قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل العاشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل العاشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل العاشر

وُلدت طفلا. وشيبت كهلا ولم تعرف معنى للحياة.

تلك المعركة التي لا ينتصر فيها إلا الأقوياء، ليس القوي في معركتنا من يمتلك القدرة والتجبر، فأنت تستطيع عبور المحيط وإبراز قوتك في كل موقع ومكان ولكنك لا تستطيع الوصول لي، سلاحنا في الحياة هو الحب نقوى عليها به تهزمنا مره ونهزمها ألف، فهل تظن أن نجتمع سويا؟!، كيف يجتمع من كان السلاح زاده مع من امتليء قلبها بعبق الخير، نحن خطان لايتقابلان. ولكن حُسم الأمر وتقابلنا، فترى ماذا سنفعل ياصاحب القلب المظلم.

عمت الفوضى الأجواء بعد أن فقدت العروس وعيها، وخارت قواها، هرول الجميع ناحيتها ولكن ظل حامي جالسا في مكانه ببرود ينظر أمامه إلى نقطة في الفراغ فلقد فقدت وعيها قبل عقد القران بدقائق قليلة، استقام واقفا وتحرك ناحية عمر قائلا بهمس منزعج: دخل اختك الأوضة واخرجلي.
رفع عمر رأسه عن شقيقته وقال وهو ينظر إليه بااستياء: اخرجلك ايه، انت هتسيبها كده اتصل بدكتور خلينا نشوف مالها.

نطق من بين أسنانه بغيظ مكتوم وصوت حاول ألا يصل للبقية: تعمل اللي قولتلك عليه، أختك مش عيانة، الهانم واخدة منوم وكان المفروض مفعوله يبدأ كمان نص ساعة بس شكلها تقلت شويتين.
رمقه عمر بريبه بينما ظل حامي أمامه محتفظا بملامحه الجامدة مصوبا نظراته تجاه عائشة...
حملها عمر وساعدته نيره في ذلك حتى دلفا إلى الغرفة، عدلت نيرة من وضعيتها على السرير وخلعت لها نعليها، كان عمر يتأمل شقيقته النائمة.

فوقفت نيرة بتوتر ملحوظ واقتربت من عمر قائلة بحذر: عمر، ممكن أعرف حامي قالك ايه؟!
طالعها بإقتضاب ناطقا بإنزعاج: بصي يا نيرة، أنا عارف انك صاحبة عائشة من زمان ومش هاخدك بذنب أخوكِ علشان انا عارفك كويس، بس عايز منك طلب تحكيلي ايه الحكاية من اولها ومين البنت الصغيرة اللي معاكوا دي، وايه اللي يخلي أختي تاخد منوم قبل كتب كتابها.

شهقت نيرة بصدمة ووضعت يدها على فمها قائلة بااندفاع: يانهار أبيض هي واخدة منوم، جابته منين أصلا، أكيد عملت كده علشان الجوازة متتمش.
علا صوت عمر مقاطعا إياها بعد أن أوشك على الوصول إلى النقطة التي يريدها: أيووووه اقفي هنا بقى، ايه يجبرها تتجوز وهي مش عايزاه وتمنعني مااتممش الجوازة.
توترت نيرة وبدأت تتهرب بنظراتها من عمر وهي تقول بإرتباك: أصل، أصل.

قاطع حديثهم دلوف حامي الذي كان كالنجده لنيرة فتنفست بعمق حامده ربها ثم انتبهت حواسها حين قال حامي ببرود: أنا مش قولتلك مستنيك بره
تجمدت ملامح عمر وواجه حامي بحده قائلا: أنا بطمن على اختي. مش هسيبها مرميه كده وأخرجلك انت وضيوفك.
جذبه حامي على حين غره مخرجا إياه بالإجبار من الغرفة وهو ينطق بحزم: ودي أوضة مراتي وأنا مسمحش بوجودك بيها.

دفع عمر يد حامي بعيدا عنه بعنف بعد أن خرجا من الغرفة فأغلق حامي الباب مستمعا لقول عمر الساخر: مبقتش مراتك لسه، المأذون مكتبش الكتاب.
تقدم حامي منه قائلا بثقة وهدوء: هو مش الجواز إشهار؟!، والناس اللي بره دي جايه علشان عارفه اننا هنتجوز؟!، تبقى مراتي ولو على المأذون نص ساعة وتفوق ونكتب الكتاب، اللي يهمني دلوقتي أعرف ايه حكايتك انت وهي مع رضوان.

جن جنون عمر عند سماع هذا الإسم واندفع للخارج بعنف إلى مكان رضوان قائلا بصوت جهوري: انت عايز ايه مننا ياراجل انت.
استقام رضوان واقفا ورمقه بنظرات معاتبه قائلا بتمثيل: مش عيب برضوا تزعق لعمك اخو ابوك.
توسطهم حامي قائلا بنظرات جامده لرياض: عمه ازاي والاسامي مختلفه.
نظر له رضوان قائلا بتوضيح: أنا وابوه من ام واحده الأب مختلف.

اشتعل عمر وانطلق واقفا أمام رضوان بعد أن تخطى حامي قائلا بإشتعال وتهديد صريح: أنت كل اللي يربطنا بيك. انك انت الراجل اللي دبر حادثة أبونا وأمنا يعني بينا دم وأنا دم أبويا وامي مش هسيبه بس مش هاخد حقي بطريقة و، واعمل زيك، أنا هاخده بالقانون. عارف القانون يا رضوان.
تجمدت ملامح رضوان واقترب من ابن اخيه هامسا له بشر في أذنه: ده لو لحقت تاخد حقك ياابن اخويا.

ابتسم عمر من زاوية فمه ساخرا بينما تطلع رضوان في رياض قائلا بحزم: رياض يلا علشان هنمشي وناديلي على و تمارا.
تطلع عمر إلى رياض بنظرات متفحصة ثم إلى على ذلك الصبي الذي يجلس في زوايه بعيده يبدو أنه في الثامنة عشر من عمره وله ملامح تشبه ملامح رضوان بحد كبير فتيقن عمر أن هذا علي ابن رضوان.
سار رضوان يتبعه رياض إلى علي و جذبه رضوان قائلا بحده: اختك فين.

نظر له الفتى قائلا بعدم اهتمام: دخلت التواليت مع البنت الصغيرة.
قاطع حديثهم خروج تمارا ابنه رضوان الكبرى التي شملها عمر أيضا بنظرات متفحصه فبدت في العقد الثاني من عمرها، كانت ملابسها تكشف أكثر مما تخفي و مساحيق التجميل تغطي وجهها من كل ناحية وبدا عليها توتر ملحوظ فقالت مقتربة من والدها: دادي يلا نمشي.

التقط رضوان كفها متجها بأبنائه إلى الخارج ويتبعه رياض في وسط النظرات الساخطة من عمر التي ترمقهم، ونظرات حامي الذي علم بتورط رضوان مع عائلة عائشة منذ لحظات.

في غرفة عائشة كانت مازالت في غفوتها ويحيطها نيرة التي تقبع على كرسي أمامها ويجاورها حامي وعلى الجانب الآخر يجلس عمر، كانت لينا ممدة على الفراش بجوار عائشة تنظر للفراغ ثم هبت فجأة من مكانها والتصقت بمقعد نيرة قائلة: عايزة أسألك على حاجة يانيرو هو لما...
قاطعتها نيرة بأن قالت بسأم: لينا مش وقته دلوقتي، نامي ياحبيبتي زي ماكنتي.

بدأت عائشة تفتح عينيها ببطيء ثم فتحتهم تماما فاندفع عمر و نيرة ناحيتها من مقاعدهم وقال عمر بلهفة: عائشة، انتي كويسه ياحبيبتي.
وجلبت لها نيرة كوب مياه سريعا فاالتقطه عائشة مرتشفة منه ثم وضعته وهي تقول بضعف: هي الساعة كام دلوقتي، أنا حاسة اني مصدعه اووي.
لم تكن تلحظ وجوده حتى اللحظة ولكن لاحظته أثناء لينا ناحيتها بأحد الوسائد قائلة بحب: خدي ياعيوش أنا جبتلك مخده كمان من بره.

استقام حامي واقفا وسار ناحية فراشها ببطيء حتى وصل له قائلا ونظراته مصوبه عليها: بقيتي بخير؟!
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بإرتباك بين: اه كويسه دلوقتي بس دماغي بتوجعني عايزه أنام دلوقتي.
كانت مازالت بثوب زفافها و نيرة بجوارها أيضا بثوبها فااتجه حامي إلى الخارج فتبادلت عائشة و نيرة نظرات الاستغراب فوجدا حامي عائدا يقول ل عمر و نيرة: هاتوها واخرجوا علشان المأذون والشهود اتأخروا اووي.

انقبض قلبها فجأة ونطقت بعجالة وغير استيعاب: هما لسه مامشيوش.
شملها بنظراته الجامده والتي لاتنم عما يدور بداخله قائلا بمكر: لا ممشيوش، ياخساره المنوم اللي خدتيه راح فشنك.
شهقت بصدمه عن معرفته بأمر خطتها وقاطع صدمتها قائلا بأمر إلى عمر: يلا
رمق عمر عائشة قائلا بتحدي: اختي مش عايزاك ومش هجوزهالك.

استدار حامي وتركه غير عابيء بكلماته وسار في طريقه للخارج قائلا ببرود: اقنعي عمر ياعيوش اننا واخدين بعض عن حب.
اندفع عمر ليتحدث فقاطعته عائشة بإصرار: عمر ده قراري أنا موافقه.
ولما انتي موافقه خدتي المنوم ليه؟!
عارضته قائله بإقناع: أنا كنت واخداه من بدري علشان اقدر انام ساعه ولا حاجه ارتاح شويه قبل كتب الكتاب. مكنتش اعرف انه هيعمل كده.

ثم نزلت من فراشها وتبعتها لينا، ووقفت عائشة أمام عمر ملتقطه كفه قائله بحنان: يلا ياعمر انت وكيلي، خليك واثق في قراري وأرجوك خليك جنبي وبلاش مشاكل.
رمقها ساخرا ثم سار معها إلى خارج الغرفة، لم يعتد يوم أن يعترض على قرارها، ولكن اعتراضه اليوم كبير وإصرارها أكبر، إصرار يقتل رفضه، ويجعل ريبته وشكوكه تزداد أكثر.
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.

تبع تلك الجمله يد حامي التي جلبت يدها ليضع الدبله داخلها قائلا بهمس: مبروك، وعايزك تفكري تقلعي دبلتك. علشان انتي حسابك معايا تقل اوي.
حاوطته بنظرات منزعجة وحاولت سحب يدها ولكنه أحكم قبضته عليها قائلا بإلتواء: والشبكة ياعيوش.
ذفرت بضيق بين وهي ترمقه بنظرات مشتعله لم تقل عن نظرات أخيها فحاولت نيرة تلطيف الأجواء قليلا فسحبت يد عائشة وهي تقول: يلا معايا ياعيوش انتي ولينا.

وقف حامي بعد أن أصرف المأذون قائلا بثبات: جهزو نفسكم علشان هنروح القصر دلوقتي.
قال عمر بإستهجان وهو يقترب منه: خليك الصبح وابقوا روحوا، الدنيا بره برد اوووي.
ثم سمعوا صوت هطول الأمطار فااندفعت عائشة و نيرة و لينا إلى النافذة ناظرين إلى قطرات الماء بفرحه عارمه.
قال حامي إلى عمر: خليك متروحش. مش هينفع تمشي.

ثم استدار حامي إلى ناحيه الباب لينزل إلى مزرعته فقاطع سيره صوت الصغيرة التي قالت بترجي وهي تتشبث بيده: أجي معاك أشوف الأحصنه.
تنهد بإنزعاج ناظرا ليها: تعالي ورايا.
في المزرعة
وقف حامي أمام حصان شديد البهاء كان يطعمه ويمسح عليه بلطف فقالت لينا بتساؤل: ده ابنك؟!
كان الجو مظلم وهما يجلسان أمام ذلك الحصان فربتت الصغيره على كفه قائله: ايه رأيك في فستاني.

ثم استدارت حول نفسها قائلة بفرح: عيوش ونيرو اللي اختاروه، صحيح عايزه اسألك عن حاجه
هو الناس ليه بتاخد حقن هنا ثم أشارت له على رسغ يده.
فا انتبهت حواس حامي معها وهو يقول بإستجواب: ليه يا لينا؟!
وقفت أمامه تقول بسرد طفولي: طنط بنت عمو اللي كان بيزعق مع عمر اسمها أماره باين
رد حامي بدلا منها بتركيز: تمارا؟!

أومأت سريعا قائله: اه هي، لما دخلت معايا الحمام خدت حقنة هنا بس قعدت تدوس على ايديها كتير وبعد مااخدتها قعدت تاخد نفسها على الأرض.
تجمدت ملامح حامي ونظره أمامه وكأنه يحاول استيعاب ما تقوله الصغيره.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة