قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ميراث العشق والدموع الجزء الرابع بقلم رضوى جاويش

رواية ميراث العشق والدموع الجزء 4 بقلم رضوى جاويش

رواية ميراث العشق والدموع الجزء الرابع (زاد العمر وزواده) بقلم رضوى جاويش

الاقتباس الأول

مرت امام المدرج الدراسى الذى يلقى فيه محاضراته عادة و توقفت قدماها فجأة و هى تسمع إلقائه لقصيدة جعلت حواسها كلها تنتبه فى انبهار كعادتها ما ان تسمعه يلقى الشعر بهذه الطريقة التى تسحر سامعيه ..كان يهتف بالأبيات فى ثبات و بنبرة صوته الرجولية تلك التى تذيبها حرفيا و تأسر قلبها فى ثوان :-

أُخفِي الهَوَى ومَدامِعِي تُبدِيهِ
وأُميتُهُ وصَبَابَتي تُحيِيهِ
فَكأنَّهُ بالحُسنِ صورَةُ يوسفٍ
وكَأنَّني بالحُزنِ مِثل أبيه

تنهدت  وهى تكمل فى همس الابيات فقد كانت تعشق هذه القصيدة و ترددها دائما و لكنها استيقظت فجأة و هى تتطلع الى أوجه الفتيات فى المدرج و ذاك الوجد المسيطر على قسمات وجههن فاستيقظت مشاعر الغيرة داخلها و انتفضت فى غيظ متوعدة فى اصرار :- ماااشى يا ماچد .. ماااشى ..

و اندفعت فى اتجاه سيارتهما المركونة تنتظره حتى يعودا سويا للسراىّ .. تقدم نحوها فى هوادة و ابتسامة معتادة ترتسم على شفتيه ألقى التحية فى اعتياد و دخل العربة و هى فى أعقابه تتخذ مكانها جواره ..
نظر اليها و قد أيقن ان امر ما يقلقها و من غيره يستطيع قراءة تلك الملامح الرائعة الجمال حين تحمل ما يكدرها فهمس متسائلا :- خير .. مالك !؟.. فى حاجة!؟..

هتفت بغيظ :- مفيش يا دكتور ماچد ..
ابتسم فما ان تنعته بلقبه الذى حصل عليه منذ سنوات قليلة فى أدب اللغة العربية حتى يتأكد انها تتعامل بصورة رسمية و ان هناك بالفعل ما يكدرها فمس :- واضح ان فى حاجة مضيقاكى و ما دام قلتى دكتور يبقى انا السبب فيها .. هاتقرى و لا اقررك بطريقتى ..

حاولت ان تخفى ابتسامة على شفتيها و هتفت متصنعة الغضب :- مش كفاية شعر غزل لحد كِده .. راحت فين اشعار الملاحم و الحروب هاااا !؟.. راح فين شعر الهجاء .. و صرخت مستطردة فى ثورة .. راح فين شعر الذممم ..

انفجر مقهقها غير قادر على الرد من بين قهقهاته .. انها تغار كعادتها .. و ما اجمل غيرتها عليه .. فهو يعلم كم تحبه و كم تراه مطمع لكل نساء الكون رغم عاهة قدمه التى فى اعتقادها تزيده روعة و شرف ..
هتف محاولا تهدئتها :- الشعر  تخصصى يا مونى ..

هتفت فى غيظ :- ما الشعر أنواعه كتيره .. سيبك م الغزل و ركز فى نوع تانى .. هاااا ..
علت ضحاته من جديد مؤكدا :- هحاول .. ربنا يقدرنى .. بس هسيب الغزل لمين ..!؟..
اكدت فى سرعة :- ده تخصصى ..
انفجر ضاحكا و هتف مشاكسا :- طب ما تورينا حاجة كِده
هتفت متصنعة الحنق :- احنا ف العربية على فكرة ..

هتف يغيظها :- قال يعنى بشوف منك حاجة ف البيت !؟.
اكدت مدافعة :- ما انا مشغولة ف الدكتوراة .. طبعا ما انت خدتها و انا ملخومة ف الحمل و الولادة و سبقتنى ..
هتف يمازحها :- طب ما انا يساعدك و بذاكر لك .. انكرى .. هااا .. انكرى ..
هتفت متحسرة :- ايوه صح بتذاكر لى بإمارة .. و لا بلاش .

تعالت ضحاته من جديد و قد تذكر انه بالفعل لم يكن معينا لها بل على العكس اما يشاكسها هو و أولاده اثناء فترة مذاكرتها او يحاول فعلا المساعدة و لكنه يصر على تطبيق كل بيت شعر بشكل عملى لمزيدا من التاكيد على المعنى الذى يضمره الشاعر ..
هتف مقهقها :- خلاص يا ستى متزعليش هساعدك و الله و هتخدى الدكتوراه بامتياز كمان ..
همست فى شك :- لما نشوف ..

فهمس يشاكسها و هو يندفع لداخل السراىّ :- بس برضو مش هبطل ادرس شعر غزل ..
فاندفعت خلفه صارخة :- لااااه هتبطل .. و اما اشوف بجى يا دكتور .. انا و لا ..
انفجرت زهرة ضاحكة على مظهرهما .. ماجد يجرى و ايمان فى أعقابه صارخة فهتفت خلفهما :- هو انتوا مش هتكبروا ابداااا .. لسه قط و فار زى ما انتوا .. عيالكم بقوا طولكم .. مفيش فايدة .. حاسة انى بأدن ف مالطة ..

هل ياسين من على اعتاب السراىّ فهتفت زهرة تتساءل :- ياسين .. زهرة اختك فين !؟..
هتف ياسين و هو يؤرجح الكرة بين كفيه :- هتكون فين يعنى يا تيتة !؟.. اهى ف اوضة القراية كالعادة .. انا مش عارف ايه ده .. مبتزهقش دى !؟..
قهقهت زهرة هاتفة :- هو انت بتزهق م الكورة !؟..
هز رأسه نفيا بقوة لتستطرد زهرة هاتفة :- و هى مبتزهقش م القراية .. روح ياللاه خبط على ماما و بابا عشان يتغدوا ..

هتف ياسين بلهجة خبيثة :- لاااا مليش دعوة .. لحسن يكون بيذاكر لها و أعطلهم ..
و اندفع خارج السراىّ باتجاه الحديقة و هو يغمز لها بعينه فانفجرت زهرة مقهقهة على بن ماجد ذاك الذى لم يتعد التاسعة من عمره لكن عقله يتخطى عمره بمراحل .. أطفال هذه الأيام اطفال جسدا لكنهم انضج بمراحل من امثالهم قديما .. تنهدت زهرة فى قلة حيلة و اندفعت للمطبخ تتمم على الغذاء ..
وقفت ايمان تخلع عنها حجابها  فجذبها اليه هامسا :- لسه زعلانة ..

هزت راسها نفيا و همست :- لااا.. بس انا مضغوطة عشان عايزة اخلص الرسالة ..
همس مشاكسا :- هى فى الشعر الجاهلى صح !؟..
اكدت بايماءة من رأسها .. ليهمس مشاكسا ببيت شعر لعنترة بن شداد فى غزل عبلته :-
ولقد ذكرتك والرماح نواهل .... وبيض الهند تقطر من دمي
فودتت تقبيل السيوف لأنها .. لمعت كبارق ثغرك المتبسم.

و اقترب منها فى شوق لتقبيلها الا ان كلاهما انتفضا مبتعدين عندما اندفعت احدى الكرات فى قوة داخل الحجرة عبر باب الحديقة الذى دفعته لقوتها لينفرج على مصرعه ..
هتف ماجد فى غيظ :- دى عمايل ابنك ياسين .. مفيش غيره .. ماااشى ..
ما ان هم بالاندفاع فى اتجاه الحديقة حتى هل ياسين على اعتاب الباب متسائلا :- هى الكورة جت هنا !؟..
اكد ماجد فى حنق :- اه ياخويا جت و شرفت اهلًا و سهلا بيك و بيها ..
واستطرد فى مزيد من الحنق :- انت مش بتذاكر ليه يا باشا!؟..

اكد ياسين ذو التسع سنوات فى نفاذ صبر :- مية مرة اقولك يا بابا انى اخدت الاجازة و الله العظيم اخدتها .. افهمهالكم ازاى دى ..
انفجرت ايمان مقهقهة بينما هتف ماجد متحرجا :- طب ماشى يا لمض بس ماما لسه بتذاكر .. مفيش شوية هدوء عشان خاطرها !؟..
هتف ياسين مشاكسا :- ماما بقالها كام سنة بتذاكر اصلا .. هقعد هادى و ملعبش كل ده !؟.. و بعدين مش انت اللى بتقول انك بتذاكر لها !؟..
تنحنح ماجد فى اضطراب ناظرا الى ايمان التى كانت تكتم ضحكاتها بأعجوبة و هتف :- ايوه طبعا .. انا اللى بذاكر لها..

حمل ياسين الكورة فى هدوء و تطلع لأبيه هاتفا فى مشاكسة  :- واضح يا بابا انها مش بتفهم منك كويس .. جبلها مدرس خصوصى احسن ..
و اندفع ياسين و بأحضانه كورته من امام ابيه فى اتجاه الحديقة تاركا اياه و قد حاول الإمساك به الا انه افلت فى اخر لحظة ليتطلع الى ايمان التى انفجرت ضاحكة صارخا فيها :- عاجبك طبعا كلام ابنك ..

هتفت من بين قهقهاتها :- شفت .. اهو ..حتى العيال ..
و همست مشاكسة :- انا عايزة درس خصوصى ..
اقترب بعد ان اغلق باب الحديقة بأحكام و عاد اليها :- يا سلام .. غالى و الطلب رخيص .. بس ابنك يسبنا نركز .. قصدى نذاكر ..
و ما ان هم بالاقتراب من جديد حتى اندفعت الكرة مرة اخرى ضاربة الباب لينتفضا من جديد لتنفجر ايمان مقهقهة اما ماجد فصرخ غاضبا و هو يهم بالاندفاع خارج الحجرة :- و الله ما انا عاتقك النهاردة يا ياسين .. حاااضر ..

هتفت ايمان خلفه من بين قهقهاتها :- هتعمل عجلك بعجل الواد ..!؟..
اكد ماجد هاتفا فى حنق :- ده انا أعيل منه .. و الله لأربيه من جديد .. مش عارف احب ف امه .. قصدى اذاكر لها بقالى ساعة .. حااضر يا ياسين .. ادبك عليا ..
و اندفع خارج الغرفة يجول ببصره فى الحديقة باحثا عن ولده تتبعه قهقهات ايمان ..و ما ان وقعت عيناه على ابنته البكر زهرة داخل حجرة القراءة حتى هتف متسائلا :- زهرة .. مشفتيش اخوكى راح فين !؟..

تنبهت زهرة من شرودها بين ضلفتى روايتها و هتفت :- لا .. مخدتش بالى يا بابا ..
زفر فى ضيق و قرر العودة لحجرته فيكفيه ما به من إرهاق اليوم و له مع ياسين ولده شأن اخر ما ان يعثر عليه ..
عادت زهرة  للتيه فى احداث الرواية التى كانت تطالعها و ما كانت تدرك ذاك الذى يقف مشدوها يحاول غض الطرف عنها مستغفرا من عليائه حيث غرفته التى يتشاركها مع اخيه الأصغر محمد .. كان شاردا فيها بكل جوارحه و ما أيقظه من حلمه الا صوت مزاح جعله يستغفر فى حنق بالغ .. فها هو سمير بن خاله باسل و عمته سندس يظهر بالأفق ..

هتف سمير مازحا فى ياسين :- اچرى استخبى .. ابوك بيدور عليك و هيموتك لو شافك ..
كان سمير قد ظهر على اعتاب الحديقة الخلفية و رأى مشهد تساؤل ماجد عن ولده و تأكد كالعادة ان ياسين قد ارتبك مصيبة ما جعلت ابيه يتساءل عنه بتلك اللهفة رغبة فى تأديبه ..
هتف ياسين فى قلق :- بجد !.. طب هروح اتحامى ف ستى زهرة محدش بيعرف يحوشه عنى غيرها ..

و اندفع ياسين داخل السراىّ ليتقدم سمير من غرفة القراءة هاتفا بالتحية فى مرح :- السلام عليكم يا مثقفة العيلة .. و عيلة العيلة و نچع الصالح كله ..
تنبهت زهرة و ابتسمت فى سعادة :- و عليكم السلام ازيك يا سمير ...اخبارك ايه .. و ازى عمتى سندس و ستى سهام .. و فين سهام اختك مش بتيجى ليه!؟..

هتف معاتبا فى لهجة مرحة :- يعنى انتِ اللى بتيچى و بتسألى !؟.. ما تسيبك م الكتب دى شوية و تبجى تاجى تشوفيهم .. دول بعتين لك السلام معايا ..
ابتسمت بدورها هاتفة :- حاضر ليهم عندى زيارة قريب..
ما ان هم بالتحدث حتى هتف صوت عاصم بالأعلى مستدعية :- سمير .. تعالى فوج عايزك ..
هتف سمير بغيظ :- اعوذ بالله .. ليه يا ربى ابتلتنى بعاصم ده ..!؟..

و نظر الى زهرة هاتفا فى سخرية :- بزمتك دى خلجة أتولد معاها ف نفس اليوم .. لا و ف نفس الساعة كمان ..!؟.. حكمتك يااارب ..
انفجرت زهرة ضاحكة مما اورث ذاك الذى ينتظر بالأعلى حنقا كاد يجعله يقفز من شرفته على ام رأس سمير ذاك ليتخلص منه للأبد ..
هتف سمير مودعا :- مع السلامة يا مثقفة .. اشوف وشك بخير .. و ابقى سلميلى على ابويا و امى .. اصلك انا مش ضامن الشيخ عاصم اللى فوج ده ممكن يعمل فيا ايه .. چايز يقيم عليا الحد..

عاودت زهرة قهقهاتها على مزاح سمير مما جعل عاصم يشتعل غيظا هاتفا يستدعيه بحدة :- سميييير..
هتف سمير ملوحا بكفه فى ضيق :- يا عم ما جولنا طالع..
و اندفع سمير فى اتجاه باب السراىّ بينما ظل عاصم واقف متسمرا يدنو الطرف اليها و قد ارتاح قليلا لانها عادت لعزلتها و ما عاد هناك اى من كان يليه عنها او يجذب انتباهها .. خاصة سمير ذاك بنكاته السخيفة و جرءته التى يكرهها .. خاصة معها .. هى دون غيرها..

إذا كنت قد قرأت هذه الاقتباسات من قبل فلتعلم أن الجزء الرابع قد صدر بالفعل وهو منشور هنا: رواية زاد العمر و زواده الجزء الرابع من ميراث العشق والدموع

اقتباسات من رواية ميراث العشق والدموع الجزء الرابع

- رواية ميراث العشق والدموع الجزء الرابع بقلم رضوى جاويش الاقتباس الثاني

- رواية ميراث العشق والدموع الجزء الرابع بقلم رضوى جاويش الاقتباس الثالث

- رواية ميراث العشق والدموع الجزء الرابع بقلم رضوى جاويش الاقتباس الرابع

- رواية ميراث العشق والدموع الجزء الرابع بقلم رضوى جاويش الاقتباس الخامس

تمت