قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والثلاثون

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والثلاثون

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والثلاثون

وضع قدمه حاجز و تعسرت سيلا و سقطت من على الدارج و بدأت دمائها تسيل..
ابتسم و نزل هو و بعد ذلك امسك هاتفه و اتصل بسعد و قال: سعد بيه
لم يكمل حديثه و سقط الهاتف من يده بسبب الرصاصة التي استقرب برأسه من الخلف، وقع على الأرض
اخذ زين الهاتف و قام بتكسيره و ذهب إلى سيلا و قال: سيلا..
كانت سيلا فقدت وعيها، اخرج زين هاتفه و اتصل بالإسعاف و بعد ذلك سليم و أخبره بما حدث.

دخلت نرمين إلى الداخل و شهقت عندما رأيتها و قالت بصدمة: زين هي مالها؟
-وقعت
اقتربت نرمين منها و قالت: نبضها ضعيف اوي
حملها زين و قال: مش هينفع استنى الإسعاف
خرج بسرعة و وضعها في السيارة و ذهبت نرمين معه
وصل إلى المستشفى بسرعة قياسية، و انتقلت سيلا إلى غرفة العمليات..
وصل سليم له و قال: حصلها إيه؟
زين باستياء: جوه في العمليات
خرج الطبيب و أخبرهم قائلا: مين زوجها؟
-انا.

الطبيب باستياء: يجب إجراء عملية قيصرية الأن
وافق سليم و لكن كان أكثر شي يهمه هو حياة سيلا فهو لا يريد أن يفقدها
رتب زين عليه و قال: هتكون كويسه
سليم باستياء: يارب، انت هتعمل ايه؟
-هحاول ابعد ابويا عن التفكير فيك و هو اصلا لسه معرفش أن اللي معاك دي سيلا
مرت ساعات و انتقل الجنين إلى الحضانة، و سيلا إلى غرفة العناية، و أخبرهم الطبيب بانها لم تفيق و من المحتل أن تدخل في غيبوبة بسب النزيف الذي حدث لها.

مر أربعين يوما و كانت سيلا مازالت في الغيبوبة و لم تستيقظ منها
دخلت نرمين إليها لكي ترى مؤشراتها الطبيبة، فهي انتقلت الى المنزل منذ شهر
رتبت علي يدها و قالت بحزن: حاسه اني عايزة اقولك ان البيت وحش جدا من غيرك
خرجت من الغرفة و وجدت سليم و قالت: انا مش موافقه على اللي انت عملته؟
-هي عامله ايه؟
-الدكتور كان عندها و قال إن في تحس بس لازم تفضل تحت الملاحظة و انا اطمنت عليها و مؤشراتها كويسه
-تمام..

دخل سليم لها و انحني عليها و قبل جبنها و قال: كفايه كدا يا سيلا وحشني صوتك
حركت سيلا اناملها و قالت بخفوت سليم
لم يصدق سليم بأنها استمع إلى صوتها و قال بلهفة سيلا
فتحت عيناها بصعوبة و تسألت بوهن هو ابني فين؟
تنهد سليم و قال: سيلا بلاش تتكلمي كتير عشان غلط عليكي
ارتفع صوتها قليلا و قالت: فين ابني يا سليم؟
-مات
ترقرت الدموع في عيناها و بكت بشده و لكنها لم تصدقه و قالت ببكاء: انت بتكدب عليا.

-لا انتي بقالك أربعين يوم في غيبوبة
أزداد بكائها و انخفضت نبضات قلبها، خرج سليم مسرعا و نادي على والدته
دخلت نرمين معه و قالت بصدمة: انت عملت فيها ايه؟
اقتربت منها و قامت بحقنها و قالت: انت كدا هتموتها
عادت نبضات قلبها مرة أخرى
سليم بتساؤل: هي حصلها إيه؟
-هي مش هتفضل نايمه و هتقوم و من الأفضل انها متتدخلش في انهيار عصبي
-مش هينفع، لازم يختفي انا مش مستعد اخسرها
نرمين بعصبية: انت كدا بتخسرها برضو..

سئمت المربية من صراخه فهو لم يسكت، اتصلت بسليم و أخبرته الطفل لا يستجب لشي و لا يتوقف عن الصراخ
زفر سليم بحنق و قال بغضب: هذا عملك انتي..

كان زين ذهب له المنزل و قال: لسه تعبانة؟
-أمم و مش عارف هتعمل ايه؟!
-سليم اللي انت بتعمل دا غلط، دا حقها و بعدين يعني انت عارف ان سيلا مش هتسكت
سليم بغضب: اعمل ايه يا زين؟!، انت عارف ان أبوك هيتجنن و يعرف مين اللي في البيت و كمان عرف انها كانت حامل، ظهور الطفل مش هيكون غير نقطة ضعف
-افهم يا سليم انه ابنها و انها من حقها تشوفه
-بعدين بقا، المهم دلوقتي لازم نخلي ابوك يشيل الشك اللي في دماغه.

-تمام و بعدين خلي أمك تسافر بدل ما ابوك يجي و طبعا كملت
-بكرا ان شاء الله هخليها تسافر..
غادر زين و أخبر سليم والدته بأن عليها الذهاب
نرمين باستياء: انا مش عايزة اسيبك
-معلش يا ماما لازم انا مش ناقص ابويا يقرر انه يجي
-ماشي يا ابني
في الصباح أخذها سليم و اوصلها إلى المطار لكي تسافر.

فاقت سيلا و نزعت المحاليل من يدها و قامت بصعوبة و كذلك الأجهزة فكانت تشعر بالألم يسير في جميع أنحاء جسدها و ان قدمها لم تستطيع أن تحملها
خرجت من الغرفة و كانت تستند على الجدار لكي لا تسقط، توقفت فكانت لا تستطيع السير
نزلت علي الدارج ببطء شديد، كان سليم يدخل إلى المنزل و عندما رآها هرول إليها مسرعا و قال بضيق: انتي قومتي ازاي؟
نظرت سيلا له و قالت بحدة: ابعد عني.

حملها سليم رغما عنها و ادخلها الغرفة و قال: سيلا بلاش جنان و اقعدي
سيلا بعصبية: فين ابني يا سليم..
-مات
صرخت به و قالت: انت كداب
تنهد سليم باستياء و قال: سيلا لوسمحتي اللي انتي بتعملي دا مش صح..
-لو مجبتهوش هموت نفسي
نظر لها سليم بدهشة، بكت سيلا بشده و قالت بصراخ: انا عايزة ابني..
اقترب منها، و لكنها أوقفته بيدها و قالت: متقربش مني..
توقف سليم و قال بقلق: تمام اهدي بس و اسمعيني.

سيلا ببكاء: مش عايزة اسمع حاجه
نظرت حولها و أخذت الكوب و قامت بكسره
سليم بصدمة: كفاية يا سيلا و سيبي الازاز دا
سقطت سيلا على الأرض و بكت بشده، اقترب سليم منها و جلس أمامها و قال: سيلا
سيلا بتوسل: هاتلى ابني
و بعد ذلك فقدت وعيها، تنهد سليم باستياء و حملها و وضعها على الفراش و بعد ذلك طلب الطبيب و طلب من زين ان يذهب و يأتي بالطفل
وصل الطبيب و اعطها حقته مهدئة و حذره من دخولها في حاله انهيار كهذه مرة أخرى.

استيقظت سيلا بعد ساعتين من النوم و عندما قامت وجدته بجانبها، ابتسمت سيلا و انحنت عليه و قبلته
و بعد ذلك حملته برفق بين ذراعيها..
دخلت الخادمة و وضعت الطعام و بعد ذلك خرجت
دخل سليم و قال: سيلا ياريت تأكلي
تحاشت سيلا النظر له و لم ترد عليه، تنهد سليم و جلس أمامها و قال: انا بعمل كدا عشانك
-ماشي، سميته ايه؟
-ايهم زي ما قولتي
-طب الحمد الله انك عارف انه ابني.

سليم باستغراب: سيلا ممكن تبقى منطقية شوية و بعدين هو مش ابنك لوحدك
سيلا ببكاء: سليم انا مش هسيب ابني يبعد لحظة واحدة عني
امسك سليم كفها و قال: سيلا على الأقل خلي..
قطعهم صراخ أيهم، قامت سيلا لكي تتمشى به و كانت ترتب عليه بحنان
كان سليم يتأملها بدهشة و قال: اقعدي لأنك ممكن تتعبي
نظرت له و قالت: اسكت
فتح فمه بدهشة و اعتلت ملامح الاستغراب وجه حاضر، بس لازم نتكلم في الموضوع دا
-بعدين بقا.

جز على أسنانه بغضب و قال بنبرة هادئة تعالى كُلي أو على الأقل اشربي العصير
جلست سيلا على الفراش و تناولت العصير ببطء
كان سليم ينظر لها بتعجب و قال: تعبانة؟
-لا كويسه
تنهد سليم و قال: انا هسيبك دلوقتي بس هتكلم في الموضوع دا بعدين لاني مش موافق عليه
لم تهتم سيلا له و تمددت على الفراش بجواره، قام سليم و تركها
بقيت ترتب عليه بحنان إلى أن ذهبوا في النوم، فهي مازالت تشعر بالتعب.

استيقظت سيلا و نظرت بجوارها و وجدته مازال نائم انحنت عليه وقبلت جبهته بحب، و قامت عندما استمعت إلى صوت المياه علمت بأنه بالداخل
خرج سليم من المرحاض و وجدها امامه، نظر لها بدهشة و قال: قومتي ليه؟
-أيهم لسه نائم
-سيلا..
قطعته سيلا و قالت: مش هخليك تاخده مني تاني تمام
تنهد سليم و قال: و انتي شايفه ان قرارك دا صح
-يعني اسيب ابني؟
-مش انتي مكنتش عايزها، اعتبري مجاش.

ادمعت عيناها و هبطت الدموع منها و قالت: انت ليه عايز تعمل معايا كدا؟ طلقني و خليني امشي
-أيهم مش هينفع يكون معاكي
-بس انا امه
-بعدين ابقي خلفي تاني
-انا مش مصدقة انك كدا بجد، اعمل اللي يريحك بس لو بتعمل دا عشان تحمي حياتي فأنا هنتحر
قبض على معصمها بعنف و قال: مش هتعرفي
تألمت سيلا من قبضته فهي اصحبت هشة و ضعيفة، و قالت بوهن: سيب ايدي..
تركها سليم و قال: حاضر بس انتي هترتاحي لو حصله حاجه.

-محدش يقدر يعمله حاجه اصلا
-سيلا انا مش بعمل كدا غير عشانك، انتي الوحيدة اللي بتفرقي معايا
-يبقى خلاص انا عايزة ابني و لو فكرت تاخده مني هنتحر
تنهد سليم و قال: خلاص يا سيلا بس المفروض يعني تودي ينام في أوضه تانيه
-لا أيهم مش هينام لوحده
سليم بضيق: يعني انا اللي انام لوحدي
ابتسمت سيلا و قالت: اها
سحبها سليم من يدها و ضمها إليه و حاوطها بذراعه اسف.

ابتعدت سيلا عنه و نظرت له و قالت بحزن: كنت بتعاملني بطريقة قاسية اوي و حتى مكنتش مراعي اني تعبانة
قبل سليم جبهتها بحنان و حاوط وجهها بين كفيه خايف عليكي يا سيلا و مش عايز حد يقربلك و مش معنى كدا اني بعملك بطريقة قاسية، انا كنت بموت في كل دقيقة شايفك فيها نايمه و مبتتحركيش
-طب هو انت خدت أيهم ليه؟
-مش عايز اهلي يعرفوا عنه حاجه و لا عنك و بعدين انا كنت عارف انك مش عايزها..

قطعته سيلا و قالت: لا عايزها انا مكنتش عايزة حاجه تعطلني بس مش معنى كدا اني هسيبه
-طيب يا سيلا
ذهبت سيلا إلى الفراش و جلست بجواره، و عندما فتح عيناه ابتسمت و كانت تداعب أصابعه بيدها
جلس سليم على طرف الفراش و قال: هنقضي الليل في اللعب دا؟
-سليم هو انت غيران؟
سليم بدهشة: هغير من ايه؟ أنا بس عايز انام
-اخده و اخرج طيب
سليم باقتضاب: لا خليكم..
تمدد سليم على جانبه و اعطهم ظهره..

لم ينم أيهم، نزلت سيلا إلى أسفل لكي تحضر له الرضعة
قام سليم و نظر له و قال: يارب تكون مرتاح و انت قرفني كدا
أدار الصغير راسه و بدأ في الصراخ
سليم بضيق: صداع اوف، اسكت بقا عشان لو طلعت لاقيتك بتعيط ممكن تقول اني كنت عايز اخطفك
استمر صراخه و لم يسكت، حمله سليم و خرج إلى الشرفة و كان يرتب عليه
صعدت سيلا و وضعت الرضاعة على الطاولة و دخلت إلى الشرفة
ابتسمت و قالت: سليم
التفتت لها و اعطه لها و قال: خدي.

أمسكته سيلا و قالت: مالك يا سليم؟
-عايز انام
دخلت خلفه و جلست بجواره و كانت تضع أيهم على قدمها
-مالك يا حبيبي؟
-مين فينا؟
ابتسمت سيلا و قالت: انت؟، ايهم ضايقك
-لا طفل هادي اوي ما شاء الله
ابتسمت سيلا و انحنت عليه و قبلت شفتيه بخفه و قالت: اكيد.

استيقظت سيلا و خرجت من الغرفة، نزلت إلى أسفل و اتصلت بسليم قائله: مشيت امتي؟
-من بدري بس محبتش اصحيكي الصبح عشان كنتي سهرانه
-طيب متتاخرش
-حاضر
قفلت سيلا معه و جلست لتشرب القهوة
فتحت الخادمة الباب و قالت: تفضل؟
-مدام سيلا موجودة؟
-نعم؟ مين حضرتك؟
-سعد الهادي؟!.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة