قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل التاسع والأربعون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل التاسع والأربعون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل التاسع والأربعون

خرج آسر برفقة أحمد توجها الى المسجد، قابلا مالك هناك، سلم عليه سلاما حارا، ثم صلا، واعادا ادراجهما الى المنزل، بينما كانت سمية قد استيقظت، اغتسلت ثم هبطت لاسفل، لتجد امها في المطبخ،
سمية: السلام هعليكم
مها: نموسيتك كحلى، ايه اللى مصحيكى متاخر كده.
سمية: معرفش، راحت عليا نومة
مها: طيب يلا تعالى ساعدينى يا اما روحى ساعدى شروق عندنا ضيوف.
سمية: مين؟
مها: خليل وأميرة ونغم، اكيد واحشينك...

سمية: يااااه عمو خليل، اخيرا.
مها: وحد كمان، بس ده مفاجأة...
سمية: معنديش فضول اسال ههههه
دق جرس المنزل،
مها: يا شروق. شروق، شوفى مين، هي راحت فين، شررروق
سمية: انا هروح اشوف. >ه اكيد عمو خليل...
فتحت سمية الباب لتجد عائلة طالما شاركتها حياتها. ودفئها، انه خليل وعائلته، تعجب خليل وتفاجأ،
خليل: سمية؟..
أميرة: ههههه كنت متاكدة من ردة الفعل، حمد لله على سلامتك يا سمسمة وحشتينا.

وسلمت سمية على أميرة ونغم ايضا، ودخلوا جميعهم، وجائت مها. بينما اكتفى خليل بمراقبتها، حتى لاحظت.
سمية: شكلى اتغير صح؟
خليل بنظرة ذات معنى: انتى اتغيرتى جدا جدا...
سمية فهمت قصده: مفيش حد بيفضل على حال واحد يا عمو...
نغم: بس يا ترى امريكا احسن ولا هنا. اكيد امريكا
سمية: المكان باللى فيه يا نغم ز، على اى وضع هنا احسن بكتيييير.

اوى من غيرك ويا عينىى خليل كل لما يروح الجامعة لا المستشفى يقول الله يمسيكى بالخير يا سمية.
أميرة: والله عندك حق يا سمية، البيت وحش
اوى من غيرك ويا عينىى خليل كل لما يروح الجامعة لا المستشفى يقول الله يمسيكى بالخير يا سمية، ههههه لحد لما في يوم قولتله الححمد لله انها اتجوزت. ولا كنت هخاف منها
سمية: هتخافى من ايه يا طنط بس، لو روحتى الكلية بأى هتعملى ايه
أميرة: هههه الحمد لله مبيدينيش فرصة.

خليل: هو أحمد اتاخر ليه كده...
مها: لا متاخرش ولا حاجة دقايق ويكونوا هنا...
نغم: هي رهف فين؟
مها: فوق قومى صحيها...
نغم: ماشى عن اذنكم
رن جرس الباب،
مها: قومى افتحى يا سمية، شروق تلاقيها في المطبخ ومش سامعة...
سمية: حاضر عن اذنكم.

فتحت سمية الباب، لتتصنم بوقفتها، توقف الزمن. نظرت له بعتاب شديد وغضب، لم تنتبه لحديثه ولا لتنبيه والدها لها. ولا لدخول مالك المنزل، لم تنتبه، رأت آخر ما حدث بينهما، احست بصفعه وجهها، تركتهم وصعدت مسرعة الى غرفتها، اغلقتها عليها. وارتمت باكية على السرير، دخل عليها اخوها مسرعا، امسكها بكلتا يديه.
مالك بخضة: في ايه مالك، ايه اللى حصل...
سمية تبكى بشدة: ايه اللى جابه ازاى له عين ييجى هنا...

مالك: مين ده، آسر، ده زوجك.
سمية ارتمت باحضان اخيها: لا لا لا، خللوه يمشى، مش عايزة اشوفه...
فى هذا الوقت طرقت شروق الباب ثم اذن مالك لها بالدخول،
شروق: احمد بيه عايزكم تحت فورا، وياريت متتاخروش، متعصب اوى.
مالك: طيب، قوليله هننزل. اتفضلى
شروق: حاضر...
سمية ببكاء: مش عايزة اشوفه، يا مالك، عشان خاطرى مش عايزة انزل.
مالك يمسحح وجهها: باين في مشكلة، لازم تواجهيها. زى مكنتى بتعملى، مينفعش تهربى كده...

سمية: الموت عندى اهون منه، ارحمونى...
هنا تصاعد صوت أحمد مناديا.
مالك: سمية بابا بيزعق. وده مش مؤشر كويس، يلا ننزل. ووعد مش هخللى اى حد يدايقك. وبعدين كمان عمو خليل تحت، متقلقيش. يلا. قومى غسلى وشك ويلا
سمية بتردد: مش عايزة يا مالك...
مالك: يلا يا سمية. على الاقل بنية طاعة لبابا، يلا
سمية: حاضر.

ههبطت سمية بصحبة اخيها الذي ظل ممسكة بيدها مطمئنا لها، ما ان رآها، حتى توجه اليها. مد يده ليسلم عليها، لم تنظر اليه. تمسكت بمالك اكثر، نهرها ابوها.
أحمد: سلمى على جوزك، عيب...
خليل: اهدى يا احمد، تعالى يا سمية، اقعدى جمبنا هنا
توجهت سمية إلى خليل، وجلست بينما ظلت ممسكة بيد مالك،
أحمد: في ايه؟ شوفتتيه كانكك شوفتى عفريت، ايه اللىى حصل...

آسر: بالراحة يا عمو عليها، انا مش زعلان، اعصابها تعبانة، انا مراعى وضعها.
ما ان سمعت صوته. حتى انتفضت. وقامت موجهة كلامها له،
سمية بصوت متتقطع: ملكش دعوة، ازعل اتفلق، ايه اللى جابك، ايه اللى جابك.
خليل يهمس لها بهدوء: اهدى. اهدى. كده غلط عليكى.
آسر: اللى جابنى انتى، تعالى نتكلم جوه...
سمية: مليش كلام معاك.

أحمد: بنت، اسمعى الكلام ادخلى انتى وهو اتكلموا جوه وحللوا مشاكلكم، اعملى خسابك النهاردة هتروحى لبيتك...

سمية بانهيار: لا. انا مش هتكلم معاه، حرام كده، انا تعبت، كل حاجة أمر، واجى على نفسى واقول عادى مفيش مشكلة، حياتى كلها كده، للاسف معرفتش اقول لا على اى حاجة. روحى يا سمية، تعالى، ادخلى الكلية دى، روحى المككان ده. اتجوزى ده، لا متعمليش كده، انا تعبت، انا كنت بلوم نفسى على اى تفكير ضدرغبتكم، مجرد تفكير كنت بحس بالذنب، انتوا بتقولوا عليا معرفش حاجة، مسبتونيش ليه اعرف، ليه ربتونى كده. وبعد كده رميتونى في غابة، ليه مبتسمعونيش، انتوا بتحبونى ايوة، لكن مش كل حاجة بتفكروا انها لمصلحتى، تكون كده، كفاية بأى مبأتش قادرة كفاية، كفاية. اقول لنفسى زى ما بتقولوا معلش يا سمية تعالى على نفسك شوية، بس خلاص تعبت، انا انسانة من لحم ودم عندى مشاعر، عندى طاقة، خلاص مبأتش قادرة، وعندى ارادة، مش آلة انتوا بتحركوها، انا مش راجعالك، ومش عايزة اسمعك روح روح، ربنا يسامحك، روح...

كان خليل يراقبها جيدا، يحاول تهدئتها دون جدوى، سكت ابوها وكذلك الجميع، سقطت سمية مغشى عليها، نزل الى مستواها خليل مسرعا، ثم حاول ايفاقتها بينما هرع اليها الجميع، امسك خليل بهاتفه، واتصل بالاسعاف حملها مالك الى الاريكة، امسك آسر بيديها بخوف عليها، بينما كان أحمد يكتفى بمراقبتها. بذهول شديد
خليل: ابعدوا شوية. كده، عشان النفس...
مها ببكاء: مالها اتصلت بالاسعاف ليه، فيها ايه.

خليل: ربنا يستر، ربنا يستر ومتضيعش مننا...
جاءت الاسعاف في غضون دقائق، ونقلتها الى المشفى، دخل معهها خليل، بينما ظل الجميع في حالة قلق ينتظرون خارجا، فمها باكية وآسر بوجه متجهم ومالك يحتضن اخته الصغرى الباكية، وأميرة ونغم، استمر الوضع لنصف ساعة حتى خرج عليهم خليل بمعالم أسى على وجهه اسرعت اليه مها.
مها بهلع: خير، بنتى فين؟
خليل: سمية في العناية...
أحمد بخوف شديد: ليه؟

خليل باسف: معدش ينفع نخبى، بس اتمنى انكم تتماسكوا
أحمد: متخلص يا خليل.

خليل: سمية، عندها القلب، ضعف في عضلة القلب، بقالها ييجى سنتين تقريبا من ايام تعب أحمدعرفنا وقتها، لما حصل موضوع سيف ابن قدرى عليان، كالعادة مرضيتش تقول لحد عشان صحتك يا احمد حالتها كانت كويسة في الاول. بس هي اهملت. كانت بتحاول متبينش. لكن كل حاجة كانت بتحصل تكتمها وتأثر عليها، سمية عشان كده لغت موضوع خطوبتها الاولانى، وكانت رافضة فكرة الجواز. لانها صعب تكون ام، معرفش ايه اللى خلاها توافق على آسر، مقالتليش ليه، المهم باين عليها تتعرضت لضغط جامد قبل كده وجاتلها الازمة، وللاسف دى مضاعفات. ربنا يسترها ويعدى 48 ساعةة دول على خير...

كان الجميع في صدمة، بينما حاول آسر استيعاب مايقال كان يشعر بان العالم باكمله يعج بالسواااااااااااااااااد، نطق أحمد.
أحمد: ومقلتليش انت ليه؟
خليل: وعدتها يا أحمد، وكمان صحتك مكنتش تتحمل، المهم ادعولها دلوقتى، وياريت ان شاء لله لما تفوق محدش يعمل وكيل نياب عليها. ممنوع الكلامفى الموضوع ده خالص، آسر، عايزك في اوضة المكتب، بعد اذنكم
مها: هشوف بنتى امتى، عايزة اشوفها...

خليل: مش دلوقتى خالص ممكن تشوفيها من بكرة لكن ممنوع الدخول.
مها: ماشى.
ذهب خليل لغرفة مكتبه بينما تبعه آسر.
خليل: اقعد ياا آسر، انت عارف انا جبتك هنا ليه؟
آسر بتنهيدة: لا...
خليل: انا شوفت على جسم سمية اثار جروح وخدوش لسة جديدة، ممكن تفسرلى الموضوع ده
آسر: ده حصل اكيد لما سمية اتخطفت، في امريكا...
خليل باهتمام: ازاى،؟ حصللها ايه؟

آسر: واحد مش كويس هناك خطفها، بس معرفش ايه اللى حصل بالضبط، بس محدش عرف ارجوك متقولش لحد
خليل: لا حول ولا قوة الا بالله، تانى حاجة، سمية قالتلك انها تعبانة...
آسر باسف: لا، للاسف مقالتليش
خليل: بس انت بصفتك جوزها، اكيد استشفيت تعبها، اقصد يعنى بيبان. انت فاهمنى...
آسر: ايوة فاهم حضرتك، بس اصل انا وسمية، كانت حياتنا منفصلة يعنى كل واحد في حاله
خليل: وضحلى اكتر.

آسر: انا وسمية اتفقنا اننا نكون اخوات لحد لما فترة الوصية تعدى على جوازنا وبعد كده ننفصل
خليل باستغراب: وصية؟
آسر بتنهيدة: ايوة، وصية، بابا كتب كل حاجة كل حاجة، لسمية وشرط ان حقى يرجعلى اتجوزها سنة كاملة تقعدها معايا هناك في امريكا، بس الكلام ده محدش يعرفه غير انا وماما وسمية، ومعرفش سمية عرفت ازاى
خليل: ايوة ايوة. فهمت، طيب سمية تعبت وانتوا هناك، لاحظت عليها حاجة...

آسر: ايوة، كانت في رمضان. تعبت جدا وكانت بترجع وتكح كتير، ونفسها مكنش بيكون مظبوط
خليل: انت مهنش عليك تاخها لدكتور يعنى؟، كام مرة حصلتلها، افتكر...
آسر: معرفش. بس اللى فاكره ان في يوم كنت محتاج نقل دم وهي تبرعتلى. وتعبت شوية بعدها، والمرة اللى في رمضان، وتحايلت عليها اتصل بدكتور صاحبى هناك لكن كانت بترفض
خليل: نقل دم؟
آسر: ايوة.

خليل: هي هتفضل طول عمرها كده، طيب يا آسر، انت عملت فيها ايه، ايه اللى خلاها تنفجر كده صارحنى الكلام ده مش هيطلع برة الاوضة دى
آسر نظر الى الارض: معلش اعفينى
خليل: شكل الموضوع كبير، ياريتها كانت سمعت كلامى، يا ما قولتلها بلاش، تقوللى غصب عنى، لازم اتجوزه، مفهمتش غير دلوقتى...
آسر: وغصب عنى انا كمان والله، انا. اانا بحبها بحبها جدا، ومكنتش اتخيل اجرحها ف يوم.

خليل بأسى: بس انت جرحتها من زمان المهم دلوقتى، لو عاشت سمية ياريت تنفذلها طلبها بالانفصال عنك، لانك وقتها هتكون رضيتها ومظلمتش نفسك
آسر: بس انا كده بموت نفسى بالبطئ.

خليل: لا، محدش بيموت عشان حد، سمية بجد تعبانة. عارف لو كان في امل 10%تخلف وتتعيش، >لوقتى من رابع المستحيلات، وكمان مش هتقدر تمارس حياتها بعد الانتكاسات اللى حصلت لها بشكل طبيعى، فكر في الموضوع، تقدر تقوم دلوقتى وياريت محدش ياخد علم بالكلام اللى اتقال.
آسر: بس ياعمو ممكن يكون في عملية؟

خليل: بص يا آسر لما يكون عندك ترس في مكنة او موتور الترس ده لما بيتكسر او بينعم ويتاكل، مينفعش تصلحه صح، انت بتيدله بواحد تانى من نفس المقاس ونفس التفاصيل. صح...
آسر بأسى: يعنى، مفيش أمل...
خليل: ان شاء الله هتعيش بس هيكون ليها وضع تانى...

خرج آسر من غرفة خليل ثم توجه الى حديقة المشفى، اخذ يبكى. ويبكى، هي مريضة واخفت عنه، كانت تتحمل وتتحمل لاجله، تحملته دون تململ، كم يتمنى ان تفيق علها تسامحه، بينما كان احمد ومالك ورهف بالداخل، أحمد كان يفكر كم اخطأ بحقها، كيف اجبرها على دخول اللقسم العلمى في الثانوية العامة، حيث كانت تريد ان تدخل القسم الادبى. وكيف اجبرها على الكلية، كيف اجبرها على اشياء كثيرة، تمنى ان تقول لا، لكنها لم تحقق تلك الامنية، وزواجها بآسر، وكل شئ، بينما مالك يحتضن رهف الباكية، >موعه على خديه،.

رهف باككية: سمية هتموت يا مالك؟ لو قلبها تعبان هديها قلبى يا مالك
مالك يمسح دموعها، : هششش ادعيلها احسن من العياط، مش هتموت هتعيش، هتعيش.
رهف: انت كمان بتعيط يبأى هي هتموت، عشان خاطرى قول لعمو خليل ياخد قلبى ويديهولها بجد.
مالك: مينفعش يا حبيبتى، هي ان شاء الله هتكون بخير. ادعيلها بس...

رهف: يااااااااااااااارب يارب خليلى سمية يارب، متحرمنيش منها يارب، والله هي طيبة. وبتحب الناس، يارب اشفيها وخليها كويسة ومتخليهاش تحس بوجع يارب
مالك بصدق شديد: يارب يارب...
نغم: مالك، اتفضل انت مكلتش حاجة ولا شربت.
مالك: شكرا يا نغم. ادى لبابا.
نغم: ماما اديتله، خدى يارهف اشربى العصير ده.
رهف: نغم عشان خاطرى قولى لعمو خليل ياخد قلبى ويديه لسمية...

نغم باسف: مينفعش يا حبيبتى، هي هتكون كويسة ان شاء الله...
مالك: شوفتى نغم كمان قالتلك اهه...
نغم: ربنايشفيهالكم، يارب والله كلنا بندعيلها
مالك: يارب يا نغم يارب...
بينما كانت مها تراقب ابنتها من خلال الحاجز الزجاجى، انها كالموتى، وجهها وشفاهها، وكم الاجهزة التي يحيطط بها والخراطيم والاسلاك، كانت تبكى لا تتكلم. حتى وجدت يد تربت عل كتفها.
أميرة: ربنا هيقومها بالسلامة متقلقيش...

مها: بنتى هتضيع منى واحنا السبب كانت من جواها بتتقطع من جواها واحنا منعرفش، واحنا منعرفش، والله كنت جمبها، كنت جمبها، مقصرتش معاها والله
أميرة: وحدى الله يا مها، وادعيلها ان شاء الله هتقوم بالسلامة
مها: يارب، يارب، خليهالى دى نور عينى يا رب، يارب.

كان عمرو وملك فىى طريقهم الى القاهرة. اتصل بالبيت وعلم ماحدث، فذهب الى مشفى خليل مباشرة، دخل المشفى اخذ يبحث عنهم، حتى وجد غرفتهم، دخل وبصحبته زوجته الباكية على حال اختها وابنه، وجد احمد على حاله ورهف قد نامت بينما مالك يقرأ القرآن،
ملك بهلع: خير سمية مالها؟
أحمد: ان شاء الله هتكون كويسة...
عمرو: عمو خليل فين...
أحمد: في مكتبه...
عمرو: طيب انا رايحله...

كان آسر مازال بالحديقة، يبكى سمية، قرر ان يدخل. وجد عمرو خارجا من غرفته الذي لقاه باعين تطلق شرارا ثم توجه اليه.
عمرو: عارف هخليك تدفع تمن اللى انت عملته. هتندم
آسر بحزم: عمرو، لو سمحت انامش متحمل كلمة زيادة...
عمرو بعصبية: حذرتك قبل كده. لكن انت مبتحسش، حرام عليك، اهى جوه بين الحياة والموت بسببك. اتبسط وارتاح...

آسر بأسى: مين قالك انى مبسوط ومرتاح، انت متعرفش حاجة، متعرفش، روح يا عمرو. وياريت متخدلش لسمية ولا تشوفها.
عمرو: مش بمزاجك، غصب عنك
آسر بعصبية: انا جوزها انت ميين، ولا حاجة
عمرو: انا اخوها
آسر: ايوة ايوة، مش هسمح لرراجل غريب وخصوصا انتك تدخل عليها...
عمرو: غريب ايه. انت نسيت ان انا وهي اخوات في الرضاعة، مش عايز اضيع وقت معاك اكتر من كده عن اذنك.

تركه حائرا معاتبانفسه، يجلد نفسه الما وندما، كم مرة ظلمها، دخل عمرو غررفة خليل وجده يسند رأسه على مكتبه بكلتا يديه،
عمرو: لو حضرتك مشغول ممكن امشى.
خليل: لا تعالى يا عمرو. خير
عمرو: كنتعايز اكلم حضرتك بخصوص سمية وتعبها
خليل: انت عرفت؟
عمرو: ايوة. واعرف حاجات ممكن تساعد حضرتك
خليل: قول...
حكى عمرو لخليل منذ دخولهاا المصحة وادويتها واعطاه تقارير طبية من المصحة، واخرى كانت نسيتهم بمنزله،.

خليل: سمية كانت بتموت نفسها بالبطئ، للاسف...
عمرو: حالتها عاملة ايه؟
خليل بحزن: ادعيلها، انا هقوم اروح اشوفها...
عمرو: جاى مع حضرتك...
خليل: لا يا عمرو الافضل متجيش روحلهم واقف جمبهم.
عمرو: ماشى
ذهب خليل لغرفة العناية وجعل مها واميرة يغادرنها، ودخل فحصها ثم جلس بجوارها،
خليل: ايه اللى حصلك، مين اللى عمل فيكى كده يا سمية، مين، فوقى، فوقى وكلمينى يا بنتى...

هنا اطلقت صافرة، للجهاز، منبهة لتوقف اللقب عن النبض، افزعت خليل، الذي استدعى الطاقم الطبى، محاولين انعاش قلبها، كان آسر في طريقه الى العناية وجد حركة غير طبييعية، انه خليل يحاول انعاشه، والجهاز لا يكف عن الصفير، هلع آسر، حاول الدخول، لكنه لم يستطع، كان يراقب جسدها الضئيل المهتز االذى يتحرك صعودا وهبوطا، داعيا الله ان يحفظها له، لا يريدها زوجته، يريد ان تكون بخير فقط فقط، بعد دقائق ليست بالقليلة، استعاد القلب نبضه، الذي اعطى لآسر حياة جديدة تمناها ان تكون بجوارها بصحبتها، لكن لها ما تشاء. ز. كان ينظرلها متلهفا خائفا، تحتبس بعينيه دموعه، حتى خرج خليل، توجه اليه آسر باعين بائسة،.

آسر: هتعيش صح؟
خليل: الاعمار بيد الله، بس حالتها زى ما هى...
آسر برجاء شديد: ممكن ادخل اشوفها. والله خمس دقايق، مش هزعجها
خليل: مينفعفش، انت عارف
آسر باعين دامعة: ارجوك يا دكتور خليل، هما خمس دقايق مش هتكلم.
خليل بتردد: خمس دقايق بس ومتتكلمش، هي حاسة باللى حواليها.
آسر: حاضر...

ارتدى آسر الملابس المخصصة ثم دخل، مد يده لتلمس جبهتها لكنه تراجع، لكنه لم يتراجع عن لمس يدها والجلوس بجوارها، مسكها، وقبلها، ترقرقت دموعه على يديها، نظر لها،
آسر بصوت هامس: سامحينى، انا اسف، اللى انتى عيزاه هعمله، بس قومى تانى يا سمية، كل اللى هنا محتاجينك، وانا اكتر واحد
محتاجك، انا بحبك.

ترقرق دمع آسر على خديه، بكاءا لحالتها، وجد دمعها ينزل عن خديها مسحه، كانت تستمع لحديثه لا تقوى على الرد لا تقوى على الحركة لكن دموعها ساعدتها في ردها. احست بلمسة يده على وجهها، جاءت الممرضة لتنبهه بالخروج، خرج آسر بعد ان قبل يدها وجبينها، خرج آسر ليراقبها من خلال النافذة الزجاجية، وجد اتصال من يوسف، توجه خارجا ثم رد عليه،
آسر: ايو يا يوسف ازيك
يوسف: ايوة؟ متعلمتش السلام عليكم.

آسر: مش ناقص هزارك. خير...
يوسف: انت داخل فيا شمال ليه كده، انا عرفت انك جيت بقالك كام يوم من طنط ميرفت وحبيت اتصل عشان اشوفك، لكن باين ان انا غلطان...
آسر بصوت مختنق: يوسف، سمية في المستشفى
يوسف بخضة: ايه؟ ليه؟ خير.؟ في ايه، انت لقيتها امتى؟
آسر بتنهيدة: سمية بتموت يا يوسف...
يوسف: يا ستار يارب، ايه اللى حصل يا بنى، طيب انتوا في مستشفى ايه...
آسر: عارف مستشفى عمو خليل، هي دى، مش واخد بالى من اسمها.

يوسف: خلاص خلاص، مسافة السكة...
آسر: متقولش لمى هي حامل على وش ولادة.
يوسف: ماشى، يلا سلام...
كان الجميع بالغرفة، في حالة من الحزن،
احمد: مالك شوف ابن عمك فين، مينفعش كلنا هنا وهو برة لوحده.
مالك: حاضر يا بابا...
توجه مالك خارجا، اتصل به لم يرد عليه، توجه الى اخته. وجده واقفا مسندا جبينه على الزجاج بيديه، وقف بجانبه،.

ماالك: مرة قالتلى. اعمل الخير وعينه لدنيتك مفهمتهاش قالتلى اعمل حسنة بينك وبين ربنا بس. وقت ضيقتك هتحتاجها عشان ربنا يرفع عنك، انا متاكد انها عملت حاجاتكتير بينها وبين ربنا، ربنا هيرفع ع نها ويعديها من الازمة دى على خير...
آسر: يارب...
مالك: هسالك سؤال واحد ااسمحلى، بس ياريت تجاوبه بصراحة. وسامحنى لو هتجاوز فيه حدودى
آسر بتهكم: ده انا في نيابة، اسال يا مالك.

مالك باهتمام: انت بتحبها بجد، ولا صعبانة عليك، ولا حاسس بالذنب اتجاهها ولا ايه...
آسر بتنهيدة: انت متعرفش حاجة يا مالك، انا بحبها، لا مبحبهاش، انا بعشقها، عارف لما تفضل تدور على حلم و متأكد انه مش موجود، وفجأة تلاقيه، وحاسس بالذنب لانى السبب، بس والله يا مالك لو مكنتش بحبها مكنتش عملت معاها اللى عملته...
مالك: ممكن اعرف عملت معاها ايه؟
آسر: اعفينى يا مالك، لما سمية تقوم هي اللى هتحكيلكم.

مالك بسخرية: كانك بتقول للاخرس اتكلم، سمية عمرها مهتقول ولو حتى انت اتكلمت هي مش هتتكلم...
باين عليك متعرفهاش، المهم بابا بيقولك تعالى اقعد معانا هناك بدل ما انت قاعد لوحدك...
آسر: معلش يا مالك، مش عايز اشد مع عمرو
مالك: معلش. بس عمرو دمه حامى شوية، وكمان مع سمية زيادة حبتين، هو بيعتبر نفسه اخوها الكبير، مينفعش تفصله عنها، فمتلوموش...
آسر: وسمية كمان كده؟

مالك: ايوة، سميةعامة مبتتكلمش، اللى بيفهمها بس هو اللى يعرف يخفف عنها ويقف جمبها، عمرو الشخص ده...
آسر بتلقائية: ليه متجوزوش؟
مالك: ههههههه، اخوات في الرضاعة...
آسر: ايوة صح نسيت...
مالك: يلا يلا...
القى آسر نظرة على سمية ثم توجه الى الغرفة، دخل وجد كل على حاله، القى السلام ثم جلس صامتا، كانت تلاحظ نظرات زوجها لآسرزززبينما الاخير في دنيا اللاوعى،
ملك: عمرو، نسيت حاجة في العربية برة...

عمرو: طيب خدى المفاتيح وروحى...
ملك بنظرة ذات معنى: يا عمرو ثوانى.
عمرو: حاضر...
خرج عمرو ووزوجته. ثم اوقفته.
ملك: بالراحة شوية على آسر. بجد شكله زعلان يمكن اكتر مننا...
عمرو بعصبية: هو انا عملتله حاجة...
ملك: اهدى خلاص، ده جوزها يا عمرو مهما كان
عمرو: طيب يا ملك، هاهدى...
ملك بتأثر: عمرو سمية هتعيش صح، هتكون كويسة.؟
عمرو: ادعيلها بس، وهي اان شاء الله هتكون كويسة...
ملك ببكاء: انا عايزة اشوفها.

عمرو: بللاش دلوقتى.
ملك رجاء: عشان خاطرى...
عمرو يمسح دموعها: طيب بس بلاش عياط، ماشى.
ملك: ماشى...
اخذها، كان يمسك يديها ويربت على كتفها، ما ان رأت اختهاا حتى بكت، احتضنها زوجها،
عمرو بحزن: احنا قولنا ايه؟
ملك ببكاء: عمرى مكنت اتخيل انى اكون في موقف زى ده، عمرى مكنت اتخيل ان سمية يحصلها كده يا عمرو
عمرو: ابتلاء من ربنا يا ملك، ادعيلها انتى وبس يا حبيبتى، يلاا عشا ن خالد زمانه تعب مامتك.

ملك تنظر لاختها: خايفة اسيبها...
عمرو: ربنا احسن من الكل، يلا ياا حبيبتى...
توجها الى الغرفة، كانت في اواخر شهور حملها، كانت تجلس بالمنزل، وجدت زوجها يحادث الهاتف ويبدو عليه التوتر،
مى: خير يا يوسف، مالك.؟
يوسف: ولا حاجة بس عندى مشوار مهم...
مى باستغراب: النهاردة الجمعة، وكمان دلوقتى، خير؟
يوسف بنفاذ صبر: مشوار يا مى وخلاص واحد صاحبى تعبان شوية، يلاا عايزة حاجة،؟
مى: لا سلامتك...

يوسف يقبل وجنتها: مع السلامة يلا.
خرج يوسف مسرعا متوجها للمشفى، سال الاستقبال ثم دخل عليهم وجد الجميع في حال حزن سلم على أحمد والجميع ثم احتضن آسر وربت على كتفه، ثم استئذن الرجلان، بينما مها كانت في حالة لا يرثى لها، كانت حزينة تجلس وحيدة في شرفة الغرفة باكية، >خل عليها عمرو،
عمرو: لازم تكونى افوى من كده يا خالتو
مها بتنهيدة: خلاص يا بنى معدش فيها قوة...

عمرو: علشان عمو احمد حتى، حالته صعبة جدا. ورهف كانت منهارة قبل متنام، ارجوك يا خالتو
مها ببكاء: دى بنتى يا عالم بنتى...
عمرو: ربنا هيشفيها يا خالتو وهتكون كويسة وتاخديها في حضنك من تانى...
مها: يارب يارب، بس هي تفوق وتكون كويسة...
عمرو: ان شاء الله، يلا يا خالتو البلكونة زحمة هههههه
مها بابتسامة باهتة: ربنا يخليكم كلكم ليا، وميحرمنيش منكم...

خرجت مها ثم جلست بجوار زوجها امسكت بيده ثم نظرت لعينيه، لتجد فيهما الما وحزنا لم تره من قبل، زم أحمد شفتيه، ثم نظر لها،
أحمد بالم: انا السبب صح،؟
مها: ده قضاء ربنا سبحانه وتعالى، متحملش نفسك يا احمد. وان شاء الله هتكون كويسة...
أحمد: يارب يا مها، يااارب
كان يجلس على احد المقاعد في الكافتيريا وبجواره صديقه.
يوسف: هي ايه اللى حصلها،؟
آسر: سمية عيانة، عيانة من زمان.
يوسف بعدم فهم: ازاى يعنى؟

آسر بدموع: عندها القلب...
يوسف بمفاجأة: ايه؟ لا حول ولا قوة الا بالله، ازاى، من امتى، ازاى انت متعرفش لحد دلوقتى يا بنى...
آسر: مقالتش لحد، خالص، خالص، تحملت تعبها لوحدها، انا بحبها، انا مش متخيل هعيش ازاى من غيرها، انا عارف ان انا غلطت كتير بس معقولة العقاب يكون قاسى بالشكل ده.
يوسف: اهدى يا آسر وحد الله، هتكون كويسة متقلقش، متوقعتش انك تحبها في يوم...
آسر بسخرية وألم: ولا انا، بس، حبيتها...

يوسف: طيب تعالى نلع من المستشفى نشم هوا نضيف
آسر: لا خلينى هنا، روح انت. انا هطلعلها فوق.
يوسف: انت بتقول انها مش حاسة بحاجة قعادك هنا ملوش لازمة، انت شكلك تعبان اوى، روح غير هدومك واحلق دقنك. وتبقى تعالى
آسر: مش هقدر اطلع قبل ما اطمن عليها، مش هينفع...
يوسف: طيب اجيبلك هدوم وتغير هنا وتحلق دقنك طيب.
آسر بسأم: مليش نفس، يلا انا طالع سلام.
يوسف: ينفع اطلع معاك، هاطمن عليها،؟
آسر: بعدين، بعدين.

صعد آسر ثم توجه لغرفة العناية، وجد أحمد وزوجته يراقباها، ظلا دقائق ثم غادرا، بينما هو تقدم لهها ظل متأملا اياها، لائما نفسه، داعيا الله ان يحفظها، كانت الساعة قد قاربت على الرابعة صباحا، وجد خليل قادما نحو الغرفة، راقبه، دخل فحصها ثم خرج، وجد آسر، دنى منه،
خليل: ادخللها، كلمها يمكن يا بنى...
آسر: خايف اتعبها...
خليل يربت على كتفه: هتتعبها وهتتعبك، هو ده الحب، هي بتحبك يا آسر...

آسر: هي حالتها لسة على حالها بردو؟
خليل: على حالها، لسة مفيش تحسن. بس على الاقل فيه استقرار، ادخللها...
آسر بامتنان: شكرا...

رد عليه بايمائة بسيطة من وجهه ثم انصرف، بينما دخل آسر عليها، مسك يدها، قبلها، ثم جلس، مرت عدة ايام والفراق يقترب منهما لكنه لا يستسلم له، كان الجميع منقسم بين البيت والمشفى، وأحمد يتابع اعماله بصعوبة حيث مى ببيتها لاقتراب موعد ولادتها، بينما عمرو كان يذهب لعمله ويقضى اجازته الاسبوعية بجوار خالته، اما آسر فلم يذهب لمنزله، اخبر والدته ان سمية اصيبت بوعكة صحية وعليها ان تاتى لزيارتها وطلب منها عدم اخبار مى، لم تخبر مى ولم تلبى طلبه بالزيارة، كان يجلس بجوارها في يوم، اشتاق لعينيها لصوتها،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة