قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل العشرون

رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل العشرون

رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل العشرون

رأت باعين متسعه داغر يدلف إلى الغرفه وهو يلهث بينما تتبعه شهيره و طاهر و بعض الخدم الذين اجتمعوا على صوت صراخ نورا...
اندفعت شهيره نحو شقيقتها تجلس على عقبيها بجانبها
=في ايه يا نورا، في ايه...
اخذت نورا تصرخ وهي تبكي بينما تمسك ببطنها بقوه
=داليدا ضربتني و زقتني على الطرابيزه...
لتكمل وهي تصرخ متألمه
=قتلت ابني، اهاااااااا بطني الحقووووني...

وقفت داليدا تهز رأسها بصدمه وهي لا تصدق ما تدعيه تلك المريضه. التفت تستنجد بداغر لكن شعرت بقلبها يهوي بداخل صدرها عندما رأت عينيه مسلطه عليها بنظره غاضبه قد تشعل القصر بكل ما فيه...
اتجه نحوها على الفور و هو ينزع سترة بدلته و هو يلعن بقسوه وضعها فوق كتفيها العاريه من ثم دفعها بحده امامه نحو الحمام الذي فتح بابه و دفعها إلى داخله هاتفاً بها بحده جعلت الدماء تجف بعروقها.

=خاليكي هنا و متتحركيش من مكانك فاهمه...
هزت داليدا رأسها بصمت بينما تنفجر باكيه لكنه اغلق
الباب خلفه بغضب اهتزت له ارجاء المكان غير ابهاً ببكائها هذا...
من ثم التف إلى طاهر الذي كان واقفاً متجمداً بمكانه و عينيه مركزه امامه بذهول فمنذ ان دخل الغرفه و رأي داليدا تقف امامه بتلك المنامه قصيره التي تظهر جسدها بهذا الشكل المغري و هو يشعر بالنيران تشتعل بداخله...

=وقف عندك متنح ليه، ما تاخدها و تنزل تروح المستشفي اللي هي متابعه فيها بسرعه.
خرج طاهر من شروده هذا مجفلاً من حدة داغر معه اومأ برأسه وهو ينحني حاملاً نورا التي كانت لازالت تصرخ و هي تمسك ببطنها و الدماء تغرق بنطالها الابيض الذي ترتديه...
بينما تبعه كلاً من داغر و شهيره التي كانت تبكي بهستريه وعينيها مسلطه على شقيقتها بقلق و خوف...

في وقت لاحق...
بالمشفي خرج الطبيب من غرفة الطوارئ التي ادخلت نورا اليها منذ اكثر من ساعتين...
اتجه اليه داغر الذي كان جالساً بجانب شهيره الباكيه التي ما ان رأت الطبيب هي الاخري انتفضت متجهه اليه...
=خير يا دكتور...
اجابه الطبيب الشاب بتردد
=مش عارف اقولك ايه يا داغر بيه بس للاسف المدام فقدت الجنين...
فور سماع شهيره ذلك اخذت تصرخ باكيه ضاربه داغر بصدره و
=كله من مراتك، كله من مرااااتك...

لتكمل و هي تنهار جالسه على الارض
=حرام عليكوا مش كفايه انا مش عارفه اجيب حته عيل، كمان هي بتحرموها من ابنها، منكوا لله...
وقف داغر يتابع انهيارها هذا بوجه متصلب مقتضب، قبل ان يلتف إلى الطبيب يسأله
=سبب الاجهاض ايه،؟!
اجابه الطبيب و عينيه مسلطه بارتباك على شهيره القابعه على الارض تصرخ بانهيار
=من الواضح انها اتعرضت للضرب في البطن مباشرة و ده اتسبب في اجهاضها...

هي دلوقتي بتفوق من البنج تقدر ترجع البيت بكره لو انتوا حابين...
اشتد وجه داغر بقسوه بينما يومأ له بصمت...
اردف الطبيب بهدوء...
=هنضطر نذكر سبب الاجهاض في التقرير الطبي، و يتحول للشرطه لان من الواضح ان المريضه تم الاعتدا...
قاطعه داغر بقسوه
=هتذكر في التقرير بتاعك انها وقعت من على السلم، و ده. سبب الاجهاض...

ارتبك الطبيب الشاب فور سماعه نبرة داغر الحاده تلك بينما انتفضت شهيره واقفه تهتف بقسوه بينما تندفع نحو داغر
=سلم ايه اللي وقعت من عليه، ايه بتحاول تحمي مراتك، لا يا داغر يا دويري هنقدم بلاغ و مراتك هتتحبس فاهم هتتحبس و هجيب حق اختي...
قاطعها داغر بينما يقبض بقسوه على معصم يدها التي كانت تنكزه بصدره
=حق اختك انا هعرف اجيبه منها كويس...
ليكمل بينما ينفض يدها بعيداً بحده.

=ومن غير ما ندخل البوليس ونخلي سمعة العيله في الارض و على كل لسان، فاهدي كده و اعقلي...
ابتعدت عنه شهيره وهي تهز رأسها هامسه بصوت حاد
=ما نشوف يا داغر هتعمل فيها ايه، احنا عارفين كويس انك عرفتها ان اللي في بطن نورا مش ابنك علشان كده هي عملت فيها كده، علشان تخلص من اللي في بطن نورا و ميشلش اسمك و كمان تطلق نورا ما خلاص السبب في جوازكوا راح...
ربت داغر على ذراعها قائلاً بحزم و وجهه مشتد بالغضب.

=لو حد هيطلق فاكيد مش نورا متقلقيش، و حقها و حق الطفل اللي مات بدون ذنب ده انا هعرف اجيبه كويس...
ليكمل بينما يدفعها نحو الغرفه التي انتقلت لها نورا
=ادخلي اطمني عليها، وخاليكي معها هي اكيد محتاجلك...
اومأت شهيره برأسها ببطئ قبل ان تتركه و تدلف إلى الغرفة الخاص بشقيقتها...
تاركه داغر واقفاً بمكانه يتطلع إلى اثرها باعين شارده...

في مساء اليوم التالي...
كانت داليدا جالسه ببهو المنزل الداخلي تحاول التحكم في ارتجافة يدها فهي على وضعها هذا منذ ليلة امس لا تستطيع ان تفكر في شئ...
ينتابها الخوف كلما تذكرت ما فعلته نورا بنفسها...
فقد علمت من صافيه بان نورا فقدت الطفل...
شعرت بالالم لمعرفتها بذلك خائفه من ان يعتقد داغر بانها حقاً فعلت هذا...
لكنها لم تفعل شئ انها حتى لم تلمسها فكيف يمكن ان تكون السبب في قتل طفلها...

انتفضت واقفه بارتباك عندما رأت داغر يدلف إلى المنزل و هو يساند نورا التي كانت تخطو ببطئ بينما يتبعهم كلاً من شهيره و طاهر...
تجمدت خطوات داغر فور رؤيته لها هتف بها بحده
=واقفه عندك بتعملي ايه،؟!
شعرت داليدا بلسانها قد عقد لم تستطع اجابته لتسمع نورا تتمتم بصوت ضعيف
=واقفه مستنيه تتفرج عليا. و تشمتي مش كده...
هتفت شهيره بغضب بينما ترمقها بنظرات حاده قاتله.

=صحيح انك بجحه تقتلي القتيل و تمشي في جنازته بس لا، و ديني لاخلي جنازتك انتي النهارده...
انهت جملتها تلك وهي تندفع نحو داليدا تهم بضربها لكن اسرع طاهر بالامساك بها و منعها...
كانت داليدا تراقب هذا باعين متسعه بالرعب بينما تتخذ خطوه للخلف بخوف لكن تجمدت خطواتها عندما سمعت داغر يهتف بها وعينيه مسلطه عليها بقسوه والغضب.

=امشي اطلعي فوق، و مشوفش وشك قدامي و الا قسماً بالله هخليكي تندمي على اليوم اللي اتولدتي فيه...
ليكمل بقسوه و حده
=و تطلعي دلوقتي تلمي هدومك، و بكره الصبح اصحي مالكيش موجوده هنا تغوروا للمكان اللي جيتي منه...
لم تستطع داليدا التحكم في نفسها فور سماعها كلماته تلك لتنفجر باكيه بصوت ممزق.

بينما تشاهد نورا تبتسم لها ببطئ و عينيها تلتمع بالخبث من خلف ظهر داغر الذي كان يقودها برفق هو شهيره إلى الاعلي نحو غرفتها.
مما جعل بكائها يزداد بشكل اكبر. دفنت وجهها بين يديها تكتم بينهم شهقات بكائها الحاده التي اخذت تتعالي لكنها انتفضت في مكانها بنفور شاعره بالاشمئزاز يجتاحها عندما شعرت بيد طاهر تربت فوق ظهرها
=شوفتي، عرفتي ان ابن الدويري مالوش امان...
ليكمل و هو يبتسم بشماته.

=يلا يا حلوه اطلعي حضري شنطتك علشان تترمي مع الزباله الصبح بدري. زي ما جوزك قال...
لكنه لم يستطع اكمال جملته حيث اطلق صرخه متألمه عندما التفت اليه داليدا راكله اياه بقسوه وحده في ساقع بحذائها المدبب...
قبل ان تفر هاربه من امامه تركض فوق الدرج صاعده إلى غرفتها حتى تحتمي بها...
تاركه اياه منحني على نفسه يمسك بساقه المصابه وهو يتطلع نحوها باعين تلتمع بالغل و الحقد...

في وقت لاحق...
دلف داغر إلى الجناح الخاص به بخطوات بطيئه متعبه لكنه تجمد في مكانه عندما وقعت عينيه على تلك الواقفه امام خزانة الملابس تجمع في ملابسها و تلاقيها باهمال في الحقيبة الموضوعة على الارض بجانب قدميها و هي تبكي بشهقات مرتفعه...
اتجه نحوها على الفور و هو يهتف بصدمه
=داليدا انتي لسه بتعيطي،؟!
ليكمل بينما يقبض على كتفيها و يديرها نحوه عندما لم تجيبه.

=يا حبيبتي انا قولتلك تبيني ان كلامي جرحك مش تعيطي.
هزت كتفيها منفضه يديه بعيداً عنها هامسه بصوت متكسر من بين شهقات بكائها
=عايزني اعمل ايه بعد ما طردتني...
وقف يتطلع إلى عدة لحظات بصدمه
=داليدا انتي مجنونه انا مش متصل بيكي قبل ما اجي و فهمتك اللي هيحصل...
قاطعته هاتفه بصوت مختنق من اثر البكاء
=قولتلي استحملي الكلام اللي هقولهولك و اعملي انك اتأثرتي بيه و زعلانه...

لتكمل هامسه بصوت متقطع و قد بدأت بالبكاء مره اخري
=مقولتليش انك هتطردني...
انقبض صدره بالم فور رؤيتها بحالتها تلك زفر بضيق من نفسه
قبل ان يقترب منها و يحيط وجهها بيديه قائلاً و هو يمرر اصابعه على خديها يزيل دموعها برقة
= انا اسف، انا اسف يا حبيبتي متزعليش مني انا لما لقيتك بتعيطي تحت افتكرتك بتبالغي في التمثيل معرفش انك كنت بتعيطي بجد...

وقفت تتطلع اليه بضعف وعينيها مغرورقتين بالدموع مما جعل ضعف غريب يستولي عليه ضغط شفتيه على جبينها مقبلاً اياه بحنان قبل ان يبدأ يقبل كل انش في وجهها وهو يهمس لها معتذراً من بين قبلاته...
وضعت يديها فوق صدره تدفعه برفق بعيداً هامسه بصوت مرتبك محاوله السيطره على نفسها و عدم الانجراف و راء عاطفتها نحوه مغمغمه بهدوء يعاكس لما يثور بداخلها
=عايزه اتكلم معاك.

مرر ابهامه فوق وجنتها بحنان قبل ان يبتعد عنها قائلاً بتعب وهو ينزع سترة بدلته
=حاضر هنتكلم و هنعمل كل اللي انتي عايزاه، بس هدخل اخد دش بسرعه و اغير هدومي، لان بجد مش قادر، اتفقنا؟
اومأت برأسها بالموافقه بصمت ليكمل وهو يتجه نحو الحمام
=معلش يا حبيبتي طلعيلي هدومي...
زفرت بحنق بينما تتجه نحو خزانته مخرجه منها ملابس نومه...

اخذته ثم اتجهت به نحو الحمام لتجده واقفاً امام المرآه يقوم بحلاقة ذقنه لكنه كان يطلق السباب بصوت منخفض بين كل حين و اخر حيث كان يشعر بالارهاق و التعب حتى لفعل ذلك...

وضعت سرواله القصير جانباً قبل ان تقتربت منه بهدوء وضعت يديها على صدره مما جعله يخفض ماكينه الحلاقه بينما يصب اهتمامه ونظراته المُتسأله عليها دفعته برفق ليجلس على المقعد الموجود بالحمام ثم وقفت بين ساقيه بعد ان تناولت منه ماكينه الحلاقه...
رفع داغر حاجبه متحدثاً برعب و هو يتطلع بخوف مصطنع للماكينه التي بيدها
=اوعي تكوني ناويه تنتقمي مني و تشوهيلي وشي...

مررت الماكينه فوق وجهه برفق دون ان تجيبه تصب كامل انتباهها على حلاقة ذقنه بينما كان هو عينيه مسلطه بشغف على ملامح وجهها الجاده متأملاً انفها و خديها المحمرين بسبب بكائها في وقت سابق...
فور ان انتهت من حلاقة ذقنه مسحت وجهه بالمنشفه التي يلفها حول عنقه قبل ان تقرب شفتيها من اذنها هامسه بصوت منخفض
=انا لما احب انتقم منك مش هشوهلك وشك، لا...

لتكمل وهي تبتعد عنه ممرره اصبعها فوق عنقها بطريقه موحيه للقتل...
=انا بخلص على طول...
تجاهلت نظرته المسلطه عليها بالصدمه منحنية تطبع بشفتيها قبله حنونه فوف جبينه بينما تمرر يدها بشعره محتضنه رأسه إلى صدرها.
غمغم داغر بتهكم و سخريه
=ولازمتها اي بقي الحنيه دي، بعد فيلم المرآة و السطور اللي عملتيه ده
غمغمت داليدا بهدوء بينما تبتعد عنه متجاهله حديثه هذا
=يلا قوم استحمي...

جذبها من يدها اليه لترتطم بصدره العاري قائلاً بصوت اجش محاولاً اغاظتها حتى يخرجها من حالة الحزن التي تسيطر عليها
=طيب ما تساعديني...
ليكمل بصوت جعله متعب قدر الامكان عندما همت بالرفض
=والله مش قادر اتحرك...
وقفت تطلع اليه بصمت عدة لحظات قبل ان تومأ برأسها باستسلام دافعه اياه برفق نحو كابينة الاستحمام.

بدأت بسكب سائل الاستحمام على شعره الذي بدأت تفركه برفق وحنان و بعد ان انهت مهمتها انحني مطبقاً بشفتيه على شفتيها يقبلها بحنان و شغف في ذات الوقت لكنها دفعته بعيداً قاطعه قبلتهم تلك...
لكنه رفض افلاتها مشدداً من ذراعيه حولها مما جعلها تغمغم بسخريه
=دلوقتي مش تعبان...
انهت جملتها تلك دافعه اياه للخلف من ثم هربت من بين يديه لخارج كابينة الاستحمام.

لتردف بهدوء وهي تخرج من باب الحمام متجاهله نداءه الغاضب عليها
=خلص و حصلني على برا...
راقبها داغر و هي تخرج من الباب و هي تتهادي في خطواتها زفر بحنق مطلقاً لعنه حاده و هو يتناول المنشفة يجفف بها رأسه
خرج من الحمام ليجدها واقفه امام المرآه بعد ان بدلت منامتها المبلله.

كانت واقفه تمشط شعرها الذي كان مبللاً اقترب منها حتى وقف خلفها تناول من يدها الفرشاه بصمت من ثم بدأ يمشطه لها برفق حتى اصبح شعرها جافاً مسترسلاً فوق ظهرها كالحرير المشتعل...
تقابلت نظرات اعينهم المتأججه بالمرأه. امسك بيديها بين يديه مشبكاً اياهم ببعضهم البعض.

قربها منه حتى استند ظهرها إلى صدره العاري عاقداً ذراعيهم المتشابكه اسفل صدرها وعينيهم لازالت مسلطة ببعضها البعض اسند ذقنه فوق رأسها بينما يشدد احتضانه لها قائلاً و هو يتأمل انعاكس صورتهم بالمرأه
=تعرفي ان احنا لايقين على بعض اوي...

همهمت داليدا بالموافقه بينما هي الاخر تتأمل صورتهم معاً فقد كانت ذات طول متوسط يميل إلى القصر حيث كان يصل رأسها بالكاد إلى عنقه و بشرتها كانت بيضاء ناصعه و شعرها احمر مشتعل بينما كان هو يعاكسها في كل شئ فقد كان طويل ذات جسد عضلي و بشرة برونزية و شعر اسود فحمي كانا نقيضان لبعضهم البعض لكنهم في ذات الوقت يكملان بعضهم.

دفن انفه في شعرها يستنشق رائحته بشغف قبل ان يحملها بصمت بين ذراعيه و يتجه بها نحو احدي المقاعد التي جلس عليها مجلساً اياها فوق ساقه و هو لا يزال يحتضنها بينما كانت هي تدفن رأسها بعنقه.
=داغر هو انت صدقت ان انا ممكن اعمل كده في نورا،؟!
رفع رأسها عن عنقه برفق قائلاً بصوت هادئ و صارم في ذات الوقت.
=لا طبعاً...
ليكمل و هو يتطلع إلى عينيها حتى تري مدي صدق كلماته.

=ولا للحظه واحده شكيت انك ممكن تكوني عملتي فيها كده...
ابتلعت الغصه التي كانت تخنق حلقه هامسه بصوت مرتجف
=اومال ليه، زعقتلي لما دخلت الاوضه وشوفت نورا مرميه على الارض و النهارده زعقتلي وطردتني،؟!
لكنها ابتلعت باقي جملتها مرجعه رأسها للخلف تحدق في وجهه بخوف من لهيب الغضب الذي اشتعل بعينيه و وجهه الذي احتد بقسوه بينما يجيبها بحده.

=بسبب منظرك في البيجامه اللي كنت لابسها طاهر و الخدم دخلوا و شوفوكي بها، كان هاين عليا وقتها اخرم عين كل واحد فيهم ولا انهم يشوفوكي بالمنظر ده...
تلمست ظهره بيدها برفق تربت بحنان عليه محاوله تهدئته فالان علمت سبب غضبه هذا فقد شل الخوف وقتها تفكيرها ولم تستطع ان تجد مبرراً لغضبه هذا سوا انه قد صدق حقاً انها قد فعلت ما ادعته نورا.

و عندما اتصل بها من المشفي اليوم اخبرها باقتضاب و سرعه انه سوف يقول كلاماً قاسياً لها امامهم و عليها ان تبين تأثرها بكلماته تلك و انها يجب ان تعلم بانه لا يعني اي كلمه من التي سيقولها...
وقتها شعرت بالارتباك و التشوش لا تعلم هل صدق فعلاً انها من تسببت بفقد نورا لطفلها كما تدعي فهي تعلم انه يحبها و قد يتغاضي عن اي شئ تفعله لكن رغم ذلك ألمها انه قد يصدق بانها يمكنها ان تكون بتلك الوحشيه والحقاره...

خرجت من افكارها تلك عندما سعته يكمل بهدوء
=والنهارده، كنت عايزهم يتأكدوا ان انا مصدقهم واطمنهم علشان ميبقوش مستعدين للي هيحصلهم بكره.
همست داليدا وهي تعقد حاجبيها بتساؤل يتخلله الفضول
=و ايه اللي هيحصل بكره،؟!
تمهل قليلاً قبل ان يجيبها ممرراً يده بحنان بشعرها متنعماً بملمسه الحريري فوق اصابعه
=هحكيلك كل حاجه بس عايزك تهدي و متنفعليش...
هزت رأسها بالموافقه بينما عينيها مسلطه عليه بتوتر و خوف مما سيقوله.

=طبعاً انا مكنتش مصدق انك ضربتيها او لمستيها حتى فلما الدكتور خرج وقال ان سبب اجهاضها الضرب وقعد يكبر في الموضوع كانه قاصد يثبت الموضوع عليكي، فهمت على طول انه متفق معاها عملت قدامهم اني مصدق. و اني هاخد حقها منك، علشان الموضوع ميوصلش للبوليس لان حتى لو هقدر اخرجك منها زي الشعره من العجينه الا اني مش عايز ابهدلك ولو لساعه واحده في القسم علشان كلبه زي دي...

توقف عن تكملة جملته عندما رأها تجفل عند سماعها كلماته الاخيره مرر شفتيه فوق خدها يقبله بحنان مطمئناً اياها قبل ان يكمل بهدوء
=روحت وراه اوضته ولما مسكت فيه و عرفته اني عارف كل حاجه و هددته بالسجن خاف وقالي كل حاجه، قالي ان نورا اللي اجهضت نفسها...
زفر بحنق قبل ان يكمل و هو يشعر بالاسف على ذلك الطفل الذي لم يكن له ذنب سوا ان والدته امرأه دون عقل او رحمه.

=قالي انها جاتله من يومين و طلبت منه حبوب للاجهاض وتكون بتسبب نزيف شديد، بس هو رفض فقعدت تقطع في هدومها في مكتبه و هددته انها هتصوت و تقول انه حاول يعتدي عليها في الاخر وافق واتفقت معاه تديله 100 الف جنيه على انه يقول ان سبب الاجهاض لما تجيله كمان كام يوم هو الضرب...
شهقت داليدا بفزع واضعه يدها فوق فمها و هي تغمغم بصدمه.

=مش قادره اصدق. ان ممكن واحده تعمل كده في طفلها اللي لسه متولدش علشان كرهها و غلها اللي عموها...
احاط وجهها بيديه مقرباً اياها منه ظل يتطلع اليها عدة لحظات و هو يشعر بالخوف و التردد من اخبارها التالي
= اليوم اللي لقيتك فيه مرميه في المطبخ و ايدك مقطوعه...
تحشرج صوته في نهاية جملته حيث شعر بالاختناق و الالم يسيطران عليه فور تذكره لمشهدها وهي ملقاه على الارض غارقه بدمائها.

=نورا اللي عملت فيكي كده، مش انتي اللي حاولتي انتحرتي...
انسحبت الدماء من عروقها فور سماعها كلماته تلك همست بصوت مكتوم باكي و القهر ينبثق منه، وقد اخذت ضربات قلبها تزداد بشده
=ازاي، ازاي عرفت استحاله تتجرئ و تعمل حاجه بالبشاعه انت اكيد فهمت غل...
قاطعها داغر على الفور مبعداً خصلات شعرها المتناثره فوق عينيها إلى خلف اذنها محاولاً التخفيف عنها قبل ان يخبرها ما حدث و كيف علم بالامر...
فلاش باك...

كان يهم داغر الدخول إلى غرفة نورا بعد ان اوصل شهيره إلى كافتريا المشفي حتى تتناول طعام غدائها.
لكنه تسمر على مدخل الباب الخاص بغرفتها عندما وصل اليه صوت طاهر الساخر
=اوعي تكون انتي اللي اجهضتي نفسك...
سمع نورا تغمغم بحده مجيبه اياه
=اجهض نفسي دي ايه انتي بتقول ايه ليه اتجنتت علشان اعمل كده في ابني...
قاطعها طاهر بسخريه لاذعه.

=والله اللي تقطع ايد واحده وهي مغمي عليها علشان جوزها يفتكر انها ماتت منتحره تعمل اكتر من كده
صاحت نورا بصوت مرتجف
=انت عرفت منين، شهيره اللي قالتلك مش كده...
ضحك طاهر و هو يجيبها
= و هي اختك تقدر تخبي عني حاجه...
كان داغر واقفاً يستمع إلى هذا بجسد يهتز من شدة الغضب الذي يعصف بداخله كبركان ثائر على وشك الانفجار باي لحظه.

كان لا يصدق بان تلك الحقيره المريضه من حاولت قتل زوجته. قبض على يديه يعصرها بجانبه محاولاً السيطره على نفسه حتى لا يقتحم الغرفه و يقوم بخنقها بيديه حتى تلفظ اخر انفاسها. لكنه شيجعلها تدفع ثمن ما فعلته سيجعلها تتمني الموت و الرحمه حتى تتخلص من العذاب الذي سيذقها اياه...
نهاية الفلاش باك...
مرر يده فوق جرح يدها الذي لا يزال اثره موجوداً رفع يدها يمرر فمه برفق فوقه يقبله بحنان هامساً من بين قبلاته تلك.

=والله لاجيبلك حقك. منها و من اي حد حاول يأذيكي...
احاطت عنقه بذراعيها بينما هو عدل من جلستها فوق ساقيه مقرباً اياها منه اكثر يضمها إلى صدره
تلاعبت اصابعها بشعره القصيره الذي بخلف رأسه وهي تشعر بالتردد من اخباره بما حدث من شهيره قبل ان تنهار و يغمي عليها لكنها تجمعت شجاعتها فيجب عليها اخباره.
=داغر عايزه احكيلك عن حاجه حصلت في اليوم ده، بس مش عارفه هتصدقني ولا لاء...

توقفت يده التي كانت يمرر فوق ظهرها شاعراً بالقلق من ترددها هذا
=طبعاً هصدقك، في ايه يا داليدا،؟!
تنحنحت قبل ان تهمس بصوت منخفض متردد
=شهيره في اليوم ده جاتلي الاوضه وقالتلي انها عارفه عن اتفاق جوازنا و انك انت اللي قولت لنورا ده علشان تبررلها جوازك مني...
قاطعها داغر بحده.

=كدابه محصلش، عمري ما قولت لحد عن موضوع الاتفاق ده، ممكن تكون سمعتك وانتي بتتكلمي مع ماما، او حتى سمعتنا واحنا بنتكلم، لكن انا عمري ما قولت لا لها ولا لغيرها حاجه زي دي...
شحب وجه داليدا فور تذكرها لليوم الذي حضر به خالها مرتضي إلى هنا وحديثها معه فمن الممكن ان تكون شهيره قد سمعتهم بالفعل
اومأت برأسها ببطئ بينما تخبره
=فعلاً انا قبلها بيوم كان خالي مرتضي كان هنا و ممكن تكون سمعتنا و احنا بنتكلم...

عقد داغر حاجبيه قائلاً باهتمام
=و خالك كان عايز ايه منك، و ليه مقولتليش انه جه هنا،؟!
اجابته بهدوء وهي تيند رأسها على كتفه
=كان عايزني اتطلق منك بما انك خلاص اتجوزت نورا و وصلت للي انت عايزه، و مقولتلكش علشان كنا وقتها مش بنتكلم بسبب جوازك من نورا...
زمجر داغر من بين اسنانه بحده
=بس برضو المفروض كنت تقوليلي...
قاطعته داليدا بتململ
=داغر سبني اكملك شهيره عملت ايه...
زفر بحنق قائلاً بذات الحده
=كملي...

اخذت داليدا تخبره عن جميع ما قالته لها شهيره و عن التسجيل الصوتي الذي اسمعته اياه و ان هذا كان سبب انهيارها
كان داغر يستمع إلى كل هذا و الغضب يتأجج بداخله كبركان ثائر لكنه خرج من حالته تلك عندما سمع داليدا تصرخ بألم ليجد اصابعه تنغرز في خصرها بقسوه نزع يده سريعاً عن خصرها مقبلاً عنقها ممرراً يده برفق على خصرها بينما يهمس معتذراً
همست داليدا بصوت مرتعش ضعيف وهي تشعر بكامل جسدها يشتعل اثر لمسته تلك.

=ناوي تعمل ايه معاهم...
اجابها داغر بصوت حاد
=بكره هتعرفي كل حاجه.
من ثم انحني على شفتيها
يلتقطها في قبله حارقه. هزتها رجفه قويه مرت بسائر جسدها زاد قبلته تملكاً...
ظلوا عدة لحظات على حالتهم تلك حتى نهض من فوق المقعد و هو لا يزال يحملها بين ذراعيه يقبلها بينما عقدت هي ذراعيها حول عنقه تتشبث بعنقه اتجه بها داغر نحو فراشهم ليغرفان به و ينعمان بحبهم...

في الصباح...
جلست نورا بجانب شهيره التي كانت جالسة على الاريكه بغرفة الاستقبال بينما كان زوجها يجلس بالمقعد المقابل لها.
غمغمت نورا بحده
=هو مش عارف اني تعبانه و محتاجه ارتاح جامعنا من الصبح ليه، ايه الموضوع المهم اوي كده اللي هيكون عايزنا فيه...
لتكمل بتأفف و هي تنظر إلى ساعة الحائط
=بعدين بقالنا ساعه مستنين، هو فين كل ده.
اجابتها شهيره بسخريه.

=تلاقيه عايز يوضح قد ايه هو مكسوف من اللي عملته الجربوعه مراته...
لتكمل ناكزه نورا بمرفقها
=وتلاقيه كمان عايز يعرفنا ان جوزاكوا هيبقي حقيقي...
اتسعت شفتي نورا في ابتسامه واسعه فور سماعها ذلك
=تفتكري...
هزت شهيره كتفيها قائله بثقه
=طبعاً هو اكيد حاسس بالذنب بعد اللي عملته مراته.
لتكمل وعينيها تلتمع بالغضب و الحده
=بس المهم عندي اعرف، هو طلق الكلبه دي قبل ما تمشي ولا لاء...

اجابتها نورا و لازالت ابتسامتها الواسعه تملئ وجهها
=اكيد طلقها، انتي مشوفتيش هو كان بيعاملها ازاي امبارح ده مكنش طايق يبص في وشها و كل ده علش...
لكنها ابتلعت باقي جملتها وقد ذبلت ابتسامتها الواثقه فور رؤيتها لداغر يدلف إلى الغرفه وهو يحيط بذراعه خصر داليدا التي كانت تخطو بجانبه
انتفضت واقفه تهتف بغضب
=البني ادمه دي بتعمل ايه هنا انت مش طردتها...

وقف داغر بمنتصف الغرفه وهو لايزال يحيط خصر داليدا مجيباً اياها بهدوء
=اطرد مين، تقصدي داليدا، مراتي؟
ليكمل وهو يلتفت إلى داليدا يقبل رأسها بحنان تحت النظرات المشتعله لكلاً من شهيره و نورا
=هو في حد يقدر يطرد حد من بيته...
ليكمل وهو يتطلع إلى شهيره و نورا و طاهر الذي ترك مقعده واتجه يقف بجانب زوجته
=الضيوف بس اللي تقدري تطرديهم مش كده ولا ايه
هتفت شهيره بحده
=تقصد ايه يا داغر...

اجابها داغر بقسوه و حده ارسلت الرعب داخل قلب ثلاثتهم
=اقصد انك انتي و جوزك معتش ليكوا مكان هنا تاخدوا شنطة هدومكوا وتخفوا من وشي...
تراجعت شهيره إلى الخلف هاتفه بصدمه
=بتطردنا يا داغر، بتطردنا علشان خاطر الكلب...
قاطعها بصوت حاد اهتزت له ارجاء الغرفه
= لمي لسانك بدل قسماً بالله اقطعهولك، و ارميه لكلاب السكك اللي شبهك تنهش فيه.

ابتلعت شهيره الغصه التي تشكلت بحلقها بخوف وقد ارعبها مظهره هذا همست بصوت جعلته حزين محاوله جذب عطفه بينما تتطلع إلى شقيقتها الواقفه ببرود بجانبها مدعيه ان الامر لا يهمها معتقده بان داغر سيحتفظ بها فلم يذكر اسمها بالامر
=طيب و نورا، انت عارف ان مبعدتش عنها ولا يوم من يوم ما اتولدت...
قاطعها داغر بينما يشير بيده إلى شخصاً ما يقف بخارج الغرفه لكي يتقدم إلى الداخل.

=لا نورا متقلقيش عليها خالص، حجزتلها في اكبر مصحه نفسيه في البلد. هيعرفوا هناك يربوها صح...
شاهدت نورا و شهيره باعين متسعه ثلاثه رجال يدلفون إلى الغرفه و يتقدموا نحو نورا مما جعلها تتراجع إلى الخلف بخوف بعيداً عنهم لكنهم اسرعوا بالامساك بها و جذبها لخارج الغرفه بعنف مما جعلها تصرخ بهستريه محاوله الاستغاثه بشقيقتها التي اخذت تركض خلفها صارخه بجزع
=واخدين اختي و رايحين على فين، سيبوها...

اسرع زكي الذي دخل إلى الغرفه يتبعه رجاله بالقبض على ذراع طاهر و يلويه خلف ظهره بقسوه مقيداً حركته ما ان هم بالتحرك نحو الرجال الذين يسحبون نورا للخارج بينما هرع احدي الحرس نحو شهيره يمسك بها هي الاخري بينما انهارت وهي تصرخ باكيه باسم شقيقتها
اتخذ داغر عدة خطوات نحو مدخل الغرفه ويده لازالت تمسك بيد داليدا امراً الرجال التي تسحب نورا إلى الخارج بالتوقف...

ليتوقفوا بالحال بينما اخذت نورا تتطلع اليه باعين تلتمع بالامل
تحدث داغر بصوت هادئ و واضح في ذات الوقت بينما عينيه مركزه بعينيها
=نورا محمد محسن الدويري انت طالق، طالق، طالق بالتلاته...
ليكمل متجاهلاً صراخ نورا التي انهارت باكيه
=ورقتك هتبقي توصل لاختك
ثم اشار برأسه للرجال بسحبها للخارج حاولت شهيره الوصول اليها مره اخري و اللحاق بها لكن منعها رجال داغر الذين حاصروها.

مما جعلها تلتف تتطلع بغل و حقد نحو داليدا الواقفه بجانب داغر بوجه شاحب تتابع كل هذا باعين متسعه بالصدمه...
صرخت بها شهيره وهي تحاول الافلات من بين حصار الحرس د
=كله بسببك يا حربايه كله بسببك و ديني لهقتلك و هندمك على اليوم اللي اتولدتي فيه...

حدقت بها داليدا بخوف. و قد ارعبها لهيب الكراهية الذي يلتمع بعينيها اقتربت لا ارادياً من داغر تستمد منه الاطمئنان و الحمايه ليسرع على الفور باحاطة كتفيها بيده يضمها اليها هامساً باذنها
=متخفيش، انا معاكي...
صرخت شهيره به وهي تتلوي محاوله الافلات من ذراعي رجال الحراسه الذين يحيطون بها
=فاكرك هترمي اختي في مستشفي المجانين وهسكتلك هخرجها يا ابن الدويري انا اللي مسئوله عنها بعد طلاقك لها مش انت...

قاطعها داغر بهدوء بينما يشدد من ذراعيه حول داليدا
=المستشفي ملك لرجل اعمال بيني و بينه شغل يعني استحاله يخرجها الا باذن مني
ليكمل و هو يتطلع اليه بعينين تلتمع بالتحدي و الغضب في ذات الوقت
=يعني مش هتخرج من هناك الا بأذني انا.
صاحت شهيره به من بين بكائها الحاد
=هرفع عليك قضيه مش هسيبك يا داغر...
هز كتفيه ببرود بينما يجلس على الاريكه مجلساً داليدا بجانبه وهو لا يزال يحيطها بذراعه.

=المحاكم حبالها طويله، ربنا يديكي و يدينا طولة العمر
ليكمل بينما يتطلع اليها ببرود و هي تتلوي بالارض باكيه و غصه من الالم تسيطر عليه فطوال حياته كان يعتبر شهيره شقيقته الكبري التي يكن لخا الاحترام لكن بعد ما فعتله بزوجته هي و شقيقتها لن يتهاون معهم ابداً فقد كادوا ان يتسببوا بمقتلها
قبض على يده بجانبه محاولاً عدم التأثر بمشهدها هذا
=ده غير ان معايا شهادة من الدكتور انها اللي اجهضت نفسها...

صاحت شهيره بغل وعينيها حمراء كالدماء
=كداااااب، مراتك هي اللي سقطتها انت بتعمل كل ده علشان تنقذها مش كده بس و ديني يا داغر لحصرك عليها...
انتفض واقفاً هاتفاً بغضب و حده اهتزت لهم ارجاء المكان
=لا انتي ولا عشره زيك تقدري تعملي حاجه...
ليصرخ هاتفاً بزمجره شرسه.

=زكي، ارمي الاتنين دول برا بالقصر، و لعلمك الحساب اللي كنت فتحه ليكي انتي واختك وكنت بتصرفوا منه بالملايين من غير ما اسالكوا حتى بتعملوا ايه اتقفل
تطلعت نحوه شهيره باعين تتفافز منها شرارات الكراهيه والغضب
بينما كان رجاله يسحبوها للخارج هي وزوجها...
ظل واففاً بمكانه يتطلع إلى اثرهم عدة لحظات و الغضب مشتعل بصدره كالنيران الموقده.

لكنه التف بحده نحو داليدا عندما سمع صوت شهقات بكائها اتجه نحوها يجلس بجانبها مغمغماً بقلق
=بتعيطي ليه يا داليدا...
هزت رأسها رافضه اجابته دافنه وجهها بين يديها و شهقات بكائها تتعالي بقوه سحبها بلطف بين ذراعيه يحتضنها مربتاً على ظهرها بحنان محاولاً تهدئتها بينما دفنت هي وجهها بصدره تنتحب بصمت ظلوا على حالتهم تلك حتى هدئت تماماً رفع وجهها اليه ببطئ
=في ايه يا حبيبتي بتعيطي ليه.؟!

اخذت داليدا تتطلع اليه بتردد عدة لحظات قبل ان تنطق اخيراً بصوت مكتوم باكي...
=هقولك بس مش عايزاك تزعل مني...
غمغم بهدوء مشجعاً اياها على التحدث و هو يمسح بيده دموعها العالقه بوجنتيها
=قولي يا حبيبتي و مش هزعل
همست بصوت مرتعش ضعيف و هي تتطلع بتردد إلى وجهه
=بصراحه انا خوفت منك...
قاطعها داغر هاتفاً بصدمه
= خوفتي مني انا،؟!
اومأت برأسها وهي تبلل شفتيها المرتجفه بطرف لسانها قبل ان تهمس بصوت منخفض.

=اللي حصل النهارده هيخليني دايماً خايفه ان اعمل اي حاجه غلط علشان متطردنيش برا حياتك بسهوله...
اختنقت في نهاية جملتها لتنفجر باكيه مره اخري احاط وجهها بيديه مسنداً جبهته فوق جبهتها يتشرب انفاسها بشغف قبل ان يهمس بصوت رقيق لطيف
=داليدا انا عمري ما اقدر استغني عنك، و لو عليهم فهما مش عملوا غلطه عاديه ممكن اسامحهم عليها...

دول عصابه. حاولوا يقتلوكي المفروض كنت سلمتهم للبوليس بس للاسف مفيش دليل واحد عليهم
وضعت يدها فوق خده تتحسس وجهه برقه هامسه بصوت منخفض و هي تشعر بالخجل من نفسها
=اسفه يا حبيبي والله مقصدش، بس انا خوفت تبعدني عنك انا مقدرش اعيش من غيرك...
ابتسم داغر بلطف وهو يطبع قبله حنونه على رأس انفها المحمر من اثر البكاء
=ولا انا اقدر اعيش من غيرك...

نهض واقفاً على قدميه من ثم انحني حاملاً اياها بين ذراعيه قائلاً بمرح محاولاً التخفيف عنها
=اعيش من غير جنانك ازاى بس فاهمينى
صرخت داليدا ضاحكه عندما مرمغ وجهه ببطنها مما تحاول دفع رأسه بعيداً بيدها و هي تهتف من بين ضحكاتها
=كفايه، يا داغر علشان خاطري...
ارتفع برأسه دافناً اياه بعنقها يقبله برقة قبل ان يصعد بها إلى جناحهم الخاص.

بعد مرور اسبوع...
كانت داليدا جالسه بغرفتها تتطلع بصدمه إلى يديها التي كانت ترتجف بقوه بدون اي سبب فيدها او جسدها لا يرتجفوا بهذا الشكل الا اذا انتابتها احدي النوبات لكنها الان بخير فلما يدها ترتجف بهذا الشكل اخذت تقبض عليها بقوه و تعيد فتحها مره اخري لعل تلك الرجفه ذهب لكنها للاسف لم تختفي...

انتفضت في مكانها بذعر عندما رأت داغر يخرج من الحمام يجفف شعره بمنشفه بينما يعقد منشفه اكبر حول خصره عقدت ذراعيها اسفل صدرها حتى تخفي عنه ارتجافة يدها تلك فلازالت تشعر بالحرج والخوف من ان يعلم بتلك النوبات التي تعاني منها لكنها لم تصيبها منذ ان اصبحت علاقتها بداغر جيده...

راقبته يتجه نحو الخازنه يخرج منها بدله عمله و يبدأ بارتداءها لكنه التف اليها وهو يرتدي القميص يتطلع اليها قائلاً وهو بحاول مشاغبتها عندما وجدها جالسه بمكانها ولم تنهض لمساعدته في ارتداء ملابسه ككل صباح
=ايه يا ديدا مش هاتيجي تساعديني...
اجابته وهي ترسم ابتسامه فوق شفتيها بينما تشدد من قبضه ذراعيها اسفل صدرها حتب تخفي ارتجاف يديها
=لا، عايزاك تعتمد على نفسك النهارده...

ابتسم و هو يعقد ربطة العنق حول عنقه
=بقي كده يا شعلتي، بتربيني يعني علشان رفضت انك تخرجي النهارده من غير الحرس علشان الست اميره صاحبتك بتتوتر منهم...
وقفت داليدا مقتربه منه وهي تفرج عن يديها التي توقف ارتجافهم
=انا نفسي بتوتر منهم تخيل كده و احد اطول منك بمرتين و اد ضلفة الباب لازقلك في كل مكان تروحه.

ضحك داغر على وصفها هذا و هو يرتدي سترة البدله ليقرر بان يتصنع بالموافقه على ان يجعل الحرس يرافقوها و يقوموا بمراقبتها من مسافه بعيده دون ان يجعلوها تشعر بذلك...
=خلاص يا ستي متتعصبيش اخرجي من غير من غير حرس...
بس تاخدي بالك من نفسك...
صرخت داليدا بفرح وهي تقفز في مكانها قبل ان ترتمي بين ذراعيه تحتضنه بينما ضمها هو اليه و ابتسامه واسعه تشرق وجهه على سعادتها الطفوليه تلك...

بعد عدة ساعات بمكتب داغر...
ضرب داغر سطح مكتبه وهو يهتف بقسوه بزكي و اثنين من الموظفين الواقفين امامه بوجهه متعرق من شده الخوف و التوتر
=ازاااااي المناقصه دي تروح مننا...
و ازاي الورق ده يوصل لطارق المرشدي ويخليه يقدر يكسب المناقصه بكل سهوله...
غمغم زكي الجالس بالمقعد الذي امامه
=يا داغر باشا الورق ده حضرتك اللي مأمن عليه بنفسك...

رمقه داغر بحده بينما يتراجع إلى الخلف في مقعده وهو يطلق لعنه حاده فالبفعل قد قام بالاحتفاظ بهذا الورق في خزنة مكتبه بالقصر منذ اكثر من شهر لكن كيف وصلت إلى يدي طارق إلى المرشدي.
خرج من افكاره تلك عندما رأي زكي يتطلع إلى شاشة هاتفه بصدمه ثم ناوله اياه قائلاً بارتباك
=الرجاله اللي بتراقب داليدا هانم بعتت الفيديو ده...

تناوله منه داغر ليصدم عندما رأي فيديو مسجل لداليدا جالسه مع طارق المرشدي باحدي المطاعم اخذ يتابعه و كل لحظه به تجعل الدماء تفور و تفور بعروقه انتفض واقفاً يلقي الهاتف إلى زكي مزمجراً بقسوه
=اسالهم هي فين دلوقتي.؟!
تحدث زكي مع احدي رجاله ثم اخبره
=روحت البيت يا باشا...
امره داغر بارسال الفيديو اليه وهو يغادر الغرفه كالاعصار الثائر.

اثناء قيادته الجنونيه لسيارته اتته رساله على هاتفه من طارق المنشاوي مما جعله يوقف السياره ويفتحها سريعاً
مفيش مبروك على المناقصه يا داغر بيه، مش عارف من غير تعاون المدام داليدا كنت هقدر اكسبها ازاي، بس و نعمه الزوجه بصراحه مش خساره فيها ال 8 مليون جنيه اللي خدتهم تمن الورق،.

القي داغر الهاتف من يده وهو يصرخ بغضب ضارباً مقود السياره بيديه هو يطلق لعنات وسباب حاده ظل على حالته تلك عدة لحظات قبل ان يتناول هاتفه مره اخري و يفتح منه الحساب الخاص لداليدا ليجد ان الاموال قد عادت إلى حسابها مره اخري بالاضافه إلى 8 مليون اخريين تم اضافتهم منذ اقل من ساعه قاد السياره باقصي سرعه لديه و اتجه نحو القصر و هو شبه لا يري امامه من شدة الغضب...

كانت داليدا واقفه امام المرأه تمشط شعرها وهي تغني مبتسمه عندما فتح باب الجناح فجأه و دلف داغر القت الفرشاه من يدها سريعاً و ركضت نحوه تحتضنه كعادتها عندما يعود للمنزل
لتهتف وهي تتجه نحوه تهم بعقد ذراعيها حول عنقه و تضمه اليها
=حبيبي واحشتن...
ولكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بألم عندما قام داغر بنفض ذراعيها بعيداً عنه قابضاً على شعرها بيده يجذبه بقوه و عينيه تنطلق منها شرارت الغضب...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة