قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الرابع

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الرابع

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الرابع

صباح اليوم التالي
خرجت من باب منزلها لتستقل السيارة التي خصصها لها زيدان بسائقها لتكون تحت امرتها طيلة الوقت كي تذهب إلى المدرسه لإستخلاص بعض أوراق الثانويه العامة المطلوبه منها
إنتفض داخلها بسعادة عندما وجدته يخرج من باب المنزل وتجاوره فايقه بملامح حزينه وهي تودع صغيرها
أمسك قاسم رأس والدته مقبلا إياه وتحدث بنبرة حنون: وبعدهالك عاد يا أماي، هو أني كل مرة همشي متنكد عشانك إكده؟

جففت فايقة إحدي دمعاتها الهاربه منها وتحدثت بنبرة حزينة صادقة: غصب عني يا قاسم، مجدراش أتعود على بعادك عن حضني يا واد جلبي
في حين تحدثت ليلي التي إقتربت وارتمت داخل أحضان شقيقها لتودعه: يا أما ده بجا له 8 إسنين عيسافر، المفروض تبجي إتعودتي على إكدة يا أم قاسم
قبل وجنة شقيقته وأردف قائلا بحنان: خلي بالك من نفسك يا ليلي وذاكري مليح، علشان كلية التچارة صعبه ومحتاچه مذاكرة وتركيز عالي.

أومأت له رأسها بهدوء
نظرت فايقة تتطلع أمامها، إتسعت عيناها فرح عندما وجدت تلك العاشقة المتسمرة بوقفتها بجانب السيارة، وهي مسلطة بصرها بإعجاب على قاسم، بنظرات مغرمة هائمة لعاشقة يظهر عشقها كوضوح الشمس أمام أعين الجميع
إبتسم داخلها بتشفي وشعرت بالإرتياح، وعلى الفور قامت بالنداء عليها كي تزيد من تسليتها: مش هتاجي تسلمي على قاسم جبل ما يعاود على مصر يا صفا؟

همس قاسم إلى والدته بنبرة معاتبه: وبعدهالك عاد يا أماي، مهطبطليش اللي بتعمليه ده؟
أجابت صغيرها بنبرة هادئة متصنعة للبراءة: وأني عملت إية عاد يا ولدي، الحج علي اللي بنادم لبت عمك لجل ما تاچي وتسلم عليك جبل ما تعاود على مصر
ضحكت ليلي وتحدثت بنبرة ساخرة: مهضيعيش وقت إنت خالص يا أماي
رمقتها بنبرة غاضبة وهتفت قائلة: إسكتي ساكت وخليكي في خيبتك يا حزينة.

كانت هناك من تتطلع عليهم من شرفتها التي تعتلي وقفتهم، بلهفة وعيون حزينة وقلب يتمزق ألما لأجل ما تستمعه وتراه أمام أعينها، إنها مريم، إحدي ضحايا عشق ذاك القاسم الصارم
أما تلك العاشقه التي إبتسمت ببشاشة وجه وأنتفض داخلها بسعادة من حديث زوجة عمها المشجع لها.

وتوجهت بتمهل إلى وقفتهم وهي محتضنة ذلك الملف إلى صدرها ببراءة وتحدثت إلى قاسم بنبرة رقيقه: توصل بالسلامة إن شاء الله يا قاسم، متبجاش تتأخر علينا إكدة
إبتسم لها قاسم وأردف قائلا بنيرة هادئة: إن شاء الله يا صفا، خلي بالك من نفسك وذاكري مليح لجل ما تفرحي عمي بيكي
أنير وجهها وتحدثت بطاعة جذبت بها إنتباهه ولكنه نفض رأسه سريع من تلك الأفكار: حاضر يا قاسم.

إبتسمت تلك اللعوب وتحدثت إلى ولدها: ناول رقم تلفونك الچديد لبت عمك عشان لو إحتاچت منك حاچة في مذاكرتها تكلمك يا قاسم
نظر لوالدته بعيون ملامة، لا يدري لما تقوم بكل تلك الإمور وهي تعلم علم اليقين أنه لن يتزوجها، حيث كان قد أخبرها هو من قبل عن معرفته لإنتواء خطة جده بأن يزوجه من صفا وأخبرها أيضا بأنه لا يراها إلا ك ليلي شقيقته.

تحدثت صفا على إستحياء حين رأت تلبك قاسم وإنزعاجه: بلاش يا مرت عمي، معيزاش أشغله وأعطله عن شغله
هتفت فايقة بنبرة متلهفة: واه، حديث إيه اللي عتجوليه دي يا بتي، إنت بس إشغليه براحت راحتك وزينة الشباب على جلبه حديت صفا كيف العسل
ثم حولت بصرها إلى ولدها وتساءلت بلؤم: مش إكده بردك يا قاسم؟
نظر قاسم لوالدته مستغرب أفعالها وتحدث مجبرا وهو يبتسم لإبنة عمه كي لا يحزن قلبها البرئ: أكيد طبعا يا أماي.

كانت تشعر بروحها سارحة في ملكوتها الخاص من حديث زوجة عمها الذي يحمل الكثير والكثير من المعاني
إبتسمت بسعادة مفرطة لم تستطع التحكم في تخبأتها وتحدثت بنيرة تكاد تصرخ من فرط سعادتها: تسلم يا قاسم ويخليك ليا
ثم أرتبكت وتحمحمت مصححه جملتها: جصدي يخليك لينا
رمقتها فايقة بنظرة إنتصار وإبتسمت بخبث.

وهنا إستمعت صفا إلى صياح والدتها التي نادت عليها بنبرة محتقنه تحمل الكثير والكثير من القلق: سايبه السواج واجف ملطوع كل ده و واجفه عنديك بتعملي إيه يا صفا؟
إرتبكت وأرتعب داخلها وحولت بصرها لتلك الغاضبة تنظر عليها بعيون زائغة
حين أردفت فايقة قائلة بنبرة سعيدة و وجه مبتسم شامت: چري أيه يا سلفتي، مالك هبيتي في البت خلعتيها إكدة على الصبح.

ثم أكملت بإبتسامة خبيثة: أني اللي ندهت عليها لجل متسلم على واد عمها جبل ما يعاود على مصر
نظرت لها ورد وحدثت حالها بغيظ، بما تفكرين وتخطتين أيتها الماكرة الحقودة، تري ما تلك الكارثه التي تختطين بإيقاع صغيرتي الساذجة بها أيتها الملعونه.

وأكملت بإستماته داخل نفسها: لن أسمح لك بإيقاع إبنتي داخل شباكك أنت وزوجك الحقود، أعلم علم اليقين أن قاسم يختلف كليا عن حقدكما، ولكن يكفي أنه ولدكم، فهذا وحده كفيل بألا يشفع له عندي مهما مر العمر
حولت صفا بصرها إليهم من جديد وتحدثت إليه بنبرة حزينة وعيون ناظرة أسفل قدميها: توصل بالسلامة يا واد عمي، بعد إذنكم.

وتحركت سريع إلى سيارتها وأستقلتها تحت أعين ورد التي تحدثت بنبرة جامدة إلى قاسم: توصل بالسلامة ان شاء الله يا ولدي
أجابها قاسم بإحترام: الله يسلمك يا مرت عمي
تحركت سيارة صفا منطلقه لخارج البوابة الحديدية الخارجية
وتلاها قاسم الذي إستقل سيارته بجانب السائق وتحرك بها متجه إلى مطار سوهاج ومنه إلى مطار القاهرة
ألقت ورد نظرة غاضبة على فايقة ثم إستدارت معاودة لداخل منزلها بشموخ.

إبتسمت فايقة بشماتة وتحركت هي الأخري إلى الداخل، في حين إقتربت منها ليلي التي كانت شاهدة على تلك المسرحية الهزليه
وتحدثت ليلي إلى والدتها بعدم إستيعاب: نفسي أدخل چوة دماغك وأعرف إيه اللي هيدور چواها يا أماي،
واكملت بتساؤل حائر: منين مهطجيش سيرة ورد وفي نفس الوجت بتحاولي بكل جوتك تجربي بتها صفا من قاسم أخوي؟

إبتسمت فايقه وأجابت صغيرتها بنبرة يملؤها الغل: ده تخطيط واعر و شغل عالي على كبير، يصعب على الصغيرين اللي زيك فهمه يا بت بطني
وأكملت بنبرة تهكميه وهي ترمقها بنظرة غاضبة: خليكي إنت في مذاكرتك في الكليه الخيبانه بتاعتك اللي دخلتيها بمجموع الشوم اللي چبتيه بالعافيه
ودلفت وتركت ليلي التي زفرت بضيق من حديث والدتها المتهكم عليها.

أما بشرفة مريم التي تنهدت بأسي وروح محبطة من ما رأت بعيناها وأستمعته بأذناها منذ القليل، وما أن إلتفت بجسدها حتى فزعت وأتسعت حدقة عيناها حين رأت والدتها تقف بوجهها، تربع ذراعيها وتضعهما فوق صدرها
هتفت مريم بصياح بنبرة مرتجفة من هول الصدمة: خلعتيني يا أماي، فيه حد بيدخل يتسحب على حد إكدة؟
كانت ترمقها بنظرات غاضبة وأردفت قائله بنبرة ساخرة: أچيب لك طاسة الخضة لجل ما تخطيها يا عين أمك.

إبتلعت مريم لعابها من طريقة والدتها المتهكمة فتساءلت بإستفسار مترقب: إية اللي حصل يا أماي لمسخرتك على دي
أجابتها نجاة بنبرة حادة: صح معرفاش حصل إية يا مريم؟
حصل إنك بتجللي من جيمتك وترخصيها مع ولد فايقة،
إنتفض جسدها وأبتلعت لعابها رعب من حديث والدتها المفاجئ وأرادات الإنكار كي تنجي بحالها من بطش تلك الغاضبة
فهتفت بنبرة زائفة وإنكار: كلام إيه اللي عتجولية دي يا أما، وأني مالي ومال قاسم.

خرجت من حياة إبتسامة مهمومة وأردفت قائله بنبرة حزينة: بس أني مجبتش سيرة قاسم يا مريم
تنهدت بأسي ثم إقتربت على صغيرتها وأمسكت يدها وتحركت بها للداخل حتى وصلتا إلى التخت وجلستا،
أخذت نفس عميق وزفرته وتحدثت بهدوء: إسمعيني زين يا بتي وإفهمي حديتي صح لجل ما تحفظي كرامتك ومتهينيهاش على الفاضي.

واسترسلت حديثها العاقل: عمك قدري ومرته مهيسبوش مال عمك زيدان يخرچ من بنات إكفوفهم، وهيعملوا المستحيل لجل ما يچوزوا قاسم لصفا
يعني تنسي اللي عتفكري فيه دي لانه مهيحصلش واصل، أول هام زي ما جلت لك اللي ناوي عليه عمك ومرته
وتاني هام إن قاسم مهيفكرش فيكي ولا شايفك جدامه من الأساس
ولا كمان بيفكر في صفا ولا شايفها، جملة حاده غاضبة هتفت بها مريم.

فأجابتها نجاة: صح هو مهيفكرش فيها، بس عمك ومرته عيفكروا وهما دول الأهم، ده غير إن چدتك لمحت لي جبل سابج إن چدك بيفكر يدي صفا لقاسم لچل ما يكون مطمن عليها
تنهدت بأسي حين رأت غشاوة الدموع المتكونة داخل أعين صغيرتها الحزينة فتحدثت بنبرة مهمومة: يا مريم أني خايفة عليكي من خيبة الأمل، إنت لساتك إصغيرة ومهتتحمليش وچع خيبة الأمل وكسرة النفس يا بتي،.

وأكملت برجاء وهي تمسك بكف إبنتها: لو كت غالية عنديكي صح خرچي الموضوع دي من نفوخك واصل
قالت كلماتها وتحركت إلى الخارج في حين إرتمت بجسدها تلك العاشقة الصغيرة وأجهشت بالبكاء الذي تحول إلى نوبة بكاء مريرة.

بعد حوالي ساعتان
كان يتحرك داخل رواق مكتب المحاماه الخاص به يخطو بخطوات واثقه تتسم بالرجولة والجاذبيه لكل من يراه، متوجه إلى غرفة مكتبة،
وصل لها وخلع عنه حلتة وعلقها فوق العليقة الخاصة بها، وشمر أكمام قميصه وكاد أن يجلس إلا أنه إستمع إلى طرقات فوق الباب، وقبل أن يأذن للطارق بالدلوف وجد الباب يفتح وتدلف عبره تلك الجميلة بطولها الفارع وجسدها النحيل،.

إنها إيناس ذات الوجه الجميل ظاهريا، حيث لا تظهر ملامح وجهها بوضوح وذلك بفضل مساحيق التجميل التي تضعها فوقة بكثرة، و شعرها الأسود الحريري الذي يهفهف خلف ظهرها حيث أنها تركت له العنان ليتنفس ويرفرف بحريه خلفها
إبتسم لها بسعاده أما هي فتحركت إليه والتصقت به بلهفة مفرطة وكادت أن تقبل وجنتيه لولا ساعديه الذي وضعهما وكانت كالسد المنيع،.

وإبتعد عنها وهو يزفر بضيق وتحدث بنبرة صوت غاضبة معنف إياها: وبعدين معاكي يا إيناس، أنا كام مرة نبهت عليك وقولت لك بلاش الحركات اللي بتعمليها دي، ومع ذلك مصرة عليها مع إنك عارفه ومتأكدة إنها بتضايقني وبتخرجني عن شعوري
تأففت بتملل وأجابته بضجر: وأنا كام مرة قولت لك إني مبعملش كده غير معاك إنت وبس، وإن المفروض إن ده شيئ يسعدك ويحسسك أنا قد أيه بحبك وبتوحشني لما بتغيب عني.

ضيق عيناه مستغرب حديثها وتساءل ساخرا: وسيادتك عاوزة تعملي كدة مع مين تاني يا هانم؟
ثم أردف قائلا بنبرة غاضبة مشيرا بسبابته إليها مهددا إياها: إيناس، لأخر مرة هنبهك وهقول لك الموضوع ده ما يتكررش تاني، مش عاوز أغضب ربنا أنا، عاوز علاقتنا تبقا محترمة وفي إطار الشرع علشان ربنا يبارك لنا في حياتنا.

تنهدت وظهر الحزن فوق ملامحها فتحدث هو مفسرا ردة فعله بنبرة أهدي قليلا: يا إيناس من فضلك حاولي تفهميني، أنا عارف إن نشأتنا وتربيتنا مختلفه عن بعض، بس أنا عاوزك تتطبعي بطبعي عشان لما نتجوز ونروح الصعيد محدش ينتقد أفعالك وميحسوش إنك مختلفه عنهم
ثم نظر إليها وأردف قائلا بنبرة حنون كي ينسيها حزنها الذي أصابها من ردة فعله العنيفه: فهماني يا حبيبتي؟

إبتسمت له وتحدثت بسعادة وكأن شئ لم يكن: ومين غيري يفهمك يا قاسم، أنا بس مش عوزاك تحبكها علينا أوي كده، أنا بحبك وإنت بتحبني وهنتجوز، يبقا إيه المانع لما توحشني أحضنك وتحضني، واكملت بلا مبالاة: أنا مش شايفه إن الموضوع يستدعي كل غضبك ده؟!

أجابها وقد تملك الغضب من ملامحه من جديد أثر حديثها المرفوض بالنسبة له: المانع إنه حرام يا أستاذة يا بتاعت الشرع والقانون، لا والمصيبه إنك شايفه إن الموضوع عادي ولا يستدعي الغضب.

وأكمل بنبرة تحذيريه ولهجه صعيدية لم يستطع التحكم بها: إسمعي يابت الناس، أني بطبعي مبحبش أعيد حديتي مرتين، لكن معاك بعيده كتير وده شئ بينرفزني وبيخرچني عن شعوري، فعشان نبجوا متفجين من أولها إكدة، حكاية جربك مني وإنك تبجي عاوزة تحضنيني أول ما تشوفيني دي تنسيها خالص، وكمان شعرك ده لازم تداريه وتتحچبي،
وأكمل بضجر وملامح وجة مشمئزة: أني معارفش أصلا هفاتح أهلي كيف بزواجنا بشعرك ده.

أجابته بنبرة هادئة كي تمتص غضبته: ما أنا قولت لك قبل كده يا قاسم، لما تقرر تفاتح أهلك وتخطبني وقتها هبقا ألبس الحجاب
وأكملت بحزن إصطنعته لحالها كي تستدعي تعاطفه: وياسيدي لو قربي منك ولهفتي عليك وإنك بتوحشني لما بتبعد عني بيضايقك اوي كده، خلاص، أوعدك إني مش هرخص نفسي وأرميها عليك تاني
وأكملت بطاعة أثارته: ها، فيه حاجة تاني مضايقاك في تصرفاتي وعاوزني أغيرها؟

وضع يده فوق شعر رأسه وسحبها للخلف ثم أخذ نفس عاليا وزفرة كي يهدئ من روعه وتحدث بنبرة صارمة وملامح وجه مبهمه: إيناس، أنا عاوزك تلبسي الحجاب من إنهارده، أيه رأيك لو ننزل أنا وإنت بعد مواعيد المكتب وأشتري لك كل اللبس اللازم علشان الحجاب، وأكمل بلهجة صعيدية وإبتسامة كي يقنعها ويهون عليها صعوبة الخطوة بالنسبة لها: إنت هتتچوزي صعيدي يا بت، والصعيدي عيحب مرته وعيموت عليها ومهيجبلش على رچولته إن شعرة واحده تبان منيها جدام الخلج إكدة.

ضحكت بإنوثة مقصودة واجابته مضطرة: حاضر يا عم الصعيدي الحمش، بس ياريت بقا تسرع بخطوبتنا علشان بابا بدأ يتضايق من الموضوع ورجع يكلمني فيه تاني
أجابها بهدوء: حاضر يا حبيبتي، صدقيني قريب جدا هفاتح جدي في الموضوع
إستمعا إلى بعض الطرقات ودلف شقيقها عدنان بعدما أذن له قاسم بالدخول وتحدث وهو يقترب من قاسم محتضن إياه بحفاوة: حمدالله على السلامة يا متر، نورت القاهرة.

ربت قاسم على ظهره قائلا: الله يسلمك يا عدنان
ثم أتجه قاسم خلف مكتبه وجلس فوق مقعده المخصص له وجلس كل من عدنان وإيناس متقابلين بالمقاعد
فتساءل قاسم بنبرة جاده: طمنوني يا أساتذة، أيه أخبار القضايا إلى عندنا؟
أجابته إيناس بنبرة عملية واثقة: كلة تمام يا قاسم، مش هتصدق مين طلب إن مكتبنا يمسك له القضايا الخاصة بشركته.

نظر لها منتظرا تكملة حديثها فأكملت هي بإبتسامة فخر: عزت الباجوري صاحب شركات النقل الشهيرة في البلد
إتسعت حدقة عيناه وتحدث مستفسرا بسعاده: عزت الباجوري بذات نفسه،
أومأت له بسعادة فأكمل هو بنبرة حماسية: دي خطوة مهمة جدا وبتأكد لنا إن مكتبنا بقاله إسم وسيط بين مكاتب المحاماه
وافقاه الرأي وتحدث عدنان متباهيا: إنت مستهون بمكتبنا وبشغلنا إحنا الثلاثة ولا أيه يا متر؟

أجابه قاسم بدعابه: بصراحة كنت، بس الباجوري غير لي نظرتي خلاص
ضحك ثلاثتهم واكملوا حديثهم الخاص بالعمل.

عند الغروب
داخل الفيراندا الخاصة بسرايا عتمان
كان يجلس فوق مقعده بمفرده ينتظر رسمية التي دلفت لصنع مشروب شاي العصاري لكلاهما
خرج زيدان من منزله يتطلع إلى الحديقه، وقعت عيناه على والده الجالس بمفرده، إنتعش صدره من أثر رؤياه التي تنعش روحه وتطمئن قلبه، فبالرغم من تقدم زيدان بالعمر إلا أنه ما زال أبيه يمثل له حصن الأمان بالنسبة له.

تحرك إلى أبية بخطوات مهرولة ووقف أمامه على إستحياء وتحدث بنبرة صوت مرتجفة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيفك يا أبوي؟
أما عتمان الذي ما إن إستمع إلى صوت نجله الحبيب الذي ما زال الأقرب إلى قلبه برغم كل ما جري
لم يستطع رفع عيناه، متلاشيا النظر لداخل عيناي صغيره، وذلك كي لا يضعف أمامه وينتفض واقف ويسحبه لداخل أحضانه كي يشبع جوع قلبه.

تمالك من حاله بصعوبة وعاد إلى أدراكه راسم الجمود فوق ملامحة وأردف بصوت جاحد بارد أجاد تقمصه: الحمد لله
إبتلع غصة مريرة من معاملة والده له التي لم تتغير يوم برغم مرور كل تلك السنوات الطويلة
ضل واقف بإحراج حتى خرجت والدته تحمل بين كفيها حاملا موضوع عليه كأسان من الشاي،
تحدثت بلهفه حين رأت من كان مدللها وحبيبها القريب إلى قلبها: العواف يا زيدان.

إنتفض داخله حين إستمع إلى صوت من كانت يوم تنثرة بالحنان والدلال، أما الان فقد تغير الوضع كليا ولم يرا منها إلا الجحود الظاهري والغضب
أجابها بنبرة حنون: يعافي بدنك يا حاچة
تحدثت إلية بهدوء عكس ما يدور داخل قلبها من ثورة عاطفية: واجف ليه إكدة، أجعد إشرب الشاي مع أبوك
نظر إلى والده الذي يشيح عنه ببصره وينظر أرض بوجة مبهم، فتحدث بنبرة صوت بائسة: معايزش أضايجكم بوچودي،.

بالإذن، كلمة قالها بنبرة حزينة قطع بها أنياط قلبي والداه، وكاد أن يتحرك لولا صوت عتمان الذي تحدث بنبرة متلهفة: إجعد إشرب الشاي وياي يا زيدان
إلتفت بجسده بلهفة وتحرك عائدا من جديد، جلس مقابلا لأبيه حين هتفت رسمية بصياح حاد: حسن، يا حسن
أتت العاملة وما أن رأت سيدها الحنون الذي يشملها ويرعاها دائما ويقوم بإرسال الأموال لها كي يعينها على المعيشة وأسرتها: العواف يا سي زيدان.

ابتسم لها بحنان وأجابها: الله يعافيكي يا حسن
تحدثت إليها رسمية: إعملي شاي لسيدك زيدان يا حسن
أجابتها العاملة بنبرة حماسية: من عنيا يا ستي الحاچة، أحلا كباية شاي لسي زيدان
هز لها رأسه وأردف بشكر: تشكري يا حسن
تحركت لتدلف قطع طريقها ذاك السمج عديم الذوق موجه حديثه إليها: إعمليلي كباية شاي يا بت وهاتي لي معاها أي حاچة حلوة تتاكل.

ردت بضيق على حديث ذاك الذي دائما ما يحدثها بحدة ودائما ما يقلل من شأنها: حاضر يا سي قدري
تحرك وجلس ثم نظر لشقيقه ببرود متحدث: كيفك يا زيدان
أجابه زيدان بهدوء: الحمدلله يا أبو قاسم
ثم تحدث إلية كي يحرق قلبه ويجدد الإشتعال بينه وبين والديه، وكي لا يدع فرصة بينهم للتصالح النفسي وصفاء نفوسهم: لساتك معاند ومعايزش تريح جلب أمك وأبوك وتتچوز وتچيب لهم حتت عيل لجل ما يورث إسمك؟

نظرت له رسمية وتحدثت بنبرة متلهفة: ربنا يهديك يا أبني وتريح جلبي عن جريب لجل ما أطمن على نسلك وأشوف لك واد جبل ما أموت
تنفس بصوت عالي كاظم غيظة من مكر أخية الذي يعلم جيدا مغزاه وتحدث بنبرة متمالكة إحترام لأبية: كل واحد منينا بياخد الأربعة وعشرين جيراط بتوعه كاملين يا أماي، وأني الحمدلله ربنا إداهم لي في بتي ومرتي وتچارتي، ألف حمد وشكر على نعمته.

رمقه عتمان بغضب وزفر بضيق معلنا بهذا عن عدم تقبله لحديثه
وما أن إستمع إلى زفير أبيه وعلم بمدي غضبة حتى إنتفض من جلسته واقف وتحدث منسحب بإعتذار: بالإذن أني عشان ورايا مشوار مهم
وأنسحب سريع تحت سخط عتمان ورسمية علية وذلك لعدم إنصياعه لرغبتهم في أن يرا بناظريهما طفلا ذكرا له ويرتاح قلبيهما
أما ذاك المتشفي الذي جلس بإرتياح وأطمئنان بعد ذهاب ذاك المدلل سارق أحلامة مثلما دائما يلقبه بينه وبين حالة.

بعد مرور خمسة أشهر
داخل قصر الحاج عتمان النعماني
كان يجلس في بهو قصره هو وزوجته وولده قدري وزوجته فايقه يحتسون مشروب الشاي المحبب لديهم جميعا
وفجأة إستمعوا إلى زغاريد عالية تأتي من الخارج ويبدو أن مصدرها من منزل ولدة المقابل
تحدث الحاج عتمان بإستغراب: من وين چاية الزغاريد دي؟

لوت رسمية فاهها وهتفت بنبرة ساخرة: جايه من ناحية دوار بت الرچايبه، وأكملت بتشفي وغل: على الله يكون ولدي نصفني وبرد ناري وإتچوز وهيجيب لي الواد اللي بحلم بيه
تحدثت إليها فايقه بنبرة ساخرة: اللي ما عملها والدنيي دنيي يا عمة، هيعملها دالوك؟
ثم هبت واقفه وهي تتحرك ناحية الباب بفضول: جال يا خبر بفلوس.

لم تكمل خطواتها إلا و وجدت تلك الصفا صاحبة الوجه الصافي البرئ وهي تدلف للداخل بفرحة عارمة وعلى وجهها إبتسامة توحي إلى شدة سعادتها وهي تتحدث إلى جدها: نچحت يا چدي، طلعت الأولي على محافظة سوهاج كلاتها
إبتسم لها جدها وتحدث بسعادة لسعادتها: مبروك يا بتي.

دلف زيدان مصطحب ورد في محاولة منه بإذابة جبل الجليد الذي يفصل بينهم، وتحدث زيدان بسعادة إلى أبيه و والدته: شفتوا صفا عملت أيه، طلعت الأولي على المحافظه كلياتها
وقفت رسمية تحتضن صغيرة ولدها وتحدثت: ألف مبروك يا غاليه، ألف مبروك
ثم وجهت حديثها إلى زيدان قائلة بحديث ذات مغزي: مبروك يا زيدان، عجبال ما أبارك لك على الخبر الزين اللي هيفرح جلبي بچد.

نظرت لها ورد والحزن خيم على وجهها، فبرغم مرور تلك السنوات الطويلة إلا أن والدة زوجها لم تكل ولم تمل من عرض فتيات على زيدان من اجل الزواج بإحداهن حتى يجلب لها الحفيد الذكر التي تتمناه لنجلها الحبيب، وبالتالي علاقتها سيئة للغاية بورد لتوهمها أنها هي التي تؤثر وتضغط عليه كي لا يتزوج وينجب الذكر المنتظر.

إقترب زيدان من ورد ولف ذراعه حول كتفها محاوطا إياها برعايه وتحدث إلى والدته: وهو فيه أكبر من إكدة خبر يفرح الجلوب يا أماي؟
تحدث عتمان إلى ورد كي يطيب خاطرها: مبروك يا بتي، عجبال متجوزيها وتفرحي بيها
أجابته ببشاشة وجه: في حياتك وفي خيرك إن شاء الله يا عمي
هز رأسه وتحدث مبتسما: تعيشي يا بتي
ثم حول بصره إلى زيدان وتحدث بنبرة جاده: إتصل على قاسم يا زيدان وخليه يجدم لها في الكليه بتاعته.

نظرت إلى جدها وتحدثت بتصحيح: بس أني إن شاء الله هدخل كلية الطب يا چدي
نظر إليها عتمان وأجابها بهدوء: مهينفعش يا صفا، أني رايدك تدخلي الكلية اللي إتخرچ منيها قاسم، ليا غرض في إكدة
إبتسمت فايقه وصوبت بصرها إلى ورد بتشفي وشماتة
أما ورد التي نظرت إلى زيدان وطالعته بنظرات مرتعبه،
فتحدث زيدان إلى والده: كيف يعني مهينفعش يا أبوي، البت طالعة الأولي على المحافظه وكمان هي نفسها تبجي دكتورة.

تحدثت رسميه وهي تنظر إلى صفا بحنين وابتسامة: إسمعي كلام جدك يا صفا، چدك بيحبك ورايد لك الخير، وحديته ده فيه خير كتير جوي ليكي
نظرت صفا إلى والدها وكأنها تستنجد به، كاد زيدان أن يتحدث
فدق عتمان الأرض بعصاه وتحدث بنبرة حاده: خلاص يا زيدان، أني جولت كلمتي في الموضوع وإنتهي الأمر
وأكمل أمرا وهو يتجه إلى حجرته: تعال وراي إنت وقدري، عاوزكم في موضوع.

دلف ثلاثتهم للداخل أما رسميه التي إتجهت إلى صفا المذهوله وأخذتها داخل أحضانها وتحدثت: تعالي في حضن جدتك يا زينة الصبايا
أما فايقة التي نظرت إلى ورد وهي تطالعها بنظرة شامته متعالية وتحدثت بإبتسامة ساخرة: مبروك لصفا يا ورد، عجبال چوازها
طالعتها ورد بنظرات حارقة وتحدثت بحده: الله يبارك فيك يا سلفتي
ونظرت إلى إبنتها وتحدثت بنبرة جامدة: يلا بينا على بيتنا يا صفا.

خرجت صفا من أحضان جدتها وتحركت بجانب والدتها بتيهه وشرود وصدمة، غير مستوعبة ما حدث حولها منذ القليل.

أما بالداخل تحدث عتمان إلى زيدان كي يطيب خاطرة: متزعلش حالك يا زيدان، أني كمان زيك يا ولدي كت حابب صفا تدخل الطب وتبجي دكتورة جد الدنيي،
وأكمل بتساؤل وهو يهز رأسه بتريس: بس هو ينفع إن الحرمة تبجي أعلا من راچلها في العلام؟
ضيق زيدان عيناه مستغرب حديث والده فأكمل عتمان بنبرة صادقة شعر بها زيدان: تعرف يا زيدان، أني مخايفش على حد في الدنيي دي كلاتها جد ما أني خايف على صفا،.

وأكمل مهموم ينظر أسفل قدمية: إكمن يعني ملهاش أخ تتسند عليه، وعشان إكده أنا أخترت لها راچل زين وشديد، لجل ما يكون سندها وحمايتها من غدر الزمن
نظر لوالده وتحدث بإعتراض: بس أني بتي لساتها صغيرة على الكلام ده يا أبوي، وبعدين ليه نكسروا نفسها ونهد أحلامها
تحدث قدري إلى زيدان متلهف: لا صغيرة ولا حاچة يا زيدان، البت زينة وچسمها شديد يتحمل الچواز والخلفة.

ثم حول بصره إلى أبيه وأردف قائلا بنبرة خبيثة مع أنه يعلم علم اليقين من هو العريس المنتظر: يطلع مين ده اللي أمه داعيه له اللي جررت تدي له صفا يا أبوي
تحدث إليه عتمان بإستحسان: هو ده السؤال الزين إللي لازمن يتسأل دالوك يا قدري، العريس اللي إختارته لصفا رباية يدي، قاسم ولدك، سبعي وسبع العيله كلياتها
إنفرجت أسارير قدري وتحدث بلهفه ظهرت بعيناه إستغربها زيدان: يازين ما اختارت لإبني يا أبوي.

ثم حول بصره إلى زيدان وتحدث بنبرة زائفه: وأني و ولدي هنتجلوها بالذهب يا زيدان، صفا تستاهل الدنيي بحالها
نظر له زيدان وتحدث بعرفان: تشكر يا قدري، بتي أتجلها بالذهب وأديها لقاسم عن طيب خاطر
ثم نظر لأبيه قائلا بنيرة مهمومه: بس أيه المانع إن صفا تتچوز قاسم وفي نفس الوجت تدخل كلية الطب
تحدث إليه الجد بهدوء: والله لو قاسم وافق بإكده يبجا أني كمان معنديش أيتها مانع.

هتف قدري مسرع بإعتراض: مهينفعش يا أبوي، كيف يعني أبني هيوافج إن مرته تبجا أعلي منيه
مليكش صالح إنت يا قدري، أني هتصل بقاسم وأشوف رأيه أية، جملة قالها الحاج عتمان بنيرة صارمة.

ليلا داخل غرفة قدري وفايقة
كانت تجلس فوق مقعدها الهزاز الخاص بها تتمايل فوقه بدلال وتستمع بسعادة إلى قدري و هو يقص على مسامعها ما دار بينه وبين أبيه وشقيقه
هتفت بنبرة متلهفه وهي تمسك بهاتفها: يبجا أني لازمن أتصل بقاسم حالا وأنبه جبل ما چده يكلمه ويأثر عليه ويخليه يوافج
وأكملت بفحيح: وساعتها بت الرچايبة هتتفرد وتشوف حالها علينا أكتر وأكتر لما بتها تبجا دكتورة جد الدنيي.

أجابها قدري بإبتسامة رجل منتصر: أني مفارجش وياي لت الحريم بتاعكم ده،
وأكمل بنبرة مليئة بالحقد: أني كل اللي فارج معاي إن إبني يتچوز صفا وكل اللي چمعه زيدان طول السنين اللي فاتت من أموال وأراضي يصب في النهاية في حچر قاسم وحچري.

أطلقت ضحكة بإتساع وأردفت قائلة بنبرة متشفيه: طب دي أكتر حاچة مكيفاني في الموضوع كلاته هي إن چري زيدان وشجاه طول السنين اللي فاتت واللي چايه كمان هياخدة قاسم ويتهني بيه، وبته هتبجا تحت يد قاسم ويدي
وأكملت بغل وغيرة: وده اللي كان مصبرني وحماني من جهرت جلبي كل ما كنت أشوف تچارته بتكبر وعيشته هو والحرباية اللي إسميها ورد بترتاح كل مادا أكتر وأكتر.

إقترب منها وحاوط خصرها وتحدث برغبة ظهرت بعيناه: طب طالما فرحانه إكده ما
لم يكمل جملته لنفضها ذراعيه وإبتعادها عنه سريع كمن لدغها عقرب وأردفت قائله بنبرة تحججيه: وده وجت مسخرة بردك يا قدري،
وأكملت مفسرة بنبرة زائفة: بجول لك لازمن نكلموا الواد لجل ما ننبهه جبل ما چده يسبجنا ويكلمة، تجولي إبصر إيه ومادرك إية
رمقها بنظرة ساخطة تلاشتها هي ثم بادرت سريع بالضغط على زر الإتصال وأنتظرت إجابة ولدها.

كان يجلس هو وإيناس حول إحدي الطاولات يتناولان وجبة عشائهما داخل إحدي المطاعم الشهيرة بالقاهرة
إستمع لرنيين هاتفه نظر بشاشة هاتفه الموضوع أمامه فوق المنضدة، وجدها والداته فابتسم إلى إيناس وتحدث بإعتذار: معلش يا حبيبتي دي أمي ولازم أرد، لأني لو مردتش هتفضل تتصل ومش هترتاح غير لما تسمع صوتي
إبتسمت له بمجاملة وأردفت قائلة: أوك يا حبيبي ولا يهمك
ضغط زر الإجابة و رد قائلا بهدوء: كيفك يا أما.

أجابته وبعدما أطمأنت عليه أخبرته بما قرره جده وأمرته بإستماته بألا يوافق على إلتحاق صفا بكلية الطب وإلا ستغضب علية
كان يستمع لها بهدوء تام غير متفاجئ بالمرة، ولما التفاجئ وهو كان يستشعر وينتظر ذاك القرار منذ الكثير
إنتظر حتى إنتهت من حديثها بالكامل، ثم أجابها بنبرة تهكمية: والله عال، طب والله كتر خيرة چدي إنه تعب حاله وهياخد رأيي في كليتها،.

وأكمل بنبرة غاضبه: الظاهر إكدة إن چدي مبجاش عامل لوچودي أيتوها حساب، ده جرر عني وأدي كلمته لعمي من غير حتى ما يستشرني ولا ياخد رأيي، ولا كنه الموضوع يخصني
تحدثت فايقه بتملل: إسمع يا قاسم عشان تريح حالك وتريحنا معاك، موضوع چوازك من صفا ده محسوم أمرة وأني وأبوك موافجين، وإنت كمان لازمن توافج لأنه فيه خير كتير ليك ولينا كلياتنا.

أجابها بتملل وضجر: بصي يا أما ومن الأخر إكدة، أني مليش صالح بلعبة الجط والفار اللي بينك إنت وأبوي وبين عمي ومرته، وياريت بجا تخرچوني من مشاكلكم وحسباتكم دي كلياتها، لاني مش هبجا طرف فيها حتى لو على رجبتي
هتفت فايقة بنبرة غاضبة: كنك إتچنيت يا قاسم.

جذب قدري الهاتف منها وتحدث بنبرة حادة تنم عن مدي غضبة: چري أيه يا قاسم، منشف راسك ومهتسمعش الحديت ليه يا ولدي، چدك جال كلمته وجرر إنك الوحيد اللي هتجدر تصون بت عمك وتحميها من غدر الزمان، وإحنا لازمن نطيعوه لأن جرارة ده فيه خير كتير ليك
أجابه قاسم بنبرة حادة: يروح يچوزها لفارس أخوي ولا حتى ليزن واد عمي منتصر، لكن أني مهكونش تابع لرأي حد، و مهتچوز غير واحده يشاور عليها جلبي جبل عجلي.

نهره قدري قائلا بنبرة صارمه: إوعاك يا واد تفكر حالك كبرت عليا وفيك تعصي أوامري وأوامر چدك، ده انت تبجا غلبان جوي يا واد فايقة، ولازمن تعرف إن الچوازه دي لو متماتش كيف ما أني رايد لا أنت ولدي ولا أعرفك،
وأكمل مهددا بصياح: وأني وچدك هنتبروا منيك ومليكش عندينا لا ورث ولا دياولو، ومن الصبح تفضي الشجة اللي إنت جاعد فيها والمكتب والعربية، إظن ما أنت خابر إنهم بإسم چدك يا حزين.

وأغلق الهاتف في وجهه دون إضافة حرف أخر، ودون إعطاء ولده حق الرد
تأفف قاسم فتساءلت تلك التي توقفت عن تناولها للطعام وجلست تتسمع عليه وتراقب حديثه وإنفعالات وجهه
وتساءلت بإستفسار بنبرة مرتجفة: فية ايه يا قاسم، إية اللي حصل خلاك تتنرفز أوي كدة؟
زفر بضيق ومسح على وجهه في محاولة منه بضبط النفس وأجابها بلكنة صعيدية: مفيش حاچة يا إيناس، حكاية ملخبطة إكدة ويا چدي وهحلها جريب إن شاء الله.

تحدثت بإستماتة وفطانة: أرجوك يا قاسم متخبيش عليا وإحكي لي إية اللي حصل، أنا قدرت أفهم من كلامك مع مامتك إن الموضوع يخص جوازك، وأظن ده موضوع يخصني زي ما يخصك بالظبط، فلو سمحت ياريت تحكي لي اللي حصل وتحطني معاك في الصورة
فاستسلم قاسم بالاخير وتنهد وقص على مسامعها كل ما دار بينه وبين أبوية من خلال تلك المحادثة
إنتهي من سرد التفاصيل ونظر لها يترقب ردة فعلها على ما قام بقصه على مسامعها
أما إيناس ف.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة