قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل التاسع والعشرون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل التاسع والعشرون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل التاسع والعشرون

خرج خليل ومحمود تاركين سمية، بعد ان اعطاها خليل حقنة، كان قلقا عليها بشدة فقد كانت على وش الاصابة بالذبحة الصدرية، ز. ولكن قدر الله حفظها، كان الاثنان في غرفة الكشف. كان خليل يبدو عليه القلق الشديد،
محمود: في ايه يا خليل مالك قلقا كده ليه. ززهو احمد حصلله حاجة وانت مخبى؟
خليل: لا طبعا هو كويس بس لازم نستنى 24 ساع كمان ع الاقل، واهه أمين طمنى، ربنا يسترها.

محمود: ان شاء الله هيسترها، طيب مالك كده، خليل؟
خليل: ها، لا ولا حاجة يمكن اتخضيت على سمية بس، ربنا يسترها
محمود: يا اخى هيسترها اان شاء الله، هي كل متقلق يغمى عليها كده،؟
خليل قائلا لنفسه. انت متعرفش حاجة، متعرفش حاجة، : لا، يعنى مش دايما، هي اعصابها مبتستحملش...
محمود: باين عليك. بتعزها اوى. صح؟

خليل بحزن: ياااااه. دى بنتى اللى مخلفتهاش يا محمود، انا اللى ربيتها مع أحمد ومها، شوفت انا قعدت سنين لحد مجبت نغم، كانت سمية شبه عايشة معانا، قضيت معاها كل مراحل حياتها، من ابتدائى لجامعة، عارف لما خلفنا نغم، كنت عايز اسميها سمية. أميرة قالتلىى هيبقى عندنا اتنين سمية، كفاية عندنا واحدة بس سمية. وكان معاها حق. انا بفهم سمية من عينيها، بقولك بنتى، عارف سمية دى نادرة، لوحة بيضا محدش رسم عليها قبل كده، عليها طيبة وبراءة مشفتهاش على حد، زى كده لما بترسم شخصية خيالية بتطلعها ملاك. ملاك بس. حقيقى، محترمة ومثقفة، ليها علاقة مع ربنا كده. تحس انها في ملكوت لوحدها، انت شوفت رغم قلقها على باباها الادان يدن كانت تقوم تصلى ازاى، ومع ده كله تقدر تثق فيها زى مبتثق في نفسك، وتعتمد عليها، لو تطلب روحها تديهالك من غير متسال. شوفت علاقتها بأحمد ومها واخواتها ازاى؟، انت متعرفش هي بتعمل ايه ولا عملت ايه عشان رضاهم وراحتهم، ربنا بس يسترها الليلة دى...

محمود: ايه يا خليل، اللى يسمعك يقول انك بتتكلم على حبيبتك...
خليل بابتسامة باهتة: عندى أميرة بالدنيا، متوقعنيش في الغلط، بس سمية دى بنتى، ممكن تقول ده بيبالغ، لكن ده قليل والله بجد...
محمود: عشان كده خطبتها لآسر وانا مطمن...
خليل بنظرة جانبية ذات معنى: يعنى انت اللى اخترتها مش هو؟
محمود: هي تفرق ايه، المهم انه اقتنع بيها وعجبته، هيخطبها غصب عنه يعنى؟
خليل: معرفش، بس قول لابنك، اوعى يظلمها، اوعى...

محمود: متقلقش...
كانت سمية في عالم آخر. والدها نعم انه يحتضنها بشدة، يملس على شعرها. يربت على كتفيها. ماذا حدث،؟ افلتها من حضنه، نعم، بابا، بابا. متسبنيش يا بابا، خدنى لحضنك تانى، , سمعها خليل، توجه مسرعا لغرفتها، تبعه محمود.
سمية: بابا، بابا...
خليل بقلق: سمية، حاسة بايه؟
سمية بصوت ضعيف يكاد يُسمع. بقلق: بابا، بابا. يا عمو...

خليل: بابا كويس يا حبيبتى اطمنى، نقلوه ع العناية المركزة وان شاء الله كله خير. انتى حاسة بايه...
سمية بنفس طريقتها: الحمد لله، الحمد لله. الف حمد وشر ليك يارب، الحمد ليك يارب استجبت دعايا
خليل: طمنينى، حاسة بايه،؟
سمية: الحمد لله. ولا حاجة، مجرد دوخة كده وعدت
خليل لنفسه: دوخة كده وعدت؟ حرام عليكى، يارب سترك ولطفك...
محمود: الف سلامة عليكى. قلقتينا عليكى...

خليل بنظرة ذات معنى: مش قولتلك بلاش حرقة الاعصاب دى، ونهتم بنفسنا شوية، بدل كده
محمود: يعنى تعمل ايه يا خليل. ابوها يا شيخ، بس خليل عنده حق يا سمية في موضوع صحتك ده. ده انتى مفيش اكل خالص، مش منظر واحدة هتخلص طب كمان كام شهر...
خليل: قولها...
محمود: بصراحة خليل كان هيموت من القل عليكى، وعنده حق في كلمة يقولها.
سمية بنظرة امتنان لخليل: تعباك معايا ياما ياعمو، معلش.

خليل بابتسامة: تعبك راحة. بس اسمعى كلامى عشان خاطرى...
محمود مازحا: ايه انت وهى، اجيب اتنين ليمون، ع فكرة آسر غيور جدا...
آسر؟، من هو؟ نعم. انه هو خطيبها الذي لم يتصل بها منذ يوم خطوبتهما، هل يغار على من اجبروه عليها، لكن. اوشك الموضوع الذي لم يبدأ بعد على الانتهاء، ابوها. وقد بدأت صحته تتحسن وهناك امل ان يعيش، اذن لا يجد مبرر لهذه الزيجة،
محمود بنبرة ماكرة: ايه يا سمية، سكتى ليه، روحتى امريكا،؟

خليل: سمية انتى حاسة بحاجة يا بنتى،؟
سمي وقد ابتلعت ريقها، وصوت ضعيف متقطع: لا. بس، عايزة اكلم. ماما، بس.
خليل: مش وقته لو سمعت صوتك هتقلق، وكفاية اللى هي فيه...
سمية: اومأت برأسها بنعم، ثم اغمضت عينيها...
محمود: طيب انا هطلع، هعمل كام تليفون بخصوص الشغل. واجى، هتحتاج حاجة.

خليل: سلامتك يا محمود انا هفضل قاعد جمبها هنا، ياريت تروح شغلك اللى متعطل ده، بقالك من الصبح وانت هنا، ولازم تروح تريح. انا سمية بس تشد حيلها شوي. وهنروح
محمود: هعتبر نفس مسمعتش حاجة، ليه مصرين تعاملونى كانى غريب،؟
خليل: لا والله، بس عارف ان الشغل كله فوق دماغك...
محمود: محدش اشتكالك، يلا، هطلع ولد مااجى ياريت تكون اتحسنت. ونروح كلنا
خليل بأسى: ان شاء الله...

خرج محمود ليتصل باحد ما ليس بخصوص عمله ولكن، ,كان يجلس على الاريكة بغرفة المعيشة يحتضن زوجته، يشاهدان التلفاز سويا، حتى اتاه صوت هاتفه،
ميرنا: حبيبى، تليفونك، انت مش ترد ليه؟
آسر: مخدتش بالى والله، هاتيه يا ميرنا
ميرنا: اهه حبيبى
آسر: شكرا يا حبيبتى، معلش هقوم جوه لان ده بابا من مصر...
دخل آسر غرفة مكتبه فهو يعلم ان المكالمة لن تخلو من المشادات الكلامية والنقاش الحاد،.

آسر: السلام عليكم. ازى حضرتك يابابا
محمود بضيق مكتوم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمد لله تمام، ايه اخبارك انت؟
آسر: الحمد لله. تمام جدا، ماما اخبارها ايه ومى؟
محمود: الحمد لله تمام، كويس انك فاكرهم
آسر بتنهيدة: مش اهلى لازم افتكرهم.
محمود وقد كان على علم بان آسر يعلم بمرض أحمد: والله،؟ كويس كويس، امال مسالتش عن احمد ليه يا افندى مش ده عمك وحماك كمان.

آسر: يااااااه، النهاردة فعلا معاد العملية، طيب هو عامل ايه. طمننى ايه اخبار العملية،؟
محمود: كويس الحمد لله، العملية استمرت6 ساعات. بس الحمد لله طلع. ودخل العناية المركزة، هنستنى 24 ساعة عشان نعرف لو هيحصل مضاعفات، ادعيله يرجع بالسلامة...
آسر: ربنا يارب يشفيه ويعافيه ويرجعه بالسلامة...
محمود: يارب، بمناسبة أحمد، انت متصلتش بسمية تطمن عليها ليه،؟
آسر بضيق: ليه هي اللى تعبانة كفى الله الشر...

محمود بعصبية شديدة: ايوة يا بنى آدم، ده احنا بقالنا عشر ساعات واقفين على رجلناهنموت من قلقنا على عمك، بقول هيتصل بيها يقف جمبها، يطمنها ويتطمن منها على احمد، لكن مفيش، ويوم السفر استناك تتصل بالراجل تدعه زى مااتفقنا، لكن، طلعتنى عيل، خلتنى مكسوف منك، لما عمرو يجيله من اسكندرية مخصوص وانت متتصلش حتى، اتصل يا شيخ بيها اجبر بخاطرها واطمن عليها، البنت تعبانة. اغمى عليها من قلقها على ابوها، وتعبانة، متظلمهاش يا آسر...

آسر بعصبية وصوت عال: وحضرتك مفكرتش ليه قبل متظلمنى وتغصبنى على جوازى منها...

محمود: بكرة تعرف انى عملتلك احلى حاجة في حياتك مش ظلمتك، لكن. اقول عليك ايه بس، ربنا يهديك، هي كلمة واحدة، تتصل بيها مش دلوقتى لكن بعد ساعة كده ولو الوقت اتاخر. يباى الاتصال بكرة الصبح تتطمن عليها وتواسيها في محنتها، تحسسها اانك راجل يا راااجل، والله لو متصلتش بيها وعملت زى مبقولك، انت عارف انا هعمل ايه، وفوق ده كله هكون غضبان عليك يا آسر بجد...

آسر: يا بابا لو سمححت انا مبتهددش وحضرتك عارف كويس كده، انا هتصل مش عشان اللى حضرتك هتعمله بس عشان رضاك وعمو احمد. ومش مطلوب منى زيادة عن كده...
محمود: ميهمنيش المبرر، يهمنى الفعل وخلاص، انت حر، انا خلاص خلصت...
آسر: طيب يا بابا، سلملى على اللى عندك مع السلامة.
محمود: مع السلامة...

اغلق آسر مع والده الهاتف. وقرر الاتصال بسمية ولكن اين رقمها. حسنا انه مسجل لديه من قبل اخته التي صممت على تسجيله بهاتفه، ,فجأة دخلت عليه ميرنا والغضب يفر من عينيها كالشرر الملتتهب،
ميرنا بعصبية وصوت عال: لقد تزوجت اذا، نعم، تزوجت المدعوة سمية، لقد قل حبك لدى لهذا السبب اذا. لقد خدعتنى وكذبت على، ايها الكاذب اللعين...
آسر بهدوء وحدة: جبتى الكلام ده منين...

ميرنا بنفس الطريقة: لقد سمعت المكالمة كلها. لقد سمعتها. ايها الندل الحقير، لقد خدعتنى، خدعتنى...
آسر بعصبية: كلمة زيادة وهطلقك، كفاية شتيمة واحترمى نفسك، انا متجوزتهاش، انا مش كداب، ولا ندل، ولا حقير، انتى فاهمة...
ميرنا وتبكى بصوت عال: انا لا افهم شئا. لا افهم، لقد احببتك كثيرا لماا فعلت هذا بى، لماذا...

آسر وقد امسكها بين يديه. محاولا تهدأتها. فقال بهدوء: طيب اهدى يا ميرنا اهدى يا حبيبتى، وانا هفهمك كل حاجة...
ميرنا: لكن لا تكذب على...
آسر: انا كدبت عليكى عمرى قبل كده،؟
ميرنا: لا. ولكن في هذا الموضوع، قد تكذب
آسر بحدة: انا مش هكدب عشان خاطر عيونك ولا عشان خاطر حد، انا هقولك الموضوع كله، تصدقى متصدقيش، دى حاجة تخصك، بس ده على شرطط
ميرنا. : ما هذا الشرط،؟
آسر: دكتور جورج. ميعرفش حاجة. توعددينى...

ميرنا: اعدك. ولكن لا تكذذب.
آسر بعصبية خفيفة: تانى، اكدب تانى،؟
ميرنا: حسنا. تفضل...
آسر: بصى يا ستى، وحكى لها آسر كل شئ بصدق طبعا لم يخبرها بموضوع عنده فلم يكن من شيمه الكذب ابدا...
آسر: يعنى اللى انا عملته ده، عشان خاطرك وعشان خاطرجوازنا وعشان مغضبش والدى، انا متجوزتهاش ولا يمكن في يوم تكون مراتى. انا بجارى الموضوع عشان اشوف اخرتها.

ميرنا: انا اسف آسر، مكنتش اعرف، بس ازاى. بابا انت يفرض على انت جواز...
آسر: معرفش، معرفش. ربنا يقدر الخير...
ميرنا نهضت من مكانها وقامت لتحتضنه وتقبل رأسه: خلاص حبيبى مش تدايق نفسك، تعالى. يلا ننام.
آسر: الوقت لسة بدرى يا ميرنا، انا مش جايلى نوم. انا هستنى اطمن على عمو احمد وانام، اطلعى انتى يا حبيبتى
ميرنا: طيب انا اطلع، احضر لانت حمام. ماشى...

آسر بابتسامة: من امتى الرضا ده، بنفسك، ماشى يا ستى، اطلعى...

خرجت ميرنا لتعد حماما دافئا لزوجها، كم احبته، عوضها عن فراق امها اليها وجرح حبيبها السابق لها، فبعد هجر ستيفن لها ووفاة والدتها كانت ميرنا تعانى ازمة نفسية شديدة كان والدها يبذل معها قصارى جهده ولكن كان تحسنها بطئ جدا، حتى شاهدت آسر ذذات يوم. من هنا بدأت قصة حبهما، عوضها عن فراق امها وهجر حبيبها، ,ظل آسر يفكر، يفكر، كيف سيتحدث معها وهي لا يطيقها. ماذا سيقول لها. هي في موقف لا تحسد عليه. ولكن ما ذنبه هو، , كان خليل يجلس بالقرب من سمية يحدثها بصوت منخفض قليلا حتى لا يسمعه محمود،.

خليل: احنا مش قولنا بلاش شد عصبى والعلاج ناخده ونخللى بالنا من الاكل، ايه اللى حصل النهاردة ده؟
سمية بصوت ضعيف ودموع بسيطة: ده بابا يا عمو، ازاى مقلقش عليه، مقدرتش امسك اعصابى...
خليل: ودواكى النهاردة متخديهوش. ليه؟ ومن الصبح ولله الحمد مدوقتيش حاجة. حتى العصير مشربتهوش، كده حرام عليكى بتقتلى نفسك بالبطئ. وانا معنتش اقدر ع المسئولية دى لوحدى يا سمية خلاص...
سمية باهتمام: قصد حضرتك ايه؟

خليل: اول ما احمد ييجى. لازم اقوله عليكى. مبقاش ينفع اخبى، خلاص. مش قادر، انتى امانة عندى. ومسئولية كبية عليا لوحدى. لو حصللك حاجة ربنا ميقدرش، مش هسامح نفسى...
سمية بحزن والم: يعنى. بقيت. هم. تقيل. اوى على حضرتك.؟

خليل: اخص عليكى، انتى اللى بتقولى كده، بس انا خايف عليكى يا سمية، حالتك كده مش مستقرة. في الاخر لو تعبتى ربنا ميقدرش ده، اكتر انا هكون الملام الوحيد. وكلهم عندهم حق. غير كده ده باباكى ولازم يعرف.
سمية بالم: مش وقته الكلام ده يا عمو. من فضلك، مش وقته...
خليل: ماشى طمنينى بس انتى حاسة بايه؟
سمية: وجع شديد في صدرى. حسيت ان دمى هرب منى والدنيا برد، هو اللى حصل ده ايه بوادر ذبحة؟

خليل باسى: للاسف صدمة عصبية يعنى فعلا بوادر ذبحة...
سمية بسخرية: ياااه. مكنتش فاكرة ان المضوع سريع اوى كده، الحمد لله على كل شئ
خليل: شوفتى، عشان خاطرى خللى بالك من نفسك.
سمية: حاضر...
خليل: هتقدرى تقومى نروح. ولا نبات هنا.

سمية وقد حاولت النهوض ولكن لم تستطع من المها فساعدها خليل حتى كانت في وضعية الجلوس: لا نبات ايه. حضرتك عندك جامعة الصبح وانا كمان، وبعدين انا كويسة الحمد لله. يعنى هقدر اروح. حضرتك متقلقش
خليل: مفيش جامعة ليكى بكرة، وافضلى خبى ده اللى انتى فالحة فيه...
وهنا دخل عليهم محمود،
محمود: فوقتى اهه يا سمية. ماشاء الله...
سمية بابتسامة: الحمد لله يا عمو
خليل: خلصت شغلك...

محمود: ايوة الحمد لله. معلش اتاخرت عليكم. ها هنروح ولا لسة يا سمية دايخة...
خليل: هي دايخة من حقنة المهدئ اللى اديتهالها. فهسندها وامرى لله، بس هي بقت كويسة، وبعدين احنا اتاخرنا دى الساعة داخلة على 1. يادوب...
محمود: تسند مين يا خليل. دى لو حطيتها على ايدك محدش هياخد باله هههههههه، يلا يلا عشان منتاخرش
سمية: انا مش فاهمة ليه حضرتك شايفنى قزمة للدرجة دى؟

خليل مازحا: يعنى واحدة طولها 150 سم ووزنها 50 ك عيزاها تكون ايه. يلا يلا بلاش تحرجى نفسك...
سمية: ههههه ماشى...

نهضت سمية بشئ من الصعوبة فقد كان الالم يجرى في جسدها مجرى الدم. ساعدها خليل في النهوض. حتى وصلا الى سيارتهم استقل محمود سيارته ثم خليل وسمية. واتجه كل منهم الى منزله، ,فى انجلترا حيث يرقد الاب الحانى والزوج الصالح أحمد في غرفة العناية المركزة. لم يسمح لاحد الدخول له حتى الان، كانت مها تراقبه من خلال نافذة زجاجية صغيرة بباب الغرفة. كانت تبكى دما لا دموعا، فرفيق دربها وسر حياتها يرقد داخلا بين الحياة والموت، كم تحبه. كم تعشقه. كم تمنت ولا زالت. ان تكون مكانه. ان تعطيه روحها كى يحيا بها وتعطيه صحتها. لكن ليس كل ما يتمناه المء يدركه، ظلت هكذا تتمتم ببعض ايات القرآن وبعض الادعية مناجية ربها ان يشفى لها زوجها،.

أمين: يا مدام مها. كده غلط على حضرتك. من الصبح وحضرتك واقفة كده. ارتاحى، احسن حاجة دلوقتى الدعاء ليه...
مها: هو انا بايدى اعمله غير كده. ربنا يقومك بالسلامة يا احمد يارب، يارب
أمين: طيب اتفضلى حضرتك على الاوضة بتاعتكم وارتاحى، هو مش هيفوق غير بكرة ان شاء الله على الاقل، وقوف حضرتك ملوش لازمة.

مها: لا. لا يمكن اسيبه لا يمكن، انا عايزة افضل جمبه، ارجزك يا دكتور ارجوك، عايزة ادخل اشوفه، خمس دقايق. دقيقة واحدة ادخل اشوفه. اطمن عليه، ارجوك، مش هعمل اى ازعاج، اطمن عليه بس. اطمن...
أمين: والله مش هينفع خالص، الباشمهندس بردو حالته مش سهلة كده، بكرة ان شاء الله. باذن الله هخليهم يدخلو حضرتك بكرة، بس اجمدى كده وشدى حيلك، ربنا كبير
مها: ونعم بالله. ونعم بالله...

وصل خليل لمنزله وهو مازال يمسك بيدى سمية حتى يساعدها كانت متعبة جدا , كانت أميرة بانتظارهم في البيت قلقة للغاية فعندما اتصلت بخليل قال لها انهم كانوا يجرون عملية جراحية فانخفض ضغط سمية كعادتها. حينما تفيق سياتون،
خليل: بسم الله، أميرة. أميرة.

أميرة بقلق: حمد الله على السلامة، ايه يا حبيبتى مالك، لا حول ولا قوة الا بالله. ايه يا خليل هو انت كنت مدخلها عملية ايه، تعالى يا حبيبتى اسندى عليا. لا حول ولا قوة الا بالله. تعالى اطلعك اوضتك...
خليل: لا دى كانت، كانت. عملية، قلب. تغيير صمامات وكده
أميرة بخضة. وهي تمسك بيد سمية: يا خليل حرام عليك. دى عملية دى تدخل سمية فيها...
سمية تشد على يد أميرة وبصوت واهن: انا اللى طلبت كده يا طنط...

أميرة ماززحة: انا معرفش ايه اللى دخلك طب، مالها صيدلة. كبيرك فيها تركيب دوا. حقن فار، تشريح ضفدعة. تحليل جثة، مش عمليات وقرف...
سمية بابتسامة باهتة: بابا نفسه في طب. اقول لا، المهم يلا نطلع فوق. تغيرى هدومك واطلعلك الاكل، اتعشيت يا خليل،؟
خليل: لا والله يا اميرة...
أميرة: ماشى يا حبيبى اطلع غير بس وهجهزلك العشا
خليل: خليكى مع سمية. انا هسلك نفسى متقلقيش، المهم خللى بالك من سمية...

سمية: معلش يا طنط. معلش يا عمو، تعبتكم معايا، انا أسفة
أميرة بنظرة معاتبة: اخص عليكى. ده، كلام، بجد زعلتينى...
خليل: اصلها واخدة دوا بياثر على العقل والادرراك. طلعيها طلعيها، ربنا يهديها.
صعدت سمية حجرتها بمساعدة أميرة. اخرجت أميرة ملابس سمية من خزانتها،
أميرة: يلا بأى عشان تغيرى. قومى يلا معايا نغسل وشك
سمية: متشكرة جدا يا طنط...
نهضت سمية وغسلت وجههاويديها،
أميرة: يلا بأى عشان اغيرلك...

سمية بتعجب وخجل: نعم؟ تغيريلى؟
أميرو: ههههه ايوة. يابنتى انتى تعبانة بجد، يلا باى. عشان تنامى...
سمية بخجل شديد: لااااا. حضرتك كده كتر خيرك. هاتيلى بس من فضلك الموبايل من الشنطة. وانا هغير. متقلقيش
أميرة: يابنتى ربنا يهديكى، انتى مش قادرة تحركى جسمك...
سمية: يا طنط من فضلك معلش. متضغطيش عليا، انا هغير لوحدى اتفضلى. عمو خليل تعب النهاردة جدا، اتفضلى روحيله...

أميرة: انتى بتتكسفى اوى على فكرة، ربنا يكون في عونك يا آسر هتوريه النجوم في عز الضهر، هههههه
سمية: هههه متهيألك...
أميرة: طيب استنى اجبلك عشا.
سمية: لا. هي كوباية عصير. بس، وجزاكم الله خيرا بس معلش. هاتيلى الموبايل بس...
أميرة بابتسامة ماكرة: ماشى، مش قادرة تستغنى عنه، يااااه، يا بخته الموبايل.

فهمت سمية أميرة ولكنها فضلت عدم الخوض في هذا الحديث فقد اتعبها اكثر، , خرجت أميرة لتاتى لسمية كوب من العصير بناءا على رغبتها، انتهزت سمية هذه الفرصة واتصلت بوالدتها. [
مها: السلام عليكم، تزيك يا سمية
سمية: وعليكم السلام، الله يسلمك يا ماما. ازى حضرنتك مالك بتعيطى ليه كده، طمنينى على بابا هو كويس بالله عليكى متخبى عليا حاجة،؟
مها: ايوة يا حبيبتى بس هو لسة في البنج. بس اطمنى هو كويس.

سمية: طيب بتعيطى ليه؟
مها: انا خايفة عليه بس مش اكتر. وبعدين انتى عارفانى الدنيا كلها كوم وانتو وابوكى كوم لوحده.
سمية بابتسامة: ايوة يا ماما عارفة، ربنا يخليكوا لبعض، ان شاء الله ربنا هيقف جمبنا وهيشفى بابا ويرجعهولنا بالسلامة انا متاكدة. انا متاكدة ان شاء الله. انا محسنة الظن بالله. ومتقلقيش على اخواتى خالص او على اى حاجة هنا متق
مها: ونعم بالله، ربنا يخليكى يا سمية ويكرمك يا حبيبتى. ز.

سمية: ويخليكوا ليا يا ماما. طيب الحمد لله اطمنت دلوقتى على بابا. اسيب حضرتك ترتاحى، بس امانة تتصلى بيا لو حصل حاجة...
مها: ان شاء الله خير يا حبيبتى، قى رعاية الله وحفظه
سمية: في رعاية الله. ع السلامة.

اغلقت سمية الهاتف وضعته بجانبها على الكومدينو. بينما دخلت عليها أميرة بكوب العصير. اصرت سمية على أ/يرة ان تتركها فهى اصبحت بخير. اذعنت أميرةلطلبها قائلة لها، -طول عمر دماغك ناشفة، رنا يهديكى – ابدلت سمية ملابسها بصعوبة فقد كانت مريضة عن حق. اخذت دوائها. ولكن يوجد هناك حقنة، من سيعطيها له. انها هى. نعم، فهى ليست بالمرة الاولى، اغمضت عينيها اعطتها لنفسها في ذراعها، اخذت سمية وضعية شبيه بوضعية الجلوس ولكنها اكثر راحة فهذه هي وضعية النوم المناسبة لها وهي في هذه الحالة، استسلمت سمية للنوم. اذن الفجر. نهضت سمية بصعوبة متوجهة للحمام الذي يوجد بغرفتها. توضأت ثم صلت وهي جالسة على كرسى لم تقوى على الوقوف، كم بكت. فهذه هي المرة الاولى لها وهي تقابل ربها جالسة، انهت سمية صلاتها. اخذت تتلو ايات من القرآن واذكار الصباح حتى اتى الصباح. زذهبت سمية للنوم. ولكن هنلك من يتصل بها،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة