قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الثالث والثلاثون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الثالث والثلاثون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الثالث والثلاثون

ترك الطبيب خليل حائرا. لا يدرى كيف يخبرهم بهذا الخبر، كانت تعلو ملامحه الصدمة والحزن، توجهت نحوه سمية بانظارها. ادركت ان هناك شيئا، لم يجعلها تظن كثيرا توجه اليهم. بخطوات متباطئة، خفق قلب ميرفت،
خليل: انتى ست مؤمنة بالله وراضية يا مدام ميرفت و...
ميرفت مقاطعة اياه، : محمود مات؟
خليل اخفض راسه لاسف: البقاء لله يا ميرفت، شدى حيلك...
ميرفت بصراخ، : لااااااااااااااااااااااااااااااااا.

احست ان الزمن توقف فجأة لم تدرِ باحد. لا ترى احد، ماهذا، هل اظلمت الدنيا بهذا الشكل، , لم تستوعب سمية هذا الخبر. لكن فجأة،
سمية ببكاء شديد. : طنط ميرفت، قومى. طنط ميرفت. طنط ميرفت
خليل بارتباك: ابعدى ثوانى كده، ابعتيلى حد من الدكاترة على الاوضة بسرعة...

حمل خليل ميرفت وهرع بها الى الغرفة بينما كانت سمية تستدعى احد الاطباء كانت في حالة حزن شديد على مصاب عائلتها. فها هو والدها يرقد عاجزا وهذا عمها قد وافته المنية. برغم بعده عن سمية وعائلتها، الا انها كانت تقدره وتحترمه، لاجل ابيها. نعم ابوها كيف سيتلقى هذا الخبر، كانت افكارها تساورها. وجدت طبيبا واحضرته،
خليل: ها ايه اخبارها. نبضها كان ضعيف جدا...
الطبيب: انهيار عصبى باين عليها اتعرضت لصدمة.

خليل: للاسف زوجها توفى دلوقتى
الطبيب: البقاء لله يا فندم. لازم تحاولوا تهدوها، ربنا يشفيها
خرج الطبيب. وجلست سمية بجوار ميرفت تبكى،
خليل: البقاء لله يا سمية.
سمية: البقاء الدوام لله يا عمو، ربنا يأجرنا في مصيبتنا ويخلفنا خيرا منها
خليل: آمين يا بنتى آمين، انا هنزل اشوف الاجراءات. ماشى؟
سمية باكية: ماشى يا عمو، معلش تعبينك معانا...
خليل: عيب عليكى يا سمية. المهم دلوقتى خليكى جنب ميرفت لو صحيت.

سمية: حاضر، عمو،؟
خليل: نعم؟
سمية: هنقول لمى ولا لا؟
خليل بتنهيدة: لما اطلع. يا سمية. لما اطلع.
نزل خليل. وانهى الاجراءات، بسرعة ذلك بحكم علاقته بالاطباء فمنهم زملاء ومنهم تلاميذ. اتصل بزوجته واخبرها، اسفت لهذا الخبر كثيرا، ,كانت بجوارها تتاملها حزينة عليها، تخيلت امها بنفس الوضع فزعت كثيرا. اشفقت عليها، بدأت تفيق. تهذى باسمه.
ميرفت: محمود، محمود...
سمية تمسح دموعها: ايوة يا طنط، انا معاكى...

ميرفت ببكاء حار: محمود. متسيبنيش، محموووود. ليه، ليه...
سمية: اهدى يا طنط. اهددى، عمو البقاء لله، اهدى. وحدى الله، اصبرى...
ميرفت: سمية ودينى لمحمود، عايزة اشوفه.
دخل عليهم خليل،
خليل: ايه اخبارك دلوقتى يا مدام ميرفت،؟
ميرفت ببكاء: عايزة اشوف محمود...
خليل: طيب. حاضر بس اهدى شوية، هنشوف ينفع ولا لا؟
ميرفت: محدش يقوللى اهدى. عايزة اشوفه. محدش حاسس بالل فيا محدش.

سمية: حاضر يا طنط زى ماتحبى. بس متتعبيش نفسك، عياط حضرتك ده ميفيدش بحاجة. حضرتك لازم تدعيله دلوقتى هو في حاجة لكده، كلنا زعلانين عليه. لكن ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وان لفراقه لمحزونون ولا نقول الا ما يرضى ربنا. انا لله وانا اليه راجعون، وبعدين لازم تكونى اقوى على الاقل عشان خاطر مى وآسر.
ميرفت: هما عرفوا...
خليل: لا لسة؟

ميرفت ببكاء: انا خايفة عل مى لو عرفت. ممكن يحصلها حاجة. مقدرش اقولهم، مقدرش...
خليل: لازم يعرفوا خصوصا آسر لازم يرجع على الاقل يحضر العزا، سمية، تعرفى تقوليلهم، يعنى تقدرى،؟
سمية بصدمة: . انا؟ لا...
خليل: طيب. يلا نروح الاول وبعدين كده كده العزا هيكون بكرا ان شاء الله.
ميرفت: يعنى مش هشوفه الاول؟
خليل: معتقدش ينفع يا ميرفت...

ميرفت: ربنا يرحمك يا محمود ربنا يرحمك يا حبيبى ويدخلك الجنة ويجمعنى بيك عن قريب...
خرجت ميرفت برفقة خليل تسندها سمية، وقامو بنقل محمود بسيارة مخصصة الى المنزل، قلقت كثيرا على والدها قررت ان تنهى عملها سريعا ثم تمر على المنزل تتفقده، مر عليها زوجها واصطحبها وصلا الاثنين ما ان وصلا حتى وجدوا. هناك سواد شديد. وقرآن وجو كئيب، قلقت.
مى: في ايه. الجنينة مضلمة كده ليه...

يوسف: متلقيش يا حبيبتى، يمكن هما مش هنا. تعالى. ندخل الاول...
دخلا، وجدا خليل يجلس بالصالون وبصحبته سمية تلبس الاسود، وهناك صوت قرآن. والخدم يكسوهم السواد والحزن يخيم على الاجواء، يتوجهون اليها بنظرة يملؤها الاشفاق والالم، لماذا،؟ ارتجف جسدهااحس بها وجها. احتضن اناملها ليطمئنها فقد احس هو الاخر بغصة في صدرها.

مى بتعجب وقلق: في ايه؟ ماما وبابا فين؟ وبعدين انتى لابسة ليه كده يا سمية؟ عمو خليل؟ في ايه حد يرد عليا...
يوسف: اهدى يا مى، خير يا دكتور خليل
اومأ خليل لسمية لتقف بجوار مى. اتجهت سمية نحوها. حياها يوسف برأسه وهو لاا يفهم شيئا، اتجه نحو خليل،
سمية: تعالى نطلع بس، انا هفهمك تعالى...
مشت مى مع سمية لا تدرى شيئا. فقط قلبها يزداد خفقا، وصلت الفتاتان الى غرفة اخرى جلست سمية واحتضنت مى اخذت تملس على رأسها،.

مى بقلق ودموع: قوليلى بأى، مين اللى مات. بابا ولا ماما ولا هما الاتنين،؟ في ايه؟ حرام عليكى...
سمية تبكى: اهدى يا مى. اهدى يا حبيبى. عشان الحمل. علشان خاطرى...
مى: حرام عليكم وليلولى في ايه...
سمية: انتى مؤمنة بالله وعارفة ان ربنا بيبتلى الانسان عشان يختبرايمانه.
مى: مين اللى مات يا سمية؟
سمية وقد احتضنتها مرة اخرى: عمو محمود البقاء لله يا مى...

مى تصرخ، : باباااااااااااااا، لا باباااااااااااااااااااااا
سمية: بالله عليكى اهدى، عشان خاطر ربنا. اصبري يا حبيبتى. اصبرى عشان ربنا يجعله في ميزان حسناتك
مى باكية بانهيار: اصبر ازاى؟ بابا مات بابا خلاص عمرى مهشوفه تانى، بابا، هو كل حاجة ليا هو دنيتى. خلاص كل حاجة راحت منى، ليه بيحصللى كده يا سمية، هو ربنا زعلان منى اوى كده عشان يعذبنى كده...

سمية: استغفرى ربك. ليه بتقولى كده. يعنى ربنا سبحانه وتعالى كان زعلان من السيدة فاطمة لما مات الرسول صلى الله عليه وسلم.
مى: بس انا مش السيدة فاطمة يا سمية...

سممية: بس هي قوة ليكى، مش ربنا بيقول لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة هة اسوتنا وقدوتنا. >ه ابتلاء من عند ربنا يا مى، لازم تصبرى. والصبر بيكون عند الصدمة الاولى. استغفرى ربك. وبطلى عياط كده. ابنك اللى كلها كام هر وييجى متحرميهوش من الدنيا دى ومتحرميش يوسف حبيبك منه...
مى باكية: بس بابا هيوحشنى اوى، اوى يا سمية...

سمية اخذتها مرة اخرى في حضنها وبكت هي الاخرى: كلنا والله يا حبيبتى مش انتى بس، انا عارفة انك كنتى قريبة من عمو الله يرحمه، ده يخليكى تدعيله بالرحمة والجنة كمان. محدش بيحبه ادك. عشان كده دعائك ليه هيكون من قلبك بجد. احسن حاجة تعمليها ليه دلوقتى الدعاء...
مى: عايزة اشووفه ياا سمية ينفع؟
سمية باسف: مينفعش يا حبيبتى هما غسلوه وخلاص، مش هينفع
مى: يعنى كمان جبته حد يغسله من غير ما اشوفه.

سمية: لا يا حبيبتى. عمو محمود غسلوه في المستشفى
مى: ليه راح المستشفى؟ كان تعبان؟
سمية: لا يا حبيبتى. كان راجع من شغل وعمل ادثة بس جامدة، الحمد له على كل شئ يا مى. اجمدى كده عشان طنط ميرفت
مى: صحيح، ماما عاملة ايه؟
سمية: تعبانة يا مى. الموضوع مش سهل عليها، دلوقتى هي ملهاش غيرك انتى واخوكى، لازم تقفوا جمبها.
مى: قولتوا لآسر؟
سمية: معرفش عمو خليل قاله ولا لا؟ المهم يلا نطلع، انتى بقيتى احسن؟

مى: ربنا يخليكى يا سمية، معرفش من غيرك كنت هعمل ايه
سممية: احنا اخوات متقوليش كده، يلا نطلع، زمان يوسف قلقان عليكى...
كان جلس بقربه قلقا فلقد اخبره خليل بالامر. حتى سمع صراخ زوجته، هب واقف، توجه نحو الغرفة. وقف على بابها دمعت عيناه على حالها فقد كان يعلم سر علاقتها بابيها، وجد من يربت على كتفه، نظر له،
يوسف بنظرة حزن: خايف عليها...
خليل: متقلقش سمية معاها...

ما ان خرجت الفتاتان حتى وجدت مى زوجها بوجهها، نظرت له. نظر لها يخفف عنها. يقول لها انا بجانبك، تحركت سمية مع خليل متوجهين للخارج، ارتمت مى بين احضان زوجها، اخذت تبكى بحرقة والم. وهو يملس على رأسهامحاولة منه للتخفيف عنها، ظلت بين احضانه،
مى: انا عايزة اطلع لماما
يوسف: طيب. تعالى نطلعلها...
مى: يلا...
صعدت مى لوالدتها، بينما نزل يوسف لاسفل، ليجد خليل وسمية. جالسين.
يوسف: تعبناك معانا يا دكتورخليل.

خليل: لا تعب ولا حاجة. محمود الله يرحمه كان اخويا، المهم مى ومامتها عاملين ايه؟
يوسف: والله ربنا يكون في عونهم، الا صحيح. هو انتوا قولتوا لآسر ولا لسة
خليل: لا والله لسة، اتصل بيه قوله. لازم يكون هنا بكرة، لان الجنازة ان شاء الله بكرة مينفعش نتاخر
يوسف: حاضر. : طيب انا هتصل بيه وكمان بالمرة هاتصل بالجرايد ينزلوا نعى.
خليل: ماشى يا بنى ربنا يعينك...

يوسف: سمية لو عايزة ترتاحى. اطلعى فوق. انتى تعبتى من الصبح، اطلعى ارتاحى وانا وعمو خليل هنا
سمية: طيب انا هطلع لمى عشان اطمن عليها، عمو خليل بع اذن حضرتك بس ثوانى؟
خرج خليل بصحبة سمية للخارج،
خليل: خير يا سمية؟
سمية: هنقول لبابا ولا هنعمل ايه؟
خليل: لا بلاش نقوله. أحمد جاى على اخر الاسبوع ان شاء الله. زمفيش داعى يا نتى مش ناقصين...
سمية: ده كان رأيى برده. خلاص ماشى. عن اذن حضرتك
خليل: معاكى دواكى. خديه.

سمية: حاضر يا عمو عن اذنك.
خليل: ربنا يصبركم
صعدت سمية الى اعلى اتجهت لغرفة ميرفت لتجدها نائمة بعد ان اخذت دوائها. بينما تجلس مى تبكى بجانبها، ,دخلت بهدوء الغرفة جلست بجانب مى تربت على كتفها. امسكت اناملها احتضنتهما،
سمية: مش قولنا كفيانا عياط. تعالى نقعد في اوضتك نقرا قرآن يا مى
مى: افرض ماما صحيت. هتحس نفسها لوحدها...
سمية: متلقيش هي اخدت الدوا، مش هتصحى دلوقتى خالص. تعالى بأى
مى: حاضر.

قبلت يدى وادلتها. ثم توجهت لغرفتها. دخلت اولا، ثم تبعتها سمية، توجهت نحو تلك الصورة التي توجد بجانب سريها. صورتها هي ووالدها، ما ان امسكتها تى اجهشت في البكاء مرة اخرى، احتضنتها سمية وشرعت بتلاوة بعض الاذكار والقرآن علها تهدئها قليلا،
مى: سمية، انا تعبانة اوى وعايزة انام، عايزة اشوف بابا في الحلم، وحشنى اوى
سمية: ماشى يا حبيبتى نامى...
مى: متسيبينيش يا سمية، عايزة انام في حضنك...

سمية احتضنتها سمية وملست على شعرها: ماشى يا حبيبتى. مش هسيبك، انا جمبك ااهه
نامت مى علها تقابل والدها بين طيات احلامها. كان يجلس بجامعته. مشوش الذهن. فجأه جاءه من يتصل به استغرب كثيرا فان الوقت متاخر بمصر،
آسر: السلام عليكم...
يوسف: وعليكم السلام ازيك يا آسر؟
آسر: ازيك يا يوسف، صوتك ماله؟
يوسف بارتباك: بصراحة كده، يعنى...
آسر بعصبية: في ايه يا شيخ قلقتنى حرام عليك، حد حصلله حاجة؟

يوسف: بصراحة كده. انت لازم تحجز اول طيارة وتنزل
آسر بترقب: ليه بأى!؟
يوسف: عمو محمود، تعبان شوية. ولازم تنزل لان حالته خطيرة جدا...
آسر بعصبية وصوت عال: انت بتقول ايه، ازاى محدش يقوللى لما تعب، هو اخباره ايه دلوقتى
يوسف: معرفش يا آسر معرفش، بس طالب يشوفك. ارجوك ياآسر تحجز على اول طيارة وتيجى
آسر: طيب طيب خلاص. ابوس ايدك يا يوسف خليك جمبهم يمكن يحتاجو حاجة وكلمنى لو صل حاجة. استرها يارب. يارب.

يوسف: متقلقش. بالراحة على نفسك. تيجى بالسلامة.
آسر: الله يسلمك...
خرج آسر من جامعته بعد ان حادش رئيس الجامعة وسمح له بالتغيب نظرا لظروفه حيث انه لم يجد جورج، توجه نحو منزله لم يجد زوجته. جهز اغراضه. اتصل بشركة الطيران وحجز اول طائرة. موعدها بعد ساعتين من الان، اتصل بزوجته كى يخبرها. لكن هاتفها كان مغلقا. كتب لها رسالة:
مضطر انزل مصر حالا، والدى في حالة صحية حرجة جدا.

هذا فقط، توجه الى المطار، وهواجس كثيره تقتحم تفكيره، لحق طائرته. وصل الى ارض مصر بسلام، كان في المطار ينتظر انتهاء الاجراءات حيث انه هناك مشكلة ما، لمح اسم الفيومى في نعى كبير بجريدة كان يقرأها شخص امامه، قبض قلبه، اخذ منه الجريدة. ليتفاجأ بانه نعى لوالده، محمود الفيومى،!، جائه موظف يخبره بان تم الانتهاء من الاجراءات. اخذ اوراقه. ذهب هائما على وجهه، لا يدرى باى ارض يكون، باى عالم يككون، بأى زمن يكون، لايدرى، تحجرت العبرات داخل عينية مختنقه لا تقوى على النزول، لا تقوى على الوصول لتلك الوجه الشاحب، استأجر سيارة ثم توجه لمنزله، دخله مسرعا ليرى حركة قلقة بالمنزل، استقبله الخدم بدموع وملابس سوداء، ترك اغراضه بالصالة وهرع الى حجرة ابيه. ليجد ميرفت تجلس بجوار ابيه المُكفن. تقرأ بعض القرآن ودموعها تسيل انهارا، فزع لرؤية لك المشهد، توجه نحوهاا، ناداها بصوت مرتجف. متألم.

آسر: ماما...
ميرفت التفتت له غير مصدقة، : آآسر.
آسر احتضنها بشدة، . : ...
ميرفت: ابوك مات يا آسر، محمود مات...
آسر بتأثر وحزن: البقاء لله يا ماما، ربنا يرحمه، بس حصل ازاى وامتى؟
ميرفت ببكاء: كان في شغل وهو جاى عمل حادثة، وحصل اللى حصل...
آسر: لله ماأخذ ولله ما أعطى
اقترب آسر من والده قبل كفنه، كم تمنى ان يدفع حياته ثمنا للحظة اخرى يعيشها بقربه مرة أخرى،
آسر: طيب مى فين ويوسف.؟
ميرفت: كانوا...

يوسف مقاطعا: البقاء لله يا آسر شد حيلك...
آسر احتضن صديقه: البقاء والدوام لله يا يوسف. كده تكذب عليا...
يوسف: دكتور خليل هو اللى قاللى منقولكش عشان متقلقش.
آسر مستغربا: دكتور خليل؟
يوسف: ايوة ما هو وسمية كانوا مع طنط وعمو في المستشفى وهما هنا...
آسر: ومى ايه اخبارها؟
يوسف بحزن: قلقان عليها اوى، ربنا يكون في عونها ويصبركم.

آسر بألم شديد: يارب. المهم دلوقتى. الجنازة انا عرفت انها هتكون في جامع عمر مكرم، بس احنا هندفن بابا فين؟ هنا ولا في البلد،؟
ميرفت باكية: انا عايزاه يدفن هنا، عيزاه يكون جمبى
آسر: مينفعش يا ماما، المدافن بتاعة العيلة هناك، وكمان بابا الله يرحمه كان موصىمن زمان
ميرفت ببكاء شديد: يعنى البلد هتاخده منى حتى وهو ميت...

آسر: ارجوكى يا ماما اهدى بلاش الكلام ده، بس ده المفروض اللى يحصل، تعالى يا يوسف اطمن على مى واشوف هنعمل ايه...
يوسف: يلا...
كانت مى في هذه الاثناء نائمة تحلم بوالدها. وبجوارها سمية جلسة تتلو بعض آيات من القرآن، توجه آسر لغرفة اخته. طرق الباب ثم هم بالدخول لكن استوقفه يوسف،
يوسف: استنى سمية جوه. معاها...
آسر بضيق: طيب...
يوسف يطرق الباب: مى. انا يوسف ومعايا آسر ممكن ادخل،؟

سمية فزعت عند سماعهااسمه. نهضت بسرعة عدلت حجابها ثم توجهت لتفتح الباب. , ما ان فتحت الباب حتى وجدتهما. رأت وجه متألم حزين. شاحب، تائه، وجه يتيم، حتى لو لم يبك، ولكن وجه يدمى الما، دخل الاثنان متوجهين لسرير مى يجلسان بقربها، بينما هي تنحت جانبا وجلست على كرسى بعيد نوعا.
سمية: . حمد لله على السلامة
آسر: الله يسلمك...
سمية: البقاء لله. ربنا يرحمه ويغفر له...
آسر بتنهيدة متألمة: يارب يارب...

يوسف موجها كلامه لسمية: هي مى مصحيتش.؟
سمية: للاسف لا. هي كل شوية تقول بابا، وتنام تانى.
يوسف: انا خايف عليها ياسمية ليحصلها حاجة او يحصل للحمل حاجة...
سمية: لا. حضرتك متقلقش. ان شاء الله هتكون كويسة
آسر وهو يملس على شعر اخته: دكتور خليل فين. مشفتوش لما جيت
يوسف: في اوضة المكتب، بيكلم المحامى عشان الشغل ميتعطلش. وعشان ترتيبات الجنازة
آسر: احنا تعبناه معانا اوى، انا هنزل، عن اذنكم.

طبع قبلة خفيفة على رأس اخته ثم هبط لاسف متوجها لغرفة المكتب، طرق عدة طرقات ثم دخل ليجد خليليحادث زوجته هاتفيا،
خليل: طيب يا ميرة تعالى انتى. نغم لا. سيبيها مع هدى البنت عندها امتحانات، خلاص ماشى، مع السلامة...
ثم توجه لآسر يحتضنه،
خليل: حمد لله على سلامتك، البقاء لله. شد حيلك
آسر: الشدة على الله، معلش تعبناك معانا يا عمو.

خليل: هو كلكم متفقين عليا يا اولاد الفيومى. عيب يا آسر محمود الله يرحمه كان اخويا
آسر زم شفتيه بحزن: الله يرحمه. المهم الجنازة هتكون بعد الظهر. صح؟
خليل: ايوة ان شاء الله الساعة 1 انتو قررتوا تدفنوه فين؟
آسر: في البلد ان شاء الله. بس ياترى المدافن هناك جاهزة؟
خليل: ايوة جاهزة حالتها كويسة جدا، انا هتصل بالراجل هناك يجهزها متقلقش، آسر. احنامقولناش لأحمد هو كده كده جاى على آخر الاسبوع.

آسر: كويس. حتى لو عرف مش هيلحق ييجى، يلا خير...
خليل: على فكرة انا اتصلت بالمحامى عشان يشوف امور الشغل ويحال يمشيها اليومين دول. فمتقلقش...
آسر: متشكر جدا يا عمو.
كانت سمية جالسة بجوار مى في غرفتها. رن هاتفها. انه مالك اخيها. , خرجت الى الشرفة حتى تجيب اخاها،
سمية: السلام عليكم
مالك: وعليكم السلام ازيك يا سمية.
سمية: الحمد لله تمام كويسة. ايه اخبارك انت ورهف؟

مالك: كويسين الحمد لله، سمية هو الخبر اللى في الجرايد ده صحيح؟
سمية ك خبر ايه يا مالك؟
مالك بقلق: عمو محمود توفى.؟
سمية ببكاء: البقاء لله. انا لله وانا اليه لراجعون
مالك: لا حول ولا قوة الا بالله. ربنا يرحمه. ياااه بابا هيزعل اوى لما يعرف، ربنا يرحمه يارب
سمية بانتباه: اوعى تقولهم لما يتصلوا، يعنى متقلقهمش. حتى لو عرفوا مش هييفيد. ومش هييجوا قبل الدفن
مالك: بس كده بابا هيزعل، وكما ابى آسر.

سمية: لا متقلقش. هو كمان من رأيه انهم ميعرفوش...
مالك: طيب هيدفنوه هنا ولا عندكم في القاهرة.
سمية: معرفش يا مالك، المهم خللى سامية تجهز الاستراحة واوض الضيوف تحسبا لاى حاجة. وانت ورهف خللوا بالكم من مذاكرتكم انتوا في امتحانات ,, انت عندك الامتحان الجاى امتى،؟
مالك: هي رهف خلصت، بس انا عندى الفيزياء، يوم السبت الجاى ان شاء الله ويوم الاثنين كيمياء. متقلقيش.

سمية: طيب الله يخليك عشان خاطرى ركز، عايزين نفرح باباباى حاجة كفاية اللى حاصل ده
مالك: طيب حاضر. انتى معاكى رقم أبى آسر؟
سمية: لا، ليه؟
مالك: ازاى يعنى.؟ المهم انا عايز اتصل بيه عشان اعزيه.؟
سمية: مالك اتصل برقم البيت هو تحت، معلش مضطرة اقفل معاك
مالك: خلاص ماشى. مع السلامة. في رعاية الله
سمية: في رعاية الله
اغلقت سمية هاتفها مع مالك ثم توجهت الى مى التي اشكت على الاستيقاظ.
مى: بابا، بابا...

سمية تملس على شعرها: مى، قومى يا حبيبتى، انا سمية، قومى.
مى ببكاء: سمية.؟ بابا...
سمية: وحدى الله كده يا حبيبتى واهدى، ربنا يرحمه
مى تفتح عينيها وتتخذ وضعية الجلوس: آسر جه،؟
سمية بابتسامة حزينة: ايوة. يا حبيبتى. وفضل قاعد جمبك. ونزل
مى وتحاول ان تنهض بسرعة: بجد؟ هو فين انا عايزة اشوفه...
سمية: اهدى كده عشان الجنين، هو تقريبا تحت.
مى: طيب يلا ننزل. انا محتاجة لحضنه اوى يا سمية...

سمية تملسس على شعرها بحنان. : طيب يا حبيبتى، البسى طرحتك. عمو خليل تحت، وتعالى ننزله...
ارتدت حجابها. ونزلت بجوار سممية، , كان هناك ييجلس في الصالون بجوار يوسف وخليل. في حالة شديدة من الحزن والاسى، ما ان سمع ندائها. هب واقفا اليها، توجه نحوها. امسك وجهها الباكى بكلتا يديه، دفنت رأسها بصدرة تبكى بشدة، , كادت ان تبكى ولكنها تماسكت ثم توجهت نحو خليل. جلست بجواره،.

آسر بحنان: خلاص بأى يا مى، خلاص يا حبيبتى، ده قضاء ربنا...
مى: هيوحشنى بابا، يا آسر. هو اللى كان بيفهمنى، هو بس
آسر: هيوحشنا كلنا. بس مينفعش اللى انتى بتعمليه ده، على الاقل عشان النونو الصغنن. ولا هو مش غالى عليكى؟ يمكن ربنا سبحانه وتعالى خد محمود الكبير وبعت محمود الصغير...
مى: يارب يكون محمود الصغير يارب، ربنا يعوضنى بيه.

يوسف متوجها اليها: وبعدين تعالى هنا، يعنى انا مبفهمكيش، اخص عليكى امال الاربع سنين اللى فضلت ادرسك فيه دول ايه،؟ تمهيدى مثلا، فطرتى ولا لسة؟
مى: لا، مليش نفس.
يوسف: معانا اتنين دكاترة هيعلقولك حبل المشنقةة دلوقتى، وبعدين يا سمية انا مش قولتلك خللى بالك منها. كده تنزليها من غير متفطر. دكتورة ايه بس
سمية: طيب اعمل ايه هي نزلت اول معرفت انكم تحت.
مى: كنت عايزة أشوف آسر. واحضنه زى مكنت بحضن بابا.

آسر: طيب انتى شوفتينى، ممكن بأى تروحى تفطرى عشان كده مينفعش، وبعدين لسة قدامنا يوم طويل، لسة ورانا سفر للبلد عشان الدفن ان شاء الله هيكون هناك...
مى: ماشى. تعالى يا سمية.
سمية: حاضر...
مى: سمية، انتى قولتى لملك.؟
سمية: لا بس قولت لعمرو. لسة هتصل بيه عشان هيجيلنا هناك
مى: طيب...

توجهت سمية بجوار مى الى المطبخ تناولت القليل القليل من الطعام بجاانب كوب من اللبن، , انقضت صلاة الجنازة ثم توجهوا الى بلدتهم للدفن، بمجرد وصولهم للبلدة توجه الرجال الى المدافن والسيدات الى منزل أحمد، , انقضت مراسم الدفن، ثم توجهوا الى المنزل بعد اذاء صلاة العشاء بالمسجد، كانت هذه المرة الاولى لآسر التي يزور فيها هذه البلدة منذ حوالى خمسة عشرة عاما، وصولوا جميعهم الى المنزل حيث هناك سرادق للعزاء، بعد انقضاء هذه المراسم كانت الساعة قربت من منتصف الليل. كان الرجال يجلسون بالحديقة، والنساء داخلا،.

عمرو: شد حيلك يا آسر...
آسر: الشدة على الله، بس انتوا ليكو معارف كتيرة اوى يا مالك هنا
مالك: قصدك لينا، يعنى احنا وانتم. باين عليك متعرفش حاجة عن البلد، المهم الجو برد جدا، يلا ندخل جوه ولاايه رأيكم؟
خليل: طيب ادخل اديهم خبر اننا داخلين...
مالك: حاضر...
آسر: طيب هو مفيش هنا اوتيل او حاجة نبات فيها...
خليل: اوتيل ايه وبيتكم موجود...
آسر: ده بيت عمو أحمد. معتقدش هياخدنا كلنا، وبعدين عشان يكونوا براحتهم.

خليل: انتوا ليكوا بيت هنا. بس مقفول من زمان هو زى استراحة بس معرفش حالته دلوقتى ايه، لكن بالنسبة لبيت أحمد، يسيع من الحبايب الف على رأى أحمد. هو واسع هياخدنا كلنا وكمان فيه هنا استراحة يعمى زى ملحق، فاللى مش واخد راحته هنا. يروح هناك...
عمرو: راحة ايه يا عمو. احنا عيلة واحدة مينفعش كل واحد يبات في بيت شكل في ظروف زى دى، بعد اذن حضرتك كلنا هنقعد مع بعض هنا...
مالك: اتفضلوا جوه...

دخلوا المنزل بالداخل، تعجب آسر من المنزل وتصميمه الكلاسيكى الشديد ووسعه ايضا. وجد عدة صور في الصالة لاجداده ولابيه وعمه، دخلوا جميعهم الى غرفة الضيوف الكبيرة، جلس مالك بجوار عمرو. بجوارهم آسر،
عمرو بصوت منخفض: مالك، روح كده شوف سمية برة ولا لا، انا عايزها ضرورى.
مالك: يعنى اخليها تيجى هنا،؟ روح لها انت يا عمرو.
عمرو: يابنى افهم ناديهالى بس ولما تيجى انا هطلع اخلص بأى...
مالك: طيب. بس مش مطمن...

استئذن مالك. لينادى سمية. تتجه سمية الى الغرفة وتنتظر عمرو خارجا، ولكن تأمر اخاها بالصعود لاستكمال مذاكرته، نادى لها عمرو ثم اذعن لامرها، كان يتابع بصمت وهدوء فعقله ليس بحالة جيدة للتفكير في مثل هذه الامور، بمجرد خروج عممرو واستئذان مالك. انتظر دقائق. ثم خرج،
سمية: خير؟
عمرو: تعالى في اوضة مكتب عمو أحمد عشان انا حاسس ان في مصيبة وانتى عارفة.
سمية: مصيبة ايه؟ انا مش فاهمة؟

عمرو: يابنتى اخلصى تعالى جوه عشان محدش ياخد باله
سمية بنفاذ صبر: طيب تعالى...
توجها سويا نحو غرفة المكتب ثم اوصدت الباب خلفهما، كان يراقبهما بعين متسائلة من اين لها الخجل الشديد والتزمت ومن اين لها الدخول برفقة رجل غريب واغلاق الباب عليهما، فعلا مجتمع متناقض، توجه مرة اخرى الى الغرفة. جلس بجوار خليل ويوسف يحكيان عن ذكريات محمود معهم،
سمية: خير بأى.؟

عمرو: اعرف في ايه؟ اتصلتى بيا، يا عمرو هات ملك وتعالى عشان عمو توفى. اوعى تقول لبابا اوعى تتصل بيه او تخللى ملك تقوله...
سمية: يعنى ده اللى عامل فيها تان تان عليه؟
عمرو: سمية. في ايه؟
سمية: كل حاجة هتبان في وقتها بلاش دلوقتى
عمرو: قلقتينى يا شيخة، بصى مفيش حركة غير لما تقولى في ايه ولا قولك ادى التليفون هتصل بعمو أحمد؟
سمية بسرعة: خلاص خلاص، هقولك. بس وعد.
عمرو: مقاطعا: الكلام مش هيطلع لبرة حتى لملك.

سمية: بص يا سيدى
عمرو متفاجئا: ده كله ومتقوليش، ليه انتوا اعتبرتونى غريب بينكم كده...
سمية: انا عرفت بالصدفة وانت عارف بابا مبيحبش يقول حاجة لحد. حتى لو عياله.
عمرو: لا حول ولا قوة الا بالله، يعنى انتى شايلة الحمل ده كله لوحدك، ومتقوليش لاخوكى
سمية بابتسامة باهتة: عشان بابا يا عمرو. عشان بابا...

عمرو: متقلقيش يا سمسة هيكون كويس صدقينى وهيتجاوز الازمة دى ان شاء الله. متقلقيش، انا عرفت وافقتى على الباشمهندس ليه دلوقتى
سمية: كويس انك عرفت
عمرو: يعنى دلوقتى خلاص. الموضوع ينتهى وكل واحد يروح لحاله...
سمية بارتباك شديد: ايوة. ان شاء الله...
عمرو: خير. ارتبكتى ليه كده؟
سمية: لا ارتباك ولا حاجة، المهم يلا اطلعلهم، انت عارف الاوضة اللى انت كنت بتنام فيها.؟

عمرو: دى اوضة تتنسى. ايوةة بس ناوية تلزقيها في مينن
سمية: هو احتمال يوسف ومى واحتمال آسر. انت ايه رايك؟
عمرو: بما انها اوضتى. اعتقد ان يوسف ومى احسن الورثة هههههه
سمية: مش وقته هزارك...
عمرو: طيب طيب. بصى الاوضة دى كبيرة احسن خليها ليوسف ومى بجد. والاوضة الصغيرة اللى مقفولة دى خليها لآسر. ياريت بس تكونوا وضبطوها. وانا طبعا هنام في اوضة ملك حبيبتى حلالى، يا سلاااااااااام. مراتى باى، اخد راحتى...

سمية: والله انت بجد. يعنى، مش وقتك، اطلع برة للرجالة يا عمرو...
عمرو: هههههه طيب طيب...

خرج عمرو للرجال ليرمقه آسر بنظرة غضب ام استحقار ام حقد. الا يدرى ماهيتها عمرو، استأذن الجميع للنوم. زلكن آسر فل ان يجلس بالحديقة يختلى باحزانه، , كانت تجلس بغرفتها ورهف بجانبها فهى خائفة لم تشاهد مراسم عزاء ودفن وموت هكذا من قبل، غرقت في بحر حنان اختها. ظلت تقرأ عليها القرآن حتى نامت، جافى النوم عينى سمية، فتحت الشرفة لتستنشق بعضا من هواء السحر وتخلو بنفسها، جلست قليلا بالشرفة ولكن. فاجىها صوت، ما هذا النحيب، خرجت لتتفقد مصدر هذا الصوت لحقتها اختها،.

سمية: ايه اللى قومك من نومك بس...
رهف بخوف: خايفة انام لوحدى. انتى رايحة فين؟
سمية: نازلة اشوف حاجة في الجنينة خليكى هنا...
رهف بخوف: لالالالا، اجى معاكى. والله خايفة بجد.
سمية بنفاذ صبر: طيب طيب. بس اوعى تعملى دوشة
نزلت سمية الدرج ثم توجهت الى الحديقة بعهدوء شديد وحذر، معها اختها،
رهف بهمس: احنا رايحين فين. ده احنا ولا كونان والمحقق توغومورى،؟
سمية نظرت لها بغضب وبصوت هامس: هششش.

تقدمت سمية بضعة خطوات من مصدر هذا الصوت لتجده، آسر. كان يبكى على ابيه كان يتمتم ببعض الكلمات التي تعبرعن حزنه الشديد وندمه ايضا، , اشفقت سمية عليه، ولكنها تفاجئت أكثر، فمن خلال معلوماتها القليلة عنه. انه لا يبكى،
رهف: ده ابيه آسر اللى بيعيط. يا عينى صعبان عليا...
سمية بعد تفكير ,,قالت بهمس: رهف اطل منك طلب وتنفذيه عشان خاطرى،؟
رهف: اعمل ايه.؟
سمية: تعالى معايا...

دخلت سمية الى المطبخ واعدت لآسر كوبا من الاعشاب المهدئة بجوار بعض المخبوزات، ثم وضعتهم على صينية،
سمية: بصى يا ستى. خدى الاكل ده وعلبة المناديل دى ,,,,وديها لابيه آسر برة...
رهف تغمز لها ايوة يا عم الحنين، اوعدنا يارب. احنا في ميت وانتى وهو شغالين حنية...
سمية بغضب: بس. عيب كده يا رهف، واياكى آسر يعرف ان انا اللى عملاله ده...
رهف بحجل: بس انا بخاف منه يعنى اقوله ايه جبتهمله من الهوا،؟

سمية: امممممممم، قوليله انك نزلتى تشربى لقيتيه قاعد. قولتى تجيبييله حاجة يمكن يكون جعان، اى حاجة يا رهف بس سيرتى اقتلك لو جبتيها.
رهف انا مالى ومال الهبل ده. : طيب طيب. وسعى.
خرجت رهف تبعتها سمية بهدوء. توجهت الى آسر، احس بها مسح وجهه بسرعة ثم نظر لها بتركيز ليتبين من القادم،
آسر مستغربا: رهف،؟! ايه اللى مصحيكى لحد دلوقت.؟
رهف بارتباك: انا. انا. اصلى...

آسر مطمئنا لها: في ايه تعالى قربى. متخافيش. وايه اللى انتى شيلاه ده؟، بتشتغلى شيف قرب الفجر؟
رهف بابتسامة طفولية وبعفوية: لا بس ابلة سمية...
آسر: سمية. مالها؟ كملى
رهف اكمل ايه بس دى تجيب اجلى فيها: اصل بكرة الخميس وسمسمة صايمة فكنت نازلة اشرب واجيبلها تشرب، فشوفت حضرتك فقولت اجيبلك الحاجات دى يمكن تكون جعان.

آسر بنظرة ذات معنى: طيبب سمية منزلتش بنفسها ليه تشرب ولا هي مخلية اختها الصغيرة تنزل، باين عليها عايزة تتعبك؟
رهف بانفعال: لا طبعا مش كده. انا متعودة انا ومالك نشرب البيت كله قبل الفجر لو كان في صيام. معنى كده انهم بيتعبونا ابدا، بس دى المهمة بتاعتى انا ومالك...
آسر بابتسامة باهتة: طيب طيب هاتى. شكرا يا رهف. اطلعى نامى الوقت اتاخر...

رهف: ياااه ده قرآن الفجر بدأ، يبأى باقى المهمة هيكمل، على فكرة عمو محمود في مكان احسن من المكان ده متزعلش. ربنا مبيعملش حاجة وحشة ابدا لينا
آسر باهتمام: طبعا يا رهف، بسايه المهمة دى؟ ّ!
رهف وهى تركض نحو الداخل: اصحى مالك، عن اذنك.

هكذا انقضت الايام الثلاث. لا يوجد احتكاك بينها وبينه فكل مشغول باستقبال المعزيين. لكنه كان كلما يراها يتذكر موقفها هي وعمرو ثم يشعر نحو تناقضها بغضب، جاء موعد رجوع أحمد. لم يرد ان يأتى احد لاستقباله وامرهم بذلك، وصل أحمد وزوجه الى بلدته. عندما اقترب من بيته كان الوقت باكرا جدا. كان صباح الاحد. وجد سيارة خليل. وايضا هذه سيارة آسر. وهناك سيارة عمرو، وايضا سيارة أخرى، هل اتوا جمعا لاستقباله، ,ما ان سمعت صوت السيارة حتى ركضت بسرعة الى السيارة. زكانوا في حالة سبات عميق. ما عدا آسر. كان مستيقظا فمنذ وفاة والده وهو لا يقوى على النوم الا قليلا. كلما نام رآه، تذكر مناقشاته الحادة، كان بغرفته. سمع ركضا على السلالم. انتبه. ثم خرج ليجدها، ما ان سمعت صوته حتى انتابتها قشعريرة بجسدها.

آسر بقلق: في ايه؟
سمية بارتباك: ده بابا، جه، تحت. عن اذنك
آسر: بجد، كويس جدا.
دخل منزله ليجده كئيبا، قطع تفكيرة رؤيتها تركض اتجاهه. وتقبل يده ورأسه.
سمية باكية: حمدله على سلامتك يا بابا، وحشتنى اوى، حمد لله على سلامتك يااااااااااااه وحشنى ضنك
أحمد: حيلك حيلك، يا بكاشة مكنتيش بتتصلى تطمنى عليا بعد الحادثة...

سمية نزلت لمستوى ابيها لتقبل يديه، : حادثة ايه يا بابا. ده انا سمسمة. حمدلله على سلامتك، مصر نورت. ها جبتلى ايه من انجلترا؟
أحمد متفاجئا: انتى كنتى عارفة،؟
مها: ايوة كانت عارفة يا احمد، وانتى يا هانم مفيش سلام لماما؟
سمية واحتضنت امها: وحشتينى اوى يا ماما. ياااااااااااااااه بجد كنت مجتجاكم جمبى اوى
جاء آسر في هذه اللحظة،
آسر: حمد لله على السلامة، مصر نورت.

مها متفاجئة: آسر؟ الله يسلمك يابنى، بس في ايه، يعنى...
أحمد مقاطعا: الله يسلمك يا آسر، بس خليل هنا ويوسف؟
آسر بتوتر: ايوة...
أحمد بترقب: في ايه؟ محمود اخويا فين؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة