قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الرابع والسبعون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الرابع والسبعون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الرابع والسبعون

آسر: الامر لله وحده، بس اخت المدام في ثانوية عامة وعايزين نطمن عليها فقولت مفيش غير حضرتك اللى يقدر يفيدنى، لانها تعباننة جدا
الرجل: يعنى حضرتك عايز النتيجة؟ دلوقتى
آسر: انا عارف ان الوقت متاخر بس حضرتك حاجة زى دى مش صعبة
الرجل: طيب. ممكن الاسم والمدرسة ورقم الجلوس
آسر ينظر لنغم بابتسامة: اتفضل
الرجل: ثوانى...

كانت تنظر له نغم بغباء. لا تدرى ماذا يحدث. تود ان ترميه يعلبة الاقلام التي توجد على الطاولة، او بصورتهبرفقة زوجته على رأسه، فهو يزيد من توترها،
آسر بفرحة: بجد؟ طيب الحمد لله متشكر جدا لحضرتك، بجد فرحتنى وطمنتنا.
الررجل: لا شكر على واجب يا آسر بيه. خير حضرتك سابق...
آسر: طيب انا هستأذن لانها منهارة والله، ومرة تانية شكرا جزيلا...

اغلق آسر الهاتف ثم وجه نظراته الثابتة نحو نغم ليجد بعينيها نظرة ضيق غيظ، ضجر، غباء، ابتسم ثم قال لها بهدوء
آسر: مبروك، 98، 5 %...
نغم بصدمة: هه، في ايه؟
آسر: ده مدير الكنترول بتاعكم، مبروك يا نغم، انتى جبتى5، 98%، نقصتى درجتين عربى ودرجة انجليزى...
نغم بصدمة: يعنى دى نتيجتى وحضرتك جبتها؟
آسر بابتسامة: ايوة والله...

نغم تصرخ بانفعال: ياهووووووووووووووو، بجد شكرا يا باى آسر، والله انت احسن واحد في الدنيا، هييييييييييييييه.
ركضت نغم نحو الخارج تنادى وتصارخ،
سمية بابتسامة: طمنينى.
نغم: 98، 5 % يا سمسمة هههههههههههه
مالك: انا مش فاهم حاجة...
خرج آسر من غرفة مكتبه متوجها اليهم، وقف بجوار زوجتهثم ضمها بيده اليه.
آسر: مش فاهم ليه يا باشمهندس. مش انت لوحدك اللى نجحت النهاردة، نغم نجحت وجابت 98، 5 %.

مالك بفرحة شديدة: بجد مبروك يا نغم، الف مبروك...
ملك: وجبتها ازاى؟
آسر: مددير الكونترول عارفه. بس كده
وانهالت التهانى على نغم من الجميع.
آسر: انا عن اذنكم هطلع اغير وآجى...
صعد آسر ثم تبعته سمية، دخلت الحجرة،
آسر التفت اليها لائما: ذنب عليكى تطلعى وتنزلى...
سمية تتجه نحوه: انت ازاى كده، جيت قلبت القعدة كلها، كنا كلنا اعصابنا تعبانة ومش عارفين نهديها. هي دلوقتى محدش عارف يهديها من فرحتها ههههه.

آسر يحتضنها: زى ما انتى قلبتى حياتى كده...
سمية بحب: اصلك اسرت قلبى وعقلى وكل كيانى...
آسر يقبل رأسها: ربنا يخليكى ليا يارب
. وضع يده على بطنها. ويقومك بالسلام ونشوف الواد اللى جننا ده
سمية: انت عايز ولد.؟ بصراحة.
آسر: بصراحة، نفسى في بنت...
سمية باستغراب: بجد. ألرجالة بيحبوا الولاد.
آسر: اللى يجيبه ربنا كويس. ها. بنت ولا ولد، ولا مديها ضهره بردو ههههههه.

سمية: هههههههه يلا بس هقولك على مفاجأة بس يلا ننزل لانهم لوحدهم تحت...
آسر: صبرنى يارب، بالمناسبة مى جاية هي ويوسف...
اخرجت سمية ملابسه وابدلت ثيابها لعبائه قطنية من اللون الرمادى بذيلها ورود صغيرة جدا من اللون الزهرى معه الاصفر. والاكمام ايضا، وارتدت طرحه مزيج من اللونين. زوهبطت الى اسفل،
سمية: انا هسبقك عشان منتاخرش اكتر منكده...
آسر بابتسامة: ماشى. خللى بالك من نفسك...
سمية: حاضر...

هبطت سمية اليهم لتجد مى قدد اتت ومعها يوسف. والكل في حالة من الفرح، سلمت عليهم سمية، ثم توجهت لنغم بالحديث.
نغم: ككلمتى عمو خليل؟
نغم: ايوة بس لسة في البلد
ملك: خيانة، كلهم في البلد واحنا هنا
عمرو: احسن عشان تقعدى في البيت شوية...
يوسف: متخللى طنط ميرفت تروح البلد. هي كمان عشان مى تتهد هي كمان هههههه
نغم: انا جعاااااااااااانة بجد...
الجميع: هههههههههههه.

ملك: من الفرحة ههههههههه وانا كمان، انا هقول لنعمة تحضر العشا
سمية: حرام سيبيها في حالها، يلا قومى انتى وهيا ننعمل العشا
ملك: اممم دبستينا يعنى. طيب يلا
مى: خليكى يا سمية. تحاول سمية الن
آسر هوض...
سمية: يلا بس، انا هقعد لودى معاهم هعمل ايه. يلا.
انخرط الشباب سريعا في الكلام عن العمل والمصاعب والمشاكل والحياة بينما البنات فاتخذ حديثهن سماتهن،.

سمية: انا مبسوطة اوى اننا تجمعنا النهاردة من زماان اوىمتجمعناش كده...
مى: ما انتى معنتيش بتطلعى خالص، على فكرة ماما سالت عليكى. وبتسلم عليكى.
سمية بابتسامة: بجد الله يسلمها. ان شاءالله هروحلها المرة الجاية.
ملك مازحة: دى كدابة متصدقيهاش، ماما بتيجلها يوم ويوم وبنتحايل عليها تيجى، مبتيجيش، يا عينى عليا لماكنت حامل مكنتش بشوف ماما بالشهر والله...
مى: ههههه ما انتى عوضتى الايام دى.

ملك بملل: متفكرينيش يامى، مبأتش بشوف عمرو زى زمان الشغل خده على الآخر، اناخايفة لينسانى من كتر ما هو غايب عنى.
مى: ههههه لا متقلقيش
ملك اطررقت رأسها: بجد والله، يعنى احيانا بحس ان الروتين ده ممكن يقتل الحب او يقلله، بعد الجواز الروتين بيكون عنوان حياتك، والمشاعر اللى كانت موجودة قبل كده. شدتها وتوهجها بيقل، يقل، لحد ما يختفى وممكن يكون عشرة. انا خايفة جدا، ليختفى.

مى: انا خايفة ليختفى لانه امانى، الحب أمان، لما بفكر في يوسف. بفكر في الامااااان. بعد جوازنا بفترة بابا اتوفى، لولا وجود يوسف جمبى، مكنتش عديت الازمة دى، وجود حد جمبك تقدرت تغمضى عينيكى وتسلمى نفسك ليه وانتى واثقة منه، حاجة مبتختفيش مهما عدى عليها الزمن، ولا ايه رأيك يا سمية؟
سمية بابتسامة: رايى في ايه.؟
ملك: في الحب يا سمية ههههه
سمية: الحب له معانى كيرة اوى.

الحب ده اللى بيخليكى تجرى على باب ربنا لما ت غلطى اوتعصى الله وتعيطى وتقوليله مليش غيرك، عارفة محدش هيغفرلى ولا هيريحنى غيرك يارب. انت حبيبى يارب انا بحبك اوى يارب. ومحسنة الظن بيك
الحب ده اللى بيخليكى لما تكونى في مشكلة في حياتك. مش عارفة تعملى ايه تروحى لاقرب حد بيحبك وبتحبيه عشان تشوفوا حل، تروحى لبابا وماما عارفة انهم بيحبوكى اكتر من نفسهم، فمش هيردولك الشر...

الحب ده اللى بيخليكى تحت ظل عرش الرحمن يوم القيامة بتكونى على منابر من نور في الجنة. لما تلاقى اخت في الله بتحبيها اوى...
الحب ده اللى بيخلينى اضحى باى حاجة في سبيل دعوتى...
اصل انا بحبها وبحب منهجى، فهضحى وهعمر
الحب ده اللى بيخلينى اجتهد عشان دينى وبلدى لانى بحبهمم، عمرى مهضحى عشان حاجة غير وهي متملكة كل احاسيسى ومشاعرى...

الحب ده المودة والرحمة اللى هتكون بينى وبين زوجى اان شاء الله، ده اللى هيخلينى استحمله واتحمل معاه الحياة واساعده واربى ولادنا صح، واكملت بتأثر، ممن اتحمل اى الم في الدنيا، مهما كان، بس طول ما انا متاكدة ان آسر هو حياة سمية. جنتها ونارها، وان سمية في حياة آسر، وقتها بس اى حاجة في حياتى تهون...
لم يتحدث ايا منهن.
سمية: بلمتوا ليه كده؟، انا غلطت
نغم: لا يا ابلة سمية، افحمتيهم ههههههه
الجميع: هههههههه.

انتهت السهرة وسط سعادة الجميع. اصرت سمية على مبيت نغم ببيتها، وافقت نغم شاعرة بالحرج فقال لها آسر. ( يا بنتى اانا مبقعدش في البيت اساسا. ول كنت اتجوزت. بدرى شوية كان زمان عندى عيال في جيلك هههههههه )، دخلت سمية حجرتها وتبعها آسر، خلعت حجابها، واخرجت ملابسها، توجه نحوها آسر واحتضنها من الخلف،
آسر: مش هتقوليلى الضيف الجاى بأى هنسميه ايه؟
سمية تلفت اليه بابتسامة: نور
آسر: هههههه لا الله، ماشى.

سمية: اوعى بأى عايزة اغير هدومى...
نظر آسر لما بيدها فوجده قميص نوم قطنى.
آسر يغمز لها: ما تجيبى حاججة تاني، من اللى جبتهم اخر مرة
سمية بخجل: تؤ انا برتاح في ده، وبعدين الجو حر...
آسر: كله الا راحتك يا كبير، بس ممكن تصبيرة كده يقرب منها
سمية: ما انت لسة آكل تحت الله...
آسر: الله واحد ههههه، عايز شوكولاتة
سمية تبتعد عنه: انا عايزة اغير، والا مش هقولك ع المفاجأة
آسر: مفاجأة ايه؟

دخلت سمية الحمام بسرعة وضحكاتها بصحبتها، وقف على الباب.
آسر: كده؟ ماشى، مااااشى...
ابدلت سمية ملابسها، وفردت شعرها ثم خرجت، تلقاها آسر بنظرته المتوعدة. واقترب منها.
آسر: وراكى والزمن طويل
سمية امسكت بيده: ههههه لا خليك معايا، المهم عايزة اوريك حاجة، بجد...

توجهت سمية الى حيث تضع حقيبتها. فتحتها ثم اخرجت منها ورق. مطبوع عليه بعض الاشياء، كان آسر يراقبها فقط لا يهمه ما تخفيه او تاتى به. شرد بها. وبنظرتها وبرقتها، جلست على السرير. طلبت منه ان يجلس بجوارها، لم يرد.
سمية: هااى، آسر.
آسر بانتباه: هه نعم...
سمية: روحت فين؟
آسر يجلس بجوارها: ما انا معاكى اهه
سمية: امممم ومعقلك فين بأى؟؟ اعترف.
آسر: ههههه مع واحدة بحبها جديد عندك مانع.

سمية بزعل مصطنع: اخص عليك تقولها في وشى، راعى احاسيسى طيب
آسر يحوطها من خصرها: اه يا ام احاسيس انتى، ثم قبل رأسها، ايه اللى في ايدك ده؟
سمية تعطيها له: ده اللى هنا، وتضع يدها على بطنها.

فتحها آسر بلهفة وشوق، مهما كان حزينا متالما بسبب تعب سمية ولكن فرحته شديدة بابنه القادم، فرد الورقة الطويلة. ليجد صورا متكررة، ابتسم بشدة ولكن بدأت ابتسامته ان تتلاشى، ولككن ظلت الابتسامةالصافية على الوجه الاآخر. سمية، نظر لها محاولا فهم ما يوجد،
آسر: انا مش فاهم حاجة. من الصورة دى؟
سمية: فاكر لما كنا في امريكا وروحنا باركنا ليمن وباسل، قولتله ايه، قولتله لا انا طماع وعايز، توأم.
آسر بترقب: يعنى؟

سمية تمسك وجهه بحنان: يعنى. هيجيلنا توأم، ثم اخذت الصورة من بين يديه. ودول ولادنا، ولد وبنت، شوفت ربنا كريم ازاى.
لم يرد عليها ولكن ثبت ععينيه باتجه عينيها، الباسمتين، البريئتين، تطلبان الدعم منه. الاحتواء، ان يطمئنها. فقط، عيون خائفة. ولكنها واثقة، كان يخاف عليها من ولادة طفل واحد حياتها قد تخسرها، لكن ماذا الآن، الفرحة والخوف بعينيها ممتزجان، هل سيزيد خوفها ام فرحتها.

سمية بصوت مهتز: مش مبسوط. ولا ايه. ولا خايف يطلعوا قصيرين زيىى، اصل دكتورة امانى بتقول حجمهم صغير...
آسر: ...
سمية بابتسامة باهتة: انت متبسطش ولا ايه يا آسر، ده انا مبسوطة اوى، مبتردش ليه انا.
قاطعها آسر بحضن دافئ وشديد منه. كانه ادخلها بين اضلعه. بجوار قلبه، انسابت دموعها، شعر بها،.

آسر يبتسم بألم: ليه بتعيطى، انا مبسوط والله، مبسوط جدا كمان، بس. خوفى عليكى زاد اكتر، ثم مسك وجهها. وملس على شعرها. كنت خايف من واحد دلوقتى مرعوب من الاتنين...
سمية تمسح وجهها: انا مش خايفة. ان شاء الله ر بنا هيعديها على خير بس انت هتفضل جمبى صح.
آسر يحتضنها اكثر وبشدة: اقدر اعمل غير كده...
سمية بتوجع مازحة: ااه. حاسب. عيالك بيطلعوه عليا.
آسر يبتعد عنها: انا آسف مقصدتش.
سمية: هههههه، ها هنسميهم ايه.؟

آسر: انا اسمى الببنت وانتى الولد
سمية: ماشى، بس اختار اسم حلو عشان خاطرى
آسر بثقة: عندك شك؟
سمية: ابدا، ها هتسميها ايه.
وضع يده على بطن سمية، نظر بحنان ثم قال.
آسر: سمية.
سمية: نعم.
آسر بابتسامة: هسميها سمية
سمية: لا يا آسر سمية لا، اختار اسم تانى...
آسر يمدد على سريره: لاااااا انسى، وبعدين يلا ننام الساعة داخلة على 2 وكده سهرناهم.
سمية: لا يا آسر، مش هننام، غير لما تقولى ممش هتسميها سمية.

آسر يستند على جنبه مستندا على يده، : طيب هتسمي الولد ايه؟
سمية: عمار.
آسر بمفاجئة: طبعا لا، انسى الاسم ده خالص
سمي: ليه طيب على اسم عمار بن ياسر، وهيكو اسمه عمار بن آسر، انا بحب الصحابى ده جدا.
آسر: كان في واحد عمل فيا عمايل سودا في الكلية اسمه عمار، انسى الاسم ده ابنى يبأى اسمه على اسم الواد الثقيل ده لاااااااااا، اختارى اى اسم تانى...
سمية تكتف يدها: طيب غير سمية وانا اغير عمار...

آسر ينام: افكر. يلا نامى...
سمية تنام بجواره: والله انت مفترى اوووف.
آسر بنصف عين: انا؟ انا اللى مفترى يا ام حزلقم
سمية بدهشة: حزلقم حرام عليك؟
آسر يحتضنها: ههههههه يلا نامى...

نامت بين احضان زوجها، شاعرة بالامان داعية الرحمة واللطف من العليم القدير، مرت ايام وايام وتلتها اسابيع، كان الحمل يزيد تعبه يوما عن يوم، وآسر يشعر بضعفها يوما عن يوم. وكذلك خليل الذي الزم سمية بالمكوث في السرير، فانتقلا الى غرفة بالدور الاول لتسهل حركتها، مرت الاشهر، وموعد الولادة يقترب يزداد قلهم. كانت والدتها دائمة القلق عليها تتردد عليها كثيرا واحيانا أخرى تبيت معها، كانت سمية في بداية الشهر التاسع، ها قد يفصلها عن ايام الولادة ايا م. قد تكون ساعات، كان يوم الجمعة. اتى آسر من الصلاة وجدها بغرفتها، طرق الباب ثم دخل على محياة ابتسامته المعهودة، كانت تكتب بدفترها. ما ان راته حتى توقفت واغلقته،.

آسر: السلام عليكم.
سمية بوهن: وعليكم السلام، تقبل الله
آسر يجلس بجوارها: مننا ومنكم، قبل رأسها...
سمية: مروحتش لطنط النهاردة ليه؟
آسر: ماما عند مى النهاردة.
سمية: ربنا يخليكم ليها ويخليها ليكم ويرزقكم رضاها
آسر: آآمين. نفسى اعرف ايه اللى في النوتس دى. من اول الحمل وحضرتك مسكاه
سمية: هتعرف لما ولادك ييجوا، عايزة اقولك حاجة بالمناسبة.
آسر يملسعلى شعرها: قولى.

سمية بابتسامة ضعيفة: لما اولد يا آسر، اول ما تشوفهم سلملى عليهم. بوسهملى. ماشى. ووقتها بس من حقك تعرف ايه اللى في النوتس. واهى كلها اسبوع بالتمام والكمال، باذن الله
آسر ينظر لها بحب وتاثر: انتى امهم اول واحدة هتشوفهم. ان شاء الله
سمية بتنهيدة تصحبها ابتسامة: انا هكون في البنج، انت ناسى انى هولد قيصرى.
آسر يقبل رأسها: متقلقيش، ان شاءالله خير، يلا بأى نقرا سورة الكهف ولا مش ناوية،؟

سمية: لا ناوية ان شاء الله...
قرآ سورة الكهف، بدا التعب على قراءة سمية ونفسها جليا، انقضى اليوم سريعا، كانت سمية تنام على رجل آسر بغرفة المعيشة، كان يشاهد التلفاز.
آسر: سمية.
لم ترد عليه.
آسر يتفقددها: سمية انتى نمتى
سمية تعتدل: اممم شوية، انا هقوم انام جوه...
كان يبدو على ملامحها انه هناك شئ.
آسر باهتمام: مالك. حاسة بوجع. تعبانة؟

سمية بابتسامة جاهدت على رسمها: وجع عادى بيروح وييجى متقلقش، انا هدخل انام، وانت متتاخرش عندك شغل بكرة...
آسر بقلق: طيب اتصل بدكتور خليل لو دكتورة امانى
سمية تنهض: لا. هو في الشهر الاخير لازم يكون فيه وجع كده، مستعجلين هههه. عن اذنك هتحتاج منى حاجة.
آسر: لا يا حبيبتى سلامتك. انا بس اشوف اخبار الاسهم واجيلك...

اتجهت سمية الى المطبخ كانت تشعر بالألم الشديد. ولكن هذا ليس موعدها، ربما يكون انذار كاذب. صبت لها ماءا. لتأخذ دوائها، زاحست بوجع شديد لم تتحمله هذه المرة اطلقت صرخة. وسقط الكوب منها، سمع آسر صوت صرختها مع صوت تهشم الزجاج، فزع واتجه الى المطبخ، مسرعا. دخل عليها ليجدها تقف مستندة بيدها على الطاولة وأخرى ممسكة ببطنها من اسفل على وجهها الألم الشديد. اتجه اليها مسرعا وامسك يدها،.

آسر بفزع: مالك، في يه يا سمية؟
سمية بوجع شديد: آآآه. /عرفش، خايفة اكون بولد. آآآآآآآه
آسر بدهشة: بتولدى؟ دكتورة امانى قالت الاسبوع الجاى، طب يلا تعالى هوديكى المستشفى...
سمية ببكاء: مش قادرة اتحرك يا آسر، آآآآه. آآآه...
آسر بتوتر شديد: طيب اقعدى ماشى. خدى نفس. ثم نادى بصوت عال، نعمة، نعمة.
فزعت نعمة من نومها على صراخ سمية ارتدت ملابسها سريعا ثم خرجت لتجد آسر يناددى باسمها.
نعمة: ايوه يا آسر بيه...

آسر: هاتي عباية سمية والطرحة من جوه، والمفاتيح بتاعتى هتلاقيها على الكومدينو بسرعة...
نعمة بارتباك: حاضر حاضر.
كانت تشعر بالألم الشديد، كانت تشعر بان كلمة النهاية قد خط اول حرف بها، كان يمسك بيدها بقلق بالغ وخوف شديد، كانت تشد عليها بشدة. زفكانت آلامها لا تحتمل،
سمية تنظر له بين دموعها: خلاص ياآسر صح.
آسر يحتضنها بحنان: هششش، ثم اكمل بصوتعال: ، نعمة.

اتت له مهرولة تمسك عبائة مية وحجابها واغراض آسر، ارتدت سمية ملابسها بصعوبة بمساعدة آسر، كانت نعمة تحب سمية بشدة، فظلت تبكى اسسكتها آسر بنظراته. حمل آسر زوجته وانطلق بها متوجها الى السيارة وسط الامها وصراخها، انزلها برفق في المقعد الخلفى. زثم توجه ليقود سيارته،
سمية: آسر اتصل بماما، اتصل بيها، آآآآه
آسر بقلق: حاضر، حاضر، بس انتى تنفسى كويس ماشى.

اتصل آسر بوالدتها. التي ما ان علمت وسمعت تاوهات ابنتها. حتى بكت، طمأنها بانه سيأخذها الى المشفى، اتصل بامانى التي سبقته الى المشفى وكذلك خليل. كان يقود بسرعة وحذر غير آبه بالمخالفات المرورية او اى شئ، لا يوجد سوى سمية، حياتها، سمية فقط، كانت صرخاتها كالسكاكين في قلبه، قلت قدرتها على تحمل الالم وكذلك على الصراخ، صرخ آسر بها،
آسر: سمية ردى، خلاص وصلنا.
سمية بصوت متهدج: انا. خلاص، مبأتش قادرة.

وصلا الى المشفى، حملها آسر بين يديه بسرعة. ثم دخل بها. وصرخ بالموجودين،
آسر: سرير، بسرعة...
كان خليل قد اخبر قسم الطوارئ، ارسلوا له بمجرد دخولها، هرع خليل وامانى اليها، وجدا آسر يقف من وراء الزجاج يبدو عليه القلق الشديد والخوف،
خليل: متقلقش...
آسر برجاء: ارجوك يا دكتورخليل. سمية هتموت جوه...
أمانى: متقلقش يا باشمهندس، يلا يا دكتور خليل.

دخل خليل وفحصها وكذلك امانى. لم يكن الوضع بالجيد. امرهم خليل بتحضير غرفة العمليات فورا، زنفلها الى العناية الفائقة، لحين تحضير العمليات، كان آسر يجلس بقربها. ممسكا بيدها، على وجهه الالم والهم الشديد، وخيم الحزن عليه،
آسر يقبل يدها: تحملى شوية، ماشى.
سمية بصوت ضعيف جدا: آسر. انا.
آسر: متتكلميش الكلام غلط.
سمية تشدد على يده: انا بحمد. بحمد ربنا، انك زوجى، ارضى عنى يا آسر وسامحنى.

آسر بتأثر: انتى بتقولى ايه بس؟
سمية تبلع ريقها بصعوبة: ااه، انا متاكدة انك هتكون احن قلب واحسن اب لاولادنا، بس. لو. اتحوزت، دور، على واحدة، تربيهم، زى ما اتفقنا، متنشغلش عنهم...
آسر مقاطعا اياها: انا وانتى اللى هنربيهم، هتكونى ام حنينة اوى يا سمية انا متاكد
سمية: متقاطعنيش بس، انا. دورى، خلص، ثم نظرت له بعينيها، انت الحاجة اللى تمنيتها طول حياتى وكنت فكراهامستحيل، لكن ربنا انعم عليا بيها...

آسر بدموع: وانتى هدية من ربنا...
دخلت هنا ممرضتان،
ممرضة 1: لو سمحت. احنا لازم ننقلها دلوقتى.
سمية: آسر، احضنى اوى، اوى...
احتضنها آسر كالغريق الذي يتشبث بخيط رفيع من الامل، كانما يقول لا تاخذوها منى فهى انا. فهى قلبى وحياتى، احتضنته سمية بيديها الضعيفتين ثم قبلته بين عينيه،
آسر يقبل رأسها: خليكى قوية واستحملى، انا مستنيكى نربى ولادنا سوا...

ظل ممسكا بيدها حتى دخلت الغرفة واختفت عنه، بكى آسر، احس بفراقها، اتى له الجميع، : انت اكثرهم بكاءا وخوفا، والدتها. امها، هرولت نحوه.
مها: بنتى فين؟
آسر: يربت على كتفهها: جوه يا طنط، ادعيلها.
مها ببكاء حار: يارب متحرمنيش منها. يااااااااارب.
اقترب منه عمرو وامسكه منكتفه
عمرو بتأثر: ربنا يقومها بالسلامة ان شاءالله، ادعيلها، واثبت
آسر ينظر له بحزن شديد: يارب...
اتى في هذه اللحظةة شخص لم يتوقع اى منهم قدومه،.

ميرفت: آسر...
آسر بدهشة: ماما.
اقبلت نحوه واحتضنته،
ميرفت: متقلقش يا حبيبى ربنا هيقومهالك بالسلامة، يا حبيبى وتفرحوا بولادكم
آسر بأسى وهم: يارب يا ماما يارب...
ميرفت اتجهت نحوهم: ربنا يقومها بالسلامة...
أحمد: الله يسلمك يا مدام ميرفت...

كانت السيدات في حالة من البكاء فمها تحتضنها اختها وملك بجوار اختهاالصغرى ومى ونغم، بينما مالك يقف بجوار عمرو المنتظر، ويوسف بجوار آسر الخائف. اما الحال بالداخل. ززلا يختلف اضطرابه. ولكن يزداد خطورة، ولكن تمت الولادة، خررج صغيران ثمرة حب وعشق بين زوجين بنا قلبهما على رضا الله وطاعته، صغيران جدا، يحملهم الشخص الواحد بين يديه، ارتفع صراخهم، لينبه العالم الخارجى بوجودهما، ليثبتا ان اول دخول الانسان الدنيا بصراخ وخروجه ايضا بصراخ، انتبه الجميع للصوت، نهض آسر بسرعة باتجاه الباب ليجد احدى الممرضات تخرج مسرعة. توجه نحوها،.

آسر: طمنينى. سمية كويسة؟
الممرضة: ولد وبنت زى القمرماشاء الله، هندخلهم الحضانة لان حجمهم صغير شوية. الف.
آسر مقاطعا: سمية مالها...
الممرضة بأسى: معرفش، بس ادعولها. عن اذنكم...
وقف آسر لا يدرى ماذا يفعل، ربت على كتفه يوسف
يوسف: ادعيلها وهي هتكون كويسة، متقلقش.
نظر له آسر باعين تائهة جازعة، تبحث عن سكنها ومستقرها،
يوسف: تعالى نشوف ولادك، اكيد سمية عايزاك تشوفهم يلا يا آسر...
آسر بتمهل: هسيبها؟

يوسف: لا، هتروح تشوف ولادك زى ماهى عايزة وترجع لها، عشان تطمن عليها، يلا...
مشى آسر معه وتوجها الى حضانة الاطفال، وجد آسر ابنه وبنته، انهما صغيران جدا، يبكيان، قد اخذا شعر والدتهما، الاسود، الناعم الكثيف. ابتسم لا تلقائيا. ها قد شعر بشعور الابوة، اخيررا، ود لو يحتضنهما، ويحتضن امهما،.

يوسف محاولا التخفيف عنه: على فكرة. عيالك طالعين لامهم، شايف صغيرين ازاى، بس باين كده الواد ده هيبقى شقى، بورك في الموهوب و وشكرت الواهب ورقت برهما وبلغا اشدهما، ربنا يقر عينك بصلاحهم...

آسر ينظر لطفليه على وجهه ابتسامة حزينة: لما الانسان بيكبر. بيكبر اهله معاه، ويعجزوا، في لحظة بتفقدهم. بتتوجع وقتها، لكن عندك اللى ممكن يخفف ولادك مراتك اللى محتاجينلك، لكن سمية، اختنق صوت آسر بالعبرات، سمية دى كل حياتى يا يوسف. كل حاجة في حياتى ليها بصمة فيها، موجودة في كل حتة حواليا، ازاى هقدر اعيش من غيرها، ده حتى تربية ولادنا مخخطينها سوا، ازاى هنعيش من غيرها يا يوسف.

ولم يكمل آسر الا وقدانفجرت عيناه بالدمع الذي جاهد ان يحبسه، أحتضنه يوسف وقال بتأثر
يوسف: بصمة مراتك في حياة كل واحد فينا، مفروض تكون واثق ان ربنا عمره مهيخذلك وخليك حسن الظن بالله، صدقنى ادعيلها يا آسر وهي هتكون كويسة، هترجعلكم وتكون في حضنك هي وولادك تانى
آسر بصدق: يارب ياااااااارب...
بينما كان خليل بالداخل. يحاول ان يقوم بالمعجزة الطبية،
الممرضة: القلب وقف...

وارتفع صوت الجهاز، بينما اخذ خليل بسرغة جهاز الصدمات الكهربائية محاولا تنشيط قلبها. كرر. لا فائدة، ظل يكرر ويدعو، وسط قلق من الجميع، حتى عاد النبض مرة اخرى، اانتهت امانى وكذلك خليل من دورهما، وخرجا بعد عمل دام ما يقارب الخمسة ساعات، توجه الجميع نحو خليل،
خليل: ادعولها يا جماعة...
آسر: يعنى ايه؟
خليل ينظر له بأسى: يعنى ادعيلها يا آسر، عن اذنكم.

غادرخليل مسرعا نحو غرفته ناجيا بنفسه من كم الاسئلة يكفيه ما به، لكن ازدادت حالة الجميع سوءا،
آسر: ييا دكتورة امانة، طمنينى انتى، قوليلى حالتها...
امانى: تعالى معايا يا باشمهندس، بعد اذنكم
دخلت امانى غرفتها ثم دخل آسر،
امانى: اتفضل اقعد يا باشمهن=س
آسر بقلق: ارجوكى قوليلىسمية عاملة ايه؟ وديتوها فين طيب؟

امانى باسى: سمية في العناية، حاولنا كتير والله، كمان ولادتها جت بدرى، حالتها خطيرة جدا يا آسر، قلبها وقف واحنا جوهوخليل بمعجزة رجعه تانى، قلبها مبآش قادر، انا كنت فاكرة كلام خليل كثر خوف عليها، لكن الموضوع طلع اكبر مننا.
آسر: لو محتاجة تسافر هسفرها...
أمانى: معتقدش هيكون فيه جديد، بس اسأل دكتورخليل هو اللى هيفيدك...
آسر ينهض: بعد اذنك.
امانى: على فكرة يا آسر، سمية بتحبك اوى.
آسر مستغربا: نعم.؟

أمانى: سمية بتحبك، طول البنج وهي عمالة تدعيلك وتقول الشهادتين، مجبتش اسم حد غيرك، رببنا يرفع عنها ويقومها بالسلامة
آسر بحزن: يارب. يارب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة