قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس

اتفزع جاسر من فعلتها و لكنه احس بوجود احد خلفه فهي ليست متوهمة كما ظن، و عندما قرر الالتفات احس بشيء يوضع خلف ظهره و قال الاخر بصوت خافض: -و لا حركة
ابتلع جاسر ريقه و قال بارتباك: -انت مين و عايز اي؟
كانت فرحة تريد الصراخ مرة أخرى و لكنه قال: -اخرسي يا بت بدل ما اقتلك
-طب سيبها تطلع و انا هعملك اللي انت عايزه، اطلعي فوق يا فرحة و بسرعة.

نظرت فرحة اليه بتردد و بعد ذلك صعدت راكضه إلى فوق و استعانت بهاتفها، اما بالنسبة لجاسر فذهب مع ذلك المجهول خارج العمارة و من ثم ركب سيارته.
أوقف جاسر السيارة دفعة واحدة و قال بغضب: -انت مجنون يالا جاي ترفع عليا سلاح في بيتي دا المفروض اخاف و لا اي؟
رد الاخر بعدم اتزان: -ما انت عارف اني مجنون و...
قطعه جاسر بسخرية: -أنت هتمثل عليا و لا اي؟ و بعدين مش جاسر شريف اللي هيتعمل معاه كدا ففكر كويس.

-الدنيا بدأت تبوظ و أنا خايف
-مش بتحقق اللي انت عايزاه
-اها بس خايف
-وقف و متكملش
-عايز اكمل موصلتش لهدفي لسه و خايف انك تتخلى عني.
-متقلقش.

كان أكرم يستمع لحديثهم و قطعهم قائلا: -افهم اي وجه الربط ما بين جريمتين قتل نفس الطريقة بس مفيش هدف واضح يعني القتيل الأول ظابط في قسم مكافحة المخدرات و التاني في قسم الآداب، و أصلا الاتنين مكنش ليهم علاقه ببعض، طب لو ما حضرتك بتقول اكيد لط رابط مشترك فين هو؟

رد عليه إحدى الضباط: -ايوه يا أكرم باشا بس مستحيل يكون بيختار عشوائي، هو اكيد عنده خطة و المصيبة فإنه لو بيختار عشوائي فهو ممكن ياخد اي حد مننا
-عايز أخر قضايا هما مسكوها و بالتفاصيل.

كانت فرحة تشعر بالقلق عليه و كانت تنظر رجوعه و عندما رأت سيارته قد عادت، صعدت اليه بخفة لكي لا توقظ دلال
طرقت الباب ففتح لها سريعا و قال: -فرحة، اتفضلي
-انت كويس؟
-اها متقلقيش، مش هتدخلي
هزت فرحها رأسها رافضة و قالت: -لا أنا كنت عايزة اطمن عليك و اشوف مين دا و كان عايز اي؟
-واحد مريض كان بيتعالج عندي و عنده مشاكل.

قامت ندى لترحب بها و قالت بابتسامة: -ميرال مصدقتش لما قالتلي انك برا
جلست ميرال و قالت باقتضاب: -بما ان اختي دكتورة فقولت اجيلك عشان عايزة اتعالج، تعبت من الأوهام و الهلاوس و عايزة اعيش حياة طبيعة
ابتسمت ندى و قالت: -و دي خطوة كويسه اوي يا ميرال بس الدكتور لما قيم حالتك قال انك لازم تدخلي مصحة.

-انا عايزة أدوية و همشي عليها يمكن النتيجة متكونش كويسه بس هبقي افضل، عندي معرض مهم اوي و عايزة أنجح في و حاجه الحالة اللي بمر بيها تأثر عليا.
تنهدت ندى و قالت: -خلاص يا ميرال المهم انك تاخدي الدوا بميعاد و بعد ذلك هناخد مواعيد جلسات بس دا مجرد خطوة في العلاج و النتيجة بتاعتها ضعيفة اوي
-عارفه بس انا عايزة اتعالج و بعد المعرض هروح مصحة.

نظرت لها ندى بعدم تصديق فهي كانت رافضة العلاج تماما ما الذي غير رأيها، ابتسمت ميرال ببرود و قالت: -انا همشي عشان اسيبك تكملي شغل.
خرجت ميرال من عندها و ركبت سيارتها، و تنهدت بحنق فهي تريد السيطرة على ذلك الجنون الذي يقضي على حياتها، رددت على هاتفها: -نعم؟ كل شوية ترن خير
-ميرال انا زهقت مش شايفه انك مش حاطني في حساباتك خالص.

نفخت ميرال بضيق و قالت: -حازم انا مبحبكش و أصلا الخطوبة اللي بينا دي ملهاش لأزمة انت بس عاجبك اني بنت اللوا رئيسك في الشغل
رد بغضب: -اعرفي اني جيبت أخرى معاكي و حاولت
-متحاولش تاني يا حازم و لو مش عاجبك خلاص ريح نفسك و روح قول لبابا انك مش عايز تكمل
-ميرال...
قفلت ميرال الخط و لم تنتظر باقي حديثه و قالت بعصبية: -والله مش ناقصك خالص.

مر اسبوع و كانت فرحة لم تظهر في حياة جاسر، حتى أنه شعر بأنه افتقدها و كذلك دلال التي كانت تشعر بالحزن و لكن كانت تنتظرها مثل كل مرة...

طرقت مريم الباب و دخلت قائلة: -دكتور جاسر الحالة فاقت و دخلت في حالة انهيار
قام جاسر و هرول إلى غرفة الحال مسرعا و عندما دخل طلب من الجميع الانصراف و قال: -انا مقدر اللي حصلك بس لازم تبقى كويسه عشان تجيبي حقك
رددت عليه بسخرية: -حقي و مين اللي هيقف مع بنت غلبانة زيي
طرق فارس الباب و دخل قائلا: -الشرطة جات و هما رسامة عشان تاخد مواصفات المجرم
تنهد جاسر و قال: -حاولي تفتكري و متقلقيش حقك مش هيضيع.

خرج جاسر و فارس من الغرفة و بعد ذلك دلف الضابط ليقوم بالتحقيق معها، و فجأة توقفت عيناه عليها و هي تسير و خلفها حراس قام والدها بتكلفهم.
اقترب أحدهم و قال: -حامد باشا جواه و لا خرج
رد فارس لا لسه؟
بالطبع جاسر كان في عالم اخر حتى أنه فقد السيطرة على نفسه و لم يستطيع أن يذهب نظره عنها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة