قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قاسي ولكن أحبني الجزء الثالث للكاتبة وسام أسامة ف 4 صدمة

رواية قاسي ولكن أحبني الجزء الثالث بقلم وسام أسامة

رواية قاسي ولكن أحبني الجزء الثالث للكاتبة وسام أسامة الفصل الرابع

بعنوان: صدمة

افاق من غفوته الثقيله وهو يحاول فتح عينيه تحت تلك الاضائه الخفيفه الي تتوسط المخزن الواسع، فتح عينيه ببطئ ليشعر ببروده اسفله، ونسمات هواء تلفح جلده العاري، دقائق معدوده واستيقظ بالكامل ليجد نفسه عارياً وبجانبه تلك التي اغرقتها الدماء... والعاريه هي الاخري... نور

وجهها شاحب شفتيها الزرقاء، خصلاتها الممزوجه بالاتربه، جسده المملوء بالكدمات الزرقاء والدماء، ايقن انها فقدت الحياه.

فتح عينيه علي وسعيهما متفاجأ بشده
اقترب منها بقلق وضرب وجنتيها قائلاً:
-نور ...فوقي يانهار اسود.. حصل ايه
ايه الدم دا

ظل يقلبها يمين ويسار ليجد انه شوهها تماما الدماء تنزف من كل انش فيها
ارتدي ملابسه سريعاً

ودثرها بسترته التي اخفت نصفها العلوي
فقط ثم فتح باب المخزن وفتح الباب سريعاً ليحملها بين يديه ويخرج من المخزن والهلع متمكن منه

 

صعد سيارته ووضعها في الكرسي الخلفي ثم جلس خلف مقعد القياده
وانطلق سريعاً متجه الي اقرب مشفى حكومي له

والافكار تصفع رأسه بقوه متذكرا اغتصابه الوحشي لها... لم يتذكر سوا القليل ..قتل والدها... اختطفها... اغتصبها
لم يرحمها.. لم يملك ذرة انسانيه
ويعتق روحها المعذبه

قاد بتشتت وهو يمسح علي خصلاته بشده محاولاً الهدوء.. لن يندم ان فعلها مع اخري... ولكن ندم انه فعل ذالك معها تحديداً

بعد فتره ليست بقليله وصل الي احد المستشفيات الحكوميه.. ليوقف سيارته
ويحملها ويتجه فوراً الي اقرب ممرضه بالمستشفي

يس بنبره متوتره وهو يقف امام أحد الممرضات؛
-لو سمحتي عايز دكتور يكشف عليها
بتنزف جامد حد يشوفها

اجابت الممرضه بلا مبالاة:
-دخلها الاوضه دي ولما الدكتور يفضي هخليه يجي يشوفها

اجاب للاخر بغضب وتوتر:
-بقولك بتنزف هاتي دكتور يشوفها حالاً

انكمشت الممرضه اجابت بوجه ممتعض:
-ماشي دخلها جوا علي مااشوف دكتور
خدامين عندهم دول ولا ايه

دلف يس الي غرفه سريعاً ووضعها علي الفراش ذو الملائه الاوفويت المتسخه
وهو يغلق ازرار الستره والقلق ينهش قلبه بقوه...نادما علي ما فعله بتلك الصغيره

تقف اسفل الماء الي يتدفق عليها بقوه مختلطا بدموعها التي تحررت من عيناها الذابله المنكسره...

شهقاتها تعلو وهي تتذكر قسوته التي انهكت قلبها وارهقت عشقها له
تتوافد الذكريات الي رأسها
ذكرياته الجميله والمره معا

تعلم انها لن تستطع ان تفترق عنه
ولكن شكه غيرته تملكه كل هذا يجرحها
مدت يدها لتوقف الماء وتوقف معه دموعها...ارتدت بيجامه زرقاء واسعه نسبياً وخرجت من الحمام بتكاسل وألم

جلست امام مرأتها وازالت المنشفه من علي خصلاتها المبتله...وعقلها شارد
تتذكر ردت فعله عندما افاقت من نومتها
كان الهروب... نظر لها ببرود واستعدت لعمله وخرج بصمت... تاركاً اياها تحدق في الفراغ بهدوء والدموع اخذت مجراها علي وجنتيها... ارادت ان تصرخ في وجهه ولكن احبالها الصوتيه لم تساعدها

الم شديد احتل جسدها بالكامل
وألم اشد سكن قلبها الذي اشبه بأرض اصفر زرعها وذبل

افاقت من شرودها علي بكاء ابنتها:
اتجهت نحو فراشها الصغير وامسكتها بين يديها وهي تطلع لها بدموع
والأفكار تقرع في رأسها كالاجراس

ان انفصلت عنه ستتعذب طفلتها في النصف... لا تريدها ان تذق حرمان الاب
لا تريدها ان تنشأ علي عقد نفسيه

لتقول بصوت مهزوز يشوبه البكاء:
-طب اعمل ايه... ابوكي خلاص بيقضي علي الحجات الحلوه الي في حياتنا
ايوا انا قولت هستحمل وهكمل معاه مهما حصل... بس انا معدش ليا طاقه

خلاص مش قادره.. مش عايزه اكرهه
ومش عايزه ابعد عنه... بس هو الي قاسي ياسيدرا.. هو الي مش عايز ينسي ويكمل حياته...

ثم انهارت في البكاء قائله:
-قالي هنبتدي من جديد بس هو مبتداش
هو بيرجع لورا... لا هو قادر ينسي ولا انا هستحمل كتير

احتضنت ابنتها وانتحبت بحسره
علي حياتها التي تلونت بلون الليل
ولم يظهر بصيص امل فيها...

خرج الطبيب من الغرفه
وقف يس سريعاً قائلا بنبره متوتره:
-عامله ايه يادكتور

رمقه الطبيب بنظرات حاده قائلاً بصوت غاضب:
-الانسه الي جوا اتعرضت لأغتصاب
اكتر من مره وادي الي نزيف حاد وكسور في الحوض دا غير العلامات الي ماليه جسمها بطريقه وحشيه جدا

لم يتكلم حرف واحد ليسمع صوت الطبيب يقول:
-انا هبلغ البوليس دلوقتي لان حالة الاغتصاب دي ميتسكتش عليها

لم يتكلم بل جلس علي الكرسي الحديدي واضعا يده علي رأسه... لا يعرف ماذا يفعل... لتتردد في عقله كلمة الهروب
سيهرب تاركاً فعلته الشعينه

رفع نظراته المشوشه ليجد الطبيب غادر من امامه... اخرج هاتفه ليتصل بأحدهم ليسمع الطرف الاخر بعد دقائق يقول:
-ايه يا يس

تكلم يس بنبره حاول ان يجعلها قويه:
-انا هرجع الشغل ياباشا كفايه كدا

ابتسم الطرف الاخر قائلاً:
-طب كويس تعالا عشان
تفضي لأدم الصياد...
سلام

اغلق يس هاتفه وحدق في باب الغرفه امامه بشرود... وخرج من المستشفي بدون رجعه لها..

جالس في مكتبه مرجعا رأسه الي الخلف
مغمض العنين يتذكر كلمات جدته بعد حادثه مباشره التي طعنت روحه بدون رحمه طاعنه في زوجته... مشبهه اياها بأمه التي تركته وحيد

Flash back
لوت شفتيها بسخريه واضحه لتقول بمتعاض:
-بتدافع عنها زي ما ابوكي كان بيدافع عن امك بظبط.. لحد ما خانته وسابتك

احمر وجهه غضباً وهي يضغط علي فراشه بغضب قائلاً:
-مراتي مش زي حد ولا انا زي ابنك
متحاوليش تستفزيني يامدام نازلي

ضحكت بتهكم وهي تجلس علي الفراش امامه قائله:
-اممم مش زي امك.. مش شايف تصرفاتها امك كانت كدا عامله نفسها الزوجه الهاديه الرقيقه الحنينه ودي كوبي منها... هتبقا زيها بظبط

صرخ ادم بها بغضب قائلاً:
-كفايه اسكتي بقا

تكلمت بملامح هادئه قائله:
وهتكون زي ابني بظبط هتسيبك وراها مذلول هتخونك في اقرب فرصه توضحلها الي احسن منك

كل غرورك وكبريائك دا هيقع علي الارض
هتبقا عباره عن بقايا راجل زي ابني بظبط
عارف ليه ياادم.. لانها بنت اخو امجد
امجد الي بسببه ابني عاش في ذل وسط الناس ان مراته سابته عشانه

واخده دمهم وخيانتهم بظبط
واخده شكل برائة امك ياادم
ولما تسيبك هقف أشوفك
بتدمر زي ما شوفت احمد بيضيع
قدام عيني وبيضيعك معاه

انهت كلماتها ودمعه ساخنه تهبط من عينيها.. ثم خرجت من الغرفه تاركه اياه شارد في كلماتها ووخز في قلبه يؤلمه

ضغطت علي جرح قلبه الذي لم يشفي
وكأن التسامح هرب من قلبه مره اخري
والخوف تملكه من فقدان حوريته اطهر وانقي شئ في حياته القبيحه المظلمه

افاق من شروده علي رنين هاتفه
ليمسكه ويجيب ليسمع الطرف الاخر يقول:
-ادم الصياد...طبعاً عايز تعرف مين رتبلك الحادثه الي عملتها

رفع احد حاجبيه بجمود قائلاً:
-مين معايا

اجاب الاخر:
-مش مهم.. الي رتبلك الحادثه عبد الحميد الشهاوي وعم مراتك هو الي نفذ

اعتبرها نصيحه من فاعل خير
الشهاوي عايز يموتك ...

لوي ادم فمه بسخريه قائلاً:
-امممم ملكش مصلحه...

ابتسم الآخر قائلاً:
-طول عمرك ذكي زي ابوك يابن الصياد
مصلحتي انك تخلص منه لما تتأكد انه ورا الي حصلك

وعموما عشان تتأكد هبعتلك مقطع صوتي تتأكد منه ان هو الي عمل كدا
خمس دقايق وهتتأكد... سلام

اغلق ادم الخط ونظر الي الهاتف بنظرات جامده ولم ينهز كيانه بتلك الكلمات
اتصل بأحدهم قائلا:
-عايز اعرف كل حاجه عن عبد الحميد الشهاوي... انهارده تكون عندي أخباره

-حاضر ياباشا تحت امرك

اغلق ادم الهاتف والقاه علي المكتب بأهمال.. يعلم ان امجد مات في حادث غامض بهويه غير هويته..يعلم بألاعبيه وانه هرب من السجن.. ولكن لا يعلم ان الشهاوي من خلفه

تنهد ادم بسخريه قائلاً:
-عودة ادم الصياد من جديد
جه وقت الحساب منه كله وكلهم هيدفعو..

ثوان معدوده ووجد مقطع صوتي وصله يسمع فيه خطط الشهاوي لقتله...

-ياهند حرام عليكي بقا قومي بقالي ساعه بقولك افتحي الباب اتأخرت علي الشغل

ضحكت هند بقوه قائلاً:
-لا مش هفتح انا قولتلك خليك اجازه انهارده عشان تقعد معايا وانتا مرضتش
فا خليك محبوس في الاوضه لحد ما تقول انك هتقضي اليوم معايا

تأفأف اياد قائلا:
-ياهند في اجتماع مهم مع الان

قاطعته قائله بخبث:
-اووبس دا في معاد مع الي اسمها حسناء والشركه التانيه

فهم اياد فعلتها لينخرط في نوبة ضحك متواصله قائلاً وهو يجلس امام الباب:
-بتغيري يابيضه

عبست هند لتجلس هي الاخري امام الباب وتتلمس الفارق الموضوع بينهم بيدها قائله:
-ماهو بسببها اتخاصمنا كتير يااياد
وحسيت انك مبقتش تحبني

ابتسم اياد بحنو قائلاً:
-ياهند انا بحبك اكتر من نفسي
بس الفتره دي كنت مضغوط ياحببتي
مفيش اصلا واحده تملي عيني غيرك

اجابته بأبتسامه واسعه:
-حتي لما اكبر واكون عجوزه ووشي يكرمش

قال بنبره عاشقه:
-ولحد ما تقع سنانك ونمشي نتعكز علي بعض كمان

لتقول مره اخري:
-حتي لو مبقتش جمي

قاطعها بصوت حاني:
-لحد مانموت ياهند كمان.. بس افتحي الباب بقا

اطلقت ضحكه عاليه لتقوم وتفتح له الباب ليفاجأها هو بعناقه الساحق قائلاً:
مجنونه بس بحبك بردو

لتقول بصوت ولهان:
-عملت ايه حلو في حياتي عشان اتجوز واحد بعيون زرقه بس

ابعدها عنه وهو يضحك بقوه قائلاً:
اه ياجزمه وانا الي يقول بتحبني عشان انا الي مربيها علي ايدي..

امسكت يده وقادته الي غرفة الطعام:
-متحسسنيش اني عيله وانتا جدو
تعالي يالا عشان عملت الفطار وكان مستنيك

ضحك بتهكم قائلاً:
-احنا الضهر ياماما يبقا غدا

-بقيت مفجوع يااياد ورغم كدا يخربيتك مبيطلعلكش كرش ولا بتتخن

جلس علي الكرسي قائلاً:
-بمناسبة الكرش ياهند... ابقي اشفطي بطنك شويه ياحببتي لانك بجد تخنتي

فتحت عيناها بصدمه وكادت ان تتكلم وتوبخه ولكن قطعت كلماته رنين هاتفها
لتمسكه وهي ترمقه بغضب مصطنع
لتجيب بفرحه:
ماااازن اخص عليك كل دا متكلمنيش

ليتسمع ضحكات مازن قائلاً:
-وانتي كمان وحشتيني ياقرده
اياد عامل ايه وانتي عامله ايه

نظرت لأياد الذي يتأملها بأبتسامه:
-اياد كويس بيسلم عليك

اجاب الاخر:
-طب تمام سلميلي عليه وقوليله ان بابا عازمكو علي الغدا بكره

التمعت عيناها بفرحه قائله:
-بابا هو الي قالك يامازن

ابتسم مازن قائلاً:
-ايوا ياهند.. اديني جوزك اسلم عليه

اعطت اياد الهاتف ليتحدث مع مازن
لتهمس في نفسها قائله:
-وحشتني اوي يابابا... بجد وحشتني...

هبطت الطائره الي مصر معلنه عن قدوم اخوين لم يزوروها منذ سنين
ليركبو السياره متجهين الي منزلهم الذي نظمه معتز من نيته للسفر

كلا منهم وفي رأسه احلام جميله
عينين معتز المشتاقه لوطنه
وعينين روما المشتاقه للشرقي

ليقول معتز بنبره حنين:
-بقالي سنين مجتش مصر ياروما
رغم زحمتها وحرها بس جميله

ضحكت روما بسخريه قائله:
-اها بناسها الهمج والزباله الي مليانه الشوارع والحر

انعقدت ملامح معتز لينظر لها بجمود قائلاً:
شوفي رغم كل كلامك دا لو لقوكي واقعه علي الارض الف واحد هيجي ويقومك...وبعدين متنسيش اصلك ياروما انتي مصريه انتي كمان
يعني لو المصريين همج فا انتي منهم

اشاحت وجهها بعيد عنه بغيظ
فهو دائما متناقض عنها.. حنون عاطفي مبتسم بسيط رغم ثرائه... لا يؤمن بمفهوم الطبقات.. وهذا ما يجعلها تبتعد عنه متعجبه من تفكيره ذاك

اما معتز كان يتذكر والده والقيم الحميده التي زرعها فيه ويتذكر افعاله وكلماته التي مر عليها سنوات طويله جدا

Flash back
جبر بأبتسامه وهو يغرز البذور في الطين ليزرعها:
-اهم حاجه انك متنساش اصلك ولغتك يامعتز مهما عليت مكانتك بردو خليك بسيط

اجاب معتز وهو ينظر للنبته:
-بس هنا غير هناك يابابا هنا لازم اكون قد مستوانا ماما بتقول كدا

ليقول جبر بنبره جديه:
-بس انتا هو انتا البلد مبتغيرش المبدأ يامعتز لا بلد ولا لغه...المبدأ مش بيتجزء
افتكر كلامي دا ديما ومتاخدش من ماما غير الكلام الصح وبس

ابتسم معتز وحرك رأسه بأيجاب
Flash back
تنهد معتز بأبتسامه قائلاً في نفسه:
-الله يرحمك يابابا

ثم اخرج هاتفه واضعا فيه شريحه مصريه... وهو يتصل بأحدهم قائلاً:
-انا وصلت مصر... اه زي ماقولتلك عايز المركب يكون جاهز بليل... سلام

اغلق هاتفه لتطلق روما ضحكه عاليه قائله:
-كأنك بقيت غامض من ساعة ما عرفتها يامعتز... واكتر رومانسيه كمان

ليبتسم معتز قائلاً:
-بحبها ياروما...

تسدل الليل خيوطه في السماء
لتزينه بضع نجمات مضيئه تخطف الانظار كافتاه سمراء جذابه تزين خصلاتها بقطع صغيره مضائه...

كانت جالسه علي الاريكه تنتظر قدومه
حسمت امرها ستطلب منه الانفصال..
لتضع نقطه لنهاية تلك القصه المأساويه

ودموعها تجري علي وجنتيها قلبها يتألم منه وله تحبه وتكره قسوته تلك
تنهدت محاوله حبس الدموع في عيناها...

لتسمع صوت المفتاح يدور في باب الشقه لتتألم اكثر من تفكيره
كان طول اليوم يحبسها في المنزل غالقا الباب عليها خشيه من هروبها منه

دلف بقامته الفارعه ليسقط قلبه عند رؤية عيناها المتورمه من البكاء
ووجهها الذي اصطبغ بالون الاحمر القاني

رفعت انظارها اليه بهجوم وعتاب قائله بصوت مختنق:
-عايزه اتكلم معاك

تجاهل كلماتها ليقول بجمود:
-سيدرا نايمه ولا صاحيه

تنهدت بضيق من تجاهله لتقول:
-نايمه... عايزه اتكلم معاك

رمقها بنظره قويه يخفي بها قلقه من ما ستقوله بما يخص تلم لليله:
-معنديش كلام اقوله

قالت بصوت مختنق يشوبه البكاء:
-بس انا عندي كلام ولازم اقوله

لا مفر من المواجهه
وقف أمامها بملامحه المقتضبه
منتظر عتابها الذي سبقها هو وعاتبه لنفسه قبل قدومه

نظرت له بوجه خالي من التعابير
ولكن عيناه مليئه بالدموع رافضه للخضوع قائله بصوت خالي من الحياه:
-طلقني ياادم... كفايه كدا مش قادره استحمل

حدق في عيناها بصدمه ممزوجه بالغضب ليتشنج فكه متجاهلا كلماتها
متمسكا بهدوئه

لتقول مره اخري بنبره اقوي تشوبها البكاء:
-بقولك طلقني ياادم.. طلقني قبل ما أكرهك واكره حياتي كلها

نظر لها بغضب ليسير لها ويمسك يدها بقوه ألمتها بشده:
-تكرهيني..مش انتي وافقتي تكملي معايا ايه شيفالك حد تاني ولا ايه

فتحت عيناها علي وسعيهما بصدمه
من كلماته الاذعه وشكه المتواصل
قائله بصراخ وهي تقف امامه:
-لا انتا مجنون.. مش عاقل انتا مريض بالشك مش طبيعي اا

قاطعة كلماتها صفعه قويه احتلت احد وجنتيها لتقع أرضاً وهي صامته عيناها تحدق في الفراغ

غضبه أعماه بشده لتصبح ملامحه اكثر شراسه وغضب هادر

نظرت له وضحكه بسيطه خرجت منها لتصاحبها الدموع قائله بسخريه:
-عندك حق انا الي اتنازلت عن حياتي وسبتك تدمرها براحتك...اتجوزت شخص كاره حياته وهيكرهني فيها معاه

شخص قاسي معندوش قلب
مشفتش منه غير ضرب واهانه
حتي وانا في حضنك قاسي عليا
كرهت حياتي كرهت نفسي

انهت كلماتها وهي تبكي بقوه
عيونها زائغه في كل مكان كأنها تائهه
غير منتبهه لأي شيئ ...اصبحت كالمجنونه وجهها شاحب.. والدماء تنزف من شفتيها السفليه

كان ينظر لها بملامح مقتضبه
يستمع كلماتها المتقطعه بكاؤها
عيناها الزائغه.. الذابله
حول منها الي فتاه فقدت الحياه

قسوته تمكنت منها حتي اصيب قلبها بمرض الخذلان والحزن
لا يصدق ان امامه الان الفتاه الهادئه الناعمه التي رأها اول مره في مقر شركة
الفتاه العنيده القويه اصبحت ضائعه شارده

ارتخت ملامحه واقترب منها ليمسك يدها ويحتضنها بحنان لم تعهده منه لتصرخ به بغضب وهي تبتعد عنه:
-لا ابعد لا... سيبني امشي وبس
طلقني خليني اخد بنتي وامشي

حاول التحكم في غضبه ليقول بصوت حاد نسبياً:
-لا ياتقي مش هطلقك... انسي الطلاق خالص.. قولتلك مش هتمشي من بيتي
غير علي قبرك

اجابت بصوت مهزوز يشوبه الضعف:
-يبقا هموت نفسي...

للمره الثانيه تصدمه بكلماتها التي كانت كاالسكين تدس في قلبه بقوه

جلس ادم امامها أرضاً ليقول بغضب وهو يمسك كتفيها بقوه قائلاً:
-انتي اتجننتي ياتقي صح اتجننتي

نظرت له بنظرات ضائعه لتقول بضعف كلمات نابعه من وجعها:
-لا او اه المهم في الحالتين عايزه ابعد عنك كفايه انا حاسه اني بضيع

انتا الي قولت هتتغير ومتغيرتش
افتكرت اني غيرت حياتك افتكرت
اني الحاجه الحلوه الي فيها

بس لقيت اني بنسبالك جسم وبس
فرحان او زعلان او متضايق مش بتلجألي بتلجأ لجسمي وبس

افتكرتك بتحبني بجد
بس ...بس لقيتك مش بتحبني
كان لازم افتكر السبب الاساسي الي عرفتني عشانه...شهوتك ورغباتك

انتحبت اكثر لتقول بصوت متقطع:
-امبارح حسيت وانا في حضنك اني واحده من الشارع...مش مراتك
الطلاق احسن لينا احنا الاتنين

وبنتك مش همنعها عنك
ولا هشوه شكلك قدامها
وقت لما تحتاجها هتشوفها

ينصت لكلماتها بصدمه
تنكر حبه لها لانه اساء بدون شعور لها..
تنكر عشقه لها الذي ارتوي قلبه منه...تقول انها شهوه بنسبة له... لا تعلم انها هوائه
تطلب الانفصال... تريد الابتعاد

التمعت عينيه وقال بغضب وألم من كلماتها:
-مش انتي الي تقولي انا حبيتك ولالا
انا لو متجوزك عشان جسمك زي ما بتقولي مكنتيش فرقتي معايا

ليهزها بعنف قائلا بغضب هادر:
-مش انتي الي تقولي انا حبيتك ولالا
وطلاق مش هطلقك... ولو موتي نفسك زي ما بتقولي اعرفي انك هتكوني معايا في نفس التربه ياتقي

انهارت هي باكيه اكثر حتي هربت انفاسها منها لتسمعه يقول بصوت غاضب يشوبه الحنو والضعف:
-انا هسيب البيت خالص خليكي انتي
مش هتشوفيني غير لما تهدي
بس مش هطلقك... مش هضيع حياتي مني بعد ما لقيتها ياتقي

يمكن انا قاسي زي ما بتقولي ووحش ومش شبهك بس انتي الوحيده الي في العالم كله حبيتها بجد

انهي كلماته وعينيه تلتمع بالدمع
ليقبل رأسها مطولا ويمسح دمعاتها
ثم اتجه الي الغرفه ليقبل ابنته ويحتضنها

وهي تبكي في محلها... شعور العجز يتملكها.. عاجزه عن مسامحته وعاجزه عن كرهه

لتسمع صوت اقدامه يخرج من الغرفه
ثم انحني الي الاريكه واخذ مفاتيحه وهاتفه وقال قبل ان يخرج من المنزل:

-في حراس قدام البيت عوزتي حاجه اتصلي بيا انا وهخليهم يروحو يجيبوه
بس متطلعيش برا البيت خالص ياتقي

وسط دموعها رفعت رأسها له بدهشه
وسط الغضب ووسط الدموع وحتي وسط الفراق المؤقت... يغار المتملك..

ثم خرج من المنزل تحت دهشتها وفمها المفتوح من طباعه التي لن تتغير...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة