رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل التاسع
هشام. لو ممكن اعزمك على قهوة في وقت الغدا
لتنتفض سما حين استمعت لصوت أسر الحاد خلفها قائلا...
أسر. سماااااااا
لتلتفت سما سريعا قائلة بتلعثم...
سما. ا ا أسر. انا. أصل...
أسر مقاطعا بحدة. أنت مين؟
هشام. انا المهندس هشام و.
أسر. وبتعمل اى هنا؟
هشام. يا فندم احنا كنا في اجتماع وبعد الاجتماع طلبت من الآنسة سما انى اعزمها على قهوة. فيها اى دى!
أسر. فيها انها مراتى
هشام. مراتك!
أسر. عندك مانع
هشام. لا يا فندم. بعد اذنك
أسر. أنت رايح فين
هشام. رايح مكتبى
أسر. لاااااا انت مرفود
سما. أسر محصل...
أسر. انتى احسن تسكتى
هشام. انا معملتش حا...
أسر. انا قولت اللى عندى، برا
لينهى حديثة وهو يمسك بيد سما ويسحبها خلفة ليتبقى هشام بمفرده ليخرج هاتفة النقال ويجرى اتصالا هاتفيا من مجهول قائلا.
هشام. ألو. الله يخربيتك ادينى اترفدت
المجهول. ليه! هو انت لحقت؟
هشام. أسر الديب سمعنى وانا بطلب منها تشرب معايا قهوة ورفدنى
المجهول. وحيات أمك. بقى انا بعتك هناك عشان تترفد
هشام. اعمل اى انا دلوقت؟
المجهول. أرجع تانى الشركة عندى وانا هتصرف واوصلها
هشام. طيب يا اخويا. سلام
لينهى محادثتةويغلق هاتفة ويضعة بجيب بنطالة قائلا بتأفف.
هشام. انا كان مالى انا ومال الهم دا.
مكتب روايدا...
تجلس رويدا تتحدث عن ذلك المشروع الذي ستبدأ شركتها العمل بة وتوضح أهم النقاط لسليم الذي لم يستمع لأى كلمة تتحدث بها، وينظر لها بحب وهيام غير مهتم لثرثرتها عن العمل لتقول بعد مدة وجيزة.
روايدا. ها اى رأيك بقى؟
سليم. حلوة
روايدا بعدم فهم. هي اى دى اللى حلوة!
سليم. انتى حلوة.
روايدا بحدة خفيفة. بقى انا بقالى ساعة عماله اتكلم عن المشروع وانت مش مركز في اى كلمة قولتها
سليم. واركز ازاى في كلامك، وأنا قدامى الجمال دا كلة
روايدا. سليييييم احنا في الشغل. مينفعش كده
سليم. أحبك وانت عنيف
روايدا بضحك. ههههههههه هو انت متعرفش تتكلم جد شوية.
سليم. واتكلم جد ليه، هو انا قاعد في اجتماع. انا قاعد مع خطيبتى وحبيبتى وبأذن الله ام عيالى.
روايدا، حيلك حيلك. انا عندى شغل ومش فاضية. ومش وقت نحنة وحيات أبوك.
سليم بصدمة. نحنة! ووحيات أبوك، متقعديش مع عائشة وخديجة تانى فاهمة
روايدا. ليه بقى إنشاء الله؟
سليم. لانى عايز روايدا الرقيقة الكيوت مش اللى تقولى نحنه. منك لله يا عائشة. انا ماشى. سلام
روايدا بضحكة مكبوتة. سلام
لتنتظرخروجه وترفع سماعة هاتفها وتضغط على أحد الأرقام لياتيها الرد سريعا من عائشة قائلة.
عائشة. صاحبى يا صاحبى.
روايدا. عم الناس. ههههههههه
عائشة. يبقى قاعدة لوحدك طمنينى
روايدا. قالى متقعديش مع عائشة وخديجة تانى
عائشة. يا حرام شكلة اتصدم
روايدا. ههههههه جدا
عائشة. ايوا اجمدى كده هو هيفكرك لقمة طرية. لااا لازم نورية النجوم في عز الضهر. هي الرجالة كده لازم تاخد على دماغها اول بأول ليسوق فيها
روايدا. انتى متأكدة!
عائشة. طبعا
روايدا. مش عارفة ليه حاسة أننا هنضرب في الآخر
عائشة. لا متقلقيش احنا في الأمان.
روايدا. طيب انا هقفل عشان أخلص شغل
عائشة. قشطة. سلام
روايدا. سلام.
شركة الديب.
حيث يتواجد الياس وسراج وابنائة...
مكتب الياس.
يجلس الياس برفقة سراج واسلام وسيف يتحدثون.
الياس. يعنى يا بنى لازم تسافر
إسلام. انا صفيت نص الأملاك وانا قاعد مكانى هنا، إنما الباقى لازم اسافر عشان اخلصة
سراج. وهترجع امتى
إسلام. أسبوعين شهر بالكتير
سيف. طب اجى معاك
إسلام. لاء انت هتقعد هنا عشان بابا وريم وانا هحاول متاخرش وكمان انا عايز أسس مستشفى هنا عشان انا مش هفضل قاعد كده.
الياس. هترجع تلاقى المستشفى جاهزة
إسلام. شكرا لحضرتك مفيش داعى تتعب نفسك انا...
الياس مقاطعا. أنت زيك زى أسر، وبطل تقولى شكرا انا عمك الكبير فاهم
إسلام ببسمة. فاهم.
شقة أسر...
لقد مر حتى الآن أكثر من النصف ساعة على وصول أسر وسما لتلك الشقة ومازالت سما تقف بجوار الباب ومازال أسر يلقى كل ما يقابلة ليتهشم لقطع صغيرة حتى بعد إصابة يدة وجرحها بواسطة قطعة من الزجاج لم يتوقف عن إفراغ غضبة بمنزلة، ليبدو وكأن إعصار ضرب المكان، حتى دلف لغرفه النوم وبدأ أيضا في تحطيمها، لتسير خلفة بخطى بطيئة حتى لا يصيبها شئ حتى دلفت لغرفة النوم لتجدها حالها كحال باقى الغرف منقلبة رأسا على عقب، لتبحث عنة بعينيها حتى وجدتة.
يجلس على حافة الفراش ويدية مازالت تنزف، كانت تحاول الاقتراب منة ببطء شديد ولكنها كانت تتوقف خوفا من ان يصيبها شئ مما يلقية أرضا وهاهو الآن يجلس بتعب ولا يتحدث معها لتقول بصوت ضعيف.
سما. ا ا أسر
أسر. نعم
سما. اسفة، بس والله...
أسر مقاطعا. هششششش. من بكرة هتنزلى الشركة الأم معايا فاهمة
سما. بس ا...
أسر بحدة. فااهمة
سما بتوتر. ف فاهمة. بس إيدك اتعورت ممكن اشوفهالك؟
أسر. لاء اطلعى برة، انا عايز انام.
سما ببكاء. لاء مش هطلع، قوم خد شاور وخلينى اشوف إيدك
أسر. بتعيطى ليه دلوقت. هو انا كلمتك!
سما. عشان انت زعلان منى. والله ما في حاجة حصلت انا كنت بلم حاجتى وفجأة لقيتة بيطلب منى انة يعز...
أسر. احسن حاجة انك متجبيش سيرة الحيوان دا تانى
سما. حاضر. بس قوم خد شاور
أسر. طيب. قلعينى
سما بصدمة. اى!
أسر. مالك؟ بقولك قلعينى
لتبتعد عنة سريعا والتوتر حليفها قائلة.
سما. ا اقلعك. ازاى يعنى.
أسر بتعب. ايدى وجعانى ومش هعرف اقلع الجاكت والقميص
سما. بس. أصل
أسر. انتى لسة بتخافى منى. انا جوزك. المفروض تكونى واثقة فيا. اى علاقة بيبقى أساسها الثقة، هنعمل الفرح ازاى وانتى مش واثقة فيا
سما. انا بثق فيك. بس.
أسر مقاطعا. اسكتى يا سما. انا تعبان وعايز انام.
لينهى حديثة وهو يتمدد على الفراش خلفة ويغمض عينية سريعا لينهى اى حوار ممكن أن يحدث بينهم، لتقف سما قليلا من الوقت حتى تأكدت أنه غط في ثبات عميق، او كما تعتقد ذلك، لتقترب منة بهدوء وتحاول نزع جاكيتة وتقوم أيضا بنزع حذائة وتتجة لغرفة تبديل الثياب وتحضر شنطة الإسعافات الأولية وتقوم بتنظيف جرحة وبعد ذلك نهضت لتنظف تلك الفوضى العارمة ليفتح عينية بعد خروجها من الغرفة ليقول بهمس.
أسر. هتشلينى بس بموت فيكى
ليغمض عينية ويغط تلك المرة في النوم العميق.
لقد خيم الليل على الجميع وصعد القمر لينير السماء ونذهب سويا لفيلا الديب...
يجلس الياس برفقة عائلته والتوتر والخوف حليفهم ليقول سراج.
سراج. يعنى راحو فين؟
عبيدة. أهدى أسر معاها
حبيبة. بس موبيلاتهم مقفولة من بدرى
روايدا. عادى ممكن مش واخدين بالهم
سناء. ياولاد الليل دخل علينا. العيال فين
أريج. دلوقتى يرجعو يا طنط. جربى تكلميهم تانى يا روايدا
روايدا، حاضر يا مامى.
لتحاول روايدا التواصل معهم ولكن بدون فائدة ليمر بعض الوقت حتى صدع هاتف حبيبة بالرنين برقم سما لتجيب سريعا قائله.
حبيبة، سما. انتى فين وأسر فين وقافلة تليفونك ليه و...
سما مقاطعه. بااااس. اى كل دا. انا موبايلى فصل شحن وأسر كسر تليفونة
حبيبة. كسرة ليه. انتو فين
سما بخجل. احم انا وأسر في الشقة
حبيبة بضحك. هههههههههههه بقى احنا قاعدين هنموت عليكم من القلق وانتو مقضينها.
سما. دماغك متروحش لبعيد يا جزمة. المهم احنا هنرجع بكرة
حبيبة. وبكرة ليه، ما تخليكم يومين تلاتة
سما. حبيبة اتلمى يا زفتة وغورى الأكل هيتحرق
حبيبة. يا سيدى على الدلع وكمان طبخالة يا بختك يا عم أسر
سما. تصدقى انتى حلال فيكى انى اقفل في وشك السكة
لينفطع الاتصال وتنفجر حبيبة في الضحك ليقول سراج بلهفة.
سراج، طمنينى يا بنتى هما فين
حبيبة. اطمن يا اونكل، هما في شقة أسر اللى في زايد.
الياس. بص ابن الكلب انا قاعد هموت من القلق وهو مقضيها
سراج. اى ياعم لاحظ انك بتتكلم عن بنتى
الياس. أنت محسسنى أنه شاقطها دى مراتة
سراج. هتفضل بيئة. عيب على سنك لما تقول شاقطها
الياس. هههههههههه سن مين ياض دا انا أصغر منك
سراج. يا عم بطل اشتغالات
الياس. هههههههه طب اسئل اريج
لينهى حديثة وهو يغمز لها بعينية لتشهق اريج بخجل قائلة.
أريج. الياااااااس
الياس. عيونى
أريج. العيال قاعدين
الياس. طب هو انا قولت حاجة.
إسلام. انا مش مصدق اللى بيحصل
الياس. ليه
سيف. هههههههه أصلك شقى اوى يا عمى
الياس. هههههههههههه احلى حاجة انك فاهمنى يا ابن الكلب انت
سراج. طب اتنيل اسكت جايبلى الشتيمة يا حيوان انت
اسيل. بس بقى البنات قاعدين عيب كده
عبيدة. ياختى على حبيبى العاقل
زين. لا يابابا حتى انت
مازن. العب يا بابا انت اكيد وانت في سننا كنت خاربها
سناء. هههههههههههههه لا بقى معلش اللى كان خاربها هو إلياس.
سراج. ههههههههههههه فاكرة يا أريج
أريج. يا لهوووى عليا اسكتو بقى
عبيدة. ههههههههههه فاكرة يا أريج لما جدو الله يرحمه اتخانق مع الياس عشانك ساعة فرحى
سراج. ههههههه والمجنون دا رفع المسدس على جدو
اسيل. هههههههههههه انا فاكرة الموقف دا. فاكرة يا أريج انتى حليتى المشكلة ازاى
أريج. انا قولت اسكتو. الله يخربيت جنانكم العيال قاعدين
روايدا. هو انا ليه حاسة أنهم يقصدو حاجة عيب
سيف. حاسة مش متأكدة.
مها. بس يا عيال اسكتو. وانت يا الياس. اتلم بناتك قاعدين
الياس. انا هتلم اهو ورايح أخلص شغلى في المكتب
سراج. خدنى معاك
الياس. تعالى يا اخويا.
شقة اسر...
يستيقظ أسر من غفوتة وينظر لساعة يدية ليجدها تخطت العاشرة مساء لينظر حولة ويجد كل شئ مرتب والغرفة نظيفة، لتمر بانفة تلك الرائحة الذكية ليعلم أن سما تطهو له الطعام لينهض سريعا متجها لغرفة تبديل الثياب ليأخذ ملابسة ويتجة للمرحاض ليستحم سريعا ويرتدى ملابسة وكانت عبارة عن بنطال قطنى اسود وتيشرت ذو حمالات رفيعة من نفس اللون ويترك شعرة كما هو دون ان يصففة ويتجة للخارج ليجد المنزل مرتب وكل شئ بمكانة ليعلم انها قامت بتنظيف المنزل ليتجة للمطبخ ويتفاجأ من هيئتها حين وجدها ترتدى أحد قمصانه البيضاء ولكن مهلا لقد قامت بقص اكمامة لتجعلة بنصف اكمام ليقول بهدوء حتى لا يخيفها.
أسر. صباح الخير
لتلتفت له سما والبسمة تزين ثغرها قائلة...
سما. صباح اى. قصدك مساء الخير
أسر. انتى لابسة قميصى ليه. ما عندك هدومك جوة
سما. مزاجى كده
أسر. اممممم مزاجك. طيب قصتية ليه!
سما. يوووة ما قولت مزاجى كده
أسر. طب انا جعان
لتمسك سما بيدية وتجلسة على الطاولة التي تتوسط المطبخ قائلة...
سما. تعالى اقعد انا بقى عملتلك بشاميل وصنية البطاطس بالفراخ اللى انت بتحبها
أسر. طب عملتى ملوخية.
سما. طبعا وانا أقدر انسى
أسر. طب يلا بقى، انا جعان
سما بسعادة. من عيونى
ليمسك أسر يدها ويقبلها قائلا...
أسر. يسلموا عيونك يا قلبى
لتبدأ سما في وضع الطعام على الطاولة وبعد أن انتهت جلست بجوار أسر وظلت تنظر له ليقول وهو يبدأ في وضع الطعام لها ثم له...
أسر. انتى بصالى كده ليه مش هتاكلى
سما بحماس. كل انت الأول وقولى رأيك
أسر. لا كلى معايا
سما، هاكل بس قولى رأيك
ليتذوق أسر الطعام قائلا.
أسر. طول عمرك بريمو في المطبخ بس الأكل دا والوقت متأخر كده هيخلينى شبة الدبدوب
سما. هههههههه بالهنا والشفا
أسر. انتى إللى نضفتى الشقة كده صح
سما. اممممم. أسر انا بجد اسفة و...
أسر مقاطعا. خلاص يا روحى مادام هتنزلى معايا وتبقى قدام عيونى هعوز اى اكتر من كده
سما. بحبك
ليتصنم اسر بمكانة، وألقى الشوكة والسكين من يدية ونظر لها قائلا.
أسر. قولتى اى
سما. بحبك.
أسر بتنهيدة. أخيرا ياربناااا دا انا قولت هموت قبل ما أسمعها
لتضع سما يدها سريعا على فمة قائله...
سما. بعد الشر عليك. اوعى تجيب السيرة دى تانى. انا من غيرك اموت
ليقبل أسر يديها الموضوعة على فمة قائلا.
أسر. ربنا يخليكى ليا. أسألك سؤال؟
سما. اسأل
أسر. ليه مش عايزة أطفال!
سما بتوتر. ع عشان مش عايزة اجيب اولاد ويعيشو نفس حياتى. أسر انا جوايا حاجات كتير متلغبطة وحاجات كتير وجعانى. يمكن لو ماما كانت موجودة مكنش دا بقى حالى بس انا حاسة ان...
أسر. طب وعمى سراج
سما بحزن. انا مش عارفة هو رجع ليه. انا زمان كنت محتجاة، إنما دلوقت لاء. انا اتعودت انة مش موجود زى مامى. انا كنت واثقة أن مامى مش هترجع عشان كده مخلتلوش مكان في قلبى. انا خايفة، انا.
لينهض أسر سريعا ويسحبها لحضنة ويمسد على شعرها قائلا بحب.
أسر. هشششششش انتى عارفة انى بعشقك صح
سما. اممممممممم
أسر. يبقى اوعى تخافى طول ماانا موجود. انتى روحى يا سما. انا بحبك اوووى
سما. انا عارفة انى تعباك معايا و...
أسر. بقولك اى
سما. اى
أسر. ايدى لسة بتوجعنى. ماتأكلينى بايدك
سما. ههههههههههه حجة فاشلة انت لسة كنت ماسك الشوكة والسكينة وبتاكل لوحدك
أسر. طب انا عايزك تأكلينى
سما. بس...
أسر. عشان خاطرى.
سما. حاضر.