قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الحادي عشر

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الحادي عشر

رواية مقيد بأكاذيبها للكاتبة هدير نور الفصل الحادي عشر

في مساء اليوم التالى...
كانوا جالسين بغرفة الاستقبال يشاهدون سوياً احدى الافلام العربية...
تركزت عينين راجح على تلك الجالسة بالاريكة المجاورة له تشاهد الفيلم بكامل تركيزها و اهتمامها تصدر كل فترة تعليق بهمهمة منخفضة.
كان يتابع بشغف تعبيرات وجهها المتفاعلة بحماس مع كل مشهد من الفيلم حيث كانت مراقبته لها بالنسبه اليه امتع بكقير من متابعته لذلك الفيلم.

فقد كانت عفوية و تلقائية للغاية تتحدث بما يخطر على عقلها دون ان تفكر كثيراً عكس الكثير من النساء الذين يتصنعون كل شئ بحياتهم حتى يظهروا بمظهر الرقة و الدلال حتى يصلون إلى ما يرغبون...
لكن صدفة ليست كذلك فهى تتعامل بطبيعتها العفوية فاحياناً يشعر انها امرأة بالغة ذات لسان سليط حاد يرغب وقتها بخنقها بيديه.

واحياناً اخرى يشعر انها ضعيفة كطفلة صغيرة تحتاج الى من يراعاها مما تثير بداخله غريزة الحماية راغباً باحتضانها و تطمئنتها...
ارتسمت على شفتيه ابتسامة واسعة عندما سمعها تهمهم بانفعال و عينيها مسلطة على شاشة التلفاز بترقب و انفعال
=متدخليش، متدخليش...
لتكمل بهمهة عصبية و هي تزفر بحنق
=يا بنت الهبلة مش قولتلك متدخليش...
ضحك بصوت منخفض مستمتع مما جعلها تستدير اليه فور سماعها صوت ضحكته تلك مغمغمة بارتباك.

=بتضحك على ايه...
اعتدل في جلسته متنحنحاً بحرج مشيراً إلى التلفاز
=علي الفيلم طبعاً...
عقدت حاجبيها قائلة بعدم فهم
=بتضحك ان البطلة دخلت بيت فيه واحد سفاح و هيقتلها.
تململ في جلسته لا يدرى بما يجيبها لكنه اسرع بالهتاف بانفعال و هو يشير نحو التلفاز
=الحقي، الحقي هيقتلها...
التفت صدفة على الفور نحو التلفاز و هي تطلق شهقة فزع مركزة اهتمامها على الفيلم فور سماعها كلماته تلك مما جعله يبتسم على سذاجتها تلك.

اخرجه من افكار صوت رنين هاتفه الذي كان على الطاولة امامه التقاطه واجاب عليه بامتعاض عندما رأى اسم المتصل...
سمعته صدفة بينما يتخدث الة العاتف لكنها لم تهتم...
لكنها التفت اليه تتطلع اليه بفضول عندما سمعته يغمغم بحدة
=ياستى. قولتلك مالوش لزوم تيجى...
ليكمل بحنق و قد تغضن وجهه بغضب
=تحت البيت.! طيب ماشى اطلعى
اغلق الهاتف هو يزفر بغضب قبل ان يلتف إلى صدفة التي كانت تنطلع اليه بفضول قائلاً بينما ينهض.

=صدفة غيرى هدومك. في ضيوف طالعين.
نهضت مغمغمة بارتباك
=ضيوف مين،؟
اجابها بينما ينهض هو الاخر.
=واحدة لنا شغل معاها، جاية تباركلنا على الجواز
اتجهت نحو غرفة النوم و هي تهمهم سريعاً
=طيب هدخل اغير هدومى، و انت افتحلها.
اومأ برأسه بينما عقله منشغل بتلك القادمة...
في وقت لاحق...

دلفت صدفة إلى غرفة الاستقبال بعد تبديلها ملابسها لكن تجمدت خطواتها عندمت رأت تلك الجالسة على احدى المقاعد فقد كانت تتوقع ان تكون سيدة كبيرة بالعمر و ليست فتاة بنفس عمرها تقريباً كانت فائقة الجمال بشعر اشقر ينسدل باناقة على ظهرها و كتفيها و اعين زرقاء مما جعل صدفة تفكر بانها تشبه كثيراً الفتيات الاجانب اصحاب الجمال الرائع الذين تشاهدهم دائماً بالتلفاز...

تفحصت ملابسها الفاخرة التي كانت ترتديها حيث كانت ترتدى تنورة سوداء ضيقة ذات تصميم غريب فقد كانت قصيرة من الامام تصل الى اعلى ركبتيها بقليل و طويلة للغاية من الخلف حتى انساب قماشها على الارض و قميص احمر ضيق هو الاخر بدون اكمام...
وقفت تتفحصها صدفة و هي تشعر انها رأتها من قبل اخذت عدة لحظات حتى تذكرت اين رأتها فقد رأتها ذات مرة بمكتب راجح عندما كانت تقدم لهم الشاى...

بينما جلست رنين تتابع بصدمة تلك التي دلفت إلى الغرفة فكيف ان تلك الفاتنة هي ذاتها الفتاة التي رأتها ذات مرة بوكالة الراوى فعندما عادت من السفر و اخبروها ان راجح تزوج ببائعة الطعمية صدمت وشعرت بالفضول لمعرفة من هي لذا طلبت من احدى العاملين لديها بان يأتى بصورة لها و عندما رأت الصورة التي اتى بها العامل تذكرتها على الفور...

فقد رأتها ذات مرة عندما كانت تزور راجح بمكتبه فوقتها قد لفتت انتباهها بمظهرها البالى و القبيح بعبائتها السوداء البالية...
لكنها الان فهمت لما راجح تزوجها...
اخذت تمرر عينيها التي تلتمع بالغيرة عليها فقد كانت جميلة ذات جمال شرقى خلاب بشعرها الاسود الذي يظهر جزء منه من اسفل طرحتها و جسدها الممتلئ باغراء...

خرجت من تأملها لها و قد اشتعلت النيران الحارقة داخل صدرها عندما رأت راجح ينهض متجهاً نحو صدفة يعقد ذراعه حول كتفيها مقرباً اياها منه برفق قائلاً بهدوء
=صدفة مراتى...
ليكمل و هو يشير نحو رنين
=رنين يا صدفة، تبقي صاحبة الشركة اللي بتستوردلنا كل الادوات الكهربائية اللي بنحتاجها من برا...
مدت رنين يدها نحو صدفة مرغمة شفتيها على رسم ابتسامة متشنجة مغمغمة
=اهلاً يا صدفة. مبروك...
صافحتها صدفة مبتسمة.

=الله يبارك فيكى...
لتكمل سريعاً ببشاشة
=تشربى ايه،؟
اجابتها رنين و هي تهز يدها برفض...
=و لا حاجة، انا جيت بس اباركلكوا اي نعم جاية متأخر شوية...
لتكمل بنبرة غريبة و عينيها مثبتة على راجح
=بس معلش كنت مسافرة و لسه عارفة الخبر النهاردة...
انتبهت صدفة إلى نبرتها تلك مما جعل جسدها يتشنج بانتباه قائلة بحدة ضاغطة على حروف كلماتها...
=لا ازاى لازم تشربى حاجة، انتى ضيفة في بيتنا...

غمغمت رنين بتشنج و عينيها مسلطة على يد راجح التي لازالت تحيط كتف صدفة
=يبقي قهوة مظبوط.
اومأت صدفة قبل ان تغادر الغرفة لكن فور وصولها للبهو شهقت بفزع عندما شعرت بيد تمسك بذراعها من الخلف التفت حولها نفسها لتجد راجح الذي لحق بها يقف خلفها مباشرة.
همست بقلق وعينيها تتطلع باضطراب نحو غرفة الاستقبال التي تقع بنهاية البهو
=في ايه،؟!
غمغم بحدة مشيراً إلى العبائة التي ترتديها
=غيرى ام العباية دى...

قطبت حاجبيها مغمغمة بعد فهم
= ليه بقى. مالها؟!
امسك بطرف صدر عبائتها بين اصابعه يهزه
= رقبتك و صدرك باينين...
اخفضت عينيها إلى صدر عبائتها تتفحصه لتجده منخفضاً قليلاً لتعدل من حجابها التي تضعه حول رأسها و تسقط جزء منه على صدرها لكي تخفي عنقها والجزء العلوى من صدرها
=داريته خلاص بالطرحة...
عدل من حجابها جاذباً اياه إلى الامام حول رأسها قائلاً بصرامة
=و شعرك ميبنش...

هتفت صدفة بصدمة هي تنفض يده بعيداً عن حجابها
=جرى ايه يا راجح دي واحدة ست زىها زيي متحبكهاش اوى كدة...
قاطعها بحده وهو يعيد من تعديل الحجاب على صدرها
=بقولك ايه كلامى يتنفذ بلا راجل بلا ست...
اومأت برأسها ضاحكة و هي تستغرب حالته تلك غمغمت من بين ضحكاتها و هي تكمل طريقها نحو المطبخ
=حاضر...
وقف راجح يستمع إلى ضحكتها هذه و ابتسامة تملئ وجهه مراقباً اياها و هي تبتعد باعين تلتمع بالشغف.

=جتك نيلة و انتى زى العسل...
وقف مكانه عدة لحظات قبل ان يزفر بعمق و يلتف عائداً إلى غرفة الاستقبال جالساً على الاريكة الكبيرة ليتفاجأ برنين تنهض و تجلس بجانبه قائلة بحدة
=هي دى بقي اللي فضلتها عليا...
لتكمل بنبرة يملئها الازدراء
=صدفة بتاعت الطعمية، صدفة اللي كانت شبه ال...
قاطعها راجح بقسوة و قد تصلب وجهه بعنف
=قبل ما تلبخى في الكلام خدى بالك انتى قاعدة فين، و بتتكلمى مع مين عن مين...

ليكمل بحدة لاذعة و عينيه تلتمع بشرارات الغضب
=انتى في بيت صدفة اللي مش عجباكى، و بتتكلمى مع جوزها اللي كرامتها من كرامته و اعتقد انتى عارفة انا بعمل ايه لو حد فكر يهوب بس من كرامتى...
تراجعت و عيونها متسعة بالدهشة من النبرة القاسية الموجودة في صوته لتعلم ان سلاح الهجوم لن ينفع معه لتقرر استخدام السلاح الذي لا يقدر اى رجل على مقاومته الا و هو الدموع...
همست بصوت مرتجف وقد امتلئت عينيها بدموع كاذبة.

=يا راجح انا بحبك، انا فضلت احايل فيك اكتر من سنتين علشان تحس بيا و انت و مفيش، قولتلك هكتبلك الشركة باسمك و انت متهزش منك شعرة واحدة، و في الأخر تتجوز دى
لتكمل بنبرة يتخللها الغل و الغيرة
=عجبك فيها ايه، انا احلى منها بمليون مرة، الرجالة بتترمى تحت رجلى تتمنى نظرة واحدة منى، بس انا مش عايزة غيرك انت...
قاطعها راجح بحدة و هو يحاول انهاء محادثتهم تلك قبل ان تأتى صدفة.

=الكلام ده مالوش لازمة انا واحد دلوقتى متجوز و انتى اكيد ربنا هيرزقك باللي احسن منى...
هتفت رنين بعنف مكبوت و هي تشير على صدرها
=بس انا مش عايزة غيرك...
لتكمل بصوت يملئه القسوة و الحقد
=انت عجبك فيها جمالها و بس جمالها اللي ظهرلك فجأة بعد ما كانت صدفة اللي الناس كلها كانت بتتريق عليها.
سخر راجح في عقله لا يعلم ماذا ستكون ردة فعلها اذا علمت انه كان يتأثر بها من قبل حتى ان يظهر له جمالها هذا...

لذا كان يعاملها دائماً بفظاظة متهرباً من رؤيتها حتى تعجب من حوله من معاملته القاسية لها لكنه كان يحارب انجذابه لها بمعاملته لها بتلك الطريقة الفظة فقد كان متعجباً من نفسه كيف ينجذب لها و هي بحالتها تلك حتى ظن ان به شئ خطأ...
و رغم ما فعلته به و ادعائها الحقير بانه حاول اغتصابها الا انه لم يستطيع اتخاذ موقفاً ضدها يبرد به نيران قلبه و كرامته التي دعست عليهم...

رجل اخر لو كان في وضعه لكان قتلها على فعلتها تلك.
شعوره بالضعف نحوها هو سبب غضبه و عصبيته المستمرة فهو لم يشعر بمثل هذا العجز اللعين طوال حياته...
خرج من شروده هذا على صوت رنين الغاضب الحاد
=انت سرحت في ايه، مش بكلمك...
زمجر راجح بقسوة مقاطعاً اياها
=في ايه انتي نسيتي نفسك و لا ايه، ما تتكلمى عدل
ليكمل بخشونة و عصبية مفرطة.

=و اخر الحوار ده انتي مش اكتر من واحدة بنا شغل اكتر من كده مفيش، و مراتى خط احمر مش مسمحولك تتكلمى عنها كدة.
همست بصوت منكسر محاولة جذب تعاطفه بعد ان ادركت انها اوصلته للحافة
=معلش سامحنى و الله غصب عنى يا راجح انا بحبك و مش قادرة استحمل اشوفك مع. غيرى...

في تلك الاثناء كانت صدفة تهم بدخول الغرفة لكن تجمدت خطواتها على مدخل الغرفة الخارجى عندما سمعت كلمات رنين الاخيرة تلك مما جعل جسدها يهتز بعنف من شدة الغضب و الصدمة...
تراجعت خطوة إلى الخلف واضعة الصينية التي عليها كوب القهوة على الطاولة التي بالبهو و هي تهمهم بغضب
=اها يا بنت الجزم. ة، يا بج. حة جاية تشقطي الراجل من قلب بيته، و قدام عينى...

اسرعت بنزع حجابها ملقية اياه بعيداً محررة شعرها من عقدته لينسدل على ظهرها كشلال من الحرير الاسود امسكت بالصينية و دلفت إلى الغرفة اهتز جسدها بعنف عندما شاهدت باعين عاصفة تعميها الغيرة تلك التي اصبحت تجلس بجانب راجح على الاريكة لا يفصل بينهم سوا مسافة صغيرة وضعت الصينية على الطاولة بحدة مما جعل نصف محتويات فنجان القهوة تقع على الصينية.

متجاهلة نظرات راجح التي تلتمع بالشراسة و الغضب فور رؤيته لشعرها المنسدل على ظهرها و عنقها واعلى صدرها الظاهر من عبائتها...
اتجهت نحوهم جالسة بالمسافة التي تفصل بينهم دافعة رنين في ذراعها بحدة
=اتزحزحى كدة شوية يا حبيبتى...
رمقتها رنين بغضب و حدة قبل ان تتحرك مبتعدة لاقصى الاريكة متيحة لها مكان.
بينما همس راجح بالقرب من اذنها بقسوة
=بتنيلى ايه،؟
هزت كتفيها ببرود متصنعة السذاجة.

=قاعدة عادى. عملت ايه دلوقتى،؟!
ثم عقدت ذراعيها فوق صدرها وهي تستريح بظهرها للخلف جالسة بينهم كسد منيع استدارت الى رنين ترمقها بنظرة متحدية و على شفتيها راسمه ابتسامة صفراوية واسعة. لتبادلها رنين بنظرات مشتعلة غاضبة.
تشدد جسد صدفة عندما
شعرت بيد راجح تستقر اسفل ظهرها من الخلف هامساً بالقرب من اذنها بصوت منخفض مليئ بالغضب و التهديد
=حلو شعرك اللى فرحانة به ده...

انهى جملته تلك عاقداً احدى خصل شعرها حول اصابعه جاذباً اياها للاسفل بحدة مما جعلها تطلق صرخة مرتفعة مبالغ بها و هي تنتفض مكانها...
التفت اليها رنين تنظر اليها بدهشة مما جعل صدفة تستغل الموقف مغمغمة بدلال لراجح بصوت جعلته كما لو انه همساً لكنها تأكدت من ان يصل الى مسمع تلك التي تصب اهتمامها عليهم
=راجح شيل ايدك عيب. في ضيوف. مش كدة.

احتقن وجه رنين بالغضب و نيران الغيرة تشتعل داخل صدرها فور سماعها كلماتها تلك و عقلها يصور لها ما تفعله يده خلف ظهرها اخذت تهز قدميها بحدة و نيران الغيرة تتأجج بداخلها.

بينما لم يفهم راجح نيتها الحقيقية التي خلف كلماتها الخبيثة تلك حيث ظن انها تقصد جذبه لشعرها، هم بالتحدث لكن قاطعه صوت رنين هاتفه مما جعله يضطر ان يجيب عليه عندما رأى انه اتصال هام للعمل. مما جعله يخرج الى الشرفة الخارجية بعد ان اخبرهم انه عليه الاجابة على هذه المكالمة...
فور مغادرته استدارت صدفة إلى رنين الجالسة بجانبها تهز قدميها بقوة بينما عينيها مسلطة على صدفة بنفور و رفض.

ضربت صدفة يدها على قدميها قائله بفحيح لاذع
=بقولك ايه يا ست صوت الجرس انتى...
صرخت رنين بفزع و استنكار
=صوت الجرس،!
اجابتها صدفة بصوت رفيع وهي تهز رأسها بينما تلوى شفتيها بسخرية مقلدة اياها
=ايوة ياختى صوت الجرس...
لتكمل بحدة مقربة وجهها منها تتطلع اليها بعينين تلتمع بوحشية
=اوعى تكونى فاكرانى يا بت هبلة و مش عارفة انتي جاية ليه. بس عشمك عشم ابليس في الجنة...
ابتسمت رنين ابتسامة واسعة هامسة بصوت حاد لاذع.

=طيب كويس انك طلعتى عارفة انا جاية ليه. بس انتى طلعتى زكية اهو مش زى يعنى ما بيقولوا ان من كتر قعدتك في الشارع و قليتك للطعمية الزيت جَلد دماغك و خلى مخك تخين...
لتكمل بفحيح سام قابضة على معصم صدفة تضغط عليه بقوة و غل
=راجح ليا، دلوقتي، بعدين ليا
ده انا حفيت وراه بقالى اكتر من سنتين تفتكرى هسيبهولك بالساهل كده...
تشددت قبضتها بقسوة فوق معصم صدفة و هي تكمل باعين تلتمع بالتصميم و التحدى.

=هيبقى ليا. حتى لو هبقى زوجة تانيه له انا موافقة، بس بعدها هخاليه يطلقك و يرميكى في الشارع و ترجعى تلبسى تانى عبايتك السودا المقرحة اللي كلها بقع زيت وعفن...
اشتعل الغضب كبركان ثائر داخل صدفة فور سماعها كلماتها المهينة تلك نزعت معصمها بقوة من قبضتها محررة اياه بينما ترسم على شفتيها ابتسامة واسعة مغمغمة بمكر بينما و هي تهز كتفيها ببرود.

=اديكى قولتيها بتحفى وراه بقالك اكتر من سنتين تصورى و هو عازب معبركيش تفتكرى بقى دلوقتى و هو متجوز هيبص في وشك و لا حتى هيعبرك، ده انتى يا بت عاملة زي اللزقة اللى كل ما يتف عليها بتلزق اكتر...
احتقن وجه رنين بشدة بينما التمعت عينيها بنيران الغل و الغضب مزمجرة من بين اسنانها
=بتغلطى في اسيادك يا شحاتة يا ام عباية مزيتة. مقرحة.

ضغطت صدفة على اسنانها بقوة تعتصر قبضتيها بقوة محاولة السيطرة على اعصابها حتى لا تنقض عليها و تمزقها باظافرها و اسنانها.
لكنها نجحت برسم ابتسامة واسعة على شفتيها مقتربة منها ببطئ هامسة بصوت منخفض بالقرب من اذنها كما لو كانت تخبرها سراً ضاغطة بقوة على كل حرف من حروف كلماتها بتهديد واضح
=قومى. خدى نفسك. و امشى قبل ما اقوم اجيبك من شعرك و ارميكى من البلكونة...

شحب وجه رنين بخوف فور سماعها كلماتها تلك اخذت تتطلع اليها باعين متسعة بالذعر بينما هزت صدفة رأسها لها ببطئ و الابتسامة التي تدل جنونها لازالت مرتسمة على شفتيها كما لو كانت تأكد لها انها سمعت كلماتها بشكل صحيح و انها قادرة على تنفيذ ما قالته...

انتفضت رنين واقفة تختطف حقيبتها من فوق الاريكة في ذات اللحظة التي عاد بها راجح إلى الغرفة مغمغماً بهدوء و هو غير واعى للصراع الذي كان دائر هنا قبل لحظات قليلة
=معلش اتأخرت عليكوا كانت مكالمة مه...
قطع جملته عندما لاحظ ان رنين واقفة تحمل حقيبتها استعداداً للمغادرة
=ايه ده انتى ماشية،؟!
=اها يا دوب اروح انت عارف اني مسافرة و راجعة تاني اسكندرية بكره الصبح...

همهمت رنين كلماتها تلك بينما تتقدم خطوة إلى الامام مما جذب انتباه صدفة الى ذيل تنورتها التي كانت قصيرة من الامام و طويلة للغاية من الخلف حتى كانت تجرها خلفها على الارض مما جعل فكرة تقفز إلى عقلها الشيطانى لتسرع بتنفيذها على الفور وقفت بقدميها الاثنين فوق ذيل تنورتها و ما ان تقدمت رنين للامام اندلع بالارجاء صوت تمزق قماش تنورتها مما جعلها تصرخ و هي تستدير حول نفسها بفزع تحاول ستر ساقيها التي ظهرت من القامش الذي تمزق...

بينما اسرعت صدفة نحو راجح تقف على اطراف قدميها امامه تضع يديها فوق عينيه و هي تصرخ بحدة
=غمض عينك متبصش...
هتف راجح بحده وهو يضع يديه حول خصرها محاولاً دفعها بعيداً عنه
=ايه يا صدفة اتجننتى، اوعى خالينى اشوف حصلها ايه...
قاطعته صدفة بحدة
=هيكون حصلها ايه الچيبه بتاعتها اتقطعت...
ثم ادارته بحدة ليصبح ظهره نحو رنين التي كانت تمتم بكلمات غاضبة و هي تحاول اصلاح تنورتها التي دمرت تماماً.

=لف، لف ميصحش تبص عليها، متقلقش انا هساعدها
هتفت رنين بحدة بينما تحاول اصلاح تنورتها الممزقة
=تساعدينى ده انتي اللي قطعتيها...
هزت صدفة حاجبيها بحركات متراقصة ساخره راسمة على وجهها ابتسامة مستفزة مستغلة ان راجح ظهره لهم قائلة بصوت هادئ يعاكس حركتها المغيظة لها
=انا، و انا جيت جنبك، ياختى و انا مالى انتى اللي مسترخصة في لبسك...
هتفت رنين بوجه مشتعل بينما تندفع نحوها تهجم عليها
=انتى، هتستعبطى...

استدار راجح سريعاً فور سماع صرخة صدفة عندما قبضت رنين على شعرها اندفع نحوهم محرراً صدفة من بين يدي رنين واضعاً اياها خلف ظهره بحماية مزمجراً بشراسة جعلت وجه رنين يشحب
=ايه، هي حصلت تمدى ايدك على مراتى في بيتها...
هتفت رنين بغضب مشيرة باستعلاء نحو صدفة
=انت بتزعقلى يا راجح علشان دى...

همت صدفة بالرد عليها لكنها صمتت عندما جذبها راجح الى جنبه محيطاً كتفها بذراعه بحمايه و هو يزمجر مقاطعاً رنين بقسوة وعينيه تنطلق منها شرارت الغضب
=دى اللى هي مين، انتى مجنونه دى مراتى...
وضعت صدفة يدها على صدره و استغلت عدم رؤية راجح لها و اخرجت لسانها لها بإغظة شاعرة بالفرح من دفاعه عنها
ثم رسمت الجديه على وجهها قائلة ببراءة و هي ترفع وجهها اليه.

=خد بالك يا راجح انا ممكن ارد عليها بس انا محترمة وجودك على فكرة...
ربت راجح على ظهرها بلطف مما جعل الحقد ينبش اظافره داخل صدر رنين التي تشاهد هذا باعين محتقنه بالغضب لكنها
همست بصوت منكسر محاولة جذب تعاطفه
=انا مقصدش يا راجح بس هي فعلاً داست على الجيبة و قطعتهالى. علشان بتكرهنى
قاطعها راجح بصرامة و يده تتشدد حول كتف صدفة
=و هي هتكرهك ليه تعرفك منين اصلاً علشان تكرهك او تحبك...

وقفت رنين تتطلع بعجز عالمة بانها لا يمكنها اخباره بما حدث بينهم...
ليكمل راجح و هو يدفع صدفة نحو الباب عندما لاحظ قطعة القماش التي تلفها رنين حول ساقيها
=معلش يا صدفة هاتيلها عباية من عندك، مش هينفع تنزل كده
تنهدت صدفة باستسلام وهي تغمغم بهدوء متصنعة الوداعه
=حاضر...

و فور ان خرجت صدفة من الغرفة اوقعت رنين القماش التي تحيط به ساقيها لتظهر عارية امامه في محاولة منها لاغراءه لكنه غمغم بقسوة و حدة و قد اشتعل الغضب بداخله كالحمم
=احترمى نفسك و لفى الزفته دى على جسمك...
اجابته بارتباك من حدته الغير متوقعة تلك عالمة بان خطتها باغراءه قد فشلت
=اعمل ايه مش عارفة اعملها بتقع منى...

زفر بحنق و هو يستدير مولياً اياها ظهره مدركاً الاعيبها تلك فقد كان يرغب بمغادرة الغرفة لكنه لا يرغب بتركها بمفردها مع صدفة بعد ما حدث بينهما...
دلفت صدفة حاملة بين يديها عبائة سوداء اقتربت من رنين واضعة اياها بين يديها هامسة بصوت منخفض للغاية بالقرب من اذنها
=ملقتش ليكى اغلى من عبايتى السودا المزيته المقرحة...
لتكمل وهي تطلع اليها بشماتة
=عباية الشغل بتاعتى ام بقع زيت و عفن...

هتفت رنين بصدمة بينما تلقى العبائة من يدها باشمئزاز
=ايه القرف ده، انا ألبس دى
هتف راجح بحده و هو لا يزال يدير ظهره اليهم
=في ايه تانى،؟
اجابته رنين و هي ترمق صدفة من الاعلى لاسفل بازدراء
=تخيل جيبالى عباية مليانه بقع...
غمغم راجح زافراً بحنق
= هاتيلها عباية تانية يا صدفة خالينا نخلص في يومنا ده...

اقتربت منه صدفة واقفة امامه على اطراف اصابعها واضعة يدها فوق كتفه محاولة الوصول إلى اذنه لكن لم يساعدها قصر قامتها لذا اخفض راجح رأسه لها مساعداً اياها واضعاً يده بعفوية حول خصرها
همست صدفة باذن راجح كاذبة بينما لازالت واقفة على اطراف قدميها
=مش هينفع الهدوم بتاعتى كلها بودرة عفاريت...
ضيق عينيه عليها قائلاً بشك
=و ايه جاب بودرة العفاريت على هدومك اللي في الدولاب يا صدفة
هزت كتفيها مغمغمة ببرود.

=معرفش، اهو اللى حصل بقى ممكن وانت بترش عليا وقع عليها...
قاطعها راجح قائلاً بشك و استنكار
=وقع عليها و هي جوا الدولاب،؟!
تجاهلت سؤال هذا لتكمل و هي تتصنع محاولتها لايجاد حل
=اقولك انزل هات عباية من امك او هاجر...
لتقطع باقى جملتها قائلة بأسف مصطنع و هي تضرب على يدها بيدها الاخرى كما لو انها تذكرت الان
=يوه نسيت دول مسافرين البلد.

هز راجح رأسه و هو يدرك انه لن يصل معها الى حل فسوف تجعله يدور بدوائر مفرغة و بالنهاية ستفعل ما تريده غمغم الى رنين التي كان يوليها ظهره
=البسيها و خلاص يا رنين، و انتى كده كده عربيتك راكنه تحت البيت...

تأففت رنين بغضب بينما تمسك بالعبائة باطراف اصابعها و الاشمئزاز يملئ وجهها ارتدتها ثم وقفت تتطلع الى صدفة بحقد و غضب قبل ان تسرع راكضة من الغرفة و هي لا تتحمل ملمس تلك العباءة على جسدها راغبة بالوصول الى سيارتها باقصى سرعة بينما تبعها راجح حتى يقوم بايصالها الى الخارج...
انفجرت صدفة ضاحكة فور ان اصبحت بمفردها شاعرة بالنصر بجعلها ترتدى ذات العبائة التي سخرت منها...

لكنها اسرعت بازالة ضحكتها تلك فور سماعها باب المنزل الخارجى للشقة يغلق لم تمر لحظات الا و دلف راجح الى الغرفة بوجه جامد مشيراً باصبعه نحوها لكى تتقدم نحوه...
=تعالى...
تقدمت نحوه ببطئ راسمة البراءة على وجهها حتى اصبحت تقف بعيدة عنه بعدة خطوات قليلة
امسك راجح بذراعها جاذباً اياها نحوه حتى اصبحت تقف امامه مغمغماً بصرامة
=قطعتى چيبتها ليه.؟!
فتحت فمها تهم النفى لكنه قاطعها قائلاً بحدة.

=و قبل ما تكدبى كعادتك. انا شايفك و انتى قاصدة تدوسى عليها برجلك...
غرزت اسنانها بشفتيها و هي تشعر بالاحباط من انه اكتشف امرها بالطبع سيبدأ بتعنيفها على فعلتها تلك مما جعلها تهتف بانفعال
=ايوة انا اللي قاصدة اقطعلها جيبتها كنت باخد حقى منها علشان قلة ادبها عليا...
لتكمل بعصبية و انفعال بينما صدرها يعلو و ينخفض بقوة.

=قعدت تتريق عليا و تقول انها كانت فكرانى غبيه من كتر قليتى للطعمية و ان الزيت جد دماغى، و انى بعباية سودا مقرحة مزيتة...
ثم صمتت متجنبه اخباره بما قالته لها بانها ستتزوجه و تجعله يلاقيها بالشارع مرة اخرى...
خرجت من شرودها هذا على يدى راجح التي احاطت وجهها برفق مغمغماً بهدوء
=طيب خلاص متزعليش و سيبك منها دى مجنونة...
تراجع رأسها للخلف هامسة بصدمة
=ايه ده انت مش هتزعقلى...

ازاح شعرها المتناثر فوق وجهها الى خلف اذنها ممسداً اياه برفق
=و ازعقلك ليه، مش كنت بتاخدى حقك...
ليكمل ويده مستمرة بتمسيد شعرها مستمتعاً بنعومته الحريرية
=بس ده ميمنعش انى هعاقبك على حاجة تانية...
تراجعت للخلف محاولة الابتعاد عنه فور سماعها كلماته تلك لكنه اسرع باحاطة خصرها جاذباً اياها نحوه ليصطدم جسدها اللين بجسده الصلب العضلى قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير.

=شعرك، اللى دخلتى تتباهى به قدامها رغم انى محذرك ان الطرحة متتقلعش من على راسك...
هزت صدفة كتفيها قائلة بسخرية
=طيب ما هي مش لابسة طرحة و كنت قاعد قدامها متنح و عيونك بطلع نجوم...
لتكمل وهي تمسك بجزء من شعرها تضرب به وجهه بينما ترفع من طبقة صوتها مقلدة رنين بحركاتها
=و لا هو حلال لها، و حرام ليا...

لدهشتها انفجر راجح ضاحكاً بصوت اجش رجولى تسبب بتسارع دقات قلبها. شدد من ذراعه حول خصرها ملصقاً جسدها بجسده قائلاً من بين ضحكاته
=اولاً مكنتش قاعد متنح و عيونى مكنتش بتطلع نجوم زى ما بتقولى، و هي من الاساس مش فارقة معايا...
ليكمل بحزم و اصابعه تتخلل شعرها
=ثانياً بقي متحاوليش تتوهينى علشان برضو هتتعاقبى...

تراجع رأسها للخلف بذعر لكنه اسرع بحنى رأسه نحوها و تناول شفتيها في قبله قوية و لدهشته القت ذراعيها حول عنقه تبادله قبلته تلك بشغف و كان هذا اول عرض للعاطفة التلقائية تقوم به نحوه.
تأوه بأسمها بينما يعمق قبلته و يديه ترتفعان و تحيطان وجهها بحنان بينما يستولى على شفتيها بجوع. تشددت ذراعيها حول عنقه و هي تميل نحوه اكثر و هي تتنهد بنعومة جعلت كل عضلة في جسده تتصلب.

بالنهاية اضطر ان يفصل قبلتهم عندما شعر بيديها تنخفض الى صدره و تدفعه بعيداً برفق.
حررها مسنداً جبينه على جبينها يتنفس انفاسها الحارة بشغف قبل جبينها بلطف ثم خدها.
قبل ان يغمغم بصوت اجش لاهث مرح
=حلو العقاب مش كده...
ضحك بخفة عندما احمر خدييها بقوة من شدة الخجل انحنى مقبلاً خدييها المحتقنين قبل ان يحيط خصرها و هو يغمغم برفق
=يلا تعالى نكمل الفيلم بتاعك ما نشوف البطلة ماتت ولا لسة...

ضحكت صدفة بينما تتبعه نحو الاريكة ليجالسان عليها يتابعان باقى الفيلم الذي قد و صل الى نهايته...
بعد مرور يومين.
كانت صدفة جالسة بشقتها تشاهد التلفاز بهدوء بعد ان انهت اعداد الطعام لكنها كانت تعلم ان راجح لن يعود من عمله الا بوقت متأخر كعادته بالفترة الاخيرة فقد كان منشغلاً باستلام البضائع الخاصة بمتاجره و توزيعها عليها...

حيث كان يخرج بالسابعة صباحاً و يعود بالثانية فجراً يأكل طعامه سريعاً ثم يرتمي فوق الفراش نائماً لا يستيقظ الا على صوت المنبه ليبدأ بإعادة يومه من اول و جديد...
لذا كانت الحياة بينهم هادئة فهو لا يجد وقت حتى ليعقب على الطعام الذي تطهيه له...
خرجت من شرودها هذا على صوت رنين جرس الباب الخارجي.
نهضت تفتحه لكي تجد امامها هاجر شقيقة راجح التي ما ان رأتها غمغمت سريعاً.

=صدفة ونبي انزلي اقعدي في الشقة تحت خدي بالك من الاكل اللي على النار...
هزت صدفة كتفيها مقاطعة اياها
=و انا مالي اخد بالي منه ليه امك فين.؟
اجابتها هاجر سريعاً بينما تنظر بتوتر إلى هاتفها.

=ماما راحت لخالتي نبوية بعتتلها عايزاها في حاجة وقالتلي اخد بالي من المحشي اللي على النار بس المدرس بعت ان في حصة دلوقتي و لازم اروح السنتر، لو مروحتش الدرس هيمنعني ادخل الدرس التاني. و لو قفلت عليه هيبوظ و ماما مش هترحمني انتى عارفها...
لتكمل وهي تربت على صدرها برجاء
=ونبي. و نبى ياصدفة انزلي تاخدي بالك منه هي ربع ساعة بالكتير و ماما هترجع...
زفرت صدفة بحده قبل ان تغمغم باستسلام.

=طيب استني ما اجيب الطرحة احطها على راسي و هنزل معاكي...
جذبتها هاجر من ذراعها قائلة
=طرحة لأيه بس الشقة تحتنا، و مفيش حد تحت...
حررت صدفة ذراعها منها هاتفة بسخرية بينما تدلف للداخل حتى تجلب الطرحة
=قولي ياختى لاخوكي الكلام ده. ده بيطين عشتي لو فتحت بس باب الشقة من غير ما ألبسها...
خرجت بعد عدة لحظات و هي تضع وشاح اسود على رأسها هابطة معاها للاسفل...
بعد عدة دقائق...

كانت صدفة خارجة من المطبخ الخاص بوالدة راجح عندما رأت نعمات تدلف من باب المنزل.
غمغمت نعمات بحدة ما ان رأتها
=ايه ده بتعملي ايه هنا، و فين هاجر...
اجابتها صدفة بهدوء بينما تتجه نحو الاريكة التي ببهو الشقة
=هاجر راحت الدرس. و طلبت مني انزل اخلي بالي من الاكل لحد ما انتي تيجي.
لتكمل وهي تجذب وشاح رأسها من فوق الاريكة
=مادام جيتي هطلع انا شقتي بقي...
قاطعتها نعمات ممسكة بذراعها موقفة اياها عندما تجاوزتها.

=لا استني هديكي حاجة تديها لراجح...
لتكمل و هي تتجه نحو غرفة النوم
=اعمل ايه مبقتش اشوفه، كل يوم راجع وش الصبح من الوكالة.
تنهدت صدفة عاقدة ذراعيها على صدرها بينما تنتظرها ممسكة باطراف و ساحها تتلاعب به بين اصابعها تعد اللاحظات حتى تعود إلى شقتها لكنها اطلقت صرخة مرتعبة عندما سمعت نعمات تهتف بشراسة بينما تهجم عليها من الخلف.
=فين يا بت الألفين جنيه اللي كانوا على الطرابيزة اللي في اوضة النوم...

دفعتها صدفة بعيداً محاولاً تحرير نفسها منها
=الفين جنية ايه اللى بتتكلمى عنهم،!
صرخت نعمات بغضب و انفعال غارزة يدها بشعر صدفة تجذبه بقوة
=هتستعبطي يا روح امك، طلعي يا بت الالفين جنيه، بدل ما اطلع روحك...
دفعتها صدفة بحدة بعيداً محررة شعرها من بين يديها و هي تهتف بغضب
=ابعدى ايدك دى عنى انتى هترمى بلاكى عليا يا ست انتى ولا ايه...

هجمت نعمات عليها مرة اخرى وهي تهتف بهسترية ممزقة عنق عبائة صدفة من الامام غير عابئة بصراختها المذعورة
=طيب و حياة امك لتتفتشي و ما هتخرجى من هنا الا لما تطلعى الفلوس...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة