قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر

نظرت له فرحة باستغراب و قالت: -في حاجه؟
-تعرفي ان عينك حلوة اوي.
ابتلعت ريقها بخجل و تحاشت النظر اليه و قالت بتوتر: -شكرا
تنهد جاسر و قال: -محتاجة حاجه؟
-لا شكرا
خرج جاسر من الشقة و أغلق الباب خلفه و هو يفكر في تلك التصرفات الجنونية التي تفعلها و بالطبع قرر ينتظر عودتها اليه مرة أخرى، فبالتأكيد ستعود و قرر التحدث بشأنها مع دلال.

ذهب إلى عمله و عندما دخل إلى عيادته الخاصة بالمستشفى وجد فارس بالداخل و قال: -خير؟
-و لا حاجه، انت واخد اجازة ليه؟
-هو مش انا قولتلك ان بنت خالتي هتتجوز و انا لازم اروح فرحها
-طب و انا مش معزوم و لا اي؟، دي حتى طنط وعدتني بالأكل
-خد إجازة و تعالى
-طب هتعمل مع ميرال؟
-هاخدها معايا، تغير الاكل و اجتماعها مع ناس تاني هيبقى مفيد بالنسبة ليها
عقد فارس حاجبه بتعجب و قال: -طب لو حصل موقف مش محسوب؟

-لا متقلقش، و بعدين انا قلقانه اسيبها هنا لوحدها دي مجنونة
قطب فارس ما بين حاجبيه و قال بدهشة: -اي الصنارة غمزت
ابتسم جاسر و قال: -لو عديت الناس اللي عالجتها، هتعد صنارات كتير اوي، شوف هتعمل اي و قولي لأننا هنسافر خلال يومين
-طب اي مش ناوي تبلغ أهلها
-ضد رغبتها، لازم هي اللي تقرر دا.

في المساء عادت ميرال إلى المنزل و عندما دخلت ثارت ضحى عليها و عاتبتها بشده علي ما فعلته
تنهدت ميرال بحزن و قالت: -والله يا ضحى مكنش بمزاجي، انا اصلا معرفش مشيت ليه؟
هدأت ضحى و قالت: -اسفه يا ميرال بس انا قلقت عليكي اوي
-انا كويسه
دلفت ميرال إلى الغرفة و اغلقتها عليها، شعرت ضحى بالحزن من اجلها فهي بالتأكيد تعاني بسبب حالتها.

اتي جاسر و استغرب عندما أخبرته ضحى بأنها لم تغادر الغرفة منذ عودتها، طرق الباب و دخل عندما سمحت له
-مالك؟
-مفيش حاجه، عايزة أقعد لوحدي شوية
اتجه جاسر ليجلس على طرف الفراش أمامها و قال: -معلش محدش متعود منك على كدا
ابتسمت ميرال بحزن و قالت: -متعودين اني ابقى مجنونة
-على فكرة الجنان مش وحش
-والله
-انا مسافر اسبوع و احتمال يكون اكتر، لو عايزة تيجي معايا تمام
رددت عليه بيأس: -لا هفضل قاعدة هنا.

-احسن انا كنت بعزم عليكي، انتِ هتيجي تخنقيني بس فكري و قوليلي
نظرت له ميرال و قالت: -و دا ضمن خطة العلاج
-لا ملهوش علاقة بالعلاج دا هيبقي تغير جو بالنسبالك ليكي بس طبعا هتكوني ملتزمة بالأدوية
-هنسافر فين؟
-سوهاج
-عشان تشوف اهلك
-اها و عشان عندنا فرح و كدا
-طب و انا هاجي اعمل اي؟
-عادي عمرك ما سفرتي عشان تغيري جو بس يعني
-سافرت كتير.

-طيب، حضري نفسك و معلش بقا خدي بالك من اللبس اللي هتاخدي معاكي عشان دي بلد و احنا صعايدة و كدا
ابتسمت ميرال و قالت: -طيب هفكر و اقولك.

أماني بجدية: -يا حبيبي انت مفطرتش
-مليش نفس يا اماني، مش قادر أصدق ان مؤمن اتقتل دا احنا كنا صحاب و عشرة عمر
رتبت اماني عليه و قالت: -البقاء لله و انت هتجيب حقه
-القاتل سابق بخطوات و يعمل كل دا لهدف و حقيقي انا زهقت اوي
-مهما كان ذكائه فأكيد هيغلط
-ميرال لسه برا كل دا.

-ايوه قالت إنها مسافرة بصراحة يا أكرم مينفعش تتساب كدا، ندى ما شاء الله عليها اتجوزت و عايشه حياه مستقرة اما ميرال محدش يعرف عنها حاجه و بتغيب برا البيت كتير و دا مينفعش مش كل هنتهاون
-والله انا مش عارف هلحق على الشغل و لا على ميرال.

كانت ميرال شاردة في الطريق و تسند رأسها على الزجاج
-الطريق طويل؟
-شوية هو احنا قدامنا كتير
-لا مش كتير
كان جاسر متعجب من حالتها الهادئة فهو اعتاد على صغبها، عندما وصلوا إلى البلد كان جاسر يلقى السلام على الجميع، كانت ميرال تلاحظ ذلك حتى انها توقعت بأنه يعرف البلد بأكملها و اخيرا وصل إلى المنزل، نزلوا من السيارة فذهب اليه الغفير سريعا و قال: -دكتور جاسر البلد نورت والله
-بنورك يا حج سيد.

ساعده سيد في إدخال الشنط و قال: -هبعت حد يخبر ست وداد بأنك جيت.
جلست ميرال على الاريكة و كانت تنظر إلى المنزل و قالت: -هو دا بيتك انت؟
-اها كان بيتنا و لما اهلي ماتوا و انا عيشت في مصر اتقفل
-و مين وداد
-خالتي بس تعتبر هي اللي ربيتني
جاءت وداد و احضنته و قالت بشوق: -كل دي غيبة يا ولدي
قبل جاسر رأسها و قال: -حقك عليا يا ست الكل، بس الشغل والله.

انتبه وداد لتلك الفتاة التي تقف تنظر لها باستغراب وقالت: -مين الصنيورة و فين فارس؟
-فارس هيجي بكرا و دي ميرال زميلتي و عندها معرض فقولت اساعدها بأنها تغير جو و تشوف مناظر طبيعية
نظرت إليها وداد بجدية و قالت: -اهلا بيكي
بالطبع وداد لم تفهم شئ و عندما تركتهم ميرال و دخلت إلى الغرفة التي اخبرها بأنها ستقيم بها قالت: -و هي الحلوة دي هتقعد معاك هنا و يتقفل عليكم باب واحد
-ما هو كل واحد في اوضته.

-و تبقى انت و فارس شباب و معاكم حرمة لوحدكم، الكلام دا ميصحش واصلا، انا هاجي ابات هنا
-ماشي يا ستي اللي يريحك
نظرت له وداد بطرف عينها و قال بخبث: -هي زميلتك بس؟!
-اها والله
-طيب انا هقوم اروح على البيت عشان اخلص الحاجه اللي ورايا و بعدين اجيلكم، صحيح الوكل في التلاجه كلوا لحد ما نتعشى مع بعض.
ذهبت وداد فخرجت ميرال بعدها بدقائق و قالت: -هي مشيت؟
-اها من شوية، لو جعانه عندك المطبخ هناك اهو و متنسيش الدوا.

اتجهت ميرال لتجلس بجواره و اقتربت منه قائلة: -فين المطبخ
تنهد جاسر و قال: -ميرال بالله عليكي مش هنا
-يا جاسر أنا بسألك عادي، دا انت غريب اوي
-انا اللي غريب، ماشي يا ستي اخر الطرقة يمين و لا اجي اوصلك.
-تعالى وصلني
قام جاسر و لكن توقف عندما دق الباب فذهب ليفتح و قال بابتسامة: -ملك
عانقها جاسر و قبل جبهتها بحب، ابتعد عنه و قالت بمزح: -عشان تعرف اني اجدع منك و قولت اجي اشوفك لو كنت محتاج حاجه.

دلفت ملك إلى الداخل و عندما راتها سألت باقتضاب: -انت عندك ضيوف و لا اي؟
اما عن ميرال فكانت تراقب المشهد ببرود و ضيق...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة