قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

صرخت شهد بفزع وهي تضع يدها على وجهها بخوف..
لاا لاااااااا
توقفت السيارة فجأة ولم يكن بينهم سوى بعض السنتيميترات القليلة، تنفست شهد بصعوبة وهي تبعد يدها عن وجهها لترى سيدة ما تترجل من السيارة ترتدى جيبة قصيرة جداً قبل الركبة وتيشيرت دون اكمام وتضع مساحيق تجميل مبالغ فيها، نظرت لشهد بهلع ثم هتفت بتساؤل..
انتي كويسة يا أنسة؟!

اومأت شهد رأسهم ومازال الخوف مسيطر عليها اثر الصدمة، فحصت السيدة شهد بعينيها لتجدها بخير، هنا تابعت بتوبيخ..
انتي ازاى تمشي على الطريق السريع لأ وسرحانة كمان
لم ترد شهد عليها وانما حدقت بها بصدمة، فهي من كانت ستموت منذ قليل والآن هي التي توبخ، قالت شهد بأندفاع..
انتي مش ملاحظة إني انا إلى كنت هأموت وحضرتك كنتي هتبقي السبب
مطت السيدة شفتيها ثم قالت بأمتغاض..

وهو في حد بيمشي سرحان كدة وبقالي ساعة بديكي كلاكس، بنات اخر زمن صحيح
اغتاظت شهد بشدة ونظرت لها بغضب واصبحت نبرتها اكثر حدة..
لأ بقا، كدة كتير بجد سيبيني في حالي الله لا يسيئك انا مُش ناقصة
عقدت السيدة حاجبيها وهي تقول بتساؤل..
مالك يا اوختشي قوليلي يمكن أساعدك
زفرت شهد بضيق اكثر واصبحت تفكر للحظات، علها يكن الله اوقعها في طريق هذه السيدة لتساعدها، نظرت لها بحيرة ثم اردفت بقلق..

انا عاوزة اشتغل ومش لاقية شغل
هزت السيدة رأسها ثم وضعت يدها على طرف ذقنها بتفكير وهي تقول..
عايزة تشتغلي اى حاجة؟!
هزت شهد رأسها موافقة ثم تابعت بلهفة ظهرت في صوتها..
أيوة أى حاجة المهم اشتغل
ابتسمت السيدة ثم قالت بخبث..
عندى شغل ومكان كمان، مستعدة
اومأت شهد رأسها بأبتسامة صافية بينما تابعت السيدة بلؤم..
جميل، يلا تعالي معايا اوديكي
سألتها شهد بحسن نية: هو الشغل فين؟

استدارت السيدة واتجهت لسيارتها وهي تقول: انا هأوديكي ماتقلقيش
اتكأت شهد وحملت الكيس الذي يحمل ملابسها وسارت خلف تلك السيدة واشارت لها ان تركب من الباب الاخر، ركبت شهد السيارة الفاخرة وينتابها القلق، حاولت السيدة فتح اى مجال للحديث فنظرت لشهد مرددة بهدوء..
إلا قوليلي بقا انتي اسمك اية؟
نظرت شهد لها ثم اجابتها بخفوت قائلة..
أسمي شهد
استطردت السيدة بتساؤل وفضول..

منين يا شهد، كلميني عن نفسك عايزة اعرفك شوية
تابعت شهد بنفس الهدوء بشوبه التوتر بذكر بلدتها: عادى يعني اسمي شهد من آآ من هنا وعندى 23 سنة وبس
اومأت السيدة بأبتسامة تخفي الكثير ونظرت امامها وهي تفكر بينما شهد تتنهد بضيق وهي تلوم نفسها لثقتها بهذه السيدة بسرعة..

في الفندق،
بث مصطفي خطته الدنيئة على مسامع هؤلاء الرجال الذين كانوا يسمعونه بأنصات، انتهي ثم تنهد بأرتياح وهو يقول بحماس..
يلا بقاا يا رجالة ننزل عشان نلحق ننفذ
اومأوا برأسهم بجدية في حين فكر مصطفي قليلاً واكمل بهدوء..
بس اسبقوني انتوا هأعمل حاجة وهأحصلكم، اركبوا عرابيتكم واستعدوا
هتف احدهم وهو يهز رأسه: تمام يلا بينا يا رجالة.

استداروا ببطئ وخرجوا من الغرفة واغلقوا الباب خلفهم، خرجوا من الفندق بأكمله وركبوا سياراتهم بهدوء، في نفس الوقت جلس مصطفي على الفراش وهو يفكر بخبث ليقرر شيئ ما، فجأة وجد الباب يدق بقوة، فزع ثم نهض وفتح الباب والغضب يظهر على وجهه ولكن في لمح البصر أختفي حين رأى رجال الشرطة امامه، تنحنح متسائلاً بخوف..
احم نعم حضراتكوا عايزين اية؟
اجابه الضابط بجدية وحدة: بوليس ياروح أمك، خدووه.

فزع مصطفي وحدق بهم بصدمة، كان على علم ان هذا المكان مشبوه ولكنه اعتقد أنه أمن ولكن تأتي الشرطة له ابداً، قال بخوف بدى على جميع ملامحه..
نعم، انا عملت اية
امسك به رجال الشرطة في حين اكمل هو صريخه وهو يقول بتساؤل..
فهمني الأول ياحضرت الظابط انا عملت اييية، انا واحد قاعد في فندق عادى
استدار الضابط وهو يقول بحدة..
لما نروح هناك هاتعرف كل حاجة، يلااا
نظر للشرطي وهو يسأله بجدية: فتشتوا الأوضة يابني؟

اجابه بجدية مماثلة قائلاً: ايوة ياباشا ومفيش اى حاجة ومفيش اى حد غيره
اومأ الضابط برأسه ثم اكمل سيره متجهاً للأسفل، يتبعه الشرطي ومصطفي، وصلوا للأسفل لتكن الصدمة لمصطفي عندما يرى الشرطة تحاصر المكان وبعض الأشخاص لا يرتدون سوى ملابسهم الداخلية، علم ان الأمر انكشف وخبط جبينه برفق ثم اخذ يحدث نفسه بغلب..
غبي غبي انا غبي مش لاقي غير الفندق دة، اوووف اوووف بجد.

سار معهم ليركب سيارة الشرطة تحت انظار باقي الناس التي تقف بعيدة ومن ضمنهم رجال عبدالله، الذين كانوا يشاهدوا ما يحدث من داخل سياراتهم وهم ينظرون لبعض بحيرة، هل يذهبوا لتقبض عليهم الشرطة هم ايضا ام يظلوا هكذا ويتم القبض على مصطفي!، ولكن الشيئ المؤكد والمحتوم انهم لن يتخلوا عن انفسهم من اجل اى شخص..
رحل مصطفي مع رجال الشرطة والضيق مسيطر عليه، كان يمسح على شعره بضيق وغضب وهو يتأفف.

بينما اخرج احد الرجال الهاتف وأتصل بعبدالله ليجيبه عبدالله بعد ثواني قائلاً بصوت أجش..
الووو نعم يابني
عبدالله بيه إلحقنا
خير في اييية حصل حاجة؟
البوليس جه في الأوتيل إلى مصطفي كان قاعد فيه وقبض عليه
اممم طب وأنا مالي!
هآآه، أنا آآ قولت لازم أقول لحضرتك
استنوا شوية ولو مجاش أمشوا
تمام يا باشا امرك
ابقي عرفني اية إلى حصل اول بأول
حاضر سلام يا باشا
سلام
اغلق عبدالله مع الرجل ثم ابتسم بشر وهو يقول بشماته..

والله ووقعت ف شر أعمالك يا مصطفي...!

انتهي عمر من جلسته امام البحر بعدما اخرج كل الهموم قدر ما يستطيع، ألقي عليه نظره اخيرة كأنه يودعه قبل مغادرته ثم تنهد وهو يمسح على شعره بضيق ثم استدار واتجه لسيارته، فتح الباب وركب بهدوء شديد على عكس موقفه عندما أتي، ادار المقود متجهاً لمنزله..

بعد قليل وصل امام المنزل وترجل من سيارته بهدوء ورزانة معتادة، اخرج المفتاح من جيب بنطاله الأسود ثم فتح الباب، وزع انظاره في ارجاء المنزل ولكن لم يرى شهد، زفر بضيق وتأكد من شكه، إتجه للأعلي ليرى ان كانت موجودة عله يكون خاطئ ولكنه تأكد ان شكه صحيح حينما رأى جميع الغرف فارغة، هبط للأسفل وجلس على الأريكة ثم اخرج من سترته سيجاره الفاخر واخرج المشعلة وبدأ يدخن بشراهه وهو ينظر للفراغ...

في منزل رضوى،.

كانت رضوى حبيسة في غرفتها منذ ان دخلتها، تجلس على فراشها وتضم ركبتيها إلى صدرها وفي عيونها الدموع، فبرغم أرتياحها بعض الشيئ لعبدالرحمن إلا انها ابداً لم تتمني ان تتزوج هكذا عنوة عنها، تفكر في مصيرها مع عبدالرحمن وتحاول ان تهدئ نفسها قليلاً، دلفت مها ثم نظرت لها ببرود ولم تحدثها بل كانت تنظر لهاتفها، اتصلت ب حسن ووضعت الهاتف على اذنها لتستمع ولكنه لا يرد، زفرت بضيق وهي تقول لنفسها بغضب...

ما ترد بقاا يا حسن الله، والله اما اشوفك انا هعرفك مين هي مها
في نفس الوقت رن الهاتف الخاص برضوى معلناً عن اتصال، نظرت مها لرضوى ولكن رضوى كانت في عالم اخر، لا تشعر بأى شيئ حولها، فقط تفكر في مصيرها المحتوم، نهضت مها وامسكت بالهاتف لتجد رقم غير مسجل، عقدت حاجبيها ثم نظرت لرضوى مرة اخرى وهي تقول بعفوية..
بصي دة رقم غريب بيرن عليكي.

لم تنتبه لها رضوى حتى، اقتربت من رضوى ثم وضعت الهاتف على الفراش وهي تلوح بيدها لتلفت انتباهها، افاقت رضوى اخيراً وهي تقول بشرود..
اييية يا مها اييية عايزة اية
مطت مها شفتيها بضيق ثم اردفت قائلة..
موبايلك عمال يرن ردى شوفي مين
تأففت رضوى ثم امسكت الهاتف وضغطت على الزر ثم وضعته على اذنها، اتاها صوت رجل وهو يقول بجدية..
الووو سلام عليكم
اجابته رضوى بجدية مماثلة بل اشد..
الوو مين حضرتك؟

انا عبدالرحمن منعم يا رضوى
تنحنحت رضوى بحرج قائلة: احم ايوة يا آآ عبدالرحمن، خير
الأول ازيك؟!
الحمدلله تمام وانت؟
بخير، كنت عايز أقولك حاجة كدة
اتفضل خير
كنت عاوز اشوفك بكرا ان شاء الله
اممم مش عارفة بصراحة
ضرورى لإني عاوز اتكلم معاكي في حاجات كتيير قبل اى حاجة ماتتحدد بخصوصنا
طيب ما تنورنا في البيت
لا معلش عشان اتكلم براحتي، بكرا العصر في كافيه (، ) إلى على النيل
تمام، مع السلامة
سلام.

اغلقت الهاتف وتركته بحيرة، حكت ذقنها بأصابعها وهي تتسائل في نفسها ماذا ينتظرها في الغد، تنهدت ومازال الضيق سيد الموقف ثم اندثرت تحت غطاؤها وغطت في نوم عميق...

وصلت شهد مع تلك السيدة امام احدى البنايات، كانت شهد تتفقدها ببصرها ببطئ لتجد الشارع توجد به اشخاص قليلة، هادئ، نظيف، كانت تطمأن نفسها بأنها لن يحدث لها شيئ وأنها ستعمل فقط، قطع تفكيرها صوت تلك السيدة وهي تقول بجدية..
يلا إنزلي وصلنا يا شهد
اومأت شهد ثم نزلت من السيارة واغلقت الباب ومازالت معلقة بصرها بتلك البناية، ترجلت السيدة من سيارتها ثم نظرت لشهد واكملت بنفس الجدية..

على فكرة أنا أسمي مدام عفاف.

لم تتفوه شهد بكلمة وانما اكتفت بأن تومأ برأسها مع ابتسامة صفراء لازمتها منذ ان رأت تلك السيدة، اتجهوا للبناية سوياً ولكن سرعت عفاف من خطواتها ودلفت تتفقد المدخل، اتجهت للأعلي وشهد خلفها، وصلوا إلى احدى المنازل، طرقت عفاف الباب برفق لتفتح لها فتاة ترتدى ملابس مشابهه لملابس عفاف بل اسوء، نظرت لشهد بتساؤل ولعفاف مرة، دلفت عفاف بأبتسامة واسعة ثم هتفت موجهه نظرها لشهد التي كانت تقف بعيد تتابعهم بعيونها..

تعالي يا شهد خشي يا حبيبتي برجلك اليمين يلا.

كان التوتر مُسيطر على شهد واصبحت تفرك اصابعها كعادتها عندما تتوتر، سارت ببطئ لتدلف وما ان دلفت حتى اغلقت الفتاة الباب ودلفت وهي تتمايل ببرود، لحقتها عفاف دون ان تتحدث لشهد كلمة اخرى، تعجبت شهد ولكن لم تعلق، جلست على كرسي ونظرت للأرضية وهي تفكر، بعد قليل نظرت شهد للمنزل كله تتفحصه بعيونها كان منزل ليس فاخراً ولكنه فوق المتوسط، اثاثه حديث، وقليل ايضاً وواسع جداً..

اندهشت شهد للغاية عندما وجدت رجل يخرج من الغرف المجاورة وهو يضع يده على خصر احدى الفتايات ويضحكوا بأصوات عالية، كانت الفتاة تقريباً ترتدى قميص للنوم، نظر الرجل لشهد نظرات لم تفهمها بسبب طيبتها الزائدة ثم اردف بخبث قائلاً..
اية يا موزة ماتيجي شوية يلا
هبت شهد واقفة وهي تحدق به بصدمة ودب الرعب اوصالها، اصبحت دقات قلبها سريعة وهنا صاحت بخوف قائلة..
عفاااااف يا عفااااف.

أتت عفاف مسرعة إلى حداً ما وهي تنظر لهم ثم قالت بتساؤل..
اييية اييية في اية؟
اشارت شهد على ذلك الرجل وهي تتابع حديثها بصعوبة..
دة آآ دة بيقولي آآ
قاطعتها عفاف بضحكة خبيثة وخليعة، ثم نظرت للرجل وعاودت النظر لشهد التي كانت تقف مثل القطة وسط أسود مفترسة، استطردت بتهكم قائلة..
أيوة شقة مفروشة في شارع الهرم، امال كنتي مفكراني هأجيبك تحفظي هنا قرآن للأطفال...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة