قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الثالث للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثاني

رواية قلوب حائرة الجزء الثالث للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثاني

رواية قلوب حائرة الجزء الثالث للكاتبة إيمان شاهين الفصل الثاني

كان ظافر ينظر لها بفم مفتوح من صدمته، ولاول مره ظافر الراشد لم يجد شئ يقوله، لاحظ الدموع بعيونها وهي تكمل
- أعلم انه من الخطأ ان تعترف الفتاه بالحب لكنى لم استطيع ان اخبئ مشاعرى اكثر من ذلك، اعلم انك ترانى كطفله لكن كان يجب ان اخبرك
فاق ظافر من صدمته وبسرعه كانت بحضنه وهو يضمها بشده له
- اااااااه الين لو تعلمى كم حلمت بهذه اللحظه وكم انتظرتها
ابعدها قليلا ومسح دموعها وامسك وجهها بيده.

- لقد عشقتك منذ كان عمرك شهرين الين، لم اتخيل حياتى بدونك، اجتهدت بالدراسه وبالعمل بالشركات ومسكت الاعمال عن ابى بعمر صغير حتى تفخرى بى دائما، خبأت مشاعرى عنك حتى تعيشى طفوله طبيعيه وانتظرت حتى تكبرى قليلا لتعلمى كم اعشقك
كنت اتعذب وانا بفرنسا ولا اعلم من يقترب منك ومن يتحدث معك، لكن ثقتى بحبى جعلتنى اصبر على بعدك، كلمتك الان اعادت روحى لجسدى مره اخرى
اعشقك اميرتى واتنفس عشقك.

ضمته الين لها وهي تهمس من بين دموعها
- اوعدنى ظافر انك ستحمى حبنا وسيظل طاهر ونقى حتى الوقت المناسب لنجتمع سويا، اوعدنى ان قلبك وعقلك وجسدك ملكى انا ولن يقربه غيرى
- اوعدك اميرتى انا بالاساس لم انظر لاحد سواك فانتى جنتى ونار ولا اريد بالدنيا غيرك
- وانا اوعدك ان احافظ على نفسى من اجلك فعينى لن ترى غيرك، وقلبى لن يحب سواك، وروحى لن تناجى سوى روحك
- متى كبرتى هكذا صغيرتى
- حبك جعلنى ناضجه حتى أليق به.

ضحك عدنان على صغيرته المشاكسه فنظر لها بحب وقال
يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ.
أنتِ الآنَ. أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ.
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.
أنتِ امرأةٌ.
صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ.
ومن ذهب الأحلامْ.
أنتِ امرأةٌ. كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوامْ.
يا سيِّدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ.
يا أمطاراً من ياقوتٍ.
يا أنهاراً من نهوندٍ.
يا غاباتِ رخام.

يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.
وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.
لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي.
في إحساسي.
في وجداني. في إيماني.
فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ.
يا سيِّدتي: لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ.
أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً. في كلَِ الأوقاتْ.
سوف أحِبُّكِ.
عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.
وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ.
وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ.
و سوفَ أحبُّكِ.

حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ.
وتحترقُ الغاباتْ.
يا سيِّدتي: أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ.
ووردةُ كلِّ الحرياتْ.
يكفي أن أتهجى إسمَكِ.
حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ.
وفرعون الكلماتْ.
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ.
حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ.
وتُرفعَ من أجلي الراياتْ.
يا سيِّدتي
لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.
لَن يتغيرَ شيءٌ منّي.
لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.
لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.

لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.
حين يكون الحبُ كبيراً.
والمحبوبة قمراً.
لن يتحول هذا الحُبُّ
لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...
يا سيِّدتي: ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني
لا الأضواءُ.
ولا الزيناتُ.
ولا أجراس العيد.
ولا شَجَرُ الميلادْ.
لا يعني لي الشارعُ شيئاً.
لا تعني لي الحانةُ شيئاً.
لا يعنيني أي كلامٍ
يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.
يا سيِّدتي: لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ
حين تدقُّ نواقيس الآحادْ.
لا أتذكرُ إلا عطرُكِ.

حين أنام على ورق الأعشابْ.
لا أتذكر إلا وجهُكِ.
حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ.
وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ. ( منقول من اشعار نزار قبانى )
لم تصدق الين ان ظافر الذي تسمع عن قسوته وجبروته في التعامل بشركاته يلقى على اذانها شعرا ليصف حبه لها، علمت انها ملكت الدنيا وما فيها طالما ملكت قلبه
ضمته لصدرها بشده وهمست بحب
- سأنتظر اليوم الذي سيعلم به الجميع انى ملك ظافر الراشد بفارغ الصبر.

- يا صغيرتى ان اسمى طبع عليك من لحظه وقعت عينى عليك، فأنتى ملكى ومن يتجرأ ويقترب منك سيكون وقع على شهاده وفاته فأنا متملك لاقصى حد ومعكى انتى تملكى فاق الحدود.

نظرت له نظره اخيره ثم اوصلها للقصر ورحل وابتسامه على شفته لان صغيرته اصبحت تعلم انها ملكه وهو ملك لها، سينتظر لعيد ميلادها السابع عشر ثم سيخطبها امام العالم كله وبعدها بسنه بعيد ميلادها الثامن عشر سيتزوجها فهو لن يستطيع البعد عنها اكثر من ذلك، وليمهله الله الصبر في هذه السنتين
بعد مرور عام.

كانت الين غايه بالسعاده لان والديها وافقوا على سفرها الى فرنسا لتقضى عيد ميلادها السادس عشر مع ظافر، الكل يعلم انه يعشقها وتأكدوا الان من عشقها له، لقد خافت ان لا يستطيع الحضور هذه السنه مثل السنه الماضيه لذلك ستذهب هي له
بعد ان ودعت الجميع اتجهت للمطار وطوال الرحله وهي تفكر برد فعل ظافر عندما يراها امامه
بمجرد وصلوها للمطار وجدت عدنان بانتظارها فجرت له وارتمت بحضنه
- عمو عدنان لقد اشتقت لك بشده.

- وانا ايضا اميرتى اشتقت لك، كل عام وانتى بخير صغيرتى
- شكرا لك عمو، هل اخفيت خبر قدومى كما طلبت؟
- نعم حبيبتى ذهب ظافر صباحا للشركه ولا يعلم انك هنا
- لم يتحدث معى منذ ثلاث ايام والفتره الماضيه كان شارد معظم الوقت اثناء حديثى معه ولاحظت العصبيه بكلامه لذلك جئت لاكون بجانبه
- خيرا فعلتى يا ابنتى فأنا ايضا اشعر ان هناك شئ يحدث معه لكنه لا يريد التحدث، هي الان للقصر فريناد تنتظرك على نار.

ذهبوا للقصر وبمجرد دخولهم اخذتها ريناد بحضن قوى حتى ابعدها عدنان وهو يضحك
- اعطيها الفرصه لكى تتنفس حبيبتى
- اسفه لكنى اشتقت لهذه الجنيه جدا، متى سيحضرها ابننا لهنا كعروس
تلون وجه الين بالاحمر من الخجل وضحك الاثنين عليها، ثم صعدت لغرفتها لتستريح قبل موعد الغذاء.

بعد ان اخذت حمام سريع ونامت لساعتين تجهز للغذاء ونزلت للاسفل وفي نفس الوقت كانت ريناد تجلس مع زوجها على مائده الغذاء وهي سعيده وبانتظار مجئ ابنها ظافر لتخبره بالمفاجاه التي تنتظره قطع طعامهم دخول ظافر ذو السادسه والعشرون عاما وهو بجانبه امراه
نظرت ريناد لعدنان باستغراب فقال عدنان
- ظافر ما الذي يحدث من هذه؟
فرد ظافر ببرود
- ابى، امى اعرفكم على كريستين زوجتى.

نظر الاثنين له بصدمه خرجوا منها على صوت شهقه مكتومه كانت الين تنظر لهم بدموع ويدها على فمها.

ثم سقَطْت على الارض فاقده للوعى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة