قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الحادي والثلاثون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الحادي والثلاثون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الحادي والثلاثون

مدت ربها على ماحدث. استقبل زوجها الخبر برضاوصبر وحمدا الله ابرهم الاطباء ان عليه المكوث لمدة لا تقل عن ثلاث اشهر ومن المحتمل ان تزيد، رتب أ؛مد مع اخيه امور العمل ولكن لم يخبره بما آلت له حالته الصحية، علم خليل بالامر من مها واخبرها الا تخبر سمية فاختباراتها على وشك ان تبدأ، مرت ثلاث اشهر بسرعة لم تتغير امورهم فيها كثيرا بل كانت على وتيرة واحدة، هادئة، آسر دائم الانشغال بدراسته وجامعته. بدأت الخلافات بينه وبين زوجته تقل شيئا فشيئا، سمية كانت بين ليتها ومذاكرتها. اوقفت تدريبها في المشفى راضخة لامر خليل منعا لارهاق نفسها كانت ايامهاا لا تخلو من مضايقات المدعوة ميريهان وتهديداتها ولكنها لم تخبر احدا ولم تعر هذا الامر انتباها، هذا كانت الايا م ولكن هيهات ان دامت على هذا الحال، ففى يوم من ذات الايام كانت سمية تجلس في شرفة منزل خليل كان الضوء خافت جدا بحيث لا يراها احد، انت تجلس تطالع القمر. فقد كان بدرا. ياله من منظر بديع، سبحان الخلاق. من يصدق ان هذا البدر في الحقيقة جسم معتم. ولكن اشعة الشمس قلبت كياانه وغيرت صفاته ليصبخ منيرا للطرق ورمزا للجمال والرومانسية فسبحان الله، كانت غارقة في بحر خيالها، انتبهت لوقع خطواته. ارادت ان تنهض ولكنها سمعت ما اجبرها على الجلوس،.

خليل: طيب يعنى انت متاكد ان أحمد دلوقتى كويس، ويقدر ينزل مصر؟
أمين: ايوة والله يا خليل، متقلقش هو كمان اسبوعين ولا حاجة وهينزل ان شاء الله.
خليل: طيب وحكاية رجله دى اكيد هتاثر على نفسيته لما ييجى وبالتالى هتأثر على علاجه هنا.
أمين: معتقدش. احمد ومراته تعايشوا مع الموضوع بسلاسة جدا ماشاء الله ومظنش ان موضوع الشلل ده هيأثر على علاجه، ان شاء الله
خليل: يعنى مفيش امل خالص أحمد يرجع يمشى تانى؟

أمين: للاسف يا خليل انت عارف. دى اعصاب. يعنى للاسف مفيش امل...
خليل: لا حول ولا قوة الا بالله طيب. معلش يا أمين تعبت معايا، بس أحمد اكتر من اخويا.
أمين: عيب يا خليل متقولش كده، انت هتحتاج منى حاجة تانية؟
خليل: لا سلامتك يا أمين وياريت اى تطور لاحمد يحصل تبلغنىى بيه.
أمين: ان شاء الله. مع السلامة
خليل: مع السلامة...

كانت تستمع لحديث خليل. بدهشة بصجمة بتعجب، لم تقوَ على البكاء. كانت تشعر بان مكروها ما حدث لوالدها فمن طريقة كلام امها احست بذلك وايضا خليل بعبارته المبهمة حين يهاتف أمين امامها، لماذا حدث هذا. ززايعقل ان يصبح والدها عاجزا عن المشى، حتما انه لا يستطيع تحمل ذل فهو شعلة نشاط لا يحب الجلوس في المنزل ابدا، دائم التحرك بين اعماله العديدة، كان مثالا للقوة والرجولة والحماية، ايعقل ان يصبح عاجزا، جلس خليل على كرسى، لم ينتبه لوجودها. ولكن هناك صوت انفاس قوية، سريعة. مضطربة. مصدومة، غاضبة. مكتومة، حرك بصره قليلا ليجدها تنظر اليه بصدمة كبيرة. واجمة الوجه، لا تتحرك، توقع حينها ما حدث،.

خليل بارتباك: سمية، ايه اللى جابك هنا، اقصد انتى هنا من امتى،؟
سمية: ...
خليل: سمية، انتى سمعانى. زسمية...
سمية بصوت مكتوم. متهدج: بابا، بابا، ماله، رجله مالها،؟
خليل بارتباك: رجله ايه يا بنتى، هو كويس جدا وجاى ان شاء الله خلال الايام دى...
سمية بدموع تنسكب من مقلتيها بغزارة، لم تشعر بها: لا. هو مش كويس، بابا حصلله ايه، ابوس ايدك يا عمو قوللى، بابا م هيمشى تانى؟

خليل بتأثر: انا اللى ابوس ايدك تهدى، عشان خاطرى...
سميةة تنهض من كرسيها. وبدموعها: لا مش ههدى، قولولى. ليه مخبيين عليا، بابا مش هيقدر يمشى تانى؟
خليل: طيب اهدى هه، تعالى نقعد وبطلى عياط، ماشى، اقدى يا بنتى. مش عايزين حد يعرف حاجة أميرة في المطبخ ولو لقيتك كده انتى عارفة ايه اللى هيحصل
سمية: ادينى قعدت اهه، بابا. ماله...

خليل بقلق ك طيب بطلى عياط، اتنفسى بالراحة وبانتظام. خدى نفس كده واهدى، عشان خاطرى لما صدقنا صحتك اتحسنت، والله هقولك. م هخبى عليكى حاجة...
جلست سمية وحاولت تهدئن نفسها ولكن دموعها لم تطع عقلها. وذهبت لوليها راضخة لاوامره منهمرة على وجنتيها،
سمية: انا هديت اهه. ممكن اعرف اللى حصل...

خليل: الموضوع كله ان أحمد بعد ماعمل العمليةة حصلت شوية مضاعفات. وهي ان عصب المشى عنده حصله تلف وبكده افقده القدرة على المشى. بس دى حاجة بسيطة بالنسة لعملية بابا يا سمية، الحمد لله انها نجحت ومأثرتش على حاجة تانية أخطر، انتى عارفة يا بنتى. وبعدين باباكى وماماتك دلوقتى تعايشوا مع الوضع الحمد لله، بس هما معرفوش حد بالخبر ده خالص، وهما كويسين جدا. أمين طمنى عليهم.

سمية بدموع: يعنى بابا هيقعد على كرسى متحرك يا عمو،؟
خليل: يا حبيبتى. خير. والله كله خير...
سمية: الحمد لله، انا طالعة اوضتى. عن اذن حضرتك
خليل بابتسامة: خدى دواكى قبل متنامى يا سمية. وان شاء الله كله خير
سمية بابتسامة باهتة: ان شاء الله...

صعدت سمية الى غرفتها. خلعت حجابها وابدلت ملابسها. اخذت دوائها. زثم جلست على سريرها. اخذت تطالع صور ابيها معها. كان يعلمها ركوب الخيل هنا، وهناك كان يلعب معها ومع اخوتها في مزرعته، وهنا كان يقف بجوار زوجته، وهنا كان في عمله يقف بين العمال، وفي اخرى كان يحمل اختها رهف رافعا ايا في الهواء. واخرى وهو يبنى لهم بيت الالعاب على الشجرة، واخرى هو وزوجتهفى البيت الحرام، كم كان نشيطا ومفعما بالحيوية. حتى في مرضه، اخذت تبكى وتبكى. كم تحتاج لشخص تدفن رأسها بين احضانه وتخرج كل ما بها. ولكنهه لا يوجد مثل هذا الشخص، جائها اتصال، لم يكن في مخيلتها، انه هو، لم تدرِ بنفسها الا وهي مجيبة لندائه بصوت باكى. كان يشعر بانقباض قلبه، لا يدرى ما سببه كان قلقا على عمه وابيه. لا يدرى ماذا يفعل. ولماذا احس بشعور كهذا. لم يدر بنفسه الا وهي ترد عليه بصوتها الرقيق الباكى،.

سمية تبكى: السلام عليكم...
آسر بقلق: وعليكم السلام ازيك يا سمية؟
سمية على حالتها: الحمد لله.
آسر: مالك بتعيطى ليه، فيه حاجة حصلت لا قدر الله...
سمية وقد انهارت في البكاء: بابا، بابا، بابا مش هيقدر يمشى تانى، مش هيقدر، مش هيقدر.
آسر مصدوما: ايه،؟! لا حول ولا قوة الا بالله. اهدى طيب اهدى، انا كان قلبى حاسس ان فىه مصيبة، اهدى يا سمية، امتى الكلام دهحصل، وبابا عرف ولا لسة...

سمية: من اول ما بابا عمل العملية. ومعرفووش حد خالص ولا هيعرفوا حد لحد لما ييجوا...
آسر وقد اشفق عليها: لا حول ولا قوة الا بالله، طيب اهدى بطلى عياط، انتى فين دلوقتى. في البلد ولا في القاهرة،؟
سمية: انا عند عمو خليل في القاهرة...

آسر وقد شعر بوحدتها فهو يعلم من اخته ان لا اصدقاء لها. : طيب، اهدى كده وان شاء الله كله خير. وبعدين ربنا سبحانه وتعالى بيبعت المحنة جواها منحة من ربنا، ان شاء الله خير صدقينى. غيمة وهتعدى ان شاء الله. بس خللى ايمانك بربنا كبير وادعى لعمو أحمد. وان شاء الله ربنا رحيم، قومى اتوضى وصللى ركعتين. واهدى، انتى امتحاناتك على الابواب
سمية: حاضر. ان شاء الله.

آسر بصدق شديد: والله. لو كنت اعرف اجى كنت جيت لكن للاسف اعذرينى...
سمية وقد احست بصدقه: عارفة من غير متحلف. ربنا يوفقك يارب، معلش انا عرفة ان انا ازعجتك بس...
آسر مقاطعا اياها: عيب تقولى كده يا سمية، انتى ليه معتبرانى غريب. ده عمو أحمد زى بابا وربنا عالم معزته عندى ازاى، لو احتجتى اى حاجة اتصلى ماشى.
سمية بامتنان شديد: حاضر. جزاكم الله خيرا...

آسر: جزانا واياكم. ومعلش لو كنت بتصل بيكى في وقت متأخر بس بجد كنت قلقان...
سمية: مفيش مشكلة، بجد متشكرة جدا.
آسر: . طيب انا هقفل لان الوقت اتاخر عندكم اوى. وانتى يادوب تنامى عشان كليتك، بس اهدى متناميش وانتى كده
سمية برقة لم تقصدها: حاااضر ان شاء الله، لا اله الا الله
آسر: محمد رسول الله...

اغلق آسر الهاتف معها. وهو مشفق عليها، فمى اخته دائما تحدثه عنها كان يمل من حديثها لكنه كان مستمعا جيدا لما يقال. عرف ان سمية لا اصدقاء لها. منطوية. لا احد يعلم عنها شيئا. حساسة. هادئة، , لكنه من خلال مكالمته تاكد من هذا فحين ردت عليه احس بنبرة احتياج واستجداء منها، سيهاتف اخته في وقت لاحق علها تكون بقربها، قطع تفكيره نداءباسل له،
آسر: ايه يا بنى خضتنى،؟
باسل يغمز له: شو اللى شاغل بالك،؟

آسر بتنهيدة: مفيش يا باسل...
باسل: ها الاد مشتاقلها. خلاص ضب اغراضك وروح...
آسر بسخرية: اشتاق لمين واروح فين، ما انت متعرفش اللى فيها. هههههه
باسل باهتمام: اوعى يكون ها الموضوع لساته شاغل بالك ومدايقك منها...
آسر: موضوع ايه؟
باسل: موضوع صديقها ستيفن. ليكون عامل حواجز بيناتكن لهلأ
آسر: هههه انت بتتكلم عن ميرنا يا شيخ انا كنت فاكر...
باسل متعجبا: شو؟ في غيرا،؟!

أسر: لالالا ولا هي ولا غيرها. المهم طمنى انت مش ناوى تكون اب ولا صرفت نظر.؟
باسل: هههههههه لا والله موصرفت نظر ولا اشى. بدليل انه جاى اخبرك خبرية حلوة كتير...
آسر بفرحة: اوعى تكون...
باسل بفرحة شديدة: ايه يمن حامل باول شهر...
آسر وقام ليحتضن باسل: الف الف مبروك يا باسل. والله فرحتنى يا راجل. ربنا يجعله ذرية صالحة يارب. والله وهتكون اب
باسل: الله يبارك فيك، وعقبالك ان شا الله.

آسر: لااااا انسانى المهم، بارك ليمن لحد ما اجى انا وميرنا نباركلها ان شاء الله، بجد فرحتنى والله
باسل: الله يخليك حبيبى، انا هلا بدى روح. بدك اشى...
آسر: سلامتك، انا ساعة وهخلص ان شاء الله.
باسل: الله يوفقك مو باقى الا تلات شهور على هي المناقشة شد حيل وبيض وجنا، مع السلامة
آسر: ان شاء الله، مع السلامة...

خرج باسل تاركا صديقه يفكر مليا في الاطفال، لماذا لا يريد انجاب طفل الى الآن برغم الحاح زوجته وبرغم حبه الشديد وشغفه بالاطفال. كم كان يتمنى منذ صغره ان يكون ابا للكثير من الاطفال، ماذا حدث لماذا زهد غريزة الابوة لديه، نعم انه لا يريد ان ينجب اولادا يعيشون في امريكا يتربون على عاداتها وسلوكها تربيهم ام لست على دينه، ياله من حظ. ياله من احمق عندما قرر ان ينفذ ما اقدم عليه في ساعة غضب. ولكن لا فائدة الان من هذا. عليه ان يتعايش، يتعايش فقط. عليه ان يصبح الافضل. الاكثر علما، الاكثر شهرة في مجاله، عليه ان يتعلم ويتعلم ويعمل ويكد حتى يرى نفسه كما تمنى هو منذ نعومة اظافره، , اما هي فقد اطمئنت كثيرا عندما سمعت صوته. ان كلامه عاديا لم يحمل جديدا. ولكنه كان منه. كان يقوله لها هي فقط. انه آسر. لاول مرة تشعر باحتياج شديد له. ان يكون بجانبها فقط، ان تراه. كم هي سعيدة الان برغم ألمها على والدها، كانت لا تقوى على ذكر اسمه بينها وبين نفسها تكتفى بان يسمعه قلبها فقط لا اذنها. كانت مى عندما تحدثها عن اخيها. كانت تصفه بالرجولة والعقل والحنية ايضا. لا تدرى لماذا خجلت واحمر وجهها عندما تذكرت كلماته برغم بساطتها، هل هذا هو الحب.؟ لا لا، لا يجوز، نهضت سمية من فراشها ونفذت ما املاه عليها آسر. وخلدت الى نومها، , مرت الايام حتى،.

ميرفت: خير يا محمود. انت رايح فين من الفجر كده
محمود: في مشاكل جامدة في الشغل في اسكندرية لازم اروح احلها بنفسى المشكلة ان الشغل ده كان احمد ماسكه، ربنا يسترها...
ميرفت بضيق: انا والله ما انا عارفة عليك ده كله بايه. أحمد اخوك هو ومراته رايحين يستجموا ويعملوا عمرة. وانت شايل الشيلة كلها
محمود بنفاذ صبر: اصطبحنا واصطبح الملك لله، ميرفت سيبيهم في حالهم ربنا العالم بيهم. وبعدين يا ستى محدش اشتكالك.

ميرفت: خلاص يا محمود. براحتك اعمل اللى انت عايزه.
محمود: ماشى يا حبيبتى. انا همشى عايزة حاجة
ميرفت بقلق: محمود، بلاش والنبى السفرية دى. انا قلقانة منها
محمود: يعنى دى اول مرة اسافر فيها، وبعدين دى اسكندرية ساعتين تلاتة واكون هناك.
ميرفت: طيب خد السواق معاك. الطرق مبقتش امان
محمود بابتسامة: حاضر يا حبيبتى. ها في حاجة تانية
ميرفت بابتسامة: لا يا حبيبى سلامتك...

محمود وهو يقبل جبهتها: لو تفضلى كده على طول ياااااااااااااااااه
ميرفت بعصبية: قصدك ايه يا محمود؟
محمود: يا ساتر، ولا حاجة ولا حاجة. انا همشى، مع السلامة
ميرفت بابتسامة مودعة: في رعاية الله يا حبيبى ربنا يسترها معاك...
ذهب محمود لعمله بالاسكندرية مصطحبا سائقه. وبعد عناء طويل قام بحل المشكلة،
سيد: ها يا محمود بيه هنروح دلوقتى بردو؟
محمود بصوت مرهق: ايوة هنروح. الوقت متاخرش اوى. دى الساع لسة 12 يا سيد.

سيد: بس الوقت متاخر يا محمود بيه خلينا للصبح. النهار له عينين وبعدين الطرق مبقتش امان وخصوصا القاهرة الاسكندرية الصحراوى. عليه بلاوى...
محمود: ههههه انت هتخاف ولا ايه يا سيد. ما احنا طول عمرنا بنروح متاخر لو الفجر بنروح. يلا يا بنى. زانا بجد تعبان
سيد: حاضر يا بيه. اتفضل.

ركب محمود سيارته. كان يبدو عليه الارهاق الشديد غلبه النعاس، كان الطريق خاويا. هادئا. لا يوجد به الكثير من السيارات. كان السائق ايضا مرهقا فهم لم ينم منذ البارحة. كان يداعب النوم اعين السائق ولكنه كان يقاوم بصعوبة. حتى غلبه النوم، وفجأة سمع صوت الة تنبية المقطورة المقابلة له عاليا جدا، افاق عليه ولكن بعد وات الاوان، اصطدمت السيارة بها، مما جعلها قطعة من الحديد مكومة، توقفت المقطورة ونزل سائقهاوايضا توقفت سيارات. نزل السائقون. ساعدوا سيد في الخروج برغم جراحة والامه الشديدة فلم يكن يقوى على الحركة. فوضعوه باحدى السيارات. لكن محمود كان في المقعد المجاور، تسيل منه الدماء، اخرجوه بصعوبة بالغة كانت اصاباته في الرأس، فاقدا للوعى. تحسس احدهم نبضه. ليجد ضعيف، طلبوا الاسعاف. ولكنه لم يات. اخذ السائقون المصابين متوجهين لاقرب مشفى، كان محمود مازال ينزف، مر وقت طويل حتى وصلوا، هرع الاطباء وادخلوهم غرفة العمليات، , كانت تجلس قلقة على زوجها فموعد وصوله مر منذ ساعتين، هذا الصباح قد قرب على البزوغ، ترى ماذا حدث. هاتفه مغلق، ترى، مابه، يا الهى استرها، فجأة جائها هاتف. قُبض قلبها. زترددت في الاجابة ولكن،.

ميرفت بلهفة: الو مين معايا...
المتصل: منزل محمود الفيومى يا فندم
ميرفت بقلق ايوة، حضرتك مين، محمود ماله...
المتصل: احنا مستشفى السلام. استاذ محمود عمل حادثة هو والسواق بتاعه وهما في اوضة العمليات.
ميرفت بصدمة وبكاء شديد: ايه؟ ّ! طيب هو عايش طمنى؟
المتصل: يا فندم هو لسة في اوضة العمليات. ياريت تيجوا من فضلكم
ميرفت: اللعنوان، العنوان، فين العنوان...
المتصل: العنوان.

اغلقت ميرفت الهااتف مسرعة توجهت الى سائقها،
ميرفت: رفاعى، رفاعى
رفاعى: خير يا هانم...
رفاعى بخضة: خير يا ميرفت هانم
ميرفت ببكاء شديد: يلا بسرعة مستشفى السلام، بسرعة يا رفاعى، يارب استرها، يارب جيب العواقب سليمة.
وهم اسائق باحضار السيارة، وركبت ميرفت،
ميرفت: محمو، محمود عمل حادثة...
رفاعى: لاحول ولاقوة الا بالله، ربنا يسترها متقلقيش يا ست هانم. محمود بيه راجل بيخاف الله وربنا هينجيه.

ميرفت بحرقة والم: يارب يا رفاعى. يارب، يارتنى كنت بداله...
رفاعى: طيب اتصلى بست مى ويوسف بيه...
ميرفت: لا مى لا. مى حامل في شهرها الاول ول عرفت ممكن يحصلها حاجة. هي بتعز محمود، انا هروحاطمن عليه الاول. يارب اطمن عليه، لسة كتير يا رفاعى،؟
رفاعى: لا ياهانم هما ربع ساعة بالظبط بمشيئة الله، معلش يا هانم لو بتتدخل بس حضرتك لازم يكون معاكى حد.

ميرفت: اعمل ايه يعنى، آسر مش هنا ومى ممكن يحصلها حاجة انا عارفة بنتى. انا مش ناقصة
رفاعى: طيب اتصل بالدكتور خليل.؟
ميرفت باهتمام: معاك رقمه اتصل بيه...
رفاعى: حاضر يا هانم...
كان على مائدة الافطاربجوار زوجته وابنته وسمية،
أميرة: شوفتى لما بطلتى تدريب في المستشفى ارتاحتى ازاى س
سمية: ههههه الحمد لله بس عمو خليل هو اللى استريح بصراحة.

خليل: وفكرك يعنى الراحة دى هتدوم، كلها شهرينن تلاتة، يا حبيبتى ده شر لا بد منه
نغم: احمدك يااااااااااااااااااااااااارب
أميرة: الحمد لله على كل شئ، بس على ايه؟
نغم: على انى مش هكون من ضحايا الطب...
خليل مازحا: طيب مين هيكون ضحيتك يا نغم هانم؟
نغم: الهندسة بلا فخر، كفاية عليكوا طب لحد كده هههههه
سمية: ربنا يوفقك يارب يا نغم...
خليل متعجبا: مين اللى بيتصل دلوقتى ده، ايه الرقم ده...

أميرة: مترد يا حبيبى يمكن في حاجة
خليل: ربنا يسترها، السلام عليكم، ايو انا، مين معايا، ميرفت؟ خير، ايه، امتى ده حصل، طيب طيب انتى قولتى مستشفى ايه؟، تمام تمام. حاضر متقلقيش، مسافة الطريق واكون عندك...
أميرة بقلق خير يا خليل، ميرفت مين ومستشفى مين؟
خليل بارتباك: دى ميرفت مرات محمود، محمود عمل حادثة وحالته خطيرة وهو في العمليات في المستشفى دلوقتى...

سمية بخضة: ايه؟ عمو محمود؟ لا حول ولا قوة الا بالله، يلا يا عمو نقوم نروح يلا...
خليل: انا هروح انتى لا...
سمية: يا عمو مينفعش والله خالص مروحش ده عمو محمود، و طنط دلوقتى لوحدها وبعدين يا عينى مفيش حد جمبها ومى تلاقيها منهارة دلوقتى وكمان هي حامل. مينفعش...
خليل: مى متعرفش حاجة مش عايزين نقولها حاجة. وبعدين هتيجى تتعبى وانا مش ناقص.

سمية: متقلقش. والله هكون كويسة ولو تعبت هروح. بس ارجوك يلا بسرعة، استرها يارب
أميرة: بالله عليكم تطمنونى لما توصلوا عشان خاطرى
خليل: طيب طيب، يلا ياسمية
أميرة: استرها يارب. الطف بينا يارب...
هرع خليل ولحقته سمية متوجهين الى سيارته. قادها مسرعا نحو المشفى وما ان وصلوا حتى وجدوا ميرفت تجلس باكية، ,اقتربت منها سمية.
سمية بقلق: طنط ميرفت. خير يا طنط.

ميرفت تبكى بانهيار: عمك محمود جوه. بيموت يا سمية بيموت، يارب. يارب خليه ليا يارب
خليل: خير يا مدام ميرفت خير، انا هدخل وهخرج اطمنكم، سمية خليكى جمب طنط ماشى
سمية اومأت له برأسها: متقلقش يا عمو...

ذهب خليل ليتعرف على حالة محمود ولكنه وجد ما لا يسره فاصابته في الراس والعمود الفقرى وهي خطيرة جدا وفقد كمية من الدم ليست بقليلة، حالته جد خطيرة، حزن خليل لمعرفته بالامر. خرج الى ميرفت وسمية ليجد ان سمية تحتضنها وتدعوا لها ولزوجها. تعجب لهذه الفتاة فهى لديها ما يجعلها لا تهتم لاحد، توجه اليهم ما ان رأته ميرفت حتى بادرته بسؤالها،
ميرفت: ها يا خليل قالولك ايه؟

خليل بأسف: اصابات مختلفة، ان شاء الله ربنا يعديها على خير. يا ميرفت ادعى انتى بس
ميرفت وقد علا صوتها: يعنى هيروح منى...
سمية مهدئة اياها باكية تحتضنها: خير يا طنط احسنى الظن باله عز وجل. ان شاء الله خير متعمليش كده. ده غلط عليكى ادعى بس وان شاء الله عمو محمود هيقوم بالسلامة. ان شاء الله...
ميرفت: يارب يا سمية يارب...
ماهى الا دقائق حتى خرج احد الاطباء هرعت اليه ميرفت وسمية وكذلك خليل،.

خليل بقلق: ها يا دكتور طمننا، محمود اخباره ايه.؟
الطبيب: مخبيش عليكم. حالته مش مستقرة خالص. احنا نقلناه العناية المركزة يارب ان شاء الله ينجيه
ميرفت باكية: حرام عليكم طمنونى...
سمية: بس، بس، اهدى يا طنط. ان شاء الله خير...
خليل: طيب ممكن ثوانى يا دكتور...
اخذ خليل الطبيب على جنب وعرفه بنفسه ليشرح له الحالة تفصيليا،.

الطبيب: والله يا دكتور خليل انا مش عارف اقولك ايه. بس للاسف استاذ محمود عايز معجزة عشان يعيش. الكسور في الجمجمة وكمان خطيرة جدا، وعموده الفقرى حوالى 4 فقرات مكسورين وده لا قدر الله وده عمل مضاعفات ومشاكل في الحبل الشوكى هنعرفها خلال 48 ساعة الجايين، وكمان فقد دم كتير جدا. ربنا يسترها ي دكتور خليل بجد ربنا معاكم
خليل باسى: متشكر جدا يا دكتور. ربنا يسترها
الطبيب: ده واجبى. عن اذنك.

وقف خليل يراقب ميرفت وسمية. يالها من عائلة. ماذا يحدث بهم لماذا كل هذا. الأخوان مرة واحدة والابناء ايضا، الله وحده قادر ععلى الهامهم الصبر وان ينجيهم من بلائهم، , كانت ميرفت تراقب زوجها من بعيد كم كان شاحبا، موصل به العديد من الاسلاك، وذاك الجهاز اللعين الذي يطلق الصافرات التي تنم عن عدم انتظام في ضربات القلب، كانت سمية بجوارها تهون عليها، جاء اليهم خليل،.

خليل: يلا يا سمية روحى جامعتك. انا هفضل هنا مع طنط ميرفت
سمية تهمس لخليل: معلش يا عمو. مينفعش اسيب طنط لوحدها، حالتها صعبة خالص، ومفيش حد جمبها
خليل: يابنتى روحى احضرى السيكشن ومحاضرة د ايمن وتعالى تانى
ميرفت: روحى يا سمية، محاضرتك شوفى مصلحتك. بس متقوليش لمى. وكفاية تعبتك معايا...
خليل: وانا هنا. مش هسيبها ان شاء الله متقلقيشوكمان حجزنا اوضة، روحى بأى.

سمية: طيب انا هروح مش هتاخر ان شاء الله، هتحتاجوا حاجة اجيبها وانا جاية...
ميرفت: لا انا هبعت رفاعى واخللى ام مسعد وسوزان يحضروا الحاجة. ويجيبوها
سمية: طيب فيها ايه لو جبت لحضرتك اللى انتى عيزاه انا كده كده جاية ان شاء الله، اعتبرينى زى مى يا طنط، حضرتك محتاجة ايه؟

ميرفت: بصى طيب انا هحتاج هدوم ليا عشان شكلنا مطولين. وكمان شنطتى من اوضتى. انا جيت على ملا وشى معرفتش اجيب حاجة، فمعرفش. معلش لما تروحى كلمينى...
سمية: حاضريا طنط، ربنا يطمننا يارب ويقوم عمو بالسلامة.
ميرفت: يارب، يارب...
خليل: طيب استنى هطلبلك تاكسى. ما انتى لو بتعرفى تسوقى كنت اديت العربية، استنى هنا.

ميرفت: وتطلب تاكسى ليه يا دكتور خليل، رفاعى تحت يوصلها ويفضل معاها، ولو في حاجة محتاجينها هنطلب عربية من الشركة وخلاص.
خليل: طيب كده اطمن عليكى اكتر يا سمسمة.
سمية: متشكرة جدا يا طنط، عن اذنكم...
ميرفت: اتفضلى...
كان يجلس مستيقظا يقرأ كتاب رسائل فان جوخ. عبقرى الفن التشكيلى، بينما كانت الساعة تجاوزت الواحدة والنصف ليلا، قلقت زوجته،
ميرنا بصوت نائم: خير آسر مش تنام ليه؟

آسر: ولا حاجة يا ميرنا. قلقان شوية...
ميرنا تنهض تجلس بجواره. : ليه خير،؟
آسر بعفوية: مش عارف، اتصلت بسمية، عمى احمد تعبان وجاله شلل تيجة العملية. مش عارف لسة قلبى مقبوض...
ميرنا: نعم، انت اتصلت. بسمية. ليه تتصل بيها
آسر: يا ميرنا بنت عمى وابوها بينالياة والموت ومحدش يعرف اخباره غيرها، كبرى دماغك، روحى نامى انتى يا ميرنا. انا مش جايلى نوم. معلش. انا هستنى اصللى الفجر وانام.

ميرنا بنفاذ صبر: انت حر آسر، بس انت جوز انا وبس. ومش اسمح لحد انه ياخد حاجة منى ابداا، افهم كده كويس
آسر بعصبية: ميرنا. انا مش فايقلك، انا فيا اللى ممكفينى، واعملى حسابك بكرة هنروح لباسل ويمن. يمن حامل وعايزين نباركلها
ميرنا: انت اعمل اللى عاوزه، انا مش اروح مكان...
آسر بهدوء وحزم: لا هتروحى. انا قولت هتروحى يعنى هتروحى، اتفضلى روحى نامى الوقت اتاخر...

ميرنا بعصبية: انا مش زى عرب عندكم. انا اعمل اللى انا عاوزه آسر...
آسر بعصبية شديدة: كلمة زيادة مش هيحصلك طيب، فوق
جزعت ميرنا من صوته ووجهه الذي ينم عن غضب شديد. فقررت ان تنفذ ما امرها به، , ام هو ظل حبيسا لانقباضة قلبه ورجفة صدره، , اما هي توجهت لجامعتها انهت محاضرتها ومعملها متوجهة لمنزل محمود بصحبة رفاعى السائق، دخلت سمية المنزل صعدت لااعلى لتدخل غرفة محمود كما اعتقدت ولكن هذه غرفة، آسر...

وقفت لبرهة احست برعشة جسدها وجودت صورته، تأملت ملامحه، ياله من وسيم. كانت ملامه حادة قسمات وجهه تعبر عن قسوة عن غموض عن حنان، لا تدرى، يالها من حلة التي يرتديها، كالامراء هو. بل ملك. ملكَ قلبها، استيقظت من شرودها، هزت رأسها باسف، ثم خرجت مسرعة متجهة الى غرفة عمها. اتصلت بميرفت. املتها ما تحتاج اليه، احضرتهم. ثم احضرت داء ميرفت التي وجدته على طاولة بالغرفة ى ايه، خرجت متوجهة الى المشفى، ,وصلت الى الشركة ولكن لم تجد والدها، اتصلت به مرارا وتكرارا لم يجبها احد، اتصلت بالمنزل، لم يجبها احد، جزعت كثيرا. اتصلت بامها. لم تجبها، ولكن، , وصلت سمية الى المشفى واحضرت معها بعض الاطعمة والعصائر،.

ميرفت: تعبتى نفسك ليه؟
سمية: لا تعب ولا حاجة يا طنط. حضرتك واقفة على رجلك من الصبح، طمنينى عمو محمود ايه اخباره؟
ميرفت باكية: لا لسة على حالته، ادعيله يا سمية...
سسمية: ان شاء الله ربنا هينجيه ويشفيه متقلقيش يا طنط. دوا الضغط بتاع حضرتك لازم تاخديه. اتفضلى...
ميرفت: متشكرة. ايه ده. دى مى بتتصل. اقولها ايه...
سمية بقلق: لو عرفت هتتخض، وغلط عليها، مش عارفة...

ميرفت باكية: انا مش هقدر اقولها، دى روحها في محمود
سمية: طيب طيب. انا هتصرف، عمو خليل فين.
ميرفت: هو مع الدكاترة...
وفجأة. سمعوا حركة قلقة وسريعة بين الاطباءء في المشفى،
ميرفت باكية: في ايه؟ ى ايه يا سمية؟
سمية بقلق: معرفش، يارب استر
ميرفت: في ايه يا دكتور خليل...
خليل بقلق وتوتر، : خير خير...
وفجأة خرج عليهم احد الاطباء بوجه شاحب، حزين، بارد. متجهم، توجه الى خليل،
الطبيب: دكتور خليل. ثوانى بعد اذنك...

ميرفت ببكاء: في ايه، في ايه...
خليل: اهدى يا مدام ميرفت. اهدى، تعالى معايا يا دكتور...
خليل: خير في ايه...
الطبيب: للاسف. البقاء لله، انا مقدرتش اقول للمدام.
خليل بحزن والم: البقاء والدوام لله. لله مااعطى ولله ما اخذ، خلاص يا دكتور، انا هبلغها...
الطبيب: طيب البقاء لله مرة تانية، ولوسمحت عدى على الحسابات تحت عشان الاجراءات.
خليل: حاضر حاضر، عن اذنك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة