قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل العشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل العشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل العشرون

الهبه التي من المولي علينا بها ولكن ماذا إن ضيعها الآخرون؟!، كيف تتغير الحياه وتستحيل من وجها لوجه آخر، كيف نكون حمقى إلى هذا الحد؟!، نقع في حب من يدبرون لنا المكائد. ونلقي من يحبنا بصدق في السعير.
مولود جديد وأول مره يشعر فيها بملمس بشرة والدته.
أمطار في شتاء قارص تهطل علينا من السماء ونحن نجول في الطرقات لتختلط بدموعنا وكأنها تربت قائله: لاتحزنوا.

رائحة القهوه الساخنه في يوم مليء بالعمل، صوت المذياع كل صباح يوقظنا من نومنا إشارة إلى استيقاظ من نحب.
نجاحنا، أحلامنا، إردتنا، وتلك العزيمه الصادقه وأيضا سقوطنا!
كلها مترادفات تشعرنا بالأمان، عدا ذلك السقوط الذي يسحبنا فجأة من القمه إلى الهاويه، ربما كان سقوطنا سببا للحصول على الأمان الحقيقي، وربما كان بمثابة صفعه لنا لنفيق من وهم قد عشناه، ولكن من المؤكد أننا نستحق الأجمل دائما.

فلتسقط مره ولكن تقم ألف مره
بعزيمة جندي باسل لايعرف الهزيمه، وبإيمان بلطف الله الذي يحاوطنا في كل مكان.
قم ألف مره ولا تتردد.
ظل عمر يلعن من تحت لسانه مع ارتباكه وتوتره المتلف للأعصاب. فأطلق حامي زفيرا خانقا وهو يقول بإنزعاج: لو فضلت متوتر كده هتموت. اللي عندي قولته.
أدار عمر رأسه من أمام الرجل الواقف أمامه يهيأه للقفز من الطائره ونطق بضجر: ولما أنط مش هموت يعني.

رمقه حامي ببرود وقال بثقه: لو هديت احتمال، الباراشوت بتاعك هيبقى مربوط بشريط في سلك في الطياره، أول ما الشريط يتشد على الآخر بيروح مقطوع بيك، اللي هو الباراشوت بحضرتك يعني.
ضغط عمر على أسنانه وأردف مستنكرا: انت بتقول ايه؟!
تابع حامي بنفس تريثه: أول ماالشريط يتقطع الباراشوت هيتفتح تلقائي والباشا مش هيعمل أي حاجه غير إنه يركز كويس اوي لأن النزول هيبقى سريع جدا.
قال عمر بتوتر: طب وافرض الباراشوت مفتحش.

مط حامي شفتيه بسأم قائلا: في واحد تاني اهو ببتربط في بطنك يعني متقلقش، أهم حاجه أول ماتنزل على الأرض تفصل الباراشوت علطول من المحبس اللي في كتفك ده لأنك لو مفصلتهوش أول ماتنزل الهوا هينفخه وهيفضل يجرجرك وفي الحاله دي يا تموت يا تخبط في أي حاجه وتفقد الذاكره وتبعد عن وشي بقى.
انكمش حاجبي عمر وقال بغضب بين: أنا اللي غلطان اني مشيت ورا واحد زيك.
قطع حديثهم صوت الرجل قائلا بحزم: يلا يا شباب.

كانت ريحان قد توسطت جلستهم العائليه المحببه، وذلك الثوب الذي ابتاعته لها السيده هنا، تأملن الفتيات ذلك الرداء الأبيض، كان جميل بحق يناسبها ويناسب جسدها ينساب بنعومة وكأنه صنع خصيصا من أجلها، ويزينه تاج رقيق يلائم تفاصيل الثوب.
أطلقت تمارا صفير إعجاب مردفه بحب بعد ان رأت ريحان بعدما ارتدت الثوب للتجربة: واو بجد، الفستان تحفه حقيقي.

تشبثت لينا بأطراف ذلك الرداء ودارت حوله بمرح في نفس التوقيت أبدتا عائشه و نيره إعجابهم الشديد به، قطعت هناء الجلسه قائله بفرح: ايه رأيك يا ريحان بقى؟!
دارت حول نفسها والبهجه قد حلت بها وقالت بفرح حقيقي: ده ولا الأحلام، ربنا يباركلك يارب ياست هناء.
تسللت عائشه في خفيه نحو هاتف هناء لتنتشله وتغادر جلستهم هامسه ل نيره: هدخل الحمام واجي.

أسرعت إلى المرحاض لتغلق الباب عليها بإحكام وتسرع في تشغيل الهاتف، ضربت على رأسها بحسره قائله: أكيد مفيش باقة نت طبعا.
سريعا ماالتمعت عيناها بفرح حينما وجدت مرادها ووجدت حساب التواصل الخاص بأحد الشركات التابعه ل حامي مفتوح على الهاتف.
هتفت بإنتصار: أكيد موبايله فصل وفتح من هنا.

ثم سريعا ما أبدلت الحسابات لتفتح الحساب الخاص بها لتجد العديد من الرسائل، معظمها من زياد ذلك الذي لولا احتجازها الآن قصرا لأصبح هو زوجها، شردت تفكر كم كانت ستعيش حياه أفضل بجواره خاليه من كل هذا ثم سريعا ما طردت هذا الشعور الذي أجبرته على التوقف حينما اقترن اسمها بآخر، وجدت أحد الرسائل من صديقة مقربه لها تقول فيها: ( عائشة أرجوكي قابليني في كافيه كمان ساعه، أنا فعلا محتجالك).

مطت شفتيها بضيق وامتلئت ملامحها بالقلق هامسه: لازم اشوف مالها، بس ازاي؟!
خطرت فكرة على رأسها فامتلئت بالحماس ثم سريعا ما أعادت كل شيء إلى حالته وقد أغلقت حسابها، وخرجت بحذر من المرحاض.
كانت تسير بحذر حتى داهمتها هنا قائله بإنتصار: قفشتك، كنتي بتعملي ايه بقى بالتليفون بتاعي في الحمام.
شهقت عائشه بصدمه واضعه يدها على فمها وسريعا ماتصنعت الحزن وهي تقول بدلال: أرجوكي متزعليش، هطلب طلب واتمنى ترضي.

حركت هنا عصاها ذاهبا وإيابا مردفه بريبه: طلب ايه؟!
لازم أخرج وهروح مع السواق وهرجع معاه.
قالت هنا كلمه حازمه: لا
انكمشت ملامح عائشه قائله بإصرار: أرجوكي.
أنهت هنا الحوار: لا يعني لا
ثم سريعا مااستدارت فهرولت عائشة خلفها متمتمه بقلة حيله: استني بس، ماهو ياهقنعك، ياهقتلك.
حلق عمر و حامي في الهواء الطلق وكان عمر يتمتم بآيات قرآنية وقد امتليء قلبه بالذعر وهو يتمتم بحسره: أشوف فيك يوم، حسبي الله.

علي عكس الآخر الذي بدا متمكنا أثناء السقوط فسريعا ماهبطا إلى الأرض ليسرع عمر في فصل المنطاد كما نبهه حامي، بينما تمدد بجسده على الأرض متنهدا براحه وهو يشكر الله قائلا: الحمد لله، الحمد لله.
استقام حامي وتركه وسار بثقه قائلا بحزم: يلا ورانا حجات كتير.
أطلق عمر صيحة غيظ وآتى ليتحدث فقاطعه حامي قائلا بملل: كفاية، حقيقي مش هينفع تبقي أنت وأختك أبدا، كده هموت بالصداع.

وقف عمر وتبعه محاولا التوازن في خطوته حيث أنه يشعر بالدوار وجأر غاضبا: ده انا هطلقها منك استني عليا بس.
في أحد المقاهي الشبابيه الموجوده بالمحروسه، دلفت عائشه بحذر تتأمل هذه الجالسة على الطاولة إنها مي علاقتها بها سطحية تعرفت عليها من فترة ولكن يمكن القول بأن مي حاولت توطيد العلاقة سريعا.

تأملتها تلك الجالسه على الطاوله أيضا والتي لم تعرفها، حيث كانت ترتدي جيبه شبابية واسعه يعلوها أحد الجواكيت الطويله ومن أسفله أحد القمصان البيضاء وقد عقدت حجابها بطريقه جديده وارتدت نظاره أخفت معظم وجهها، اقتربت عائشه بتوتر وجلست على المقعد أمامها. فرفعت صديقتها حاجبها بإستنكار قائله: إيه اللي انتي عاملاه ده، انتي متنكره، ده مش استايلك ياعائشه.

عنفتها عائشه سريعا قائله بتحذير: اسمعي يا مي أنا جيت هنا بالعافيه أصلا، فلو هتندهي عليا قولي تهاني ولا أي زفت، علشان انا ممكن أكون متراقبه ساسا.
تفهمت صديقتها الوضع وقالت مي بإستعطاف: ليه تعملي في نفسك كده للدرجادي جوزك وحش طب اتجوزتيه ليه؟
تأففت عائشه و نطقت بضيق: في ايه يامي؟!

مطت مي شفتيها بمعني لا فائده وسريعا ماأردفت بحزن: البنات في الدار بيسألوا عنك كلهم، ويارا البنت الصغيره اللي كنت بتهتمي بيها من ساعة ما جت الدار، حياتها تقريبا واقفة بسبب غيابك ومش واخدة على الجو، وشغلك في مية حاجه متدمره، والأهم من ده كله انا.
انتبهت لها عائشه قائله: مالك.
انكمشت ملامحها ونطقت بحنين: أنا بشوف يحي ياعائشة.
جحظت عين عائشة وقالت بصدمه: بتشوفيه ازاي يعني. بتشوفيه في الحلم؟!
في الحقيقه.

وضعت عائشه يدها على فمها قائله بغضب: انتي اتجننتي، يحي مات يامي انتي بتقولي ايه، أنا من ساعة ما عرفتك وهو ميت وانتِ اللي قايلة بنفسك، مش انتِ يا بنتي تقصدي يحيي اللي حكتيلي عنه وورتيني صوره ولا حد تاني ولا انتِ اتجننتي.
أقسمت لها مي بصدق مردفه بإستعطاف: والله بشوفه والله أرجوكي ساعديني ألاقيه، أنا اخر مره شوفته كان في كافيه بس بيندهوله عثمان وروحت علشان اكلمه بس ملحقتش.

قطع جلستهم هجوم زياد و اقتحامه لجلستهم قائلا بحزم: عائشه عايزين نتكلم.
انتبهت عائشه على تلك الصدمه فعنفته قائله: وطي صوتك ده، وبعدين كل اللي بينا انتهي يا زياد خلاص انا دلوقتي متجوزه.
تحداها تحد سافر وهو يقول بتحذير: لو ماقومتيش معايا دلوقتي اللي هعمله هيزعلك.
علي حين غره كان حامي أمام زياد وقال وهو يمسح بسبابته على ذقنه: قولتلي بقى هتعملها ايه ياروح أمك.

ثم سريعا ماسدد له لكمه عنيفه أطاحت به أرضا، شهقت مي بصدمه بينما هبت عائشه من مقعدها تقول بتوسل ل حامي: بالله عليك لا، متعملهوش حاجه.
قام زياد سريعا ليسدد له ولكن صدمه حامي بركله من قدمه في معدته فتأوه زياد عاليا بينما سدد حامي له لكمه آخرى في وجهه وجذبه قائلا بعنف وقد بدت الشراسه في لهجته: لو قربت منها تاني. أو حاولت بس تكلمها، المره الجايه هيبقى بموتك.

جذبها حامي من مرفقها بعنف إلى خارج المكان وقد انسابت دموعها وحاولت التملص منه بغضب
خرجا إلى الخارج فوجه حامي أوامره إلى عثمان الماثل أمامه: تدخل تفصل كاميرات المراقبه، الكافيه بتاعي، وتتصرف في الباقي.
جحظت عين عائشه و ابتلعت ريقها بخوف هامسه: يحيي.
أدخلها حامي إلى السياره عنوه ودلف إلى مقعد القياده مغلقا البوابات إلكترونيا فنطقت عائشه بغضب: اللي عملته ده همجيه، وانا هستني ايه من واحد زيك اصلا.

استدار لها صارخا بعنف وقد انطلق الشرار من عينيه: مااسمعش صوتك، فاهمه؟!
ابتلعت ريقها بتوتر وقد ارتعدت من حالته فا انكمشت على نفسها في مقعدها علها تنال قسط من الراحه بعد كل ما تعرضت له.

في منتصف الطريق تأففت عائشه من حاجتها للطعام ولكنها وجدته قد أوقف السياره في أحد المطاعم المفتوحه في الهواء الطلق، لتتناول الطعام والتنعم بالنسمات الباردة، نزل من سيارته وتبعته هي في النزول ليأتي إليه رجل مسن مرحبا ببهجه: أهلا ياابني، المكان فرح بمجيك والله.
ابتسم له حامي قائلا بلطف: شكرا
بينما سبقته عائشه بخطوه لتقول بإستنكار: معقول بتعرف تقول شكرا!

تابعت وهي تجلس على مقعدها: بقى عندي فضول رهيب أعرف وراك ايه. اكيد البرود اللي انت مصدره ده مش حقيقي.
جلس على مقعده وأجابها منبها: التفكير الكتير متعب وبالذات لو فيا، واظن اللي بيكره حد بيحاول يأذيه مش بيفكر فيه
ارتبكت فنظرت لجهة الطاولة بينما آتي الرجل ليرص الأطباق على الطاوله أمامهم قائلا بحنان: بألف هنا على قلبك.

ابتسم له حامي ابتسامه ودوده، بينما رحل الرجل، لتلتقط عائشه سريعا الملعقة تدسها في طبقها، تناولتها وقبل أن يظهر على وجهها الإعجاب الشديد لاحظت نظراته المتفحصة فابتلعت البقية بارتباك أمام سهامه التي لا تفارقها
بدأ في تناول طعامه وأخرج أحد الهواتف واضعا إياه على الطاوله وهو يقول ببرود: تليفونك اهو، وحسابنا على اللي عملتيه هنصفيه لما نروح.

آتت لتبرر ولكنها سمعت رنين هاتفها دلاله على وصول رساله لها سريعا ما فتحتها لتسمع تسجيل صوتي فأخفضت صوت الهاتف ووضعته على أذنها كي لا يسمع حامي:
رضوان: عايزك تبقى وراها زي ضلها يا زياد.
أجابه زياد بإيجاب: طبعا ياباشا وقريب جدا هتجوزها، أنا واخوها اصحاب وهي بتحبني ومبقاش في حاجه تمنع ده.

أكد له رضوان قائلا بحماس: كده احنا ماشين صح. هي تبقى مراتك وأخوها يبقى في صفك وساعتها هقدر اخلص منهم الاتنين من غير شوشره.
وضعت يدها على فمها غير مصدقه وقد انسابت دموعها وعلت شهقاتها فسقط الهاتف من يدها تلقائيا، كان حامي على علم بما يحدث فلقد علم بمخططات زياد عن طريق مراقبة مكثفة له منذ بداية ظهوره وبطرقه استطاع الحصول على هذا التسجيل.

هبت عائشه من مقعدها تبكي بعنف فذهب خلفها، وقفت وقد علت شهقاتها وهي تقول غير مصدقه: ده متفق عليا مع أكتر واحد بكرهه.
علا نحيبها وهرولت هاربة إلى السياره فجلست في مقعدها تأن بصمت بينما جلس هو أمام عجلة القيادة وقال ببرود:
معلش اهو درس اياك تتعلمي.
رمقته بنظرة جانبية فتابع ضاحكا: الدنيا أحسن درس يعلم الإنسان، الكلام سهل وببلاش لكن وقت الدروس بتبقى الضربة صعبة والشاطر هو اللي ميتحطش جيم أوفر على وقوعه.

رفعت حاجبها قائله بإستنكار: مشاعر الناس لعبة!، والمفروض منعيطش ولا نحزن علشان ميتحطش جيم أوفر؟
ضحك قائلا بسخريه: الحياة كلها لعبة مش المشاعر بس.
ترك الحديث بعد أن رأي نجاح خطته والذي ظهر معالمه على وجهها الحزين، حل الصمت فاستكانت في مقعدها حتى غلبها النوم فألقى نظرته عليها بتعابير مبهمة.
هاتف رضوان حامي وقد ألقي السيجاره الألف فمن فرط التوتر كاد يموت حتى أجابه حامي قائلا: في ايه؟!

أسرع رضوان قائلا بلهفه: انت فين بقالك يومين، مش شايف المصايب اللي نازله على دماغي، مصنع مصر الجديده اتحرق ومعرفش مين اللي عمل كده، ده غير ان المواد الخام نصها مش موجود.
سأله حامي بمكر: ورياض فين؟!
سبه رضوان بغل مردفا بغضب: معرفش الزفت ده فين قالي انه هيبلغك ومن ساعتها مشوفتوش.
تنهد حامي بينما بادر بثقه قائلا: دور ورا رياض يا رضوان وخلي عيون عليه، وأنا على بكره بالكتير هكون عندك.
-يعني ايه.

نطق حامي منهيا الحوار: يعني سلام يا رضوان
ثم سريعا ما أغلق هاتفه ليضعه مكانه ويكمل قيادة متجنبا تلك التي غطت في نوم عميق.
كانت نيره مجاوره ل عائشة على تلك الأريكة فقالت بتنهيده سائمه: يابنتي مالك؟!
انخرطت عائشة في بكاء عميق بينما في نفس التوقيت
بررت هنا قائله: والله قولتلها لا هي اللي محدش قادر عليها.
جأر حامي بغضب: تحبسيها، انا لولا مخلي واحد يراقبها كانت عكت الدنيا.

جلست هنا بتعب وقالت بسأم: يابني مراتك عنيده، و طريقتك دي غلط. تمنعها بالزوق انما تحبسها!
التقط سترته وأردف بملامح غاضبه: هي عنيده وأنا ابن مجانين.
هدأته قائله بود: طب استني علشان خاطري، البت اللي متحايله عليا تحضروا الفرح دي، انزلوا نص ساعه وبعد كده لو عايز تروح روح.
نفخ بضجر وجلس غاضبا بينما نطقت هنا بود إلى لينا: قومي ياحبيبتي قوليلهم يلبسوا يلا علشان ننزل.

أومأت لينا وهرولت للداخل بينما قدمت هنا كوب من القهوه له قائله بحنان: خلاص بقى ياواد متبقاش رخم.
التقطه منها قائلا بقلة حيله: مبعرفش ازعل منك. اعمل ايه بقى.
ضحكت بحنان ومسدت على يده قائله: ربنا يخليك ياابني، بقولك ايه انا عايزه اروح المقابر ازور يحي.
بان الحزن عليه فأردف: هوديكي حاضر.
ثم احتضنها قائلا بود: وبعدين انا كده هغير، هو انا مش ابنك ولا ايه.

ضحكت بحنان وقد تشبثت به قائله بااستنكار: ازاي بقى ده هو مات عيل ابن ست سنين وانت اللي كملت.
تنهد بألم وتمتم هامسا بالدعاء: ربنا يرحمه.
علت أصوات الأغاني الشعبية في ذلك الحي الدافيء. وأضاءت تلك الأنوار الكهربية فأعطت منظرا مبهجا لهذا الشارع القديم، تجمعت عدة طاولات متراصه كل طاوله لمجموعه من الأشخاص بينما وُضع المكان المخصص للعروسين، فأعطى منظرا جميلا...

تجمع أصحاب الحي وتراقص معظم الشباب تحت أنغام هذه النغمات، دلف حامي وبيده الفتيات تتبعهم هنا فتأمل الجميع هيئتهم المميزه، جلسوا جميعا على أحد الطاولات فهرول كريم إلى حامي قائلا بلهفة من وجد ضالته: ازيك ياعمو.
أجلسه حامي على أحد المقاعد قائلا بود: ازيك ياكريم...

قطع جلستهم ريحان التي سحبت الفتيات وصوت حامي المعترض بينما لم تسمع واحده منهم ما يقال، نفخ حامي بضجر وقال بغضب لهنا القابعه جواره: خلي حد يجبهم بدل ما اقوم اجبهم انا واقلبها ليله سودا على دماغكوا.
هرولت لينا إليه قائله ببهجه: تعالي ياهنون معانا، دول بيغنوا حلو اووي، ثم تابعت تغني بنفس طريقتهم: وداع يادنيا وداع على اللي باع ومكملش.

هب حامي واقفا فعلمت هنا بأنه سيرتكب جريمه الآن ولكن قطع ذلك هؤلاء الرجال الذين حاوطوا العرس وكل منهم يحمل سلاح أبيض والإجرام ظاهرا على ملامحهم لينطق أحدهم بشراسة ل ريحان: بقى أنا يابنت ال تسيبيني علشان ده، وديني لأطربقها على دماغك الليلة.
وضعت هنا يدها على فمها وقالت بذعر: جلال شكله ناوي على الشر، ده أكبر بلطجي هنا ناقص يفرض إتاوه على الغلابه.
تحرك حامي فاالتقطت هنا يده بذعر مردفه: لا.

فجذب يده ذاهبا إلى جلال ليقف أمامه ببساله قائلا بثقه: مش عيب تيجي تعمل النمره دي في فرح بنت حتتك.
قهقه جلال ساخرا ووضع يده على ستره حامي مردفا بسخريه: طب ابعد انت بس ياحيلتها، علشان بدلتك الحلوه دي متتوسخش.

خلع حامي سترته ملقيا إياها أرضا، ثم أتبعها بقميصه ليصبح عاري الصدر في وسط دهشة الجميع ثم مسح على أسنانه بلسانه بشر وعلى حين غره التقط يد جلال التي مسحت على سترته وثناها خلفه بعنف قائلا بشر ونفس نبرة السخريه: لا يادكر اوعي تكون فكرتني باشا ولا حاجه، ده انا اصيع من بلدك، وقصاد قلة أدبك دي وحياة أمك لتتربي دلوقتي.

لكمه حامي اللكمه الأولى في وجهه فأطاحته أرضا، وقد حاوط رجال حامي المكان وكان عددهم يفوق بكثير رجال جلال، فوقف جلال ليركل حامي فجذبه حامي من عنقه ضاغطا عليه بعنف ولكمه مره ثانيه وقد خر صريعا على الأرض فمال عليه حامي ونظراته تلمع بالشر فلكمه آخرى وقال بثقه: أعرفك بيا، حامي العمري.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة