قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الرابع عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الرابع عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الرابع عشر

جلس يوسف بغرفة نومه على الفراش يمدد جسده بأسترخاء وعقله يفكر بجنون عما تريد زوجته الطفلة فقطع تفكيره صوت طفله يقوله: -
- هو صعب تقولها بحبك ومش هعمل كدة تانى
فتح عينيه بدهشة ورأى طفله رحيم يقف فوق الفراش واضعًا يديه في خصره بوجه عابس فسأله بفضول: -
- مامى سابتك تجى هنا؟
رفع رحيم حاجبه بغرور طفولى مُصطنع وقال: -
- دى خطة عملتها أنا ولولى هي تشغل مامى وأنا اجى.

أومأ له يوسف بلا مبالاة فجلس رحيم بجواره وقال: -
- بابى أنت جاهل أوى في معاملة الستات
نظر يوسف لطفله الذي يبلغ من العمر أربع سنوات ويتحدث عن النساء وقال: -
- وأنت بقى الخبير
- أكيد أنا لما بزعل صاحبتى في الحضانة بقولها سورى وبجبلها شيكولاتة وبأخدها افسحها في البارك بتاع الحضانة، أنت لازم تتعلم منى وإلا مامى هتطفش منك
قهقه يوسف ضاحكًا بسخرية على طفله الذي يتحدث بثقة عمياء وغرور وهتف قائلًا: -.

- أنا أتعمل منك ومامى هتطفش منى ها!
- بقولك ايه يا يوسف إحنا صحاب وأنا بنصحك لأنك غشيم خالص ومامى فعلاً هتطفش منك وحقها الصراحة
حدق يوسف بطفله بغضب مكتوم وقال: -
- وحقها ليه بقى أن شاء الله؟
- لأنك جاهل وأنا هجوزها لواحد صاحبى احسن منك
مسكه يوسف من لياقته بغضب ورفع جسده الصغير بقوته وقال بغيظ: -
- تجوز مين يا عُقلة أنت
أربت رحيم على يده وقال ببرود أكتسبه من والده: -
- أهدا طيب وهقولك تعمل ايه؟

زفر يوسف بأختناق من طفله ودفعه على الفراش مُشتاطًا غضبًا من طفله وقال: -
- أتفضل سمعنى
هندم رحيم ملابسه وقال: -
-أنت لازم تعاملها كويس وتكون حنين، بطل عصبية أنت كل حاجة تعملها بعصبية حتى أسف بتقولها بنرفزة، أشتريلها هدايا وقولها بحبك
رفع يوسف حاجبه لهذا الطفل وقال: -
- أنت بتعمل كدة في الحضانة
- أكيد
ضرب يوسف رأسه وقال: -
- بتقول للبنات بحبك يا دودة أنت
- اه عادى أنا بحب كل البنات صحاب.

عض يوسف شفتيه وقال مُتمتمًا: -
- اللى مطلعش من البيضة بيحب بنات الحضانة كلها وأنا مش عارف أحب في مراتى
وقف رحيم خلفه وقال بسخرية طفولية: -
- لأنك رجل قديم يا بابى
رفع يوسف نظره إلى طفله وقال: -
- هي بقى فيها بابى دا أنت اللى بابى. غور يالا من قدامى قبل ما أقتلك بأيدى
أنصرف رحيم من أمامه ووقف أمام باب الغرفة وقال: -
- على فكرة أنا هقولها تجوز الواد صاحبى احسن منك.

ركض رحيم بعد أن أخرج لسانه لوالده يغيظه ليركض يوسف خلفه بغضب سافر ويقول: -
- أنا هقتلك النهاردة
ركض رحيم على الدرج بقوة خائفًا من غضب والده ويضحك بسعادة طفولية، وصل للأسفل ليرى والدته في أنتظاره غاضبة بوجه عابس فأختبى خلفها وقال: -
- مامى حوشي بابى عنى
توقف يوسف أمامها بغضب وقال: -
- تعال يا واد هنا
- تؤتؤتؤتؤ
أقترب أكثر منه وهو يقول بتحذير: -
- بقولك تعال
تحدثت نبض بنبرة باردة: -
- عن اذنك، يلا يا رحيم.

- طب أقول لبابى حاجة
رمقته بنظرة غاضبة وقالت: -
- لا يلا
تحدث يوسف بعناد ولهجة غاضبة: -
- أستنى الواد عاوز يقولى حاجة، افرضي حاجة مهمة يعنى
تقدم رحيم من والده وهمس في أذنه قائلًا: -
- أقرا النوت بوك بتاع مامى وهتعرف هي عاوزة أيه توووووووووووووووت
وضع يوسف يده على أذنه بغضب ليركض رحيم ضاحكًا إلى الخارج فخرجت نبض خلفه بوجه عابس..

ظلت جالسة على قدميها مُنتظرة جوابه وهو ينظر بصمت إليها كم هي مجنونة وجميلة في آن واحد، تبسمت سارة إليه وقالت هامسة له: -
- هتفكر كتير يعنى!
- أنتِ أزاى بقيتى مجنونة كدة
تبسمت له بعفوية وقالت: -
- تربيتك يا حُب
انحنى للأمام نحوها ووضع قبلة على جبينها بلطف وقال هامسًا لها: -
- ماشي نتجوز وأمرنا لله
ضحكت إليه ثم وقفت أمامه فقال بجدية: -
- صباح هانم عارفة بالجنان دا ولا ايه؟

أومأت إليه بنعم فضحك بأستسلام وقال: -
- أمرنا لله
جلس كريم على السفرة بمساعدتها ثم جلست نادين بجواره ووضعت الدجاج أمامه ثم قالت: -
- أنا عاوزاك كل الطبق بتاعك كله وتشرب الشوربة دى
- تسلم أيدك
تبسمت إليه وهي تضع الشوربة له وقالت: -
- ألف هنا يا حبيبى
تناول القليل من طعامه وكانت تراقبه في صمت ليتوقف عن تناول الطعام ليقول: -
- مبتأكليش ليه؟
- كُل أنت يا حبيبى
ترك الملعقة من يده وسألها: -.

- مالك يا نادين؟ في ايه؟
- مفيش والله بس مش جعانة، كل أنت عشان العلاج
رمقها بهدوء ثم تناول طعامه مُجددًا، تبسمت إليه بصمت فأنهى طعامه سريعًا، وقفت نادين في المطبخ بقلق وتتحدث في الهاتف مع نبض فقالت: -
- متزعليش يا نبض
- أنا مش زعلانة منك يا نادين دا حقك ويوسف لازم يبطل أى شغل في خطر مش علشان كريم بس لكن علشان ولاده كمان
أتكأت نادين بذراعيها على الحوض وقالت: -.

- مخبيش عليكى أنا كنت ناوية أطلق بسببه لكن لما شوفت كريم بالحالة دى قلبى مطاوعنيش أسيبه وأمشي
- لا يا نادين متخربيش بيتك بسبب يوسف وأنا أوعدك والله هحل الموضوع كله مع يوسف
تنهدت نادين بأحراج من صديقتها وقالت: -
- نبض. متقولوش أنى كلمتك في حاجة ممكن.

- أنتِ هبلة يا نادين، مستحيل طبعًا وبعدين أنتِ بتتكلمى بأحراج كدة ليه أنتِ معاكى الحق وأى زوجة أصيلة خايفة على بيتها هتعمل أكتر من اللى أنتِ بتعمليه أساسًا
زفرت نادين بهدوء وقالت بتردد: -
- أنا اسفة والله يا نبض مش قصدى أوقفك قصاد جوزك ولا اعمل مشاكل بينكم لكنى زوجة وأم غصب عنى بفكر في جوزى وبيتى وابنى والروح اللى جوايا كمان، نبض أنا حامل
- أنتِ بتهزرى، حامل أزاى دا ابنك عنده شهور ولسه صغير.

أغمضت نادين عينيها بتعب وقالت: -
- اتلهت في المشاكل مع كريم ونسيت أخد حذرى تمامًا، المشكلة أنى شيله هم سيف لوحده ودلوقت بقوا أتنين، أنا مش عاوزة التانى يجى يلقينى منفصلة عن ابوه
- أطمنى والله أنا هحلها وقريب جدًا قبل ما تولدى أن شاء الله
- ماشي أنا معتمدة عليكى يا نبض الله يخليكى
- أكيد يا حُب اضحكى كدة وأتبسطى في حياتك.
قصر الحنااوى.

دلفت سارة إلى القصر بصحبة مراد وتركته لتصعد للأعلى وتحضر والدتها، فتحت باب غرفة صباح فوجدتها جالسة على المقعد بتعب يبدو واضحًا جدًا في ملامحها بوجهها الشاحب، تبسمت وقالت: -
- ماما، مراد تحت وعاوز حضرتك ويوسف
أومأت لها بنعم، أقتربت سارة منها وسألتها بفضول: -
- حضرتك كويسة
- اه عندى صداع بس، روحى وأنا هحصلك
أومأت لها سارة بنعم بسذاجة وخرجت من الغرفة، دلفت تهانى إلى الغرفة مُسرعة وقالت: -.

- أنا هنا يا هانم؟
- تعالى يا تهانى ساعدينى ألبس عشان أنزل
اخذتها تهانى من يدها وساعدتها في ارتدي فستان أسود طويل وفضفاض بكم شفاف مغلق من الصدر والعنق، مدت تهانى يدها بالعلاج ل صباح وقالت: -
- أنا اسفة أنى بدخل، بس مش المفروض حضرتك تقولي ليوسف بيه وانسة سارة على تعبك وتروحى المستشفى تتعالجى
رفعت صباح نظرها إليها بنظرة باردة جاحدة ثم هتفت قائلة: -.

- من أمتى وأنتِ بتدخلى في اللى مالكيش فيه يا تهانى وبتقوليلى اعمل أيه ومعملش أيه
جلست تهانى على قدميها أرضًا أمام صباح وقالت بعيون دامعة: -
- أسفة بس حضرتك عارفة أنى بخدم حضرتك هنا من وأنا طفلة تقريبًا وحضرتك بالنسبة ليا مش مجرد الهانم اللى بخدمها، حضرتك ليكى أفضال كتير عليا وقلبى مش مطاوعنى أشوفك تعبانة كدة، لازم تروحى المستشفى وتتعالجى
تبسمت صباح بتعب وقالت: -
- حاضر بعد فرح سارة على طول.

نظرت تهانى إليه وقالت بتعجب: -
- هي أنسة سارة هتتجوز
- اه مراد تحت وفي الغالب عاوز يحدد ميعاد الخطوبة وأنا هحاول أخليها جواز على طول وأطمن عليها بعدها أروح المستشفى
نظرت تهانى لها وأومأت بنعم، تناولت صباح العلاج ونزلت للأسفل بخطوات ثابتة تخفى عن الجميع قدر ألمها فوجدت سارة تتشاجر مع نبض
- معلش يا نبض صالحيه لحد الخطوبة وبعدين خاصميه تانى
رمقها يوسف بغضب مكتوم فتحدثت نبض بجدية وبرود قائلة: -.

- أسفة يا سارة مش هصالحه ولا هسامحه، أنتِ المفروض تشكرينى أساسًا أنى مطلبتش الطلاق منه
- لا والنبى اطلبيه ياختى
قالها يوسف بسخرية فرمقته بنظرة باردة وأشمئزاز، جلست صباح بهدوء وقالت: -
- مين اللى بيطلق ويتجوز
- يا ماما أنا عاوزة أتجوز ونبض ويوسف واقفين فيها
وقفت نبض بغضب وقالت بنبرة غليظة: -
- ليه قولتلك متتجوزيش ولا واخدة منك الفستان.

- ما أنتِ متخانقة مع جوزك وقسمت القصر نصين كأنكم في حرب اللى يدخل أرض التانى يموت
عقدت نبض ذراعيها أمام صدرها بغرور وقالت ببرود يثير غضب سارة أكثر: -
- والله أنا حرة هو أنا متخانقة معاكى أنتِ، واحدة متخانقة مع جوزها وغضبانة داخلة في النص ليه
غضبت سارة من جملتها وقالت بسخرية: -
- صحيح أنا مالى، أنا شغالة بالى بفرحتكم ليه، كفاية أفرح أنا
تحدث مراد بهدوء وقال: -.

- يا جماعة خلونا نتكلم براحة العنف دا مش هيحل حاجة
وقف يوسف من مكانه وأخذها من يدها للخارج بغضب وتوقف في الحديقة بها فقال بنفاذ صبر وغضب مكتوم: -
- ممكن أفهم بقى أنتِ عاوزة أيه من كل دا يا نبض؟ عاوزة توصلى لأيه؟
- معرفش أعرف لوحدك
زفر بأختناق من برودها وقال: -
- يا تقولى عاوزة أيه بالظبط يا تروحى لأبوكى أنا مش فاضي لشغل قط وفأر دا
نظرت له بدهشة من جملته وقالت بتلعثم مُرددة جملته: -.

- تروحى لأبوكى! أنت متأكد من الخيار دا
نظر لها بغضب قد وصل إلى اقصاه ونفذ صبره معها وقال بجدية: -.

- أنا مُتأكد أنى أعتذرت لأنى ضربتك، ومُتأكد برضو أنى مغلطتش لأن الغلط من البداية كان غلطك يا نبض لما تكونى عارفة أن ميرا عاوزة تأخد إيلا وتخرجيها من القصر عشان تروح الروضة دا غلط لأن عندك فكرة كويس عن الموقف ومع ذلك أعتذرت منك عشان ألم الموقف، فأنا صبرى خلص يا تقولى عاوزة أيه يا تروحى لأبوكى ومتخلنيش أشوفك لحد ما تفهمى وتدركى أنك غلطتى وأن لولا غلطتك الصغيرة دى اللى حضرتك مش عاوزة تعترفى بيها إيلا أتخطفت وعرضتى حياتها وحياتى للخطر وبسبب الغلطة دى كريم خد رصاصة وميرا قتلت نفسها وهي بتشيلنى ذنبها وأن الرصاصة دى كان ممكن تكون فيا أنا أو في إيلا، يمكن لو الرصاص كانت صابت حد فينا كان وقتها ممكن تعترفى أنك غلطتى وأنك السبب..

ظلت ترمقه بصمت وعيونها دمعت دون أن ترمش، قطعت حديثه قائلة: -
- أقلع قميصك يا يوسف
نظر لها بتعجب وهو ينظر حوله وقال بذهول: -
- هنا!
اقتربت منه خطوة أكثر وبدأت تفتح أزرار قميصه وهو يحاول أن يمنعها ويقول بخجل: -
- بت أنتِ بتعملى ايه قدام الناس، بس يا نبض أنتِ مالك بقيتى شقية كدة.

نزعت عنه قميصه لتنظر إلى كدمات بطنه بصمت لتديره كى ترى جرح كتفه فرأت لاصقة طبيه على كتفه لتذرف دموعها بصمت قاتل، فهم ما تفكر فيه فاستدار إليها ليرى دموعها تشق طريقها على وجنتيها فقال بهدوء: -
- بتعيطى ليه دلوقت؟
تركته ورحلت إلى الغرفة باكية فذهب خلفها ودلف إلى الغرفة ليراها تفتح الدولاب وتخرج ملابسها منه فأسرع إليها وقال: -
- أنتِ بتعملى أيه يا مجنونة؟
صرخت به بقوة قائلة: -.

- أبعد عنى يا يوسف، أبعد عنى، أنت طول ما أنت جنبى بتتأذى بسببى أنا، فكل مرة بكون أنا السبب وراء أذيتك، لما عربيتك أتقلبت كان بسببى لأنى مسمعتش الكلام ونشفت دماغى أنى أمشي ودلوقت برضو بسببى لأنى خرجت إيلا من القصر، أنت على طول بتتأذى بسببى أنا
ضمها إلى صدره بهدوء واربت على ظهرها بلطف وقال: -
- طب أهدى يا نبض، أهدى عشان نعرف نتكلم
جهشت في البكاء بين ذراعيه وتحدثت باكية: -.

- أنا بأذيك بس يا يوسف، بأذيك وأنا اللى بزعل
- وهتأذينى أكثر لو سبتينى ومشيتى لا أنتِ هتقتلنى خالص وقتها
رفعت رأسها إليه وقالت بحزن: -
- أنت بتتكلم كدة عشان الحُب عاميك
أبتعد عنها ومسكها من كتفيها وهو ينظر لعيونها وأردف بلهجة دافئة: -.

- خليه يعمينى لو العمى حلو كدة أنا راضي، لو هعيش عمرى كله أعمى بس أكون في حضنك ومعاكى أنا موافق وراضي أقسم بالله، بس أنا الحب مش عامينى يا نبض بالعكس أنا عايش بحُبك وأنتِ مبتأذينى أنا بتأذي عشان بزعلك منك كأنه عقابى في كل مرة أزعلك منى، ربنا بيقولى أنت مصونتش الأمانة والهدية اللى بعتهالك فخد على دماغك بقى، أنا بتعاقب في كل مرة بزعلك فيها، لكن طول ما أنتِ جنبى وبيسعدك مبتأذيش.

وضعت يدها على وجنتها تلمس لحيته بلطف وعيونها دامعة بوجع ثم غمغمت قائلة: -
- أنا مش عاوزاك تتأذي، أنا مبقدرش أشوفك بتتوجع كدة
- وأنا أقسملك بالله أنا مبيوجعنيش قد دموعك دا
قالها مُبتسمًا إليها ثم أقترب منها وقبل عيونها الباكية ونظر إليها مُجددًا وقال: -
- مش هتورينى ضحكتك خلي شمسي تشرق بقى
تبسم بخفة إليه وقالت بتهكم: -
- شمسك!
- شمسي وقمرى وكُونى وعالمى وقلبى ودنياى وكل حياتى والله. أستن خليكى زى ما أنتِ.

ذاهب إلى الباب وأغلقه من الداخل بالمفتاح وأستدار إليها فقالت بخجل: -
- أنت هتعمل أيه؟ يوسف بلاش اللى بتفكر فيه
أغلق النافذة جيدًا وقال بخُبث مُبتسمًا: -
- أنتِ اللى بدأتى يا قلبى يوسف
نظرت إليه بذهول وقالت وهي تشير على نفسها: -
- أنا محصلش
فتح ذراعيه إليها وقال: -
- دا على أساس أنى خارج من أوضتى من غير قميص
ضحكت عليه وهي تقف فوق الفراش وقالت: -
- أنا كنت بشوف جرحك مش قلة الأدب اللى في مُخيلتك خالص.

وقف أمام الفراش بجدية وقال بتحذير: -
- أنزلى يا نبض
- تؤتؤتؤ
أقترب أكثر من الفراش وهي تتراجع للخلف فجذبها من قدميها لتسقط على الفراش وهو فوقه، تحدثت بخجل منه قائلة: -
- أستن طيب هقولك على حاجة
- أسف هسمعك بعدين
أقترب ليسرق منها قبلة لكن اوقفه صوت رحيم وهو يقول: -
- الراجل دا بيضايقك يا مامى؟

أغمضت نبض عينيها سريعًا بخجل شديد فنظر يوسف إليه ليراه واقفًا في النافذة يبتسم له بعفوية وشقاوة طفولية فرفع له يده بالقميص وقال: -
- حد يقلع قميصه ويرميه في الجنينة كدة
وقف يوسف وهو يعض شفتيه بغضب من طفله وقال: -
- أنت عاوز أيه يا رخم انت؟
- أنا دورت على فلوس فيه ملاقتش، مش كنت تسيب فيه فلوس مكنتش جتلك دلوقت
زفر يوسف بغضب وسأله: -
- يعنى أنت عاوز فلوس، اوكى.

أخرج يوسف أموال من جيبه وأعطاها لها فتبسم رحيم قائلاً بعناد: -
- كنت عاوز فلوس، دلوقت عاوز مامى
رفع يوسف بغيظ يده إلى طفله كى يضربه ثم سأله: -
- أنت واقف على أيه؟
نظر يوسف من خارج النافذة ليراه واقف على ظهر اخته فصرخ به قائلاً: -
- أنت واقف على أختك
ركض رحيم فخرج يوسف خلفه وركض خلفه حتى امسكه فحمله من ذراعيه وقال: -
- أنت بتقف على اختى وعاوز مامى صح؟

أومأ رحيم له بعفوية فألقاه يوسف في حمام السباحة باغتياظ وقال: -
- خلى مامى تطلعك بقى.
نظر رحيم له وهو يرحل ويرتدى قميصه فقال: -
- يوسف بقولك أيه، بالنسبة لمامى أنا جبتلها عريس مُز
تحدث يوسف بغضب سافر وقال: -
- من الأفضل لك متطلعش من المياه لكن لو طلعت هرميك في بيت الكلاب عارفه ولا لا
صمت رحيم بخوف بسبب الكلاب فضحك يوسف وهو يدخل للقصر، تبسمت صباح له وقالت: -
- رضيتك مراتك يا يوسف.

- اه، متعرفيش حد عاوز يشترى عيل رخم
ضحك الجميع عليه ليجيبه رحيم: -
- او حد عاوز يشترى أب ظالم مفترى بيرمى عياله في المياه
أستدار يوسف له ليراه واقفًا على الباب بملابسه المُبللة فقال: -
- والله! خليك مكانك ومتبقاش جبان يابو لسانين
- نانا قالتلى أنى واخد اللسانين دول منك
صرخ يوسف بغضب قائلاً: -
- ولاااااا
ركض رحيم إلى الأريكة يختبىء خلف صباح وقال: -.

- ما تحوشي ابنك المتوحش دا يا حجة صباح الله. أيه البيت اللى محدش عارف يسيطر فيه دا
- أنتوا متأكدين أنكم عاوزين تتجوزوا
أجابه مراد بسخرية: -
- بعد الخلفة المنيلة دى أنا هفكر في الموضوع من تانى
نفخ رحيم خصلاته شعره بغرور وقال: -
- أنا هطلع أغير هدومى عشان نونو صاحبتى جاية تذاكر معايا
نظر يوسف إليه وهو يصعد وقال مُتمتمًا: -
- مستحيل أنا مكنتش كدة أبدًا
ضحكت صباح عليه وقالت: -
- لا كنت كدة بالظبط.

رمقها بغضب هي و نبض فقال: -
- بيقولك نونو صاحبتى جاية تذاكر معايا، ابنك بيجيب بنات البيت
- عارفة وبيقعدوا في أوضته
قالتها نبض بهدوء تثير غضبه أكثر فهو لا يعرف الكثير عن اطفاله بسبب أنشغاله في العمل، سألها بغضب: -
- وأنتِ بتسكتى عادى
- لا مين قالك كدة بطلبهم أكل دليفرى وحاجات حلوة
تمتم يوسف وهو يدخل مكتبه غاضبًا: -
- أنا هتبر منه ومنك قريب يا نبض
ضحك الجميع عليه فقالت نبض: -.

- متاخدش في بالك يا مراد هو بس مبيقعدش مع عياله خالص، المهم مبروك على الخطوبة
- الله يبارك فيكى يا نبض عقبال رحيم شكله هيخطب معايا في نفس اليوم
ضحك الجميع علي ذلك الطفل المشاكس، ضحكت صباح عليه لتشعر بألم في صدرها، أرتشفت القليل من الماء لتُصدم حين تساقطت قطرة دم من أنفها في الكوب لتغير لون الماء إلى الأحمر الفاتح، وقفت بسرعة لتصعد إلى غرفتها فرأتها تهانى واخذت منها الكوب وصعدا معًا فقالت بقلق: -.

- أعراض الكانسر بدأت تظهر يا تهانى، ربنا يسترها لحد يوم الجمعة حتى نكمل الخطوبة على خير
- خير أن شاء الله يا هانم..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة