قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

رواية من أكون للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

اغلق رنين المنبه الصاخب و تثاءب على مضض و بعد ذلك قام و دلف إلى المرحاض ليخذ دش ساخنا و بعد ذلك احضر أغراضه و غادر شقته، و كالعادة وجد المصعد معطل.
زفر بحنق و هبط الدرج متأفف، . و عند مغادرته توقف عندما رأي تلك السيدة تتنهد بضيق من تعطيل المصعد فاتجه إليها قائلا: -صباح الخير، عنك أنا هطلع لحضرتك الحاجة
ابتسمت السيدة و قالت بامتنان: -شكرا يا ابني، انا هطلع
-احنا جيران و بعدين الاسانسير لسه متصلحش.

حمل عنها الأكياس البلاستيكة و صعد أمامها على الدرج، لحقت به و اخذت منه الأغراض و كررت شكرها له مرة أخرى و سألته قائلة: -صحيح انت ساكن في اني شقة
-الدور السادس
-معلش يا ابني مخدتش بالي منك، اصلي عايشة لوحدي و في حالي
قطب ما بين حاجبه بدهشة و قال: -بس انا بشوف بنت عايشة معاكي هنا
تنهدت دلال بهدوء و قالت: -اها دي قريبتي من بعيد و بتيجي من فترة لتانية عشان تقعد معايا.

و بعد ذلك انتهى الحوار بينهم و غادرها جاسر متجها إلى عمله و كان متعجبًا من حالة تلك السيدة و لكن لم يهتم.
قضى يوم عمله الروتيني بالمستشفى كالعادته ما بين الحالات و المرور علي المرضى
لملم اغراضه و ذهب عادا إلى منزله و عندما دلف إلى مدخل العمارة، زفر بحنق و نادي على البواب بصوت مرتفع نسبيا يا عم حسن.

خرج البواب و هو يمسك بيده كشاف قائلا: -معلش يا دكتور جاسر في مشكلة عمومية في الكهربا و هترجع كمان نص ساعه
-شوية الكهربا و شوية الاسانسير ما تلغوا العمارة افضل.
دلف إلى الداخل و هو يشعر بالتذمر و اخرج هاتفه و فتح الفلاش و صعد الدرج بحنق، توقف عندما استمع بصوت بكاء في إحدى الزوايا توقف و سلط الضوء على مصدر الصوت، شعر بالفزع و لكن تأكد بأنها فتاة، اقترب بهدوء و قال: -انتِ مين؟ و ليه قاعدة هنا.

كانت هي تدفن وجهها بين ركبتيها و رفعت رأسها ببطء و اغمضت عيناها أثر الضوء فابعده قليلا و قال: -اسف، انتِ بتعيطي ليه؟
-انا؟! بعيط؟!
جاءت الكهرباء و قامت هي مفزوعة و كأن شئ ما تبدل بالنسبة لها و ذهبت من أمامه راكضة، زفر جاسر بضيق و قال: -هو في أي و مين دي يادي الجنان ياربي؟
صعد إلى شقته و ابدل ملابسه و بعد ذلك دلف إلى المطبخ ليعد طعامه.

و بعد انتهاءه جلس و تناول الغداء أو العشاء على حسب الوقت و بعد ذلك قام بترتيب المنزل فهو يحب النظام و الترتيب و يكره الفوضى، دق الباب بخفه فذهب ليفتح و تعجب من وجود فتاة تبدو في العشرينات من عمرها، تذكر ملامحها فهي كانت نفس الفتاة التي كانت تبكي على الدرج و لكن تغيرت هيئتها فهي كانت ترتدي حجاب ام الان فهي تقف بشعرها و ترتدي ملابس منزل و قالت و هي تمد يدها ماما دلال باعته لحضرتك الكيكة دي.

أخذها منها قائلا: -هو انتِ من كام ساعه كنتي قاعدة على السلم و بتعيطي ليه؟
نظرت اليه باستغراب و قالت بتعجب و ابتسمت: -لا مش انا اكيد...
بالطبع لم يقتنع فهي تلك الفتاة التي كانت تجلس و الفارق الوحيد هو الملابس التي كانت ترتديها و قال: -على العموم شكرا
ابتسمت فرحة و ذهبت، كان هو يقف يراقبها بتعجب فهي تبدو كأنها لديها انفصام
تنهد بحيرة و اغلق الباب قائلا: -ما علينا، واضح انها مش هتبقى المستشفى بس...

قالت و هي تأكل الكيكة بشهية تسلم ايدك حلوة اوي، انا بحبها جدا
رددت عليها دلال و هي منشغلة بغسل الصحون والله ما حد حلو غيرك، صحيح قالك اي؟
-قالي شكرا صحيح هو انتي باعته كيكة لي ليه؟
ابتسمت دلال و قالت: -طلع معايا الشنط الصبح و شكله محترم اوي
فرحة بتذمر: -شكله تنح و بعدين احنا حتى منعرفش اسمه
-و يهمنا بايه الاسم المهم نعرف هو متجوز و لا؟
و ابتسمت بخبث، تعجبت فرحة و نظرت إليها قائلة: -ليه احنا مالنا؟

-عادي يا اختي يمكن نخلي يسدد نص دينه
-هو لي عندنا فلوس؟
ضحكت دلال و قالت: -لا دا انتِ ضايعه على الآخر انا هدخل انام بقا، و انتِ كمان ادخلي نامي.
-لا انا هتفرج على التليفزيون شوية و بعدين ادخل أنام و هخلص الكيكة كلها عشان متديش حد منها.
اخذت فرحة الصحن و ذهبت لتجلس على الاريكة و فتحت التلفاز و أخذت تقلب بين القنوات و توقفت عند محطة الاخبار عندما لفت انتباها العنوان جريمة قتل.

اخذت تشاهد ما تحكي المذيعة من التفاصيل و هي تشعر بالخوف من تلك الجريمة البشعة الذي قُتل بها الضحية بالحرق حتى الموت، اغلقت التلفاز عندما شعرت بالإعياء.

استيقظت فرحة على صوت حركاتها و قالت و هي تفرك عيناها صباح الخير، انتِ رايحه فين كدا
-نسيت امبارح اجيب كام حاجه كدا هنزل اجيبهم من السوبر ماركت و اطلع على طول
-لا خليكي انا هروح، قوليلي انتِ عايزة اي؟
-لا يا حبيبتي خليكي
صممت فرحة على أنها تذهب و قالت: -لا خليكي و بعدين عشان تحضرلنا الفطار، قوليلي عايزة اي؟
اخبرتها دلال بالأشياء و اتجهت لتذهب و لكنها اوقفتها قائلة: -غيري لبسك الاول.

انتبهت فرحة و قالت: -اها نسيت خالص، هدخل اغير و اروح على طول
ارتديت ملابسها و غادرت، و طلبت المصعد، دخلت و لم تقل شئ
تنحنح جاسر جنبا و قال: -صباح الخير، الجملة دي الناس بتقولها الصبح
نظرت له فرحة باستغراب و قالت: -هو انا اعرفك عشان اقولك كدا؟!
-احنا فيها نتعرف.
توقف المصعد و خرجت فرحة فتابعها هو و لكن اوقفه البواب قائلا: -ادينا صلحنا الاسانسير زي ما طلبت يا دكتور جاسر.

زفر جاسر بحنق و قال: -متشكرين يا عم حسن.
و ذهب بخطوات مسرعة لكي يحلق بها و دلف خلفها إلى السوبر ماركت و قال: -هو انتِ اسمك اي؟
-و انت مالك؟
نظر لها جاسر بدهشة فهو لم يرى تلك المعاملة الجافة من قبل فتاة فهو يعلم بأنه يتملك قدرا من الوسامة و هو لم يفعل ذلك بسبب شئ و لكن لاحظ عليها تصرفات غريبة.
تنهد قائلا: -فضول يعنى؟ و بعدين انا جاي اجيب حاجات برضو
رفعت حاجبيها قائلة: -طيب بعد اذنك.

ذهبت بعيد عنه و اخذت تشتري الأغراض، راقبها بصمت حتى غابت عن نظره و قال بداخله: -لا واضح انها انسانه طبيعية اهي، واضح ان الشغل قصر عليا
خرجت من السوبر ماركت و هي تحمل الأكياس بحوزتها فخرج هو خلفها فمازال الفضول يرواده ناحيتها
كادت تصدمها السيارة و لكن السائق ضغط المكابح دفعة واحدة و توقفت هي دون حراك مصدومة و تركت الأكياس من يدها و حتى انها لم تسمع نداء الناس التي تسأل عن حالها و ذهبت مسرعة.

كان جاسر يراقبها بدهشة و ذهب خلفها و لكنه لم يستطيع اللحاق بها، رجع إلى مكان الحادثة و أخذ الأكياس و بعد ذلك عاد إلى منزل ليعطي دلال الاشياء و التي تعجبت من قدامه قائلة: -اومال فين فرحة؟
-طلعت تجري و معرفش راحت فين؟ هي تعبانة!
نظرت له دلال بتوتر و قالت: -اكيد عندها مشوار.

جاسر بعدم اقتناع: -بقول لحضرتك كان في عربية هتخبطها و هي فضلت واقفة شوية و بعدها طلعت تجري و مجتش على هنا، انا مش قصدي ادخل بس لو في مشكلة ممكن اقدر اساعدكم فيها.
تنهدت دلال و قالت: -لا يا ابني مفيش حاجه، و هي كويسه بس اكيد افتكرت حاجه
-ماشي يا مدام دلال و انا تحت امرك لو احتاجتي اي حاجه
اخرج الكارت الخاص به و قال: -و دا رقمي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة