قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الثامن والثلاثون

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الثامن والثلاثون

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الثامن والثلاثون

في نفس اليوم
الساعة الثانية ظهرا
داخل مسكن فايقة، دلفت ليلي إليها وتحدثت بنبرة متسائلة: أموت وأعرف إيه اللي عمل في وشك إكده يا أما؟
شعرت فايقة بالضيق وهتفت بنبرة غاضبة: وبعدهالك عاد يا بت قدري، كام مرة عجول لك إتزحلجت في الحمام ووجعت على وشي.
رمقتها ليلي بنظرة مشككه قائله: معرفاش ليه ممصدجاش حديتك ده، مدخلش علي وحاسه أن أبوي ليه يد في اللحكاية دي.

رمقتها فايقة بنظرة مشتعلة وصاحت بنبرة غاضبة: إخفي من وشي الساعة دي و روحي على شجتك وفوتيني لحالي، منجصاش حرجة دم أني
إقتربت عليها ليلي وجلست بجوارها وتحدثت: خلاص عاد متزعليش، معتحدتش في الموضوع ده تاني،.

وأكملت بنبرة حماسية: بجول لك إيه يا أما، متاچي نستغل إن الكل مشغول مع عمي زيدان ومحدش مركز ويانا ونروح للشيخ اللي جولتي عليه، چدتي كل يوم بتروح المستشفي وبتجعد عند عمي مبتاجيش غير اخر الليل، وأكملت بنبرة حزينه وعينان منطفأتان: ولا عچباك جعدتي في شجتي لوحدي كيف الجرد إكده (القرد)
وأكملت بإرتياب شديد: أني مرعوبه ليزن يسمع كلام چده ويتچوز عليا بجد، الله الوكيل أنجهر فيها وأموت.

نظرت لها فايقة بغضب وتحدثت بضيق: كن عشجك الملعون لإبن نچاة طير عجلك وخلاك مخبلة
وأكملت شارحة: عاوزاني أخرچ كيف يا حزينه بوشي اللزرج دي (الأزرق)
أجابتها ليلي بإلحاح: إبجي إلبسي نجاب يداري وشك يا أما
تنهدت فايقة وتحدثت لتهدأة إبنتها وطمأنتها: إصبري يا ليلي لما اللأول نطمن على عمك زيدان ووشي يروج شوي، وبعدها هعمل لك كل اللي إنت عايزاه.

دقت ليلي الارض بساقها بطريقة تعبر عن إعتراضها وتحدثت بنبرة حزينة معترضة: عمي زيدان كيف البسه بسبع أرواح ومهيجرلوش حاچة، لكن أني اللي ممكن أنجلط لو يزن فكر يتچوز علي، مجدراش تحسي بيا ليه يا أما
وأكملت بإشتياق جارف وحنين: يزن وحشني جوي، نفسي أرچع أنام چاره تاني على السرير وأدفن روحي چوة حضنه، واسترسلت حديثها بنبرة شبه باكية: أني مبنامش يا أما ولا عيني بتغمض من يوم حبيبي ما ساب فرشتي وهچرني.

زفرت فايقة وتحدثت بإقتضاب: ملعون أبو عشجك الخيبان اللي خلا إبن نچاة يتحكم فيك بالطريجة العفشة دي، وأكملت بإطمئنان: إطمني يا ليلي، يزن شكله شايل موضوع الچواز من دماغة، بجا له ثلاث شهور هاچرك من يوم اللي حصل، لو ناوي يتچوز مكانش إستني كل دي
إستمعا خبطات فوق الباب الخارجي، تحركت ليلي وفتحت الباب وجدت قاسم أمامها، أمسك مقدمة رأسها ووضع قبلة هادئة
وتحدث بنبرة خافتة تدل على إرهاقه الشديد: كيفك يا ليلي.

نظرت إليه وتحدثت وهي تعيد غلق الباب من جديد: أني زينة يا قاسم
وأكملت بإستغراب: غريبة، أول مرة من ساعة اللي حصل لعمك تسيب المستشفي وتاچي على البيت
أجابها بإرهاق ظهر عليه وهو يتحرك للداخل باحث بعيناه عن والدته: كنت في المركز من الساعة سبعة الصبح ولساتني مخلص التحجيج، جيت أبلغ چدك باللي حصل، و لجيت حالي تعبان جولت أطلع أنام لي كام ساعة وأخد حمام وأرچع لهم تاني على المغرب.
وأكمل بتساؤل: أمك فين عاد؟

خرجت تلك التي تفوهت بنبرة تهكمية وهي تنظر على نجلها بضيق، وذلك لتواجده الدائم بالمشفي بجوار ورد وإبنتها: لساتك فاكر إن ليك أم وچاي تسأل عليها؟
إتسعت عيناه فزع حين وجد وجهها منتفخ وممزوج باللونين الأزرق والأحمر الداكن جراء الصفعتان اللتان تلقتهما من قدري الغاضب، بالإضافة إلى ق. ذفه لها بحدة على الأرض مما أحدث إحتكاك بين الأرض و وجهها نتج عنه عدة كدمات شديدة.

أسرع عليها وأمسك فكها ورفع وجهها يتطلع إليه بترقب وفزع وهتف متسائلا بإستفسار: إيه اللي عمل في وشك إكده يا أما، حد إتهجم عليك إياك؟
أبعدت يده عنها وتحدثت متهربه من عيناه: مين بس اللي عيتهجم علي يا قاسم، ده أني إتزحلجت في الحمام ووجعت على وشي
ضيق عيناه مستغرب حديثها ثم هتف قائلا بإهتمام ولهفة: ومجتيش المستشفي ليه كانت صفا كتبت لك أي حاچة للكدمات دي!

أجابته بتهرب وهي تتحرك إلى الأريكة وتجلس عليها: سيبك من وشي دلوك وجولي، عملت إيه في التحجيجات، على الله تكون جبت حج عمك من إبن المحروج كمال
أجابها بإختصار لعدم قدرته على الحديث: كله تمام يا أما
وتحرك إلى جانبها وجلس ملقيا بجسده للخلف بتعب، سألته بإستغراب: مالك خسيت ووشك إتسخط ليه إكده
إبتسمت ليلي وتحدثت بنبرة تهكمية حقودة: مش جاعد جنب الدكتورة هي وأمها وناسي حاله، وحتى شغله لما همله لجل خاطرها.

هتفت فايقة بنبرة حادة: على الله بعد كل اللي عتعمله عشانها هي وأبوها وأمها يخلوا في عنيهم حصوة ملح وتبطل چلع وترچع لبيتها، كفاية إنك كت عتموت حالك جدام المچرمين دول ووجفت كيف الأسد وضربت عليهم نار وخلصت عمك من بين إديهم،
وأكملت بإشادة: ده غير دمك اللي صفيته وأديته له، ونومك چارهم في المستشفي والتحجيجات اللي رايح چاي عليها لحد ما وشك عدم ومبجاش فيه ريحة الدموية.

قطب جبينه ونظر لها بإستغراب وهتف قائلا بإعتراض: وإنت فكراني بعمل إكده لجل ما أرضي صفا وأخلي عمي يرچعها لي يا أما، ربنا يشهد علي إن كل حاچة عملتها عملتها لجل خاطر ربنا الأول وعمي ومليش أي غرض من ورا كل ده
أردفت قائلة بتفهم وصدق لحديثه: وأني معنديش شك في رچولتك يا قاسم، أني بتكلم عنيهم هما، وبعدين هي لا أول واحدة چوزها يتچوز عليها ولا أخرهم.

أجابها بنبرة هادئة لرجل عاشق لإمرأته: براحتها يا أما، صفا تعمل اللي على كيفها كله وأني هصبر عليها وأفضل أراضيها لحد ما ترضي وربنا يهديها لي
لوت فايقة فاهها بتهكم، في حين هتفت ليلي بنبرة حقود: ما هي طول ما هي شيفاك مدلوج عليها إكده هتسوج العوچ فيها، عتچلع على إيه بت ورد؟
مش تحمد ربنا إنك رضيت بيها وأتچوزتها من الأول.

وأكملت بنبرة تحريضية: لو عاوز نصيحتي، سيبها تنفلج وروح عند مرتك المحامية وعيش وياها وأتهني وإجهر جلبها، وساعتها هي اللي عتاچي لك زاحفة على رچليها وتطلب منيك السماح والرضا
إتسعت عيناه من شدة غضبه وهتف بنبرة تهديدية: ليلي، إحترمي حالك وإبعدي سمك عن صفا، وإياك بعد إكده أسمعك تجولي بت ورد دي
وأكمل بنبرة شامخة أحرقت روح فايقة وليلي معا: إسميها الدكتورة صفا زيدان عثمان النعماني.

وأكمل محذرا ليضع شقيقته في الصورة: إسمعيني زين يا ليلي وحطي حديتي دي حلجة في ودانك عشان متنسهوش، صفا بالنسبة لي خط أحمر، و اللي عيجرب لها ويحاول يأذيها حتى ولو بكلمة الله الوكيل ما عرحموا مهما كانت غلاوته عندي، فهماني يا ليلي،
وأكمل محذرا: إلا صفا يا بت أبوي
لوت فايقة فاهها وهتفت بنبرة ساخرة: عتهدد خيتك لچل مرتك يا قاسم؟

نظر لها وهتف: أني معجيش على خيتي لجل حد يا أما، بس صفا تعبانة وفيها اللي مكفيها، وليلي أختي أني عارفها زين وعارف مكايدتها
وأكمل وهو يقف ويتحرك في طريقه إلى الخارج: أني رايح شجتي لجل ما أنام لي ساعتين،
وأكمل بإهتمام: عكلم فارس يچيب لك كريم وبرشام للكدمات دي وهتبجي زينه بإذن الله، وتاني مرة خدي بالك يا أما
وقفت فايقة وتحدثت: عخلي ليلي تنزل تچيب لك وكل من تحت لچل ماتاكل جبل ماتنام.

هز رأسه نافي وتحدث: معايزش أكل يا أما، أني كل اللي عايزه دلوك هو النوم وبس
أوقفته متسائلة بنبرة جادة: قاسم، معرفتش مرتك حبله في إيه؟
نظر لشقيقته التي نظرت لوالدتها بحقد، حزن من داخله لأجلها وتحدث إلى والدته وهو يبعث لها إشارات بعيناه يحثها بها على الصمت لأجلها: نبجا نتكلموا بعدين يا أما
أصرت تلك عديمة الإحساس على سؤالها قائلة: عنتكلموا بعدين ليه، هي أسرار حربية إياك؟

وأكملت بنبرة حادة: متجول يا ولدي وتخلصني
نظر لها بغضب وأردف قائلا بنبرة جادة: فيها ولد يا أما، زين إكده
وتحرك إلى الخارج تحت غضب ليلي من أخيها ودفاعه المستميت عن غريمتها التي إختارتها منذ الصغر لتجعلها عدوتها اللدود، وما زاد حقدها هو إستماعها لحملها أول حفيد ذكرا للعائلة وهذا ما سيعزز من مكانتها عند الجميع أكثر واكثر.

حتي عند والدتها التي ظهرت السعادة المبالغ بها على وجهها وتحدثت بحمد وكأنها عثرت على أثمن كنوز الأرض: الحمدلله، الدنيي نصفتك يا فايقة، وكيف ما أنت چبتي الحفيد البكري للنعماني، ولدك كمان عيچيب له الحفيد الأول
وتنفست بإنتشاء وأكملت بنبرة طامعة: وبكرة الواد دي عياكل عجل زيدان ومش بعيد يكتب له كل أملاكه، وعيال نچاة يطلعوا من المولد بلا حمص.

دلف قاسم إلى مسكنه بخطوات مرهقة وما ان وصل إلى التخت حتى خلع عنه ثيابه وشغل المكيف وارتمي بجسده الذي ما عاد يتحمل أكثر، وبغضون دقائق كان يغط بسبات عميق
- -
في القاهرة
وبالتحديد داخل مكتب إيناس وعدنان.

غيرت إيناس معالم المكتب خلال فترة الشهران المنصرمان، منذ أن طردها قاسم هي وشقيقها شر طردة، وقام بنفيها داخل ذلك المكتب الذي لا يرتقي إلى كبرياء وغرور تلك الإيناس، لذا فقد قامت بتبديل جميع الأثاث وجعلت من المكتب لافت للنظر، وبدأت بذكائها وفطانتها وعلاقاتها السابقة بجذب الموكلين من جديد إلى مكتبها وبدأ إسمها وأخيها يظهران داخل ساحة المحاكم من جديد، فحقا كانت شعلة ذكاء تتحرك على الأرض.

كانت تجلس خلف مكتبها المنمق وهي ترتدي نظارتها الطبية التي جعلت منها وقورة،
يجلس أمامها عدنان ويقابله أحد العملاء الجدد الذي تحدث بنبرة منتقدة: إسمحي لي في اللي هقوله وياريت ما تزعليش من صراحتي يا أستاذة، حضرتك بقا ليك إسم في عالم المحاماة، ده كفاية قضية المخدرات الشهيرة بتاعة عزيز عبدالجبار اللي إنت كسبتيها من إسبوعين ومكسرة الدنيا،.

وأكمل متسائلا: مش شايفه إن المنطقة والعمارة اللي موجود فيهم المكتب ده لا يليقوا بيك وبإسمك
تحمحمت وأشت. عل داخلها من سؤال ذلك الوق. ح، لكنها أدعت الصمود وتحدثت بنبرة زائفة إدعت بها المثالية: دي كلها شكليات ومظاهر فارغة يا مجدي باشا، وانا طول عمري المظاهر ما تهمنيش.

نظر لها بإعجاب وتحدث: مع إني غير متفق معاك في النقطة دي لان للأسف المظاهر بقت شئ مهم جدا في حياتنا، بس حقيقي برافوا عليك إنك قدرتي توصلي للمرحلة دي من السلام والتصالح مع النفس
وأكمل بإستحسان: بس حقيقي حابب اهنيكي على البراءة في قضية عزيز عبدالجبار، وخصوصا إن القضية كانت لبساه لبساه،
وابتسم قائلا بتشكيك بذمتها القانونية: ده الراچل كان مم. سوك متلبس بشحنة الحش. يش يا أستاذة.

وأكمل قائلا بتهكم: هو فيه كده
نظرت إليه وتحدثت بنبرة زائفة لتضليله: الموضوع كله كان متلفق من الظابط اللي قام بالضبطية، وده اللي قدرنا أنا وأستاذ عدنان إننا نثبته من خلال تحرياتنا اللي عملناها
وأكملت بجدية لتحثه على تغيير الموضوع: ممكن حضرتك تدخل في الموضوع وتقولي قضية حضرتك نوعها إيه؟
علم انها تريد غلق الموضوع فتحدث: قضيتي هي كمان ملفقة، الإستيلاء على أراضي الدولة وسرقة المال العام.

قص عليها كل التفاصيل فتحدثت بنبرة جادة: بصراحة قضية حضرتك صعبة ومحتاجة لمحامي محنك وخبرة في النوعية دي من القضايا، علشان كده هبعتك للمحامي الوحيد في مصر اللي هيقدر يساعدك،
بعد محاولات مستميتة من الرجل بأن يجعلها توافق على أخذ القضية إلا انه وافق مجبرا على إقتراحها بعد إصرارها، أخرجت ورقة وكتبت عليها إسم قاسم وعنوان مكتبه وطلبت منه إبلاغ قاسم سلامها،.

ذهب الرجل وانتفض عدنان صارخ بها: إنت أكيد إتجننتي يا إيناس، إنت عارفة الراجل اللي إنت بعتيه لسي قاسم ده كان هيدفع لنا أتعاب كام في القضية دي؟
وأكمل متهكم: ولا إنت عاجبك المكتب الكحيان اللي إحنا فيه ده وناوية تخلينا نكمل باقي حياتنا فيه.

أرجعت ظهرها للخلف وباتت تتحرك بمقعدها يمينا ويسارا بتسلمي وتحدثت: كنت فكراك أذكي من كده يا حضرة المحامي المحنك، الموكل ده مدسوس علينا من طرف الظابط اللي لبسناه قضية عزيز عبدالجبار،
وأكملت بتهكم: بالهنا والشفا على قلب إبن النعماني، وأهو لو طلع عنده قضية بجد أدينا هنكسب بنط عند قاسم ويبدأ يصفي لنا من تاني، ولو كان مزقوق علينا أهو شر وبعد عننا.

نظر بإستحسان لشقيقتة وهتف بإعجاب: مش سهلة إنت بردوا يا إيناس
إبتسمت ساخرة وأكملا عملهما من جديد.
- -
داخل مسكن فارس، كان يحتضن تلك الرقيقة التي تقف عند مدخل الباب لتوديعه وهو ذاهب إلى المشفي بعدما أتي ليأخذ حماما دافئ ويأخذ جوله عشقيه داخل أحضان حبيبتة لينفث بها عن روحه ويمرر بها تلك الأيام العصيبة التي يعيشها هو وباقي العائلة.

كان يضمها إلى ص. دره ويلف ساعديه حولها برعاية، تبادله إحتضانه بإحتواء، تحدثت إليه بنبرة حنون ودلال أنثوي أسعد قلبه وأشعره بالتفاخر: خليك معاي شويه كمان يا فارس، لساتني مشبعتش منيك يا حبيبي.

ضمها أكثر إليه بإحتواء وهتف بنبرة عاشقة: أني لو علي معاوزش أفوتك واصل يا مريم، بس إنت واعيه للظروف اللي إحنا فيها، على العموم أني سألت صفا على حالة عمي، وجالت لي إن هما يومين بالظبط وهتكتب له على خروچ ونرتاح كلياتنا من الشحطته دي
خرجت من بين أحضان. ه ونظرت إليه وتحدثت بترقب: كان نفسي أروح أشوفه وأطمن عليه وعلى صفا ومرت عمي، بس عارفه إنك معتوافجش.

رفع وجهه للأعلي وأغمض عيناه، ثم زفر بضيق وافتح عيناه من جديد ونظر عليها وهتف بنبرة ح. ادة: وبعدهالك عاد يا مريم، معنخلصوش منيه الموضوع ده ولا إيه؟
مطت شفتاها بحزن وتحدثت بطاعة أثارت قلبه بها: خلاص يا فارس، حجك علي، معفتحش وياك الموضوع دي تاني، إرتحت إكده
إبتسم وظهرت السعادة والرضا داخل عيناه، وأمسك فكها ورفعه
للأعلي وتحدث مغرم بعيناها: ربنا يخليك ليا يا مريم ويريح جلبك كيف ما انت دايما مريحاني.

ومال على شفتاها وضع عليهما قبلة طويلة بث بها لها عن مكنون مشاعرة التي ولدت عن جديد لكنها تخطت وفاقت عشق سنوات.

بعد مرور إسبوعان على خروج زيدان من المشفي وبدأ تماثله للشفاء
ذهب قدري إلى أبيه ليطلب منه أن يذهب معه وقاسم عند زيدان ليشفع لولده عنده وذلك بعدما رأي حزن ولده وحاله الذي تبدل بفضل إبتعاد زوجته عنه وهجرها له ولمسكن الزوجية
وافق عثمان على حديث قدري وقام بمهاتفة قاسم وطلب منه المجئ ليذهب معه و وعده بل وأكد عليه أنه سيعيد له زوجته
عندما حل المساء.

أخذ عثمان قاسم و نجليه قدري ومنتصر وذهب إلى زيدان الذي ما زال يلتزم الفراش بتعليمات شديدة من صفا لتسريع عملية شفائه
جلسوا بصحبته هو و ورد، كان يقبع فوق تخته ويجاوره على المقعد عثمان وشقيقاه وقاسم الجالسون بالمقاعد المنتشرة بالغرفة، أما رسمية فكانت تتمدد بجانب صغيرها على الفراش وكعادتها تحتضن كف يده برعاية واهتمام.

وعثمان الذي تهلل وجهه وأبتهجت روحه عندما بشره قاسم بأن صفا تحمل له ذكرا سيطل عليهم ليضيف رجلا جديدا في قائمة رجال العائلة، سعادة عثمان تخطت عنان السماء لأنه سيرزق بأول حفيد ذكرا من خلال حفيده الأول بل والأغلي على قلبه قاسم.

وما جعل قاسم يزداد إحترام في أعين الجميع ككل، وعين عثمان بالاخص وجعله يتخذ قرارا بالوقوف بصفه لإرجاع زوجته إليه، هو موقفه المشرف في حل قضية زيدان والذي جعل المركز بأكملة يتحدث بإنبهار وتفاخر عن كيفية أخذ عائلة النعماني حق ولدها وثأرها الشديد من عائلة أبو الحسن والإنتقام منهم بأشد أنواعه وبالقانون دون إراقة نقطة د. م واحدة.

وأصبح قاسم حفيد النعماني حديث المركز بأكمله حيث وصفه الجميع بأنه وريث النعماني الصغير، وشبهوه بالثعلب الماكر الصغير حفيد الثعلب الكبير
أردف عثمان بنبرة حنون وهو يطمئن على غاليه: كيفك يا ولدي وكيف چرحك اليوم؟
أجابه زيدان برضا وهو يتحسس موضع الطل. قة: الحمدلله يا أبوي، بجيت زين وكله بفضل الله
ثم حول بصره إلى قاسم وتحدث بإمتنان: لولاش قاسم جاني في وجته كان زماني في خبر كان.

هتفت رسمية مسرعة بنبرة حنون: بعد الشر عليك، متجولش إكده يا جلب أمك، الحمدلله جدر ولطف
وأكملت وهي تنظر إلى قاسم بإفتخار وتباهي: وأهو أسد النعمانية چاب لك حجك وزياده، حبس الخسيس هو وأخوه وولاد أخواته كلياتهم وريحنا من البذرة السو دي، ده غير ولده اللي إنجتل على يد الحكومة، اللهم لا شماتة.

وأكمل عثمان على حديثها وهو ينظر إلى قاسم بإمتنان وتفاخر: قاسم برد جلبي وشفي غليلي ومن غير ما نجطة د. م واحدة تسيل كيف ما وعدني
إبتسم لهم زيدان والجميع وأثنوا على حديثهما، وتحدث قاسم بنبرة جادة وتواضع: كله بفضل الله يا چدي، وأني معملتش حاچة غير إني كنت سبب ربنا سخره لعمي لچل ما ينچيه من تخطيط الن. دل اللي إسميه كمال، وأهو خد اللي يستحجه من الله.

نظرت إليه ورد بإمتنان وأردفت قائلة بنبرة شاكرة: ربنا يحميك لشبابك ويكفيك شر ولاد الحرام يا ولدي
شكرها قاسم قائلا بهدوء: تسلمي يا مرت عمي
تحمحم عثمان وتحدث إلى زيدان بنبرة جادة: أني چاي لك لچل ما أشفع لقاسم عنديك يا زيدان وبطلب منك تريح جلبه وترچع له صفا.

تنفس زيدان عاليا وشعر بضيق لأنه كان يتوقع ذلك الطلب حيمنا دلفوا إليه متجمعين، تحدث زيدان بنبرة إحترام وتقدير: مچيتك لحد إهنيه على عيني وراسي يا أبوي، ولو تطلب عيني عمري ما أخرها عنيك وإنت خابر إكده زين
ونظر إلى قاسم وأردف قائلا بحنان: وقاسم ولدي اللي مخلفتوش ولو طلب كل ما أملك معزهوش عليه
وأكمل بإعتراض خجل: بس موضوع رچوع صفا مش بيدي ولا أملك الحكم فيه.

هتف قدري متسائلا بإستغراب: أومال في يد مين يا زيدان لو مش في يدك؟
أجابه زيدان بنبرة هادئة: في يد صاحبة الشأن يا أبو قاسم
ومن ميتا البنته عيتدخلو في شؤون الرچاله ويجرروا عنيهم يا أخوي؟
سؤال خبيث وجهه قدري إلى زيدان
أجابه زيدان بهدوء: ده شرع ربنا يا أبو قاسم، وأني حاشي لله إني أعصاه أو أغضبه وأغصب على بتي تعمل حاچة غصبن عنيها.

تنهد قاسم وتحدث بنبرة هادئة: محدش طلب منيك تغصب عليها يا عمي، ومش أني الراچل اللي هرچع مرتي لدارها بالغصب
وأكمل بنبرة حنون: بالرضا، أني تحت أمر ست البنات لحد مترضي وترچع لشجتها
وأكمل معللا: صفا حبلة خمس شهور، ومش معجول عتكمل حملها إهنيه، أني عاوز إبني يتولد في داره وفي حضن أبوه يا عمي.

نظر عثمان إلى ورد الجالسة فوق مقعدا جانبيا بإحترام وتنظر أرض دون تدخل في الامر وكأنه لا يعنيها وتحدث إليها بإحترام: جومي يا أم الدكتورة إندهي لها، وجولي لها چدك عاوزك في موضوع مهم
وقفت بإحترام وأردفت بطاعة: حاضر يا عمي.

تحركت ورد وبعد قليل دلفت تلك العنيدة تطل عليهم بهيأتها التي خطفت أنفاس متيم أنفاسها، حيث أنه لم يلمح طيفها منذ ما يقارب من عشرة أيام وذلك لإنشغاله الشديد في مكتبه وإنغماسه في القضايا التي أهملها طيلة فترة مرض زيدان وإنشغاله بالتحقيقات بقضيته.

نظر بوله وقلب ينتفض إشتياق وبدأ يتفحص تلك التي إكتسبت بعض الوزن نتيجة دخولها في الشهر الخامس من حملها، وأيضا إهتمام ورد ورسمية بغذائها بعدما أخبرهما قاسم عن ما أعلمته به الدكتورة أمل بشأن نقص وزن الجنين
نظر لها بإشتياق وحنين جارف، وما جن جنونه وأش. عل نار الإشتياق داخل ص. دره هو لون وجنتيها التي إزداد إحمرارا ووزن حتى أنه بات يشبه ثمرات التفاح التي طابت وحان وقت إقتطافها والتلذذ بحلو طعمها.

إبتلع سائل لعابه وأنتفض من جلسته سريع وهب واقف وهتف بنبرة عاشقة وعينان هائمتان في النظر إلى ساحرته، لاحظ الجميع خاله وحزن لأجله: كيفك يا صفا
لم تكلف حالها عناء النظر إلى وجهه وبملامح جامدة تحدثت بإقتضاب: الحمدلله
جلست بملامح وجه حادة وتحدثت إلى جدها بنبرة جادة: خير يا چدي، أمي جالت لي إن حضرتك عاوزني في موضوع ضروري.

جلس قاسم بخيبة أمل جديدة، تضم لخيباته معها مؤخرا، وتحدث عثمان بنبرة حنون ووجه مبتسم: كل خير إن شاء الله يا زينة الصبايا، أني چاي لچل ما أرچعك لبيت چوزك، بكفياك جاعدة عند أبوك لحد إكده، زيدان خلاص بجا زين أهو وممحتاجش حد وياه
قطبت جبينها وتحدثت بنبرة إستفسارية: ومين جال لحضرتك إني جاعدة إهنيه لجل تعب أبوي؟
وتسائلت بتهكم: هو حضرتك نسيت اللي عمله فيا حفيدك ولا إيه؟

تحدثت رسمية بتساهل وإبتسامة حانية: عفا الله عما سلف يا دكتورة، الراچل چاي لك وطالب الرضا، وأظن بعد اللي عمله مع أبوك دي، يستحج منيك السماح
رفعت رأسها بشموخ وأردفت بإستنكار وتعجب: وهو المتر كان عيعمل إكده مع أبوي لچل ما يخليني أخضع وأرچع له إياك!

هتف قاسم بنبرة صارمة وهو يخاطب جدته بعدما غض. ب من إسلوب صفا الساخر منه: بعد إذنك يا چدتي، ياريت ما تدخليش الأمور في بعضيها، اللي عملته مع عمي دي واچب عليا وملوش دخل بحكايتي مع مرتي، ياريت تفصلي الموضوعين عن بعض
صمتت الجده وأكمل قاسم وهو ينظر لها قائلا بهدوء في محاولة منه لإسترضائها: أني چاي لك لچل ما أراضيكي وأحب على راسك جدام الكل يا صفا، چاي أطلب منيك السماح وأرجعك معززة مكرمة لشجتك.

رفعت رأسها بشموخ وأردفت وهي تشيح بناظريها عنه خشية إستسلامها لو نظرت لمقلتيه المهلكة لقلبها: إنت خابر شرطي زين
جن جنون قدري عندما رأي تجبرها رغم إزلال ولده أمامها، فتحدث بنبرة حادة غاضبة: ما بكفياك عاد يا بت زيدان، مالك داخله في الكل شمال إكده، فيه مرة عتتشرط على چوزها جدام عيلته إكده!
رفع قاسم يده لأبيه كإشارة منه لصمته وتحدث بنبرة هادئة: سيبها يا أبوي،.

وأكمل بنبرة جادة: ست البنات تتشرط كيف ما يحلا لها، أني غلطت في حجها وچاي لچل ما أطلب منها السماح والرضا جدام الكل، إرچعي معاي لچل خاطر ولدنا يا صفا
واكمل برجاء وعيون متوسلة: ولچل خاطري
إهتز داخلها من نظرته التي أصابت ج. سدها كصاعقة كهربائية، فضلا عن نبراته المتوسلة، وبرغم كل هذا كرامة الانثي تغلبت على عشقها وتحدثت بنبرة قوية مصطنعة: طلجها اللول
أجابها بإختصار: معينفعش.

رمقته بنظرة مشت. علة وتحدث الجد عثمان: طلجها وخلصنا يا قاسم
نظر لجده وتحدث: والله العظيم لو ينفع لطلجتها من أول يوم كتبت عليها فيه، وأكمل مفسرا وضعه: أني مخليها على ذمتي إبتغاء مرضاة الله يا چدي، أبوها راچل ضعيف وچاني مذلول وأترچاني لجل ما أستر عرض بته وأحميها من كلام الناس اللي معيرحمش وعينهش في لحمها
وأكمل شارح: سبج وحكيت لكم حكايتي معاها وكيف كنت مخدوع وفاكر حالي عحبها،.

ثم نظر إلى تلك الغاض. بة وتحدث بنبرة تصرخ عشق: بس لما أتچوزت صفا، إكتشفت إن عمري ما حبيت ولا أتمنيت غيرها.

وأكمل كي يسمعها التي دائما ما ترفض إستماعه: روحت لها هي وأمها وأخوها بعد فرحي على صفا وفضيت وياهم الخطوبه ونهيت كل حاچة وعرضت عليهم فلوس، أبوها وجتها كان مسافر عند أهله في الفلاحين، ولما عاود وعرف إني سبت بته، چاني المكتب وأترچاني وكان عيميل على رچلي يحب عليها لچل ما أستر بته اللي ليها سبع سنين مخطوبه لي.

ونظر لجده وسأله بنظرات ضعيفة: مش إنت اللي علمتني إني أتجي الله وما أظلمش وما أردش حد محتاچ لي ولا أرضي بذل حد ضعيف جدامي؟
تنهد الجد بيأس ونظر له بحيرة من أمرة
فأكمل قاسم بنبرة حزينة: ولما فكرت مع حالي لجيت إن إني كمان غلطت وأستاهل العجاب، وعجابي هو إني أكتب كتابي على واحدة غير مرتي وأتكوي بنار عذاب الضمير.

ونظر للجميع وهتف متألم: إوعوا تكونوا فاكرينها سهله علي إني أكسر عهد عمي وكلمتي اللي إدتها له، ده أني وصل بيا الامر إن ساعات كنت بتمني إن ربنا ياخدني لجل ما أرتاح من الصراع اللي عينهش چواتي
تنهد عثمان وأردف بنبرة جادة: وأديك إتچوزتها وسترتها جدام الناس كيف ما أبوها كان رايد، إيه بجا اللي مانعك لچل ما تطلجها دلوك؟
أجابه بنبرة جادة: الوعد والكلمه اللي إدتها لأبوها إني معطلجهاش إلا بعد سنة.

ونظر إلى صفا التي ترسم على وجهها الجمود وهي تص. رخ وتت. ألم من الداخل، وتحدث قائلا: أني كتبت كتابي عليها وفوتها وچيت لك، وجت ما خدتك وسافرنا شرم الشيخ.
قوست فمها وابتسمت ساخرة على حالها، لا تدري أتفرح أن حبيبها قد ترك عروسه بثوب زفافها وأتي إليها مهرولا كي يرتمي لداخل أحض. انها ويتنعم بداخلها.

أم تصرخ قهرا من زوجها بارع الخيانة الذي تزوج عليها بعد مرور شهرا واحدا لا غير وأتي إليها بكل جبروت وندالة ليستبيح جس. دها ويتمتع به رغم خيانته لها
رأي أل. م روحها الصارخ بعيناها وتشتتها، فتحدث بنبرة صادقة: ملمستهاش يا صفا، وحياة ولدي ما لمستها ولا شفتها بعيني، أني جاعد لحالي في شجتي الجديمة، وهي في الشجه الجديدة اللي إنت شفتيها.

أجابته بقوة بعدما تذكرت ذلك اليوم المميت لكرامتها: جصدك الشجة اللي چيت وظبطتك فيها وياها وهي عم تناديك حبيبي
وهتفت غاض. بة بعيون تطلق شزرا: چاي تغني علي بكلمتين فارغين وفاكرني عصدجك؟

أجابها متلهف: اليوم دي كان ليه ظروفه يا صفا، كان عندي جضية مهمة مشتركة وياها وكان لازمن ندرسها زين، ومواعيد المكتب ساعتها كانت خلصت، مكانش فيه حل جدامي غير إني أروح أدرسها وياها، وللأسف مكانش ينفع نروح أي كافيه علشان سرية المعلومات بتاعة الجضية
وأكمل بقوة: بعد اليوم ده طردتها من المكتب هي وعدنان أخوها وتجدري تاچي معاي وتسألي وتشوفي بنفسك إنها معادتش تشتغل وياي في المكتب.

وأكمل صادق: مفيش حاچة بتربطني بيها غير حتة الورجة والمصروف اللي بحوله ليها بإسمها كل شهر، ودي لجل خاطر ربنا وبس
وأستطرد قائلا بتفسير: چوازي منيها باطل لأنه مشروط بمده معينه ودي مخالف للچواز اللي أچازة ربنا وحلله، الچواز أساسه السكن والسكينة والمودة والرحمة وتكوين أسرة، وكل ده ملوش وچود في حكايتي وياها.

هتف قدري وتحدث بنبرة تعقليه: خلاص يا ولدي، أديك كتبت عليها وسترتها، كفاية عليها أربع شهور وطلجها وخليها تروح لحالها ورچع مرتك
تنهد بأسي وأجاب والده: معينفعش يا أبوي لعدة أسباب، أهمهم إن اللي مرضهوش لأختي مرضهوش على بنات الناس، أني فعلا كنت عطلجها بعد ما صفا طلبت ده وحطته شرط لرچوعها،.

وأكمل بعين الرحمة: بس لما حطيت نفسي مكان أي راچل هياچي يتجدم لها بعد الطلاج، لجيت إني عفكر ألف مرة جبل ما أتچوز واحده معاها جسيمة طلاج بعد أربع شهور بس من چوازها، أي حد عياچي يتچوزها عيخاف ويتراچع،
وأكمل بصحوة ضمير: وأبجي اني نهيت عليها بعد ما خليتها تجعد چاري سبع سنين.

وأكمل بشهامة رجل صعيدي: وتاني سبب هو إني راچل صعيدي وأديت لراچل غريب وعد وكلمة، كيف عروح وأجول له معلش، اني طلعت عيل إصغير ومليش كلمة وهطلج بتك بعد ما وعدتك وطمنت جلبك عليها
هتف زيدان بنبرة حادة متعجب من أمر إبن شقيقه: يعني إنت باجي على وعدك للغريب ومفكرتش حتى في كلمتك اللي إدتهالي ووعدك ليا بإنك تحافظ على بتي!

أردف قائلا بنبرة متألم. ة نادمة: ربنا وحده اللي يعلم إحساسي كان إيه وأني بكسر وعدي ليك يا عمي
وأكمل شارح موقفه: بس إسمح لي أشرح لك الفرج بين وعدي ليك ووعدي ليه
نظر إلى متيمة قلبه وتحدث بنبرة صادقة: صفا مرتي وحبيبتي وأم ولدي، مرتي جدام ربنا والناس كلياتها شاهدة على إكده، ليها عندي كل الحجوج (الحقوق) والإحترام والتجدير، ومحدش من النچع عرف بچوازي عليها وكرامتها وكرامة حضرتك محفوظة جدام الكل.

وأكمل بإزلال كي يثبت مدي حبه وأحترامه إلى زيدان: وچزمتك على دماغي من فوج يا عمي
وأكمل بكلمات مضادة: لكن الراچل الغريب ملهوش عندي غير وعد وكلمة هلتزم بيها لحد ما تعدي المدة اللي إتفجنا عليها وساعتها هطلجها بحتة ورجة وكأن شئ لم يكن، صفحة وهطويها من حياتي ومعيكونش ليها وچود من الأساس
وأكمل بقسم صادق: الله وكيلي وشاهد علي إن أني عامل الموضوع ده لوچه الله الكريم وبس، لكن لو عليها مكونتش إتچوزتها أصلا.

كانت تنظر إليه بملامح وجه غامضة لم يستطع تفسيرها.

أخذ نفس عميق مما يدل على الضغط النفسي والداخلي الذي يتعرض لهما من خلال تلك المواجهه، وذلك لكم الإذلال الذي تتعرض لها رجولته أمام الجميع، وهذا عكس طبيعته الحادة القوية والشامخة، لكنها ضريبة العشق وعليه أن يقوم بتسديدها، حتى ولو كان سيدفع الثمن من إهدار كرامته ورجولته اللتان أهينا بما يكفي، وقد تحمل ما لم يتحمله طيلة حياته فقط من أجل الحصول على خاطف. ة أنفاسه.

وتحدث برجاء وهو يتنقل النظر بين صفا وزيدان و ورد: أني كل اللي طالبه منيكم إنكم تساندوني على إني أجدر أكمل في الموضوع ده لجل ربنا، عاوزكم تنسوه خالص وكأنه مش موچود من الأساس،
وأكمل بوعد: وأني أول ما العجد يتم سنه هطلج على طول
وقفت تلك التي كانت تستمع إليه بصمت تام وتحدثت بنبرة هادئة عكس ما يدور بداخلها من بركان شاعل: تمام يا متر، يبجا نتجابل بعد ما تخلص السنه بتاعة وعدك.

نظر لها الجميع بذهول وتحدث الچد: إجعدي يا بتي وإغزي الشيطان، قاسم غلط صح وحب يصلح غلطه، بس الظروف كانت أجوي منيه وحطته في موجف عفش، الراچل شاريكي ومعاوزش غيرك،
وأكمل إقناعها: وكيف ما سمعتي، قاسم سايب لها الشجة وعايش لحاله، وطاحها هي واخوها السو من الشغل لجل ما يرضيكي، جالك إنه مخليها على ذمته لوجه الله الكريم ولجل ما يستر عرض البنيه
وأكمل بتعقل: واچب عليك تعينيه وتجفي چاره لچل ما تشاركيه الثواب.

إبتسمت ساخرة وتحدثت بتهكم: معايزهوش أني الثواب ده يا چدي، متنازله عنيه للمتر يمكن ينفعه لچل ما يكفر بيه عن ذنوبه الكتير اللي عملها في حياته
وأكملت بنبرة جادة وهي تنظر إليه: إسمعني زين يا إبن الناس، إنت شرحت وجولت أسبابك اللي مخلياك رافض تتنازل وتطلجها
وأسترسلت بنبرة ناقدة: واللي بالمناسبة مدخلاش ذمتي ولا عجلي راضي يجبلها، ومع ذلك ده حجك.

وأكملت بقوة وشموخ: بس أني كمان من حجي أرفض حديتك دي وأصر على موچفي
وقف وتحرك إلى وقفتها وتحدث بنبرة مترجية: ما تصعبهاش علي أكتر من إكده يا غالية، وحياة مالك ترضي وتسامحي
تحدث منتصر الذي لزم الصمت منذ بداية عقد الجلسة: خلاص بجا يا بتي عاد، الراچل شاريك وعيترچاك جدامنا، وكيف ما جالك، هما 8 شهور وهيعدوا كيف الهوا ومعتحسيش بيهم.

باتت أصوات الجميع تتصاعد، رسمية، عثمان، قدري وحتى ورد التي نظرت إلى إبنتها بضعف وتحدثت بقلب الأم التي تريد الصلاح لإبنتها: خلاص يا صفا، جومي روحي مع چوزك لجل خاطر اللي في بطنك
تنفست بعمق ثم زفرت بهدوء وتحدثت بثبات وهي تنظر إلى عيناي ذلك المترقب بقلب يكاد يفقد دقاته بسبب التوتر، وهتفت قائلة بقوة وصمود: نتجابل بعد السنة ماتعدي يا متر.

يا لها من خيبة أمل، شعر بإحباط وحزن العالم أجمع قد تكون داخل قلبه حين إستمع لقرارها المميت والساحق لأحلامه
نظر لها يلومها وتسألتها عيناه؛: أحقا تريدين الإبتعاد عن أحضاني لحين الخلاص، أواثقة من أنك تستطيعين؟
وأكملت عيناه بنظرات ضعيفة: فإن كنت حقا ستتحملين، فها أنا أعلنها صريحة أمام الجميع، أني والله لم أستطع ولن أطيق الإبتعاد.
نظرت إليه بقوة لتخبره عيناها أنها حقا قادرة وستستطيع.

تحدث قدري بنبرة حادة موجه حديثه ألي زيدان: ساكت ليه يا زيدان، ما تجولك كلمك لبتك اللي ممكبراش حد ولا حتى عاملة حساب لوچود چدها
تحدث زيدان بهدوء ونبرة حزينة: اللي عوزاه صفا هو اللي عيكون يا أبو قاسم، هي صاحبة الشأن ومن حجها تعيش حياتها بالطريجة اللي ترضيها وتريحها.

كاد عثمان أن يتحدث فأوقفته كلمات قاسم القوية الذي ما زال ينظر داخل عيناي صفا ولكن بصمود وتحدي: معدلوش لزوم الحديت خلاص يا چدي، الدكتورة جالت كلمتها خلاص والموضوع إتجفل لحد إكده
إنتفض قلبها رعب من كلماته ونظراته القوية الغامضة المتوعدة لها، فهي كانت تتمسك برأيها لأخر وقت كي تحثه وتجبره على التنازل، وحينها ستتحري الصدق من كلامه، وتتأكد من صحة حديثه الدائم عن عشقه الهائل لها.

حول بصره إلى عمه زيدان وتحدث بجمود وقوة: حمدالله على سلامتك يا عمي والله لا يعودها
وأكمل بقوة وهو يتحرك إلى الخارج كجبل من الجليد: السلام عليكم
كم أنها مؤذية خيبة الأمل عندما تأتي من الشخص الذي لم يدق القلب لسواه يوم، شعور مرير بالإنكسار والخزلان أصابها جراء خروجه بهذا الشكل المفاجئ، وكأنه يخبرها بأنها إستنفذت كل فرص الإسترضاء وحان وقت رؤيتها لوجهه الاخر، وجه الجمود واللامبالاة.

صمت تام أصاب الجميع وباتوا ينظرون على تلك التائهه التي تقف كصنم بلا روح، يبدوا على ملامحها الزعر وكأنها فقدت للتو مصدر أمانها وقوتها بخروجه
وعت على حالها عندما إستمعت إلى صوت رسمية التي أردفت بنبرة متألمة لأجل عزيزاي عيناها الغوالي: ليه إكده بس يا بتي، تمشي چوزك مجهور يا حبة عيني وهو كان چاي ومتأمل يرچعك وياخدك وياه.

وأكملت بدمعة عزيزة خانتها: ده مكلمني في التلفون من صباحية ربنا يا حبيبي بعد ما چده كلمه و وعده إنه عيرچعك ليه، جال لي أخلي حسن والبنات يطلعوا ينضفو لك الشجة زين، وچاي فرحان وچايب لك وياه شنط ياما وطلعها على فوج
وأكملت بقلب نازف لأجل كليهما: إكده تكسري فرحته برچوعك وتجهري جلبه.

كانت تستمع إلى كلمات جدتها وكأنها حمم بركانية تنزل على قلبها الن. ازف تكوي كل ما يقابلها بطريقها، تحركت بساقان متثاقلتان وخرجت تجر أذيال خيبتها العظيمة، صعدت إلى غرفتها وأوصدت بابها عليها،
ثم رمت حالها فوق فراشها وحينها تركت العنان لإنسياب دموعها الحبيسة، تعالت شهقاتها وبكت بكل صوتها، بكت على ما وصل إليه كلاهما،.

سألت حالها بتشتت: لما يتمسك هكذا بوعده الواهي لتلك الحقي. رة التي إختطفته من داخل أحض. انها وحرمتهما من التنعم داخل أح. ضان بعضيهما، لما لا يحل حاله من ذلك الوعد الملعون ويعود إليها إذا كان حقا يعشقها!
أقسمت بداخلها لو عاد الان وأخبرها أنه إنتوي إحلال حاله من ذلك الوعد الملعون ستلقي بحالها لداخل أحض. انه وتعوضه وحالها مر ما حدث.

أما ذلك الغاضب الذي صعد الدرج مهرولا ودلف إلى مسكنه كالمجنون، دلف إلى المطبخ وأخرج كل ما أتي به من أطعمة وحلوي كان قد جلبها للإحتفال، وحتى نوع الشيكولاتة المفضل لديها والذي حلم ومني حاله بأن يتذوقها من فوق شفتاها المهلكة كما السابق
لعن غباؤه ولملم كل الاشياء داخل كيس كبير وفتح الباب وهتف بأعلي صوته الغاضب: خالة حسن، إبعتي لي أي حد من اللي عندك في المطبخ.

صعدت سريع منيرة، تلك الفتاه التي تبلغ الثامنة عشر وتحدثت بإحترام: تحت أمرك يا قاسم بيه
أجابها بجمود ونبضات قلب كطبول الحرب: خدي الحاچات دي وأديها لخالة حسن تفرجها عليكم في المطبخ
وأغلق الباب وهرول متجه لداخل غرفة النوم، نظر إلى التخت المتناثر عليه ورقات الورود باللونين الأبيض والقرمزي اللتان تعشقهما هي، والذي نثرهما لأجل إسعادها.

وقعت عيناه على ذلك الثوب الرقيق المخصص للنوم والموضوع بعناية بين ورقات الزهور، والذي إبتاعه لها منذ الأمس ليحتفل به معها بعودتهما كما وعده عثمان وأكد عليه،.

تحرك إليه وأمسكه وخيبة الإمل تملئ روحه وتسكنها، قبض عليه بقوة بين راحتاه واغمض عيناه بغضب، ثم قربه من عيناه المشتعلتان بعد ان فتحهما من جديد، وألقاه أرض بغضب عارم، مال بجذعه وأمسك فراش التخت وجذبه بعنف وألقاه أرض لتتناثر ورقات الورود بشكل عشوائي وتملئ أرضية الغرفة،
أغلق الإضائة وتحرك إلى الخارج بوجه غاضب، قابلته فايقة التي تسائلت بنبرة مستفسرة: مچبتش مرتك ليه يا قاسم، مرضيتش تاچي إياك؟

أجابها وهو يهرول على درجات السلم ويتدلاه بطريقة عنيفة تدل على مدي غضبه: من إنهاردة كل واحد حر ويعمل اللي يريحه يا أما
هرولت خلفه وسألته من جديد: إنت رايح فين؟ وبتچري ليه إكده
أجابها بنبرة حادة غاضبة: رايح في ستين داهية، محدش ليه صالح بيا
كاد أن يخرج من باب السرايا أوقفه دخول عثمان وباقي الجمع، نظر له عثمان وسأله مستفسرا عندما وجد الغضب يسيطر على جس. ده وملامح وجهه: على وين العزم يا ولدي؟

أجاب جده بملامح وجه صامده: راچع القاهرة يا چدي
هتفت رسمية بنبرة متوسلة: إستهدي بالله يا حبة عيني وإطلع على شجتك دلوك، وأني شوية إكده وعروح لها تاني تكون هديت وعرچعها لك،
وأكملت بوعيد لطمأنت روحه: ووعد مني معتباتش الليلة غير وهي چوة حضنك
أجاب جدته بنبرة حادة غاضبة: بعدي عن طريجي يا چده الله يرضي عنيك، مفاضيش أني للعب العيال ده.

أفسحت له وخرج هو مسرع واتجه إلى سيارته إستقلها وقادها بسرعة جنونية مما أحدث صوت صفيرا عالي، حدث نتيجة إحتك. اك إطارات السيارة بأرضية السرايا، إرتعب. ت قلوب جميع الحاضرين جراء إستماعهم لصوت الصفير المرعب، حتى تلك الباكية التي ترتمي فوق فراشها في الأعلي
إنتفضت بجلستها وأرتعب داخلها حينما.

إستمعت إلى صياح فايقة المرتعب على ولدها وهي تصيح وتتحدث إلى قدري: إتصرف يا قدري ورچع لي الواد ليچرا له حاچة وهو سايج إكده
ثم رفعت بصرها إلى أعلي حيث إضائة غرفة صفا وهتفت بنبرة حقودة لأم ترتعب على صغيرها حقا: على الله تكوني إرتحتي يا بت زيدان ون. ارك بردت، أهو فات لك النچع كلاته ومشي لجل ما تهدي، حني إديك وأفرحي إنت وأمك.

وأكملت بتوعد مرتعب وصياح عالي أسمع المنزل بأكملة: بس الله في سماه، لو ولدي چرا له حاچة، لكون جتلاكي بإديا دول
تحدث إليها عثمان الواقف بجوارها بنبرة حادة: إجفلي خاشمك يا م. ره وإخفي من وشي الساعة دي
إنتفض قلب صفا وأصابت جس. دها إرتعاشة هائلة، وضعت كف يدها على فمها تكتم صوت شهقاتها الذي علا
بالأسفل هتف عثمان قائلا إلى قدري: إتصل بفارس شوفه وين، وخليه يحصل أخوه على المطار ويهديه ويرچعه.

تحدث قدري سريع بطاعة: أوامرك يا حاچ
هاتف قدري فارس الذي كان يجلس بصحبة يزن بالمحجر، إرتعب فارس خوف على شقيقه، وبلحظة كان يستقل سيارته وقادها بسرعة جنونية، وأثناء قيادته أخرج هاتفه وضغط زر الإتصال بشقيقه لكنه لم يجب
بالفعل وصل إلى المطار وألتحق بقاسم قبل صعوده إلى الطائرة بنصف ساعة
تحدث إليه بنبرة حنون: خلي بالك طويل شوي عليها يا قاسم، صفا مچروحة وبتعمل إكده لچل ما ترد كرامتها جدام الكل.

كان يجلس بجوار أخيه داخل صالة الإنتظار بج. سد مرهق وروح متعبه، مسح على وجهه بإرهاق وتحدث بنبرة مرهقة ضعيفة لرجل ما عاد لديه القدرة بعد: أني فايت لها النچع كلاته وماشي، على كيف كيفها بت زيدان
وضع فارس كف يده على راحة يد شقيقه وتحدث بنبرة حنون: طب جوم روح معاي يا أخوي، أبوك وأمك عيموتوا من جلجهم عليك، أبوك كلمني وصوته مرعوب، وچدك حزين لچل خاطرك يا قاسم، عشان خاطري تاچي معاي يا أخوي.

أجابه بإقتضاب: عاوز أجعد لحالي شوي يا فارس، محتاچ أخد هدنه وأبعد عن كل الناس اللي حوالي، ده غير شغلي اللي محتاچ يتظبط، إكده أحسن ليا وللكل
إستمعا إلى النداء الذي يخبر الركاب بموعد إقلاع الطائرة، وقف ثم أحتضن شقيقه وتحدث: خلي بالك من نفسك واللي حواليك يا فارس،
وأكمل على إستحياء: وخلي بالك من صفا.

كان يستمع إلى شقيقه بقلب يتمزق وتحدث بإطمئنان: صفا في عنيا يا أخوي، خلي بالك إنت من نفسك، وبالله عليك ماتزعل حالك يا اخوي، بكره تتعدل وصفا ترچع لك من تاني
أومأ بيأس لشقيقه وأحتضنه، ثم تحرك إلى سلم الطائرة وصعده تحت صرخات قلب فارس التي تإن على حال شقيقه.

بعد مرور إسبوع على تلك الأحداث
داخل مسكن قدري الخاص بماجدة
كان منبطح على بطنه فوق التخت، مسلم جس. ده لتلك الماجدة التي تدلك له ظهره بمهارة عاليه وتضغط عليه بكفاي يداها المنغمسه ببعض الزيوت العطرية التي تساعد على الإرتخاء
تحدث بإستمتاع وهو مغمض العينان: تسلم يدك يا ماچدة، معارفش لولاك ولولا شوية التدليك دول كت عملت إيه
وأكمل بإشادة: يدك تتلف في حرير يا بت.

تحدثت بخلاعة وهي ما تزال تضغط على كتفاه مرورا بظهره بنعومة: انا جاريتك يا سي قدري وتحت أمرك، وكل منايا في الدنيا دي هو رضاك وبس
أجابها بصوت خامل من شدة الإستمتاع: كل الرضا يا ماچدة، ده أنت الوحيدة اللي علاجي عنديها راحتي يا بت.

إبتسمت بخبث وتحدثت بدلال كي تفجر قنبلتها التي باتت أربعة أشهر بالكمال تعد لها عدتها، حتى حدث ما كانت تتمناه وتسعي إليه: بس سامحني بقا لو قصرت معاك الفترة اللي جاية، أصلي هبقا تعبانه ومش هينفع أعمل لك مساچ لمدة سبع شهور على الأقل
أفتح عيناه وسألها مستغرب: تعبانه كيف يعني، مالك يا ماچدة.

إبتعدت عنه وتدلت من فوق التخت بدلال وأعتدلت بوقفتها، ثم وصعت كفاي يداها فوق أحشائها وتحدثت بخلاعة: مبروك يا سيد الناس، هتبقا أب بعد سبع شهور بس
إنتفض من نومته وجلس يتطلع إليها بفزع وعينان جاحظتان من شدة هلعهما وصاح بنبرة حادة: وجعتك سودة ومجندلة على نفوخك ونفوخ اللي چابوك، عتخرفي وتجولي إيه يا بت المركوب إنت؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة