قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الثاني والستون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الثاني والستون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الثاني والستون

دخل آسر لزوجته وجدها نائمة، اقترب منها ملس على وجهها بانامله، ثم طبع قبلة حانية على جبهتها، ثم نام، اتى اليوم الجديد ثم توجهالى خليل بموعده. وفهم من خليل اشياء كثيره وتنبيهات مهمة حتى لا تضطرب صحة سمية مرة أخرى، انقضت الايام سريعا. ثم اتى يوم السفر، ودعهم الجميع داعين لهم بالقبول وسائليهم الدعاء في الحرم، وصلا الى المطار. انهى آسر اوراق المغادرة، ولكن الطيارة تأخرت ساعتين، صلا فرضهما ثم توجها لصالة الانتظار لدرجة رجال الاعمال اتخذا مكانا بعيدا عن الناس جلس آسر يتابع اخبار الاسهم والشركات على هاتفه الذكى. بينما سمية شغلها مشهد آخر، عروس بفستانها الابيض وزينتها الكاملة. يبدو انها مسافرة لزوجها، ولكنها تجلس وحيدة،.

سمية: ياعينى...
آسر وهو مشغول بهاتفه: في حاجة يا سمسمة؟
سمية: شوفت العروسة اللى هناك دى، صعبانة عليا اوى.
آسر: هههههه ليه بس؟
سمية: شوف لابس فستانها الابيض اللى اى بنت بتحلم تلبسه وهو مع عريسها او زوجها ووسط اهلهم والفرحة ملياهم. لكن هي لبسته بس عريسها مش جمبها ولا اهلها حواليها.
آسر: كل واحد له ظروفه. متعرفيش ظروفهم ايه.
سمية بتنهيدة: وانت كمان متعرفش احساسها دلوقتى ايه
آسر ينظر لها بعمق: فستانها حلو؟

سمية: اممم، ماشاء الله ربنا يباركلها، ربنا مايحرمش اى بنت من الفرحة دى
آسر: بس انا حرمتك منها يا سمية
سمية بابتسامة: ارادة ربنا، وبعدين عادى...
آسر: وربنا مبيردش غير الخير تأكدى من ده
سمية: الحمد لله، انا عايزة اعمل حاجة للبنت دى.
آسر: هتعملى ايه يعنى.
سمية: تسمحلى الاول؟
آسر: اكيد.

توجهت سمية الى العروس باركت لها. انست وحشتها قليلا، واعطت لها هدية بسيطة قامت سمية بشرائها من هناك، فرحت العروس كثيرا، كان يراقبها كيف تتصرف ويراقب ابتسامتها و العروس ايضا، اتى موعد الطائرة ركب آسر بجوارها، ارسلت سمية تهنئة باسمها واسم زوجها الى العرووس، هبطت الطائرة ارض بلاد الحرمين مطار مدينة جدة، كانت بانتظارهم سيارة في الخارج بسائقها، قامت شركة السياحة بحجزها لهما، ركبا. فتح آسر هاتفه مرة اخرى،.

سمية: لا بجد كتير عليا اوى
آسر: خير؟
سمية: على فكرة انت اخد اجازة من الشغل. سيب اسهم الدنيا واستعد لاسهم الاخرة، بجد انا تعبت من كتر الشغل ده
آسر: خلاص يا ستى، كنت بطمن بس...
سمية: عشان خاطرى، بلاش شغل عشان خاطرى...
آسر: وادى التليفون قفلناه...
سمية: هو احنا هنروح فين دلوقتى؟
آسر: هنروح نريح في الفندق وبكرة الصبح ان شاء الله نروح مكة وبعد كده ان شاء الله المدينة، ايه رأيك؟
سمية: ماشى اللى يريحك...

انقضت ليلتهم في الفندق. ثم توجها صباحا نحو مكة المكرمة. مهبط الوحى، احب البلاد الى قلب رسول اللهصلى الله عليه وسلم، نزلا امام الحرم ترقرقدمع سمية، وتعلقت انظارها بالمسجد،
سمية: انا هستناك هنا...
آسر: طيب ادخلى الريسبشن...
سمية: معلش خلينى هنا...
آسر: حاضر وانا هطلع الحاجات وآجيلك مش هتأخر. خللى بالك من نفسك...
سمية: متقلقش...

جلست سمية بساحة الحرم من الخارج. تنظر اليه يترقرق دمعها من هيبته، انمحت كل الادعية من ذاكرتها، انمحى كل شئ ولكن ظل شئ واحد فقط. تردده، يارب يارب...
. نزل آسر ثم توجه اليها، كانت بملكوت آخر،
آسر: سمية يلا ندخل...
سمية تمسح وجهها: اممم، متنساش تدعى اول ما تشوف الكعبة، الدعاء بيكون مستجاب...
آسر بابتسامة: حاضر يلا...

دخلت سمية الحرم، رات الكعبة، رأتها لم تكن المرة الاولى لاى منهما، ولكن كانت أشد رهبة، كانت الكعبة لها هيبة وجلال، عجز لسان سمية عن النطق. عن اى شئ، كان قلبها يتحرق شوقا للطوف والتعلق باستار الكعبة والسجود امامها، كان وضع آسر لا يختلف عنها كثيرا، دعت سمية وكذلك آسر، اذن العصر فصليا فرضهما امام الكعبة كان سجودهما وركوعهما لا يخلى من الدعء الباكى المناجى لله عز وجل، طافا سويا. كان آسر يحاوطها بكلتا يديه وهي امامه حتى لا يقترب منها أحد دون ان يمسها، انتهيا من طوافهماثم صليا ركعتين امام الكعبة،.

آسر: هتقرى نروح للسعى ولا ترتاحى شوية؟
سمية: لا يلا. انا كويسة.
آسر: السعى متعب، اكتر من الطواف.
سمية: عارفة، ربك هيعين، وهمشى بالراحة. يلا بأى...
آسر: طيب استنى هنا دقيقة وجاى...
سمية: رايح فين دلوقتى؟
آسر: دقيقة يا بنتى. دقيقة.
انتظرته سمية وعيناها متعلقة بالكعبة، ماهى الا ثوان حتى أتى آسر يدفع كرسى متحرك، وقف امامها، نظرت له سمية متسائلة.
سمية: ايه ده؟
آسر: اقعدى يلا.
سمية: اقعد فين؟!

آسر: اقعدى ع الكرسى.
سمية بعتاب: عشان احنا في عمرة مش هتكلم، انا لسة موقعتش من طولى عشان اقعد ع الكرسى ده، عارفة انك مش عايزنى اتعب وخايف عليا.
آسر: طيب هاجره كده. واللى يتعب فينا الاول يقعد والتانى يجر ايه رأيك...
سميةة: رأيى اننا نرجعه، اكيد فيه حد هيحتاجه اكتر مننا
انقضى السعى. كانت سمية ترتاح بين الشوط والاخر على الصفا والمروة، أٌجهد سمية قليلا لكنه مر بسلام ارادا التحلل من الاحرام،.

آسر: معاكى مقص؟
سمية: ايوة، هتقص شعرك،؟
آسر: لا. عشانك. انا رايح للحلاق...
سمية: طيب.
تحللت سمية من الاحرام وكذلك آسر،
آسر: يلا دلوقتى نصللى المغرب وبعد كده نروح االاوتيل.
سمية بضحكة مكتومة: حاضر...
آسر: بطلى ضحك، عمرك ما شفتى واحد اقرع؟
سمية: لا شوفت. بس شكلك غريب.
آسر: طيب ليا كلام معاكى بعدين المهم متنسيش تدعيلى، ولما تخرجى اتصلى بيا
سمية بابتسامة: حاضر ان شاء الله.

صلت سمية فرضها كان الامام الشيخ ماهر المعيقلى، بكت بسماع صوته فقط. فقد كان يسكن قلبها الخشوع ومعانى القرآن ووكيفيه تدبره، كانت تتمنى ان تصللى ورائه، دعت كثيرا في صلاتها لعائلتها وللجميع ولكن صاحب النصيب الاكبر كان زوجها، ادا فرضهما ثم توجها الى الفندق، دخلا حجرتهما، جلست على اول كرسى قابلها،
آسر: انا قولتلك هتتعبى.
سمية: الحمد لله، يااااااااه العمرة كانت جميلة اوى احساسها كان رائع.

آسر: هههه انا هدخل آخد دش واطلع اقولك على احساسى انا كمان
سمية وهي تنهض: خلاص ماشى وانا هجيبلك الهدوم...
آسر: خليكى انا هجيبهم.
سمية: يارب انا لسة عاملة عمرة مش عايزاها تضيع...
آسر: هههههه طيب خلاص
اتت سمية لزوجها بملابسه، دخل آسر أخذ دوشا سريعا ثمم خرج،
آسر: سمية، سمية...
توجه آسر داخلا ليجدها تجلس على الكرسى المقابل للنافذة الزجاجية المطلة على الحرم. اقترب منها، وجدها نائمة، هزكتفها برفق،.

آسر بصوت خافت: سمية. قومى يلا. سمسمة
سمية بصوت نائم: ها. نعم...
آسر: قومى يا بابا يلا خدى دش كده وغيرى.
سمية بتثاؤب: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. حاضر.

اخذت سمية ثيابها ثم ذهبت الى الحمام اخذت دوشا سريعا. كان آسر قد طلب الطعام لهما، خرجت سمية. ترتدى تراينينج رياضى بنطاله من اللون الاسود به خطين من اللون الابيض، وله بلوزة بيضاء تعلوها سترة من نفس البنطال وربطت شعرهاا بتوكة بيضاء، كانت تشعر بالاجهاد الشديد، وجدت آسر يجلس على السرير يقرا بعضا من القرآن.
سمية: انا افتكرتك نمت؟
آسر بابتسامة: من غير ما آكل طبعا لا
سمية: تصدق، انا جعانة جدا.

آسر مازحا: انتى؟ لااا مصدقش، على كده انا جعان جدا جدا جدا.
سمية تجلس على السرير مسندة راسها: بجد والله جعانة. أكل ونوم.
طُرق الباب فتح آسر، انه الطعام، دخل آسر بيده الطعام وضعه على الطاولة،
آسر: يلا يا سمية.
سمية: هو احنا بعد لما ناكل وننام. هننزل الحرم تانى صح.
آسر وهو يرتب الاكل: على حسب صحتك يا دكتورة. يلا بس الاول
سمية: ييعنى؟

آسر وهو يجلس على الطاولة: يعنى تيجى تاكلى. وبعدين انا حاجز الجناح تفتحى الستارة تلاقى نفسك قدام الحرم. يلا بس ناكل ببجد جعان
سمية بتصميم: وبعد كده نتفق.
آسر: حاضر...
جلسا تناولا طعامهما، ثم اذنت العشاء،
آسر: يلا يا ستى هننزل نصلى ونطلع ننام
سمية: ماشى يلا.
نزلا اديا فرضهما ثم توجها الى الفندق. دخلا الغرفة. خلعت سمية عبائتها، ثم توجهت الى السرير فورا. لحقها آسر. وجلس على السرير.

آسر: سمية انتى دعيتى باييه اول ما شوفتى الكعبة؟
سمية: دى حاجة بينى وبين ربنا هو اللى عالم بيها بس
آسر: وانا مينفعش اعرفها، الدعوة دى...
سمية بابتسامة: لا، تصبح على خير.
آسر: سمية مش عايزة تعرفى دعوتى؟
سمية: خليها بينك وبين ربنا
آسر: انتى عارفاها على فكرة. تصبحى على خير...

ادار وجهه للجهة الاخرى متمنيا منم الله ان يقبل دعوته، وهي كذلك، توحدت احلامهما سويا برغم تفرقهما، استيقظا قُرب الفجر. صليا ركعتى القيام واديا فرضهما بداخل الحرم ثم جلسا يتلوان وردا من القرآن امام الكعبة، حتى اشرق الصباح وحامت حولهما حمام الحرم باعثا لهما السلام والطمأنينة، . كان آسر يشرب ماء زمزم، كانت سمية تجلس
آسر: يلا يا سمية نروح نفطر عشان تاخدى دواكى ونيجى تانى.

سمية: معلش. روح انت هات الفطار وانا هستنى شوية واتصل بيا لما تيجى وهطلعلك...
آسر: طيب بس خللى بالك من نفسك، شربتى زمزم؟
سمية بابتسامة: امبارح الحمد لله النهاردة لسة...
آسر: طيب امسكى اشربيها، ماء زمزم لما شُربت له...
سمية: حاضر...

جلست سمية تفضفض لربها وتناجيه ودموع الخشية تنسال من عينيها، كانت هذه ايامهما، طاعة لربهما، معا عبدا ربهما واقتربا من بعضهمما اكثر نسيا الدنيا بما فيها، اتى يوم مغادرة مكة المكرمة احب البلاد الى قلب رسول الله، بكت سمية ككثيرا،
آسر: ان شاء الله هنيجى تانى بتعيطى ليه؟
سمية: خايفة تكون آخر مرة...
آسر: ان شاء الله طول ما انا عايش العادة دى مش هنقطعها متخافيش يلا...

ركبا السيارة وتوجها الى المدينة المنورة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان الفجر اوشك ان يؤذن.
آسر: ها هتعملى ايه...
سمية: تعالى نجدد وضوئنا ونعمل عادتنا اليومية هنناك...
آسر: سمية. اهدى على نفسك شوية. انتى تعبانة ومرهقة
سمية بابتسامة: حاضر ز. يلا.

انتهيا من عادتهما اليومية وذهبا قليلا الى الفندق ليستريحا، استيقظا على موعد صلاة الظهر اديا فرضهما بالحرم زار آسر قبر رسول الله ظل يبكى وينتحب بكاءا داعيا الله، صللى ركعتين بالروضة. لم يكن يشعر بالرض احس انه بجوار رسول الله وصاحبيه حقا، ثم اتى موعد زيارة السيدات اتصلت به لتخبره، كان ببداية الامر رافضا خوفا عليها من الازدحام ولكنها طمأنته، دخلت سمية لتزور قبر رسول الله، وقفت امامه تبكى، تحادثه سرا. تذكرت السيرة تذكرت الوحى والسيدة خديجة تذكرت الظلم الذي تعرض له الرسول صللى الله وعليه وسلم تذكرت عام الحزن تذكرت صورة الضحى. تذكرت امهات المؤمنين، والصحابة. كل شئ، بكت شوقا لرسول الله. سالت الله ان يرزقها مجاورة الرسول في الفردوس الاعلى ومرافقته ومرافقة امهات المؤمنين، صللت ركعتين في الروضة، كانت تشعر انها بالفعل بالروضة، دعت الله كثيرا وكثيرا بادمعها وقلبها، انتهت الزيارة، ثم خرجا. انقضضت الايام سريعا، وكل يوم يقربهما من بعضهما أكثروأكثر، ويزداد حبهما وحرصهما على بعضهما، كل يوم يزداد تقربهما من الله عز وجل ويزداد نور الايمان بقلوبهما، غادرا المدينة ثم توجها الى جدة، وصلا الى الفندق، انقضى يومهما سريعا. واتى ليلهما، كانت جالسة على السرير تقرأ كتاب حادى الارواح الى بلاد الافراح بينما هو ينجز بعض اعماله من خلال اللاب توب، انتهى آسر ثم توجه اليها،.

آسر بجدية: سمية عايز اكلمك في موضوع.
سمية بانتباه: خير قلقتنى...
آسر جلس بجوارها: بس ارجو انك تفكرى كويس في اللى اقولهولك واى حاجة عندك اوعدينى تقوليهالى...
سمية تغلق كتابها: انا مش فاهمة حاجة...
آسر: اوعدينى.
سمية: وعد، ها،؟
آسر نظر لها مطولا ثم اردف قائلا: ليه عايزة تسيبينى؟
سمية بصدمة: نعم؟
آسر بتمهل: ليه عايزة تطلقى يا سمية، ليه؟
سمية بتنهيدة وصوت خافت: لان ده افضل ليك وليا
آسر: مين قال؟

سمية: الواقع اللى بييقول.
آسر: لا. ده مش الواقع دى دماغك انتى اللى بتقول كده، انا بحبك وعايز اكمل حياتى معاكى.
سمية: احنا اتفقنا ان
آسر مقاطعا اياها بعصبية خفيفة: سيبيكى من الاتفاقيات والقرف ده، ردى على كلامى انا بامانة، انتى مسامحتينيش لحد دلوقتى. مش كده.؟
سمية بصوت مختنق: انا مسمحاك من يومها...
آسر امسك وجهها: امال في ايه؟ ليه مش عايزة تكونى جمبى؟
نظرت له سمية بحزن.

آسر بألم مابتحبينيش؟ بتحبى مين طيب،؟ قولى وانا والله هطلقك وانا هجوزهولك، قولى...
لم تتمالك سمية نفسها و انفجرت باكية لم تستطع تحمل هذه الكلمة، مسكها آسر منن كتفها،
آسر: للدرجة دى يا سمية، طيب هو مين.
سميةتغطى وجهها بكفيها: ليه، ليه دايما بتشك فيا كده،؟
آسر: انا مبشكش فيكى، ابدا، بس انا مش لاقى مبرر لتصرفك، انا كده بتعذب وانا مش عارف راسى من رجلى معاكى.
سمية: شوفت من دلوقتى وبتتعذب معايا...

آسر: ايوة بتعذب لانك بعيدة عنى ومصممة تبعدى اكتر. متكونيش انانية معايا زى ماكنت انانى معاكى، حطى عينك في عيونى وجاوبينى، بتحبينى ولا لا...
سمية هاربة بعيونها: انا مبكرهش حد.
آسر: بتحبينى ولا لا؟ ردى، و والله هعملك اللى انتى عوزاه بسجاوبى بصدق. بتحبينى ولا لا؟

سمية ببكاء شديد: ايوة بحبك ارتحت، وعمرى معرفت يعنى ايه حب غير لما قابلتك. عمر قلبى محد دخله غيرك، غيرك انت، انت كل حاجة في حياتى كل حاجة، عشان كده لازم نسيب بعض...
كان آسر يستمع لها متفاجئا من اعترافها له. فقد توقع ان تطلب مجهودا اكثر ولكن يبدو ان قلبها لم يعد يحتمل، اجتذبها الى حضنه فظلت تبكى وتبكى،
سمية: انت متعرفش يعنى ايه عذاب، متعرفش...
آسر: طيب يا حبيبتى اهدى وبطلى عياط، هتتعبى.

نهضت سمية. وجلست على الكرسى البعيد وظلت تبكى، كانت تخشى ان تقع بين حبه واشواقه وحنانه ,,كانت تخشى الا تقاومه، شعر آسر باحساسها، فذهب لها ونزل الى مستواها جالسا على ركبتيه. ثم كفكف دموعها.
آسر: مدام هتتعبى انتى كمان ليه عايزانا ننفصل.
سمية: انت متعرفش حاجة...
آسر: انا عارف ان انا وانتى بنحب بعض ليه نبعد
سمية تنظر له بحب وبحزن: عشانك انت، عشان متتعذبش...
آسر باستغراب: نعم؟

سمية: انت محبتنيش، انت حسيت بالذنب اتجاهى بس، متدحكش على نفسك
آسر: انتى بتقولى ايه؟ لا طبعا، انا حبيتك من اول عرفتك فيه. كنت قاسى معاكى عشان كنت خايف منك. مكنتش متخيل ان فيه حد كده، انا بحبك يا سمية، ومش هسيبك. وهنكمل حياتنا مع بعض ان شاء الله
سمية ببكاء: لا، انت ملكش ذنب تتحملنى، افهم بأى، انت من حقك تكمل حياتك مع واحدة افضل منى.
آسر: ليه بتقولى كده،؟

نهضت سمية وتوجهت نحو النافذة ووقفت امامها وبدموعها، كان آسر خلفها،
سمية: انت لازم تعيش حياتك زى اى راجل، له زوجته وبينه اولاده. انا مش هقدر اكون زوجة كويسة ليك ولا هقدر اجيبلك اطفال، ارجوك افهمنى.
آسر: انتى ليا زوجتى وبنتى...
سمية: ترضى تكون حمل تقيل على حد؟
آسر: لا، بس انتى.
سمية مقاطعةة: بس انا عندى مرض مزمن، بكرة معرفش هيحصللى ايه، مرة فوق ومرة تحت، مقدرش اكون حمل تقيل عليك...

آسر: انتى اللى عتعونى الحمل التقيل اللى على كتافى، محش بياخد كل حاجة يا سمية دى ارزاق، وان كان مكتوبلى ميكونش عندى اطفال انا راضى، عارفة احيانا ببحس انك بنتى والله بكلم جد، انا مش عايز اطفال يا ستى. انا عايزك انتى
سمية: بكرة تحن. انت راجل، مفيش راجل مبيحلمش ان اولاده يكونوا حواليه...
آسر بضيق: انا كنت متجوز ميرنامدة كبيرة ومكنتش حامل. ممكن يكون انا مبخلفش.
سمية بسرعة: بعد الشر متقولش كده...

آسر يلفها لتصبح في مواجهته: انا بحبك، وعمرى ماهجرحك...
سمية بتنهيدة: خايفة مقدرش اسعدك...
آسر يقبل جبهتها: انتى سعادتى...
احتضنها آسر بشدة باختواء شديدين ظلا هكذا فترة، ثم قال لها.
آسر بخبث: يلا ننام، اتاخرنا جدا.؟
سمية ببراءة: فعلا. الوقت اتاخر...
توجه آسر الى الفراش ممسكا بيد سمية، ثم جلسا على السرير وبدأ يلامس شعرها بانامله وينظر لها نظرات جريئة متشوقة،
سمية بتثاؤب: مش تنام.؟
آسر يقرب اليها: حالا...

قرب اكثر اليها وحاول ان يقبلها ولكنها انتفضت وابتعدت. بدت خائفة، قلقة مرتبكة متوترة...
آسر بقلق: مالك يا حبيبتى؟
سمية: اه، ااه. انا، يعنى.
آسر بخيبة امل: انتى بطنك وجعك؟
سمية بضحكة مكتومة: لا. بس. يعنى.
آسر تلمع عيناه: خايفة ولا مكسوفة.
سمية بخجل شديد: بصراحة الاتنين، يعنى. ممكن تصبر عليا لما نروح مصر. معلش انا آسفة.
آسر: طيب لو اناقولت لا.
سمية تبلع ريقها بخوف: انت، انت زوجى وليك حقك.

نظر آسر لوجهها وجد حمرةة الخجل تكسوه وعيناها مرتبكتان ويداها ترتعشان توترا، ابتسم لها.
آسر قبل جبهتها: خلاص، هما يومين طيارتنا بعد بكرة ان شاء الله، بس في اليومين دول هندردش في المقدمة شوية ماشى...
ابتسمت سمية بخجل شديد. ونامت بين احضان زوجها الدافئة، وأتى صباح جديد،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة