قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الأول

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الأول

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل الأول

قبل أكثر من ثمانية عشر عام من أحداث روايتنا، داخل مدينة سوهاج عريقة الأصل و الأصول و بالتحديد داخل نجع النعماني و الذي سمي بهذا الاسم تيمنا بإسم هذه العائلة العريقة
عصرا، في بهو منزله و الذي يشبه القصور حيث شموخها و بنيانها العالي و أثاثها العريق كحال عائلتهم.

يجلس الحاچ عتمان النعماني كبير عائلتة و كبير النجع بأكمله و عين أعيان المدينة، تجاوره زوجته الحاجة رسمية إبنة عمة و إبنة عائلة النعماني و بصحبتهما ولديهما قدري الكبير و زوجته فايقه تلك الجميلة المتعالية، إبنة شقيق رسمية و إبنة عائلة النعماني أيضا
و على الجانب الأخر ولدهما الثاني منتصر و زوجته هادئة الطباع نجاة و هي أيضا إبنة العائلة، حيث أن عائلة النعماني لا يتزوجون و لا يزوجون الغرباء.

صاحت رسمية بنبرة حادة و هي تنادي على إحدي عاملات المنزل بنبرة جامدة: حسن، إنت يا مخبولة
أتت العاملة ذات السادسة عشر عام مهروله و هي تردف قائلة بنبرة مرتعبه: نعمين يا ست الحاچة
أردفت رسمية قائلة بنبرة شبه أمرة: إعملي لنا شاي و هاتي معاه صحنين كحك و صحن رواني
أجابتها العاملة بطاعه و أحترام قبل إنصرافها الفوري: حاضر يا ست الحاچه.

تحدث الحاچ عتمان موجه حديثه إلى قدري: أخبار محصول الجمح أيه السنه دي يا قدري؟
أجابه قدري بتفاخر وهو يرجع ظهره مستندا به على خلف المقعد: المحصول زين جوي يا أبوي، الزرعه طرحها مليح جوي السنه دي
إنتبه الجميع و وجهوا أبصارهم فوق الدرج ينظرون على ذلك الذي يهبط بخطوات واثقة و هو يرتدي جلبابه الصعيدي واضع حول عنقه شالا رجالي زاده و قارا و جاذبيه، و يضع فوق كتفيه عباءة سوداء فخمة و مميزة ككل أشيائة.

تحرك إلى الأسفل و خطي بخطوات رزينه حتى وصل لموضع جلوس أبيه و قبل جبهته بإحترام متحدث: كيفك يا أبوي؟
إبتسم وجه الحاج عتمان لمجرد رؤيته لوجه صغيره البالغ من العمر الثاني و العشرون، و تحدث بإبتسامة صافيه لا يظهرها إلا لذاك الزيدان و فقط: زين و بخير طول ما أنت و أخواتك بخير يا ولدي.

إبتسم لأبيه ثم حول بصره إلى والدته و تحدث و هو يقبل مقدمة رأسها بإحترام تحت إستشاطة قدري من أفعال ذاك الصبي الذي يستحوذ بها على قلب والديه: كيفك يا ست الكل
بخير يا سبعي طول ما أنت بخير، جملة قالتها رسميه بتفاخر لعشق ذاك الفتي القريب من روحها
نظر له والده و تساءل بإهتمام: على وين العزم إن شاء الله يا زيدان؟

أجاب والده و هو يلتقط قطعة رواني من الحامل التي تحمله تلك الحسن بين يديها لتضعه بعد ذلك فوق المنضده و تغادر على الفور إلى الداخل خشية غضب سيدتها
أجاب والده و هو يجلس و يقضم قطعة الرواني بأسنانه: رايح أحضر فرح عامر واد عبدالرحيم الزيني يا حاچ!
وتحدث مناديا إلى العاملة نجية بنبرة هادئة رحيمة كقلبه: يا نجية.

أتت العامله فتحدث إليها بوجهه البشوش: إطلعي جولي لمرعي يخرچ لي الحصان من الإسطبل و يچهزه على ما أشرب الشاي
أجابته العامله بنعم و أنصرفت للخارج
نظر له قدري بضيق و تحدث بتكبر مستنكرا أفعال شقيقه: و يطلع مين في البلد عبدالرحيم الزيني ده عشان تروح لحد دارة و تعمل له جيمه و كمان تحضر فرح ولده؟

ضيق زيدان عيناه مستغرب تكبر شقيقه و أجابه بنبرة مستنكرة: أني رايح فرح صاحبي يا قدري، و أكمل مفسرا بتعقل: صح عبدالرحيم الزيني مهواش من الأعيان و كبرات البلد، بس يكفي إنه راچل محترم و بيتجي الله في حياته و بياكل لجمته بعرج جبينة هو و ولادة
إبتسم له اباه و تحدث بإعجاب لحديث ولده العاقل: ربنا يبارك فيك يا ولدي، هو ده الحديت الزين، طالما الراچل محترم يبجي فجرة ميعبوش واصل.

تأفف قدري ثم تحدثت فايقه ذات العشرون عام بكبرياء و هي تنظر إلى زيدان بقلب مشتعل نارا و حقدا: كلام أيه اللي عتجوله ده يا عمي، ده بردك زيدان إبن الحاج عتمان النعماني على سن ورمح، ولازم يصاحب ناس من مجامة و مجام عيلته اللكبيرة
و أكملت و هي تنظر إلى زوجها قدري كي تثبت للجميع أن زيدان على خطأ: يبص لقدري و يتعلم منيه كيف بيختار أصحابه من كبرات النجع و أصحاب المجامات العالية.

أرجع قدري ظهرة للخلف ورفع رأسه شامخ بعد حديث زوجته المفخم له، ثم أكدت رسميه على حديث إبنة شقيقها قائلة بتفاخر و كبرياء: عندك حج يا فايقة، العين بردك متعلاش على الحاجب و كل واحد و مجامة
تحدث منتصر بنبرة مستنكرة: كلام أيه بس اللي عتجوليه ده يا أما، معدش فيه حد بيفكر إكده دالوك، و بعدين ربنا خلجنا كلنا سواسية، ليه بجا إحنا هنفرز الناس على حسب مالهم و حسبهم و نسبهم.

وقف زيدان و تحدث و هو يهندم من ثيابه غير عابئ بحديثهم العقيم بالنسبة لعقليته المستنيرة: أسيبكم أني بجا تتحدتوا في المجامات العالية والحسب و أمشي عشان متأخرش على الفرح
تحدثت رسمية وهي تنظر لهيئة نجلها المشرفة بتفاخر: ربنا يحميك من العين يا ولدي، وعجبال ما نفرحوا بچوازك
إبتسم لها بوجه بشوش و أردف قائلا إن شاء الله يا غالية
ثم تحرك إلى الخارج تحت إستشاطة فايقة ونظراتها الثاقبة الناقمة عليه.

بعد قليل
دلف لداخل الحفل يمتطي فرسه العربي الأصل، منتصب الظهر رافع رأسه بشموخ، كفارس خرج للتو من داخل إحدى الأساطير العريقة
كانت نظرات الجميع مسلطة عليه باعجاب شديد، رجال النجع ينظرون إليه بتمني لمكانته عظيمة الشأن و ماله و حسبه و نسبه، وكل شخص يتمني عظمة شأنه لحالة،
أما فتيات النجع تنظرن إليه بأعين مسحورات من طلته البهية الرجولية، وكل واحدة منهن تتمناه كرجلها و فارس أحلامها الوردية.

نزل من فوق ظهر فرسه بفروسية و ظهر مفرود و تحرك بين الجميع بابتسامته الخلابه الذي بات يوزعها على الحضور، مرتديا جلبابه الصعيدي واضع فوق رأسه عمامته البيضاء التي زادته وسامه فوق وسامته و جعلت منه جذاب للغاية،
و بدأ بإلقاء التحية على كل من يقابله حتى وصل و جلس بجانب اصدقاء له.

في الناحية الأخري من جلسة النساء، كانت تجلس تلك ال ورد الغير عابئة بما يحدث من حولها بجانب والدتها، تحركت و صعدت لتهنئة إبنة خالها تلك العروس الجميل، إحتضنتها بحفاوة و هنئتها و تمنت لها دوام السعادة
تحرك زيدان أيضا من جلسته حيث وجه بوصلته إلى مجلس العروسان حتى يهنئ العريس أعز أصدقائة و الذي يدعي عامر، و بالصدفة تحركت ورد كي تهبط
بنفس توقيت هبوطها كان يصعد متجه حيث صديقه ليهنئة و عروسه.

و بلحظة إلتوي كعب حذائها المرتفع، كادت أن تسقط أرض بفضل إنفصال الكعب عن النعل لولا ساعديه القويتان اللتان إلتحقت بها و أسندت يدها و منعتها من الانزلاق المحقق
و هنا يا سادة قد توقف الزمان، حيث لا عاد يكترس الهائمان بحضور من في المكان، ولا لأي شخص كان أن كان
و إلتقت العين بالعين، و ذابت بالنظرات التي طالت و كأنهما عاشقان إلتقيا بعد فراق دام منذ الزمان.

حدثتها عيناه، لما كل هذا الغياب فاتنتي، ألم تدري أنني أنتظرتك منذ الكثير؟
وأبتسم وحدث مقلتيها الجميلتان، ولكن، لا عليك أميرتي، فلقد أنستني تلك النظرة ألم البعاد ومرارة الإنتظار!
إبتسمت برقه لحديث عيناه الجريئة الذي إقتحم قلبها و أستوطنه دون إستئذان،
وحدثته عيناها،
أاخبرك بسرا ايها الأسمر الوسيم
لم يحدث لي واختطفت هكذا من ذي قبل
تحوم حولك هالة عجيبة تجذبني، فتأسرني.

و ها أنا الان اعترف أمامك وأقر، ان لعيناك سحرا أثير!
في تلك اللحظة أتي إبن عمها إليها سريع ليقطع وصلة الفؤاد ذات، قائلا و هو يزيح عن لمستها يد ذاك القوي المسحور بطلتها و يسحبها بعنف و غيرة قائلا بنبرة حادة: متشكرين يا زيدان على وجفتك دي
تحدث زيدان بصوت رجولي جهوري: مفيش حاچة تستاهل الشكر يا كامل، أني معملتش إلا الواجب.

هز كامل رأسه بإيماء لذاك الوسيم ثم نظر لتلك الخجولة و تساءل باطمئنان: إنت زينه يا ورد؟
تحمحمت وتحدثت حرج ومازالت عيناها معلقتان بصاحب ذات الرموش الكحيلة وكأن بهما شئ خفي يجذب عيناها و يجبرها على النظر داخل عيناه: الحمدلله يا كامل، أني زينة
إنفرجت أساريره حين علم إسمها، ورد، ياله من إسم معبر لذات الرائحة العطرة و الوجة المنير
وما أسعده أكثر معرفته لأصلها و فصلها و عائلتها.

تحركت هي بطريقة مضحكة حيث إنخلع كعب نعلها و باتت تتعرج بحركتها، وأخيرا وصلت و جلست بجانب النساء و لكن لازالت عيناها معلقة بعين ذاك الأسمر القوي البنيان ذو العينان الكحيلة ذات اللون البني كثيفة الرموش
حدثتها إبنة خالتها بنبرة مفخمة و هي تبتسم: طول عمر حظك نار يا بت خالتي، حتى يوم متتكعبلي و تجعي، تجعي في حضن زيدان النعماني اللي بنات الكفر كلياتهم عيموتوا على طلة واحده من إعيونه.

نظرت لها بقلب يدق بوتيرة عالية عند معرفتها شخصيته، فكم من المرات التي إستمعت بها لروايات و حكايات عن زيدان النعماني، و رجولته و عيناه التي أذاب بها معظم صبايا النجع بالعشق الممنوع، و لكنها الأن و أخيرا إلتقته وجه لوجه و رأت ذاك الفتي الذي يتحدث عنه الجميع.

تحدثت خجلا في محاولة منها للتماسك: و الله إنت رايجة يا ماچدة، بجا أني رچلي كانت هتتخلع وإنت كل اللي شاغل بالك و فارج وياكي مسكة زيدان النعماني ليدي؟
أجابتها نورا بإستهجان: وه يا ورد، و هي مسكة يد زيدان النعماني ليدك دي حاچة جليلة إياك؟

أشاحت عنها بصرها حين إستمعت لتوبيخ والدتها لها و هي تردف بهمس قائلة بنبرة حادة: معرفاش تمسكي حالك وأنت نازلة يا مجصوفة الرجبه، يجولوا أيه عليا حريم النجع، بتها معرفاش تسند حالها و وجعت على يد إبن النعماني؟
تأفأفت بجلستها من حديث والدتها الحاد و ألتزمت الصمت حتى إنتهي الزفاف دون أن يرا كل منهما أية مراسم وذلك لإنشغالهما بإستراق النظر كليهما للاخر.

بعد مرور ثلاثة أسابيع
كانت ترتدي ثيابها الدراسية و تتحرك على إستحياء في الطريق العام للبلده، عائدة من مدرستها الثانوية الفنية و التي تتواجد خارج النجع، نظرت إلى ذاك الذي يقف مراقب لها ككل يوم منذ أن راها صدفة من ذي قبل،
ويا حلوها من صدفه
نظرت له مبتسمة حين تذكرت ما حدث منذ الثلاثة أسابيع
أما هو فشعر بإهتزاز بكامل بدنه حين رأها تظهر أمامه كشمس ساطعة أنارت له دربه الغائم.

تحرك خلفها بهدوء و حين أدرك خلو الطريق من المارة إقترب منها و تحدث بنبرة حنون: كيفك يا ورد؟
إنتفض جسدها بالكامل رعب و تحدثت خجلا بنبرة متلبكة: ميصحش اللي بتعملة ده يا إبن الحلال، لو حد شافك وياي دالوك يجول عليا أية؟
أجابها بصوت جهوري غاضب: جطع لسان إللي يجيب سيرة زينة الصبايا بكلمة عفشه
و أكمل بوجه مبتسم وكأنه تبدل بأخر: أني هسألك سؤال وأخد الچواب و أبعد طوالي عشان سمعتك بجت تهمني أكتر ما تهمك.

نظرت إليه مضيقة العينان و تساءلت متعجبة: سؤال أية دي؟!
نظر لها و أبتسم و حدثها برجولة و صراحة: رايدك تكوني حلالي يا ورد، و عاوز أعرف رأيك لجل مشيع لأبوكي وأطلب منيه يد الجمر
إرتعب جسدها وشعرت بقلبها سيتوقف عن النبض لشدة سعادته وعدم تصديقه لما قيل من ذاك الزيدان التي عشقت عيناه منذ أن رأته للوهلة الأولي
نظر لها بضحكة عيناه الكحيلة و تساءل بتلائم: جولتي أية يا جمر ليلي؟

علقت عيناها بعياه مستغربه كلمات الغزل الذي ينثرها على مسامعها منذ أن إلتقاها، فنظر لها مؤكدا و أردف قائلا بتأكيد: إيوة يا ورد، جمر ليلي و شمس حياتي اللي نورت من بعد ليل غميق عاتم
تساءلت بعيون عاشقه غير مصدقة: إمتي و كيف يا زيدان؟!

إشتعلت نار صدره عشق واتسعت عيناه الكحيلة غير مستوعبه ما نطقته تلك الساحرة الصغيرة بلسانها وأشعلت به كيانة، و تساءل حاله، أحقا تعرفين إسمي و نطقتي به غاليتي، يا لسعادتي وهناء قلبي العاشق
أجابها بعيون هائمة: زيدان النعماني زاد فخر و شرف بنطج إسمه على لسانك الطاهر يا زينة الصبايا
ثم أجابها رد على سؤالها: أما أمتي و كيف عشجتك إكدة، فاحب أجول لك إني جلبي مولود بعشجك.

وأردف قائلا بتفسير: تعرفي يا ورد، أني شفتك جبل الزمان بزمان
ضيقت عيناها مستفسرة بابتسامة حانيه: كيف يعني؟!
إبتسم لها برجوله و أردف مفسرا: من أول معرفت يعني أيه عشج وأني رسمت صورة حبيبتي اللي أتمنيتها في خيالي، كيف شكلها؟
كيف ضحكتها و كيف راح تكون عيونها وهي بتبص لي؟
كيف صوتها العاشق وهي بتتغني بحروف إسمي؟
و لحظة عيني ما چت في عينك لما كتي هتجعي و مسكت يدك، زي ما أكون كت بحلم و فوجت على أحلا حجيجة،.

و أكمل بعيون عاشقه: لجيتك يا غالية كيف ما رسمك خيالي بالظبط، لجيتك و دنيتي أصبح ليها طعم و لون، جولت لحالي يا ويلك يا ابن النعماني من نار عشج أم عيون كحيلة لو مكانتش مجسومة لك
إبتسمت فرح وتحدثت: كلامك كنه شعر يا واد النعماني
أجابها برجوله: كلامي كان عادي لحد السبوع اللي جبل اللي فات، لحد ما شفت عيونك الكحيلة يا زينة الصبايا
وأكمل مداعب إياها بعيون عاشقة: عيونك تنطج الحچر يا بت الرچايبة.

نظرت له بعيون مسحورة من سحر كلماته التي سحبتها من عالمها و أدخلتها لعالم ولأول مرة تخطو به، عالم العشق و الغرام
إبتسمت له بجاذبية أذابت قلبه أكثر مما هو عليه، وبلحظة إرتبكت و كأنها وعت على حالها و تحدثت بنبرة مرتبكة: أني ماشيه، و متحاولش تكلمني تاني يا أبن الحلال، أبوي لو عرف إني وجفت وإتحددت وياك هيكون فيها جطع رجبتي.

تحدث بحماية بنبرة صارمة و صوت رجولي حاد: محدش يجدر يمسك طول ما زيدان النعماني موجود على وش الأرض
نظرت إليه وابتسامه سعيدة كست وجهها وأكمل هو بتفاخر: ولا حتى أبوكي ذات نفسيه يجدر يجرب لروح جلب زيدان
إشتعل جسدها بالكامل من جمال كلماته التي تنطق عشق
شعر بالتفاخر بحاله حين رأي سعادتها و تساءل بنبرة حنون: مسمعتش رأيك في طلبي يا زينة البنات؟
تساءلت بلؤم و تخابث: اللي هو أيه طلبك دي؟

ما جولت رايدك يبت الناس، رايدك تنوري لي عتمة ليلي في الحلال، كلمات قالها زيدان بعيون مسحورة بجمال عيناها
إحتضنت حقيبة كتبها وقربتها من صدرها بشدة و إبتسمت خجلا و أردفت قائلة بنبرة حنون دلالة على موافقتها: اللي يشوفه أبوي في مصلحتي أني موافجه عليه
وألقت نظرة عاشقه من عيناها المهلكة عليه ثم أسرعت بمشيتها و تركته خلفها يغلي كالبركان من جمال صوتها الحنون و نظرتها العاشقة.

وضع يده فوق صدره وتحسسه بدلال وأخذ نفس عميق و هو ينظر على أثرها و أردف قائلا بهيام: يا أبوووووي
ضل ينظر عليها حتى أختفي أثرها عن ناظريه ثم تحرك متجه إلى وجهته بقلب يتراقص فرح.

في اليوم التالي
داخل منزل الحاج عتمان النعماني
كان يجلس الحاج عتمان النعماني و تجاوره الجلوس الحاجة رسمية
وأبنائة، قدري وزوجته فايقة، ومنتصر وزوجته نجاة
تحدثت رسميه بنبرة حادة و هي ترمق ولدها صغير السن كبير العقل و التفكير بنظرة غاضبة: بتجول أيه إنت يا زيدان، إتجننت إياك يا ولدي؟
إصبري يا حاچه لما نفهموا منيه الموضوع، جملة تفوه بها الحاج عتمان ليهدئ بها من روع زوجته الثائرة.

هتفت رسمية بنبرة غاضبة: نفهموا أيه يا حاچ، إبنك بيجول لك رايد يتزوج من بنات الرچايبه،
ثم وجهت بصرها إلى زيدان و تساءلت بنيرة صارمة: كانوا جصروا في أيه بنات النعمانية لما تروح تجيب لي واحده غريبة تسكن وياي في داري؟
نظر لها زيدان باستغراب و تحدث بنبرة إستهجانية: غريبة كيف و هي هتبجا مرتي يا أماي؟
و أختي بدور اللي مكتوبه على أسمك من يوم ما أتولدت يا واد عمي، مفكرتش فيها؟!

تلك الجملة تفوهت بها فايقة التي إشتعلت نارها أكثر مما هي عليه من ناحية ذاك الزيدان و الذي أصبح ألد أعدائها منذ القريب
أجابها زيدان بنبرة قويه و صوت جهوري: و أني موعدتش أختك بالزواج و لا عمري لمحت لأبوي و لا حتى لعمي إني رايدها يا فايقه
تحدثت فايقة بحده بالغه و غيرة واضحة مقللة من شأنه كي تحرق روحه: و ميتا الصغار كان ليهم رأي بعد إتفاج الرچال يا واد عمي؟

و عشان أني مش إصغير و ليا رأي بجول لك إني إختارت ورد و هتزوجها، جملة قالها زيدان بنبرة جامدة صامدة متحديا إياها
كان قدري ينظر إلى غضب زوجته المبالغ به بقلب مشتعل بنار الغيرة ولكنه فضل الصمت كعادته المخزية الخبيثة
وأني ماموافجاش يا زيدان، جملة تفوهت بها الحاجه رسمية بنبرة صارمة.

قاطعهم عتمان بصوت غاضب وهو ينظر إلى رسمية و فايقه: والله عال يا ولاد، حريم الدار بجي ليهم رأي و صوتهم بجا يعلا على أصوات الرچال
إنتفضت فايقه رعب و تحدثت سريع بنبرة هادئة كي تمتص غضب والد زوجها: حجك على راسي يا عمي، ورب الكعبة مجصدت أضايقك،.

و أكملت و هي ترسم على وجهها الحزن المصطنع كي تستدعي تعاطف الحضور معها: أني بس صعبان على كسرة جلب أختي بدور اللي هتتجهر لما تعرف إن واد عمها فضل عليها واحدة لا من توبنا و لا من دمنا و لا حتى تخصنا
تحدث عتمان ناهرا إياها بنبرة حادة: خلصنا يا فايقة،.

ثم نظر إلى ولده و تحدث بنبرة حادة: و إنت يا زيدان، إعجل يا ولدي و راجع حالك، عيلة الرچايبه مفيش بيناتنا و بينهم و لا نسب و لا ود، ده غير إن بت عمك أولي بك و متعشمة فيك
إنفرجت أسارير فايقة و رسمية التي تفوهت بنبرة مساندة: عين العجل كلامك يا حاچ
حين تحدث زيدان إلى والده معترض بإحترام: بس أني رايد بت حافظ الرچايبي يا حاچ و مرايدش واحدة غيرها.

و أكمل بتفاخر و عشق لم يستطع تخبأته عن عيون الجميع: رايدها تكون مرتي في الحلال، ولو مش هي مش هيبجا فيه حد غيرها
يعني أيه الكلام ده يا زيدان؟
جملة تفوة بها قدري شقيقه الأكبر
تحدث إلية زيدان بنبرة قوية: يعني لو متزوچتش بت حافظ الرجايبي يبجا يحرم على صنف الحريم كلياته يا قدري
أجابه قدري بنبرة خبيثه كي يشعل والده من ناحيته أكثر: عيب عليك الكلام ده يا زيدان، طب حتى أحترم كلمة أبوك اللي أداها لعمك زمان.

تحدث عتمان بنبرة صارمة ناهيا الجدال الدائر: سيبوني لحالي مع زيدان
نظر له قدري و تحدث بنبرة خبيثة: خليني وياكم يا حاچ لجل ما هدي بيناتكم
هتف عتمان ناهرا إياة بنبرة صارمة: جولت سيبوني مع ولدي لحالنا، مهتسمعش الكلام ليه يا قدري؟
أجابه قدري بطاعة مصطنعة: حقك على راسي يا حاچ، أني كان غرضي خير.

هم الجميع بالوقوف و تحركوا بإتجاة الخارج و تركوا زيدان بصحبة عتمان الذي وجه حديثه إلية متسائلا بهدوء: أدينا بجينا لوحدينا يا زيدان، ودالوك جولي بصراحة، حكايتك إية مع بت الرچايبة دي؟
نظر له زيدان ثم أنزل عنه بصره وصمت، فأردف عتمان قائلا بنبرة حنون مشجع إياه على التحدث: صارحني و أتكلم وياي راچل لراچل يا زيدان.

رفع زيدان رأسه و تشجع من حديث والده وأردف قائلا بنبرة حنون: ولدك عشجان يا أبوي و ده لا بيدي و لا بكيفي، ولولا إكده كلمتك كانت هتبجا سيف على رجبتي وأنفذها من غير أي نجاش
أطال عتمان النظر داخل أعين ولده ثم تساءل باهتمام: إسمها أيه البت دي؟!
نظر سريع إلى والده و نطق بنبرة هائمة تدل على عشقة الذي تخطي عنان السماء، متي و كيف، هو لا يدري: ورد يا أبوي، إسمها ورد.

مليحة يعني البت دي و تستاهل عشج زيدان النعماني؟، جملة تساءل بها عتمان ولده وهو يغازله بإبتسامة حانية
اجابه زيدان بعيون عاشقه لم يستطع السيطرة على كبحها: مليحه جوي يا بوي، زينة صبايا النجع كلياتهم
إبتسم عتمان و هز رأسه بتفهم و تحدث بنبرة هادئة: مبروك يا زيدان، إنهاردة هشيع لأبوها و أطلب يدها لزينة رجال النجع كلياته، زيدان عتمان النعماني.

نظر إلى والده بعيون غير مستوعبه لما تفوه به للتو و تساءل مستفسرا: صح الحديت دي يا أبوي؟
إبتسم عتمان بخفة وأجابه لائما: من ميتا عتمان النعماني بيجول أي كلام يا واد
تحدث سريع بأسف: العفو يا أبوي، أنا بس من كتر فرحتي مش مصدج حالي واللي سمعته منيك
ثم وقف سريع متجه إلى والده و أمسك كف يده و قبلها باحترام و قبل رأسه بلهفه و أردف قائلا: ربنا يديمك فوج راسي يا أبوي.

ربت عتمان على كتف ولده بحنان و تحدث عاليا منادي لأهل المنزل، أتي إليه الجميع مهرولين
فتحدث إليهم عتمان بطريقة حاسمة: باركوا لزيدان علشان هشيع لعيلة الرچايبة اليوم لجل ما نطلبوا يد بتهم
نزلت تلك الكلمات على فايقة أشعلت قلبها نارا، وإستشاط داخل رسمية التي ردت بنبرة إعتراضية غاضبة: كلام أية اللي عتجولة ده يا حاچ؟

وقف عتمان و دق بعصاه الأرض في حركة تحذيرية عن غضبته القادمة و أردف قائلا بحدة: إللي سمعتيه يا حاچة، و لحد إهني وخلص الكلام!
وأكمل مناديا على ولده بنبرة أمرة: قدري
رد قدري سريع خشية غضبة والده: نعمين يا حاچ
فأكمل عتمان بنبرة صارمة: تاخد وياك زيدان و تروح لدار حافظ الرچايبي، و تجول له أبوي طالب يد بتك لزيدان أخوي، و جول له يحدد لنا يوم علشان نروحوا نجروا فيه الفاتحه و نتفجوا على كل حاچه.

إقترب منتصر من زيدان و أحتضنه بسعادة و أردف قائلا بنبرة حنون: ألف مبروك يا زيدان، ربنا يتمم لك على خير يا أخوي
أجابه بفرحة عارمة: الله يبارك فيك يا منتصر، عجبال ما تچوز يزن.

ثم حول بصره إلى والدته ينتظر منها مباركة خطوته تلك، رمقته بنظرة غاضبة و تحركت للخارج كالإعصار، تلتها فايقة
حين نظرت نجاة إلى زيدان بابتسامة صادقه و تحدثت بأخوة: ألف مبروك يا واد عمي، ربنا يتمم لك بخير و يجعلها من حدك و نصيبك
إبتسم لها بوجه بشوش وأجابها: تشكري يا أم يزن، عجبال يزن
دلفت فايقة إلى حجرة عمتها وجدتها تتحرك داخل الغرفة و تفرك كفيها ببعضهما و الغضب يسيطر على تقاسيم ملامحها القاسية.

تحركت فايقة إلى وقوف رسمية و أردفت قائلة بنبرة حزينة كي تستدعي غضبها و أعتراضها أكثر: عاچبك اللي عمله عمي عتمان ده يا عمة، يا جهرت جلبك يا بدور يا خيتي، كيف هتستقبل الخبر الشوم ده؟
كيف راح أجول لها إن واد عمك فضل عليك بت الرچايبه و خلي سيرتك لبانة على لسان اللي يسوي و اللي ميسواشي في النچع.

رمقتها رسمية بنظرة حارقة و تحدثت بنبرة ساخطة: إجفلي خاشمك و جفلي على حديتك الماسخ ده يا بت ثنية، أني منجصاش عويلك ده
تظاهرت بالدموع و أردفت قائلة بنبرة خبيثة: حتى إنت كمان يا عمه هتاجي على و توبخيني زي عمي الحاچ عتمان
و تحدثت إليها و هي تلتقط كف يدها و تميل عليه: أحب على يدك تكلمي عمي عتمان و تخليه يتراجع عن جرارة ده.

أجابتها رسمية بنبرة ساخطة و هي تجذب يدها من ببن راحتيها بعنف: بت الملاعين كنها كلت عجل الواد و خلته عشجها، و طالما عتمان شاف عشج زيدان في عنية يبجا مهيتراجعش عن قرارة واصل
أجابتها بنبرة مشتعلة و غيرة تنهش بصدرها بدون رحمة، و عيون متسعة تخرج نارا لو أتيح لها الخروج لدمرت المنزل بأكمله: و مين فينا كان إتزوچ اللي عشجه قلبه و إرتاحت روحه لجل ما يرتاح هو.

و كادت أن تكمل لولا إستماعها لبعض الطرقات فوق الباب، أوقفتها رسمية بإشارة من يدها و تحدثت إلى الطارق بنبرة صوت حادة: إدخل يلي بتخبط
فتح زيدان الباب و طل منه بطوله الفارع و وجهه البشوش و أردف قائلا بنبرة حذرة: عاوز أتحدت وياك شوي يا أماي
رمقته فايقة بنظرة غاضبة، و تحدثت رسمية بنبرة حادة ساخرة: هو لسه فيه حديت عشان يتجال يا واد بطني؟

خطي زيدان بساقية للداخل ثم وجه حديثه بهدوء إلى تلك المستشاطة: سبينا لحالنا شوي يا فايقة، عاوز أتحدت مع أمي لوحدينا
رمقته فايقة بنظرة حارقه ثم تحركت من جانبه كالإعصار إلى الخارج و صفقت خلفها الباب بحدة بالغة
تحرك زيدان إلى والدته و أمال بطوله الفارع على رأسها و قبلها تحت نفورها متحدث بهدوء: مهتباركيش لزيدان و لا أية يا حاچة رسمية؟
أجابته بهتاف حاد: أباركلك على أيه يا زيدان؟

علي خيبة أملي الكبيرة فيك، ولا على كسرتك لكلمتي اللي إدتها لأخوي؟
تنفس الصعداء حتى يهدئ من روعه كي يتمالك من حاله حتى لا يحزن والدته ثم تحدث بهدوء متلاشي حديثها وغضبها: طب مش هتسأليني إشمعنا إختارت ورد دون عن بنات النجع كلياتهم؟
نظرت إليه بضيق و تحدثت بنبرة ساخرة: أظن ما هتجول لي عشج و حديت ماسخ ملوش عازة عندي
نظر لها بحزن و أردف متساءلا: ليه هتبصي للعشج إكدة يا أماي.

أجابته بقوة و صرامة: عشان فيه حاچات كتير أهم من المسخرة اللي شاغل لي بيها حالك دي، فيه العيلة و النسب اللي لازمن تفكر فيهم زين،
و أكملت برجاء و هي تحثه على التراجع: راجع نفسك يا ولدي وأنسي بت حافظ وشيلها من راسك، إطلع جول لأبوك إنك راجعت حالك و أختارت بت خالك
تنفس الصعداء و أجابها بهدوء: معادش ينفع يا أماي، لما الجلب بيأمر ما على العجل إلا الإنصياع.

يبجا تنسا إن ليك أم و إني أرچع أعاملك زي اللول تاني، كانت تلك كلمات قاسية قالتها رسمية بقوة و صرامه
هتف باعتراض و نبرة ضعيفه يستجدي بها تعاطفها: متعمليش فيا إكده يا أماي
ردت بقوة ناهية الحديث: دماغي وجعاني و عاوزة أنام
و أكملت بنبرة تهكمية و هي تشمله ساخرة: روح چهز حالك يا عريس
و تحركت بإتجاه باب الحجرة و فتحتها على مصرعيها، ثم أشارت بيدها إلى الخارج في دعوة صريحة منها لخروجه الفوري.

تحرك بقلب حزين و وقف مقابلا إياها، ثم نظر لعيناها بتألم و هو يتوسلها بأن ترحم ضعف قلبه العاشق، سحبت هي عيناها كي لا تضعف أمام عيناه المتوسلة، خرج و صفقت خلفه الباب بحده كادت أن تخلعه مما أحزن قلب ذاك الفتي.

صعد قدري إلى جناحه الخاص به و بزوجته كي يرتدي ملابس مناسبة لذهابه بصحبة زيدان إلى منزل حافظ الرجايبي كما أمره والده
وجد فايقه تقف مترقبه دلوفه و كأنها تنتظره، تحرك للداخل يخلع عنه جلبابه متحدث بنبرة سريعة: طلعي لي غيار على ما أدخل أتسبح يا فايقه
تحركت إليه و تساءلت بنبرة غاضبة: إنت بردك هتسمع كلام أبوك و تروح لبيت حافظ تطلب يد بته لزيدان؟

أجابها بنبرة ساخرة: لا طبعا، هسمع كلامك و أعصي كلام أبوي عشان يطربجها فوج دماغي و يحرمني من ماله و عزه أني و عيالي
و أكمل بنبرة ساخطة: جهزي لي الغيار و أخزي الشيطان يبت عمي،
و أكمل بنبرة صوت يغلفها الشر: و يا عالم، مش يمكن دي تكون نقطة البداية في خراب علاجة أبوي بزيدان؟

أردفت قائلة بنبرة محبطه: ده عشم إبليس في الجنة يا قدري، زيدان واكل عجل عمي بكلامه المعسول و علامه و دماغه الفهمانه، وأكيد عمي مهيفرطش في الوحيد المتعلم فيكم لجل عيونك إنت و منتصر و إنتوا حتى مهتعرفوش تفكوا الخط
أجابها بنبرة مشتعلة غائرة: و هو بالعلام إياك يبت ثنية؟
و أكمل بشر: بكرة أفرجك چوزك اللي مش متعلم دي هيوصل لفين و هيعمل أيه.

لوت فاهها بسخرية و تحركت إلى خزانة الملابس لتخرج له ثياب مناسبة لتلك المناسبة المشؤؤمه بالنسبة لها.

بعد أربعة أشهر من ذلك اليوم
عصرا داخل حجرة رسمية، دلفت إليها إبنتيها صباح وعلية، وجداها تجلس فوق فراشها بوجه غاضب محتقن، تجاورها تلك المشتعله بنار الغيرة
إقتربت صباح وجلست بترقب بجوار والدتها و تحدثت بنبرة حذرة: زيدان بيلبس خلجاته في شجتة فوج و زمناته نازل لجل ما يروح يچيب عروسته يا أماي، مهتجوميش تستجبلية وتزغرطيلة؟

شاحت ببصرها بعيدا عنها وتحدثت بنبرة جافة: أني مجيماش من مطرحي إهني غير لما العروسة تاجي و أستجبلها
و أكملت بحدة مفسرة: و ده لجل شكلنا جدام حريم النجع، لا أكتر و لا أجل
أردفت علية بنبرة هادئة في محاولة منها لإستدعاء مشاعر الأمومة لدي والدتها ذات القلب القاسي: و هيهون عليكي تعملي إكدة في زيدان بردك يا أماي؟

قاطعتها تلك المشتعله هاتفة بنبرة غاضبة كي لا تدع الفرصة لحنين قلب رسمية إلى زيدان: و إشمعنا هي هانت علية ورضي عليها المزلة جدام أبوي
رمقتها علية بنظرة محذرة و أكملت غير عابئه بحديث تلك الحقودة: ده انت عارفة إن زيدان روحه فيكي يا أماي، و عارفة كمان إن فرحته مهتكملش غير لما تاخديه في حضنك و تطبطبي عليه.

كفاية عليه حضن بت الرچايبة اللي فضلها عليا وكسر كلمتي لجل خاطر عنيها، كانت تلك جملة حادة نطقت بها رسمية بملامح وجة مكفهرة
تحدثت إليها صباح بنبرة لائمة: عاملة في نفسك و في زيدان إكده ليه يا أماي؟
و أكملت: كل ده عشان إختار الحرمة اللي هتنام في حضنه؟
صاحت بها فايقة بنبرة غاضبة وعيون تطلق شزرا: و هو عشان يريح جلبه يكسر كلمة أمه وهيبتها جدام اخوها و مرته.

متولعاش أكتر ما هي ولعانه يا فايقة. ، جملة تفوهت بها صباح بنبرة حادة
فأجابتها بنبرة حادة: اني مهولعهاش يا صباح، هي ولعانه لوحديها يا بت عمتي، ولو إنت شايفه إن اللي حصل ده هين، يبجا العيب فيكي، ده كفاية إن أمي وعمتي لاول مرة بيجاطعوا بعض وكل ده بسبب بت الرچايبة
أردفت صباح بنبرة حادة: كل الغل اللي چواكي ده لزمته إية يا فايقة،.

و أكملت مفسرة: بدور و إتجوزت من شهر من إبن عمها و أبوي بذات نفسيه كان وكيلها، وخالي وسامح زيدان و عذرة، و بدور بذات نفسيها عايشة مرتاحة مع واد عمها ولا على بالها الموضوع من الاساس، إنت بجا أية اللي حارج جلبك چوي إكده؟
و أكملت بنبرة لائمة: ده بدل ما تهدي عمتك من ناحية ولدها بتشعليليها زيادة و تجوميها عليه أكتر؟
خافي ربنا يا فايقة ده انت عنديكي ولاد و بكرة هيترد لك فيهم.

رفعت قامتها للأعلي وتحدثت بكبرياء: أني ولادي هيبجو رچالة كيف أبوهم يا صباح، مهيعملوش كيف أخوك ويفضلوا عشج الحريم و المسخرة على مصلحة العيلة
نظرت صباح لها بغضب ثم تحدثت إلى والدتها وصمتها الرهيب: يلا يا أماي جبل ما زيدان يدلي من شجتة
صاحت رسمية بنبرة حادة و ملامح وجه قاسية: خلصتوا لتكم وعچنكم الماسخ،.

وأكملت بنبرة جافة و هي تشير بكف يدها بإتجاة باب الغرفة: يلا كلياتكم على برة ولما تجرب العروسة تاچي أبجوا أدوني خبر لجل ما أطلع أستجبلها كيف الأصول
نظرت صباح إلى شقيقتها بإحباط و تحركتا للخارج ليستقبلا شقيقهما بخيبة أمل.

بعد ساعتان، كانت سرايا النعماني تأج بنساء العائلتين وهن يلتفن حول العروس الجميلة،
أما فايقة التي كانت ترمقها بنظرات يتخللها الحقد و الغل و الغيرة
دلف هو للداخل بطلته الرجولية و هيئتة الخاطفة للأنفاس و تحرك بقلب لاهث بإتجاه عروسه المبغاه.

إقتربت منه والدته مرغمة و أفسحت له الطريق حتى أوصلته لتلك الورد الذي و ما أن رأها حتى وقف أمامها متسمرا مسحورا بجمالها، إستفاق على حالة حين إستمع لصوت والدته و هي تنادي بإسمه بنبرة صارمة و كأنها تنبهه وتدعوه للإستفاقة
حملها برجولة بين ساعديه و لفت هي ذراعيها حول عنقه برقة متشبشة بعنقه بنظرات خجلة، و صعد هو بها الدرج بظهر مفرود أمام عيون الجميع و منه إلى الممر المؤدي إلى جناحه الخاص بزواجه.

كانت شقيقته صباح بانتظارة وتحدثت إلية بعيون سعيدة: ألف مبروك يا أخوي
ثم تحدثت إلى ورد بإبتسامة حنون: ألف مبروك يا عروسه
أومأت لها ورد وأنزلت بصرها عنها خجلا حين تحدث زيدان بنبرة رجولية: عجبال ولادك يا صباح
و فتحت صباح له باب الجناح على مصرعية حتى دلف إليه حاملا عروسه ثم أغلقت الباب سريع و اطلقت الزغاريد و اتجهت للأسفل.

وقف بمنتصف البهو و نظر إليها بأنفاس متقطعة من شدة جمال تلك الفاتنة، نظر لداخل عيناها و تحدث لتلك المتعلقة برقبته وهي تنظر له خجلا
فتحدث زيدان بنبرة حنون ليزيل عنها خجلها: نورتي حياة زيدان يا روح جلب زيدان، مبروك يا ورد
إبتسمت خجلا و أردفت قائلة و هي تنظر للأسفل: الله يبارك فيك يا زيدان.

إشتعل داخله عندما أستمع لإسمه من بين شفتاها المهلكة و لكنه تمالك حاله لأبعد الحدود، ثم تحرك بها داخل غرفتهما الخاصة و وضعها بحنان فوق التخت المخصص لهما، و اقترب منها و جلس بجانبها ثم مال عليها و أسند رأسها بيده و بدون مقدمات مال على شفتاها ينهل منهما و يشرب من شهد عسلهما المميز
و بعد مدة إبتعد عنها لاهث يأخذ أنفاسه بعمق و ينظر إليها بعيون عاشقة، أما ورد التي كان جسدها ينتفض رعب و خجلا منه.

نظر إليها و أمسك كتفيها برعايه و تحدث مطمئن إياها: ليه الخوف و إنت بين أحضان حبيبك يا ورد؟
إبتلعت لعابها وتحدثت خجلا: إعذرني يا زيدان، غصب عني والله
أجابها بعيون عاشقه: عاذرك يا جلب زيدان من جوة، بس أني عايزك تسيبي لي نفسك و تنسي خوفك و أني هنسيكي في حضني الدنيا كلاتها
هزت رأسها بإيمائة خجلة و أحتضنها هو ليطمئن روحها ثم تحسس سحاب ثوب زفافها و سحبه للأسفل مزيلا عنها ثوبها بهدوء.

و بعد مدة طويلة كانت تتمدد بجانبه واضعه رأسها فوق صدره العاري و هو يتحدث بنبرة حنون و أنفاس لاهثة: ألف مبروك يا ورد، مبروك يا زينة الصبايا
إبتسمت خجلا و أردفت قائلة بنبرة عاشقة: الله يبارك فيك يا زيدان
وضع يده تحت ذقنها و رفعها ليقابل ساحرتيها الجميلتان و أردف متساءلا بدلال: لساتك خايفه من زيدان؟

هزت رأسها بنفي و أبتسامة خجولة كست ملامحها، ثم دفنت وجهها داخل صدره العريض مرة اخري.

و أردف هو قائلا بنبرة حنون: أوعي تخافي من أي حاچة طول ما حبيبك چارك يا ورد، عاوزك دايما إكده تدفني حالك جواي و فيا، و أي حد يضايقك أو يزعلك تاجي و تحكي لي طوالي، فاهمه يا ورد؟
هزت رأسها بطاعة و صمت و ما زالت مختبأة داخل أحضانه بخجل، فرفع لها وجهها و تحدث بنبرة ملامه مصطنعة: و بعدين وياكي يا جلبي، هتفضلي حرماني من متعة النظر لعنيكي كتير إكدة؟

إبتسمت و رفعت وجهها و ألتقت عيناها بعياه و بدأ حديث العيون يشرح ما بداخلهما و تلاوته، مال على شفتاها و قبلها بشغف و جنون،
أما هي فكانت عديمة الخبرة و هذا ما زاده بها جنون و رغبة أكثر و أكثر
بات يزيدها من جنون عشقه المميز طيلة الليل حتى وقعا كليهما صريع النوم و التعب داخل أحضان الأخر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة