قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الثاني للكاتبة إيمان شاهين الفصل الخامس

رواية قلوب حائرة الجزء الثاني للكاتبة إيمان شاهين الفصل الخامس

رواية قلوب حائرة الجزء الثاني للكاتبة إيمان شاهين الفصل الخامس

بعد ذهاب عدنان لعمله انهت ريناد طعامها واحضرت التليفون واتصلت على الينور
- مرحبا لورا كيف حالك وكيف حال كامل؟
- نحن بخير ريرى انتى كيف حالك؟
- لا اعلم لورا
- لماذا ماذا حدث؟
حكت ريناد لها ما حدث منذ الزواج وبروده وسفره، وحكت لها عن ظافر وظروفه وما حدث بالصباح
- لذلك انا خائفه لماذا تحول من البرود والقسوه للحنيه فجاه، هل يدبر اى شئ لى؟

- انا لا اعتقد ذلك ريرى فمما حكيتى لى عنه فهو مازال يحبك لذلك لم يتزوج حتى الان وانتهز فرصه ظروفك ليتزوجك، اعتقد انه كان يحتمى بصوره البرود والقسوه حتى لا يتألم مره اخرى، ولا تنسى انه يعتقد انك خنته وتركتيه وتزوجتى ايهاب من اجل المال
- لماذا تغير فجأه اذا؟
- ربما فكر اثناء سفره وقرر ان ينسى الماضى ويبدء معك من جديد والدليل انه عاد قبل ميعاده.

- حتى ولو لورا انا لن استطيع ان اكون زوجه له انتى تعلمى هذا جيدا
قالت ذلك بصوت متألم ودموع منهمره
- يجب ان تعودى لجلسات علاجك ريناد، لقد مات ايهاب فلا تجعليه ينتصر عليك اذهبى للطبيبه النفسيه مره اخرى حتى تساعدك
- كيف افعل ذلك وانا لا اخرج الا بالسائق والحراسه سوف يعرف عدنان ساعتها كل ما حدث وانا لن اتحمل شفقته لورا.

- لا تبكى حبيبتى تعالى لهنا اخبريه انكى ستقضى اليوم معى وبالطبع سوف يرحلون بعد وصولك ويأتون على ميعاد ذهابك ساعتها سنذهب للطبيبه ونعود دون ان يعلم احد
- هل تعتقدى انه سيوافق على مجيئ لعندك؟
- نعم سيوافق حبيبتى انا واثقه، والان اذهبى لتستريحى قليلا وجهزى نفسك لميعادك معه بالليل اريدك ان تهتمى بمنظرك كثيرا ولا تنسى انتى زوجه من فارفعى راسك عاليا دائما.

- لا اعرف ماذا كنت سأفعل لولا وجودك انت وكامل بجانبى
- انتى اختى ريرى والان يكفى اكتئاب ودموع حان الوقت ان تستمتعى بحياتك عزيزتى
ضحكت ريناد وقفلت الخط وتوجهت لغرفتها لترتاح قليلا، لا تدرى كم مر من الوقت لكنها فاقت على صوت بكاء بجانبها فتحت عينها فوجدت ظافر نائم يبكى بجانبها فقامت بلهفه
- ظافر حبيبى ماذا يحدث لماذا تبكى؟

ارتمى ظافر بحضنها واحست بدموعه تبلل ملابسها فضمته لصدرها بحنيه واخذت تمرر يدها على شعره حتى نام بين يدها
احست احساس غريب وجديد وهي تفعل ذلك، احساس اعتقدت انها لن تشعر به ابدا بحياتها وهو احساس الامومه، نعم احسته مع ظافر وارتسمت ابتسامه على وجهها
قبلت راسه وقامت بتغير ملابسها والخروج من الغرفه وذهبت لماريا مربيه ظافر
- ماريا ما الذي يحدث لماذا كان ظافر يبكى؟
- لا تخافى سيدتى.

نظرت لها ريناد بحاجب مرفوع فضحكت ماريا وقالت
- عذرا ريناد هو فقط حزين لان الين اصيبت بنزله برد
ابتسمت ريناد عندما اطمئنت ان الموضوع ليس خطير
- حسنا هو الان نائم بغرفتى سوف اتحدث معه عندما يفيق
خرجت ريناد للحديقه وجلست تفكر ماذا سوف تفعل، هي لن تستطيع ان تعطى عدنان الحياه التي يستحقها، هو يستحق زوجه طبيعيه وليس جسد بدون روح، يستحق ان يحصل على اطفال وهي لن تستطيع ان تمنحه ذلك.

مر الوقت وهي تفكر ولا تعلم ماذا تفعل، نظرت للساعه وجدتها الخامسه اى انها ظلت جالسه هنا اكثر من ثلاث ساعات دون ان تدرى، فذهبت لغرفتها لتتجهز، دخلت الغرفه ولم تجد ظافر فذهبت لغرفته لتطمئن عليه اولا
دخلت الغرفه وكان يذاكر دروسه ابتسمت له
- كيف حالك حبيبى؟
- انا بخير بعد ان علمت ان الين اصبحت بخير شكرا لكى، ثم سكت واكمل ماذا سوف ادعوكى فزوجه عمى اسم طويل
ضحكت ريناد وبشده وقالت
- تستطيع ان تدعونى ما تريد.

ظهر التوتر على وجهه وقال وهو لا ينظر بعينها
- هل استطيع ان ادعوكى ماما؟
نظرت له ريناد بصدمه ونزلت دموعها ولم تدرى الا وهي تضمه لصدرها بحنيه
- هل هذا ما تريد؟
- نعم فانا احسست معك بحنان الام الذي لم اشعر به من قبل فأنا لا اتذكر امى
- حسنا ظافرى سنستأذن من عمك واذا وافق سيكون شرف لى ان تدعونى ماما
- شكرا لكى ماما.

اغمضت عينها من عمق الاحساس الذي تشعر به عندما قال هذه الكلمه، حمدت الله بسرها الف مره انه عوضها عما لاقت
- الان حبيبى سوف اذهب لاستعد لاننى سأتناول العشاء خارج المنزل مع عمك، هل تريد منى شئ قبل رحيلى؟
- لا ماما انتبهى لنفسك
قبلت راسه وتوجهت لغرفتها وهي تكاد تطير من السعاده، اخدت شاور سريع وتجهزت للعشاء وبعد انتهت ونظرت للمرآه لم تصدق انها تنظر لانعكاسها.

فلاول مره تلاحظ السعاده مرسومه على وجهها، كانت ترتدى فستان بسيط يبرز جمالها.

بعد ان اطمئنت انها جاهزه نزلت للاسفل ووجدت عدنان ينتظرها، نظر لها وبان على ملامحه الصدمه من جمالها لقد كانت مثل الحوريات، لاحظ تلون وجهها بالاحمر من الخجل بسبب تأمله فهز راسه ليطرد الافكار التي تطورت بعقله بان يحملها لغرفتها ولا يتركها حتى تصبح زوجته قولا وفعلا
لا يجب ان يجعلها تخاف منه ويجب ان يتحكم في نفسه والله وحده يعلم متى صعوبه ذلك الامر
- سبحان الله تبدين كانك حوريه من الجنه.

توترت من مجاملته فهى ليست متعوده على ان تسمع هذا الكلام منذ سنين عديده فقالت بهمس
- شكرا لك
امسك يدها برقه ولاحظ اهتزاز جسمها عندما فعل لكنه تظاهر بعدم الملاحظه وقبل يدها
اخذ يدها بيده بحنيه وتوجه للسياره فتح لها الباب وبعد ان جلست ركب بجانبها وتوجه السائق بهم للمكان المقصود
- اين سنذهب؟
قالت ريناد لتكسر الصمت بينهم، لاحظت ابتسامته الحنونه وهو يقول
- انها مفاجاه.

كانت تختلس النظرات عليه دون ان يشعر، لكنه كان يشعر بكل شئ ولكنه لم يريد ان يحرجها فتركها تعتقد انه لا يلاحظ نظراتها له
لقد كان غايه في الوسامه ببدلته السوداء وعطره الذي تنسى الدنيا منه تتمنى ان تكون ظروفهم مختلفه، ان تكون هي مختلفه ربما كان لحياتهم امل
لاحظ عدنان نظره الحزن بعينها فامسك يدها وقبلها، نظرت له باستغراب
- لماذا قبلت يدى؟
- لانى اريد ذلك.

رد بشقاوه جعلت اللون الاحمر يغزو وجهها مره اخرى، يا الله كم يعشقك وجهها وهو احمر من الخجل
وصلوا لمطعم تعرفه ريناد جيدا فهو من افخم المطاعم بالبلد، لكنها استغربت الهدوء بالمكان وعندما دخلوا وجدت المطعم خالى ولا يوجد به غير طرابيزه واحده بالمنتصف
نظرت له بتساؤل فقال بحنيه
- لم اريد ان يزعجنا احد لذلك حجزت المطعم كله من اجلنا.

هو فعل ذلك لان كامل اخبره انها تفزع من التجمعات او عندما تكون محور الاهتمام لذلك حجز المطعم كله لهم
لم تدرى ريناد كيف مر الوقت لكنها لاول مره منذ زمن تستمتع بوقتها، لقد كان عدنان معها غايه في الرقه، كان يتحدث بمواضيع متنوعه ولم يسألها ولو لمره واحده عن الماضى وهو كانت ممتنه من اجل ذاك
اثناء تناولهم للقهوه بعد العشاء ارادت ان تفتح معه موضوع ظافر فقالت بتوتر
- عدنان اريد ان اخبرك شئ.

نظر لها باهتمام وخصوصا عندما لاحظ توترها
- ماذا يحدث هل انتى بخير
- نعم انا بخير، اريد ان احدثك بخصوص ظافر
- هل فعل ظافر شئ؟
- اصبر قليلا حتى اتحدث
قالت بتأفف من مقاطعته المستمره لها فضحك ورفع يده باستسلام مزيف حتى يخرجها من توترها، اخذت نفس عميق وقالت مره واحده
- اليومظافرطلبمنىانينادينىماما
انفجر عدنان بالضحك لانها تحدثت بسرعه جدا لدرجه انه لم يفهم ولا كلمه منها.

- اقسم اننى لم افهم ولا كلمه مما قولتى والان هل من الممكن ان تتحدثى ببطء حتى افهم ولا تخافى فلن اؤكلك
فقالت ببطء شديد وخوفها يتصاعد من رد فعله
- اليوم، طلب. منى، ظافر، ان، ينادينى ماما
لاحظت اختفاء البسمه من وجهه واصبحت غير قادره على قراءه تعابير وجهه مما زاد من خوفها بانه ربما غضب مما قالت
ازدادت ضربات قلبها بشده حتى اصبحت انفاسها متقطعه وبدى كانها لا تستطيع التنفس.

اقترب عدنان منها سريعا وجلس على ركبتيه امامها وهو مرعوب
- ريناد هل انتى بخير ماذا يحدث معك تنفسى ببطء حبيبتى انا بجانبك
لكنها لم تميز ماذا يقول فبمجرد ان قام واقترب منها اعتقدت انه سوف يضربها ومر امامها كل لحظات عذابها مع ايهاب حتى فقدت الوعى بين يديه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة