قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الثامن

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الثامن

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الثامن

ليتني أصبت
بفقدان كامل لذاكرتي حين أقدمت علي
إختيارك لتكون فارسي ورجل أحلامي، ليتني لم أقترف تلك الخطيئة التي قضت علي ودمرت أعز أمالي
كيف لعيناي أن تغض الطرف وتتغافل
حقيقتك المرة وتتغاضي، كيف خدع قلبي وأنساق وراء عشقك عديم
المنفعة، عشق لعين بالي
ليتني إتبعت حدسي وأطعته حين نبهني
وحسني علي الإبتعاد
ألهذا الحد كانت عيناي معصوبة لكي لا أري
حقيقة وجهك القبيح
الأناني.

ياليت لم أتبع نداءات ذاك القلب الأبله الموصوم بعشقك اللعين
ليتني وليتني لم أضع أعز سنواتي لتمر أمامي هباء
خواطر روز امين.

أغلقت صفا الهاتف مع قاسم وبدأت بالتفكير والشرود فيما يريدها، وما هو ذاك الموضوع الهام الذي لا يريد لأحدا كلاهما الإستماع إلية
نفضت عن عقلها تلك الأفكار المتشائمة التي شوشت على تفكيرها والتي وبالطبع لم تصل ذروتها إلى إنتواءة لفض الخطبة، فهذا الحدث لم يخطر حتى بمخيلتها.

صعدت للأعلي وأرتدت أجمل ثيابها ونثرت عطرها الفخم الأنثوي بسخاء وانتظرت حضورة داخل شرفتها وكلها أمل بعدما منت حالها وأكدت لها بأن إحتمالية حضورة هو إعتذارة عن عدم مجيأة منذ الصباح لكي يكون معها وهي تتلقي خبرا طال انتظاره.

وقبل إنتهاء مدة الساعتان كان يدلف لداخل الحديقة بسيارته الخاصة والتي يضعها داخل جراچ خاص بجانب المطار ويستقلها بكل مرة ليتحرك بها عائدا إلى نجع النعماني دون اللجوء إلى أحد وعدم إزعاجه لشقيقه فارس بالأخص
رأته من شرفتها فأرتعش جسدها وكالعادة ثار عليها قلبها وأنتفض، أشار لها بأن تنزل إليه وتلحق به إلى الحديقة الخلفية حسب إتفاقهما.

هرولت سريع إلى الأسفل وتحدثت إلى والدتها التي كانت تجلس تنتظر حضور زوجها المتواجد خارج المنزل إلى الأن بصحبة أصدقاء له
أردفت قائله بعيون لامعة ببريق العشق مما أغضب ورد التي دائما تري أن ذاك القاسم لم يكن يوم يستحق تلك الصافية وعشقها البرئ: قاسم وصل يا أماي، أني رايحة أشوف عايزني في إية
زفرت ورد وتحدثت بحنق وضيق: أني مفهماش مجاش إهني لية وإتحدت وياكي في اللي عاوزة؟

وأكملت بنبرة ساخطة ساخرة: عيتكلم في اسرار حربية إياك؟
إبتسمت صفا إلى والدتها وأردفت قائلة بهدوء مقدرة خوفها الدائم عليها: خلاص بجا يا ورد، ماتبجيش حمجية إكدة
وتحركت أوقفها صوت ورد الدائمة القلق على صغيرتها والتي لا تأمن عليها سوي مع حالها وزيدان وفقط لا غير: صفا.

إستدارت لتنظر إليها من جديد فاسترسلت ورد حديثها بعيون محذرة لصغيرتها التي مهما مر بها العمر ستظل تراها امامها إبنة السبعة أعوام: خلي بالك من نفسك
هزت رأسها لوالدتها ونظرت لها بإمتنان وتحركت إلى الخارج.

وبعد قليل كانت تقف أمامه بحالة يرثي لها، ااااااه واه لو يدري ذاك الفاقد الحدس والبصيرة بما يفعله بتلك الصافية في كل مرة يظهر بها أمامها بمظهره الرجولي ذاك وتراه فيها عيناها، لخر ساجدا تحت قدميها ليطلب ودها وغرامها المشهود.

أما تلك العاشقة التي شعرت بسخونة تصاحبها رعشه تسري بداخل جسدها وتتخلل أوردته بالكامل لينتفض ويثور عليها، إنتفض أيضا قلبها وثار صارخ ولولا حبها لله والخشية من غضبه عليها بجانب تربيتها الحسنة، لرمت حالها داخل أحضان متيم روحها وسارق قلبها وليكن ما يكن،
حبيبها الأبدي والمالك الروحي، قاسمها، والتي أقسمت بداخلها بألا تكون لغيره من الرجال، وكيف ومنذ نشأتها وهو بعيونها كل الرچال.

تحدث إليها بملامح وجه حائرة لا تدري من أين تبدأ: كيفك يا صفا؟
أجابته بإنتفاضة داخلها ونبرة صوت مرتبكة وهي القوية الأبية مع الجميع عداه: الحمدلله يا قاسم، حمدالله على السلامة
أماء لها بعدم إكتراث بحديثها وذلك لشدة توترة وتشتت عقلة فيما هو قادم علية، و كيف سيخبرها بذاك القرار دون المساس بمشاعرها وجرح كبريائها الأبي.

فتحدث مشيرا إليها بالجلوس فوق المقعد المقابل له وذلك بعدما جلس هو متخطيا قواعد اللباقة والبروتوكول: إجعدي يا صفا
جلست وتحمحم هو منظف حنجرته كي يخرج صوته بإيضاح، كم إكتشف أن الأمر ليس بالهين على الإطلاق كما كان يتوقعه، ولكن ما حدث هو العكس
أخرج صوته بصعوبه وتحدث: عرفتي إن چدك طلب مني أجي عشان نتفج على ميعاد نتمموا فيه الفرح؟

وما أن قال جملته تلك حتى إشتعلت وجنتي تلك الجميلة لتزداد وهجا وجمالا فوق ما هي عليه وتحدثت على إستحياء وهي تنظر أرض: إيوه عرفت، چدي جال لي من إشوى لجل ما أچهز حالي وأشوف اللي ناجصني وأكملة
وأكملت بنبرة سعيدة خجلة لتخيلها أنه يسألها عن وضعها وهل هي مستعدة للزواج: وأني وضبت مواعيدي وأجلت إفتتاح المستشفي لبعد الفرح إن شاءالله
ونظرت لداخل عيناه وأردفت قائلة بنبرة خجلة: يعني تجدر تجول إني چاهزة.

يا لك من نقية بريئه خلقت وسط عالم إستفحلت به الأنانية
نزلت كلماتها على قلبه الحزين كنارا أشعلته، تألمت روحه المتأرجحة وحزن لأجلها حتى أنه كاد أن يتراجع بحديثة ولكنه إستقوي بحاله على حاله وتماسك ونظر لداخل عيناها
وتحدث إليها بنبرة صارمة قوية كي يتخلص من ذاك العبئ الثقيل دون رجعة: بس أني مش چاهز يا صفا.

نظرت إليه بعدم إستيعاب فأكمل هو ليجهز على ما تبقا من أحلامها الوردية التي دق بها وبكل جبروت أول مسمارا بنعشها: أني مرايدش الچوازة دي يا صفا،
وأكمل وهو يرفع كتفية بعيون أسفة متألمة: مجادرش
إتسعت عيناها بذهول مما إستمعت وتشتت ذهنها بعدم إستيعاب وحدثت حالها، قاسم، ماذا تعني بتلك الكلمات ضائعة المعالم؟
ماذا تريد أن تبلغني؟
أنا لا أفهمك ولم أستوعب مغزي حديثك، أو هكذا أوهم حالي.

وأمالت برأسها متوسلة، لا قاسم أرجوك، لا تثبت لي شكوك حدسي التي طالما لازمتني وطاردتني حتى بأحلامي وتؤكدها لي، لا تفعل بي هذا كي لا تصبح قاتلي
رحماك بقلبي الضعيف، رحماك!
كان ينظر إليها ويري تمزق روحها وتشتت عقلها الرافض للتصديق، ولكن ماذا عساه أن يفعل، ياليت جدهما لم يفعل بهما هذا، لو لم يفعل لكان عفاها وعفاه حرج اللحظة وهولها.

فأكمل مرغم متحاملا على حالة: أني عارف إن الكلام اللي هجوله دي صعب عليكي إستيعابه، بس أني بجولهولك بدل ما أغشك واغش حالي وياكي، وبدل ما تسمعيه من حد غيري ويچرحك
استرسل حديثه بجبروت متغاضي قلب تلك العاشقة لينهي مهمته الصعبة: أني عمري ما حبيتك ولا شفتك مرتي اللي بحلم أخدها في حضني وأكمل وياها اللي باجي من حياتي يا صفا.

وقعت جملته الحادة كصاعقة كهربائية على قلبها العاشق وأكمل هو بجبروت غير مبالي بتلك المنكسرة: طول عمري واني بشوفك كيف ليلي اختي بالظبط،
وأكمل مستنكرا: كيف يعني في يوم وليلة أختي تبجا مرتي، ده چنان، اللي عايزة چدك ده إسمية چنان
واخيرا قررت الخروج من صمتها وتساءلت لائمة بنبرة صوت ضعيفة لأنثي منكسرة: ولما هو إكدة وافجت ليه على الكلام من اللول يا أخوي.

شعر بغصتها وغضبها وأستشعر بين نبراتها بإلقاء اللوم عليه فتحدث مفسرا موقفه السابق: مكانش فيه جدامي حل تاني غير إني أمثل إني موافج عشان چدك يرضي يدخلك كلية الطب، وتبجا دي حجتي بعد إكدة إني أفركش الخطوبة وأجول له إني مش جابل على حالي أتچوز واحدة أعلي مني في المستوي التعليمي
إبتسمت له بمرارة وتحدثت بخيبة أمل: جال وأني من خيبتي وغبائي كنت فاكرة إنك خايف عليا وجلبك على مصلحتي.

أجابها بهدوء بنبرة عملية قاسية: وليه تبصي لها من الناحية العفشه دي، بصي للموضوع من الناحية الإيجابية وبصي على الإستفادة اللي خرچتي بيها منية
نظرت إليه بإستغراب من كم البرود والأنانية التي يتحدث بها وتساءلت ساخرة: ويا تري بجا أيه هي الإستفادة العظيمة اللي حضرة المحامي الكبير شايف إني خرچت بيها من الخطة العبجرية دي؟

أجابها بهدوء متغاضي عن طريقتها الساخرة من حديثه وذلك تقديرا لما أصابها من حديثه الغير متوقع بالنسبة لها: إنك بجيتي دكتورة يا صفا!
وأكمل بتأكيد: خلينا نتكلموا بصراحه، أني وإنت عارفين زين إن لولا موافجتي مستحيل چدك كان هيوافج على دخولك للطب،.

وأكمل مصارح إياها بنبرة واثقة: وسيبك من كلامه الزين اللي طيب بيه خاطرك لما جال لك إن موافجتي كانت تحصيل حاصل بالنسبة له، إنت خابرة زين إن لو حطيت العجدة في المنشار وجولت له إني مش موافج إن مرتي تبجا أعلي مني كان مستحيل يوافج
وأكمل مشيرا إليها مذكرا إياها بفضله: ومكنش زمانك الدكتورة صفا النعماني
تحدثت إلية بنبرة ساخرة: لا والله كتر خيرك يا واد عمي.

وأكملت بتساؤل ذكي: طب وياتري أية السر ورا الإعترافات الليلية اللي حضرتك جاي تتحفني بيها دالوك؟
أردف قائلا متحملا غضبها وحدتها بالحديث: كلامي ليكي ليه سببين مهمين يا صفا، أولهم هو إنك غالية عندي جوي وحبيت تعرفي الموضوع مني لجل ما أفسر لك اللي حصل صح وننفصل بهدوء والنفوس متشيلش من بعضيها، وتاني سبب هو إني محتاچ مساعدتك لجل ما تجوي موجفي جدام چدي وأني بكلمه.

واكمل معتذرا مبررا لها تصرفاته: متزعليش مني يا صفا، إنت ست البنات وألف شاب يتمني ظفرك، بس مش أني اللي هجبل على رجولتي إن حد تاني يختار لي المرة اللي هتنام في حضني
ولا أني اللي هسمح لحد يحولني لفارس ويزن
إبتسمت له ساخرة واگمل هو بتبجح: أنا عاوزك تجولي لچدك إن إنت اللي معيزانيش، وطبعا لانه بيحبك هيوافج على رغبتك دي.

وأكمل بصدق: وكمان عشان شكلك يبجا زين جدام العيلة كلياتها لما يعرفوا إن إنت اللي طلبتي الفراج مش أني
ضحكت ساخرة وتحدثت من بين صرخات قلبها المتألم: لا والله كتر خيرك مرة تانية
واكملت بحده بعدما إستشفت من حديثه بفطانتها إحتمالية وجود انثي أخري بحياته: بس اني بجا مستغنية عن كرم أخلاج سعادتك وميهمنيش إن العيلة الكريمة يجولوا عليا إبن عمها فاتها جبل الفرح بإسبوعين.

وأكملت بنبرة حادة معادية مهينة وكأنها تحولت لقطة شرسة: ودالوك عوزاك تروح لچدك إكدة كيف الشاطر وتجول له الكلام اللي لساتك جايلهولي حالا وتحل بنفسك الرابطة السودة اللي وجعت حالك ووجعتني وياك فيها
إتسعت عيناه ذهولا من قوتها وسخافتها بنفس التوقيت وتحدث بحده وأتهام: هو ده أخر معروفي اللي عملته معاك؟
عوزاني أجف لحالي في وش چدي وأعادية عشان أبجي زيدان التاني؟

ضحكت ساخرة وأردفت قائلة بحدة بعدما نالت بذكائها ما سعت إلية عندما إستدعت غضبة كي يفرغ ما بجعبته: إيووووووا، خليك صريح وراچل وجول إنك خايف من غضب چدك عليك ومن حرمانك من النعيم اللي إنت عايش فيه في چنة النعماني يا متر.

وأكملت بإتهام صريح بنبرة حادة: إنت جعدت مع حالك وجولت أما أستغفل بت زيدان الساذجة وأصدرها في وش المدفع ويا چدها، وهي إكدة إكدة مغضوب عليها هي وأبوها ومهيفرجش وياهم لعنة غضبة من چديد، أهم حاچة تنأي بحالك من غضب النعماني الكبير
وأكملت وهي ترمقه بنظرة إحتقارية مهينة لرجولته: تصدج كت فكراك راچل صح عنديك مبادئ وكرامة وبتعرف تواچه، بس شكلي إكدة طلعت بتخم في تجييمي ونظرتي للناس.

جحظت عيناه من حديثها المثير للغضب والمهين لرجولته، و رد عليها بإنفعال شديد واصما إياها: إنت جليلة الرباية والظاهر إكدة إن عمي زيدان معرفش يربيكي زين، و يظهر كمان إني كنت مغشوش فيكي وفي البراءة الكدابة اللي رسماها على وشك، للأسف، أني كت واخد فكرة غلط عنيكي، بس طلعتي عكس ما كنت مفكرك
ضحكت بنبرة عالية واجابته ساخرة: جصدك يعني علشان مطلعتش مغفلة وساذجة كف ما كنت مفكرني؟

وأكملت بتحدي مهين: هدي أعصابك يا متر، على العموم أني هعمل بأصلي وهطلع أرچل منيك وأروح لچدي وأحلك من رابطتي السودة دي
وأشارت بيداها إليه وتحدثت بنبرة ساخرة: زين إكدة يا متر، أظن إكده نكون خالصين ومعدلكش عليا چمايل
وتحركت تحت إشتعال جسدة وذهوله من تلك التي كان يعتقدها ملاك، ولكنه إكتشف كم هي قوية قاسية القلب حادة الطباع سليطة اللسان، وكأنه يتعرف عليها ويكتشفها من جديد.

أسرعت ودلفت على عجل لداخل السرايا حتى انها كادت أن تصتدم في ذاك الحسن إبن عمها منتصر والذي هو بنفس عمرها، تحدث إليها بتعجب: مالك يا صفا، وشك متغير ليه إكده؟
لم تعر لحديثه إهتمام واكملت بطريقها، وجدت جميع العائلة يجلسون وينظرن إلى شاشة التلفاز الضخمة بتركيز، عدا الجد
فنظرت إلى الجده وتساءلت بنبرة حادة ووجه لا يبشر بخير: چدي وينه يا چدتي؟
أجابتها الجده مستغربة حالتها: بيصلي العشا في أوضته.

أردفت قائلة وهي تتحرك وتطرق باب حجرة جدها: طب اني داخله له
سألتها الجدة بإستفسار: مالك يا دكتورة، فيه حاچة حصلت إياك؟
لم تعر لحديث جدتها إهتمام ودلفت سريع عندما إستمعت لصوت جدها بالسماح وقامت بغلق الباب خلفها
وقفت أمامه وهو يختتم تسبيحاته وتحدثت هي بنبرة صارمة وملامح جامدة: أني عايزة أفسخ خطوبتي من قاسم يا چدي
نظر إليها مستغرب غير مستوعب ما تفوهت به بعد.

أما بالخارج، فكان الجميع يتبادلن النظر مستغربين حالة تلك الصفا وغضبها الظاهر
تحدثت ليلي وهي تنظر إلى والدتها بنبرة ساخرة: مالها دي كمان داخلة في وشها زي الجطر ولا معبرة حد؟
نظر لها يزن وتحدث إليها بنبرة تحذيرية أخرستها: ليلي، إجفلي خاشمك
بالكاد أنهي جملته و تفاجأوا بدلوف ذاك الذي لم يختلف كثيرا عن سابقته، وتساءل بنبرة حادة وكأنه يعيد ذاك المشهد ويكرره: چدي وصفا وينهم يا چدتي؟

وقفا قدري وفايقة التي دب الرعب بأوصالها وبدأت بربط الخيوط ببعضها وتيقنت أن ذاك المتهور قد نفذ حديثه المجنون وتحدث إلى صفا عن فسخ الخطبة
تحدثت على عجل بنبرة مرتبكة: قاسم، إنت جيت ميتا من مصر؟
أجابها بتحدي وهو ينظر داخل عيناها وكأنه يؤكد لها شكوكها: وصلت من حوالي ساعة.

ثم نظر إلى جدته التي تحدثت إليه بتساؤل: خبر أيه يا قاسم، إنت وبتسأل على چدك ووشك ميطمنش، وبت عمك دخلت له جبل منك بنفس الوش الغضبان، أيه اللي حصل يا ولدي؟
تحرك لباب الغرفه غير مبالي بنداءات الجميع وأسألتهم المستفسرة، أسرعت رسمية ودلفت خلفه وأغلقت الباب منعا لدلوف الاخرين.

نظرت فايقة إلى قدري وهي تبتلع لعابها رعب أما هو فقد وصل لذروة غضبه من ذاك العنيد عديم العقل والتفكير والذي شبهه وهو يتجة إلى هدم أحلامة وأطماعة التي خطط لها منذ الكثير، بحصان عربي أصيل يرمح داخل سباق بكل ما أوتي له من قوة
همست مريم بجانب اذن زوجها فارس بإستفسار: هي أيه العبارة يا فارس؟

أجابها وهو يفرك ذقنه بأصابعه وينظر إلى الباب مدقق بشرود في أثر شقيقه: مخابرش يا مريم، بس الموضوع شكله واعر جوي وهيجلب بسواد على دماغ الكل.

أما منتصر الذي وجه حديثه إلى ذاك الثنائي المرتعب الواقفان ينظران بشرود إلى باب الحجرة يحتبسان أنفاسهما بذعر وكأنهما تسمرا بوقفتيهما: ما تجعد يا قدري إنت ومرتك، مالكم نزل عليكم سهم الله إكدة وكأن وصل لكم خبر عزيز غالي؟
رمق أخاه بنظرة ناريه هاتف بضيق: منتصر، أني مناجصش تقطيمك ده، بكفياني اللي أني فيه يا واد أبوي
إبتسم بجانب فمه ساخرا وفضل الصمت مترقب القادم بإستمتاع.

أما قاسم فقد دلف للداخل وجد عتمان يجلس وتقف أمامه تلك الغاضبه،
رمقها بنظرة نارية، ثم حول بصره إلى جده وألقي السلام عليه محاولا التماسك ولو قليلا، رده له الجد،
ثم أقبل عليه و مال بجزعه الفارع على يده مقبلا إياها بإحترام قائلا: كيفك يا جدي
تحدث الجد بنبرة صارمة حادة: حمدالله على السلامة يا قاسم
أجابه بإحترام: الله يسلمك يا جدي
تحدثت رسميه كي تلطف الأجواء: حرم يا حاچ.

أجابها وهو يضع مسبحته بجوارة في هدوء ما يسبق العاصفة: جمعا إن شاء الله يا حاچة
ثم نظر إلى ذاك الثنائي اللذان يرمق كلاهما الاخر بنظرات نارية لو خرجت لفحمت كلاهما بوقفته وتحدث مستفسرا: أيه اللي حصل يا قاسم، مزعل بت عمك لية
كاد أن يتحدث قاطعته تلك الغاضبه التي أردفت بقوة وشموخ: لساته متخلجش اللي يجدر يزعلني يا چدي، أني اللي معيزاش أكمل في الچوازة دي.

خبطت رسميه صدرها بيدها واتسعت عيناها بذهول وأردفت: يا حومتي
من الباب للطاج إكده يا دكتورة، جملة تساءل بها الجد بذكاء
ثم أكمل بتساؤل ساخر: صحيتي من النوم لجيتي حالك معيزاش تكملي
تحدثت الجده إليها بإستغراب: أيه اللي حصل لحديتك دي يا جلب چدتك؟
وأكملت مستشهدة: ده أنت لسه إنهاردة الفرحة ما كاتش سيعاكي وچدك بيبلغك إنه حدد ميعاد الفرح بعد إسبوعين.

أجاب هو بديلا عنها بملامح وجة مبهمة: ده جرار مشترك أخدناه إحنا الإتنين يا چدتي
وأكمل بوجه عابس: الحجيجه أني بجالي مدة وأني بحارب إحساسي الرافض وبحاول أتجبل الموضوع بس خلاص، مجاديرش أتحمل أكتر من إكده
واكمل مفسرا بنبرة زائفة: مجابلهاش على نفسي إن مرتي تبجا أعلي مني في المستوي التعليمي يا جدي
ضيق الجد بين حاجبيه وتحدث بإمتعاض: بس مكنش ده حديتك لما خيرتك جبل ما بت عمك تدخل الكلية من سبع إسنين.

أجابه بنبرة زائفة: مكنتش فاكر الموضوع هيبجا صعب عليا إكده، في الأول كت فاكر الموضوع عادي، بس لما الچواز جرب ودخلنا في الچد لجيت حالي مجابلش
كانت تستمع إليه وقلبها يتمزق
قطب الجد جبينة وأردف قائلا بنبرة هادئة لا تبشر بخير: يعني إنت بعد مركنت بت عمك چارك سبع إسنين والمركز كلياته عرف إنها محچوزه لك، والنجع كلاته عرف إن دخلتك عليها كمان سبوعين.

وأكمل بإبتسامة ساخرة: چاي دالوك وبكل بساطة تجولي مدرش إيه وأبصر إيه، متعجل حديتك أومال يا واد قدري
رفع رأسه وتحدث لائم: مش أحسن ما أتچوز واحدة مرايدهاش وأجعد في الصف ويا فارس ويزن
وأكمل معللا: وبعدين بجول لحضرتك مجادرش، مجابلهاش على رچولتي أني
أجابه الجد بنبرة باردة: والله دي غلطتك من اللول وعليك إنك تتحملها لحالك
معناته أية حديتك ده يا جدي؟
جملة تساءل بها قاسم مستفسرا بعيون غاضبة.

فأجابه الجد بنبرة صارمة: معناته إن فرحك على بت عمك السبوع الچاي ومعايزش كتر حديت
إتسعت عيناه غضب و هتف بنبرة حادة رافضه: هتجوزهالي بالغصب إياك؟
جولت لك مرايدهاش، مهتچوزش اني بالطريجة دي
نزلت كلماته على قلبها المسكين أشعلته فتحدثت ثائرة لكرامتها: وأني كمان معيزاش الجوازة الشوم دي.

وأكملت وهي تميل رأسها في حركة توسلية مستعطفة إياه بنبرة لحوحة: الله يرضي عليك يا چدي توافج وتخلص الموضوع ده لجل ما تريح لي جلبي
لو كان في جلبك غلاوة ليا صح كيف ما بتجول ريحني وخلصني منية
لان قلبه لأجلها ولكنه حارب شعوره بالضعف الدائم أمامها ورسم على وجهه الجدية و أجابها بإقتضاب: مش كل حاجة هتطلبيها هتستجاب يا دكتورة و أوعي تفكري إني عشان مرايدش أزعلك يبجا هتمشي على كيفك وتعملي اللي يحلالك.

أجابته بقوة ورفض: لا هو عاوزني ولا أني عوزاه يبجا بعجل مين نتمموا الجواز
وقف مستندا بعصاه وتحدث ناهرا إياها بحده: والله عال يا بت زيدان، جة اليوم اللي حتة عيلة زييكي تجف جدامي وتراچعني في جرارتي كمان، إوعاك عجلك يغشك ويجول لك إنك بجيتي دكتورة وفيكي تعصي أوامري
أجابته بنبرة غاضبة: كل شئ بالغصب والخناج إلا الچواز بالإتفاج يا جدي.

وأكد على حديثها قاسم الذي تحدث بإقتضاب: الموضوع منتهي بالنسبة لينا إحنا الإتنين يا چدي، مناجشتنا دي مچرد تحصيل حاصل ليس إلا
وأظن أني جولت لحضرتك أني مهكونش يزن ولا فارس
وكأن بجملته تلك قد سكب ماده سريعة الإشتعال فوق نارا شاعله فزادت شعلتها وتوهجت،
صاح عتمان بنبرة عالية تنم عن وصوله لذروة غضبه من ذاك الثنائي العنيد: يعني أيه الكلام دي يا وااااد، رايد توصل لي إن رأيى ملوش جيمه عنديك؟

دلف قدري سريع مقتحما الباب عندما أستمع إلى صياح والده الهادر وتحدث مستفسرا بنبرة مرتعبه: خير يا أبوي، أية اللي حصل
ثم نظر إلى قاسم محذرا إياه بعيناه الغاضبة
إستشاط غضب عتمان عندما رأي منتصر وفايقة وفارس، الكل دلف للداخل ليرا لما صوت الجد الغاضب،
نظر للجميع وتحدث بنبرة صارمة امرة للجميع: الكل يطلع بره، سيبوني لحالي وياهم.

تحدث قدري إلى أبيه بنبرة راجية: خليني وياكم يا أبوي لجل ما أهدي بيناتكم وأعرف أية اللي مضايجك إكدة
رمقه عتمان بنظرة ناريه وتحدث ناهرا إياه بنبرة عالية: جولت الكل يطلع برة
تحرك الجميع إلى الخارج حتى رسميه التي قررت الخروج لتهدئة الوضع خارجيا واغلقت خلفها الباب.

وتحدث عتمان ناظرا لكلاهما بحدة كنظرات الصقر الذي يترقب الهجوم على فريسته: إسمع يا واد منك ليها، لو معاملتي اللينه وياكم خلتكم تحسوا إن ليكم جيمة وتعرفوا تجفوا جصادي وتعصوني وأني هجف أتفرچ عليكم متكتف تبجوا غلطانين.

ثم نظر إلى قاسم المستشاط من ذاك المقلل من شأنه والهادر لكرامتة أمام تلك القوية وتطلع إليه وتحدث بملامح جامدة: إوعاك يا أبن قدري يكون شيطانك وزك وجال لك أنك خلاص كبرت وبجالك إسم وسيط وتجدر تجف جدام چدك الراجل الخرفان اللي كبر ومهيعرفش يحكم عليك
وأكمل بحدة: لااااا، ده أنت تبجا غلبان جوي يا صغير ومعارفش مين هو عتمان النعماني.

ثم حول بصره إلى تلك الغاضبه الثائرة لكرامتها وتريد التخلص من تلك الخطبه التي إستنزفت من كرامتها بما فيه الكفاية: وإنت يا بت زيدان، شكل علامك الكبير خلاكي تحسي إن ليكي جيمة وتجدري تجفي في وش عتمان وتجولي له لا.

دق بعصاه الأرض بطريقة أرعبتهما وتحدث إليهما وهو يشير إليهما بملامح مهددة: من الأخر إكدة، أني خارج برة عشر دجايج مفيش غيرهم لجل ما تتشاوروا فيهم وتتفجوا، وهرجع تاني أسمع ردكم الاخير، يا تجولوا موافجين ودخلتكم تبجا السبوع الجاي بدل اللي بعدية
ونظر إلى قاسم وأردف مهددا: يا تطلع من إهني على فوج تلم خلجاتك وكل اللي يخصك ومعايزش أشوف وشك في النجع كلاته بعد إكدة.

واكمل بملامح وجة محتقنه بالغضب: ومش بس إكده يا واد قدري، جبل ما تخطي برچلك برة السرايا هكون مكلم البنك وناجل كل مليم بإسمك فيه في حسابي المشترك اللي بيناتنا وهجفله خالص بعديها، والشجة والمكتب معايزش أشوفك فيهم وتفضيهم من حاچتك وهبيعهم من بكرة، وكمان العربيه تسيب مفتاحها وعجدها جبل ما تخرج من إهني.

إحتقنت ملامحه بالغضب وتحدث بحدة: طب الشجه والمكتب بإسمك، فلوسي وعربيتي اللي چايبهم بشجاي وشغلي تاخدهم ليه؟
صاح عتمان بحدة وغضب: فلوس مين وشغل مين يا واااد، إوعاك تكون مصدج حالك، ده أنت من غير فلوسي كان زمناتك مرمي في أي مكتب بتاع محامي صغير ولا ليك لازمه ولا حد سمع عنيك من الأساس،.

وأكمل بحده مشيرا بسبابته إلى حاله بتفاخر: أني اللي عملتك وعملت لك جيمة بين الخلج بفلوسي، المكتب اللي في المنطجة الراجيه والعربيه اللي جبتهم لك أول ما أتخرچت هما اللي عملوك بني أدم وخلولك جيمة يا ناكر الخير يا واكل ناسك
في شرع مين تاخد شجاي وتعب وجري السنين، جملة تساءل بها قاسم بإعتراض وذهول
أجابه بقوة وجبروت: في شرع عتمان النعماني يا وااااد.

ثم نظر لتلك المنكمشة على حالها تستمع لما يقال فاغرة الفاه بإرتياب وقلب يرتجف وتحدث إليها بحدة مماثلة: وإنت يا بت زيدان، يا تطلعي من إهني وإنت موافجة على واد عمك ومسلمة بكلامي، يا تعملي حسابك إن مفيش خروج من البيت بعد إنهاردة والمستشفي اللي جهزتها لك هجفلها وأجلبها فرنة للعيش البلدي،
وأكمل أمرا بجبروت: و تچهزي حالك لأن السبوع الچاي هتبجا دخلتك على حسن واد عمك منتصر.

جحظت عيناها بذهول وأردفت متسائلة بعدم إستيعاب: حديت إية اللي عتجوله يا چدي؟
أجابها بحدة: اللي سمعتيه ومعايزش كلمه زياده
أني خارج برة وزي ما جولت، هما عشر دجايج وهدخل لكم علشان تبلغوني نويتوا على أيه
وتحرك للخارج صافقا الباب خلفه تحت ذهولهما وإشتعال جسديهما من أفعال ذاك المستبد عديم المشاعر.

قبل قليل داخل منزل زيدان
دلف لداخل غرفة المعيشة وجدها تجلس فوق المقعد والقلق والتوتر يتسللان إلى ملامحها ويتملكان من قلبها فتحدثت هي بعد إلقاءه التحيه: إتأخرت لية إكدة يا زيدان؟
أجابها وهو يخلع عنه عبائته ويضعها فوق القعد المجاور لها إستعدادا لجلوسه: ما أنت عارفة الجعدة ويا الصحاب هتاكل الوجت وكل ومهنحسش على روحنا غير والوجت سارجنا.

فتحدثت هي بنبرة متوترة: طب جبل ما تجعد إطلع شوف صفا في بيت چدها ولا لا
نظر إليها وسألها بإستغراب: يعني أيه أشوفها هناك ولا لا،
وهتف بحدة بالغة متسائلا حين لاحظ توترها: بتك فين يا ورد؟

تحدثت إليه بإرتياب وتلبكت بالكلمات: قاسم كلمها من ياجي ساعتين وجال لها إنه جاي في الطريج وعاوز يتحدت وياها لحالهم في موضوع مهم، وطلب منيها تستناه في الچنينة اللي ورا، راحت له ولما إستعوجتها روحت أنده لها ملجتش حد في الچنينه واصل
طمأن قلقها حين وجد الرعب يدب بأوصالها وتحرك متجه إلى سرايا والده ودلف للداخل وجد الجميع يجلسون والقلق والحيرة عنوان وجوههم،.

ووجد والده يخرج من حجرته صافقا بابها بغضب فتحدث إليه بتساؤل وخيفة: صفا مجاتش إهنيه يا أبوي؟
تحدثت إليه والدته لتطمئنه وهي تشير على حجرتها الخاصة: بتك جوة ويا قاسم بيتحدتوا ويا بعض وهيطلعوا بعد شوي
نظر إليها بإستغراب وتحدث بنبرة حادة غاضبة: وبتي وقاسم يجعدوا لحالهم في أوضة مجفول عليهم بابها ليه يا أماي؟!

تحدث إليه عتمان بنبرة حادة: جرا لك إية يا زيدان، معناته إية حديتك الماسخ دي، كنك إتجنيت إياك، ما أني كت وياهم ولساتني خارج جدامك وأني اللي جافل عليهم الباب بيدي
وأكمل بهدوء ليطمئن ولده: وبعدين قاسم دي تربية يدي واضمنه برجبتي، ومحدش في الدنيا كلياتها هيخاف على صفا جده
إبتلع ما في جوفه من حديث خاص بتلك الجزئية ثم تساءل بإستفهام: طب ممكن يا بوي أعرف بتي چوة مع قاسم بيتحدتوا في ايه؟

أجابه عتمان بهدوء ونبرة زائفة وهو يجلس فوق مقعده المخصص له: مفيش حاچه، قاسم وصفا إختلفوا على ميعاد ومكان الفرح وأني رضيتهم وسبتهم مع بعض لجل ما يجرروا ويحددوا الميعاد المناسب ليهم هما التنين
وأكمل وهو يشير إلى جانبة تحت إستشاطة قدري وغيرته التي لم تهدئ يوم برغم كل ما حدث: إهدي يا زيدان وتعال أجعد جاري
جلس بجانبة وتحدثت رسمية بإرتباك: هخلي حسن تعمل لكم شاي.

أما فايقة التي إنسحبت للأعلي سريع كي تحدث ولدها وتمنعه من تهوره قبل أن يخسر كل شئ ويفقدهم مخطط العمر في لحظة غباء منه.

داخل غرفة الچد
وقفا يتطلعان بشرود خروج الچد من الغرفة فتحدثت هي بعدم إستيعاب وتيهه: حد يجول لي إن اللي حصل من شوي ده كابوس مزعج وملوش أي أساس من الصحه وهينتهي أول ما أجوم من النوم
أجابها ذاك المستشاط: الكابوس ده إحنا عايشينه من ساعت ما اتولدنا في مملكة الرعب دي، بس وصل لذروته معانا لحد ما خلاص جرب يخنجنا جوة دايرته المجفولة
وتحدث إليها بنبرة متساءلة جادة: هنعملوا اية دلوك؟

رمقته بنظرة غاضبة ولو كانت النظرات تقتل لخرجت سهامها الحادة وقطعته إربا وأنهت علية في التو واللحظة، وأردفت قائلة بنبرة ساخرة: السؤال ده تساله لحالك يا ملك الخطط والمؤامرات
وأكملت وهي تنظر إلية بإشمئزاز: إجعد مع حالك وفكر وياها زين على الله تطلع لنا بمؤامرة چديدة تخلصنا من المصيبة اللي حطت فوج راسنا دي.

رمقها بنظرة غاضبة وتحدث إليها مهددا بسبابته: إجفلي خاشمك خالص ومعايزش أسمع لك صوت واصل بدل ما أرتكب فيكي جناية ويحسبوكي عليا نفر
نظرت له بذهول سرعان ما تحول إلى نظرة غاضبه وكادت أن توبخه لولا إستماعها إلى صوت هاتفه الذي صدح، نظر لشاشته وجدها والدته فرفض إستلام المكالمة فكررت فايقه الإتصال مرة أخري، وهنا تأكد انه لن يتخلص من ذاك الإزعاج إلا إذا إستجاب لها.

ضغط زر الإجابة وأردف متساءلا بضيق: خير يا أما، بتتصلي ليه دالوك
تحدثت بحده وصرامة: إسمعني زين يا قاسم ومعيزاكش تراجعني في الحديت عشان مفيش وجت
وأوعاك تفسر الكلام جدام بت ورد عشان متاخدش بالها،
وأكملت أمرة: وافج على چوازك من صفا يا قاسم وإلا هتخسر كل حاجه
واولهم رضايا عليك، الله الوكيل لو ما أتچوزتها ليكون جلبي وربي غضبانين عليك ليوم الدين
رد عليها بنبرة حادة: إنت عارفة معناة كلامك ده ايه يا اماي.

اجابته بهدوء: معناته نچاتك وفوزك بكل حاچة يا وليدي
وأكملت لإفاقته كي يعي على ما هو مقبل عليه: بس لو نفذت اللي في دماغك وعاديت چدك وعاصيت أوامرة، هتبجا زيدان التاني يا حزين
أجابها بعناد: وماله لما أبتدي طريجي من چديد، كفاية إني هكون حافظت على اللي باجي لي من كرامتي ومهنتهاش
صاحت بنبرة غاضبة: طريج أية اللي عتبدية من اللول وإنت عديت الواحد وثلاثين سنه يا حزين؟

إوعاك تكون فاكر حالك إنك هتشتغل وتلم ثروة وتبجا زي عمك زيدان، ده أنت تبجا بتحلم يا إبن قدري،
وأكملت بتفسير: چدك لما طرد عمك زيدان وهو طلع إشتغل لحاله كان لساته شاب في أول عمرة، وكان عندية البيت و وياه صيغة مرته اللي باعها وشج بيها طريجة، والزمن كان غير الزمن.

وأكملت لتحسه على التراجع: إوعاك تكون فاكر إن زيدان النعماني بجا إكدة بين يوم وليلة، لا يا عين أمك، ده داج المر هو ومرته وشافوا أيام أسود من جرن الخروب على ما وصلوا للي هما فيه ده، دول سواعي ما كنوش بيلاجوا الرغيف الحاف لجل ما يسدوا بيه چوعهم، وبرغم إن چدك كان شايف حالة بعنية بس ولا مرة جلبه حن وإتراچع عن جرارة
إجفلي يا أما دلوك الله يبارك لك، جملة نطقها قاسم بإمتعاض وتملل.

فصاحت هي بصوتها العالي: مهجفلش جبل ما تسمعني زين وابلغك رسالة أبوك ليك، أبوك بيجول لك تطلع دالوك لچدك وتجول له إنك موافج على چوازك من بت عمك وأوعاك تجيب سيرة البت المصراوية نهائي، وابوك بيجول لك لو بتحبها جوي إكده ولساك رايدها هو هيروح وياك مصر ويجوزهالك بس بعيد عن چدك وعمك زيدان،
أيه اللي بتجوليه ده يا أما، إنت عارفة من جواكي إني لا يمكن أعمل إكدة.

كانت تنظر إليه بتمعن تترقب حديثه مع والدته تعي جيدا من داخلها أن حديثهما يخصها
علي الجهه الاخرى كادت فايقة أن تتحدث قاطعها دلوف قدري الذي لم يستطع صبرا الإنتظار والمجازفة، وصعد للأعلي كي يملي على ولده ويوجهه بفعل اللازم
وأردف لائما إياه بنبرة حادة تنم عن وصوله لذروة غضبه: إسمعني زين ياقاسم، أني عارف إنك عملت اللي في دماغك وجولت لچدك إنك معايزش صفا.

وأكمل مهددا إياه: وزي ما عجدتها بيدك إنت بردك اللي عتحلها، جدامك حل من إتنين ملهمش ثالث، يا تطلع دالوك لچدك وتجول له إنك راجعت حالك وموافج على چوازك من بت عمك وبعدها هجعد وياك ونرتب لموضوع چوازك من البت زميلتك دي من غير ما حد يدري بينا،
وأكمل بحده مهددا إياه: يا إما تنسي نهائي إن ليك أب وأم وحتى إن مت هوصي إخواتك إنك متمشيش في جنازتي ولا حتى تاخد عزاي، سامعني يا واد.

وأغلق الخط بوجهه دون إعطاءه حق الرد تحت ذهول قاسم واحتراق روحه وتشتت عقله
تحدثت فايقة بنبرة مرتعبه: فكرك هيعمل اللي جولت له عليه، ولا هينفذ اللي في دماغة ويوكس حاله ويوكسنا معاه؟
أجابها بشرود: يا خبر بفلوس،
ثم تحرك للأسفل مهرولا لينضم إلى الجميع من جديد بعد أن إنسحب مبررا صعوده لدلوف المرحاض
أما قاسم الذي وقف مشتت الذهن، ينظر إلى تلك الجالسة والغضب والضيق يتملكان من روحها ويظهران فوق ملامحا.

تحرك ووقف مقابلا لجلستها وتحدث قائلا:.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة