قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الثلاثون

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الثلاثون

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الثلاثون

صرخت ورد بإسم إبنتها التي أعلنت عن إنهيارها التام وكأن جسدها لم يعد لدية القدرة على التحمل بعد، فقام برفع رايتة البيضاء وأستسلم لتلك الغيمة السوداء التي سحبتها بداخلها، وكأنها بفقدانها للوعي الكامل قد أعلنت إنسحابها من تلك المعركة الغير متكافئة.

هرولت ورد خلف ذلك الذي حمل حبيبتة بقلب يرتجف رعب على من ملكت الفؤاد وأصبحت له المعني الحقيقي للحياة، كان يصرخ بكل صوته ويأمرهم بإحضار طبيب ليفحصها، أسرع لخارج الحجرة سريع وأتجة بها إلى غرفة جانبية متجهزة ومخصصة لإستقبال أية زائرين تضطرهم الظروف للمبيت داخل سرايا النعماني.

إنتفضت مريم من جلستها وفارس الذي يجاورها الجلوس بالأريكة وباقي أفراد العائلة الذين كانوا ينتظرون نتائج تلك الجلسة الساخنة، بقلوب ترتجف رعب على ثنائي العشق، عدا تلك الحاقدة التي وصلت سعادتها عنان السماء بعدما إستمعت إلى خبر زواج قاسم على غريمتها التي لم ولن تبغض وتمقت أحدا في هذا العالم مثلما بغضتها، إنها ليلي لا غير.

أسرع الجميع يهرولون خلف قاسم عدا الجد عثمان الذي ضل جالس بمقعدة، ساندا وجهة على كفاه المتكئة على عصاة الأبنوسية، ناظرا أسفل قدماه بخزي وقهر وأل. م م. ميت، غصة مرة وقفت بمنتصف حلقة جعلتة يشعر بمرارة وبشاعة ما إقترفتة يداة بحق أحفادة الذي جني عليهم بإجبارة الأعمي، وإصرارة على الدخول بطريق لم يردة أيا منهم بل وإرغامهم بالمضي قدم وإستكمالة حتى النهاية، برغم ما يشعر به جميعهم من مرارة وألم وضياع داخل تلك الزيجات.

برفق شديد، وضع قاسم صفا فوق التخت وتحدث بنبرة مرتجفة ونظرة عين هلعة: دكتور، حد يجيب دكتور بسرعة.

إنتفض يزن بوقفتة وبسرعة البرق كان يقف أمام سيارتة التي مازالت مصطفة بمدخل حديقة السرايا عندما أحضر بها صفا من محطة القطار، وضع كف يدة ليفتح باب سيارتة ليترجلها، توقف مكانة حينما إستمع لصوت تلك الغاضبة التي صاحت من خلفة وهي تهتف متسائلة بتعجب: رايح فين يا يزن، لتكون سمعت كلام الممحون اللي إسمية قاسم ورايح تچيب دكتور لچلوعة أبوها دي كمان؟

وأكملت بنبرة مقللة لوضع صفا: متخافش على بت ورد جوي إكدة، دلوك چدتك رسمية هتكسر لها بصلة وتدعك لها بيها مناخيرها وتجوم كيف الجردة.

وأكملت وهي تتمشي بغنچ وتتحرك إليه بإنوثة إكتسبتها عن جديد وفق لما خططته لها والدتها فاقدة العزة والكرامة، في محاولة منها لإستعادتة إليها من جديد: تعال نطلعوا فوج على شجتنا لجل ما نتحدت ويا بعض ونتصافوا، وصدجني يا حبيبي، هعيشك ليلة كيف الملوك، عكون لك چاريتك المطيعة اللي عتوريك الهنا بألوانة.

شملها بنظرة إشمئزاز وأحتقار مهين لكرامتها التي وضعتها جانب لحين الإنتهاء من الخطة التي وضعتها لها فايقة بجانب إنتوائهما الذهاب إلى المشعوذ التي تعتقد أنه بإستطاعتة إرجاع يزن لأحضانها من جديد
وهتف بنبرة مميتة لشخصها: تعرفي يا ليلي، أني كل يوم بجلد حالي وبلومها على إنها عطتك فرصة وكانت دايما توصيني بالصبر عليك، إنت إية، شيطان معندوش جلب، واكمل بسؤال ساخر: إلا جوليلي يا ليلي؟

إنت عتبلعي ريجك زيينا إكدة عادي؟
يعني معتخافيش للسم اللي جوة خاشمك ده يسمم چسدك ويجتلك؟
ولا إنت كيفك كيف الحية عتجتلي غيرك بسمك ومهتتأذيش منية
ورمقها بنظرة إشمئزاز شاملة وصعد سيارتة وقادها سريع تحت غضبها العارم من حديثة الساخر، وذهب إلى المركز التابع له نجعهم لإصطحاب دكتورة أمل بعدما هاتفها لتتجهز إستعدادا لفحص صفا.

أما ذلك العاشق، الجاني والمجني علية، الج. ارح والم. جروح الظالم والمظلوم بحكايتة، فكان ينحني بجسده على مالكة القلب والروح، يضرب برفق وجنتها بكف يداه كي تستفيق، حدثها بصوت يرتجف من شدة قلقة وألم قلبه على متيمتة: فوجي يا صفا، فتحي عنيكي يا نبض جلبي، جومي علشان خاطري
فوجئ بمن يكمشة من حلتة بقبضة يدة الحديدية ويجذبه للخلف ويصيح بوجهة غاضب لملامح كاشرة: بعد يدك عن بتي لأجطعها لك وإنجلع من إهنيه.

نظر إلى عمة وما زال متسمرا بوقفتة بجانب تلك الغائبة عن الوعي وهتف بنبرة صامدة: مهتحركش من مكاني غير لما تفتح عنيها وأطمن إنها بخير
أتت العاملة حسن وهي تهرول وتبسط إحدي ذراعيها بإتجاة رسمية وتحدثت بنبرة مرتجفة: البصلة يا ستي الحاچة
إلتقطتها منها وكادت أن تقربها من أنفها لولا يد قاسم الذي أبعدها بعنف وتحدث إليها محذرا: إية اللي هتعملية ده يا چدة.

ثم نظر إلى مريم التي تزرف دموعها بغزارة على إبنة عمها الغالية وهي تتسطح فوق الفراش بجسد يشبة الاموات، وهتف بطريقة أمرة: هاتي أي برفن من عنديك يا مريم، بسرعة.

إعترضت رسمية التي قربت يدها من جديد بجانب أنف تلك المغشي عليها التي وبالفعل بدأت بالتملل والإستفاقة التدريجية، حركت أهدابها عدة مرات متتالية في مقاومة منها بفتح عينيها، تنفس بعمق وشعر بأن روحه قد ردت إلية بعدما كان قد إفتقدها مع فقدان أميرتة لوعيها.

وصل يزن تحت مسكن أمل في أقل من عشرة دقائق وذلك لسرعة قيادتة الجنونية ولقرب المسافة بين النجع والمركز، نزلت سريع وبغضون ثوان معدودة كانت تهبط من المبني حاملة حقيبها الخاصة بالفحص بعدما وضعت بها كل ما يلزم لفحص صفا، تحركت إلى السيارة وأستقلتها بجانبة، رمقها بنظرة حادة وتحدث وهو ينظر إلى الثياب المنزلية التي ترتديها بعدم رضا: إنت هتاچي معاي إكدة؟

أجابتة وهي تتفحص حالتها بإستغراب: كدة اللي هو إزاي يعني مش فاهمة؟
اجابها بإعتراض: أجصد لبس البيت الضيج دي، عتاچي معاي بية إكدة؟
رمقتة بعينان متسعة من شدة ذهولها وتحدثت وهي تشير بيدها في إشارة منها لحثة على التحرك: أولا ياريت تتحرك حالا لأن مفيش عندنا وقت علشان نضيعة في الكلام الفاضي ده.

تحرك سريع وكأنه وعي على حاله وأكملت هي بنبرة تهكمية: ثانيا بقا، هو سعادتك كنت عاوزني أقعد ألبس وأتمكيچ وإنت بتقولي الدكتورة حصل لها إغماء مفاجئ؟
واسترسلت حديثها بتساؤل حاد: ثالثا بقا وده الأهم يا حضرة، إنت مالك بلبسي يا باشمهندس؟

كان يستمع إلى حديثها الذي أصابه بالضيق وهو ينظر إلى الطريق ويقود بسرعة عالية، بصعوبة بالغة تمالك من حالة وأجابها بلا مبالاة إصطنعها بصعوبة: عتفتحي لي تحجيج عشان كلمة جولتها إياك!
خلاص إنت حرة، أني اللي غلطان عشان معايزش حد يجيب سيرتك بكلمة بطالة ويجول عليك نازلة بخلجات البيت.

إستشاط داخلها عندما إستمعت لكلماتة وتسائلت بحدة: وده مين اللي أمة داعية علية وهيقف قدامي وكمان يتكلم عني، وبعدين إنت لية محسسني إني نازلة ببچامة ولا كاش، انا لابسة ترنج محترم وواسع ومغطي كل جسمي، والناس في القاهرة بتخرج بية عادي.

تنهد بإستسلام من عناد تلك المشاكسة التي لن يستطع إقناعها بوجهة نظره مهما حاول، فتحدث بنبرة غائرة وهو ينظر لتلك الخصلة الهاربة من خلف حجابها التي وضعتة على عجل بدون إحكام: طب على الأجل دخلي شعرك ولفي حجابك زين، وأكمل متهكما: ولا دي كمان بتعملوها عنديكم في القاهرة عادي؟
شعرت بالخجل من حالها وبسرعة رفعت كفاي يداها وعدلت من حجابها وأحكمتة جيدا على رأسها.

أوقف السيارة سريع داخل سور السرايا وترجلت هي وتحركت خلفة حيث يسبق خطواتها كي يرشدها للطريق تحت إستغراب ليلي التي كانت تتوقع حضور دكتور ياسر.

دلفت إلى صفا وخرج الجميع عدا ورد ورسمية ونجاة، وقف على باب حجرتها ساندا بمقدمة رأسه على جدارها الملصق بالباب، كان يشعر بمرارة غزت حلقة، أصابتة حالة من الندم وجلد الذات جعلتة يحتقر حالة، تمني لو أن الزمن عاد بة إلى ما قبل سبعة أعوام، حين رمقه زيدان بنظرة حارقة وهتف بنبرة تهديدية: بتي لو چرا لها حاچة مهيخلصكش من يدي غير الموت يا قاسم.

وضع قدري يده على كتف زيدان وحدثه بطمأنة قائلا: إهدي اومال يا زيدان، دلوك الدكتورة عتطلع وتطمنا عليها وتبجا زينة
همست ليلي بصوت ضعيف إلى والدتها التي تجاورها الجلوس في الفيراندا بعيدا عن الجميع: هو يزن مجابش الدكتور ياسر لية، ومين المهشكة اللي چاية من بيتها بالترنچ دي كمان؟

أجابتها فايقة بنبرة هادئة تدل على راحتها وأستقرار داخلها: دي لازمن دكتورة النسا اللي عتشتغل في المستشفي بتاعت چدك، وأكملت بإشادة: حريم العيلة عيجولوا عليها شاطرة جوي
قطبت ليلي جبينها وأستفسرت بإستغراب: ودكتورة النسا هتاچي لبت ورد تعمل لها إية؟
تنفست بإنتشاء وأجابتها بسعادة ظهرت على وجهها: هو أني مجولتلكيش، مش بت زيدان طلعت حبلة.

نزلت تلك الجملة على قلب تلك الح. اقدة وكأنها قنب. لة نووي. ة أح. رقت معها الأخضر واليابس
أكملت فايقة بملامح وجة ضاحكة بهيأة شريرة دون الشعور بالتي تجاورها الجلوس وبداخلها ن. ارا شاعلة لو خرجت لفحم. ت المنزل بأكملة: كن كفة ميزانك عتطب وتتعدل والدنيي عتضحك لك من تاني يا فايقة.

رمقتها تلك التي تكاد تخرج دخان من رأسها من شدة غيرتها وهتفت بنبرة غاضبة: ومالك فرحانة لها جوي إكدة، الله الوكيل لو أني اللي حبلت ماكنتي عتفرحي إكدة
نظرت لها بإستغراب وتحدثت بقلب مهموم: عتجولي لي أني الحديت دي يا ليلي؟
ده أني مفيش حاچة جدرت عليا وك. سرتني جد موضوع حبلك دي، دي جهرتك معتفارجش جلبي يا بتي وخيبتي فيك جوية جوي، بس أني مش ضعيفة لجل ما أجعد ألطم واعدد على اللي راح،.

وأكملت بنبرة ح. اقدة: وغلاوتك عندي لدوج كل واحد في السرايا دي المر بأنواعة، كل واحد منيهم لية عندي نايبة من المصايب اللي عتطربج فوج نفوخهم، وكله هياچي بالدور
تفوهت ليلي بنبرة غاضبة: بردك مجاوبتيش على سؤالي، إية اللي مفرحك جوي إكدة إن المدعوجة طلعت حبلة؟
وأكملت بنبرة تهكمية: ولجل إكدة كنتي عتزغردي يا أما!

إبتسمت وأجابتها بتهكم: عجولك إية، ما انت عجلك إصغير ومعتفكريش إلا بعشج المعدول إبن نچاة اللي راميكي ومهيعبركيش
وأكملت بتفسير: زيدان كان على شعرة ويطلج بته من قاسم ومحدش كان عيجدر يجف جصادة ولا يلومة بعد اللي عرفوة حتى چدك بذات نفسية، وكان عيچوزها لأي حد تاني وياخد هو الچمل بما حمل،.

وأكملت بما أرعب تلك الليلي: ومش بعيد وجتها چدك كان چوزها ليزن وضرب عصفورين بحجر واحد، الأول لجل ما فلوس زيدان المتلتلة متخرچش برات العيلة كيف ما جانون العيلة عيجول، والتاني لجل ما يزن يخلف منيها العيال اللي عيمدوا جذور العيلة ويخلدوا إسم النعماني في الدنيي
وأكملت بإبتسامة سعيدة: بس كلمة المدعوجة ورد چت في وجتها بالمظبوط، أول مرة تعمل حاچة صح وتكيفني،.

واكملت بإنتشاء وتمني: ويسلااام لو الحظ ضحك وأخوك چاب منيها واد، إكدة كفة ميزانا عتبجا طبت والزمن نصفنا وضحك لينا كلياتنا، أخوك عيكوش على كل مال زيدان وشجاة بعد زيدان بنفسية مايكتبة كلياتة لبتة وولدها، وإنت عتضمني إن يزن يفضل إكدة من غير چواز
تنهدت براحة وسألتها بتملل: طب ميتا عتوديني للشيخ اللي عيخلي يزن يبجا خاتم في صباعي كيف مجولتي لي؟

أجابتها بثبات: جريب، خليكي ماشية ورا حديتي وأني عخلية يرچع لك ويترمي تحت رچليك ويتمني رضاك علية
تنهدت براحة شديدة ورفعت قامتها وهي تبتسم بسعادة من مجرد تخيلها برجوع يزن لعالمها من جديد
إلتفت سريع إلى والدتها وتحدثت بتذكر: إلا جولي لي يا أما، إنت كتي عارفة إن قاسم متچوز على المخفية صفا؟
ضحكت فايقة وتحدثت بإنتشاء وهي تضع ساق فوق الاخري بكبرياء: فكرك حاچة مهمة زي دي هعتدي من تحت يدي؟

هتفت بنبرة غاضبة: ومجولتليش لية؟
أجابتها بإبتسامة جانبية: عشان عرفاكي غبية ومعتفكريش بعجل كيف أبوك بالمظبوط، كتي عيزاني أجول لك علشان تروحي تجولي لها لجل ما تشفي غليلك منيها وتبوظي لي تخطيطي اللي عم بستناة من سنين كتيرة جوي
ألحت ليلي على والدتها كي تقص لها أصل الرواية وبدايتها، فقصتها لها مع تشديد فايقة بعدم إخبار ليلي لأي كان بما إستمعت.

بعد مدة من الوقت إنتهت أمل من فحص صفا، دلف زيدان ليطمئن على صغيرتة بعدما منع قاسم من الدخول وهددة، وجدها تتمدد ومعلق بيدها كانولا متصلة بأنبوب محلول معلق في عليقة الملابس كي يساعد جسدها على المقاومة والإتزان، وكانت أمل قد أحضرت المحلول لعلمها أن ماحدث لصفا ما هو إلا إجهاد وضغط عصبي شديد تعرضت إلية بالإضافة إلى عدم تناولها لأي طعام مما أدي إلى هبوط في الدورة الدموية.

تحرك زيدان إلى وقوف أمل وسألها عن وضع غالية أبيها فأجابتة أمل بنبرة مطمأنة: إطمن يا زيدان بيه، الدكتورة كويسة لكن محتاجة تهتم بنفسها أكتر من كده، اللي حصل لها ده طبيعي نتيجة للضغط العصبي والنفسي اللي إتعرضت ليه، ونظرت إليها وتحدثت بنبرة لائمة: ده غير إن الدكتورة مأكلتش أي حاجة من إمبارح.

تحدثت جدتها التي تجاورها الفراش بنبرة حنون وهي تتحسس وجنتها التي مازالت دموعها الجافة تلتصق بها: أني هخلي حسن تطيب لك ديك شمورد وتاكلية بشوربتة بالهنا والشفا لجل ما يسند جلبك ويجويك يا ست البنات
هزت رأسها برفض تام وتحدثت بنبرة ضعيفة: معايزاش أكل.

أجابتها أمل: لازم تاكلي يا دكتورة علشان خاطر الجنين، هو حاليا محتاج لك علشان تاخدي بإيدة وتساعدية على البقاء، لازم تعودي نفسك من إنهاردة انك مبقتيش حرة في قراراتك، لازم كمان تعملي حسابة في كل خطوة بتخطيها
وأكملت بحديث تقصد به والدتها: وإوعي في يوم مايحتاج لك تخزلية وتتخلي عنة، لانك بكدة بتدمرية وبتخسرية للأبد، وهو حاليا في أشد الإحتياج ليكي
هتفت رسمية بإشادة: يسلم فمك يا بتي، كلام زين وموزون.

إقترب زيدان من جلستها فأفسحت له ورد المجال ليجاور غاليتة، مال على جبهتها ووضع قبلة حانية فوقها وأردف متسائلا بنبرة ضعيفة: عاملة إية دلوك يا جلب أبوك؟
نظرت إلية بإنكسار وتحدثت برجاء: خدني على دارك يا أبوي، مطيجاش أجعد إهنية، حاسة حالي بتخنج وروحي عتتسحب مني
تنهد زيدان وهم بالوقوف وتحدث بنبرة طائعة لأمر صغيرتة وهو يستعد لحملها: فكراني عسيبك إهنية تاني بعد اللي حصل إياك؟

أسرعت أمل في الحديث لتمنعة من حملها قائلة بنبرة هلعة: صفا مينفعش تتحرك نهائي على الأقل إنهاردة، ده ممكن يكون فية خطورة كبيرة على الجنين
ثم تحدثت إلى رسمية قائلة: ياريت حضرتك تجهزي لها الأكل اللي قولتي عليه وعلى ما تأكلوها أنا هتحرك للمستشفي أجيب لها حقنة تثبيت للجنين، محدش عارف الإجهاد والضغط اللي إتعرضت له طول اليوم ممكن يكون ضر الجنين بإية، علشان كدة لازم أبادر وأديها حقنة التثبيت كضمان،.

وأكملت وهي توجة حديثها إلى صفا قائلة بتنبية: وطبعا مش محتاجة أقول لك يا دكتورة إن الحركة حتى ولو كانت مجرد خطوات ممكن تضر ببقاء وإستقرار الجنين إزاي
سألها زيدان مستفسرا: وعتجعد راجدة كتير في السرير إكدة يا دكتورة؟
أجابتة بهدوء: يعدي أربعة وعشرين ساعة وبعدها لو مفيش مشاكل ظهرت تقدر تتحرك لحد بيت حضرتك اللي على مافهمت إنة بعيد عن عنها بخطوات، بس طبعا هتحتاج راحة في البيت لمدة إسبوع على الأقل.

وافق الجميع وتحركت رسمية إلى الخارج وتلتها أمل وتركا صفا بصحبة والديها وأعاد غلق الباب من جديد
نظرت صفا إلى زيدان وهتفت برجاء ودموع: طلجني منيه يا أبوي، مهجدرش أعيش معاه بعد اللي عملة فيا
أومأ لها بإيجاب حين بكت ورد بحرقة على عجزها أمام صغيرتها وما جري لها من تلك الزيجة التي دائما كانت تشعر بالريبة من إتمامها.

تحدثت بنحيب وهي تلوم زيدان وتجلدة بنظراتها قبل كلماتها: ياما حذرتك وجولت لك إني ممرتحاش للچوازة دي يا زيدان، جولت لك إني حاسة إنها هتبجا سبب شجا بتي ووجع جلبها، إتريجت عليي ومصدجتنيش.
أنزل بصره إلى الاسفل خجلا.

خارج الغرفة
تحرك قاسم إلى أمل وسألها متلهف بلكنة قاهرية: طمنيني عن وضع مراتي لو سمحتي
أسرع الجميع حيث وقوفها ليطمأنوا
تنفست عاليا وأخبرتة بحالة صفا بنبرة حادة وذلك لعدم تقبلها لشخص قاسم الذي يذكرها بخائنها الذي فضل عليها فتاة اخري، شقيقتها التي وافقت بذبح. ها على يدها، نعم هي لم تكن على دراية بأية تفاصيل مما حدث مع صفا ولكن الأمر واضح وينذر بوجود إمرأة اخري.

صوبت وجهتها إلى يزن وتحدثت بنبرة عملية: من فضلك يا باشمهندس، محتاجة لحضرتك توصلني بعرببتك للمستشفي علشان أجيب حقنة تثبيت للدكتورة
أخرجت ليلي شهقة عالية وهي تسألها بنبرة تهكمية بطريقة غير لائقة: سمعيني تاني إكدة عتجولي إية يا بيضة!
يزن مين اللي عيروح معاكي في الوجت دي مستشفي مجفولة يا مهشكة إنت.

نظرت إليها بملامح منكمشة مضيقة بين حاجبيها وذلك لعدم فهمها لبعض الكلمات وتحدثت مستفسرة: إنت تقصدي إية بكلامك الغريب ده انا مش فهماكي، ويعني إية مهشتكة دي؟
ومين حضرتك أصلا؟
تحدثت ليلي بكبرياء وهي ترفع قامتها لأعلي: أني مرت الباشمهندس يزن يا حبيبتي
رمق يزن ليلي بنظرات تحذيرية وعيون تطلق شزرا وتحدث إلى أمل مغيرا معني الحديث: هي تجصد إنها خايفة عليك من طريج المستشفي بالليل إكدة.

تحرك بالسيارة واتجة في طريقهما إلى المشفي
أردفت أمل إلى يزن: مراتك شكلها بتحبك وبتغير عليك أوي، وأبتسمت واكملت بإعتراف: على فكرة، أنا كنت فاهمة كلامها كويس جدا بعيدا عن كلمة مهشتكة، وعارفة إنها كانت غيرانة عليك من وجودي معاك
قهقة عاليا بشكل مثير مما جعلها تنظر إلية بإعجاب، وصحح لها قائلا: مهشكة، مش مهشتكة
واكمل بتوضيح: ويكون في معلومك، ليلي مش مرتي
قطبت جبينها وسألته بإستغراب: مش مراتك إزاي يعني؟

تنفس بأسي وأجابها بضيق وذلك لصعوبة الموقف علية، فيزن ليس بالرجل الذي يكشف أسرار أهل بيتة، لكنه كان مضطرا لذلك، كي يضعها معه في الصورة ولمغزي داخل عقلة سنتعرف علية عن القريب: أني وليلي في حكم المطلجين، يعني أني معايش وياها في مكان واحد، ولولا چدي كان زماني طلجتها، ويمكن مكنتش إتچوزتها من الأساس
إبتلعت لعابها ولا تعلم لما شعرت براحة عجيبة غزت قلبها بعد إستماعها لهذا الإعتراف.

لكنها تحدثت إلية: غريب أوي موقفك منها، مع إني شيفاها ست جميلة جدا وتجذب أي راجل ليها
قالت كلماتها وترقبت إجابتة بأنفاس محبوسة، حين تفوة هو: وهي الحريم بالچمال إياك؟
أومال بأية يا باشمهندس؟
سؤال خبيث وجهتة أمل إلية وانتظرت إجابتة، لما؟ هي بالتأكيد لا تدري.

إبتسم بجانب فمة لعلمة مغزي سؤالها، وتحدث بدعابة وهو ينظر لعيناها تارة ولطريقة تارة: بچنانها ولسانها اللي سابجها في الرد كيف ماتكون الداية اللي ولدتها سحبتها منية
إبتسمت بخجل لعلمها أنه يقصدها بحديثه فهتفت بنبرة جادة من بين بسمتها: بتكلم جد على فكرة
رد عليها بنبرة جادة وحديث ذات مغزي: ومين جالك إني عهزر
إبتلعت لعابها وسحبت بصرها عن مرمي عيناها الهائمة التي تقطر عشق،.

وصلا للمشفي وصف سيارتة ودلف كلاهما إلى المشفي تحت إستغراب حراس الأمن، دلفت لداخل غرفة حجرتها لتجلب أنبول الدواء، حين ذهب هو إلى مكتبة لإحضار أوراق مهمة كان يحتاج إليها،.

وبعدها ذهب إلى حيث مكتبها ودلف من بابه في نفس، توقيت خروجها وحدث إصطدام بينهما أدي إلى إختلال توازنها وجعلها تتهاوي وكادت أن تنبطح أرض لولا ساعدية الذي أمسك بهما كفاي يداها وجذبها إلية، إستقامت بوقفتها وتلاقت الأعين وتحدثت، ثواني، مجرد ثواني معدودة مرت على كلاهما كدهر
سألها بعيون هائمة جراء حالة العشق التي تملكت منه لإقترابة منها لهذة الدرجة: لجيتي اللي عتدوري علية؟

إستوعبت حالها وابتعدت سريع وتحدثت إلية بعيون متهربة زائغة تتلفت هنا وهناك: لقيته، يلا بينا علشان مانتأخرش على صفا
إستقلا كلاهما السيارة وعادا إلى السرايا بصمت تام، ولكن بقلوب منتعشة، تعيش حالة جديدة لم يشعر بها أي منهما من ذي قبل
دلفت إلى صفا وتأكدت من انها تناولت طعامها ثم حقنتها وتحركت إلى الخارج، وجدت قاسم يقف بالمرصاد لزيدان الذي يمنعة الدلوف إلى صفا.

هتف قاسم بنبرة حادة: مش من حجك تمنعني أدخل أطمن على مرتي
أجابه زيدان بقوة: واني جولت لك معتدخلش يعني معتدخلش
خرج عثمان على مناقرتهم وتحدث بحدة إلى قاسم: معتسمعش الحديت لية يا ولد قدري، عمك جال لك معتدخلش،
وأشار بيده لأعلي وتحدث بنبرة أمرة: إطلع دلوك على شجتك نام والصباح رباح
رمق جده بنظرة غاضبة وأردف معاندا إياة: لحد إكدة وخلاص يا چدي، زمن الچبر والأوامر إنتهي.

وأسترسل حديثه بنبرة صامدة: أني عدخل لمرتي، ومفيش جوة عتمنعني إني أطمن عليها وأطمنها على حالها
تحدث زيدان بنبرة أشد حدة وهو يقف أمام باب الحجرة ويسده بجسده العريض: ورينا عتدخل إزاي غصب عني يا واد أبوك.

وهنا قررت أمل التدخل لفض هذه المشادة الكلامية التي من الممكن ان تتحول إلى إشتباك بالأيدي نظرا لعناد كلا الطرفين وتشبث كل منهما برأية: أستاذ قاسم لو سمحت، إحنا هنا مش في خناقة ولا حد عاوز يمنعك إنك تدخل لمراتك وتطمن عليها، وأكملت بتفسير: كل ما في الأمر إن دكتورة صفا إتعرضت لإجهاد شديد ولضغط نفسي وعصبي أدي لهبوط في الدورة الدموية عندها وسبب لها إغماء، ولحد الوقت اللي بنتكلم فيه ده أنا مقدرش أجزم إن مراتك والجنين بقوا في أمان، أنا عن نفسي إدتها إبرة مثبتة للجنين تحسب لتفادي أي حاجة طارئة ممكن تحصل لها وللجنين، وأكملت ما جعله يتراجع: ولو حضرتك دخلت وإتكلمت معاها وهي في الحالة دي، من المؤكد إنك هتزيد بنقاشك الضغط على أعصابها وبكدة أكيد هتتعرض لإنتكاسة ممكن جدا تؤدي لخسارة الجنين.

وتحدثت بنبرة واثقة: فلو حضرتك مش فارق معاك لا مراتك ولا الجنين إتفضل إدخل لها، وأنا أوعدك إني هخلي زيدان بية يبعد حالا ويدخلك
هتفت فايقة بصياح: إطلع على شجتك وإغزي الشيطان يا ولدي والصباح رباح كيف ماجال چدك.

رمقها عثمان بنظرة ساخطة، ثم حول بصرة ونظر بإستحسان لتلك الذكية ذات العقل الواعي التي إستطاعت بكلمات مرتبة إقناع ذلك التور الهائج بالتراجع عن موقفة وحدتة، أما يزن فكان ينظر إليها بإعجاب وقلب ينتفض من ما شعر به تجاهها بعدما تلاقت اعينهم عن قرب داخل المشفي
نظر قاسم إلى أمل وزفر بأسي وتحرك كالإعصار لخارج المنزل والش. ر يتطاير من عيناه وكل ذرة بجسدة تنتفض غضب.

حالة من الهدوء والسكينة أصابت المكان بعد خروج ذلك الغاضب، تحدث الجد إلى مريم بنبرة هادئة: خدي الدكتورة يا مريم على مندرة الضيوف البحرية، وخليها ترتاح لحد ما حسن تچهز لها العشا
وأكمل وهو ينظر إلى أمل: وإنت يا بتي، عتنورينا إنهاردة وتباتي إهنية عشان الوجت إتاخر
إستشاط داخل ليلي من قرار جدها بمبيت تلك الدخيلة التي لم تشعر بالراحة في حضرتها
أما أمل فأجابتة برفض هادي: متشكرة جدا لذوق حضرتك، بس مش هينفع.

أردف يزن مفسرا وهو ينظر بساعة يدة: عتروحي فين دلوك والساعة داخلة على 3 الفچر، باتي اللي باجي من الليل إهنية وبكرة أني عوصلك للمستشفي
تحدثت بإعتراض: يا جماعة بجد مش هينفع، إزاي هروح المستشفي بكرة بالترنج؟

أجابتها مريم بهدوء: لو على الخلجات محلولة يا دكتورة، أني وإنت نفس المجاس، وعندي هدوم لساتني شرياهم إمبارح من على النت ووصلولي أون لاين، يعني هدوم زينة وعتعچبك، إطلعي وياي وشوفي الطجم اللي يناسبك منيهم وإلبسية
نظر يزن إلى شقيقتة بإستحسان لقلبها الرحيم
أكد زيدان على حديث أبية قائلا بنبرة قلقة: معلش يا دكتورة إسمعي كلام الحاچ، وكمان أني خايف لصفا يچري لها حاچة.

إقتنعت بكلام زيدان وأردفت قائلة بنبرة خجلة: أوك
أما صفا فكانت تقبع فوق فراشها بقلب يإن أل. م وحزن وهي تستمع إلى صوت ذلك الثائر الذي يصر على الدخول إليها، كانت واضعة ذراعها تحت رأسها ودموع عيناها المنسابة تبلل وسادتها لغزارتها، أما دموع القلب فكانت تزرفها دم على من أمنت له وسلمتة عن طيب خاطر قلبها البرئ وكل كيانها، ولم تجني من وراء ذلك العشق الملعون سوي الأل. م والمذلة والإنك. سار.

تائهة هي كطفلة فقدت مصدر أمانها، تشعر بإنهيار عالمها الحالم وعش غرامها الواهي التي باتت تبني تفاصيلة بكل قطرة من دمها، وبالنهاية ماذا فعل يا تري؟
خدعها وأستغل عشقها له للوصول لدق حصونها العالية، إرتضي لها المهانة والإنكس. ار أمام الجميع.

أما ورد فكانت تتمدد بجانب صغيرتها وتحتضنها من الخلف، تزرف دموع الأل. م وغصة مرة تقف بحلقها على إبنتها التي لم تكتمل فرحتها بخبر حملها لجنينها الأول، بل وإن. كسارها على يد من عشقتة منذ نعومة أظافرها.

كانت أمل تجلس فوق الفراش داخل حجرة الضيافة، تنظر لكمية الطعام الموضوعة فوق المنضدة والتي أحضرتها لها إحدي العاملات بناء على تعليمات عثمان بنفسه بعدما أعجب بحديثها السلس وتأكد من حكمتها بالحياة وحسن تصرفها بالمواقف الحياتية.

إستمعت لطرقات خفيفة فوق الباب فسمحت للطارق بالدلوف، إبتسمت حين رأت أمامها تلك الخلوقة التي تمتلك إبتسامة رائعة تجعل كل من يراها من الوهلة الاولي يشعر بالإستكانة والسلام الروحي،
تحدثت أمل ببشاشة وجة: إتفضلي يا مريم.

إقتربت عليها وبسطت ذراعيها بعدة أثواب جديدة وتحدثت وهي تضعهم فوق مقعد جانبيا: لما لجيتك مرضياش تطلعي معاي علشان تنجي فستان، جولت أكيد مكسوفة، وجبت لك الخلجات لحد إهني وإنت إختاري اللي يعچبك من بيناتهم، وعلى فكرة، كلياتهم متلبسوش ونضاف
إبتسمت أمل وتحدثت إليها: متشكرة ليكي جدا يا مريم على كرم اخلاقك.

شكرتها مريم وسألتها وهي تنظر إلى الطعام الموضوع كما هو: مكلتيش لية يا دكتورة، وكلنا معجبكيش إياك، ولا تكوني مش مأمنة لنظافة الوكل عندينا؟
أجابتها سريع وهي تنفي: أكيد مش قصة الأكل مش عاجبني أو شاكة في نظافتة يا مريم، الكتاب بيبان من عنوانة وإنتم ماشاء الله،.

وأكملت بتفسير: الحكاية كلها إني ماشية على نظام غذائي علشان كان عندي مشكلة نفسية من فترة وسببت لي مشاكل في المعدة، ومن وقتها وأنا ماشية علية، وأخر وجبة باكلها الساعة 7 مساء، فياريت متزعليش ومن فضلك تبعتي حد ياخد الصنية لأني مش هقدر أنام وهي موجودة في الأوضة
أومأت فأكملت أمل بتساؤل جاد: هو إحنا مش هنشوفك تاني في المستشفي ولا إية يا مريم؟
أنا سألت صفا عليك قالت لي إنك قعدتي علشان تاخدي بالك من بنتك.

أجابتها مريم بإبتسامة صادقة: ده حجيجي يا دكتورة، ماأنكرش إني لجيت نفسي في الشغل وياكم وحبيتكم جوي وحبيت شغلي، بس لما فكرت لجيت بتي وچوزي أولي بوجتي
وافقتها أمل وتمنت لها الأصلح وخرجت مريم وبعثت بإحدي العاملات أخذت الصنية إلى المطبخ،.

تحركت أمل إلى النافذة المطلة على الحديقة وبدأت بالتدقيق والتمعن في جمال الأشجار الخضراء والطبيعة الخلابة المبهرة، وبلحظة وجدت يزن يتحرك في الحديقة وكأنه يحاول تصفية ذهنه بالنظر إلى تلك المناظر الطبيعية كي يستطيع النوم،.

لا تعلم لما باتت تشعر مؤخرا براحة غريبة تغزو قلبها كلما رأت وجة ذلك اليزن، إبتسمت حين وجدته ينظر إليها ويبتسم وهو يهز رأسه لها كتحية منه، ردتها له بمثلها ثم أغلقت النافذة وتحركت إلى الباب وأوصدتة جيدا بالمفتاح كي تضمن أمانها،
ثم تحركت إلى الفراش وتمددت علية ومازالت إبتسامتها ترافقها، باتت تسترجع كل ما حدث بينهما اليوم من مواقف، وما كان حاله ببعد عنها وكأنهما يتذكرا ويفعلا الأمر ذاتة بنفس التوقيت.

تحركت مريم داخل مسكنها بقلب حزين وبعد مدة من نقاشها مع فارس حول ما حدث اليوم
تحدثت بنبرة حادة وعينان متسعتان من شدة ذهولهما: يعني إنت كنت عارف إن أخوك متچوز على صفا وساكت يا فارس؟
جبلتها على بت عمك كيف؟
دي صفا يا فارس، صفا اللي عمرها ما أذت حد فينا ودايما كانت بتجابل معاملتنا السيئة بالحسنة، طب بلاش صفا، رضييتها كيف على عمك زيدان اللي طول عمرة بيعتبرنا كلياتنا كيف ولادة؟

تنفس بعمق وأجابها بنبرة ضعيفة خجلة: سكاتي كان غصب عني يا مريم، وصدجيني اللي حصل كلياتة كان غصبن عن قاسم نفسية، قاسم إنجبر على الچوازة دي
رمقتة بنظرة حادة وهتفت بنبرة غاضبة: متحاولش تبرر له خي. انتة لوعد عمة بس لأنة أخوك
وأكملت لائمة: يا خسارة يا فارس، إفتكرتك راچل زين وبتعرف ربنا ومابترضاش بالظلم،
أردف قائلا بتفسير: يا حبيبتي إفهميني.
أردفت متسائلة بنبرة تشكيكية: أني حبيبتك صح يا فارس؟

وأكملت بإرتياب: تعرف يا فارس، أني بجيت خايفة منيك لتغ. در بيا كيف أخوك وترچع تجولي كان غصب عني يا مريم
جحظت عيناة وتحدث إليها بنبرة غاضبة: هي دي فكرتك عني يا مريم؟
للدرچة دي شيفاني واحد خ. اين وغش. اش وممكن أغ. در بيك؟
هتفت بنبرة حادة لعيون غاضبة: اللي يجبل المهانة والم. ذلة على بت عمة اللي بيعاملة كيف أبوة، يجبلها على غيرها عادي.

قالت كلماتها وهرولت لداخل حجرة نومها سريع واختفت من أمامه تحت حزن فارس وخزلانة من حالة وألم. ه الذي أصاب قلبه على ما أوي إلية شقيقة
وبرغم وجعه الذي أصابه من حديث مريم، أمسك هاتفة محاولا الوصول لشقيقة الذي ذهب إلى الخارج ورفض ان يصاحبه فارس وأبلغه أنه يريد البقاء والإنفراد بحالة.

داخل مسكن قدري
كان يجوب الغرفة ذهاب وإياب بوجة غاضب وعيون متسعة من شدة غضبها، واضع هاتفة على اذنة محاولا الوصول إلى نجله الذي لم يكلف حاله عناء الإجابة علية
تحدثت إلية فايقة في محاولة منها لتهدأتة: إهدي يا قدري وإجعد، ولدك مش إصغير لجل ما تجلج علية إكدة
أجابها بنبرة حادة: ولدك عنيد وممكن يضيع حالة بعندة جدام أبوي وزيدان أخوي، خايف علية ليضيعة عندة ويسمع لحديت زيدان ويطلج البت ويخسر كل حاچة.

إبتسمت ساخرة وأكملت لطمأنتة: من الناحية دي طمن بالك وحط في بطنك بطيخة صيفي، إبنك غرجان لشوشتة في عشج بت ورد وهيعمل اللي مايتعمل لجل ما ينول الرضا ويرچعها لچوة حضنة تاني
تنهد بأسي وتحدث بنبرة إنكس. ار وقلق أب على نجلة: خايف ومعارفش اللحكاية المغفلجة دي عترسي على إية، لو قاسم ضعف جصاد عشجة وأستسلم لأوامر زيدان وطلج البت اللي إتچوزها في مصر، مش بعيد المرة السو اللي إسميها كوثر تاچي وتفضحنا جدام أبوي.

وأكمل مهموم: وجلجان لو جال لچدة إنة عيكمل السنة لجل ما يوفي بوعدة لأبو المحروجة بتاعة مصر، زيدان أخوي يعند ويغصبة يطلجها ويبجا خسر كل حاچة
أجابتة بإطمأنان: ميتا أبوك سمح لحد بالطلاج في العيلة لجل ما يسمح لبت زيدان، وبعدين البت طلعت حبلة في شهرين، يعني ربنا نچدنا بأخر وجت
وبلحظة تحركت إلى قدري وتحدثت بتذكر: إلا جولي يا قدري، أبوك كان يجصد إية لما جال لولدك أبوك غ. در باللي يستحج؟

إبتلع سائل لعابة رعب وبلحظة قرر الصمود وقلب المواقف، فتحدث بنبرة حادة وإتهام: أكيد كان يجصد اللي عملناه مع يزن في حكاية التحاليل،
وأكمل لائما إياها كي يبعد الشبهة عنة: وكلة من ورا تخطيتك المجندل ومن تحت راسك يا فايقة، ياما نصحتك وجولت لك وجتها بلاش، بس إنت اللي أصريتي ونشفتي راسك، واديكي شفتي بعنيكي اللي حصل.

دققت النظر لداخل عيناه وتحدثت بنبرة تشكيكية: وأبوك بردك عيجول على يزن يستاهل الغ. در يا قدري؟
إرتبك بوقفتة وصاح بكامل صوته وهو يتحرك إلى الفراش هارب من تلك الفايقة: أني جولت لك اللي فهمتة من حديت أبوي، ولو ممصدجاش هناك أبوي تحت، روحي عندية وإسألية لو تجدري.

وأكمل وهو يتمدد على التخت: وبطلي رط عاد وإجفلي النور دي لجل ما الحج أنام لي ساعة جبل النهار مايكشف، ونبدأوا من چديد في إجتماع ومرار طافح ملوش أخر.

أما قاسم فقد ذهب إلى إحدي المساحات الزراعية المملوكة لجده وأفترش أرض، ن. ارا شاعلة تكوي صدرة لأجلها ولما أوصلها له وبيدة، قضي ما تبقي من الليل على وضعة وعند ظهور أول شعاع لضوء الصباح تحرك عائدا إلى المنزل، دلف للمنزل وجده خالي إلا من العاملات التي بدأن بالتنظيف بهدوء وتجهيز المخبوزات وإحضار الحليب وإدخالة إلى المطبخ،.

وقف عند باب الحجرة التي تقبع داخلها ساحرة عيناة ودق بابها بهدوء شديد، تحركت ورد وقامت بفتح الباب بهدوء وأمسكته بيدها لتمنعه الدلوف
فتحدث إليها قائلا وهو يدور بعيناة متلهف داخل الغرفة باحث عن مالكة قلبة: صفا عاملة إيه دلوك يا مرت عمي
رمقتة ورد بنظرات لائمة وهمست متسائلة بتهكم: هماك جوي صفا وچاي تسأل عليها؟
أجابها بصوت مرهق: عاوز أشوفها يا مرت عمي.

أردفت بتوتر: عمك موصي ماتدخلهاش، إطلع نام جبل ما ياچي من الببت ويشوفك واجف إكدة ويتعارك وياك،
أردف متحدث بنبرة راجية: وسعي علشان أدخل يا مرت عمي، هشوفها وأطلع على طول جبل ما عمي ياچي، غير إكدة مهتحركش ولو جعدت شهر بحالة واجف إهنية
زفرت بضيق وتحركت لتفسح له المجال بإستسلام كي لا تشعر صغيرتها وتستفيق من غفوتها التي بالكاد دخلت بها.

دلف للداخل وتحرك على اطراف أصابعه كي لا يزعجها، حتى وقف بجوارها يتأمل ملامح وجهها بكيان مدمر لأجلها، إنفطر قلبه حينما وجد أثارا لدموع جافة فوق وجنتيها، ملس على شعرها بهدوء وتألم لاجلها، كاد أن يميل عليها ليضع قبلة إعتذار فوق مقدمة رأسها، لكنه خشي من أن يفسد عليها غفوتها
تحركت إلية ورد وهمست بضيق: مش شفتها واطمنت عليها كيف ما جلت، يلا بجا إطلع جبل ما عمك ياچي وتبجا مصيبة.

تنهد بألم وألقي نظرة على أميرتة النائمة وتحرك إلى الأعلي كي لا يفتعل المزيد من المشاكل مع زيدان، إرتمي بكامل ثيابة فوق تختة بإهمال، وبلحظات خر صريع داخل غفوتة من شدة إرهاقة وتعبة.

في مساء اليوم التالي
أخذ زيدان صغيرتة إلى منزلة بعدما أطمئن عليها بعد فحصها من أمل، جن جنون قاسم بعد رفض زيدان القاطع دخوله لحجرة صفا والحديث معها، وطلب زيدان من أبية إجتماع مصغر من رجال المنزل ووالدتة وفقط لبحث مستقبل إبنته وجنينها
حضر الإجتماع، عثمان، زيدان، قاسم، قدري، منتصر، رسمية، فارس الذي حضر بناء على إلحاحة لمساندتة لشقيقة.

كان يجلس بمقعدا جانبيا كالمنبوذ، ساندا ساعدية فوق ركبتية، ناظرا برأسة على أسفل قدماه بملامح وجة يكسوها الن. دم والأل. م والضياع
تحدث عثمان موجة حديثة إلى زيدان قائلا بنبرة جادة: شوف إية اللي يرضيك ويرضي بتك وقاسم عينفذهولك يا زيدان
هتف زيدان بنبرة حادة وهو يرمق قاسم بنظرات نارية: مفيش حاچة عترضيني وتبرد نار بتي غير الطلاج يا أبوي
أردف قدري مترجيا زيدان بعيناة: إعجل وفكر مليح ومتخربش على بتك يا زيدان.

أجابه زيدان بنبرة صارمة: الخراب إبنك اللي بدأ بيه يا قدري، مش أني
تحدث منتصر محاولا تهدأت الوضع: طلاج إية بس يا أخوي اللي عتتكلم فية وبتك حبلة
ثم نظر إلى قاسم وهتف من جديد: قاسم غلط وعيصلح غلطة ويطلج المصراوية ويرچع لمرتة واللي في بطنها
رد زيدان بلهجة صارمة: بتي معيزاهوش، عغصبها على العيشة معاه إياك؟
تحدث عثمان بتعقل: بتك ريداة يا زيدان ومتنساش إنها شايلة ولده.

نظر زيدان لأبية وتحدث بقوة وثقة: صفا موصياني واني چاي لهنية إني مرچعلهاش إلا ومعاي بشرة طلاجها من اللي خ. ان الوعد، وأكمل بثقة: ولو ممصدجنيش يا أبوي تجدر تروح لعنديها وتسألها، ولولا إن الدكتورة منعاها من الحركة كنت چيبتهالكم إهنية وجالت لكم الحديت ده بنفسيها
تحدث قاسم مترجيا إياة: خليني أجعد وياها وأني هرضيها وهفهمها على كل حاچة، صفا غضبانة ومعرفاش هي بتجول إية.

صاح زيدان بنبرة حادة ساخرة: إياك فاكر حالك عتضحك على عجلها بكلمتين وهي عتصدجك وترچع تأمن لك من تاني، دي بت زيدان النعماني اللي معترضاش بالذل والمهانة أبدا، تربية أبوها اللي معتسلمش حالها للي خ. ان
رد علية قاسم بنبرة حادة وتحدي: طالما واثج فيها جوي إكدة، حارمني منيها ومعايزنيش أجعد وياها لجل ما نتحدت ليه يا عمي؟

نهرة زيدان قائلا بنبرة صارمة: متجولش كلمة عمي دي تاني على لسانك، معايزش أسمعها منيك يا بايع ناسك
تنهد قاسم بأسي، وحزن فارس على حال شقيقه، حين تحدثت رسمية بنبرة تعقلية: إهدي يا ولدي علشان صحتك، ومتخليش غضبك ينسيك جانون العيلة عندينا، ناسي إياك إن جانون العيلة عيجول إن مفيش طلاج مهما حصل؟
ده غير إن بتك حبلة ولساتها عروسة مكملتش شهرين، الناس عتجول عليها إية يا ولدي.

أردف زيدان بقوة وجبروت: تتحرج الناس على حديتهم اللي ملوش عندي ايتوها عازة، أني كل اللي فارج وياي هي بتي وبس، وبخصوص العيل اللي في بطنها أني كفيل بيه وهربية أحسن تربية، وأكمل وهو يرمق قاسم بنظرات غاضبة: ولولا إنها هتبجا كبيرة من الكبائر كنت وديتها للحكيمة وسجتها وخلصت بتي منية كيف مهخلصها من أبوة، بس هعمل إية، جدرها تشيل عيل من اللي خان. ها وكس. رها وخلاها مسخرة الخلج.

تحدث بنبرة حادة: معاش ولا كان اللي يخليها مسخرة، صفا مرتي وهرچعها لحضني هي وولدي، ومهيبعدنيش عنيها غير الموت، سامعني يا عمي، مهيبعدنيش عنيها غير الموت
هتف عثمان بنبرة صارمة موجة حديثة إلى الجميع: خلاص إكدة، كل واحد جال اللي في نفسة وإرتاحتوا؟ إسمعوا بجا حكمي اللي معايزش فية نجاش من حد فيكم.

نظر إلى قاسم وتحدث: أول حاچة قاسم عيطلج المصراوية أول ما يرچع مصر، ويجوم يحب على راس عمه وعلى يده ويطلب منية السماح، وأكمل وهو ينظر إلى زيدان: وإنت يا زيدان، تخلية يجعد ويا مرتة ويتفاهم وياها ويراضيها، معيزينش نضحكوا الخلج علينا ونشمتهم فينا يا ولدي
هتفت رسمية بنبرة حماسية: عين العجل يا حاچ
فهتف عثمان متسائلا زيدان: جولت إية في حكمي يا زيدان؟

برغم كم الغضب الهائل الذي يسكن قلب زيدان ويشعل كيانه بالكامل، إلا أنه رضخ وأستسلم لحكم والده وتحدث رغم عنه: مفيش جول بعد جولك يا أبوي
أومأ برأسه وتحدث بإستحسان: تسلم وتعيش يا ولدي
ثم نظر إلى قاسم بنظرة ساخطة وتحدث إلية بنبرة حادة: مسمعتش رأيك في حكمي يا ولد قدري
نظر قدري إلى ولده ولأول مرة مشفق على حالة وما أوي إلية بفضل ما صنعتة أيادية هو وفايقة،.

في حين تحدث قاسم وهو ينظر إلى عمه بنظرات يملؤها الندم والإعتذار: لو على الأسف أني مستعد أتأسف لعمي ومرتي وأجضي اللي باجي من عمري كلياتة وأني بحب على يدهم ورچليهم لجل ما يسامحوني على اللي حصل مني
نظر له الجميع بإستحسان وترقبوا لباقي حديثة الذي أصابهم جميعا بالصدمة والذهول
أكمل قائلا بنبرة ضعيفة منكسرة: بس أني معينفعش أطلج زميلتي إلا بعد ما يعدي على چوازنا سنة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة