قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس والعشرون

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس والعشرون

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس والعشرون

وهم بالانصراف فقالت بصوت متعب متهدج
-ادينى الدوا، حاسه انى تعبانه
سعلت كثيرا ف احضر الماء واعطاها دواءها وجلس جانبها يحمل رأسها على صدره، نامت بهدوء كالاطفال على صوت نبضات قلبه
خلع قميصه برفق ونوى البقاء معها هذه الليله نظرا لسوء حالها. اصبحا الاثنين بنفس الفراش ملتصقين ببعضهم البعضامال بوجهه على شفتيها قبلها كثيرا قبلات اشتياق ومن ثم جذب الغطاء وغط معها فى سبات عميق.

الوقت الحالى
نظر اليها وهى شاردة هكذا، ياتُرى فيما تفكر؟!
فيما تنوى القول له. هل بالفعل ستدافع عن ماقال
ستدافع عن مابقى بداخلها حق له وحده يخصه!
تريد ان تحدثه عن العدل،
هذا القاسى الذى يطلب منها العدل الان. هل من العدل ان تعيش كُل هذا بقلب يملكه وحده بينما هو لايعلم اى شئ عنه!
هل من العدل ان يكون قريب من روحها حد الوريد، وابعد من سابع ارض عن قدميها!

من فيهم مطالب بأن يحكم بالعدل فى حكايته التى تخصه من الآخر
رفعت عينيها له التى اجفلتهما قليلاً للتو كى تريحها من عشق نظرتها اليه التى ادمنتها دوماًتنحنحت
نظرت له وهربت بمقلتيها عن النظر صوب نظراته عن التركيز بواحتيه الرماديتين اللتين يزداد اشتعالهم كلما تحدثت منهم تلك النظرات لها!
رفرفت باهدابها عدة مرات. حركتها المعهودة، واخيرا حررت لسانها لتهب فى ردها عليه قائله.

‏اسمعنى. احنا إتفقنا نفضفض لبعض، متفقناش نتعلق ببعض متفقناش تسكن تفاصيلي متفقناش تكون مهم فى يومي أوي كده، متفقناش توحشني بعد أول كام دقيقه سكات متفقناش أفتكرك فى عز إنشغالي متفقناش لما أمشى فى الشارع أدور عليك وسطهم، متفقناش تورطني فى حبك بالشكل ده. متفقناش تبعد وتقولى كده هيكون احسن
كده مش هيكون احسن والله!
نظر لها يزن يحاول تهدئتها ب عيناه مصوبتان على وجهها واردف.

-ليلى بعد كل اللى سمعتيه منى ولسه مصممه على رأيك؟!
-ايوا يا يزن. انا عمرى م اتمسكت بحاجه فحياتى زى مانا متمسكه بوجودك فحياتى كدا. مفيش شخص دخل حياتى الا وكنت عامله حسابي انه هيمشى هيمشى مش جديد
اختيار سكه وجعى معروفه ليهم وبيدوسوا عليها بجدارة، لكن انت!
لا يايزن. حتى بعد كل اللى قولته دا متفقناش انى احبك وتسيبنى بسبب افكار فدماغك
اردف لها يزن برصانته المعهودة لها.

-فيه ناس، كنت عندهم اغلى من حياتهم نفسها. وبسبب اللى قولته ليكِ اتخلوا عنى
انا مش هصبر على انك تتخلى عنى انتِ كمان عشان مش هتستحملى الوضع
هنا اندفعت ليلى به بصياح غير معهود لها
-لا بقا، مش بقرارك مش ب امرك، انا طول الوقت ساكته ومستسلمه لاى حاجه وكل حاجه بتحصل فحياتى
لكن عندك انت ونويت استقوى على شخصيتى اللى كرهتها دى، شخصية العروسه الخشب.

انت كل شويه بحال معايا. كل دقيقه بقرار ليلى متسبنيش. ليلى مينفعش نكمل ودا لمصلحتك
ليلى انتِ مجرد مريضه. ليلى انتى كل حاجه بالنسبة لى، ليلى ابعدى ليلى قربي
انا بقا خدت القرار بدالك يايزن. هكمل وياك عارف ليه عشان انت بتحبنى وانا كمان بحبك اكتر منك وعمرى م حبيت ولا حسيت بحد غيرك.

وعمرى م اتمسكت ب اى حاجه مطرح ماتيجى الريح انا معاها، لكن انهارده والساعة دى هتمسك بيك اكتر وهنكون سوا مش غصب عن قرارك لكن برضاك
-انا عارف ان دا الرد المتوقع منك عشان انتِ جدعة ياليلى وكويسة وبنت ناس وو
-ينفع متقولش اى تانيه. انا هكمل عشان بحبك وبس ومش مستعدة انى افتقدك فحياتى الا لما أموت. لكن مش عشان كل اللى انت قولته دا.

مفيش اى حاجه يايزن تخلينى اكمل عشان بنت ناس وجدعة، دا مش منطق المنطق انى بعشقك وهنكمل سوا باى وضع باى شكل ليك انا قابله ومبسوطة واسعد واحدة فالدنيا
نظر لها يزن يمشطها بعيناه، اعاشقه هى ام مضحيه؟
بلى دقات قلبه حسمت عشقها الذى يتطاير ليصل له مصوب هدفه بنقطه مركزه، هل أخطأ فى حساباته الاولى وكان رضا الله له بفرصه ثانيه مع هذه الفيولين؟

فيولين هى حقا. لديها اوتارها الدقيقه الرقيقه التى لا تسمح باصدار اى نغمه منها سوى من يعرف جيدا العزف عليها بإتقان. آلة سهلة ممتنعه وليلى كذلك
فهو لم يدرك انه الاوحد الذى عزف الاوتار بشكل صحيح ليصدر عنها صوتا مستجيب له يناديه. يجذبه عشقا ويهيم به غراما. انتبه من شروده فور سماع صوتها الحانى تنهى الجدال الناشب
-يزن انت قولت انى اتحسنت كتير وانى قريب هنزل مصر. هننزل سوا.

وهنكمل حياتنا سوا، ودقيقه كمان جايه فحياتى مش هتيجى الا وانت فيها ومعايا.
؟
الوقت السابق
كان هتاف صوت حنين يصل لخارج أرجاء منزل ليلى، صياحها كاد ان يُمزق ليلى اكثر من حالها السئ وماعليه الآن، اقتربت ليلى بضعف وتعب من حنين وهى تردف بانفاس متقطعه
-انا متعبتش حد يا حنين، بسيطه جدا ان ميبقاش لحد منكم دعوة بيا، وارتاحوا
زفرت بحدة حنين وقالت وهى تشتعل.

-مش عشان انتى محتاجه للامان وبتدورى عليه تعملى كل ده، ومينفعش حد مننا يسيبك ويقول ماليش دعوة
حتى لو هتقوليها مش هنسيبك ياليلى
وضعت ليلى كف يدها على صدرها بينما تتنفس بصعوبه وقالت
-انا مأذتش حد منكم ب افعالى، مش انتى قولتيها زمان. كل واحد حر.

-لا بتأذى نفسك وفالحته دى بالذات انتى مش حره، ازاى عايشة مع سى مؤيد بالطول والعرض على اساس مخطوبين ويبات معاكى كمان فالشقه وكذا مرة وتقوليلى محصلش بينا حاجه وبيحافظ عليا والجو دا مياكلش، الواد دا بيستعبط ولازم تتفسخ الخطوبة دى لان الحوار مش تمام وهتعملى دا ياليلى من غير نقاش
بالكاد استطاعت ليلى ان تجلس الى اقرب مقعد وانفاسها متهدجه لتردف الى حنين.

-وانتى مين بيتحكم فيكى يا حنين؟عشان عاوزة تفرضى سيطرتك عليا
-انا مبتصرفش غلط ومسؤله عن تصرفاتى وواعيه للى بعمله
لمعت فيروزتى ليلى بالدموع وتبسمت بسخرية لما سمعت من حنين فقالت
-عارفه انتى ليه مش بتتخبطى زيي يا حنين؟ عشان عمتو فضلت جنبك ومسابتكيش ابدا لحد ماربنا اختارها.

وعشان عمو محتضنك وواخدك صاحبته، حتى اخواتك رغم انهم شباب بس لكن اسمك بينهم ووسطهم ومعاهم، عمرك م حسيتى انك تايهه عمرك م حسيتى انك لوحدك بتدورى على سند على امان على اى حد تترمى فحضنه تشتكيله تفرحى معاه يقولك ايه صح وايه غلط
حسيتى بانك وحدك وانتى عيانه حتى كوبايه ميه مش عارفه تجيبيها؟ حسيتى بانك حتى مش قادرة تشتكى للحيطان حتى!هتموتى على ايد تطبطب وحضن يواسى.

اب ميت وام فضلت نفسها عليكى، حسيتى بكل ده يا حنين؟ تعرفى يعنى ايه تبقى مهزوزه ومكسورة ووحيدة!
باندفاع أردفت حنين بها، لم يرق قلبها لمَ تفوهت ليلىبل عقلها المحدث لها وطبيعتها الغليظة الطبع جعلتها
تردف بدون سابق تفكير
-ده ميدكيش حق تهببى كل ده فنفسك!ميدكيش حق تكونى لعبة فايد ده وده كل شوية
-انا لعبة يا حنين
-ايوا، ولعبة رخيصة اى حد ياخدها واى حد يلعب بيها حتى غلاف يغلفها ولا علبه تحميها مفيش.

مفيش مخ تفكرى مفيش عقل تميزى، بيبقى الواحد منهم عيوبه قصاد عينك تدب زى الرصاص
وبتفضلى وبتكملى، كانك مبسوطه بدور الماريونيت عروسة بخيوط مالكها يحرك فيها يمين وشمال وهى
مستسلمه ان شالله حتى يرميها فالنار
حزنت ليلى لما قالت حنين، هبطت دمعاتها بغزارة وكأنها سيول من المطر ورددت بخفوت وانكسار
-رخيصة وماريونيت!
إذ بغفله فوجئت ليلى بسعله قوية اخذت تسعل بشدة، فهرولت ناحيتها حنين واحتضنتها وهى تصرخ
-ليلىليلااااه.

سعلة تلو الاخرى وتتلوى ليلى من شدة الالم، سرعان تناولت حنين هاتفها ل تتصل ب بلقيس وم ان ردت لم تتفوه الا بكلمه واحده بصياح عالِ
-الحقينى يابلقيييس!
؟
-انتى ناوية تبيعى البيت عشان تساعدى ليلى؟!
لم يسعها بلقيس الرد، حتى فوجئوا ب دق جرس الباب، همت السيدة ام جلال لفتح الباب.

فوجدت سيدة ذات قوام معتدل، تضع الكثير من مساحيق التجميل ولكنها ترتدى وشاحها على رأسها، عيناها لهما نظره تتحدث عن شئ غريب، فغر فاه ام جلال واردفت بخوف وهى تنظر للداخل وتنظر الى هذه السيدة
-انتى جايه ليه؟ عاوزة ايه عشان خاطرى امشى
دفعت السيدة بيدها ام جلال ودلفت للداخل وهى تقول بنبرة حادة
-انا عاوزة اقابل بلقيس
-ليه يابنتى، ابوس ايدك امشى.

ظللت ام جلال ترتجى هذه السيدة بإلحاح شديد، حتى خرجت لها بلقيس وهى تشخص النظر اليها
-مين حضرتك
-مش فاكرة انك شوفتينى قبل كده يا مدام بلقيس
امعنت بلقيس النظر بها، واومأت برأسها ايجابا ودعتها للجلوس وبدأت الجلسة!
اخذت تنظر السيدة فى ارجاء المنزل وانفرجت شفتيها عن الحديث، ليترجل نادر على اعتباب باب المنزل يتعجب من هذه السيدة فينضم لجلستهم. حتى اردفت السيدة
-انتى شوفتينى فالعزا، عند المقابر يا مدام بلقيس.

تحدثت بلقيس بنفاذ صبر بينما كانت تفرك ام جلال فى كلتا يديها
- ياريت حضرتك تدخلى فالموضوع ع طول، معنديش وقت لانى كنت خارجه
ابتسمت السيدة بسخرية لتظهر ندبه بجانب فمها تخفيها بفعل المساحيق، واردفت الى بلقيس
-انا حسناء، كنت صديقة زوجك وعميله مهمه عنده وكنت بسهل امور كتير فشغله وفقضاياه. وبصراحه هو كان رومانسى جدا. وقع ف حبي من اول نظرة وصرف عليا كل اللى معاه كان يكفيه بس انى اطلب وهو ينفذ.

فاكرة قرض البنك!
بلقيس تحدق بها غير مصدقه مما تقول هذه البغيضه بينما هى استطردت بثبات
-قرض البنك والفيلم اللى عمله عليكم، كان متسدد هو بس خد فلوسك عشان يجبلى فيلا الساحل اللى كان نفسى فيه
هبت واقفه بلقيس ف اندفع نادر بالسيدة قبل ان تتحدث بلقيس
-انتى بتخرفى ياست انتى، اتفضلى اطلعى برة
بثقه وضعت ساق على الاخرى وتحدثت اليهم.

-للاسف يا نادر، انتو اللى هتخرجوا. جلال كان هيموت ونتجوز وانا ماطلت كتير ولما لينت كان شرطى الوحيد
يكتبلى كمان البيت دا، لما حضرتك عملت له توكيل انت ووالدتك عشان بلقيس هو استغله وكتبه ب اسمى
ووالدتك كانت عارفه بعلاقته بياكانت ياحرام نفسها ف بيبي سليم بدل اللى خلفتهم بيلا!
احست بلقيس بالاهانه زادت عن حدها فصفعتها صفعه مدوية لتقول بصوت جهورى كادت احبالها الصوتية تنفجر.

-انتى ست كدابه، الورق معايا ان البيت بتاعى وجلال عمره م يخونى ولا يكره ولاده لانهم عيانين
حدقت بها المرأة نظرة توعد وفتحت حقيبتها لتريها نسخه من عقد سليم ب اسمها لبيع المنزل، وان الذى تملكه بلقيس شئ ليس له وجود قانونى من الاساسمزيف!
-اقروا النسخه كويس واتاكدوا منها كمان، ويومين وعاوزاكم تفضوا البيت عشان هاخده واهده. ستايله قديم موت.

وضعت نظارتها الشمسيه على عيناها وخرجت حتى دلفت ميريهان على صوت الصياح، واذ ب بلقيس تصيح ب اعلى ما فيها
-جلال بيخدعنى!جلال كان بيخووونى جلال اخد كل اللى حيلتى وكمان ضمن لى حقى فالهوا
رمانى فالشارع انا وولاده شوفت يانادر اخوك عمل ايه فيا
شوفت الظلم حسبي الله ونعم الوكيل ربنا يصطفل فحسابه فيك ياجلااال.

اخذت تصيح ومن ثم لملمت ام جلال ذيولها لتتراجع قبل ان ينهالوا عليها هى الاخرى بينما كان نادر مشغول بتهدئه بلقيس التى كادت تجن فتفوهت ميريهان بهدوء
-هو فيه ايه يانادر! ماله ابيه جلال مش خلاص مات هيحصل منه ايه تانى وهو ميت اصلا!
لم يسعه النظر اليها نادر كان يقوم بتهدئه بلقيس التى شعثت شعرها وهى تصيح وتتخبط، حلما ام كابوس.

بلى شئ واقعى وحدث وماعليهم غير تنفيذ الامر القائم امامهمجميعهم مسيرهم قارعه الطريق المجهوله بسبب جلال لم يحمل هما وهو على قيد الحياة عاش غير مبالى وترك الدنيا ليتحمل غيره نتيجة افعاله واذاه الغير محسوب.
؟
بشرفه غرفتها، كانت تقف حنين تفكر فيما حدث مؤخرا لهم.

بلقيس فى حالة لايرثى لها بعدما علموا بما فعل جلال من الاعيب ورطتهم جميعا، وليلى التى تتحضر للسفر الى لندن كى تتابع شفاءها الميئوس منه لانها فى مراحل مرضها الاخيرة، اما عنها هى.

فهى وحيدة، تجرعت من كأس قد شرب منه غيرها من قبل، مرار الوجع. وجع الحب من طرف واحد. حبها ل آسر الذى انطفئ كثيرا بعد كل مامر به الجميع اخيرا وماسمع عن افعال ليلى جعلت منه غير متعاطف معها بل مشفق عليها وعلى سذاجتها التى تجعل ناس ك هؤلاء يتلاعبون بها كما يريدون دون اى ردة فعل منها.
قلبه جريح من ليلى، وقلب حنين ينزف لأجله فى صمت وهل سيظل صامتا؟والى متى؟

ياااه. ويكأنها نغزات الشيطان بقلب مؤمن لن يترك نافله الا وصلّاها!
هل هكذا كنت تشعر يا ابراهيم؟ اما الحب الا وادى ويل نمشى به لنهاية خاسرة او رابحه فعلى كل حال هو طريق الوجع الذى نتحمله برضا.
دلف اليها والدها واردف لها ف انتبهت من شرودها
-ايه؟ بتحسى اوى كدا
نظرت له حنين نظرة مستنكره ف استطرد هو.

-حاسه بوجع بلقيس ولا ليلى؟ ولا بوجع ابوكِ اللى شايفك كدا قصاده بعد مابيتك اتخرب وكل اللى حواليكِ حياتهم ماشيه وانتِ على عنادك، الوراثه اللى ورثتيها منى
-حياة مين اللى ماشيه يابابا، حياة بلقيس اللى هدها عالاخر جوزها قبل الموت وبعده. جوزها اهو مش حد غريب. ولا ليلى اللى بتتلعب من ايد ل ايد نزار ومؤيد كل واحد فيهم بهدلها ع كيفه وهى راضيه.

حياة مين، اى راجل بيتوجد فحياة ست بيخربها مش بيمشيها بيتى اللى اتخرب وانفصالى دا حصل بسبب حضرتك
-خليكى مهذبة وانتى بتكلمينى سامعه.

-انا مهذبه يابابا ولازم اكون كدا، بس لازم حضرتك تسمعنى انا مكنتش السبب فطلاقى مكنتش السبب اصلا ف اى حاجه من الاول انت قررت وصممت وانت عارف انى مش عاوزة، بس زى م اتعودت مع ماما بقا معايا وانا نفذت، متجيش بقا فالنتايج العكسيه تقول انى وحشه، لان ان انتو بتعملوا عمايل مع الواحد تخرجوا اسوء مافيه وبعدها تقولوا ان هو اللى وحش
هز والدها رأسه بخيبة امل ل يقول
-معنى ذلك هتفضلى كدا.

ارتسمت دمعه بعيناها ولكنها تأبي الهبوط، بقوة اردفت
-ياريتنى فضلت كدا ولا كان قلبي اتحرك واتمنى بابا انا اوحش حد فالدنيا
ارجوك متظلمش حد تانى معايا، ارجوك سيبنى
الجواز مش حل. الجواز نهاية!
تركته وانصرفت تحاول تمسح دمعه فرت رغما عنها، قلب والدها احس بها ابنته العنيدة المكابرة تعشق!
تعشق دون الشعور بعشقها وهذا مايجعل جروحها لا تلتئم ولا عزاء لدائن يدفع دينه القديم ويتجرع من نفس الكأس يوما.

؟
طرقتين على باب الشقه، كانت ليلى تستعد للرحيل الى المطار حيث ينتظرها آسر وحنين ومؤيد بالاسفل
لتجد الطارق الحارس يخبرها ب ان اسر وحنين منتظرين بالاسفل وحمل منها الحقائب وهبط بهم واذ يعلن هاتفها قدوم رساله بعدما تعجبت من عدم وجود مؤيد معهم ليصطحبها الى المطار
فتحتها ليلى لتجد مسطور بها هكذا
ليلوانا اسف يا حبيبتى، مش هقدر استحمل حد بيسيبنى تانى بعد م حبيته.

مش هقدر اكمل فحدوته عارف نهايتها، انا حاولت بس والله اكتر من كدا وكأنى بزق فالصخر
متزعليش منى لانى هفضل احبك حتى وانتِ بعيد. دا اخر اللى بينا ودلوقت ان فطريقى لبلد غير مصر خالص
الحياة فالبلد دى هتبقى وحشه من غيرك وانا لازم اتعود ع غيابك قبل م تسيينى فجأة!
صريحاه لان لازم تعرفى ان ع اد جمالك ف انتِ طيبة اوى. وطيبتك بوظت كل جميل فشخصيتك
الوداع ي ليلو. الوداع يابرنسيس!

اجهشت فالبكاء بمرارة حتى صعدا آسر وحنين ليتفقداها ليجدوها بحالها هذا ممسكه بالهاتف، قرأ الاثنين ماهو متوقع ولكن ما الفائدة لابد من الاسراع ميعاد رحلتها اوشك على الإقلاع، قاموا بتهدئتها بقدر الامكان كى تلتحق برحلتها، اغلقت حنين كل شئ بالمنزل وخلعت من اصبع ليلى خاتم مؤيد ليتركوه على المنضده ويغلقون الباب خلفهم.

وبعدما تم توديعها بصاله المغادرة، تبكى وهم يبكون امامها. لتذهب نحو الطائرة وتختفى عن انظارهم بالتدريج حتى يترجلا هم بكل أسى خائفين على هريرتهم فى الاغتراب والمرض
انصرفا عند بوابة المطار ليكون من بعيد تتبعهم مقلتى نزار يراقب اخر خطوات ليلى متخفيا، يطمئن مثله كمثلهم، يستودعها الله الذى لا تضيع ودائعه ابدا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة