قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الختامي

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الختامي

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الختامي

بعد مرور عامان أخران
ليلا. ليلة وقفة عيد الأضحي
داخل منزل زيدان
كانت الساعة قد تخطت الثانية عشر مساء ومازال هؤلاء الأطفال يمرحون ويركضون حول ذاك الجالس ببهو منزله بسعادة بالغة وكأن الله يعوضه هدوء منزله وعزلته السابقة بهولاء الملائكة الصغار.

تحدثت ورد التي أتت من المطبخ تحمل بين ساعديها هي وصابحة كل ما لذ وطاب من حلوي ومسليات وفواكة العيد التي تدخل البهجة والسرور على قلوب الجميع: معتناموش ولا إيه إنتوا إنهاردة؟
وأكملت بنبرة حنون: يلا روحوا إجلعوا الخلجات دي جبل ما تتكرمش وتبوظ وتحتاچ تتكوي، ولا يدلج عليها وكل ولا عصير من اللي عتاكلوه ده.

وأسترسلت حديثها بعدما وضعت ما بيدها ورفعت كفيها لأعلي في حركة إستسلامية: أني وصابحة وهدية معادش فينا صحة تاني لا لغسيل ولا مكوى
ضحك زيدان وتحدث بنبرة تهكمية: مش كان نفسك في عيال كتير زمان، وكنتي عتشتكي من الهدوء اللي عايشين فيه
وأكمل ساخرا: أهي بتك وسلايفها رموا لك العيال لجل ما يروجوا هما على حالهم، إتحملي بجا يا أم العيال.

ضحكت وهي تجلس بجوارة وتناوله مشروب الشاي الذي أتت به تلك العاملة هدية: متحملة يا سيادة النايب وعلى جلبي كيف العسل كمان
وأردفت مفسرة: أني بس عوزاهم يدخلوا يناموا لجل ما يفوجوا على صلاة العيد ويصلوا ويا چدهم الحاچ عثمان
تحدث مالك الذي بالكاد أكمل عامه الرابع: مش تخافي يا تيتا، إحنا عنفضل صاحيين ومش عنام وعنصلي مع چدي ونحضر الذب. ح ونفرجوا اللحمة كمان
وأكمل مفسرا بفخر: بابا هو اللي جال لي إكده.

وافقاه الرأي الصغيران فارس ويزن التابعان لمالك ويتحركان بأمره ويتبعاه كظله، حيث أنه يكبرهم بعام ولذا يعتبر حاله مسؤلا عنهما
هرولت جميلة التي أكملت عامها السابع إلى زيدان وتحدثت بإعتراض وغضب طفولي: ليه يا چدي مش جبت لي بدلة ظابط كيف مالك ويزن وفارس؟
ضحكت ورد بصوت عالي وهتفت بمرح: وه يا بت فارس، عاوزة تلبسي كيف الصبيان إياك؟

تحدث إليها الصغير مالك الذي يرتدي بدلة الضابط ويحمل المس. دس الذي ينبعث منه أنوارا وأصوات تصنع البهجة لدي الأطفال: چدي زيدان چاب لي المس. دس والبدلة عشان أني عكون الظابط، وكمان عحميكم في العيد من اللصوص اللي عيخطفوا العيال الصغيرة
وأكمل بتفاخر وكبرياء كأبيه سابق: علشان هو عارف إني أجوي واحد إهنيه.

وتحرك إلى زيدان ووقف قبالته وتسائل بدلال وهو يميل برأسه في حركة إبتزاز عاطفي ليحثه على موافقته لحديثه كعادته: مش إكده يا حبيبي
وكعادته زيدان يشعر وكأنه إمتلك العالم أجمع حينما يقف أمامه صغير إبنته ويناديه بحبيبي ويقوم بدلاله، أمسكه بكفاي يداه ووضع قبلة شغوفة فوق جبهته وتحدث بتفاخر: إكده يا بطلي وبطل النعمانية كلاتهم.

أردفت ورد بنبرة دعابية: أه منك ومن لؤمك يا مالك، معرفاش طالع بكاش لمين يا واد، أبوك كان چد من وهو عيل إصغير
دبت جميلة بساقيها بإعتراض وتحدثت وهي تحتضن تلك العروسة التي أحضرها لها زيدان ككل مناسبة، حيث إعتبر حاله المسؤول عنهم ودائما ما يغمر أحفاده بالهدايا القيمة والملابس: أني معيزاش حد يحميني يا مالك، أني أكبر منيك وأني اللي عحميك إنت وفارس ويزن أخوي كمان.

صدح صوت جرس الباب، فتحركت صابحة وفتحته وجدت بوجهها فارس الذي تحدث: كيفك يا صابحة، عمي صاحي؟
أجابته صابحة بإبتسامة: صاحي يا سي فارس
وأكملت وهي تشير إليه للدخول: إتفضل
دلف للداخل وألقي السلام على عمه وزوجته التي تحدثت بنبرة حنون: إجعد يا ولدي إشرب الشاي ويا عمك
أجابها ذاك الخلوق: تسلمي يا مرت عمي، أني چاي أخد چميلة لچل ما تنام.

إعترضت تلك الجميلة التي تحركت إلى أبيها سريع وتحدثت بنبرة توسلية: خليني أبات إهنيه يا بابا
أجاب طفلته بهدوء بعدما حملها تحت غضبها الطفولي: معينفعش تباتي برات البيت يا چميلة، إنت كبرتي خلاص
هتفت بنبرة معترضة: إشمعنا يزن أخوي بايت إهنيه، وكمان مالك وفارس بايتين وياه؟
أجابها بهدوء: عشان هما ولاد يباتوا برة عادي، لكن إنت بنت معينفعش تباتي برة بيتك.

تحدث زيدان بنبرة حنون: خليها بايتة يا فارس، عيچري لها إيه يعني، دي في بيت چدها
قاطعته ورد التي تحدثت بحكمة: اللي فارس عيعمله هو الصح يا سيادة النايب، البيت مطرحها ومكان نومها لازمن يكون چار أمها
وأكملت وهي تنظر لتلك الغاضبة وتحدثت لتهدأتها: البت ملكة يا چميلة ولازمن نحافظ عليها ونصونها چار أمها، لكن الصبيان عيباتوا برة لانهم جللات رباية.

ضحكت بعدما كانت غاضبة ونظرت إلى الأطفال الثلاث بكبرياء تحت غضبهم، وتحرك بها أبيها متجه إلى مسكنه ومريم
همس زيدان بجانب أذن ورد قائلا بدعابة: جومي نيمي الجرود دول لجل ما نلحج نجول كلمتين جبل ما الفچر يأذن
إبتسمت له وتحدثت: كلمتين إيه اللي عتجولهم يا راچل في وسط محطة مصر اللي إحنا فيها دي
ضحكا سويا وأكمل حديثهما وسط ضجيج ومرح ولهو الأطفال الذين أضافوا البهجة والسعادة والسرور على المنزل.

وصل فارس إلى مسكنه، وجد مريم تجلس بوسط البهو تشاهد شاشة التلفاز وهي تتناول المسليات ويبدوا على وجهها الضيق والغضب
تحركت إليها جميلة وأحتضنتها قائلة وهي تنظر إلى وجهها: شكلك حلو جوي يا ماما وإنت مزوجة وشك إكده
أما ذاك الذي نظر لها بإنبهار لجمالها الذي زاد من مجرد رتوش بسيطة وضعتها على ملامح وجهها الرقيقة، وملابسها التي أظهرت مدي أناقتها وانوثتها، لكنه إستغرب حدة ملامحها وغضبها الظاهر على وجهها.

سألها مستفسرا بتعجب: مالك يا مريم، جالبة خلجتك ليه إكده؟!
نظرت له بضيق وتحدثت إلى إبنتها: إدخلي غيري هدومك ونامي يا چميلة عشان تجومي للعيد وإنت فايجة
دلفت الطفلة وتحرك هو وجلس بجانبها وسألها من جديد وهو يضع كف يده فوق وجنتها: فيه إيه يا حبيبتي، مالك؟
نفضت يده بشدة وتحدثت بنبرة حادة: فيه إنك سايبني جاعدة لوحدي كيف الچارية اللي مستنية سيدها وجاعد تحت تضحك وتتساير يا فارس بيه.

إتسعت عيناه وتحدث بنبرة جادة: كنك إتچنيتي وعجلك طار يا مريم، محسساني إني كنت جاعد في كبارية وعتفرچ على الرجاصات وماسك الكاس في يدي
وأكمل بنبرة ساخرة: وبعدين ما أنت شيفاني وأني جاعد في الچنينة ويا قاسم ويزن وحسن
هتفت بنبرة حادة: قاسم وحسن طالعين لشججهم من ياچي ساعة وأكتر يا أستاذ، مش كيفك إنت ويزن بيه اللي مهملين حريمكم ولا كنها ليلة عيد
ضحك وهتف بنبرة ساخرة: هو ده اللي جاهرك جوي إكده.

وأكمل مفسرا: أني ويزن كان فيه موضوع مهم خاص بالمحچر ولازمن نتحدتوا فيه، إرتاحتي إكده يا مريم؟
نظرت إليه ومطت شفتاها بضيق، وإقترب منها وتحدث بنبرة ذات مغزي: إنهاردة العيد يا أم يزن، إفرديها أومال الله يرضي عليك
وأكمل بنبرة حنون: وبعدين هو أني أجدر أبعد أو أتأخر عن الجمر دي
لانت ملامحها ونظرت إليه بعتاب حزين أحزنه فتحدث وهو يمسك رأسها ويقبل مقدمتها قائلا: حجك علي يا حبيبتي، متزعليش.

وأكمل بنبرة حنون: كله إلا زعلك يا مريم، وحياة فارس عندك لتضحكي
إبتسمت إليه ووقف هو وأمسك يدها وتحرك إلى داخل غرفتهما
- -.

داخل شقة قاسم وصفائه النفسي والروحي، وبالتحديد داخل المطبخ، تقف تلك الجميلة أمام الموقد لتعد لحبيبها قهوته المفضلة، ترتدي ثوب رقيق بص. در مفتوح وذراعين مكشوفين، قصير للغاية يكشف عن ساقيها وحتى منتصف الفخ. دين، واسع فضفاض كي يستوعب بطنها المنتفخ جراء وصولها لشهرها السادس من الحمل، إنتهت من إعدادها وسكبتها ثم إلتفت لذاك الجالس حول تلك المنضدة التي تتوسط المطبخ.

أردفت قائلة بنبرة رقيقة حنون وهي تبسط ذراعها لتناوله إياها: جهوتك يا حبيبي
تناولها من يدها وأردف بنبرة رجل عاشق: تسلم يدك يا غالية
وضع قدح القهوة أمامه ثم أمسك كفها الرقيق ووضع به قب. لة حنون وسحبها وأجلسها فوق ساقيه، إبتسمت إليه وتحدثت بنبرة قلقة: خليني أجوم اجعد على الكرسي أحسن ما أوچع لك رچليك.

وضع كف يده فوق وجنتها وتحس. سها بحنان وتحدث قائلا بنبرة دعابية: كنك إتخبلتي ومعارفاش إنت متچوزة مين يا بت زيدان، عتشكي في جدرات حبيبك إياك؟
ضحكت وتحدثت بنبرة نافية: عارفة ومتوكدة زين إني متچوزة سبع الرچال اللي ماله زي
وأكملت بنبرة حنون: بس أني عخاف عليك من نسمة الهوا اللي عتجرب من رموشك يا حبيبي
يا بوووووي على كلمة حبيبي اللي كيف الشهد وهي طالعة من خاشمك. جملة هائمة قالها ذاك الولهان.

إبتسمت له، مد هو كف يده وألتقط قدح القهوة وقربه أولا من أنفه ليشتم رائحتها العبقة، أغمض عيناه وهمهم بتلذذ تحت سعادة تلك الناظرة عليه بعيناها الهائمتان، أنزل القدح لمستوي فمه وأرتشف رشفته الأولي بتلذذ وأستمتاع وهو يشدد من ضمته بيده الأخري التي تحتوي خص. ر حبيبته
فتح عيناه ونظر إلى تلك المبتسمة التي سألته بإهتمام: عچبتك الجهوة؟

أجابها بنبرة عاشقة: أي حاچة عتحطي يدك فيها عتعچبني، وجوي كمان يا ست البنات.

إبتسمت خجلة، وأمسك هو إحدي حباة الشيكولا المحببة لديها و وضعها بداخل فمها، أقتضمت نصفها تحت خجلها وقرب هو النصف الاخر من فمه وقام بمضغها، ثم أمسك رأسها وجذبها عليه ليلتقط شفت. اها في قبل. ه شغوفة يتذوق من خلالها طعم الشيكولا من فوق شفتاها، طالت بينهما القب. لة بمنتهي المتعة والإشتياق الجارف حتى أخرجهما مما هما عليه ركلات صغيرها الذي تحرك داخل أحشائها بشدة ألمتها وانتفضت على أثرها.

سألها متلهف ذاك الذي إرتعب داخله لأجلها: مالك يا حبيبتي؟
وضعت هي كف يدها تتح. سس موضع جنينها الثاني وتحدثت متألم. ة بدلال: ولدك ممبطلش تخبيط فيا، تعبني جوي يا قاسم
نظر لها بحنين ثم وضع كف يده فوق أحشائها وتحدث إلى جنينه: تاعب أمك وياك ليه يا زيدان
إنتفض قلبها ككل مرة تستمع بها منه إنتوائه على إطلاق إسم زيدان على جنينهما فتحدثت وهي تتلمس وجنته بلمسة حنون: چد عتسمي ولدنا زيدان يا قاسم؟

نظر لها ومازال يتح. سس موضع جنينه بلمس. ة حنون كي يبعث إليه الطمأنينة ويحسه على التراخي، وتحدث بنبرة صادقة: چد يا جلب قاسم، وده عيكون رد لچميل عمي الكبير علي
واسترسل بعيناي شاكرة: أجل واچب أعمله وياه هو إني أخلد إسمه في الدنيي بعد ما سامحني على كل اللي فات ورچع لي حياتي من چديد
إبتسمت إليه ورمت رأسها على كتفه وتحدثت بإستحسان وعرفان: ربنا يحميك ويحفظك لجلبي يا حبيبي.

لف ذراعيه حولها وتحدث بإنتشاء: ويخليك ليا يا عيون جلب قاسم من چوة
ثم تحدث ليحثها على النهوض: يلا يا حبيبتي ندخل أوضتنا لجل ما تفردي ضهرك على السرير عشان متتعبيش
وأكمل بنبرة حنون: كفاية عليك تعب لحد إكده، وكمان عشان تلحجي تنامي لك كام ساعة جبل ما نصحي لصلاة العيد.

إبتسمت إليه بعيناي شاكرة لحنانه الزائد عليها، ووقفت مستندة بيدها على ظهر المقعد بحذر لأجل طفلها، ثم وقف هو وأمسك يدها وتحرك بجانبها متجهين إلى الداخل حتى وصلا إلى تختهما، أمسك بيده ملائة السرير ونفضها لتتطاير ورقات الورود المتناثرة عليه والتي وضعتها هي بمساعدته للإحتفال الخاص بليلة العيد التي تمت بين العاشقان منذ ما يقارب من الساعة.

حيث كان جو الغرفة عبارة عن إضائة خافتة بجانب الشموع والموسيقي والورود التي أحضرها قاسم وقام بنثرها هو وحبيبته وتوزيعها ليستمتعا معا بتلك الأجواء الرومانسية
ساعدها بتمددها على التخت ودثرها بعناية تحت الفراش ثم تحرك للجانب الاخر وتمدد بجوارها، فرد ذراعه وسحبها بهدوء وأدخلها داخل أحضانه، ثم وضع قبلة حنون بجانب شفتها وتحدث بنبرة رجل عاشق: تصبحي على خير يا نبض جلبي.

أجابته وهي تتثاؤب من شدة نعاسها وإرهاقها المصاحب لها جراء حملها: وإنت من أهله يا حبيبي
وبعد قليل كانت تغفو بسلام داخل أحض. ان ذاك الذي بات ينظر إليها بقلب حنون محب عاشق لكل ما بها، وبعدها غاص بغفوته
- -
داخل غرفة النوم الخاصة بيزن وأمل
كان يتمدد فوق فراشه فاردا ذراعه بجانبه فوق الوسادة، يحتضن به أمل التي أتته كمكافأة من رب العالمين على رحلة صبره الطويلة على إبتلائه الصعب بزواجه من ليلي.

نظر إليها وتسائل بعيون هائمة: مبسوطة يا حبيبتي
إبتسمت خجلا من مقصده وتحدثت بنبرة حنون: وجودي جنبك وجوة حض. نك ده بالنسبة لي أكبر سعادة يا يزن
ثم وضعت يدها فوق ذقنه وتحسس. ته قائلة بعيناي سعيدة: إنت أحلا حاجة حصلت لي في عمري كله
وبدون سابق إنذار إبتسم ضاحك وهتف ليذكرها: فاكرة يا أمل أول يوم إتجابلنا فيه أني وإنت
ضحكت بشدة واسترسل هو: يا أبوووي على تجل دمك وتكشيرة وشك في اليوم دي.

إكفهرت ملامحها وخرجت من بين أحض. انه وتحدثت بنبرة حادة: إتلم يا يزن وخلي ليلتك تعدي
قهقه بشدة وهتف قائلا بنبرة صادقة: عغشك إياك يا أمل، مفكراش حالك وإنت عتتحدتي وياي يوميها إياك
وأعتدل بجلسته وأكمل مقلدا إياها حينها: مش تفتح يا بني ادم إنت، إيه، أعمي مشايفش جدامك
وأكمل ساخرا تحت ضحكاتها العالية التي لم تستطع السيطرة عليها: ولما أنت مبتشوفش زين، عتسوج عربيات وتجرف الخلج وياك ليه.

قهقهت عاليا على طريقته الساخرة وهو يذكرها بما مضي وتحدثت بحنين: يااااااه، إنت لسة فاكر يا يزن
نظر لها بعيناي عاشقة وهمس بنبرة حنون: كيف أنسي وأني كل لحظة جضيتها وياك محفورة جوي جلبي جبل عجلي يا ضي عيني.

ترقرقت عيناها بدموع الفرح من شدة سعادتها بحديث حبيبها النبيل، وتحدثت بنبرة حنون وهي تسحب رأسه وتدفنها داخل ص. درها وتحتويه بذراعيها بحنان: أنا بحبك أوي يا حبيبي، ومهما حاولت أقول لك كلام الدنيا كله مش هيقدر يوصف لك ولا يعبر عن اللي جوايا ليك، وعن قد إيه أنا مبسوطة ومرتاحة في حياتي معاك
وتنفست براحة وأردفت قائلة بنبرة صادقة: ده أنا كل يوم بحمد ربنا وبشكر فضله على نعمة وجودك في حياتي يا يزن.

دفن رأسه أكثر داخل أح. ضانها وتحدث: ربنا يخليك ليا يا حبيبتي
ثم خرج من بين ضم. تها، مال بجزعه جانب ومد يده وفتح درج الكومود، أخرج علبة قطيفة وأعتدل إليها من جديد وتحدث بنبرة سعيدة وهو يقدم لها الإسوارة التي بداخل العلبة: كل سنة وإنت طيبة يا ست البنات
إتسعت عيناها بذهول وتحدثت بنبرة شديدة السعادة: الله على رقتك وذوقك يا يزن.

وأكملت بحماس وهي تنظر إلى يدها والإسوارة التي ألبسها إياها للتو: الأسورة تجنن، حلوة أوي بجد
أمسك كف يدها و وضع قب. لة رقيقة عليه ثم تحدث بحنان: مبروك عليك يا حبيبتي، كل سنة وإنت طيبة
إبتسمت إليه وهتفت بسعادة: وإنت طيب يا قلبي.

- -
كانت تتمدد بجواره فوق فراشهما، تسحبت على أطراف أصابعها كي لا يشعر بها ذاك الغافي ودلفت إلى المرحاض الخارجي وأخذت حماما دافئ، بعد حوالي النصف ساعة كانت تقف أمام مرأتها بعدما صففت شعرها، ثم قامت بوضع مساحيق تجميل عدة فوق وجهها إستعدادا للذهاب متشوقة إلى منزل جدها لقضاء الإحتفال بعيد الأضحي، حيث أنها المرة الاولي التي تنزل بها إجازة منذ أن سافرت إلى زوجها كعروس.

تحركت إلى ذاك الغافي بعدما إنتهت من وضع جميع مساحيقها وتحدثت بنبرة هادئة وهي تحركه بحذر من كتفه خشية غضب ذاك الذي يصاب بالغضب من أقل تصرف: عبدالعزيز، عبدالعزيز، يلا جوم، إكده عتتأخر على صلاة العيد
فتح عيناه شئ فشئ ورمقها بنظرة شامله لوجهها وثيابها وتسائل متعجب: هي الساعة كام؟!

إستدارت وتحركت إلى التسريحة وأجابته بعدما إلتقطت قنينة عطرها وبدأت بالنثر منها على ثيابها ووجهها ويداها: الساعة أربعة ونص، الفچر أذن جوم يلا عشان تتسبح وتلبس هدومك لجل ما نلحج صلاة العيد في الچامع بتاع چدي اللي چار السرايا ونعيدوا وياه
تحدث بنبرة حادة ونظرات متعجبة: وإحنا إيه اللي عيودينا نصلوا العيد ونعيدوا عند چدك؟!
نظرت إليه وتحدثت: أومال يعني عاوزنا نجضي العيد فين يا عبدالعزيز؟

سحب جسده وأعتدل بجلسته وهتف ساخرا: على رأيك عنجضوة فين، عيكون في بيتنا إهنيه ويا أهلي وعيالي مثلا؟
شعرت بسخريته وبداية غضبه فقررت اللعب معه بذكاء لتستدعي تعاطفه معها والانصياع لها كما نصحتها فايقة: حرام عليك يا عبدالعزيز، دي أول أچازة ليا من يوم ما سافرت لك من أربع سنين، وچدي وأهلي وحشوني ونفسي أحضر العيد والدبي. ح وياهم.

واسترسلت شارحة: وبعدين عيالك وخالي ومرت خالي چوم عندينا في السعودية زيارة مرتين، وكل مرة كانوا عيجعدوا بالشهرين
وأكملت بنبرة إعتراضية حزينة: مش كفاية إننا واصلين من أولة إمبارح ومخلتنيش زرتهم لحد دلوك.
زفر بضيق ومسح على وجهه ليسيطر على غضبه سريع الحضور وتحدث: يا فتاح يا عليم يا رزاج يا كريم، ما تصطبحي يا بت الناس وتعجلي وتوزني حديتك زين.

وأكمل بنبرة حادة ساخرا: لهو أني كنت جاطع تذاكر وچاي الأچازة لجل ما أحضر العيد ويا چدك وعيلتك إياك؟!
واسترسل بنبرة صارمة: العيد عنحضره إهنيه ويا عيالي وأبوي وأمي وخواتي، ومعاوزش لت حريم كتير على الصبح.

دبت بساقيها بإعتراض لكنها كظمت غيظها وكلماتها خشية غضبة ذاك العبدالعزيز وتحوله المخيف الذي وبرغم عشقه لها إلا أنه صارم جدا وأحيانا يصل لتعنيفها والعقاب بالهجر والحجز داخل المنزل بالأسابيع دون رؤية الشارع نهائي
نفض عنه الغطاء وتحرك ووقف بجانبها، ثم أمسك ذقنها ورفع وجهها إليه وهتف معنف إياها وهو ينهرها: إيه اللي حطاه في خلجتك ده يا حزينة؟

إبتلعت لعابها وأردفت بتلبك: ده ميك اب، إنهاردة عيد وأني ليا أربع سنين منزلتش النچع
مال برأسه بتعجب وهتف: ومال نزولك النچع بالهباب اللي دهناه على خلجتك دي؟!
ثم هتف بنبرة حادة وعيناي تشبه الصقر بحدتها لعلمه أنها تفعل هذا لأجل يزن ولأجل إغاظة زوجته وأقربائها التي دائما ما تثرثر وتتهمهم بالغيرة والحقد عليها: إدخلي الحمام إغسلي الهباب اللي ملخبطة بيه خلجتك دي ومعايزش أشوف حتى الكحل في عنيكي.

وأكمل مهددا بنبرة صارمة: فهماني يا ليلي
نظرت إليه وبدون سابق إنذار زرفت دموعها بقلة حيلة واستسلام، وما أن رأها ذاك المحب حتى زفر بضيق وتحدث إليها بنبرة هادئة: عتبكي ليه عاد يا بت الناس؟
تحدثت بنبرة لائمة من بين شهقاتها: صح معارفش عبكي ليه يا عبدالعزيز؟
وأكملت بنبرة حزينة: عبكي على حظي اللي ملاجيهوش ويا حد واصل
خبط كفاه ببعضيهما وتحدث: لا حول ولاقوة إلا بالله، عتجولي ليه إكده بس يا ليلي؟

أجايته من بين دموعها: كل حاچة عنديك بالإچبار، ميتا خدت برأيي في حاچة ولا عملت لي اللي أني ريداه
تنفس عاليا ثم زفر وأردف قائلا: اللي هو إيه اللي إنت ريداه يا بت عمتي؟
وأسترسل شارح: بجا لك وياي أربع سنين بحالهم، لا إطبعتي بطبعي ولا حاولتي تريحيني لجل ما بالي يرتاح وأريحك وياي.

وأكمل بنبرة تعقلية: بجا لي أربع سنين منزلتش النچع ولا حضرت العيد إهنيه، ويوم ما أنزل عوزاني أفوت عيالي وأهلي وأروح أرخص حالي عند أهل مرتي عشان يتجال علي دلدول المرة؟
وأكمل متسائلا بنبرة عاقلة: ترضيها على چوزك يا ليلي؟

تمعنت النظر إليه وهزت رأسها بنفي بعدما تيقنت صحة حديثه، أمسك كتفها وتحدث معترف بنبرة غائرة: أني كلمت قاسم بالليل وجولت له إني عوديك عنديهم بعد المغرب، بس جولت له إني مرايدش يزن يكون موچود في السرايا وجتها
وأكمل بعيون حادة من شدة غيرتة: أظن من حجي أغير على مرتي
نظرت إليه بحزن وهزت رأسها بموافقة، سحبها هو إلى داخل أحضانه وتحدث بنبرة هادئة: ربنا يهديك ليا ويكملك بعجلك يا حبيبتي.

أخرجها من جديد وتحدث بنبرة حنون: طلعي لي غيار وحصليني على الحمام لجل ما نلحج صلاة العيد
إبتسمت بخفوت وتحدثت إليه: كل سنة وإنت طيب يا عبدالعزيز
أمسك وجنتها ووضع عليه قبل. ة حنون وتحدث بنبرة محبة: وإنت طيبة وبخير يا ليلي
- -
داخل حجرة قاسم
فاق من غفوته، سحب جس. ده لأعلي وجلس، وتحدث إلى تلك الغافية بجانبة: صفا، إصحي يا جلبي لجل ما ناخد شاور عشان صلاة العيد.

تمللت تلك الناعسة التي تظل دائما متعطشة للنوم بسبب هرومونات الحمل، وهمهمت بإعتراض: أممممم، أني نعسانة جوي يا قاسم، خليني نايمة وإنزل إنت
مال على وجنتها ووضع قب. لة حنون وأردف قائلا: معينفعش يا صفا، ده عيد ولو سيبتك نايمة الكل عيجلج عليك وأولهم عمي ومرته
تمللت من جديد وأردفت بنعاس وصوت متحشرج: حرام عليك يا قاسم، ده أني ملحجتش أنام ساعتين على بعض.

تحدث وهو يحاول إيقاظها رغم عنه: معلش يا حبيبتي، عننزل نحضر الصلاة وتعيدي على الكل وبعدين عطلعك تنامي، وأنزل أني لجل ما أحضر ذب. ح الأضاحي وتفريجها
أطاعته وفاقت متغصبة على حالها متجهة إلى المرحاض بعدما قام هو على تجهيزه كي لا يحملها عبئ على عبئ الحمل.

أما داخل مسكن قدري، كان يقف أمام المرأه يلف عمامته البيضاء فوق رأسه بعناية بعدما خرج من المرحاض، حيث أخذ حمام دافئ من تحضير تلك الفايقة التي إهتمت به للغاية ليلا وصباح كي تنال رضاه ولكن هيهات، فقد بات يعاملها أسوء معاملة حتى بعدما أصبح شغلها الشاغل هو إرضائه، لكنه يعلم علم اليقين أنها تفعل هذا فقط لنيل رضاه كي يعيدها إلى قلبه من جديد ومنه إلى رضا رسمية وعودتها لمكانتها السابقة بالسرايا.

وقفت بجانبه ومسحت على كتفه بعناية وتحدثت بنبرة حنون مصطنعة: كل سنة وإنت بخير يا قدري
أجابها بنبرة جادة وملامح وجة مقتضبة: وإنت بخير
أردفت قائلة بنبرة حنون في محاولة منها كعادتها لسحبه لعالمها من جديد: لحد ميتا عتفضل زعلان مني إكده يا أبو قاسم، خاصيمك النبي لتنسي اللي حصل وترچع وياي كيف اللول.

رمقها بنبرة حادة وأردف قائلا بذكاء: هو أنت يا مرة معيتصلحش حالك واصل، تعدي السنين وتمر ولساتك كيف الحية اللي عتلف على الضحية لجل ما تمص دمها،
وأكمل مسترسلا بنبرة حادة: فكراني أهبل إياك ومواعيش لتخطيتك اللي عتخططي له لجل ماترجعي كيف ما كنتي في البيت جبل سابج
ردت عليه بمراوغة وكذب: صدجني يا أخوي إنت ظالمني، أني كل اللي عتمناه دلوك هو رضاك علي وبس.

إبتسم ساخرا بجانب فمه وتحرك للخارج تارك إياها لإستشاطتها وناره. ا الشاع. لة منه
خرج قدري من باب مسكنه وجد قاسم يتحرك داخل الرواق وبجانبه صفا، محاوط خص. رها بيده وهي تتحرك ببطئ ساندة ظهرها بكف يدها ويظهر عليها تعب الحمل جراء وصولها للشهر السادس
تحرك قاسم إلى والده وتحدث بإحترام وهو يقبل كف يده: كل عام وإنت بخير يا أبوي
أردف قدري قائلا بإستحسان: وإنت بخير وصحة يا ولدي.

ونظر إلى صفا التي تحركت إليه ببطئ وعايدته قائلة: كل عام وحضرتك بخير يا عمي
ربت على ظهرها وسألها بعدما رد معايدتها: كيفك يا بتي، زينة؟
أجابته بنبرة هادئة: بخير والحمدلله يا عمي
أتت من خلفهم تلك التي وقفت وتحدثت إلى ولدها وزوجته: صباح الخير
إقترب منها قاسم وأمسك رأسها وقام بوضع قب. لة حنون فوقها وتحدث بعدما إبتعد عنها قليلا: كل عام وإنت بخير وصحة يا أم قاسم
إبتسمت له وربتت على كتفه بسعادة وفخر.

مدت صفا يدها وعايدتها بوجه مبتسم قائلة: كل سنة وإنت بخير يا مرت عمي
ردت عليها تلك الفايقة بكلمات محددة وبملامح وجه قاسي خالي من أية تعبيرات تدل على قبولها لتلك الصافية: وإنت بخير
فبرغم كل ما حدث إلا أنها لم تتقبل صفا ولا ورد بحياتها إلى الان.

تحرك قدري إلى الدرج وتدلي ولحقته تلك الحية، أما قاسم الذي أمسك كف صغيرته ونظر لها وأماء بعيناه ليحثها على ألا تحزن، إبتسمت له تلك التي أخذت الأمر ببساطة وهدوء وتحركا سويا إلى الدرج ساندا أياها من جديد
حضر جميع من بالمنزل وحاوطوا الجد والجدة وقاموا بتقبيل كفاي يداهم ومقدمة رأسيهما تعبيرا عن الإحترام والتقدير الذي يكنه الجميع لهذا الثنائي الأصيل.

وبدأ جميع الرجال بتوزيع العملات المالية العيدية على الأطفال والنساء مما جعل الفرحة تعم على الجميع
أسرع مالك إلى أبيه وتحدث: كل سنة وإنت طيب يا بابا
حمله قاسم بين ساعديه وق. بله بسعادة وتحدث: وإنت طيب وبخير يا حبيبي
إقتربت منه صفا وقبلت وجنته وهتفت بنبرة حنون: كل سنة وإنت منور دنيتنا يا حبيبي
حاوط الصغير عنقها وقبل وجنتها وتحدث بحنان وهو يتح. سس وجنتها كقطة سيامي: وإنت طيبة يا ماما.

إلتف الجميع حول عثمان داخل الفيراندا وتحدث هو بنبرة جادة وهو يتبادل النظر بين أنجاله وأحفاده وزوجاتهم: أني رايد أخبركم بحاچة مهمة جوي لچل ما يكون عنديكم علم، وأكون خلصت ضميري جدام ربنا سبحانه وتعالي
دقق الجميع النظر إليه فأكمل وهو ينظر إلى زيدان: أني عدي ل زيدان ورثته مني كيفه كيف خواته.

إبتسمت رسمية بإستحسان لحديث زوجها الذي أخبرها به من ذي قبل، حين أردف زيدان قائلا بقناعة ورضا: أني معايزش حاچة يا أبوي، أني الحمدلله عندي اللي يكفيني وكلياته تحت أمرك وأمر خواتي وعيالهم
إبتسم عثمان وتحدث بنبرة صادقة حنون: ده حجك بشرع الله يا ولدي
وأكمل بإبتسامة حانية أثرت قلب زيدان: إوعاك تكون فاكر إني كنت عخالف شرع الله وضميري وأظلمك صح يا عزيز عين أبوك.

وأكمل وهو ينظر إلى قاسم المبتسم: إسأل إبن أخوك على الوصية اللي خليته يكتبها لي من جبل خطوبته على صفا بتك بسبوع
نظر كل من قدري ومنتصر ورسمية إلى زيدان وأبتسموا له في إشارة منهم بالموافقة والترحيب بقرار عثمان ومباركة ودعم القرار، تحت إستش. اطة قلب فايقة التي شعرت بفوز زيدان بكل شئ حتى مال أبيه.

واسترسل الجد شارح: أني كاتب في الوصية اللي بصمت عليها وختمت لجل ما أأكد على صحتها، إن ليك في ورثي كيفك كيف خواتك بالظبط، وكاتب فيها كمان حج خواتك الحريم عشان محدش يظلمهم والشيطان يدخل بيناتكم بعد ما أموت
نظر إليه الجميع بهلع يبعدون تلك الفكرة عنه، فتحدثت رسمية إلى زوجها الحبيب وعشرة عمرها: ربنا يبارك لنا في عمرك يا غالي ويخليك لينا، ده إحنا من غيرك ولا نسوي حاچة.

أقبل زيدان على أبيه ومال على كف يده ليق. بله بإحترام وتقدير وتحدث بنبرة جادة صادقة: ربنا يبارك في عمرك ويديمك فوج روسنا يا أبوي
إبتسم برضا إلى زيدان ثم توجه بحديثه إلى صفا قائلا بنبرة جادة: معلش يا بتي، عترچعي العشرين فدان لچدتك لجل ما يتوزعوا بين الكل بالعدل وبما يرضي الله.

إبتسمت لجدها وتحدثت بموافقة تحت إستحسان ورد وزيدان وتفاخرهما بإبنتيهما: أني تحت أمرك في كل اللي عتؤمر بيه يا چدي، وأكملت ضاحكة بخفة: أني أصلا مكنتش فكراهم غير دلوك لما حضرتك چبت سيرتهم.

إبتسم لها قاسم ولف ذراعه حول كتفها برعاية، نظرت عليه وتنفست بإنتشاء وسعادة، صدحت أصوات المكبرين والمهللين عبر المكبرات داخل الجوامع لتعلن للجميع عن إقتراب موعد الصلاة، تحرك الرجال بسعادة مصطحبين الجد إلى المسجد المجاور للسرايا وبدأوا بإحياء شعيرة التهليل والتكبير مما خلق حالة من السعادة والبهجة على جميع ساكني النجع.

بعد قليل كان الجد جالس وسط الفيراندا ينظر على أولاده وأحفاده وأطفالهم وهم يمرحون حول الجزارين الذين شرعوا بذب. ح الذبائ. ح إتباع لسنة نبينا الهادي المؤكدة، وبدأوا الخفر وشباب العائلة بحمل الأكياس وتوزيعها على الأهل والاقارب وساكني النجع جميعا، مما أدخل السرور على قلوب الجميع
تحدث مالك إلى والده: بابا، هو أحنا ليه بن. دبح في العيد؟

نظر قاسم إلى جده الجالس بالفيراندا وأشار قائلا بصوت جهوري عالي: روح لچدك الحاچ عثمان وهو هيحكي لك الحكاية كلياتها
وأشار إلى صغار العائلة قائلا: روحوا يا ولاد لچدكم عثمان لجل ما يحكي لكم قصة سيدنا إسماعيل مع والدة نبي الله وأبو الانبياء سيدنا إبراهيم
إبتسم الجد حين تذكر كيف كان يجمع أحفاده في الماضي ويقص عليهم قصة سيدنا إسماعيل مع حلم أبيه سيدنا إبراهيم.

إلتف الصغار حول الجد وبدأ هو بقص القصة والعبرة منها تحت سعادة الصغار ومناقشاتهم وأسألتهم الموجهة إلى الجد
أما في الداخل بدأن النساء في طهي لحوم الأضحية فور إدخالها إليهم
تحدثت ورد إلى صفا التي كانت تريد الصعود لتغفو: إجعدي كلي لك حتة كبدة محمرة تسند جلبك وتغذي عيلك وبعدها إبجي إطلعي نامي براحتك.

وافقتها الجدة الجالسة على مقعدا وسط المطبخ لتتابع تحضيرات الأطعمة الشهيرة والخاصة بذاك اليوم العظيم وتحدثت: إجعدي لحد ما الوكل يچهز وكلي ويانا يا بتي، بركة اللجمة في اللمة وخصوصي لمة العيد
نظرت إلى الجميع بتردد فتحدثت مريم التي تصنع صنية الرقاق الشهيرة والتي لا يكتمل العيد إلا بها هي والفتة: عتطلعي تنامي وتفوتي صنية الرجاج اللي ملهاش زي دي.

أكملت على حديثها أمل التي كانت تقف أمام الموقد وتصنع معجون الطماطم الخاص بالفتة قائلة بتلذذ وهي تستنشق الرائحة: ولا طشة الفتة اللي ريحتها جايبة أخر البلد
نظرت لكلتاهما وسال لعابها من مظهر الأكلات والروائح الذكية التي جعلتها تتشوق لتذوق الطعام فتحدثت بنيرة إستسلامية: خلاص هجعد وأمري إلى الله، وبلاها نوم إنهاردة.

تحدثت نجاة التي كانت تقوم بتقطيع مكونات السلطة الخضراء بجانب فايقة الصامتة: أهو إكده الكلام الزين، وبعدين كلياتنا منمناش ليلة إمبارح، نتغدوا وكل واحد يطلع على مطرحه ينام براحته
وافقها الجميع الرأي وبعد مرور حوالي ساعة، كان الجميع يلتف حول سفرة الطعام المستطيلة والتي يصل طولها من بداية حجرة الطعام إلى نهايتها، وكان عثمان قد وصي بصنعها خصيصا ختي تستوعب جلوس جميع عائلته حولها.

أما عثمان الجالس بمقعده يترأس المنضدة، فنظر ألي عائلته وشعر بالفخر وهو يري الجميع يتناولون الطعام ويتبادلون الضحكات والأحاديث المثمرة التي تؤلف بين قلوبهم وتقرب وجهات النظر بينهم
إبتسم للجميع وتحدث بنبرة صوت حنون: كل عام وإنتم بخير
نظر إليه الجميع بإحترام وردوا عليه بوجوه مشرقة سعيدة، وحينها شعر هو بإرتياح عندما تيقن بأنه وأخيرا رسي بسفينته إلى بر الأمان وأطمئن على غواليه.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة