب البار يرتشف مشروبه بعقل شارد بينما وقفت برايانا تتامل المدعووين بانبهار
يا الهي ديم، لم اتصور ان يكون الحفل بمثل هذه الروعة
لم يسمع ديم أي من ثرترة بريانا المتواصلة، كان غائبا يفكر في استنتاجاته الجديدة، نهض من مكانه دون ان يلتفت اليها وابتعد بخطوات كبيرة نحو مكتب سيزار.
فتح الباب، ليفاجئ بالواقف قرب النافذة ينظر الى البعيد.

هذا انت لوك قال ديم وهو يقترب من الشخص الذي كان يعطيه ظهره
لم يلتفت لوك لمخاطبه بل ظل واقفا يتامل المنظر امامه باهتمام، اقترب ديم منه وهو يقول
لوك هل لديك بعض الوقت، نحتاج الى الحديث
التفت لوك باستغراب وكانه فطن بوجوده للتو: ما الذي تبحث عنه ديميتريوس، ايا ما تبحث عنه فاعلم اني لست مهتما بالامر قال لوك وهو يهم بترك المكتب.
سيُزَج بك في السجن قريبا لوشياس.

اوقفت جملة ديم الاخيرة لوك ليلتفت بهدوء ويبتسم لمخاطبه بسخرية
ومن هو الذي سيسجنني، انت ام ابن عمك المجنون، لا تقل انه والدي فهذا سيكون دراميا اكثر من اللازم.
انا لا امزح لوشياس هنالك من يحيك مؤامرة ضدنا، وانت اكثر شخص متضرر من الامر.
ضاقت عينا لوشياس وظهر الاهتمام على وجهه وهو يقول ما الذي تحاول فعله الان ديمتريوس اخبرني، أي مصيبة جديدة قررت ان توقعها على رؤسنا بحق السماء.

اقترب منه الى ان اصبح بمحاذاته، اتدري شيئا زفر لوك وهو يمسك بياقة ديم ليجعله ينظر الى عينيه
طوال خمس سنوات، خمس سنوات طويلة لم اكن افكر سوى بالطريقة التي ساجعلك تدفع بها ثمن ما فعلته بانجلينا، لخمس سنوات كاملة كان كل تفكيري منصبا على الانتقام منك، فجاة وبعد كل تلك السنوات سامحتك انجلينا و ببساطة قررت ان تنسى كل ما فعلته بها، وهذا جعلني احاول ان اتناسى وجودك ولا اتذكرك مطلقا.

لا تجعل الامر صعبا يا ابن العم، لاني مستعد ان انسى كل وعد قطعته لوالدي وامزق صدرك بيدي الان.
انتزع ديم ياقة قميصه بعنف من بين يدي لوشياس وهو يقول: ايها الغبي افهم لقد حصل اختلاس كبير بمكاتب شركاتنا في نيويورك.
واذا، ما دخلي انا بالموضوع قال لوك وهو يبتعد عن لوشياس ويشعل سيجارة جديدة محاولا التهدئة من غضبه المكبوت
كل الاختلاسات باسمك وفي حسابك الشخصي لوشياس.

قهقه لوك بسخرية قبل ان يلتفت الى مخاطبه: اعترف انك مهندس ناجح ومصمم باخرات موهوب يا ابن عمي، لكنك لا تعرف أي شيء عن المعاملات التجارية بالمرة
لوك.
لم يدعه يكمل، انا اغلقت كل حساباتي المصرفية منذ رحيلي عن الشركة ولدي كل الاوراق التي تثبت ذلك ديم.
اذا كان هنالك تلاعب فهو من جانبكم، انا لم يعد لدي أي علاقة بالمجموعة منذ وقت طويل
فتح ديم عينيه غير مصدق لتصريح ابن عمه الذي لم يكن في الحسبان.

اتعني انك لم تعد تملك حسابا بنكيا باسم شركتنا.
بالطبع منذ ان تركت المجموعة، جمدت كل حساباتي وكل التعاملات التي كنت اجريها باسمكم،
لكنني لم اجد أي حساب بنكي اخر باسمك،
بالتاكيد لن تجد قال لوك وهو يزفر دخانه بحرقة، لاني لم استعمل اسم عائلتك المحترم منذ قررت الرحيل.
الان فهمت قال ديم.
الان فهمت اللعبة، لم يترك للوك وقتا للإستيعاب ما يجول بذهنه، انطلق خارجا من باب المكتب كالسهم.

في مكان اخر غير بعيد عن قصر اورليوس.
كان هنالك من يجلس في مكتبه يتجرع المه بصمت، كان يتامل صورتها، نزلت دمعة وحيدة على الصورة قبل ان يمسحها سريعا، طرق الباب مرتين قبل ان يسمح لزائره بالدخول.
هذا انت بيتروس قال العجوز وهو ينظر الى ابن اخيه بامعان، كان يبدو وسيما في ثياب السهرة، مختلفا بشدة عن اخيه، كان يشبه والدته كثيرا وكان هذا يناسب العجوز الذي يسعى للانتقام بكل ما اوتي من قوة.

هل انت مستعد بيتروس قال العجوز وقد برقت عيناه ببريق ماكر.
بكل تاكيد قال باتريك وهو يبتسم لعمه بسخرية يشعر انه زج بنفسه في دوامة كبيرة وفي انتقام لا يعلم عنه الا القليل، لكنه لم يكن مستعدا للتوقف الان لا مجال ابدا للعودة الى الوراء عائلة اورليوس خصوصا ليون يجب ان يدفعوا الثمن.

في قصر اورليوس: انتهت انجلينا اخيرا من وضع اخر اللمسات، كانت مبهرة بدون تكلف وضعت قرطين ماسيين بسيطين، لم تكن تحتاج الى ان تبهر احدا، هي اليوم قررت الحضور فقط من اجل سيزار ومن اجل مارك الذي تدين له بالكثير.
نظرة اخيرة الى المراة جعلتها تصاب بالضيق كان الفستان ضيقا بشكل غير معقول،
وكأن فتحة الصدر لا تكفي صوفية
غمغت انجلينا قبل ان تاخد نفسا عميقا وتقول.

فليكن، لن اسمح لليون بالتدخل في حياتي مجددا، كررت الجملة مرارا وكانها تحاول ان تصدقها قبل ان تضع يدها على مقبض الباب وتفاجئ بصوفية في الرواق.
الم تنتهي بعد انجلينا قالت صوفية بضجر قبل ان تتاملها وتصرخ باعجاب
ايتها الشريرة دائما تتعمدين سرقة الاضواء مني، هذا ليس عدلا.
توقفي صوفية قالت انجلينا معاتبة وهي تبدي اعجابها بالفستان الكريمي الرائع الذي كان ينساب بسلاسة على جسد صوفية.

كنت اتمنى لو اخترت لي فستانا قريبا من قصة الفستان الذي ترتدينه، كنت لاشعر بالارتياح اكثر
امسكت صوفية بيد انجلينا وهي تسحبها الى الرواق متجهتين نحو الدرج، اولا ليس لدينا الجسم نفسه، اوه انجلينا لو كنت املك جسد عارضة لكنت بالتاكيد اخترت فستانا شبيها بفستانك، للاسف انت لا تقدرين النعمة التي انت فيها.

زفرت انجلينا محاولة عدم الخوض في الموضوع وهي تقول، حسنا صوفية لقد انتصرت اليوم لكنها ستكون المرة الاخيرة التي اسمح لك فيها بانتقاء فساتيني او مساعدتي على التبرج.
احقا قالت صوفية غير مصدقة، مستحيل ان اتركك تختارين بنفسك انجلينا ذوقك اشبه بذوق راهبة.
نزلتا الدرج المؤدي الى القاعة حيث كان مارك في انتظارهما ونظرة اعجاب واضحة تطل من عينيه، قبل يد الشقراء الفاتنة قبل ان يقول.

اسمحي لي ان ابدي اعجابي بذوقك انجلينا، قبل ان يلتفت ويقبل يد صوفية التي غزت حمرة الخجل وجهها وهي تنظر الى عيني مارك الاسرتين
دكتور مارك انا فعلا سعيدة لتلبيتك دعوتنا
من دواعي سروري انسة صوفية، اعاد اليها الابتسامة قبل ان يعيد اهتمامه الى انجلينا والتي كانت تبتسم قبل ان تتحول ابتسامتها الى الكدر الشديد.

نظر مارك الى حيث كانت انجلينا تنظر، كان ليون واقفا الى جانب مجموعة من رجال الاعمال بينما تعلقت اولمبيا بذراعه.
تحاشت انجلينا النظر اليهما، كانت تشعر بان هرمونات الحمل تؤثر عليها وانها قد تنفجر في أي لحظة مسببة كارثة كبيرة.
احس مارك بطعنة قوية لكبريائه والتوت شفتاه بسخرية وهو ينظر الى عينيها اللتان استحالتا بركة من الدموع على وشك الانهمار.
اقترب مارك منها وفتح يده
هل تسمحين لي برقصة.

اومات انجلينا براسها موافقة، تشعر بالامتنان لوجوده الى جانبها على الاقل سينقد مارك كبريائها الذي داسه ليون دون أي اهتمام.
وقفت صوفية تنظر الى مارك يراقص انجلينا، قبل ان تقفز من مكانها للصوت المؤلوف
صوفية اورليوس، كم انا سعيد لرؤيتك.
اوه اندريوس يا الهي لقد ارعبتني.

ابتسم اندرياس بغرور وهو يسحب صوفية الى باحة الرقص، لا اظنني سمعت تعليقا مماثلا من قبل، كل التعليقات غالبا ماتكون عن وسامتي وجاذبيتي التي لاتقاوم
اوه توقف قالت صوفية وهي تضحك انت فعلا مغرور، لا عجب ان انجلينا تكرهك.
ضحك اندريوس بمرح مما زاد من وسامته الطاغية، رغم كل غروره كان فعلا وسيما بشكل خطر، كان يديرها بشكل سريع وكانت مستمتعة بمزاحه، هذا على الاقل جعل انجلينا تبتسم وهي تتاملهما.

ما بك انجلينا اخبريني قال مارك وهو ينظر الى عينيها اللتان كساهما الحزن
لاشي مارك لاشي على الاطلاق قالت انجلينا محاولة اخفاء انزعاجها الشديد.
هولا يستحقك، لا يستحق دمعة واحدة من عينيك قال مارك وهو يتامل وجهها الملائكي بحب، انت تستحقين رجلا يحبك، يعشقك لنفسك وليس رجلا مغرورا وحقيرا كليون،.

فوجئت انجلينا من صراحة مارك، تنهدت بعمق قبل ان تقول: مارك يكفي لا اريد الحديث بالموضوع، انا وليون قد تركنا بعضنا مدة كافية تجعل من عودتنا امرا مستحيلا، وجودنا اليوم في نفس المكان لا يعني ان شيئا قد تغير، لقد عدت فقط من اجل سيزار.
احقا قال مارك بنبرة مشككة.

بالتاكيد ردت انجلينا محاولة تحاشي نظراته التي كانت تحاول اختراق افكارها. في نفس اللحظة صمتت الموسيقى معلنة نهاية الرقصة ولتنقد انجلينا من اسئلة مارك التي لم تكن مستعدة للاجابة عنها.
في الجهة الاخرى من القاعة، استحالت عينا ليون سوداوان من الغضب لم يكن يستطيع التركيز في ما يقال من شدة غضبه، لاحظت اولمبيا الطريقة التي كان يرمق بها انجلينا ومارك قبل ان تعلق بخبث.

علاقتهما وطيدة جدا على ما يبدو قد يكونان زوجا مناسبا في المستقبل فكلاهما طبيب وكلاهما امريكي، لكن اليس من اللياقة لواعتذرت انجلينا و لم تحظر الحفل اضافت اولمبيا ببراءة مصطنعة.
انتبه ليون الى الكلمات الاخيرة التي تفوهت بها مرافقته قبل ان يلتفت اليها بهدوء ويتاملها وكانه يراها للمرة الاولى.

أظن ان اللياقة كانت تقتضي عدم حضورك انت عزيزتي، فبالنسبة للجميع انجلينا لاتزال زوجتي وام ولداي، اضافة الى انها من فريق مارك الذي اشرف على عملية والدي، لكن بالنسبة للجميع من تكونين بالنسبة لي.
لو كانت الكلمات تقتل لسقطت اولمبيا صريعة عند قدميه، احست بالاهانة الشديدة، زفرت بقوة وهي تنظر الى ليون غير مصدقة قبل ان تقول:
اتقصد انهم يعتبرونني عشيقة وضيعة ليون.

انا لم اقل ذلك اولمبيا انت من اخترت الوصف، والان اعذريني قال، قبل ان يعطيها ظهره ويتجه صوب الباب الذي كانت انجلينا تحاول ولوجه هربا من الحفل.
واخيرا قالت انجلينا وهي تدخل غرفة المكتب، كانت تحاول اغلاق الباب حين انتبهت للظل الواقف قرب النافذة، حاولت العودة ادراجها قبل ان ياتيها صوته المعهود، لا داعي لترحلي انجلينا يمكنك البقاء.
لوك قالت انجلينا وعلامات الدهشة بادية عليها ما الذي تفعله هنا.

لاشيء رد لوك باستخفاف قبل ان يقترب من بقعة الضوء على المكتب ويطفئ سيجارته في منفضدة الكريستال الكبيرة، سمح الضوء المتسلل لانجلينا من تامله كان وسيما كالعادة في بدلته التكسيدو، وسيما الى درجة الالم كما كان يحلو لصديقاتها وصفه ايام كانا حبيبين، لكن اليوم هناك شيء مختلف، تغيرت التقاسيم المرحة وقست بشكل كبير، تستطيع ان تجزم ان جزءا كبيرا من روحه المرحة المعطاءة قد تبخر وذهب الى غير رجعة.

اقترب منها وامسك يديها بحنان قبل ان يهمس قرب وجهها
هل فكرت في عرضي انجلينا، تعلمين انني لم احاول الضغط عليك طوال هذه المدة، لكن الان لم يعد هنالك سبب يمنعك من ان تفكري بعرضي، اوراق الطلاق اصبحت جاهزة ستصبحين حرة في ظرف ايام، لاداعي لكي نهدر المزيد من الوقت انجلينا دعينا نتزوج ونرحل بعيدا انا وانت والولدين، دعينا نكن سعداء.

في تلك اللحظة انفتح الباب وظهر ليون بملامح شيطانية كان يغلي كالبركان قبل ان ينفجر كالجحيم في وجه اخيه.
في ابعد احلامك اخي قال ليون وهو يسدد لكمة اطاحت بلوك الى الوراء.
احس لوك بطعم الدم في فمه، لكن هذا لم يمنعه من تسديد لكمة لوجه ليون جعلته يترنح قبل ان يهجم عليه ويرمي به ارضا.
انقض ليون على اخيه بقسوة يكيل له اللكمات بعنف جعلت انجلينا تصرخ.

توقف ليون ارجوك توقف، انسابت دموع العذاب والقهر من عينيها وهي تراهما يتقاتلان كالاعداء يا الهي ما هذه اللعنة، هذا ليس حبا هذه لعنة لعنة.
اخيرا، نفض ليون لوك من بين يديه قبل ان يقربه اليه مجددا ويقول بصوت كالفحيح في المرة المقبلة التي تفكر فيها في اغواء زوجتي فكر في ما انا قادر على فعله بك اخي.
وفر تهديداتك لابن عمك الحقير ليون، انت لا تخيفني صرخ لوك بتحد.

يجدر بك ان تخاف رد ليون وهو يصلح ربطة عنقه. يجدر بك الخوف.
اقترب من حيث وقفت انجلينا ودموعها تنهمر بغزارة، انحنى ليهمس في اذنها بصوت بعث القشعريرة في عمودها الفقري
بهذه السرعة قررت ان تنشدي العزاء بين ذراعي اخي ايتها الساقطة، اعترف انك لا تضيعين وقتك بالمرة،.

اخرس ايها السافل قالت انجلينا وهي ترفع يدها لتهوي بها على وجهه القاسي، لكنه كان اسرع منها امسك يدها وقربها الى ان احست بانفاسه الحارة تلفح بشرتها.
تريدين اللعب معي انجلينا ساريك كيف يكون اللعب مع ليون
خرج بعدها صافقا الباب ورائه وتاركا انجلينا في صدمة جديدة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة