قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الحادي والخمسون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الحادي والخمسون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الحادي والخمسون

خرج آسر ثم توجه لاخته في المشفى عدة طرقات ثم دخلل، كان يجلس بجوار زوجته وهي تحتضن صغيرها، كان، بينما امها نائمة وامه قد غادرت منذ قليل، وجودوا طرقا على الباب اذن يوسف، فدخل،
آسر بابتسامة: السلام عليكم، ادخل ولا...
يوسف ينهض متوجها اليه: ما انت دخلت خلاص...
آسر يحتضنه: مبروك يا عم. يتربى في عزك وعز مى...
يوسف: الله يبارك فيك عقبالك...
آسر بأسى: ان شاء الله، حمد لله على سلامتك يا مى.

وقرب منها ثم قبل رأسها، وحمل ابنها
مى: الله يسلمك يا حبيبى
آسر بابتسامة باهتة: ماشاء الله، حبيب خالو شرف، فتح عينيك يا ولا، يلا شوف خالو، وشوف جابلك ايه.
يوسف: هههههه اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكش ايام السكاشن، كنت بتبص لكل واحد فينا تكتمه على طول...
آسر: اعملكم ايه يعنى، انا اشرح وانبح في صوتى وانتو قاعدين تعملو مقالب في يعض، يا شيخ اتنيل وامسك ابنك...
يوسف: ورينى كده يا بطل خالو جابلك ايه.

مى: مكنش له لازمة تتعب نفسك انت فيك اللى مكفيك...
آسر بعتاب: اخص عليكى ده ابنى، بس هادى مبيعيطش ليكون تعبان ولا حاجة لا قدر الله؟
يوسف بسخرية: طالع لخاله...
آسر: لا وانت الصادق لمامته، طيب هستأذن. بورك في المولود وشكرتم الرازق.
مى: سمية عاملة ايه...
آسر بأسى: ادعيلها يا مى، ادعيلها
مى: والله دعيتلها، ايه اللى حصلها، عندها ايه طيب...
آسر يقبل رأسها: ادعيلها بس، يلا مع السلامة...

خرج آسر، اخذ يفكر بها. يفكر بكل ثانية عاشتها معه. وكل موقف مرا به سويا. وكل شئ، كل شئ، يالله. ترفق بها واشفها، حادث باسل في الهاتف،
باسل: هلا آسر كيفك؟
آسر: تمام الحمد لله ازيك انت ويمن ولين؟
باسل: الحمد لله باحسن حال والله. شو اخبارك. لقيتها لسمية؟
آسر بتنهيدة: ايوة. الحمد لله
باسل: كطيب تمام الحمد لله طمنتنى، ايش وضعها هلا. يارب تكون منيحة؟

آسر: عشان كده اتصلت بيك، بص يا باسل انا هبعتلك تقارير واشعات لسمية. وقوللى رأيك فيها، ماشى
باسل بتعجب: تقارير شو؟ ليش سمة مريضة لا سمح الله؟
آسر: ايوة يا باسل، تعبانة شوية لما توصلك التقارير هتعرف، المهم ابعتهالك امتى؟
باسل: والله بأى وقت، فيك تبعتها هلا اذا بدك...
آسر: طيب ماشى هشوف وابعتها، متشكر جدا يا باسل
باسل: لا تقولهيك. نحنا اخوة
آسر: ده العشم، يلا مع السلامة
باسل: مع السلامة.

اغلق آسرهاتفه، ثم توجه لمشفى خليل حيث ترقد هناك، زوجته، توجه لغرفتها. وجد والدتها معها. تكلمها وسمية تنظر اليها مبتسمه، لم تلحظا ووجوده، لم يدر كم من الوقت مر وهو يراقبها، لم تكن تتحدث، كانت فقط تبتسم، لقد اراحته ابتسامتها، يبدو ان والدتها تقرأ قرآنا، نامت سمية ويدها مازالت في يد والدتها، قبلتها والدتها ثم خرجت.
مها: آسر؟ انت هنا من بدرى.
آسر: يعنى، سمية عاملة ايه؟

مها: الحمد لله، ربنا يثبتها يابنى...
آسر: يارب. حضرتك هتباتى النهارد ة هنا؟
مها: ان شاء الله، وانت
آسر: ربنا يسهل لسة معرفش، حضرتك روحى ريحى في الاوضة
مها تربت على كتفه: ماشى. لو حبيت ترتاح تعالى يا بنى انت بقالك كام يوم من الشركة للمستشفى ومن المستشفى للشركة...
آسر بابتسامة: انا كويس ياا طنط متقلقيش، بالمناسبة. مى ولدت...
مها بفرحة: بجد الف مبروك. هكلم ملك ان شاء الله ونروحلها، هي فين؟

آسر: هي في المستشفى هتروح بكرة ان شاءالله.
مها: ماشاء الله. ربنا يباركلهم يارب، عقبال متفرح بعوضك انت كمان.
آسر: اللى يفرحنى بجد سمية تكون كويسة يا طنط...
مها بتنهيدة: يارب، المهم انا هروح اريح في الاوضة شوية عن اذنك يا بنى.

ذهبت مها الى غرفتها. بينما ظل هو على حاله، اذن الفجر، صللى. ثم عاد لوضعه. جلس على الكرسى يتلو ورده من القرآن. اسند رأسه قليلا على الجدار ثم اغمض عينيه لثوانى، استيقظت. فجرا. لم تجده. ثم نامت مرة اخرى، استيقظت في الصباح على صوت خليل،
خليل: صباح الخير.
سمية بصوت مبحوح: صباخ النور
خليل: صوتنا طلع اهه. الحمد لله. هتنتقلى النهاردة اوضة عادية.
سمية مازحة: الحمد لله. اصل الاجهزة دى حسستنى انى هموت متكهربة.

خليل: ههههه لا يا ستى بعد الشر، خلاص، شدى حيلك.
نظرت سمية خارجا لتجده، مسندا ظهره نائما، لاحظ خليل، ثم. وجه نظره اليها مبتسما،
خليل: سامحيه يا سمسمة، اللى بيحب بيسامح.
سمية بتنهيدة: ربنا يسامحه...
خليل: يارب...
خرج خليل ثم ربت على كتف آسر، ليوقظه، استيقظ آسر. ثم فرك بيديه عيناه من تحت نظارته الطبية، دلك رقبته بيديه قليلا، ثم نهض،
آسر بتثاؤب: ها يا عمو هتتنقل امتى؟

خليل: كام ساعة كده ان شاء الله، انت مش هتروح الشغل النهاردة؟
آسر: لا، استئذنت من عمو أحمد، هي نايمة ولا صاحية؟
خليل: صاحية. انا هروح اقول لمها عشان تكون معاها...
آسر: طيب. زماشى اتفضل يا عمو...

ذهب خليل متوجها لغرفة مها، بينما هو نظر لها من خلف الزجاج. كانت مغمضة عينيها، تنهد ثم دخل، مسك يدها، فتحت عيناها بتثاقل، فوجدته ناظرا لها مبتسما، نظرت امامها، ثم سحبت يدها بهدوووووووء، كانت تفكر. هل يرضى ذلك ربها، هو زوجها، وله حقوق عليها. ابسطها منعته اياها، كان بناءا على اتفاق لكنه كان اقتراح منها. هل يرضى عنها الله وهي تعامل زوجها هكذا، والحديث الشريف يقول، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حقَّ زوجها كلَّه، وايضا ((اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع إليهم، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع)).

لكنه جرحها كثيرا، فعل بها كل شئ كل شئ. ماذا ستفعل. ماذا سيكون ردها، تركتها انامله، بخوف، ظل ناظرا اليها. والصمت حليفهما. حتى،
آسر: مى ولدت الحمد لله جابت محمود الصغير...
سمية: حمد لله على سلامتها، ربنا يباركلها...
آسر بأمل: نفسها تكلمك او تسمع صوتك...
سمية: مش وقته. لما صوتى يكون كويس عشان متقلقش
آسر يمسك يدها مرة اخرى وبحنان بالغ يقبلها: الف سلامة.
سمية تسحب يدهابارتعاشة خفيفة وبارتباك: الله يسلمك.

آسر: سامحتينى؟
سمية بسخرية: انت مغلطش عشان اسامحك، المسامح ربنا.
آسر: سمية انا لما سيف.
سمية مقاطعة: بعد اذنك. مش عايزة اسمع سيرة الموضوع ده تانى.
سكت آسر وماهى الادقائق حتى أتى خليل،
خليل: جاهزة دلوقتى هنتنقل اوضتنا...
سمية: ان شاء الله
انتقلت سمية الى غرفتها، ورتبت لها امها بمساعدة الممرضة سريرها، ارتاحت سمية، ثم دخل عليها،
مها: تعالى يا آسر واقف عندك ليه...

آسر: الاوضة هنا احسن كتير، عقبال متنورى البيت...
مها: طيب انا هطلع اكلم باباواجى، عايزة حاجة يا سمسمة.
سمية برجاء: خليكى يا ماما. وكده كده بابا جاى اساسا.
مها: انا عايزة منه حاجة، عن اذنكم يا ولاد...
خرجت مها لتترك سمية وآسر، جلس بجانبها.
آسر: تصدقى كده احسن من هناك.
سمية: اممم
آسر: طيب شدى حيلك عشان نرجع بيتنا.
سمية: انا اخدت قرار. ولازم تعرفه ده حقك...
آسر بخوف: قرار ايه؟

سمية: احنا لازم نكمل اتفاقنا، مبقاش فاضل غير شهر من تاريخه...
آسر: مش فاهم...
سمية: يعنى انا هخرج من هنا على بيت بابا. ولحد ما ارتاح ان شاء الله. هيكون الشهر عدا وكل واحد يكمل طريقه اللى وقف عنده.

آسر: انتى بتقولى ايه. طريقى هو طريقك، تكملة حياتى معاكى اانتى مش راضية تفهمينى ليه، انا بحبك، انا سبتت امريكا وشغلى وكل حاجة عشانك وجيت، لفيت عليكى مصر كلها وامريكا ععشان الاقيكى، ولما لقيتك بتقوليلى كلل واحد يروح لحاله، مش من حقك طبعا...

سمية بدموع بسيط وصوت مبحوح: هو ده حقى الوحيد دلوقتى، انى اطلب منك الطلاق يا آسر، انت عمرك محبتنى ولا هتحبنى. انت حاسس بالذنب. بالشفقة، متفتكرش عشان كلمتك يباى سامحتك لا. انا، انا، خايفة اكون بغضب ربنا عشان معاملتى ليك، وعشان اتفاقى، لكن مبأتش مستحملة، انا بشر. ارحمنى. وريحنى، والله اللى شوفته مش شوية، كفاية اللى انا فيه، خلينى اموت وانا مرتاحة...

آسر بتأثر: بعد الشر عليكى انتى مش هتكونى مرتاحة لو سيبتك يا سمية.
سمية بسخرية: ليه ما انا كنت معاك وتعبانة، راحتى في بعدى عنك
آسر يمد لها دفترها الخاص: طيب وده، ده مش خطك. دى مش مشاعرك.
سمية ملتقطة دفترها بسرعة: انت، يعنى. ازاى ده جه معاك، ازاى وصلك...
آسر: نسيتيه في اوضتك، هناك
سمية: اديك قولتها نسيته. يعنى خلاص.
آسر: مشاعرنا الحقيقية مبننسهاش، حتى لو الزمن جار عليها.

سمية بتهكم: للاسف البنى ادمين هما اللى جاروا عليها ياباشمهندس. والزمن هو اللى يداويها.
هنا دخلت عليهم مها فتوقفا عن الحديث، استأذن آسر بينما جلست مها بجوار ابنتها.
مها بابتسامة: ااتراضيتوا ولا لسة...
سمية بجدية: ماما من فضلك. متعمليهاش تانى
مها: هو انا عملت ايه يا سمية،؟
سمية: ماما، حضرتك عارفة انا اقصد ايه، ياريت الموضوع ده محدش يتدخل فيه. خالص لو سمحتى.

مها: بس احنا اهلك. وعايزين نطمن عليكى يا بنتى...
سمية: لما جوزتونى كنتوا عايزين تطمنوا بردو. صح، واظن كده اطمنتوا الحمد لله، لو سمحتم محدش يتدخل. اعتقد ان سنى وعقلى يسمحلى احل مشاكلى بنفسى.
مها: انا مش هاخد على كلامك لان اعصابك تعبانة. واللى مريتي بيه اكيد مش سهل، نامى يا سمية وريحى نفسك...
سمية بهدوء: ماما انا اسفة مكنتش اقصد لكن، اسمحولى احل الموضوع ده، واكيد لو محتاجة حاجة مليش غيركم...

مها محاولة ان تغير مجرى الحديث: على راحتك. سها كلمتنى. وبتسلم عليكى بس هي مش عارفة تسيب مصطفى لوحده عشان مذاكرته، ان شاء الله هتجيلك يوم الجمعة.
سمية: ربنا يعينها يارب. والله خالتو دى ثوابها كبير عند ربنا من اللى هي استحملته.

مها بتنهيدة: اه والله يا بنتى. حتى اللى متسمى ربنا ينتقم منه مبيسالش على ولاده بالتتليفون، ده يا عينى عمرو كان بيلف عليه عشان عايزه يحضر فرحه، ومعترش فيه بردو. والله الواد قطع في قلبى.
سمية: يا ماما يعنى هو مهاجر من عمر مصطفى وكمان طل خالتو ومن يومها اخباره اتقطعت، منتظرة منه ايه. ربنا يمهل ولا يهمل...
مها: والله يا بنتى لولا ميراث خالتك من بابا الله يرحمه في الارض مكنتش عارفة هتعيش ازاى...

سمية بتثاؤب: ربنا مبينساش حد يا ماما...
مها: هسيبك تنامى دلوقتى، وهطلع اكلم البيت...
سمية: ماشى يا ماما...
بينما توجه لمنزله ليجد ميرفت بصحبتها صديقتها وابنتهاالحسناء، يجلسون بالحديقة، اصدر صوتا لينبههم بوجوده،
آسر: السلام عليكم...
الجميع: وعليكم السلام...
نادين: هاى ازيك يا آسر، من زمان مشفناش بعض...
آسر باستغراب: الله يسلمك، ماما لو سمحتى عايزك جوه، عن اذنكم...

نادين: هو ماله يا طنط، كانه مفرحش انه شافنا...
ميرفت: هاه، لا يا حبيبتى. تلاقى مشاكل في الشغل، ده كان كل شوية يا ماما اتصلى بطنط ليلى وحشونى جدا، ثوانى هقوم اشوفه ماله واجى على طول...
كانيتحرك ذهابا وايابا يفرك في فروة راسه ويمسح وجهه بيديه متوترا، يبدو عليه الضيق، العصبية، ما ان دخلت والدته عليه، حتى،
ميرفت بعصبية بسيطة: ايه قلة الذوق اللى عندك دى، دى مقابلة تقابلها للناس...

آسر بضيق مكتوم: انا متعاملتش مع حد بقلة ذوق ده اولا ثانيا، ازاى جايلك قلب تفضلى تضحكى مع صحابك وتسقبليهم عادى. وانا تعبان كده ومهموم...
ميرفت: آسر، افتكر انك ابنى مش جوزى عشان تحاسبنى.
آسر: ماشى بما انى ابنك، ليه مسالتيش عن مرات ابنك وروحتى زورتيها، دى شالتكم في وفاة بابا الله يرحمه، انتى نسيتى هي عملت ايه، ولا لا يا ماما.

ميرفت: لا منسيتش، وردتلها اللى هي عملته، انى وافقت الجوازة ىى تم. كان ممكن ارفع قضية وابطل بيها الوصية وانت عارف ان انا اقدر، بس قولت لا خليها تمشى من غير مشاكل، بس انا مبحبهاش، اظن الحب ده مش بالعافية...
آسر: ماشى، متحبيهاش، بس احترميها يا ماما، كلها كام يوم وتيجى هنا، هتكون مراتى، وكرامتها من كرامتى واللى هيجرحها بكلمة، مش هسكتله.

ميرفت بصدمة: نعم؟ لا طبعا لا يمكن تفضل غلى ذمتك بعد نهاية الوصية، لا يمكن انت فاهم...
آسر: اللى انا فاهمه اللى بلغت حضرتك بيه دلوقتى، عن اذنك يا ماما، انا رايح لمراتى. سمية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة