رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي والأربعون
سقطت سيلا على الأرض و بكت بشدة، سالت دموعها بغزارة بالغة و بعد ذلك استوعبت بأنها طفلها معاهم
قامت كالمجنونة فهي بالتأكيد فقدت عقلها، ذهبت من المنزل مسرعة و اتجهت إلى قصر سعد فهي تعلم بأنه من فعل ذلك، ، سمح لها الدخول و مقابلته
أبتسم سعد و قال: تعالى يا لولو، شوفتي بقا الزمن جابك لحد عندي ازاي
غضبت سيلا و انقضت عليه كالوحش الثائر و قبضت على عنقه ابني فين يا سعد بدل ما قتلك.
سعل سعد و قال بصعوبة: لو قتلتني ابنك هو كمان هيموت
تركته سيلا و قالت: عايزة ابني لأحسن اقسم بالله هندمكم
سعد بتعجب: اولا هتبعتي رسالة حلوة لسليم و هتقوليله فيها انك قررتي تروحي لحبيبك
سيلا بصدمة: مستحيل اعمل كدا
-يا كدا يا القمور الصغير يموت، ابعتله الرسالة
ابتلعت سيلا ريقها بصعوبة و أمسكت هاتفها و كتبت تلك الرسالة و أرسلتها له..
ابتسم سعد و قال و عايز الورق كله.
بكت سيلا فهي خسرت هذه المعركة و قالت: حاضر بس عايزة اشوف ابني الأول
سعد بسخرية والله قلب الأم دا هو اللي مودينا في داهية بس تعالي، دا حتى الحبايب كلهم تحت
ذهبت سيلا خلفه و كانت تبكي فهي لا تريد أن تخسر طفلها، نزل سعد إلى السرداب و بعدها هو
كانت سيلا تنظر إلى الجدران و الأبواب الحديدية بدهشة و شعرت بأن ذلك المكان خلفه سر كبير و قررت أن تكشفه.
وصلوا في نهاية الممر إلى غرفة و استمعت إلى صوت أيهم و هو يصرخ
و عندما دخلت وجدت حسين يحمله و قال اهلا
نظر مجدي و قال: كان نفسي اشوفك من زمان الصراحة آخر مرة كانت لما كنتي طفلة مع أمك
سيلا بسخرية: و انت وقتها كنت حيوان و لحد دلوقتي حيوان
صفعها مجدي بقوة و قال بغضب: أخرسي يا بت
تماسكت سيلا فهي تعلم بأنها تحت رحمتهم الان، و قالت هتقتل ابن ابنك؟
-و اقتل ابني اللي دخلك بينا يا بنت فريد، الورق فين؟
-اطلع انا و ابني تخدوا الورق
زفر مجدي بضيق و قال: الورق الأول و بعدها جثتك هتطلع من هنا مش هتخرجي حيه يا سيلا
-مفيش ورق
اخذ أيهم من والده و قام بوضع السكين على رقبته و قال: الورق فين و لا اقتله
انهارت سيلا و بكت بقوة و قالت: خلاص هقول كل حاجه بس ارجوكم سيبوا ابني، ارجوكم
تنهد مجدي و قال: انجزي عشان انا خلقي ضيق
-الورق معايا بس هو موجود في البيت
مجدي بنرفزة: فين في البيت؟
-في الدولاب.
-انتي محجوزة هنا لحد ما ناخد الورق
-خلوا أيهم معايا
مجدى بسخرية: انسى ان ليكي ابن اصلا..
خرجوا من عندها و قفلوا الباب بالقفل من الخارج، بكت سيلا فهي تريد أن تخرج من هنا بايه طريقه..
عندما رأى سليم الرسالة جن جنونه و ترك عمله و ذهب إلى المنزل و بالفعل لم يجدها و لكنه تفاجي بوجود والده و قال: بابا
-لسه فاكر اني ابوك؟
تنهد سليم و قال: في ايه؟
مجدي بجدية: كنت جاي أشوف مراتك
زفر سليم بحنق و قال: متقولش مراتي..
مجدي بتعجب: اطلقتوا
-خير هو انت جاي ليه؟
-بلاش اشوف ابني
سليم بضيق: و اديك شوفتني
-ليه تتجوزها مش دي اللي المفروض كنت تقتلها، و كنت خلصتنا من شرها.
-لو شوفتها قدام هقتلها بس اهم حاجه اخد ابني منها
ابتسم مجدي بخبث فهو يريد استرداد ابنه و قال: ابنها لازم يموت معاها
-هو مش ابنها لوحدها هو ابني انا كمان
-ايه اللي حصل بينكم؟
-طلعت خيانة و زبالة و كانت بتخدعني زي ما جدي قال
-عشان تعرف انك ملكش غير اهلك و لازم ندور عليها و نلاقيها و وقتها هقتلها بأيدي
سليم بتوعد: عايز اشرب من دمها
شعر مجدي بأنه وصل إلى مبتغاه و لكن قرر أن يطرق الحديد و هو ساخن..
-انا همشي و لو عرفت حاجه عنها هقولك
-اهم حاجه ابني..
كان مجدي اخد الفلاشة من المنزل و ذهب إليهم و حكي لهم ما حدث
و قرر سعد بأن ينتظرون قليلا و بعد ذلك يخبروا سليم بأنهم وجودها..
و بالفعل مر ما يقارب سبع ساعات و بعد ذلك أخبره مجدي بما حدث..
و انتظره بالداخل، وصل سليم و زين إليهم
نظر لها بغضب و قال: فين ابني؟
مجدي بابتسامة: معانا يا حبيبي في الحفظ و الصون
-عايزه.
طلب مجدي من إحدى الرجالة إحضار الطفل، و عندما أتى به اخذه و اعطه إلى حارسه و قال: ودي على البيت
حسين باستغراب: هتقتلها المرة دي؟
سليم بغضب: هدبحها
اقترب سليم منها و حدق بعيناها و قال: كان نفسي تكوني مختلفة
قبض على فكيها بعنف و اكمل بغضب بس طلعتي زبالة
سيلا ببكاء والله العظيم معملتش حاجه والله بيكدبوا
ابتسم سعد و قال: طب خلص عليها و ريحنا
اعطي سعد السكين إلى زين و قال: اقتلها..
أخذه زين و اقترب منها فابتعد سليم، و قام بطعنها في بطنها
تأوهت سيلا و صرخت باكية و بعد ذلك سقطت على الأرض..
شعر مجدى بالانتصار و قال: انا هطلب دكتور عشان اتأكد من موتها
سليم بتوعد: و انا عايز جثتها عشان أولع فيها..
خرجوا من المكان و تركوها، جلسوا معا
ابتسم حسين و قال: مش مصدق ان خلاص خلصت منها و كمان الورق معايا
زين بتساؤل: عندكم إصرار غريب على موتها.
سعد بمكر: و اهي ماتت، يا ابني البنت دي تقدر تدمرنا في ثانية و بعدين ما كفاية الصفقات اللي خربت
مجدي بسعادة: لازم نحتفل بنجاحنا..
رتب سعد على يده و قال: ديما بنكون في الكفة الكسبانة و عايزين شغلنا يرجع زي ما كان و صحيح يا سليم عايزين نخلص من فارس
سليم بصدمة: فارس
شرح له حسين ما يفعله فارس و اكمل قائلا: مش عايزه يوصل لحاجه الصراحة و بعدين الموت ارحم.
سليم بدهشة: و عمي؟
-ممدوح أهم حاجه عنده الشغل و بعدين ما انت عارف قانون شغلنا
سليم بسخرية: اكيد عارف
وصل الطبيب، و نزل إلى أسفل معه، تفحصها و أخبرهم بأنها توفيت
نظر مجدي إلى سليم و قال: ما ندفنها و خلاص
سليم بإصرار لازم انا اللي ادفنها بس قبلها هولع فيها
رتب مجدي على كتفه و قال: اول مرة اعرف اني زي ابوك في كل حاجه
ابتسم سليم و قال: اكيد..
نظر زين له و قال: طب مش يلا.
حملها سليم بين ذراعيه و ذهبوا من القصر، ركب سيارته و وضعها بالشنطة، اصر مجدي أن يذهب معاهم
وصلوا إلى منطقة مقطوعة تماما، بها الكثير من الأشجار الكثيفة، حملها سليم من داخل السيارة و ساروا.
سحبت جيرمين المقعد و جلست و قالت: عايزة اسافر يا زياد لازم أشوف سيلا
زياد بقلق: هي بعتت كل حاجه و قالت روحوا لفارس
جيرمين ببكاء: انا خايفه عليها اوي
قام زياد و جلس على المقعد المجاور لها و رتب عليها قائلا: اهدي يا جيرمين، انا هنروح لفارس و نديله الورق
جيرمين بتوتر: و سيلا برن عليها تليفونها مقفول و مش عارف اوصلها
بكت بشده قالت إنها ممكن تموت و لازم احنا نكمل
-ارجوك يا جيرمين اهدي
-خايفه اوي..
امسك زياد يدها و رتب عليها ليطمئنها.
ارتشف سعد من كاسه و قال: انت مصدق؟
حسين باستغراب: بصراحة لا بس هي ماتت قدامنا و ابنك هو اللي قتلها
-هي دي المشكلة
حسين بضيق: كان نفسي اخلص من الواد بس للأسف سليم خده
سعد باستغراب: هموت و اعرف بتجيب الجبروت دا منين؟، يعني قتلت ابنك و مراته و دلوقتي عايز تقتل ابن حفيدك
-كل واحد غبي لازم ينفع التمن و ابني كان غبي فكان يستاهل الموت
أبتسم سعد و قال: و كل دا هشام بيحسب أن أهله ماتوا في حادثة عادية.
-كنت عايز أكبر الشغل و هو وقفلي فكان يستاهل و لا ابن ممدوح دا كمان
سعد بسخرية قولتلك بلاش شرطة
زفر سعد بحنق و قال: سليم خليني اقتنع ساعتها بس ياريتني ما سمعت كلامه
-نويت على قتله؟
-اها بس هستني شوية يمكن يهدي اللعب و يبعد من نفسه.
تعب مجدي من السير و سألهم قائلا: ليه كل دا ما تولع فيها هنا و خلاص
-عادي عشان في احتمال نلاقي حد
مجدي بضيق: حتى و هي ميته قرفنا، صحيح ابنك فين المفروض تخليني اخده و امك تاخد بالها منه
سليم باقتضاب: للأسف مبقاش موجود في الدنيا
مجدى بدهشة: راح فين؟
زين بمكر: هيكون فين يا عمي عند اللي خلقه طبعا
مجدي باستغراب قتلت ابنك؟
سليم بسخرية يعني هو انا عملت حاجه نادرة و بعدين انا مش عايز ايه حاجه تفكرني بيها.
ابتسم مجدي و قال أحلى كلام سمعته منك و امك هتفرح اوي
وقف سليم و نظر له قائلا: كنت هتقتلني َ؟
مجدي بدهشة: اكيد لا انت في الأول و الاخر ابني
ابتسم سليم بسخرية و قال: مش مصدقك
ابتلع مجدي ريقه و قال: ما انت بتحبها و موتها، و بعدين انت اجوزتها و نسيت اهلك
-اهلي بالاسم بس
تعجب مجدي و قال: طب هتولع فيها ازاي؟
-بالولاعة..
نظر سليم إلى زين و طلب منه أشغال النار.
جمع زين بعض الخشب و وضعه و قام بعد ذلك بإشعال النار به
لامعت عيناه عندما رأى النار تتوهج و قال بلوم: ارميها في النار و يلا عشان نمشي..