قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الثالث

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الثالث

رواية معشوقتي المجنونة ج3 للكاتبة ابتسام محمود الصيري الفصل الثالث

يأتي الصباح، ليعلن عن مشرق يوم جديد، يمتزج رائحته مع كوب من القهوه المنعشه للعقل والقلب، تتناولتها نهال وهي تعد طعام الفطور لأبنها حازم، لكنها كانت تقف شارده بذهنها في زوجها الشهيد، تتذكر أجمل أيامهما سوياً، فتجمعت عبراتها وتساقطت حزنا على حب عمرها، الذي أراد المولى عز وجل، أن يفرقهم في الدنيا، ليجمعهما سويا بالآخرة، انتبهت على صراخ صغيرها العالي: - ماما ماما، العيش بيتحرق.

مسحت دموعها سريعاً، ثم رفعت الخبز من على شعلة الغاز، فاحترقت يدها، أطلقت صرخة، وهي تضع الخبز على الطاولة التي أمامها، من شدت ألمها، هتف حازم بخوف عليها، ممسكاً يدها بلطف: - ماما حصلك حاجة.؟
ربتت عليه بيدها الثانية، وتقول بابتسامه تحمل الكثير من الألام: - بسيطة يا حبيبي.
تركها ليفتح البراد، يأخذ قطع ثلج، يضعها على يدها، وهو يقبلها بابتسامه حنونه.

تبسمت من حنانه عليها، لكن عيناها تدمع رغم عنها، وهي تعانقه، تحدث نفسها: - اللى خلف مامتش يا محمد، ابنك بيكمل مشوارك، وهو دلوقتي سندي من بعدك، نام وارتاح يا حبيبي.
اشتدت في حضنه وهي تقبله على جبينه، ثم تنهض تحضر إليه طعام من جديد، وقف بجانبها وهو يحاول يخرج كلماته بإحراج: - هو في تمرين النهاردة؟
- لا.
قالتها باقتضاب وبدون النظر نحوه، اومأ برأسه بضيق، فقالت بتساؤل: - كنت عايز حاجة من كابتن مهيمن؟

هز رأسه بالنفي، وفشل في اخفاء الخطوط العابسة التي تخللت جبينه، فماذا يقول لها، أن توتا قد اشتاق إليها كثيرا،؟
ضحكت على حركاته، فهي تفهمه جيدا، أردفت بمكر: - طب ماتقلي، بتسأل على التمرين ليه؟
حاول رسم ابتسامة محايدة على شفتيه، لكنه فشل ونظر بعيداً عنها، ورد بنبرة توتر وارتباك: - أصل هي نسيت معايا الجلفز بتاعها.
ابتسمت لصغيرها، الذي قلبه دق قبل الاوان: - هبقى أكلم نايا أشوف التمرين هيبدأ امتى؟

هز رأسه، وخرج من المطبخ يهمهم: - يوووه بقى، هو أنا لسه هستنى تاني، دي وحشتني اووي.
سمعته والدته وضحكت على ابنها الولهان
بتوتا.

وصل شادي إلى منزله وعيناه تجول في كل الأركان عن وردة حياته، حينما شاهدته، قامت مهروله نحوه تعانقه بحب، فحين تراه أمامها، تشعر أن قلبها يرفرف ويعزف أجمل الالحان، ثم قالت هامسة: - وحشتني.
اخذها في أحضانه المشتاقة مشددا في عناقها، تنهد بحرارة ووضع ذقنه أعلى كتفها يخبرها بشتياق: - وأنتي أكتر، كنت بعد الساعات عشان اجيلك، كنتي بتعملي إيه؟

أجابته بنبرة دلال وهيام وهي تحاوط رقبته: - الثانية بعيد عن حضنك سنة، حاولت أذاكر، عشان الوقت يعدي.
- شطوره يا حياتي، تعالي ناكل، جايبلك كباب.
ركضت بفرحه كالطفلة تفتح الأكياس، تقول وهي تستنشق دخان الطعام: - الله ريحته تجنن.

مسد على شعرها بلطف وكان ينظر لعيونها، يرى بداخلهما الحزن، برغم رسم ابتسامتها على ثغرها، تمنى أن يسعدها حقاً ويحقق ما تتمناه، فهو يوفر لها الوقت؛ حتى تهتم وتركز بدراستها، وتتفوق، ويثبت لوالدتها أنه جدير بوعده معها، وأن الزواج لن يأخرها عن الدراسة، تفوهت وهي تتناول الطعام متسائلة: - حبيبي سرحان في ايه؟
أمسك يدها، يقبلها بحرارة عارمة: - فيكي يا حياتي.
نهضت من مجلسها لتعانقه مرددة: - أنا كده احسد نفسي.

بادلها العناق بشغف قائلا: - أنا اللى بحسد نفسي إنك معايا، وبين أحضاني.

ذهبت نايا إلى بيت والدة مهيمن حتى تأخذ أبنتها، وحين وصلت هناك، وجدت اخاها كرم وزوجته مريم، قابلتهما بفرحة، وظلوا مع بعضهم يتسامرون في مرح وسرور، وسط ضحكات ومناغشة توتا لجدتها، حتى قالت حنان: - تعالي يا نايا الحقي بنتك الشقية دي، عايزة تعملي عملية جراحية.
قالتها بضحكة تخرج من قلبها من مشاكسة الصغيره، كشرت نايا وهي تقول بحدة وحزن: - يا خبر يا توتة، كده ينفع برضه، مش تبنجيها الأول.

ثم أطلقت عنان ضحكتها، وهي تاخذها داخل حضنها. وبعد وقت اعتلا صوت طرقات باب المنزل، فهذا الطرقات المفضلة إلى قلب حنان وأبنتها، أخذت توتا مسرعة تفتح الباب، فترتمي توتا داخل أحضان والدها: - باااابا جه، هيييه.
اردفت حنان بكسوف، وهي تضع يدها على شفتيها: - يا دي الكسوف، هو احنا بنعذبك يا توتا؟!
- هو أنتوا بتلاعبوني؟ ولا بتحكولى حكايات؟ ولا بتضحكوني زي بابتي حبيبي؟

تصنعت الجده الحزن متفوه: - كده يا توتا، مين الصبح عملك حصان؟
ردت بمشاكسة: - ده مش حصان، ده كان سيسي صغير، اما بابتي حبيبي...
اكملت وهي تغمزله: - حصان حصان.
جاءت نايا لهم، عينهما تتقابل بشغف، فتصافحه بحب، ثم تنظر لحنان: - سيبك منها يا ماما حنان دى شبه القطط.
أقتربت مريم تصافح أخوها بفرحة: - وحشتني يا أبيه.

أردف وهو يضمها بين أحضانه: - بنتي البكرية اتجوزت، ونسيتني، بقى يا بكاشة لسة فاكرة إن ليكى أخ، وتليفونك مقفول ليه؟
ابتسمت بإحراج تقول: - معلش سماح المرادي.
- عندي أنا دي يا أبو النسب.
قالها كرم وهو يصافحه بحب.
- تمام هعديها بمزاجي.
- طول عمرك مجدع.
ابتسم لكرم ثم التفت ل نايا قائلا: - يلا يا بطل.
- يلا يا روحى، أنا جاهزة.
- استنى كل يابني.

اقترب منها، وابلغها حين قبل يداها بحب واحترام: - أكلت في المكتب تسلم إيدك.
استقلوا السيارة وتوجهوا إلى منزلهم ثلاثتهم.

جاءت إشراقة يوم جديد، توجهت لعملها بمفردها، لأن زوجها سبقها منذ وقت، دلفت للداخل ببطئ، شعرت بغثيان شديد، استندت بجانب حائط وأفرغت ما بداخل معدتها،
أثناء ذلك كان مهيمن ينزل على الدرج مع اللواء وبعض الشخصيات ذات المناصب العليا، والكاميرات تصور. شاهد نايا تتألم، نظر بجانبه يميناً ويساراً، وجد فادي همس له بصوتٍ منخفض: - غطي عليا، ثواني وهكون عندك.
ثم انصرف في هدوء، ولم يلمحه أحد.

أقترب إليها ثم أسندها: - قلبي لسة معدتك تعباكي، الموضوع ده مايتسكتش عليه تاني، لازم نكشف.
حاولت النهوض بمساعدته، ثم نظرت له بتعب: - روحي أطمن.
رد بخوف عليها: ادخلي اقعدي في مكتبك، وهحاول اجيلك...
لم يكتمل حديثه، عندما رأه اللواء يتلفت يبحث عنه، بصرها بعين بها أعتذار وأنسحب ركضا إلى مكانه، فأبلغه اللواء بهمس حاد: - مشاكلك العائليه تحلها في بيتك، هنا شغل.

أغمض عيناه بقوه و اومأ برأسه، وأكمل عمله بذهن مشغول.

مر اليوم سريعا، انتهى مهيمن من عمله، توجهه إلى منزله، وصل لانفه رائحة طعام ذكية تملأ الأركان، توجه إلى المطبخ فوجدها مندمجة تتمايل بجسدها، وهي تقوم بإعداد الطعام، أقترب من خلفها وقام بضمها من ظهرها وسند رأسه على كتفها الأيمن، اطلقت تنهدت، وهي تقول له: - وحشتني.
- إيه الثقه دي افرضي مش أنا؟

التفتت إليه وأصبحت تنظر له بعينين تملأهما الثقة والحب: - أنا بحس بيك من قبل ما تفتح الباب، قلبي بيقولي إنك جاي، وأول ما دخلت المطبخ ريحتك اللي بعشقها غطت على أي ريحة تانية، أنت بحضورك وهيبتك بتغطي اي مكان تكون موجود فيه، أنا بحس كدا وقلبي يبدأ يدق جامد زي كدا بالظبط.
قالت أخر جملة وهي تضع يده على مكان خافقها ليشعر بدقاته.

ضمها بين أحضانه، وهو يحمد الله على وجودها بحياته ثم يشدد من أحتضانه لها مؤكدا على حبه.
خرجت من احضانه قليلا وتلفتت بأنتباه: - شوف عملتلك إيه.؟
شاهد ما أعدته من طعام ثم قال بأستغراب: - كل ده اكل أنتي عازمة حد؟!
تبتعد بهدوء من حضنه: - لا يا روحي، بس أنا جعااانة مووت.
حدق بذهول الطعام، ثم على جسدها الذي زاد كثيرا عن ما قبل. انكمش وجهها قائله بتعجب: - في حاجة يا حبيبي!

وضع يده على شعره: - لا ابدا، بس أنتي اللي بترجعي تزعلي على وزنك؟
تضم بطنها للداخل وتقف كالبلارينه مرددة: - أنا مهما أكل هفضل رشيقة.
نظر على بطنها ويرد ممازحاً: - بعد الشفط ده متقلقيش مصدقك.
- طب شوف مين هيأكلك؟
- أنا مش ههون عليكي.
تركته تضع الطعام على المائدة تقول بتأكيد: - لا هتهون ده حمام وفراخ.
- يخربيت وراكك.
قالها بمكر، وهو يمسك ورك الدجاجة يتناوله.

حدقت بعيناها بذهول، فأزاد: - جامد اوى الورك ده.! ج!
ترفع حاجبها بضيق: - لا والله.!
يجلس على مقعد أمام المائدة، يخبرها بلامبالاة: - والله دماغك دى هتوديني في داهية، صفى النية.
- ماشى هحاول اصفيها.

قالتها وهي تجلس على مقعدها بجواره، ثم أمسكت الكاتشب تعطيه له، حتى تفعل به مكيده، وقع عليها، ضحك بصوت مرتفع، قامت بغيظ، ترفع يدها تضم قبضتها، ثم فتحتها وضمتها في حركة حتى تهدأ، واغلقتها بقوة ثم صعدت إلى غرفتها، ركض خلفها، واستلقى على الفراش يتابعها. وقفت أمام خزانة ملابسها، واختارت طقم بيتي عبارة عن تيشيرت كات، وشورت قصير، حاولت ارتداءه كثيراً، لكنها فشلت.

نظر لها بأستغراب على تصميمها: - انتى هتتخانقي معاه؟! مش هيجي على مقاسك ريحي نفسك.
حاولت بعند وتصممم ارتدته، ثم أخرجت له لسانها وهي تهز راسها بلامبالاة، فقال: - الشورت هيتقطع.
ردت بغيظ: على ما أظن إن ده شورتي، وأنا وشورتي أحرار مع بعض.
- شكلك مش مصدقة، أو مش راضية تقتنعي إن في كرش ظهر؟
- فين الكرش ده.

ضحك بشدة عليها، وهو يميل بجسده حتى ينام، بعدها تستلقي هي وتنام بجانبه، لكنها بعد ساعة استيقظت بتعب لتفرغ ما تناولته بتعب
شعر بها، فنهض سريعا، وهو يقول بحدة: - اتفضلي البسي نروح للدكتور؟
أمسكت بطنها بالم: - والله أنا كويسة ده تعب بسيط.
رد عليها بعصبية: - لو سمحتي نفسي مرة تسمعي الكلام من غير عند.

شعرت أنه في قمة عصبيته، من عنادها دلفت لتستقر حضنه، وتقول بصوت هادئ به طاعة: - حاضر هسمع الكلام وهروح، بس بكره أن شاء الله.
حملها بين يده، ثم وضعها على السرير قائل: -لما نشوف.
في الصباح ذهب مهيمن باكرا ليباشر عمله، ثم من بعده نايا لكنها توجهت إلى الطبيبة حتى تطمئن، بعد الكشف عليها، نظرت الطبيبه لها بتعجب قائلة بتساؤل: - أنتي معاكي اطفال؟
غمرها القلق والتوتر: - اه معايا!

فردت مسرعة بذهول وصدمة: - كام واحد؟
مالت برأسها لجهت اليسار بعدم فهم تقول بستفهام: - خير يا دكتورة! في ايه قلقتيني؟!
نظرت الطبيبه لها بشفقة وتلجلجت وهي تقول: - أصل أنتى حامل.
تبخر توترها وقلقها وشعرت بالطمأنينة، فقالت بحدة بعد ما ارتسمت على ثغرها ابتسامه: - ولما أكون حامل حضرتك زعلانة ليه!؟
هزت الطبيبه رأسها بنفي، موضحه ما تقصده: - لا مش زعلانة، بس حضرتك حامل في توأم...
قاطعتها بفرحة: - في بطنى توينز!

أكملت الطبيبة حديثها بعمليه: - توأم في كيس، وبيبي كمان، في كيس لوحده، يعني تلاتة.
رمشت بعينها عدت مرات، لا ارادى، ثم انصرفت، وهي على وشك البكاء محدثه نفسها: - حامل! وفي اتنين طب ماشى، بس تلاتة والرابعة اللي في البيت، كده أنا هتجنن أكتر ما أنا مجنونة، ليه بس كده! عملت إيه أنا في حياتي! ده أنا طول عمري كيوت.
صمتت قليلا، ثم ابتسمت قائله: - خلاص اللي حصل حصل، اجمدي كده،.

وفكري هتقولي الخبر ده إزاي لمهيمن، ثم تصنعت البكاء من جديد: - أنا خايفه ليقتلنى.

ظلت تسير على قدميها، لم تعرف أين تذهب من فرحتها، حتى شاهدت مول كبير يبيع كل مستلزمات الأطفال، عندما رأته خطف قلبها، ابتسمت بسعادة، ثم وضعت يداها على بطنها، مقتربه إليه، فتحت الباب، ودخلت تشتري كل متعلقات البيبي، وفي داخلها فرحة عامرة، ثم توجهت إلى منزلها في وقت متأخر، صعدت على الفور إلى غرفة أطفالها، وقامت بوضع الأشياء في مكانها، حتى أهلكها التعب، توجهت إلى غرفتها، ونامت بعد الاطمئنان على توتا التي تنام عند جدتها، وعلى زوجها الذي يقسو على نفسه في عمله، أغلقت معه تفكر في أطفالها الذين ترعرعوا داخل احشائها حتى غفت في ثبات عميق.

ظهور شمس يوم جديد، تحمل معها أحداث مشوقة ومؤلمة عند البعض، فلكل منا شمسان شمس تشرق كل صباح، وأخره تشرق في قلبه، ولكن مهما أضاءت وأشرقت، فإننا لا نراها، إن كانت شمس قلوبنا مطفأة.
نهض شادي من مجلسه، مستعدا للمرور على حالاته، دخل غرفة وئام، وهو يقول بجدية: - وبعدين معاكى، الممرضة بتشتكى منك ليه؟
أجابته الشابه الخمرية، بتعب ووجع: - والله أنا تعبانة، مش قادرة، أنا لو أموت هيبقى أريح ليا.

رمقها بحزن وهو يجلس بجوارها: - لازم يكون عندك إرادة قوية ومتقبلة للحياة، وأمل في ربنا، وحماس لبكرا عشان تعدى المرحلة دى، يا وئام بكرا هيبقى أحلى بكتير خلى عندك طاقة إيجابية بلاش إحباط في نفسك.
تجمعت عبراتها ثم سقطت بقوة تكاد تشق وجنتيها فقالت بألم: - جوايا وجع رهيب، حضرتك مش حاسس بيا، صدقني الموت راحة للي زيى.

رفع يداه بهدوء يجفف دموعها: - فعلا الموت راحة للكل، لكن لازم نعدى أى أزمة ونصمد قدام اختبار ربنا لينا،
وأنا مش هسمح باستسلامك.

صمتت قليلا تتذكر أهلها الذين تخلوا عنها عندما أصرت على اختيار شريك حياتها وتزوجته، الذي أصبح في يوم وليلة مجرماً، وفي هذا الوقت وجدت قرار الأنتحار والتخلى عن الحياة أفضل من أن تلجأ لأهلها من جديد أو الله، نست أنها خسرت دنياها وآخرتها، لكن الله أعطى لها فرصة تكفر على فعلتها الشنعاء، بصرته وهي تزدرت ريقها قائلة من بين شهقاتها: - مش إحنا بقينا أصحاب؟
- طبعا.

اخبرته بأصرار عازمة على معرفة سره الذي يسبب له دائما الحزن بداخل عينيه: - مش هتقولى برضه على السر اللى في عيونك؟
صمت يفكر قليلا ثم قال: - بصى أنا مش زعلان عشان نفسي، أنا راضي بقضاء ربنا، ثم أضاف وهو مبتسم: - ده مبدأيا كده عشان ماتقليش فين الإيمان بالله.
ابتسمت وهي بداخلها فرحة لمعرفة سبب أوجاع طبيبها؛ الذي يبث دائما الطاقة الإيجابية للجميع: - ماشى يا عم المؤمن؛ مش هقول، اتفضل كمل.

لمعت مقلتيه بالدموع، فمن يتحدث عنها وعن أوجاعها هي كل مالي في الدنيا، أردف بصوت حزين: - مراتى جالها كانسير في الرحم...
صمت ثواني، وهي ظهر على وجهها الصدمة، فكانت لا تتخيل سبب حزن طبيبها، آلام تحس بها أنثى، أكمل حديثه بكل وجع وبنبرة مبحوحة: - أنا بنفسى اللى عملتلها العملية، وهي كانت حامل، وحاليا ماينفعش تبقى أم، هي دايما زعلانة برغم إنها مش بتحاول تبين.

أغرورقت عيناها بالدموع، وهي تقول متعجبة: - يعنى حضرتك عايز تقنعني إنك مش زعلان إنك مش هتبقى أب؟! زعلان عليها هي؛ إنها مش هتبقى أم!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة