قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع والعشرون

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال كاملة

رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع والعشرون

مالك مع صفوت و هامر رمى عرضه عليه و إستنى رده ..
مالك سكت بس صورة حلم بتروح و تيجى قدام عينيه كإن عقله عايز يحطّها دافع قدامه .. بس دافع عِند للغلط او للصح مش عارف .. لسه مش عاارف !
مالك خد نَفس بصوت تقريبا خض الكل: و انا موافق
هامر بص لصفوت و إبتسم كإن كان فى بينهم تحدى و كان الدور عليه هو اللى يتكلم: متقلقش نصيبك محفوظ
مالك غمض قوى و رجع فتّح ببطئ: هما اد ايه ؟
هامر: 1500
مالك بصّله قوى: نعم ؟ انت فاكر نفسك طالع بيهم رحله ؟

هامر ضحك جامد و مالك بص لصفوت بغيظ على التدبيسه دى: ما تقول حاجه .. انا اه هساعدك بس بمزاجى و مش بالطريقه دى .. ما تفهّمه ان العين عليا اكتر من لو اى مسجّل خطر عملهاله
صفوت إبتسم: طيب نقطّعهم
مالك رفع حاجبه بغيظ و عايز لو يقوم يضرب الاتنين قلمين: تقطّع ايه هو كيلو جبنه براميلى ؟
صفوت ضحك و مالك ضحك غصب عنه: هما مين دول اصلا ؟
صفوت سكت بحذر و بص لهامر يرد و مالك نوعا ما قلق لحد ما هامر رد: دول فرقه إستعراضيه .. فرقة بنات ف مسرح و معاهم المسئوله بتاعتهم .. عايزك تسفّرهوملى برا .. سفرهم قانونى وحش عليا و عليهم
مالك عايز يسمع اكتر: ليه وحش عليك و عليهم ؟ و ليه عايزهم يسافروا اصلا ؟

هامر ولّع سيجارته و وقف: اسألتك كتير مالك
مالك وقف بحده: و انا اسف معنديش إستعداد اعمل حاجه مش مقتنع بيها لمجرد إنى معرفش عنها حاجه
وقف إتحرك خطوات و الاتنين بصّوا لبعض كإنهم منتظرينه يتراجع او يرضى او حتى يحط شرط بس مالك فاجئهم و مشى ..
صفوت راح عليه بقلق: انت ليه سيبته يمشى ؟

هامر: هيرجع
صفوت عشان عارف مالك كويس رد بثقه: مش هيرجع و ساعتها انت هتعمل ايه ؟ انا قولتلك حاجه زى دى محدش هيعرف يعملهالك غير مالك .. انا اصلا بثق فيه انت ليه موثقتش فيه ؟
صفوت: عشان اثق فيه كان لازم اختبره
صفوت فهم: يعنى انت سيبته يمشى بتختبره ؟ بس سواء رجع او مرجعش هتكلمه ؟
هامر هزّ إيده بسيجارته لاء: سيبه بس يومين و هقولك تعمل ايه.

مالك خرج من عندهم مخنوق .. مخنوق منهم و من نفسه و من الدنيا بحالها ..
راح شغله عمل كذا حاجه بس طول اليوم مش مركز .. حلم إتصلت بيه اكتر من مره بس مردش .. هى اللى حطّت بينهم الحاجز ده و هى اللى لازم تكسره .. رجع البيت اخر اليوم ع النوم و بس ..
حلم إبتسمت بتوتر و مش عارفه تفتح كلام: احضرلك العشا يلا و
مالك صوته متكتف بيطلع بالعافيه: لاء انا كلت حاجه خفيفه برا .. كلى انتى لو جعانه
حلم كشّرت: كده من غيرى ؟ طب مين يفتح نفسى دلوقت ؟

مالك مش عارف يبتسم بس بيحاول: معلش انا بس تعبان و محتاج انام
سابها و دخل بهدوء ينام و افكار كتير متزاحمه ف دماغه و مش عارف يفكر ف ايه و لا ايه ..
تانى يوم الصبح نزل شغله و هناك لقى صفوت مستنيه ..
مالك بهدوء: لو جاى تكلمنى ف الموضوع اللى قفلناه ف وفّر على نفسك
صفوت كان جاى من غير علم هامر لمجرد إنه عايز يفهم او يتأكد ان مالك فعلا محتاج إختبار: ليه بس فهّمنى ؟ انت رافض العمليه عموما و لا رافض إسلوب هامر و لا عايز تفهم تفاصيل و لا ايه بالظبط ؟

مالك وشه إتغيّر: اما متثقش فيا بالدرجه الكافيه اللى تخليك تخبى حد زى ده عنى يبقى لازم ارفض .. و اما متثقش فيا إنك حتى تفتح بوقك بكلمه و عايزنى انفّذ و بس يبقى لازم تتوقع إنى هرفض
صفوت لسه هيرد مالك وقف و زعّق: انا مش آله .. كنت ف يوم من الايام أله بتنفذ و بس و كانت النتيجه ايه ؟ ان الأله دى اما عطلت شوية وقت إترمت ف الذباله و بقى بلطجى و رد سجون ..

صفوت إبتسم بشكل خفى بمجرد ما ظهرت نقطة ضعف مالك كسبب لتمرده: طيب ممكن تهدى .. الموضوع مش زى ما انت فاهم .. مش حكاية ثقه .. ع الاقل من ناحيتى .. انا بثق فيك و انت عارف و اذا كان على حتة إنى معرّفتكش بيه ف متهيألى بما إنك فهمت يبقى كده عرفت السبب .. ف انا من ناحيتى واثق فيك بس الموضوع ف إيده هو و هو مش بيثق ف حد بسهوله .. مش بيثق ف حد اصلا و عشان تكسب ثقته لازم تبقى اهدى من كده و إتناسى فكرة إنك إتباعت قبل كده من شغلك عشان دى غير دى .. شغلنا برغم كل اللى فيه بس اللى بيقدّر بيتقدّر.

مالك ملامح وشه لانت شويه بس جواه بيختنق و صفوت حاول يتمكّن منه اكتر ف كمّل من غير تفكير: طب انت عارف قالى ايه بعد ما مشيت انت ؟ قالى إنه كان بيختبرك و يشوف هتقبل تنفّذ و بس و لا هتحاول تستفسر
مالك بصّله قوى: و انت ليه جيت تقولى كلامه ؟ مش خايف مثلا ؟
صفوت سكت شويه: من ايه ؟
مالك بيحاول يلاقى رد مناسب: منى مثلا ؟ اطلع مش اد الثقه دى .. منه هو .. يخوّنك لمجرد قولتلى.

صفوت إبتسم: منك انت لاء .. احنا سكتنا واحده و اى واحد مننا هيقع منها هيوقّع التانى .. اما هو ف زى ما قولتلك دى طبيعته و إختباراته ع الكل حتى انا و لحد دلوقت رغم إننا شغالين مع بعض من سنين
مالك بصّله بفضول: انت شغال معاه بقالك اد ايه ؟
صفوت حاول يتكلم بحذر: يعنى من فتره طويله .. كنت شغال لحسابى و شغل متقطع لحد ما إتقابلنا ف نقطه
مالك مط شفايفه ببرود: خلاص سيبه
صفوت: و هتعمل ايه ؟

مالك ببرود: و لا حاجه .. هو اللى هيعمل سيبه لحد ما يقرر
صفوت: خلاص و عموما لو كلمنى هقولك .. المهم دلوقت عايزك ف حاجه
مالك رفع حاجبه: لاء انت كده فاهم غلط .. مش بريموت انا
صفوت ضحك: لاء هى حاجه عاديه و خفيفه .. ميرنا يومين و هترجع امريكا و كنت عايز اخلّص حسابات البنوك .. يعنى المحامى يشوف الحسابات و يظبّطها و تتحط نسبتها ف الحساب بتاعها
مالك إبتسم: مفيش مشكله .. بس انت هتسفّرها بالفلوس و لا ايه ؟

صفوت سكت: مش عارف بس الفلوس دى لازم تخرج
مالك سكت كتير: انا ممكن اسفّرهالك .. إدينى انت شوية وقت كده
صفوت إبتسم بحماس: خلاص حطّها ف البنك دلوقت و وقت ما تبقى جاهز هسيبلك ارقام الحسابات هنا و برا و إتصرف
مالك هز راسه و صفوت إتكلم و هو ماشى: هكلمها و هى ساعتين تلاته و هتجيلك
مشى و فعلا كلّم بنته و شويه و راحت لمالك ..

مالك إبتسم بهدوء: يعنى مكنتش اعرف إنك سريعه كده .. و ده بقا يرجع لإنك عمليه و لا مصلحجيه ؟
ميرنا ضحكت جامد مع ان ضحكتها هاديه: الله يسامحك
مالك ضحك معاها: ايوه ماهو اما الحوار يبقى فيه فلوس و شغل و أبوكى يقولى ساعتين تلاته و ف اقل من ساعه الاقيكى قدامى يبقى يا انتى عمليه و مركزه ف شغلك يا انتى مصلحجيه و الفلوس هى اللى شغلك.

ميرنا عايزه تقوله إن لا الفلوس و لا الشغل اللى جابوها .. حاجه جواها اللى جابتها بس مش عارفه تقوله كده: و لا دى و لا دى
مالك رفع حاجبه بإبتسامه خفيفه و هى حاولت تعدل إجابتها: يعنى كنت فاضيه ف جيت اول ما بابا كلمنى
مالك إتقبّل إجابتها: خلاص هتقعدى شويه مع المحاسب هيشرحلك و يوريكى اوراق و شيكات خاصه بيكى بعدها نروح البنك عشان تدخل ف حسابك و اخلصلك إجراءتها.

ميرنا إبتسمت برقّه: اروح معاك دى ماشي لكن القاعده مع المحاسب و شغل الحسابات دى ماليش فيه .. ممكن تخليه انت يخلصه لحد ما اخد معاك قهوه
مالك بتلقائيه ظهرت قدامه صورة حلم و إتخيّل شكلها لو دخلت عليهم و ظهرت على وشه بسرعه إبتسامه و إختفت بنفس السرعه و كشّر ..
ميرنا لاحظت ملامحه اللى بتتبدّل و نسبتها لنفسها: طيب انا ممكن اقوم لو متضايق كده
مالك إنتبه لها: لا خالص انا بس سرحت .. ممكن تاخدى قهوه ماشى لحد ما اكلمهم يخلّصولك الاوراق بتاعتك
طلبلها قهوه و كلّم المحامى خلصلها كل حاجه و خدها و نزل راحوا البنك ..

خلّصلها الإجراءات و دخّل الفلوس لحسابها و خدها و خرج .. بيتحرك للمخرج من البنك لمح حلم داخله و معاها واحده صاحبتها ..
مالك غمّض عينيه قوى بغيظ و ميرنا مستغربه وشه و غيظه و عينيها راحت مع عينيه تشوفها مركزه مع مين لحد ما شافت حلم .. إبتسمت إبتسامه غريبه عشان إفتكرتها و مالك بيحاول يلمّ الموقف اللى هيبقى اكبر من غيره .. هو هنا اصلا ليه و ليه مع دى و ليه بيحطلها فلوس ف حسابها ؟ طب يجهز اجابات و لا يكذب و لا ينسحب ؟

ميرنا: هى دى مراتك صح ؟
مالك برغم إنه كان يقدر ينسحب بطريقه خفيّه إلا إنه مقدرش يعمل كده و ساب ميرنا واقفه و راح على حلم اللى كانت شافته بمجرد ما إبتدى يقرّب و عينيها لمحت ميرنا وراه و هى كمان إفتكرتها ..
مالك راح عليها و إبتسم .. مسك إيديها باسها و لف إيده التانيه حواليها و ضمّها قوى كإنه نسى الموقف و اللى قبله و اللى بعده و عايز يقولها وحشتينى بس قالها بعينيه ..
حلم إتجاهلت ده كله او تقريبا مشافتهوش من عينيها اللى متحركتش من على ميرنا: مين دى ؟

مالك إبتسم بغيظ: مفيش صباح النور بدل اللى مقولتهاليش الصبح دى ؟ مفيش عامل ايه ؟ اخبارك ؟ اى حاجه حلوه ؟ لازم روح المحاميه اللى جواكى تحضر على طول ف المواقف اللى زى دى
حلم دلوقت بس عينيها إتشالت بالعافيه من على ميرنا و لفّت وشها له: خلصت ؟ ماشى صباح النور مع إنى شايفه صباحك منوّر اهو .. هاا مين دى بقا ؟
مالك متغاظ و عايز يطلّع غيظه منها فيها و يديها بالقلم ف شدد بدراعه على راسها اللى ضاممها عليه و ميّلها بغيظ: انا صباحى مبينوّرش غير بيكى على فكره و انتى عارفه ف متستعبطيش
حلم ضربته بالكوتشى بتاعها على طرف رجله و هو إتنطط بيها: واضح إنك انت اللى بتستعبط و ناسى إنك انت اللى قولتلى ان شغل اللف و الدوران ده شغلة المحاميين.

مالك باس راسها: دى واحده عميله و
حلم كمّلت كلامه هى او صححّته: دى بنت واحد عميل مش هى اللى عميله
مالك رفع حاجبه و هز راسها برخامه: و اما انتى فاكره بتستعبطى ليه و لا هى رخامه و خلاص ؟
حلم مش عاجبها ردوده او طريقة ردوده: ايوه بردوا عميله بنت ... بنت
مالك حط إيده على بوقها و كتم ضحكته مع بوقها: عميل .. بنت عميل .. عيب
حلم شالت إيده بغيظ و مصممه تسمع إجابته: ايوه اى بلا ازرق على دماغها .. هى هنا بتعمل ايه معاك ؟

مالك حاول يوضّح: هى كانت ف المجموعه و
حلم نزّلت إيده من عليها و بصّتله و وشها إتغير: و كانت عندك ف المجموعه بتعمل ايه ؟
مالك ضحك غصب عنه ع الاجابه اللى مش عارف يجمّعها او يزوّقها او يخترعها اصلا .. ماهو اصل هيقول هى عنده ليه .. كانت فعلا ف شغل بس مينفعش يقول الصح اللى من ناحيه تانيه هو غلط ..

حلم بصّت ف عينيه مباشرة و عشان هو تلقائى معاها قرت جواهم بسهوله إنه بيحاول يرتب جمله مفيده: مفيش داعى ترد عينيك ردّت عنك
إتحركت تمشى و مالك مسكها بجديه و باس إيديها: انا خلصت و كنت همشى بس
حلم رجعت نزّلت إيده تانى: بس ايه ؟ لا مفيش بس و لا حاجه إتفضل يلا و انا هروّح مع صحابى عشان لسه ورانا شغل و متقلقش معايا عربيتى
مالك إنتبه لهم و سألها: انتى كنتى هنا بتعملى ايه ؟
حلم دوّرت وشها: متأخر قوى يا مالك
مالك للحظه قلبه إتقبض: ايه ده اللى متأخر ؟

حلم بصّت ف عينيه قوى اللى بقوا بيقلقوها: سؤالك .. اللى المفروض تطمن عليا بيه اول ما شوفتنى
مالك غمض عينيه بضيق و هى إتكلمت بلهجه ناشفه و هى بتمشى: كنا بنخلّص حسابات بردوا بس متقلقش مش زى حساباتك
سابته و مشيت من غير ما تديله فرصه يعترض .. او هو اللى ما صدّق الموقف إتلم ..
راح على ميرنا اللى متابعه الموقف من بعيد: معلش حلم كانت هنا و روحتلها و نسيت نفسى
ميرنا كشّرت: لا انت نسيتنى انا مش نسيت نفسك .. و لا واحد ؟

مالك حاول يقفل الكلام و السكه دى كلها: طيب يلا هرجّعك ع المجموعه و امشى و
ميرنا إستغربت: المجموعه ؟ ليه ؟
مالك: عشان عربيتك .. انتى ناسيه إننا سيبناها هناك و جيتى ف عربيتى ؟
ميرنا كشّرت: طيب ما توصلنى ع البيت و ابقى إبعت العربيه مع حد من الحراسه
مالك حاول يعترض بس ف عينيه الاتنين واحد .. كده هيوصّلها لمكان و كده هيوصّلها .. ف خدها وصّلها ع البيت و مشى ..
حلم كانت بعد ما سابته خرجت راحت على عربيتها بغيظ .. غيظ منه و غيظ من بروده و غيظ من نفسها إنها مزعّلاه و غيظ اكبر إنها سابته و غيظ اكبر و اكبر إنها مجابتهاش من شعرها ..

قبل ما تتحرك بعربيتها شافتهم خارجين و مالك واخدها ف عربيته و مشيوا ..
حلم ضربت الدريكسيون بعنف: ماشى يا مالك
مشيت وراهم بمسافه بعيده و ف الجهه اللى قصادهم بحيث مياخدوش بالهم و فضلت لحد ما مالك نزّلها عند فيلا المنصوريه و ميرنا نزلت و بتحاول تعزمه يدخل و ف الاخر دخلت و مالك مشى ..

حلم اما لقته واخد طريقه للمجموعه مشيت لحد ما موبايلها رن بيه .. بصّتله بضيق و رجّعته تانى مكانه و مالك رن مره ورا التانيه ورا التالته بس عِند جواها سيطر عليها خلاها متردش عليه بس لمعت ف دماغها حاجه و ببساطه عملتها ..
طلعت ع الشركه تبعهم و اول ما وصلت مروان قابلها بجمود اللى داب شويه شويه قدام ضحكتها: صباح الخير يا مروان.

مروان إبتسم غصب عنه: صباح ايه اللى بعد الضهر ده حضرتك ؟ خير اول مره تيجى لوحدك من غير ما ازن عليكى
حلم ضحكت بخفه: يا سيدى اى حاجه .. بعدين انا حسيت إنى بقالى كتير مجيتش ف قولت ابص كده و لا مبقاليش مكان و لا ايه ؟
مروان ميعرفش بإتفاق أبوه مع مالك ف رد ببساطه: لا يا ستى مكانك موجود ف كل حته كان ليكى فيها مكان ف يوم.

مالك كان اما رن عليها و مردتش حاول يخمن هتكون فين بس بمجرد ما قرّب من المجموعه شاف عربيتها قدام الشركه ف ركن و طلعلها و وصل على رد مروان ..

مالك وقف مكانه بغيظ اللى كان من مروان بس .. لكن بمجرد ما حلم شافت مروان مركز على حاجه وراها و إلتفتت وراها و شافته و شاف على وشها إبتسامه مقصوده عرف إنها بتردهاله او وجودها هنا قصد ..
كان جاى عايز يراضيها او يتكلم معاها بس الموقف حسسه إنها خدت حقها و زياده ف لفّ و خرج بهدوء ..
حلم حسّت إنها زوّدتها قوى او مكنش ينفع ابدا الموقف .. خرجت وراه و لحقته على اخر لحظه قبل ما يتحرك و فتحت و ركبت جنبه و هو مشى ع البيت ..
دخلوا بصمت و الاتنين بيتجنّبوا بعض .. حضّرت غدا سريع و كلوا ف صمت مميت و قعدوا يشغلوا وقتهم بالتليفزيون مره و موبايلاتهم مره و المشهد بينهم كإنه صامت او متحرك ..

لحد ما مالك قطع الصمت ده و دخل ينام و هى دخلت وراه و الفجوه بتكبر شويه شويه بينهم ..
تانى يوم مالك صحى على خبط ع الباب ورا بعض فقام مخضوض و حلم قامت تلبس و هو خرج فتح ..
مالك بقلق: فهد
فهد وشه مخضوض: مالك معلش ممكن تخلى حلم تنزل مع روفيد شويه لحد ما ارجع
بيتكلم و هو نازل و مالك مسكه و شبه نازل وراه: فى ايه ؟ مالك ؟ و روفيدا مالها ؟
فهد بقلق: معرفش صحيت من النوم إستغيبتها جنبى بحسبها ف الحمام بس لما اتأخرّت قومت اشوفها لقيتها واقعه ف الارض مغمى عليها و شكلها تعبان و متلجه و اما فاقت بتنهج.

مالك حاول يطمنه: متقلقش روح جنبها و انا هكلم دكتور يجى
فهد كإنه من اللغبطه كان ناسى و رايح هو اللى يجيب الدكتور: طيب طيب بس خلّى حلم تنزل معاها .. هى شكلها تعبان و انا مش عارف اتصرف هى اصلا من بالليل مش مظبوطه
مالك حاول يهدى و هو بيزعّق عشان ميخضهوش: من بالليل و ساكت ؟ انت اهبل ؟ مكلمتنيش ليه ؟
فهد تهته: انا قولت اكيد نايمين
مالك بصّله بغيظ و كوّر إيده بغيظ ف وشه كإنه هيضربه و بإيده التانيه بيتصل بالموبايل على حد ..

حلم كانت لبست و نزلت ملقتهومش برا نزلت على شقة فهد لقيتهم ع الباب: فى ايه ؟ حصل حاجه و لا ايه ؟
مالك شاورلها تدخل مع فهد: حبيبتى ادخلى شوفى روفيدا معاه عقبال ما اكلم دكتور
فهد اخد حلم و دخل عند روفيدا و مالك إتصل: دكتور رياض إبعتلى حد من عندك ف المستشفى ع البيت
دكتور رياض: خير ؟ فى حاجه و لا ايه ؟
مالك زعق: انت هتحقق ؟ إخلص إبعتلى حد مرات اخويا مغمى عليها من وقت طويل و تعبانه
دكتور رياض: طيب طالما بسيطه انا ه
مالك مكملش و قفل ف وشه و نزل خبط على شقه فهد و دخل عندهم ..

جوه حلم دخلت مع فهد اوضة النوم لقت روفيدا ف السرير بس وشها اصفر و شاحب و عينيها بتقفل و تفتح لوحدها بتعب .. حلم جابت مايه بارده غسلتلها وشها و برفان و إبتدت تفوّق فيها لحد ما بتفوق شويه شويه و فهد جنبهم متابعهم بقلق ..
مالك واقف برا و فهد نده عليه دخل بإحراج معاهم لحد ما الدكتور جه ..
حلم: طب اخرجوا دقيقتين معاه لحد ما اساعدها تغيّر هدومها
مالك خرج و فهد وراه و هى ساعدت روفيدا تقوم و غيّرت هدومها ..
برا مالك خرج و إتفاجئ بدكتور رياض هو اللى جه بنفسه مع إنه قايله إبعتلى حد او مكنش متوقعُه هو ..
لسه مالك متكلمش و فهد خرج و بص لدكتور رياض قوى و إفتكر اما راحله المستشفى بتاعته اخد منه الرصاصه اللى خرّجها لمالك و طابقها بنوعية رصاص مسدسه ..

فهد كشّر و وشه إتغيّر اول ما شافه و مش عارف عشان الذكرى و لا عشان الوساوس لسه جواه ..
مالك بص لفهد و تقريبا فهم هو بيفكر ف ايه و دكتور رياض كمان إفتكر و التلاته بصّوا لبعض بتوتر ..
فهد بصّ لنظراتهم لبعض و بينقل عينيه بين الاتنين بس كلامه لمالك: هو تبعك ؟
مالك لسه منطقش فهد بصّله بصه ملغبطه مش مفهومه: واضح إنه تبعك .. اصله اما يعمل كل ده عشانك لازم يبقى تبعك
مالك سؤاله طلع لوحده بحذر: عمل ايه ؟
فهد بنفس لهجته بغموض: يجيلك لحد البيت مع إنه دكتور كبير و صاحب مستشفى
مالك ملحقش يرد من حلم اللى فتحت الباب فقفلت حوارهم او تقريبا نجدته: مالك .. روفيدا جاهزه لو الدكتور وصل.

مالك بص لفهد ع الباب و فهد دخل الاول شافها بعدها شاور للدكتور يدخل: إتفضل
كشف عليها بشكل سريع مختصر يشوف سبب تعبها مش اكتر و طلب تحاليل ..
فهد: ايه التحاليل دى ؟
دكتور رياض: عشان نشوف السبب بما إنها كويسه
فهد زعّق و كإنه ما صدق لقى سبب يزعق عشانه: كويسه ازاى انت مبتشوفش ؟
مالك لف دراعه على كتف فهد: إهدى بس هو قصده مفيش حاجه تقلق .. المهم كلّم حد من المستشفى عندك يجى ياخد العينه هى مش هتنزل
دكتور رياض فعلا كلّم ممرضه جات خدت منها عينة دم و رجعت المستشفى و خرج برا و مالك وراه ..

مالك: هعمل قهوه لحد ما المستشفى تكلمك
مالك عملهم قهوه و فهد طول الوقت مراقب حركات وشهم و نظراتهم و بيحاول يستشف منها علاقتهم واصله لفين ..
قعدوا ف قاعده متوتره شربوها و ربع ساعه و كلمته بلّغته بالنتيجه ..
دكتور رياض إبتسم لفهد: اهو طلع مفيش حاجه يا سيدى .. إبنك بس شكله هيطلع غلس لأبوه و عايز يعمل قلق و خلاص.

فهد تقريبا مستوعبش او تاه ف جملته لحد ما مالك فوّقه بحضنه: مبروك يا حبيبى .. الف مبروك لحبيب عمو
فهد إبتسم بهزيان و طلعت منه ضحكه ملغبطه بتوهه و مالك هو اللى عينيه دمّعت بفرحه و الاتنين بيضحكوا ..
الدكتور إستأذن مشى و الاتنين بيضحكوا و بس و كإنهم لأول مره بيفرحوا او بيعوّضوا اللى راح منهم ..
حلم خرجت على صوتهم و إستغربت حالتهم: الدكتور قال ايه ؟
روفيدا خرجت من غير كلام وقفت تسمع و فهد راح عليها حضنها قوى: مبروك يا قلب الفهد .. مبروك يا ام مالك
مالك الكلمه اللى طلعت من فهد بتلقائيه خطفته .. إنه هيسمّى بإسمه و إنه لسه محتفظ بمكانه جواه مهما حصل ..
روفيدا فهمت و إبتسمت: انت خلاص سمّيته مالك ؟

مالك رفع حاجبه و بصّلها من بعيد من غير ما يتكلم و هى ضحكت بإحراج: و الله ما اقصد بس قصدى خلاص قرر إنه ولد
مالك إبتسم قوى بحب و راح عليهم باركلهم: يا ستى واد بنت المهم تكونوا بخير و تقومى بالسلامه
حلم شافت عيون مالك بفرحتها قوى و قدرت تلمح من جواهم دمعة الفرحه المكتومه بس هى قراتها دمعة حرمان او جرح منها و إستغبت نفسها ف اللحظه دى قوى لما إكتشفت إنها مش حارماه من الخلفه دى حارمه نفسها من فرحة عيونه دى ..
روفيدا ملاحظه نظرتها لمالك فمسكت إيدها و حبت تهزّر: عقبالك يا لوما و نعملها سوا
حلم وشها متضايق بس من نفسها هى مش من الكلام: ربنا يسهل.

مالك لاحظ تكشيرتها و ضيقها و ردّها المختصر و ده خنقه و كإنه بيتجرح منها من تانى او بيحس دلوقت بس بقيمة اللى عملته ..
مالك إستأذن و خد حلم و نزل و سابهم .. نزل شقته مخنوق و بهدوء دخل لبس و هى راحت عليه: انت نازل و لا ايه ؟
مالك إبتسم إبتسامه خفيفه: اه شغلى خلاص الساعه عدّت سبعه و مش هعرف انام تانى كده كده ف هنزل
حلم مسكت إيده و هو قصد ميبصّش ف عينيها: طب اقعد نفطر سوا
مالك بإختصار: لا مليش نفس
سابها و نزل و هى إتخنقت من نفسها و الظروف اللى معانداهم و الفجوه اللى إتولدت و بتكبر بسببها ..

هامر إتصل بصفوت راحله و الاتنين قعدوا يتكلموا ف الشغل بينهم ..
صفوت: بردوا مصمم على مالك يقوم بالعمليه دى ؟
هامر برغم إنه متردد من ناحية مالك: و لسه عند رأيى
صفوت: مع ان دى عمليه بسيطه و اى حد ممكن يقوم بيها و بدون غلطات كمان .. مالك مش عايز يغوّط اكتر و انا سايبُه يجى واحده واحده من غير ضغط عشان مبيجيش لا بالضغط و لا بلوى الدراع و لا دى جرة رجل؟

هامر: بالظبط كده .. يبتديها بعمليه بسيطه و بعدين كل حاجه هتيجى تباعا بعدها .. تعامله معايا هجيبه مره واحده .. يعنى لو عدّى من المرادى هشدّه معايا مباشرة .. خطوه خطوه متنفعش معايا انا بالذات لإنه هتديله وقت و الوقت ده هيحط قدامه فرصة تفكير و واحد بعقلية مالك انت عارف كويس قوى إتشكّلت ازاى انا مش ضامن لو فكّر ازاى هيبقى شكل تفكيره
صفوت سكت بترقّب: لو عدّى المرادى ؟ هو لسه كده معداش ؟ انت قولت لو وافق على اى حاجه و اى مقابل و اى سبب يبقى فى حاجه مش مظبوطه و اديه باع الليله كلها.

هامر سكت بتفكير: و يمكن عارف إنك هتفكر بالشكل ده فعمل اللى يوصّلك لنفس النقطه
صفوت مش مقتنع تماما: و بالشكل ده ايه اللى هيثبتلك إنه ف السليم؟
هامر: لو العمليه دى بالذات هى اللى عدّت .. مالك لو مش مظبوط فى حاجه هتبقى مش مظبوطه ف اللى جاى مهما كان ذكى و بالذات ف عمليه زى دى فيها تهريب بنات برا و شغلهم برا اكيد متوقع شكله
صفوت وصل لتفكيره: عشان كده حطيت رجله ف عمليه زى دى ف الاول تجيب بيها رجله لعندك ؟
هامر بتأكيد: اه ... هسألك السؤال اللى كان لازم انت اللى تسأله.

شغل المجموعه و الحراسه واجهه مستخبى وراها شغلنا و مع ذلك عشان مالك له إسمه و سُمعته المجموعه و الحراسه إشتغلت و بقا يجيلكوا طلبات حراسه و انت بنفسك متابع مع سالم المحامى و كامل و عارف الحراسه بتشتغل و المفروض السلاح اللى مالك بيقدّم عليه و ياخده بنهرّبه من تانى ناحيه للى عايزينه
يبقى هو هنا بيشغل المجموعه بالحراسه منين ؟
صفوت بصّله قوى بإنتباه و بيحاول يلاقى اجابه مناسبه: مالك بيتصرف
هامر مقتنعش: بيتصرف منين بقا ؟ ماهو لو بياخد السلاح و يهرّبه و يرجع يجيب سلاح للمجموعه يبقى مبيعملش حاجه و اعتقد إنه مش اهبل للدرجه دى
صفوت سكت بتوتر و ندم للحظه لو مكنش وصل الاتنين ببعض ..

هامر: إتصلى بقا بيه يجيلى و متقولهوش حاجه .. خلّيه بس يجيلى
صفوت كلّم مالك اللى كان متوقع إتصاله و فعلا شويه و راحله ..
مالك بهدوء: بس انا موافقتش و لا إتفقنا
هامر: و انا جايبك عشان نتفق .. انت عايز ايه بالظبط ؟ و بلاش حكاية ان مش عايز تغوّط اكتر ف الطريق ده عشان مش منطقيه .. الشمال واضح و اليمين اوضح و اول خطوه ف اى جهه فيهم بمجرد ما إختارتها اول خطوه زى اخر خطوه.

مالك ساكت تماما عشان عارف ان كلامه اصح من إنه يترد عليه: فى حاجات بالنسبالى مرفوضه تماما .. ماليش ف الدم و لا الشرف .. انا حتى تهويش المحكمه عملته لمجرد إنه كان مش اكتر من تهويش و فوضى لناس شايفينى بقيت بلطجى و مينفعش بلطجى يبقى موجود بينهم
صفوت إتوتر و مالك بص عليه: و اعتقد إنك عارف ان لو كان فى حاجه تانيه ف انا مكنتش عارف بيها
هامر ضحك بصوت عالى: مش عيب اما واحد زيك كان ظابط و مخابرات كمان يقول ماليش ف الدم ؟ دى اول حاجه بيعلّمهالكم و بتوصل للدم البارد كمان
مالك دوّر وشه و غمّض عينيه قوى و هامر مط شفايفه ببرود: اما الشرف ده ف شغلانتنا مبنتكلمش بالمنطق ده و عموما متقلقش من الناحيه دى ف السليم
مالك قرفان جدا: امال عايز تسفّر بنات و بالعدد ده و برا ليه ؟

صفوت هنا اللى رد: هما موافقين .. عايزين تأشيرات عمل و فيز برا و مش طايلين و احنا بنخلّص الحاجات اللى زى دى لآى حد و بناخد نسب .. مش شرط بنات و لا بنبقى مسؤلين عنهم برا .. احنا بس بنخلّصلهم اللى مش بيخلص قانونى و هما حرين ف اللى بعد كده
مالك سكت كتير: اشوفهم
هامر بذهول: تشوف ايه ؟ بقولك 1500 فرد
مالك وقف بجمود: اتأكد من كلامك الاول و اتأكد منهم و من إنهم مسافرين برضاهم و مسافرين ليه بعدها انا اللى هخلّصلهم الورق.

هامر نفخ بعنف و صفوت بصّله بهدوء و رجع بص لمالك: خلاص إدينى يومين هكون رتبتلك معاهم .. بس عشان تبقى عارف مش كلهم هتعرف تقابلهم
مالك: و مش هقابل واحده و لا اتنين .. قابلنى باللى تقدر تجمعهم و إلا مش هعمل حاجه .. اتطمن الاول إنهم مش اكتر من هجره حتى لو غير مشروعه غير كده خاف منى و من اللى هعمله
هامر بصّله بقلق و إبتدى يقلق بجد بس من وجهة نظره عقليه زى مالك تستاهل الصبر ..
مالك سابهم و مشى مخنوق منهم و من نفسه و من البيت و من حلم و من الدنيا بحالها و بيتمنى بس لو مسموحله يختفى منها ..

ف الشركه عند مروان بينفخ بغيظ و رايح جاى بالموبايل ف إيده ..
أبوه دخل عليه: انت بتتصل بمين و مشغول كده بالموبايل من الصبح ؟
مروان بغيظ: حلم .. معرفش مبتردش ليه ؟
أبوه بصّله بذهول: انت بجد مش عارف مبتردش عليك ليه ؟ انت مستنيها ترد اصلا ؟
مروان نفخ بضيق: كانت هنا امبارح و قبل ما تقول حاجه هى اللى جات من نفسها و كنا كويسين و بتضحك و نهزر لحد ما زفت جه إتقلبت ...ده سابها و مشى و هى جريت وراه.

أبوه بيبصّله بخيبه على إنه مش عارف يتخطاها برغم ده كله: و مين قالك إنها كانت جيالك انت اصلا ؟ و سابتك و راحتله ؟ مش يمكن كانت من الاول جياله هو ؟
مروان مفهمش ف بصّله بإستغراب: جياله هو هتجيله على عندى ؟ ايه غلطت ف العنوان مثلا؟
أبوه نفخ بزهق او نفاذ صبر: مش يمكن بتضربه بيك ؟ مختلفه معاه او مش عارفه تجيبه ف بتجيبه لعندها بيك ؟
مروان مش عايز يقتنع مع إن الحقيقه واضحه قدامه: انا عايزها ف شغل اصلا
أبوه بصّله بتردد: شغل ايه ده ؟

مروان بزهق: عميل جديد للشركه و عايز نتفق و نمضى العقود معاه
أبوه كان هيقوله على إنها إتنازلت عن كل حاجه بس إفتكر كلام مالك ف إتردد: خلّص انت و لو إحتاجت حاجه اعتقد فى محامى تانى
مروان لاحظ لهجته اللى إتغيّرت: يعنى ايه ؟ هى لازم تبقى موجوده .. ده عميل جديد و داخلين صفقة شراكه سوا و هى شريكه مش مجرد محاميه هتوثّق عقود
أبوه إتنرفز: عشان هى إتنازلت عن كل حاجه
مروان إتصدم و بص لأبوه بإتهام او شك: و ايه اللى يخليها تتنازل ؟ هتعمل ده ليه ؟ و من نفسها كده ؟

أبوه لاحظ نظراته ف نفخ بغضب: لا عشانه .. إتنازلت عشانه .. عشان تاخده ف المقابل .. عندها إستعداد ترمى كل حاجه مقابل هو .. او هى مدياه الثقه دى إنها هتتنازل عن كل حاجه ف مقابل هو
مروان بصّله قوى: يعنى ايه هى مدياه الثقه إنها هتتنازل عشانه ؟
أبوه دوّر وشه و مروان صمم يسمع الاجابه لحد ما أبوه زعّق و هو ماشى: عشان هى لسه متعرفش .. انا قولتله لو خدتها مش هتاخد قشايه فوقها و هو وافق .. ف ياريت تفوق انت بقاا
سابه و مشى و مروان فضل واقف مكانه بغيظ ..

عدّى يومين و مالك و حلم بيتجنبوا بعض و الحاجز اللى بينهم بيعلى اكتر .. هى عارفه إنها غلطانه ف حاجات كتير بس مصممه تكسر صمته من غير ما تاخد بالها إنها بتكسره هو كمان مع الصمت ده او بتكسر ثقته فيها ..
و هو معندوش طاقه للكلام او العتاب .. الطاقه اللى عنده يدوب مكفياه يتنفس و بس ..
صفوت إتصل بيه بعتله مكان هيتقابلوا فيه و مالك نزله و إتقابلوا ..
مالك ركن عربيته و نزل منها ع العنوان اللى خده منه ..

صفوت: انا جمّعتلك الناس و خليت المسؤل اللى بيتعامل معاهم بجمّعهم بحجة محتاج اوراق منهم
مالك إتنفس بالعافيه: عايز اقابلهم لوحدى
صفوت شاورله يدخل و بعد ما مالك إتحرك كام خطوه وقف على كلامه: على فكره انت اللى قولت الواحد مبيعرفش يشتغل مع حد مخوّنه
مالك إتكلم من غير ما يلتفت له او تقريبا بص لفوق قوى: دى غير دى .. انت بتخوّنى ف الغلط و انا بخوّنك ف الصح

مالك دخل المكان و كان زى المخزن او مصنع مهجور قديم و إتفاجئ بعدد كبير جدا تقريبا العدد كله اللى قاله عليه و ده نوعا ما طمنه إنه اكيد مش هيحفّظ دول كلهم هيقولوا ايه و لا كلهم هيوافقوا ..
مالك دخل عليهم و الكل إنتبه و هو شاورلهم قعدوا ..
مالك: انتوا مسافرين برضاكم ؟
كلهم اكدّوا على رضاهم و مالك سكت شويه: رايحين لمكان واحد ؟ قصدى شغل واحد ؟
واحده ردت: لاء فى مننا ف الفرقه و فى عمال ف المكان.

مالك سكت شويه و الكل اكّد على كده و مالك قعد يتكلم معاهم كتير و لفّ على معظمهم و عرف ظروف كل حد لواحده و بيحاول يقنع نفسه إنه صح ..
خرج لصفوت اللى واقف بقلق و اخده و راح ل هامر ..
مالك بهدوء: خلاص إدينى يومين اخلّصلك اوراقهم و الاجراءات
هامر بذهول: يومين ؟
مالك إبتسم و صفوت اكّد على كلامه: طبعا .. مالك اى حاجه مهما كانت بتخلص ف إيده ببساطه لمجرد إنه عايزها تخلص
هامر إبتدى يتطمن: طب هتسفّرهم بإيه و ازاى ؟
مالك بهدوء: الباخره اللى كنتوا بتستخدموها ف السفر .. انتوا مش شغالين ف الموضوع ده من قبل كده؟
صفوت: قصدك اللى كان عادل ماسكها وقت ما كان بيخلّص ؟ دى إتكشفت يا مالك.

مالك سكت بتفكير: ماهى عشان كده هنسافر بيها و مش هنسافر بيها
الاتنين بصّوا لبعض مش فاهمين و مالك ضحك غصب عنه على شكلهم: طالما الباخره إتكشفت يبقا اكيد فى عين خفيّه محطوطه عليها متابعاها .. إحنا ف التحقيقات بندقق مع التفاصيل الصغيره قبل الكبيره عشان هى اللى بتوصّل للكبيره و لكل حاجه ..هما اكيد مستنيين الباخره عشان يتابعوا اى حركه منها و احنا بقا هنظهرها ف سكتهم .. هى مش اوراقها قانونى و سليمه ؟
صفوت بتأكيد: اه
مالك: خلاص تتحرك بحيث تشد النظر لها و يفتكروا ان دى عمليه و تشغلهم لحد ما احنا نخلّص من تانى ناحيه كل حاجه.

صفوت إبتسم بثقه و هامر إنبهر قوى بطريقة تفكيره: تمام يبقى رتّب نفسك و إنجز كل حاجه و اعمل حسابك انت اللى هتطلع معاهم
مالك بصّله قوى و عرف إنه بيشك فيه او كان متوقع ده: انا ؟ انت عارف انا مباخدش خطوات زى دى بنفسى .. حتى العمليات لصفوت انا ببقى موجود بس ف اللى عارف إنه صعب يخلص بالشكل اللى عايزُه يخلص عليه
هامر: خلاص إعتبرها صعب تخلص صح و خليك معاهم لحد ما يخرجوا و اهو عشان الشك اللى عندك يخلص
مالك إبتسم: قصدك الشك اللى عندك انت اللى يخلص
هامر ضحك و إتفقوا فعلا ع الخطوات الجايه و مالك خلّص الاوراق و الاجراءات و كل المطلوب لحد يوم السفر ..

مالك بيرتب شنطته و حلم جنبه وشها بيطق غيظ و عايزه تكسر حاجز الصمت اللى بينهم ده ..
حلم بضيق: بردوا مش هتقولى مسافر فين ؟
مالك: قولتلك مسافر تبع شغلى
حلم: ايوه فين يعنى يا مالك ؟ و بعدين انت مش مسافر شغل .. انت بتهرب .. زى عادتك يعنى .. قدام اى حاجه بتهرب
مالك بصّلها قوى كتير: ماشى يا حلم .. ايوه انا فعلا بهرب .. محتاج ابقى لوحدى شويه .. محتاج اشوف انا فين منك .. وصلت لحد فين جواكى و معاكى .. مجرد إنى محتاج ابعد.

حلم كإنها مسمعتهوش: طب خدنى معاك
مالك إستغرب الرد اللى مالهوش علاقه بكلامه و ضحك غصب عنه و هى مسكت إيده بمحايله مسكه كهربته: عشان خاطرى يا مالك .. خلينا نخطف بعض من كل حاجه حوالينا و اهو نغيّر جو و نبقى لوحدنا بعيد عن دوشة الناس و الشغل و الخلافات
مالك الفكره عجبته بس هى إتأخرت فيها قوى: إدينى يوم و لا اتنين هخلّص حاجه ف إيدى و اول ما ارجع هنسافر اى حته انتى عاوزاها
حلم سحبت إيده من الشنطه اللى بيرتبها قدامه و مسكت ياقته و شدته عليها بتملّك: طيب مش هتضحك بقا ؟

مالك حس إنه مهدد ف اللحظه دى و هو مش عايز يتراضوا لا دلوقت و لا بالطريقه دى ف إنسحب من بين إيديها بهدوء: اما ارجع يا حلم .. اما ارجع نتكلم .. انا دلوقت تعبان و محتاج انام شويه عشان نازل الفجر
حلم كشّرت و هو قفل الشنطه و ركنها جنب الباب و طفى النور و دخل السرير بهدوء و هى متابعاه و عايزه لو بس تنزل ضرب فيه او تشد لسانه تخنقه اللى دايما صامت ..

مالك حس إنه احرجها ف همس براحه: مش هتنامى ؟
حلم ردّت بتلقائيه: لو مش هتاخدنى ف حضنك يبقى لاء
مالك متكلمش بس فتح دراعه و هى نطّت جنبه و كلبشت فيه و هو بعد ما كان واخدها تحت دراعه رفع دراعها هى و هو اللى حط راسه على صدرها و لفّ نفسه بدراعها كإنه بيبعتهلها دعوه صامته إنه هو اللى محتاجلها ..
ف وسط زحمة الافكار دى الاتنين ناموا بهدوء لحد ما منبه مالك رن كإنه بيصحّيه من حلمه مش من نومه و هو صحى عليه ..

قام لبس و اخد شنطته و ميّل على وشها باس راسها و باسها مره ورا مره ورا مره و قام بالعافيه راح ناحية الباب يخرج وقف على صوتها: ده انت قلبك اسود بجد بقا
مالك إبتسم إبتسامه مكسوره عشان كان حاسس بيها صاحيه: صباح النور
وقفت راحت عليه بتعدله هدومه و هو مركز مع حركة وشها و هى بتفوق من النوم و حركة شعرها العشوائيه و بيتمنى لو يخطفها او هى اللى تخطفه برا الدنيا اللى هما فيها دى ..
حلم ملاحظه نظرته و إبتسمت: يعنى لو مكنتش ندهت عليك كنت هتمشى من غير ما تصبّح عليا.

مالك بصّلها بعتاب: و انتى كنتى ماسكه ف النوم مستنيه لما انا اللى اجيلك .. انا اللى اكلمك .. انا اللى اخد الخطوه الاولى و هى دى دايما مشكلتنا يا حلم
حلم لسه هتتكلم مالك إبتسم بهدوء: انا لازم انزل عشان هتأخّر كده و اما اجى نتكلم
حلم رجعت شدته: اما تيجى هنسافر مش هنتكلم
مالك إبتسم و غمزلها و بعد ما قفل وراه وقف ثوانى و رجع فتح الباب و شدها قوى فجأه و حضنها و كل ما يرخى إيده من حضنها يمشى يرجع يشدد على حضنها تانى كإنه بيحضنها من اول و جديد .. لحد ما عرف يخلّص نفسه من حضنها و خرج من غير كلام ..

نزل خد عربيته راح الاول ع المجموعه يخلّص حاجات و عمل كام تليفون و لسه بيلم حاجته ينزل إتفاجئ بكامل داخل عليه: مالك باشا واحد عايزك برا
مالك بزهق: انا مش فاضى .. مسافر دلوقت خلّص انت اى حاجه و إرجعلى فى المهم بس لحد ما ارجع
كامل: بس معتقدش ده بخصوص الشغل .. ده ثروت بيه عم مدام حلم و عايزك و مفتكرش جاى ف شغل
مالك إستغرب زيارته و توقّعه ف نفس الوقت و مفهوش دماغ بس لازم يقابله: خليه يدخل طيب
ثروت دخل على مالك و مرماش حتى السلام: مردتش عليا يعنى
مالك إتريق: انت رميت السلام و انا مسمعتهوش ؟
ثروت نفخ: مالك شغل اللف و الدوران ده يتعمل على اى حد إلا انا .. انت فاهم كويس قوى كلامى.

مالك بيبص ف اللاب قدامه ببرود: لو جاى عشان موضوع التنازل ف انا قولتلك اما ارتب امورى معاها و اقولها هقولك او هى بنفسها اللى هتقولك
ثروت إتريق: انت إتجوزت و قرّبت تخلف و بتقولى لسه مرتبتش امورك ؟ و عايزنى اصدقك ؟
مالك الكلمه وجعته بس مبيّنش: ده اللى عندى و متخلنيش اقولهالك ان ده المتاح قدامك إنك تستنى و إلا انسى
ثروت بحده: يبقى هى هتعرف
مالك ضحك قوى: إثبت
ثروت إتنرفز من بروده: لاء لو ع المتاح قدامى ف هو كتير و انت اللى هتجبرنى ألجأله.

مالك ضحك بصوت عالى: و ايه هو بقا المتاح قدامك ده ؟ إنك تروح تقولها ؟ و هتقولها ايه بقا ؟ إنى طلبت من جوزك يشتريكى منى و يدفعلى تمنك و تمن تربيتى ليكى و هو وافق عشانك و حاليا عايز التمن و لا هتقولها مالك مضّاكى على تنازل عن حقوقك و انت معكش حتى اللى يثبت كلامك و انا ببساطه ممكن اقطع حتة الورقه اللى معايا و ساعتها هى اللى هتختار تصدق مين و اعتقد إنك عارف إختيارها كويس قوى
ثروت بصّله قوى و عرف إن كلامه منطقى و مالك حب يكسر سمه عشان هو حاليا مش حِمل يفتح على نفسه جبهه جديده: انا قولتلك اما ألقى فرصه مناسبه هفتح معاها الموضوع.

ثروت لهجته إتغيرت: انا قدامى حاليا مشروع كبير و داخل فيه شراكه مع واحد تانى و محتاج احدد موقفها بشكل قانونى عشان اعرف امشى فى المشروع و بالشكل ده انا هخسر ...ده غير مروان مكنش يعرف حاجه عن إتفاقنا و اما ضغط عليا قولتله و ممكن ببساطه يقولها
مالك بصّله قوى بحده و عايز يخنقه مكنش ناقصُه هو كمان: انت بتلوى دراعى ؟
ثروت فهم ان مالك هيخاف ع الاقل على اللى بينه و بينها: لاء انا بفهّمك
مالك حس ان كل حاجه بتتلغبط منه و مش عارف يلم ايه و لا ايه .. إتفتحت قدامه كذا جبهه و كل جبهه محتاجه يحارب فيها و كل حرب محتاجه مجهود منه و هو حاليا معندوش طاقه لأى مجهود او محتاج طاقته عشان يركز ف حاجه تانيه تخلص الاول ..

بص لعمها بتردد: هديك نسختك من العقود بس قسما بالله لو راحلها حرف منك او من إبنك مش هتعرف تتخيل حتى انا ممكن اعمل فيك ايه
ثروت هز راسه بغضب كتمه و مالك شاورله: يلا هاخدك ف سكتى نعدّى ع البنك اجيبهالك
مالك خده و راح البنك إداله نسخه من العقود و النسخه التانيه فضلت معاه ..
بعدها سافر على مينا بورسعيد اللى هتطلع منها الباخره الجديده اللى رتّب السفر عليها .. و ساب رجاله على الباخره اللى ف مينا العريش اللى كان عليها عادل و إداهم اوامر هيعملوا ايه و يتحركوا بيها فاضيه امتى بالظبط ..

مروان قابل العميل الجديد اللى جايله بصفقه جديده للشركه .. متردد يكلم حلم .. عايز يقولها بالإتفاق اللى عمله مالك من وراها مع أبوه و مش عارف عشان يضربهم ف بعض و لا عشان فعلا بيحبها و عايزها تعرف او يمكن الاتنين واحد ..مسك موبايله و رن عليها تانى ..

حلم بعد ما مالك نزل قعدت ع السرير و دموعها نزلت غصب عنها .. حسّت إنها زوّدتها مع مالك .. لازم تعمل حاجه .. تلحق اللى بينهم .. تقفل الفجوه دى قبل ما توسع بالشكل اللى مينفعش تنتهى عنده ..
لبست لبس بيت مقفول و نزلت عند فهد و روفيدا اللى إتفاجأوا بيها ..
حلم إتحرجت: انا جيت ف وقت غلط و لا ايه ؟ اطلع ؟
فهد: لا احنا كنا صحينا اصلا .. بس اصل إستغربت مش اكتر إنك سايبه مالك بدرى كده و نازله
حلم ضحكت بهزار: شوف انت مستغرب إنى سيباه مع إنه مش موجود اصلا و هو بيتهمنى إنى على طول بستناه هو اللى يجيلى
فهد بصّلها و هو بيعمل قهوه و هى قاعده مع روفيدا: انتوا متخانقين و لا ايه ؟

حلم سكتت بزعل: لاء بس بردوا مش متصالحين
فهد ضحك: هى فزوره ؟ فى ايه يا بت مالكوا ؟ حصل حاجه و لا ايه ؟
روفيدا إتكلمت بتلقائيه: انا بردوا ملاحظه ان فى حاجه مش مظبوطه بينكم بس مردتش اقولك حاجه لا تتضايقى .. مالك يوم ما كنتوا هنا الصبح اما انا كنت تعبانه كانت عينيه متعلقه بيكى و كإنه بيلومك او عايز يقولك حاجه .. انتى مزعلاه و لا ايه ؟
حلم إفتكرت بس محبتش تتكلم ف تفاصيل: سوء تفاهم خفيف و هصلّحه
فهد جه قعد جنبهم: لاء واضح فعلا إنه خفيف.

حلم حدفته بخداديه من جنبها: ما تخليك ف نفسك .. و لا اقولك لا خليك معانا عشان اقولك انا عايزاك ف ايه بالظبط
فهد بصّلها بغيظ: ايوه انا قولت جايه ف مصلحه .. مجيتك ع الصبح دى مش لله ابدا
حلم حدفته بكمان واحده و هو لقفها و حدفها بيها: انطقى عايزه ايه ؟
حلم بحماس عيونها لمعت: عايزه اعمل حاجه جديده لمالك ..
فهد رفع حاجبه: جديده زى ايه ؟ و جيالى انا ليه هو انا اللى مزعّله و لا انا اللى هعمل ؟

حلم نفخت بغيظ: نسافر مثلا .. نروح اى حته .. و اه انت اللى هتعمل .. عشان عايزه ارتبها عقبال ما يرجع و اول ما يوصل نروح على طول ف انت اللى هترتبهالى
فهد لقط من كلامها كلمة السفر: هو مسافر فين و ليه اصلا ؟
حلم: عادى تبع شغله و بيقول كام يوم و راجع .. يمكن على اخر الاسبوع .. و من هنا لأخره تكون جهزتلى حجز لإسكندريه و انا هتصل احجز فى الشاليه اللى هو حجزهولنا للفرح .. عايزه اخده نغيّر جو يومين .. ممكن ؟
فهد: دى بسيطه بس انتى متأكده إنه راجع اخر الاسبوع ؟

حلم لسه مردتش روفيدا إتكلمت: طب ما تسافروا برا مصر
حلم كشّرت: مرضيش ساعة شهر العسل و خايفه افاجأه يتضايق و ابوّظ السفريه
فهد سرح لإنه هو كمان كان مستغرب مالك إنه رفض السفر برا ..
حلم نبّهته: هاا ؟
فهد: خلاص هحجزلكوا ( بص لروفيدا ) نسافر احنا كمان ؟

روفيدا حسّت ان حلم عايزه او محتاجه تنفرد شويه بمالك يتصافوا: لا بلاش انا لسه ف اول الحمل و خايفه اتعب
فهد إبتسم و قام فعلا يرتبلها اللى عايزاه و بعدها عملوا فطار و فطروا سوا و فهد سابهم و نزل شغله ..
حلم موبايلها رن و خدت نَفس بحماس بس لقته مروان ف خرّجت نَفسها بإحباط .. رن مره ورا التانيه و بعد ما مسكت الموبايل ترد إفتكرت مالك و زعله ف إتراجعت و مردتش ..

مروان حدف الموبايل بغيظ: تستاهلى .. انا غلطان
قابل العميل و إسمه اسعد و اللى كان عارض عليه شراكه ف مجموعة مصانع اجهزه كهربائيه و هو كان موقّف كل حاجه على حلم ..
مروان بتفكير: بس مجموعه بالحجم ده هتحتاج لراس مال ضخمه و انا حاليا مش مستعد
اسعد: و لا انا كمان
مروان رفع حاجبه: نعمم ؟

اسعد ضحك بهدوء: انا قصدى إنى عندى فكرة المشروع و دراسته و كنت اخدت المكان اللى هيبقى مقر له و عيّنت الناس اللى هتشتغل عليه و كل حاجه بس السيوله مغطتش و محتاج شريك و انا كنت إتعاملت معاكم قبل كده ف كذا شغل ف رجعتلك لو موافق نتشارك و اذا كان ع السيوله ناخد قرض بضمان المشروع و اما يتنفذ يبقى نسدد
مروان فكّر: هو فعلا المشروع يستاهل بس هيحتاج قرض كبير
اسعد: اى واسطه لبنك من البنوك الكبيره و هتوافق
مروان تفكيره راح عند أبوه: خلاص سيبلى الموضوع ده.

إتفقوا ع المشروع و مضوا عقود شراكه بينهم بعد ما شاف دراسة المشروع و شاف المقر بتاعه..
بعدها قدّموا على قرض من البنك و أبوه كلّم اكتر من حد تبعه إتوسطله و وافق ع القرض و خدوه و فتحوا حساب بإسم المشروع و حطوه فيه ..

عدّى كام يوم ف الشركه عند مروان راح عنده ظابط امن دوله و مروان قابله بإستغراب: خير فى حاجه ؟
الظابط: انت مروان ثروت الدينارى ؟
مروان بقلق: ايوه فى ايه ؟
الظابط: معايا امر بالقبض عليك

مالك سافر على بورسعيد .. كام يوم و هو بيرتب المكان و جهّزه للسفر و تمم ع الباخره و إدّى الاوراق اللى خلّصها لحد تبعه معاه هناك هيسلمها للناس قبل ما يطلعوا ..
وصل الناس اللى هيخرّجهم من البلد و وزّع عليهم باسبوراتهم اللى خلّصها و راحوا يتمموا ع الباخره ..
و إدّى امر لرجالته اللى على باخرة العريش تطلع فاضيه لمجرد إنه عايز يتأكد فى حد متابعه و يشغل الوضع و فعلا جهزوا يطلعوا ..

عادل كان سايب حد تبعه يراقب اى جديد او اى حركه للباخره و فعلا اول ما إبتدت تجهز و يتمموا على صيانتها تطلع الراجل تبعه إتصل بيه بلّغه ..
عادل بغضب: يعنى ايه بتجهز تطلع ؟ مين طالع بيها ؟
الراجل: معرفش بس اللى عرفته إنها هتطلع اخر النهار
عادل تفكيره راح عند مالك او بالأصح عند الشخص اللى صفوت خلاه هرّبه: يبقى اكيد الحيوان اللى شغال مع صفوت و هرّبنى صفوت حطّه مكانى
الراجل: طيب اتصرف ازاى ؟

عادل بغلّ: لاء انا اللى هتصرف .. انا قريب منك و هجيلك بس امّن المكان و إتأكد ان مفيش حد متابعهم
عادل قفل معاه و إبتدى يتحرك لعنده ف المينا معتقد ان مالك اللى هناك .. هو ميعرفش مالك شخصيا .. هو بس اما مالك هرّبه كان ملثّم و وداه عند صفوت و دخل قعد مع صفوت و خرج عادل وقتها بس شاف وشه من بعيد من غير ما مالك ياخد باله ..
بعدها اما روفيدا إتخطفت و هو كان كلّف رجالته يخلوها ف المكان لحد ما يروحلهم و قبل ما يوصل مالك راح خرّجها و هو يدوب وصل بعربيته كان مالك خرج بيها ملحقهومش بس ضرب عليهم نار من بعيد و هنا شاف مالك معاها و إتأكد ان هو نفس الشخص اللى هرّبه .. بعدها إبتدى يسأل عنه و عرف إنه اخو الظابط اللى قبض عليه و فهم هو ليه حتى مضربش عليه نار ..
عادل وصل المينا و إبتدى يتحرك برجالته حوالين الباخره بشكل متخفى يوصل لمالك ..

عند فهد ف المديريه بيجهز و يتمم على حاجته و طلب القوه معاه ..
اللوا مدحت دخل عليه: فهد انت اللى طالع المأموريه دى ؟
فهد بحماس: اه
اللوا مدحت سكت بس وشه قلقان و فهد بصّله و حاول يهزر: لا انا كده اتغر .. انت بقا قلبك ضعيف من ناحيتى كده ليه ؟ اللى يشوفك دلوقت ميشوفكش كل يوم الصبح عايز تجيبنى ببوكس و اتنين عساكر من حضن بنتك
اللوا مدحت ضحك بغيظ و إستفزه: ماهو انا بخاف عليك عشان بنتى .. انتى فاكرنى ميت فيك ؟

فهد ضحك بغيظ: اه قول كده .. بعدين مانا اصلا طالع عشان بنتك .. المأموريه دى بالذات عشانها .. انت ناسى ان الزفت بتاع الباخره هو اللى ورا خطفها؟
اللوا مدحت قلق: انت لسه متأكدتش
فهد بإصرار: انا مكنتش ماسك غير قضيته وقتها و هو اللى هرب منى ف مفيش غيره يعملها يشغلنى عنه .. ده غير روفيدا قالتلى إن واحد من اللى كانوا ف المكان كان بيتصل بحد بيقوله خطيبة الظابط معانا .. يبقى ده معناه إنها متاخده عشانى و انا مكنتش مختلف إلا ف القضيه دى ف ده معناه ايه بقا ؟
فهد بتلقائيه عقله فكّره بكلام حلم اللى قالتله ان مالك مسافر و هيرجع اخر الاسبوع و شرد ..

اللوا مدحت: طيب هابعت معاك عدى و
فهد بصّله بجمود: لاء .. انا اللى هجيبه ده تار بايت من قبل خطف روفيدا .. هو هرب منى انا و انا اللى هجيبه المهم خد انت بس بالك من بنتك
اللوا مدحت سكت بقلق و متوتر فهد جهز و مشى سافر العريش بسرعه بالقوه معاه ..
اللوا مدحت طول اليوم فى قلق لحد ما فهد طمّنه إنه يدوب واصل و لسه هياخد خطواته بالقوه اللى معاه ..

عند مروان ف الشركه الظابط راحله معاه امر بالقبض عليه ..
مروان: نعممم ؟ و ده ليه ان شاء الله ؟
الظابط: هناك هتعرف فى التحقيق ف يلا بهدوء عشان متضطرنيش ألجأ لإسلوب تانى
مروان حاول يتواصل مع أبوه بس معرفش ف راح معاه و من هناك طلب من الظابط يكلّم محامى .. و اما خد إذن المكالمه إتصل بأبوه اللى راحله على طول ..
أبوه زعّق: يعنى ايه يتقبض على إبنى و يتاخد قدام الناس و من وسط شغله ؟ انت فاهم انت عملت ايه ؟
الظابط: اقعد يا سيادة اللوا خليك تفهم الموضوع.

أبوه بغضب: انا مش عايز افهم زفت .. انا اللى فاهمُه ان إبنى لازم يخرج حالا
الظابط: لا مش هيخرج و مش حالا إلا لو برّأ نفسه .. إبنك متاخد فى غسيل اموال .. يعنى مش اى قضيه .. و لازم نحقق
أبوه بص لمروان اللى إتصدم: غسيل اموال و تهريب فلوس ايه ؟ انت إتجننت ؟
أبوه: هو ايه اللى حصل بالظبط ؟

الظابط: اللى انا بحاول اوصّلهولك من ساعة ما جيت .. إبنك قدّم على قروض بمبالغ ضخمه من البنك المركزى و خد المبالغ دى بضمان مشروع جديد بيعمله و الموظفين اللى شغالين معاه فى المشروع قدموا كمان على قروض بأساميهم بضمان مقر المشروع الجديد و شغلهم فيه و خدوها
و تانى يوم حسينا ان فى حاجه مش مظبوطه لمجرد ان كمية القروض دى كلها جت مره واحده فى وقت واحد و اما بدأنا نتحقق من الموضوع إكتشفنا ان لا فى مشروع و لا مقر.

مروان وقف بصدمه: نعمم ؟ انت إتجننت ؟ لا طبعا انا اللى متفق ع القروض و انا اللى ماضى ع المشروع
أبوه إبتدى يفهم ان دى لعبه و إتنصبتله: و بعدين ايه اللى حصل ؟
الظابط: حساب البنك الخاص بالمشروع إتصفّر و المبالغ اللى فيه إتسحبت منه و فضى و حسابات الموظفين إتصفّرت و قروضهم إتسحبت هى كمان .. روحنا مقر الشركه لا لقينا شركه و لا مقر و مجرد مبنى متأجر .. يبقى ده إسمه ايه لو مش نصب ؟
أبوه وقف بعنف و تفكيره راح ف إتجاه واحد عند واحد بس: ااه يا ابن الكلب لعبتها و حياة امك ما هسيبك
اللوا ثروت خرج من القسم و هو ف دماغه واحد بس اللى ورا اللى حصل و حالف مش هيسيبه ..
كلّم حد تبعه يجيبله تفاصيل مالك الهجام و اخباره بالظبط ..

عند مالك قبل ما يتحرك بالباخره جاله تليفون و إتنفض بقلق و قفل و نزل من الباخره قبل ما تتحرك ..
كلّم حد من رجالته راح وراه: انا مش هعرف اطلع معاكوا .. انت عارف كويس قوى هتعمل ايه
الراجل: اه متقلقش يا باشا
مالك بتأكيد: خد بالك الغلطه بفوره
الراجل: ان شاء الله و هبقى اكلمك اطمنك
مالك حاول يهزر: لو انت إتمسكت معرفكش
الراجل ضحك و مالك ضحك بغيظ و مشى ..

الراجل رجع ع الباخره يطلع بيها و يدوب إتحركوا و الباخره وقفت ..
القبطان بتاعها راح يشوف الماتور لقاه وقف و بيطلّع شرار .. يدوب بيحاول يلم الموقف ثوانى كان الماتور مكهرب و الشرار بيزيد و شويه و الشرار لقط من البنزين و النار مسكت فيه و إبتدت تتسرب للباخره و النار مسكت فيها و الدخان عتّم الجو و كل اللى فيها إبتدوا ينطوا ف المايه كإنهم بيهربوا من الموت للإنتحار و الموقف بيغمق شويه بشويه لحد ما حوّل النهار لعتمه شبه الليل و كل حاجه خلصت !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة