قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 16

رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل السادس عشر

دلفت إلى المنزل بخطى بطيئة متعبة فاليوم كان ممتلئ للغاية بالمرضى ...فرأت من خلال باب غرفة الصالون المفتوح جدتها تجلس على أحد الاراءك وكعادتها فى يدها قطعة قماش لتطريزها أو قطعة من الصوف لحكايتها ويجلس أمامها الحاج سليمان يرتشف من فنجان قهوته التى ياتى مخصوص لشربها من يدى أخته الوحيدة ...وجدتها بالتأكيد أعدتها له بكثير من الحب فرغم أنها لديها اثنان من الأخوة الحاج سليمان والحاج عزت الذى ساءت علاقته مع أخته زينب منذ أن تطلقت حفيدته المدعوة قمر بابن عم ريم كاسر وقد اصبحت العلاقة بين الاخ واخته سيئة. ...فالحاجة زينب تعتقد حتى الآن أن اخاها عزت ارغم حفيدها كاسر على أن يطلق قمر...

ما أن دخلت إلى غرفتها حتى ألقت بجسدها على السرير وهى تدلى بقدميها على حافة السرير فسمعت صوت إدارة مقبض الباب تبعه دخول جدتها إلى الغرفة وهى تقول بسرور. ...عندى لكى خبر رائع
فنظرت إليها ريم بملل ...فتابعت الحاجة زينب ...زفافك سيكون خلال ايام
فنهضت ريم من على السرير وهى تهتف بغضب ...كيف هذا ...ومن هذا الذى قام بتحديد هذا ...ثم تابعت وهى تضع يديها فى خصرها. ...أنا غير موافقة
فردت جدتها بعدم مبالاة واضحة ...وأنا لم أتى لأعرف ردك أنا أخبرك فقط لكى يكون لديكى علم ...أما بالنسبة من الذى حدد فهو جدك ووالدك وافق على اقامة الزفاف قبل أن يسافر ...قالت كلماتها ثم خرجت من الغرفة وقبل أن تغلق الباب قالت بلهجة شديدة...عليكى أن تاخذى إجازة من الغد ولن يكون هناك مجادلة. ...ريم لن تخرجى من هذا المنزل إلا إلى منزل زوجك هل فهمتى. ...قالتها وأغلقت الباب وراءها بعنف ...

فخرجت الاخرى بسرعة من الغرفة متجهة إلى غرفة والدها وعلى وجهها تصميم شديد فإذا كان هو من قام بتحديد كل شى إذا هى ستقنع والدها بإلغاء ذلك الزفاف ...دقت دقات خفيفة على باب الغرفة حتى آذن لها والدها بالدخول ...دخلت وقدمها تتقدم خطوة وتتاخر خطوة اخرى فهى لم تتحدث يوما مع والده بخصوص أى شئ يخصها إذا كيف ستتحدث معه اليوم عن تأجيل زفافها ...لم تكن قريبة يوما من والدها ...احيانا كثيرة تمنت لو تستطيع أن تخبره بما فى فكرها ...تمنت لو كانت تستطيع أن تتحدث معه عن حياتها عملها يومها او عن اى شئ يزعجها او يفرحها لكنه كان دائما شخص غاءب عنها بعيد رغم قربه ...وجدته جالسا على الكرسى الموجود فى الغرفة ويحمل بعض الأوراق بين يديه ويتفحصها بانتباه واهتمام شديد ...وقفت أمامه وقالت بارتباك حاولت اخفاءه ليس لأنها ستتحدث معه عن أمر الزفاف فقط لكن لأن والدها من الأشخاص الذين لديهم هيبة غريبة تجعل من يتحدث معهم يقف أمامهم مرتبكا. ...أبى هل يمكننى التحدث معك.

-هل الامر مهم يا ريم ...قالها ومازالت عيناه على الأوراق ...
بلعت ريقها وهى تشعر بحشرجة صوتها ...أبى أنا ...قالتها على أمل ان يرفع رأسه نحوها لكنه لم يفعل ...فتابعت بألم ...لا شى ...وخرجت من الغرفة وهى تلعن تفكيرها الذى جعلها تفكر بأن والدها سيساعدها او حتى سيستمع إليها فيبدو أن رجل الأعمال الكبير كمال لديه اعمل أهم من ابنته الوحيدة ...دلفت إلى الغرفة بسرعة وأغلقت بابها ثم أسندت ظهرها عليه وهى تحاول كتم دموعها ...فشعرت بشئ حار يعبر صفحة وجهها فرفعت يدها اليمنى وهى تتلمس وجنتها بألم فدموعها أبت ان تتوقف ساكنة أمام حزنها ...هل ستستلمى يا ريم ...أنا أضعف مما يعتقد الجميع ...وفوق كل هذا أنا خائفة. ...قالتها فى نفسها وجلست على الأرض وكلتا قدميها تضمانها إليها تحاول أن تحمى نفسها من الخوف الذى سيملى قلبها ...أنا خائفة...أنا حقا خائفة ...أنا خائفة. ...ظلت ترددها ...
...أنها خائفة من الحب خائفة من الحياة ...خائفة من اى شئ قد يولمها او يجرحها فى يوما من الأيام

 

"ما أجمل الأطفال ...فتجد فى ابتسامتهم البراءة وفى تعاملاتهم البساطة مع من حولهم ...احاسيسهم مرهفة هشة ...الطفل عبارة عن صفحة بيضاء أنت بيدك من تسطر عليها ما تشاء ...وما ستكتبه على هذه الورقة هو ما سيشكل فكره عن هذا العالم وهذه الحياة ...ما ذنب طفلة فى السابعة من عمرها ان ترى كم ان هذه الحياة سوداء ...فى حين أنه كان كل امانيها واحلامها هى عروس كبيرة او دب محشو ...ما ذنبها ان يقوم وحش كاسر حطم أحلامها ...طفولتها ...حرمها من ان تقضى ما بقى من طفولتها فى سعادة بعيدة عن اى حزن او هم ...وجعلها خائفة مكسورة حزينة ..."
هذا كان جزء مما قالته نور فى قاعة المحكمة الكبيرة ...الذى امتلأت بالمهتمين بهذه القضية والمتعاطفين مع هذه الطفلة ...وكثير من رجال الصحافة والإعلام ...
-لقد أخبرني أن أتى معه وأن أتيت سيعطينى عروس باربى التى ترقص البالية ...هذا كان جزء من كلام الطفلة الصغيرة المنكمشة على نفسها وعيناها حزينة ومنكسرة ...
ترقرت عينا نور بالدموع إلا أنها ضغطت على يديها بقوة ...فيجب أن تاخذ حق الطفلة من ذلك المغتصب ...فى الأيام الأخيرة بدأت نور فى الذهاب إلى منزل الطفلة بشكل مستمر واقنعت والدة الطفلة أنها ان لم تتحدث سيضيع حق طفلتها ...وافقت الأم رغم أنها اعترضت فى البداية بشدة انها هكذا ستفضح ابنتها ...استاطعت نور فى الايام التى كانت تقابل الطفلة به ان تقترب منها حتى ان الطفلة اخبرتها بما فعله بها ذلك الذى أقل ما يقال عليه حيوان لأنه تعدى براءة طفلة ...حاولت أن تخرج الطفلة من عزلتها ولو قليلا أحيانا كانت تندمج مع من حولها واحيانا أخرى كانت تبتعد وتنكمش فى نفسها ...انتهت المحاكمة وحكم القاضى على المتهم بالسجن مدى الحياة ...لو بيدها ان تقتل أمثاله فى ميدان عام لفعلت حتى يكون عبرة ومثل لكل من يفكر ان يدمر حياة اى طفل ...جمعت أوراقها ومن ثم خرجت من القاعة وما ان خرجت حتى تجمع حولها العديد من الصحافين والإعلاميين من محطات الإذاعة والتلفزيون ومن الصحف المشهورة ...كلا منهم يحاول أخذ كلمة منها بهدوء وغيرهم كانوا يلتفون حول الطفلة وأمها لكنهم استطاعوا الانسلال من بينهم بمساعدة رجال الأمن ...وهى ركضت إلى سيارتها واغلقتها بسرعة وأخذت نفسا عميقا ثم زفرته بارتياح ...وهى تفكر لولا مساعدة السيد حازم لها وإعطائها الخيوط التى تجعلها تستطيع بها إدانة المتهم لما استطاعت فعل شى ...منذ يومان وهى كانت منهمكة فى البحث عن الخيط الذى اخبرها عنه للوصول إليه شعرت بإحباط شديد يملئ قلبها وعقلها وعجزها عن مساعدة الطفلة عندما لم تتوصل إليه ...لكنه فاجاها بدخوله إلى المكتب وهو يحمل ملفا ما وهو يقول بهدوء ...هذا الملف يحمل أدلة ارتكاب المشتبه به باغتصاب أحد الأطفال منذ عدة أعوام ...تركه على مكتبها وخرج بهدوء ...نظرت إلى الفراغ بذهول ...ومن ثم بدأت باستكشاف الملف الذى جعلها تفرغ كل ما فى جوفها من مما قرأته من قذارة لذلك النجس ...لقد قام باغتصاب أحد الأطفال منذ عدة أعوام لكن بماله استطاع إسكات والدى الطفلة والذى اقناعهما بالسفر إلى أحد بلدان الخليج فقد استغل فقر والدى الطفلة ووجد لوالد الطفلة منزل هناك وكذلك عمل ودخل ثابت يجعله يعيش سعيدا لبقية عمره ...واستطاع أن يعطى لكلا من القاضى ووكيل النيابة ومن حولهم حفنة من النقود جعلهم يصمتون حتى أنهم اخفو ملف القضية جيدا ...لكن لولا ذكاء ذلك آل حازم ودهاءه وفوق كل هذا نفوذه ...لم استطاعت الوصول إلى ذلك الدليل الذى سيجعل ذلك الحيوان يتعفن لبقية عمره فى السجن ...أدارت مفتاح السيارة ومن ثم انطلقت بسيارتها نحو منزل ريم فغدا حفل زفافها وهى يجب أن تكون معها فى هذا اليوم السعيد ...وكما اتفقت مع أروى سيبيتان معها اليوم ...

خرج من القاعة بهدوء ما ان نطق القاضى بالحكم ...لم يكن يريد أن ياتى لكنه لم يستطع منع نفسه وحرمانها من رؤيتها وهى تثبت إدانة المشتبه به ...كانت جميع الأعين عليها منها بإعجاب شديد ومنها بانبهار من ما اوضحته والادلة التى كشفتها عن ذلك القذر ...لقد كانت جميلة جدا جدا وقوية جدا لم تهتز لحظة رغم الحشود الكبيرة التى كانت بقاعة المحكمة الكبيرة ...حقا انه يتنبا لها بمستقبل رائع وأنها ستكون محامية مشهورة وماهرة فى المستقبل القريب ...رغم انه متأكد انها أصبحت من اليوم أحد المشهورين لمهارتها الفائقة التى اظهرتها اليوم ...تنهد بقوة وهو يفكر ...هل حقا ما قاله مازن صحيحا فهو لا يستطيع أن يمنع نفسه من التفكير فهو كرجل شرقى رغم سنواته التى قضاها بالخارج إلا انه يتمنى لو يكون أول شخص بالنسبة لها فى كل شى ...حقا انه يحتاج إلى الابتعاد قليلا لكن التفكير فى انها لن تكون أمام عينه لعدة ايام يجعله ينسى فكرة السفر هذه نهائيا ...

 

دلف إلى غرفة النوم وهو يبحث عنها لم يجد بها غير ميا التى وقفت واستندت بيديها على أسوار السرير الخشبى الصغير تبتسم له بشدة ما ان رأته فاقترب منها ومد أصابعه يداعب ذقنها وهى تقهقه ضاحكة من مداعبته لها ...تركها ثم توجه نحو الحمام فلم يجدها ...التقى حاجبيه فى غضب...هل يمكن أن تكون قد تركت المنزل ...لا لا يمكن أن تفعلها وتترك ميا ... خرج من الغرفة وهو ينادى غاضبا ...ماجدة ...ماجدة ...أتت الخادمة أمامه واقفة فى خوف ...فقال بغضب مكتوم ...أين السيدة
فردت بسرعة بهدوء ...السيدة ذهبت لشراء بعض الاغراض
مرر يديه على وجهه بعصبية ثم قال محاولا تهدئة نفسه ...منذ متى خرجت ...
ردت الخادمة بخضوع. ...منذ حوالى ربع ساعة قالت ستشترى أشياء للصغيرة واغراض تحتاجها لذا خرجت بنفسها ...ثم تابعت بتبرير وهى ترى غضبه الواضح ...كنت سأذهب أنا سيدى لكنها قالت انها يجب أن تقوم بشراء كل شى بنفسها

التفت بجسده ثم رفع يديه لها علامة المغادرة ...فركضت الأخرى بخوف وهى تحمد الله على انتهاء الحديث معه وخروجها سالمة فهى تعلم جيدا كيف هو سيدها عندما يغضب ...توجه إلى الغرفة وهو يزفر بغضب ومن ثم خلع سترته والقاها بغضب على الأرض وهو يلعن ويسب ...مما جعل الطفلة الصغيرة تفزع من غضب والدها حتى انها زمت فمها بشدة وعيناها امتلأت بالدموع وصدر منها أنين خافت ...انتبه حسام لانينها فالتفت إليها ولعن نفسه ما ان راى دموعها فركض إليها وحملها بين يديه فاطلقت الطفلة العنان لصياحها وبكاءها ...فضمها إليه وهو يهدهدها لكن الطفلة لم تتوقف عن البكاء ...فظل يقول باسف ...أنا آسف أنا آسف ...فتوقفت قليلا عن البكاء فجعلها تنظر إليه وعيناها تترقرق بالدموع وتزم شفتاها. ...فقال بحزن ...هل يعجبك ما تفعله والدتك بى. ...هل يرضيكى ان يحدث كل هذا لوالدك يا ميا ...ثم تابع بعد أن صمتت تماما وكأنها تستمع لكلامه ...أعلم إننى كنت شخصا سيئالكن أعدك بأننى سأكون شخصا رائعا من اجلكما. ...وضعها على السرير الكبير ثم جلس قبالتها وهو يفك أزرار قميصه العلوية ثم قال بهدوء ...حسنا ما رأيك ان أخبرك قصة جميلة ...فرفعت الطفلة رأسها إليه ونظرت بانتباه وكأنها مستعدة لسماع قصته فضحك بخفوت ثم بدء بالقول ...كان هناك شخص يسمى حسام توفى والده وعمره ستة أعوام لم يكن لديه غير والدته فقط من تهتم به ...لكنها تزوجت بعد عدة أشهر من وفاة زوجها وتزوجت شخص فظ قاسى عامل ابنها معاملة سيئة لكنها لم تهتم ولم تكن تستمع لشكوى ابنها لم ترى حزنه ولا دموعه ...ثم نظر إلى الفراغ بحزن وكأنه يتذكر كل ما حدث له سابقا ...كان زوج والدته يقوم بضربه عندما كانت والدته غائبة عن المنزل ومن كثرة ما كان يشكو لها وهى لم تستمع لم يعد يقول شى مما حدث له ...كبر وهو يرى حب والدته يزداد لزوجها وقد نست ابنها تماما ...كان يفعل اى شى يطلبه منه زوج والدته على أمل عندما يكبر ويشتد عوده سيترك المنزل لهما رغم أن المنزل وكل شئ يتمتعان به هو لوالده قد تركه له ...بعد أحد عشر عاما شاء القدر بأن قابل أحد أصدقاء والده القدامة الذى ما ان راءه حتى ضمه إليه وشعر حينها بالحنان الذى كان مفتقدا له ...كان حسام قبل هذا مهملا لدراسته حتى انه تركها ولم تهتم والدته بالأمر ...لكن صديق والده وجد له عملا معه وأخبره أن والده لديه افضال على الجميع وهو أولهم ...عرفه الرجل على ابنه الذى فى مثل سنه تماما واصبحا الاثنان صديقان وتوطدت علاقتهما مع الايام ...عمل مع الرجل لعدة سنوات عرف كل شى عن عمله واكتسب خبرة استطاع خلالها أن يكون مشروعا صغيرا له مع ابن صديق والده الذى أصبح بعد تخرجه مهندسا كبيرا ...ثم نظر إلى الطفلة وهو يقول بألم ...هل تعلمى يا ميا فى تلك اللحظة تمنيت لو كنت أكملت دراستى ولما تركتها لكن حبيبتى لم يكن والدك يوما احمقا او جاهلا بل العكس قرأت فى كل شئ ولدى خبرة أفضل من المهندس نفسه لذلك اياكى ان تأتى فى يوم وتشعر بالخزى من والدك كل ما أنا به الآن من تعبى واجتهادى وذكاءى كنت أخذ خبرة من كل شخص اقابله...فهزت الطفلة رأسها وكأنها توافقه فابتسم لها وتابع وهو يضعها على قدميه ...كان طموحى يتخطى مكتب للهندسة كان أكبر من ذلك ...فى ذلك الوقت كان اسم سليم السيوفى يتردد على مسامعى كثيرا رجل أعمال كبير يتمنى اى شخص ان يشاركه أعماله ...كانت شركته تبحث عن شركة ماهرة لتتولى أمر بناء أحد فروع الشركة التى ستقام فى القاهرة ...عملت بكل جهد لاجعل من حوله يقترحون عليه شركتى وفعلا تولت شركتنا هذا العمل سعدت كثيرا وبدأت فعلا فى التقرب إليه ...وفى أحد حفلات التى أقامها أخاه محمود السيوفى وكنت مدعوا إليها ...بلع ريقه ثم قال بألم ...هناك قابلت اميرتى...كانت منعزلة عن الجميع فى ركن بعيد انتبه لها لكنه لم يهتم كثيرا لكنه عندما علم انها ابنة سليم السيوفى حتى اقترب منها بعد ذلك أصبح يعرف عنها كل شئ.

متى تخرج من المنزل ومتى تعود اقترب منها فقط من أجل أن يستطيع التقرب من والدها لعله ينال نصيب شراكته...وبالفعل تعرف عليها وجعلها تحبه وعندما عرض عليها الزواج وافقت تزوجها بسرعة فى الشهور الأولى من زواجهما كان يعاملها بكل حب وحنان ونسى تماما سبب زواجه بها نسى ما مر به من الم وأحزان وبعد زواجهم بعشرة أشهر تفاجئ بأنها حامل ...فزع من الأمر وربما كان خائفا كيف يكون أبا وهو لم يشعر يوما بدف الأب وحنانه كيف ...تذكر سبب زواجه منها حتى انه فعلا بدء يصبح شريكا مع والدها فى معظم اعماله ...لكنه كان يشعر بكثير من الخوف وكثير من المشاعر المضطربة ...أنجبت له فتاة جميلة للغاية تشبهها فى كل شى عيناها وفمها وانفها حتى ابتسامتها ...حاول ان يبتعد عن الطفلة وإلا يقترب منها لكى لا يتعلق بها وبعد ذلك يتركها ...أصبح خائفا من أن يموت ويترك طفلته وحيدة مثلما كان هو ...حتى بدء يضرب زوجته وعندما علم من تكون والدتها سمع انها لم تكن امرأة فاضلة بل كانت مو...بتر عبارته وهو ينظر للطفلة ثم تابع ...لم تكن جيدة لذا خاف من ان تصبح زوجته مثل والدتها ...أصبح يضربها ويسبها لأتفه الأسباب لكن داخله كان يتألم ويحترق وهو يفعل ذلك ...أصبح شخصا مجنونا بها لا يريد أن يراها أحد حتى لا تتركه وتعلم انه غير مناسب لها وان هناك أفضل منه أصبح خائفا من أشياء كثيرة ...وفوق كل هذا كان خائفا من الحب ...خاءف من أن يتعلق بها ...وعندما نطقت لأول مرة كلمة طلاق شعر حينها بأن كل ماقام ببناه سيتحطم وهى ستتركه وتأخذ طفلته معها التى لم يحملها حتى عندما ولدت ...كانت ميا تنظر إليه بانتباه شديد فبادلها النظر وهو يبتسم فقال بهدوء ...هل ان طلب منها السماح هل ستسامحه ام انها سترفض...ثم تابع وعيناه تضيقان ...لكن ميا ما هو معنى اسمك ...

فأتاه الصوت من خلفه ...ميا معناه العظيمة ...قالتها بثينة وهى تقف خلفهم ...فتهللت اسارير الطفلة ما ان رأت والدتها وظلت ترفع يديها لكى تقوم بحملها ...ظل ينظر إليها بشدة هل يمكن أن تكون قد استمعت لكلامه ...فبادلته النظر صامتة حتى اقتربت منهما وحملت ميا وهى تقبلها بشوق ...حتى قال هو بهدوء ...أين كنتى ...وكيف تخرجين من دون أن تخبرينى
فناولته الطفلة ليحملها ثم قالت وهى تخلع سترتها البيضاء الخفيفة ...لقد اتصلت بك وهاتفك كان مغلقا ...وكان يجب أن أخرج ميا كانت تحتاج للكثير من الأشياء
فاقترب منها وهو يأخذ نفسا عميقا ثم زفره بقوة يحاول أن يتمالك نفسه ولا يغضب فهو لا يريد لطفلته ان تفزع ...فتخطاها ثم وضع الطفلة فى سريرها الخشبى ...ثم خلع قميصه الأبيض وتوجه نحو الحمام وقبل أن يدلف إليه التفت إليها وقال ...جهزى نفسك غدا سنذهب لحفل زفاف ابن عمك ...

 

يوم الزفاف
تم إقامة حفل الزفاف فى قاعة خمس نجوم كما أمرت السيدة كوثر فهى لن ترضى بأقل من هذا لوحيدها. ...رغم رفض ريم التام ومعارضتها لإقامة حفل من الأساس حتى اوشكتا الاثنتان على الشجار لكن جدتها استطاعت تدارك الأمر ووقفت فى وجه ريم ووافقت على كل مطالب السيدة كوثر ليس فقط من أجل كوثر لكن لأنها أيضا أرادت أن ترى صغيرتهاالتى كبرت وهى بجوار زوجها ويشهد الجميع الصغير قبل الكبير على هذا الزفاف ...قام مالك بحجز جناح كبير فى فندق بجوار القاعة لتتجهز فيه عروسته ومعها صديقاتها وجناح مثله لوالدته لكى لا تستشيط غضبا وإرضاء لها ...
بدء المدعون يدلفون إلى القاعة من كبار الشخصيات وغيرهم من أصحاب النفوذ فعاءلتى السيوفى والحسينى ليستا قليلتان فى البلد ...فهذا الزفاف يشهد الاندماج الكامل لهذان العاءلتان فمعظمهم شاهدوا منذ عدة أشهر زفاف مماثل لهذا الآن منهم من لم يستطع الحضور بسبب سرعة إقامة الزفاف فمنهم من كان بالخارج لكن هذه المرة حرص من لم يحضر الزفاف الأول على حضور الثانى لهذا امتلأت القاعة الكبيرة بالمدعون...كان حفل زفاف سيف عظيما لكن هذا الزفاف انيقا ...فقد اهتم مالك بكل تفصيلة سواء كانت صغيرة أو كبيرة به فهو من اختار ثوب الزفاف الذى أتى بطائرة خاصة من أحد بيوت الأزياء فى باريس واختاره محتشما انيقا وكذلك طرحته ليناسب حبيبته المحجبة ...وهو أيضا لم ينسى نفسه فيجب ألا يكون أقل منها جمالا فاختار بذلة سوداء وقميص ابيض وبابيون سوداءزادته وسامة واناقة ...


فى جناح العروس
جلست ريم إمام المرآة متكة بمرفقيها على طاولة الزينة وهى تدفن وجهها بين راحتها ...تفكر بما ستقدم عليه الآن هل ستندم لبقية عمرها ...هل ستظهر ريم الخائفة الآن ...تتمنى لو تستطيع الامساك بثوبها والركض بأقصى سرعة بعيدا عن هنا ...لو أعطاها فقط بعض الوقت لما شعرت بكل هذا الخوف ...هل تكذبين على نفسك يا ريم انتى دائما خائفة دائما وحيدة لكن انتى تخفين كل هذا وراء صراخك وغضبك وابتعادك عن الناس ربما انتى لم تقتربى من أحد يوما غير من أروى ونور هما فقط من شعرتى معهما بالأمان شعرتى بأنهما مثلك وحيدتان ...اذا ما الذى حدث منذ متى وكنتى خاضعة هكذا تفعلين ما يفرضه عليكى أحد او تصمتين...ما الذى حدث يا ريم جعل ضعفك يظهر هكذا ...هل حقا تريدين أن تكونى ضعيفة ويتحكم بكى شخص مثل مالك ...لكن هل هو حقا سيتحكم بى ...أنا أرى حبه لى بين عيناه ...فضحكت بخفوت وهى تقول بسخرية ...وما هو الحب أخبريني ياريم ما هو الحب هل تعرفينه هل شعرتى به يوما ...كل من كان يحبك تركك ولم يراكى عندما ابتعد لم يعد يهتم بك او حتى يسأل عنك ...حب مالك الذى تتحدثين عنه سيظهر فى النهاية أنانية وتملك لجمالك فقط هو لم يحب ريم ...لأنه لم يرى ريم بل رأى جمالها الظاهر للعيان فقط ...نعم هو لم يحب ريم ...وأنا من ساجعله يتركنى بهدوء قالتها بتصميم فى نفسها ...
فقالت أروى الواقفة خلفها وهى تضع يديها على كتفيها ...هيا أيتها الجميلة ...روميو ينتظر بالخارج ويقسم ان لم تخرجى فى خلال دقائق سيدخل هو ...
قامتا كلا من أروى وريم بمساعدة ريم فى ارتداء الطرحة لتتلام مع كونها محجبة ووضعن لها القليل للغاية من أحمر الشفاه رغم رفضها التام لوضعه...كان مالك قد أحضر طاقم لمساعدة ريم فى ارتداء الثوب والتجهيز للحفل ...لكن ريم بجنونها قامت بضربهن جميعا حتى أنها ألقت المزهرية نحو رأس رءيستهم. ...ولولا تدارك مالك الأمر لما مر الأمر بسهولة ابدا ...وأصبح صارما للغاية فهو لن يسمح لأحد أيا كان حتى لو كانت العروس ذاتها فى تخريب زفافه ...حتى أن والدته كعادتها كانت ستعترض على كثير من الأمور التى تخص ريم ومنها ارتدائها للحجاب لكنها عندما رأت غضب ابنها صمتت ولم تفتح فمها بعدها فى شى...
أتى كمال وأمسك يد ريم بحنان رغم أنه كان يريد ضمها حتى أنها شعرت بذلك لكنه تراجع فى اللحظة الأخيرة تعلم أن والدها صارم لكنها حقا تحتاج إلى حضنه فى هذا الوقت بالذات ...خرجت وهى تتباطا يد والدها وخلفها أروى ونور اللتان لم تقلا جمالا عنها ...
نزلت درجات السلم الواسع المكسو بسجاد أحمر فاخر وخلفها فتيات صغيرات يلقون الورود عليها وهى تتافف فى صمت فهذا ما أراده العريس المبجل ...حتى ان جانبا السلم زينا بالورود وعندما اقتربت منه تم خفض أضواء القاعة أكثر وأكثر حتى اصبحت خافتة قليلا عندما وقفت أمامه تناول يديها وقبلها بحب وعيناه تحمل كل معانى للعشق لها ...وضع يدها فى يده وهو يبتسم فى سعادة ...حتى وصلا لمقعدهما ...
وصل سيف إلى القاعة قبل نزول العروس بدقائق ولأنه كان فى الخلف من الحشود لم يستطع تبين نزول أروى وراء ريم وايضا بسبب الأضواء التى كانت تنخفض ببط حتى استطاع التقرب ورؤيتها ...فشخر بقوة وهو يراها تنزل آخر درجة للسلم وجميع الأعين عليها وهتف غاضبا وعيناه تكادان تخرجان من مكانهما.

 

-أحمر ... هتف بها سيف وهو يرى أروى ترتدى فستان أحمر جرى يبرز تفاصيل جسدها من أول خصرها النحيل حتى وركيها الممتلان ...كان طويلا على شكل سمكة ضيق من فوق حتى الركبة ومن بعده واسع ...باكمام ضيقة و عنقه عارى أبرز عظمتا عنقها المرمرية البيضاء ...وفوق كل هذا تضع أحمر شفاه جرى واهتمت للغاية بإبراز لون عيناها الذهبية بلون كحل اسود ...وأطلقت العنان لشعرها الغجرى على ظهرها ...ما ان رأته لم تلتفت له بل تبعت ريم ومالك وهى ترحب بكل شخص تقابله حتى أن بعضهم ما ان رأوها حتى قاموا بلثم يديها بقبلة رقيقة وهى بادلتهم بابتسامة أظهرت غمازتيها ...وقف سيف فى منتصف القاعة وهو يشتد على قبضة يديه حتى برزتا عروقهما حتى ان جديه لاحظا الأمر وتمنا ان يمر هذا الزفاف على خير ...
بدأ المدعون بجلوس كلا منهم على مقعده ...وتوجه هو حيث الطاولة التى كان يجلس عليها جده الحاج سليمان وأخته الحاجة زينب وابنها السيد كمال ...فجلس وهو يراقبها بعيناه وهى تقف بجوار ريم ...حتى أنها رحبت ببعض ممن كان يهنئ مالك ...هل يخرج عن طور أدبه ويظهر الحيوان الهمجى الذى بداخله ويذهب إليها ويمسكها من شعرها او يضعها على ظهره ويخرج من هذه القاعة...حسنا سيهدا هناك شئ إسمه منزل يا سيف ...منزل شخر بها بقوة وهو يبتعد عن كرسيه متوجها نحوها
ظلت تختلس النظرات إليه وهى تلمح نظراته إليها وكلما كانت تتذكر نظراته إليها كانت تزداد ابتسامتها اتساعا ...لا تستطيع ان تنكر أنه ما زال يخطف أنفاسها ما ان تراه لقد كان وسيما جدا وانيقاجدا ببذلته السوداء وقميصه الاسود التى هى متاكده منه انه اختاره بعشواءية هذه المرة فهو غاضب منذ ليلة أمس ...وتعلم أنها أخطأت بما فعلته فهى باتت عند ريم من دون علمه هى أخبرته أنها ستقضى مع ريم اليوم بأكمله لكنها لم تقل بأنها ستنام معها وتفاجا عندما أتى إليها ليصطحبها ولم تأتى ...حقا تقسم بأنه كان يكاد ان يقوم بضربها لولا مجى جده الحاج سليمان فى الوقت المناسب واستطاع التدخل وتهدئة الخلاف بينهما ...لا تعرف حقا ما الذى سيفعله بها الآن ولكنها سعيدة للغاية بغضبه هذا فربما كان يحبها او على الأقل بدأت بعض المشاعر تتسلل إلى قلبه ...وعلى غفلة منها اقترب منهم بخطى ثابتة وهنا ريم ومالك وهو يحاوط خصرها بقوة قائلا بمرح كاذب ...سآخذ زوجتى الآن ...فأظن انكما لا تحتجان إليها وتحتجان الى بعض الخصوصية ...قالها ثم سحبها وابتعدا عن ريم ومالك وهما يتجهان إلى أحد أبواب القاعة الكبيرة

أبتسم مالك فهو حقا يحتاج ان يكون بمفرده معها مثلما قال سيف فامسك بيدها التى بجانب يديه ...وجدها باردة فنظر إليها وجد الخوف بعيناها الزرقاء خوف لا يستطيع غيره ان يعرفه ...لو غيره نظر إليها لقال أنها قاسية ...لكنها حقا خائفة. ...فسحبت يدها ببط ثم وضعت كلتا يديها فى حجرها بتوتر ...ففضل الصمت حتى تحين لحظة بقاءهما بمفردهما فالقادم أكثر بكثير من ما مضى فهو وحده القادر على إثبات حبه بل عشقه لها ...
خرجا من القاعة وهو ما زال يحاوط خصرها بيديه حتى خرجا من القاعة تماما ووقفا خلفها وقال بغضب عاصف ...ما هذا الذى ترتدينه ألم نتفق مثل هذه الاثواب ارتدائها ممنوع
فردت ببراءة ...ماذا به ثوبى ما الذى تريده منى ان ارتديه...
فقال وهو يقترب منها ويضع إصبعه على شفتها يحاول ان يمسح بها أحمر الشفاه من على شفتاها ...وما هذا الذى تضعينه ...فالتقى حاجبيه فى غضب وهو يراه لا يمسح ...فحاول مرة واثنان لكنه فشل
فقالت بسرعة عندما شعرت بقسوة إصبعه وألم شفتاها ...يكفى انه لا يمسح ...
-ماذا كيف ...شخر بها بقوة
فردت بهدوء ...قلت انه لا يمسح
-قومى بازالته يا أروى او سأقوم أنا بازالته هتف بها غاضبا
فقالت بتحدى. ...انه ثابت لا يمسح
فنظر إليه وعيناه تضيقان بشدة ...اذا انا سازيله بطريقتى واقترب منها وكاد يلتقط شفتاها حتى منعته بيديها وقالت مستنكرة ...نحن فى الشارع هل جننت ...فبلع ريقه وسعل بهدوء يحاول ضبط نفسه ...حتى قال بمكر ...حسنا عندك حق لنا بيت يا زوجتى العزيزة وهناك ساحاسبك ..
دلف إلى القاعة بكل هدوء وخطى واثقة مثله وكل من يراه يفسح المجال له للعبور وهو يبحث بعيناه عنها حتى راءها واقفة بجوار والدها الجالس على الطاولة التى يجلس عليها والده مراد السيوفى ووالدته والسيد محمود وزوجته والطبيب عادل وزوجته والسيد سليم وجميعهم يتحدثون معها ويتضاحكون حتى اقترب منهم فقال والده وهو يجلس بجوار والدته ...لم أعتقد انك ستاتى الحفل ...رحب بأصدقاء والده وهو يسترق إليها النظرات ...ثم قال المستشار بفرحة ...أنا سعيد بكسب القضية ...وشكرا لمساعدتك حقا يا حازم
انتبه حازم له وقال برزانة ...الآنسة نور أيضا كانت مجتهدة ولم تتوانى فى الوصول إلى خيوط القضية ...وكانت مرافعتها أيضا عظيمة
فتسالت نور بسرعة ...لماذا هل حضرت المحاكمة ...لا أظن أنى رأيتك
فتنحنح حازم وقال بسرعة ...
لقد قرأت عنها فى الصحف...فاومات نور متفهمة. ...واستاذنت منهم وتركتهم متجهة حيث صديقتيها ...لم يستطع أن يمنع عيناه من متابعة حركاتها وهى تبتعد عنهم ...وهو يلعن فى سره مما ترتديه كانت ترتدى فستان قصير إلى الركبة اسود اللون أظهر كم أن ساقيها ممشوقتان عارى الأكتاف ...لم يخفى على والدته الجالسة بجواره نظراته لنور فجعلها تعقد حاجبيها لكن سرعان ما ظهرت ابتسامة على ثغرها ...استأذن منهم هو الآخر وتوجه نحو الطاولة التى يجلس عليه أسامة وماجد وماهر وسيف الذى دلف هو وزوجته و تركها مع صديقتها ثم جلس معهم
-أنه شخصا رائع من صنع الاثواب القصيرة ...قالها ماجد مبتسما وهو ينظر إلى كل أنثى تعبر أمامه
-حقا أتمنى لو كنت أستطيع أن اقتلع عيناه قبل أن يفكر فى صنعها ...قالها حازم بصوت خفيض ومتافف
-بماذا كان يفكر عندما قام بصنعها. ...سألها ماجد
-ماجد يكفى ...نهره أسامة
-ماذا بك ...هل نبحث لك عن عروس هنا ...قالها ماهر مبتسما
-ماذا أتزوج ...وتكون معى امرأة تسألني فقط متى ستاتى. ...لماذا تأخرت ...ثم رفع يديه عاليا وتابع ...هكذا أنا أفضل بدون امرأة

دلفت إلى القاعة الكبيرة وهى تتباطا ذراعه سعيدة للغاية بقربه منها رغم قساوته إلا أنها تعشقه...تبدلت أحواله وتصرفاته الفترة الأخيرة ولا تعرف السبب أصبحت غيرته ظاهرة للغاية ولم يعد يخفيها مثلما كان يفعل سابقا أو حتى إنكارها حتى أنه قالها بلسانه وهى تخرج ثوبا لارتداءه ...
أخرجت فى البداية ثوبا لونه اسود عارى الظهر وتوجد به ربطةتلتف حول الرقبه مطرزة بفصوص فضية
-لا ...قالها بسرعة وهو يحمل ميا وهو يراها على وشك ارتداء الثوب ...هذا الثوب لا الا ترين كم هو سيكون عاريا
-وما المشكلة فى ان ارتديه أنا لن اذهب الى حفل بسيط بل على العكس حفل كبير وسيكون الجميع يرتدون ملابس انيقة ...قالتها متاففة
فاقترب من الدولاب وهو يبحث بيديه الأخرى عن ثوب مناسب وهو يقول بهدوء ...الاناقة ليست شرط بأن تكون عارية حبيبتى ...ثم وضع أمام عيناها ثوب قرمزى اللون باكمام قصيرة واسع من فوق وينسدل باتساع على طوله ...أنه جميل ...رغم إننى اعترض على لونه ...فضايقت عيناها وهى تقول ...وماذا به الثوب الآخر ...ما المشكلة
فرد عليها ببرود ...المشكلة إننى شخص غيور للغاية حبيبتى هيا لكى لا نتاخر...ارتدت ما اختاره رغم أنها لاحظت الامتعاض على وجهه ...ارتدا هو بذلة زرقاء انيقة وقميص ابيض ...وخرجا بعد أن تاكدا ان ميا نامت وأكدت على مربيتها الا تغفل عنها لحين عودتهما. ...
نظرت إليه وعلى وجهها العديد من الأسئلة فى رأسها عنه ...وأهمها كيف ولماذا تغير هكذا ؟
سلمت على جديها وعلى والدها الذى عانقها بشدة ثم ذهبت نحو أروى التى قامت بتعريفها على نور وريم واندمجت معهم بسرعة ...
-لماذ سيادتكن هنا ...لماذا كل واحدة منكن لا تذهب إلى والدها أو إلى زوجها ...أنا لا أستطيع التنفس منكن ...قالها مالك متاففا
فضحكن جميعا وقالت أروى بفرح ...ما المشكلة أن نبقى معك ...حقا أنت ناكر للجميل هل ...
فنظر إليها بشدة يمعنها من إكمال كلامها ...فضحكت بشدة وهى تضع يديها على فمها علامة الكتمان ...فقالت نور بسرعة وطفولية ...ما هى المفاجئ يا مالك متى ستظهر
-دقائق و...وماكاد ينطق بالباقى حتى وجد كل من فى الحفل يتهامس بخفوت...وينظرون إلى أحد أبواب القاعة ...فنظر إلى حيث ينظرون فنهض واقفا وهو يسب بخفوت ...تبا لك قالها مالك فجعل الفتيات يلتفتن حيث ينظر ...كان يقف كاسر بكل غرور وعنجهية وتتباطا ذراعه علا التى شعرت أخيرا بانتصارها...لم تعتقد أن كاسر ساذج هكذا ليوافق على مجياها للحفل معه بهذه السهولة ...وها هى تدخل إلى القاعة بكل سهولة وهى تتباطا ذراعى من لا يستطيع أحد رفع عيناه إليه من لن يجرو أحدا منهم على حتى الاقتراب منها انشا طالما هى معه ...ولا يستطيع أحد من عائلة الحسينى فى الوقوف أمامه...
شعرت أروى وكان أنفاسها تسحب منها وهى ترى علا تدلف إلى القاعة ...فها هى غريمتها تدخل إلى القاعة...المرأة التى كانت على علاقة بزوجها وانتشرت صورهما فى الصحف والمجلات ...لماذا أتت ...قالتها بألم فى نفسها ...
خطفت الأنظار ما أن دخلت ليست فقط بسبب علاقتها السابقة مع حفيد سليمان الحسينى ولا لأنها أصبحت فى علاقة جديدة مع أحد أفراد نفس العائلة ...ولكن لأنها فوق كل هذا كانت جميلة لديها قدرة هائلة على لفت الأنظار إليها ...ارتدت ثوب قصير للغاية كشف عن مفاتنها بمهارة ...
اقترب كاسر ومعه علا نحو مالك وقرب يده منه قائلا بابتسامة ...مبارك ...
-فاقترب مالك منه وهو يقول بتحذير شديد ...أقسم يا كاسر أن خرب زفافى لن تربطنى بك أية علاقة ...هل فهمت ...
فضحك كاسر قائلا بهدوء ...لا تخف سأكون هادئا ...حتى إننى سارقص فى زفافك ...
أما فى الجهة الأخرى كان الفتيات يتاكلن علا بنظراتهن. ...
كانت أروى على وشك الانسحاب عندما اقتربت علا منهم ولكن ريم امسكت بمعصمها بشدة وهى تقول بتحذير ...اياكى أن تتحركى...تحاملت على نفسها ووقفت تحاول ألا تخونها قدميها و تتهاوى على الأرض ...
-مبارك يا ريم قالها كاسر مبتسما
-شكرا لك ...قالتها وهى تنظر إلى علا
-ما هذا لم أتوقع أن ياتى كاسر ...قالها سيف وهو يقترب منهم بخطى واثقة ووجهه لا يحمل أى تعبير
فضحك كاسر وقال ...لماذا الم تكن تريد منى المجى لحفل زفاف ابنة عمى وصديقى أم ماذا
-كيف حالك يا سيف ...قالتها علا وهى ترمقه بإعجاب لم تستطع اخفاءه
فضحك سيف ولم يبالى بالرد عليها بل اقترب من أروى ووضع يديه حول خصرهابتملك واضح وقال هامسا قرب اذناها. ...انتى جميلة للغاية ...ما رأيك أن ترقصى معى.


كلماته جعلتها تشعر وكأنها ريشة فى الهواء طائرة بغير هدى ...فنظرت إليه بقوة فبادلها نظرها بابتسامة عذبة ...جعل الجميع يلاحظون نظراتهما إلى بعضهما ...ثم شدها إليها وقال وهو ينظر إلى مالك ...ألن تفتتح حلبة الرقص أيها العريس ...ام أقوم بافتتاحها أنا بنفسى قالها وهو ينظر إلى أروى ...
فضحك مالك بخفوت ...ونظر إلى أروى فبادلته النظر بابتسامة جعل الجميع ينظر إليهما مستغربا فاشارت بيديها إلى الرجلان اللذان يقفان عند أحد الأبواب وفتحهما فور اشارتها. ...فامسك مالك بيد ريم وقال بحنان ...هيا بنا ...شدها إليها ومن ثم دخلا إلى حيث الباب المفتوح ...فنظر الجميع إليهم باستفهام...فضحكت أروى وقالت لنور وبثينة... هيا بنا وابعدت يد سيف عنها فجعلته يتافف غاضبا ...فنظرت إليه بدلال وابتعدت عنه ...
شهقت ريم ما ان رأت القاعة الأخرى الكبيرة المزينة بطريقة رائعة وهناك موسيقة هادئة منتشرة بها ...فقربها إليه واخذها حيث حلبة الرقص ...وقال لها بصوتا عذب ...أردت الرقص معكى بشدة ...بعيدا عن اعين اى رجل ...لذلك لم أستطع إلا التفكير فى انكى ستكونين بين يدى اليوم ...فنظرت إليه وعيناها مفتوحتان باستغراب فقال بابتسامة ...لقد خططت لكل هذا ...واروى هى من ساعدتنى فى التجهيز ...حقا احسدك على امتلاكك صديقة مثلها ...صمتت فشفتاها لم تسعفها فى النطق على اى كلمة مما قالها ...فقربها إليه أكثر ووضع رأسها على كتفيه ...فزفرت بقوة فهى لم تعد تعرف ماذا تفعل ...
ثم دخلن الفتيات والنساء فقط والتفن حولهما وبعضهم يتمنى لو كانت مكانها ...وفجأة دخلت فتاة ما تقول بصراخ. ...هناك مشاجرة بالخارج
فتوقفت الموسيقى وبدأوا يسمعون صوت اتا من الخارج ...
صمت مالك وهو يستمع بانصات حتى ترك ريم ...وخرج من القاعة مسرعا ...فبدأ جميع النساء بالتهامس عن ماذا سيكون مصدر هذا الصوت ...دلف إلى القاعة الرئيسية لم يجد بها أصدقاءه ولا حتى سيف ...فنظر إلى والده فخرج متتبعا الصوت وخلفه والده وجده وعائلة السيوفى ...خرجوا من القاعة واقترب من مكان الازدحام الممتلئ ببعض المتطفلين الذين يشاهدون باستمتاع ما يحدث ...
-تبا ...كنت أعلم أن عائلة الحسينى ستجعل حفل زفافى معركة دامية بينهم ...هتف بها مالك بصوتا عالى غاضب .

 

اقترب منهما مالك وسيف بسرعة وهما يبعدانهما عن بعضهما ...وكاسر يمسك بتلابيب قميص أدهم وهو يهتف بانفاس لاهثة ووجه محمر من الغضب ...أين هى قمر يا أدهم ...قلت لك أين هى
عدل أدهم من هياته بهدوء ...قلت لك سابقا أنسى أمر أختى نهائيا ...فلم يعد يربط بينكما اى شئ
فركض مسرعا كاسر إليه مرة أخرى يحاول أن يمسك رقبته بين يديه لولا وقوف سيف أمامه وهو يصرخ بهما بقوة ...يكفى
-توقفا أنتما الاثنان ...صرخ بها الحاج سليمان بغضب
وهو يضيق حاجبيه بشدة ...ثم أتت من خلفه أخته وعلى وجهها ألف سوال وما كادت تنطق حتى نهرها سليمان بعينيه يمنعها الكلام ...عم صمتا رنان فى المكان والجميع يتبادلون النظرات المتساءلة...
فنظر سليمان إلى سيف ففهم الأخير نظراته فنظر إلى حراس الأمن الذين اتوا فور استدعاؤهم يقول بصرامة ...لا أريد أن أرى أحدا هنا ...
فبداو بصرف المتجمعين ...
-أخبر جدك حتى أن ذهبتوا بها إلى الجحيم ساجدها. ...قالها كاسر بصوتا عالى غاضب وحاجبيه معقودان بشدة وأخذ سترة بذلته التى كانت ملقاة على الأرض ...وتركهم وذهب كثورا كان فى حلبة للقتال ...
فقال سليمان وملامحه تلين وهو ينظر إلى أخته وإلى عائلة السيوفى الذين يبادلونه النظر بدهشة ...هيا لم يحدث شئ ...ثم تابع بابتسامة ...أنهما هكذا دائما هيا لنتابع الزفاف ...وعلى العريس أن يأخذ عروسته ويذهب ...
استمع الجميع لكلامه ودلفوا للقاعة ...دلف مالك إلى الحفل متاففا فوجد ريم أمامه فنظر إليه بحدة رغم أنه لم يقصدها ثم اقترب منها وهو يقول بهدوء ...هيا يجب علينا أن نذهب وإلا أفراد عائلة الحسينى سيحولون زفافى إلى معركة دامية بينهم
دخل الجميع إلا سليمان وادهم فقال الأخير بحزن ...لم أكن أريد أن يحدث كل هذا لكنك تعلم كاسر جيدا عندما يغضب ...
فقال سليمان بهدوء ...هيا بنا للداخل وبعد الزفاف سنتحدث أنا وأنت
تم تغطية الأمر بسرعة بفضل سيف الذى بدء يدير الحفل بنفسه يرحب بجميع المدعوين بنبرة سعيدة رغم أنها حملت بعض التهديد لكل من سيفكر بتسريب أو نشر ما حدث اليوم وساعده فى ذلك أيضا أصدقاءه أسامة وماجد وماهر ...انتهى الزفاف على خير ما أراد سيف ...وبعد ذلك أخذ العريس عروسته وذهب ...

 

بعد انتهاء الزفاف أخذ سيف أروى إلى منزل الحاجة زينب كما أمر جده ...اجتمع كلا من الحاج سليمان وأخته وسيف وادهم فى أحد غرف المنزل الكبيرة ...الجد يجلس على كرسى الصالون الكبير وامامه أخته وسيف واقفا بجواره واضعا يديه فى جيبى بنطاله. ...وادهم يجلس على الأريكة أمامهم والعيون الثلاثة تنظر إليه بشك وكلا منهم وجهه يحمل تعبير مختلف عن الآخر...تحركت شفتا جدته وكادت أن تنطق بشئ إلا أن اخاها أوقف كلماتها وقال بنبرة هادئة...ما سبب عودتك الآن ...ومتى وصلت ...
فظهرت ضحكة تهكمية على ثغر أدهم وقال بنبرة ناعمة ...أتيت لإنهاء بعض الأعمال ...وأنا هنا منذ يومان
فنظرت الحاجة زينب بسرعة إلى أخيها بشك وكأنها تتهمه بمعرفته بوجود أدهم فى القاهرة ...فابعد نظره عنها وقال وهو يزفر بقوة لادهم. ...لم يخبرنى عزت بأنك ستاتى ...

-لقد أتيت فجأة فهناك أعمال هنا يجب أن أقوم أنا بالإشراف عليها بنفسى ثم صمت قليلا وتابع. ...لذا عندما علمت بالزفاف أتيت ...
فتنهدت الحاجة زينب تنهيدة طويلة تعبر عن قلة صبرها وهى تتحرك من مقعدها ...فقال ادهم بابتسامة تظهر على ثغره لكن نبرته كانت تحمل بعض التهكم ...ألن تقولى لى مرحبا يا جدتى
فظهر بعض من اللين على وجهها وقالت بنبرة حاولت أن تكون قاسية ...سيكون مرحبا بك حقا يا ادهم ...عندما تبتعدوا جميعا عن كاسر ...فيكفى ما فعلته به سابقا ...قالت كلماتها وخرجت ...
-ادهم ...إياك أن تخسر كاسر لا تدع المشاكل وما حدث سابقا يدمر صداقتكما أيا كان ما فعله جدك سابقا ...قالها ناصحا
فرد بسرعة ...بالطبع يا جدى لا تقلق ساصلح ما حدث
-حسناتصبحان على خير ...قالها وخرج هو الاخر
فجلس سيف مكان جده وقال ...لماذا تشجرتما وكيف تقابلتما ...؟
فضحك ادهم بقوة ثم قال ...كنت على وشك دخول الحفل فرايته. ...وقبل دخولى طلب منى الحديث وافقته وتتبعته ...وكالعادة سألني أين هى قمر فلم اجبه...فقام بضربى كما رأيت ...قالهابتاوه وهو يضع يده اليمنى على مكان الألم ...
-أين تمكث ...
-فى فندق ...سانتهى من اعمالى بسرعة وبعد ذلك سأعود من حيث أتيت
- أتمنى حقا بألا تفسد العلاقة بينك وبين كاسر قالها بنبرة رخيمة وهو يتحرك مبتعدا عن كرسيه متوجها حيث الباب ...
-لا تقلق ...قالها موكدا

فى غرفة أخرى فى نفس المنزل ...
- ما هذا الذى فعلتيه يا زينب ...منذ متى كان يوجد شئ بيننا اسمه حفيدك وحفيدى ...هتف بها سليمان غاضبا
- سامحني يا أخى لكنى لم أستطع كبت كلماتى وأنا أتذكر ما فعله أخى بحفيدى...قالتها بحدة
- زينب ما بين ادهم وكاسر اياكى ان تتدخلى بينهما
الاثنان سيظلان أصدقاء رغم ما حدث ...فاومات برأسها موكدة وهى تدعو ربها بأن تستقر الأمور بينهما حقا ...

 

دلفا إلى الغرفة ما ان وصلا للمنزل مباشرة ... وهى كانت تتحرك برشاقة بفستانها الأحمر وهو يراقبها بعينان صقر يراقب فريسته ...لقد كانت جميلة اليوم ومغرية جدا ...فنفض هذا بسرعة عن رأسه وتغيرت ملامح ووجهه حاول أن تكون حادة وقاسية بقدر ما يستطيع فيجب أن بضع حدا واليوم لملابسها تلك وبالأخص لذلك الفستان الذى كان من الممكن أن يجعله يقوم بقتل أحدهم اليوم وحينها حقا كان سيقلب هذا الزفاف على رأس مالك وعائلة مالك لكن سبحان من جعله هادئا حتى وصلا إلى هنا ...فتوجهت نحو الحمام وهى تختلس النظرات إليه فقد شعرت بتغير تعابير وملامح وجهه ربما شعرت بالخوف لكنها يجب أن تكون قوية ...يجب ان تبدأ بإشعال بعض النار فى قلبه ...
فقال وهو يعترض طريقها بنصف عين ...إلى أين انتى ذاهبة
رفعت احد حاجبيها بشك وقالت ...إلى الحمام كما ترى
فلوى فمه بتهكم قائلا ...ألم نتفق على عدم ارتداء مثل هذه الاثواب سابقا يا زوجتى
شعرت بتهكمه وقالت بسرعة ...ما المشكلة أنا ارتدى هذه الاثواب دائما ...هذه هى طريقتى وهذا ذوقى لذلك لن أقبل ان أغير من طريقتى من أجل أحد ...قالتها بحدة
-لكنك متزوجة ...ولى حق ان أخبرك إلا ترتدى ما لا اربد منكى ارتدائه ...لذلك اقترب من اذناها قائلا بتحذير. ...اى شئ سترتدينه لاحقا ...أريد رؤيته قبل أن يراه غيرى وحينها سأخبرك ان كان مناسبا أم لا ...هل فهمتى قالها بحدة ...
شعرت بكهرباء تسرى فى جسدها من أنفاسه التى تلفح بشرة وجهها ومن قربه منها ...هل يشعر بالغيرة تساءلت فى نفسها ...لا ...سيف يغير ...معقول ...
-هل تشعر بالغيرة قالتها هذه المرة بصوت مرتفع سمعه ...ولكنها سرعان ما نهرت نفسها بقوة ...وهى ترى وجهه المتصلب وعيناه الحادة ...
صمت تام أطبق عليهما وكلا منهم ينظر إلى الأخرى ...كان صمته هو بالذات كالنار المستعرة فى جسدها هل سوالها صعب لهذه الدرجة له ...هل هو لا يحبها ...ما ان طالت فترة صمته وهى تنتظر إجابته حتى جرت قدمها بهدوء وتابعت طريقها نحو الحمام ...دلفت إلى الحمام بحزن متالمة من حبها له الذى يبدو انه سيكون من طرف واحد دائما ...ابدلت ملابسها واخذت حماما لعله يطفى نارها ثم خرجت وهى تراه يحتل السرير بجسده واضعا يديه خلف رأسه ينظر إليها نظرات هى نفسها لم تفهمها ...لم تهتم له ثم اقتربت من السرير ونامت فى مكانها المعتاد معطية ظهرها له ...رمش بعيناه وهو يرى تجاهلها له فاغلق عيناه بشدة وهو يلعن نفسه على عدم إجابته لها ...فاقترب منها وفمه قرب اذنها. ...هل انزعجتى ...هل حزنتى لأننى لم أقل إننى أشعر بالغيرة ...ظهرت ابتسامة على وجهه منتظرا ما سيكون ردها ...فهو يريد ان يلاعبها قليلا ويشعر بدلالها عليه
شعرت بقشعريرة فى جسدها وقالت بهدوء رغم ألمها ...لماذا أحزن انه حقك ...مشاعرك ملكك وليست ملك أحد ...ولكنى أريد أن أخبرك بشئ لم تعلمهااعلم أنك غصبت على هذا الزواج وأنا أيضا لقد غصبت على هذا الزواج مثلك ...قالتها بتلقائية بسبب مشاعرها التى شعرت بانها جرحت ...أرادت حماية نفسها ان تثبت لنفسها قبله أنها ستنساه ولن تحبه مثلما هو كذلك لا يحبها فيكفيها أنها أحبته وفوق كل هذا يكفيها ألما وبقاءا على شخص لم يحبها ...تراجع بجسده وعيناه جاحظتان من كلماتها

 

جلست على السرير بفستانها الأبيض وهى تفرك فى يديها المتعرقتان بتوتر وارتباك واضح على محياها. ...انتفض جسدها ما ان شعرت بمقبض الباب يتحرك معلنا عن دخوله وعلى وجهه ابتسامة عريضة وصلت لعيناه لمحتها ما ان رفعت رأسها إليه ولكنها سرعان ما اخفضتهما...فاقترب منها بخطوات بطيئة ورأت حذائه الأسود على مرمى بصرها المنخفض ...فبلعت ريقها بصعوبة وهى تشعر بأنها على وشك البكاء تتمنى لو تستطيع الركض والخروج من هذا المكان ...فقرب يده منها وأمسك بذقنها برقة بالغة بأطراف أصابعه وهو يقول بعاطفة شديدة ...مبارك لنا حبيبتى ...شعرت بذبذبات عنيفة تنتشر على طول عمودها الفقرى لا تعلم ان كانت سببها الخوف أم الخجل منه ...تغيرت ملامحه السعيدة ما ان رأى مقلتيها اللتان تهتزان بخوف واضح ...فجلس بجوارها على السرير وهو يراقب فركها المستمر ليديها فقرب يديه منها ولامس جلد يديها وما كاد يفعل حتى شهقت بقوة وانتفضت فى مكانها ووقفت مبتعدة عن السرير ...فراقبها بهدوء رغم انه انزعج من فعلتها الا انه قال بهدوء وهو يقترب منها ...ريم هل انتى خاءفة منى
فردت بارتباك حاولت أن تخفيه ...لا ...لا ولكن ...أنا فقط أشعر ببعض التعب ...
فابتسم بهدوء وقال وهو يقترب أكثر ...حسنا ما رأيك ان تقومى بتبديل ملابسك و...وما كاد ينطق حتى قالت هى بسرعة ...نعم نعم ...سابدل ملابسى. ..قالتها وهى تتجه حيث الحمام ...فضحك من تصرفاتها وبدء هو الاخر فى خلع ملابسه ...
أخذت الحمام ذهابا وايابا حتى توقفت امام المرآة الكبيرة تنظر الى انعكاس صورتها وفمها يرتجف ذعرا ومن دون ان تشعربدأت دموعها فى السقوط ...
نظر إلى ساعة يده بملل وهو يراقب باب الحمام لعلها تخرج ...فهى بالداخل لأكثر من نصف ساعة حتى شعر بالقلق عليها فحالتها كانت تبدو سيئة للغاية ...فحسم أمره وتوجه حيث الباب وأمسك مقبض الباب بيد واليد الأخرى بدء بدق دقات خفيفة على الباب وقرب اذناه لعله يستمع لشى ...فضيق عيناه وهو لا يسمع اى ردا منها فبدأ الخوف والقلق يتسلل إليه ...فحسم امره نهائيا وفتح الباب وعيناه تدران فى المكان حتى وجد جسدها على الأرض وهى تستند على حافة حوض الاستحمام ...ذعر من ان يكون قد أصابها شى ...فهبط إليها وبدأ فى تمرير يديه على جبهتها وتأكد من انتظام أنفاسها فعلم أنها تغط فى النوم ...فوضع يديه أسفل ساقيها وأخرى أسفل ظهرها وحملها ...ووضعها برفق على السرير ...وبدأ فى خلع حذاءها العالى ...ثم جلس على طرف السرير وهو يتأمل نومها الهادئ فيبدو أنها لا تبدو مسالمة إلا عندما تكون ناءمةفقط ظهرت ابتسامة على وجهه ثم بدأ بعد ذلك فى خلع حجابها ...يالله...نارية ... نطق بها مالك بذهول وهو يرى ويتامل شعرها المنسدل على وسائد السرير ...كان شعرها أحمر طويل ...فبلع ريقه وعيناه ما زالت تحمل نفس التعبير وهو يقول بخفوت ...حقا لو كانت فيروز تشبهك فله حق عمى ان يجن عندما ماتت ...نام بجوارها وهو يضع يد أسفل رأسها لتكون وسادتها واليد الأخرى حول خصرها وهو يقربها إليه أكثر يحتضنها بقوة ويستنشق عبيرها. ...شعر بدقات قلبه التى تكاد ان تخرج من مكانها بقربه منها ...عيناه بدأت تنظر إلى ملامح وجهها بجوع شديد ...يشعر وكأنه كان يركض فى صحراء بغير هدى ويتمنى الارتواء الآن وحالا...
وفجأة شعر بانتفاضة جسدها بقوة وهى بين يديه نائمة فشهقت بضعف ورفعت نظرها اليه وعيناها غارقتان بالدموع تهتزان بغير هدى وجبينها يتساقط منه حبات العرق ...ذعر من شكلها وهى ترمقه بعينيها الزرقاوان بخوف جعله يشعر بألم كأن عظامه بأكملها قد كسرت ...فقالت بشفاه مرتجفة وبصوت مبحوح وكأنها كانت تبكى ليوما كامل ...أنا خائفة ...قالتها وعيناها تهتزان فدفن وجهها فى صدره وقربها إليه أكثر لعله يمنحها الأمان ...ارتجف جسده ما ان قربها منه فهذه أول مرة تكون بقربه لهذه الدرجة حتى هى ارتجفت مثله. ...فقربها إليه أكثر وهو يدفن أنفه فى تجويفة عنقها يشم رائحة عطرها ...هذه أول مرة يشعر بضعفها ...فيبدو أنها رأت كابوسا جعلها تستيقظ بهذا الخوف ...فقرب إحدى يديه على جبينها يمسح حبات العرق وقلبه يبكى على حزنها ...لو يستطيع أن يقتحم أسوار أحلامها ويقتل من جعلها هكذا لفعل ...لكن ماذا يفعل ان كان هو سبب خوفها

 

وقف ينظر إلى القمر الذى يتوسط السماء وإلى الأمواج التى تتلاطم بقوة أمامه ...ظل يتحرك بسيارته لأكثر من ثلاث ساعات كالتائه الذى يبجث عن ملجا يحتمى به ...يعلم انه اخطى فى بداية علاقتهما لكنه احبها ...احبها بقلبه ...كل شئ به اشتاق إليها ...همسها. .عطرها وقربها منه ...لقد أصبح مدمنا عليها كالمدمن على الخمر ...تذكر ما حدث منذ أكثر من خمسة أعوام ...
-طلقها بإحسان يا كاسر ...قالها جده وهو يقرب إليه أحد الأوراق نظر إليه وهو يقول بغضب مكتوم ...أنا لا اقبل أن يلقى أحدهم على باوامره...وستبقى زوجتى لاخر نبضة بقلبى ...
-كاسر ...وقع على الأوراق هذا أفضل لكلما. ...
-على جثتي ...لن أطلقها ...صرخ بها بقوة جعل كل من فى المنزل ترتجف اوصاله من صوته العالى الذى كاد أن يجعل جدران المنزل تهتز ...
-اربد أن أراها ...قالها وجسده يتهاوى على الكرسى بتعب عيناه لم تذق طعم النوم منذ أن تركت المنزل تركها عدة ايام لعلها تهدء لكنه وجدها تطلب الطلاق ...
كاسر أنا أفعل ما هو أفضل لكليكما. ...قمر لن تكون بخير معك ...نطق بها عزت بهدوء
قمر لن تكون بخير معك ...وقعت على مسامعه وكأنها سيف يخترق ضلوعه دون شفقة وينتزع قلبه من مكانه ...فقال بأعين حزينة لم تذق طعم النوم منذ ايام ...أريد أن أراها
-قمر ليست هنا ...
-ماذا ...هتف بها غاضبا
-كاسر...إياك أن ترفع صوتك مرة أخرى فى منزلى ...قالها عزت بنبرة شديدة محذرة ثم تابع ...وقع الأوراق بهدوء
-ماذا أن لم أفعل ...قالها كاسر متحديا به جده
-أن لم تفعل إذا ...أحب أن أخبرك حينها ستكون العواقب وخيمة قالها عزت بنبرة بها تهديد
-أنا لا اهدد ...قالها وهو يستعد للخروج متجاهلا جميع الأعين المرتعبة مما سيحدث بينهما ...
فعلا بعد ذلك اليوم بدأت المشاكل والخلافات بين كاسر وجده عزت ...فقد استعمل عزت جميع الطرق المشروعة وغير المشروعة لإجبار كاسر على الطلاق وبالفعل تم ما أراد ...بعد ما حدث بفترة تم الطلاق بعد مشاحنات وتدخل والده واقنعه فعلا بالانفصال ...ومنذ اليوم الذى خرجت فيه قمر من منزله وهو لم يرها لم يلمح حتى طيفها ...كان يتمنى أن يعيدها إلى عصمته مرة أخرى لكنها سافرت ما ان انتهت فترة عدتها ...
-اااااااه ...صرخ بها بقوة ...فاشتد تلاطم الأمواج أكثر وكأنه يشاركه حزنه ...

لندن ...
فى أحد المطاعم الراقية المشهورة فى لندن جلست على كورسيها بتوتر لا تعرف كيف استطاعت الموافقة على طلبه لمرافقته للعشاء
ارتشف القليل من كاسه ثم وضعه على الطاولة المناسبة لهما فقط وهو يراقب عيناها التى تتجول فى المكان فقال بهدوء ...أنا سعيد لمرافقتك لى للعشاء آنسة ايملى قالها بحب ...
فرفعت نظرها إليه وقالت بابتسامة ...لا أبدأ سيد نزار أنا فى خدمتك ...ثم ضحكت بخجل وهى تمرر أصابعها على شعرها الأشقر ...أظن انه مكان جيد للعمل ...
فتنحنح وقال بهيام وهو يضع يده اليمنى على يدها ...ايملى ...أنا أعجبت بك منذ أن رأيتك ...واتمنى حقا أن تبادلينى نفس الشعور
ارتبكت من كلماته وفتح فمها لكنها لم تنطق فقال بسرعة ...لا تجيبى الآن ...فكرى ولكى ما تريدين من وقت أنا غير متعجل ...سأنتظر ردك ...سأنتظر ...
بلعت ريقها ثم قالت بحزن واهدابها منخفضة ...لن ينفع الانتظار ...فرفع نظره إليها بألم وقال ...هل تحبينه ...نظرت إليه بدهشة وأكمل وهو يحرك الكأس الذى بيده ...أنا رجل واعرف جيدا ما هى نظرات الرجل لامرأة ...وأيضا انتى تحبينه رغم انكى تحاولين عدم إظهار ذلك ...لكنكى حقا تحبينه
اخفضت اهدابها مرة أخرى وقالت بحزن ...نعم احبه ...أحببته من دون أن أشعر لا أعلم متى وأين ولكنى أحببته ...لكن هو لا يحبنى ولن يفعل ...
فتح فمه وكاد ان ينطق بشئ لكنها منعته قاءلة بسرعة وابتسامة كاذبة شعر هو بها ...شكرا لك حقا على هذا العشاء ...انه مكان راقى وأيضا غالى الثمن ...حقا شكرا لك قالتها بخفوت. ...نظر إليها بألم ثم تابع بهدوء تناول طعامه وهو ينظر إليها يحسد وليد على امرأة مثلها ...
كل هذا وزوج من الأعين تراقبهما بغضب ...حتى اقترب منهما بخطوات أسد ...ووضع يديه على الطاولة جعلهما يرفعان نظرهما نحو الشخص الواقف امامهما وعلى وجه كلا منهما تعبير وجه مختلف فقال بسخرية واضحة فى صوته ...ما هذا الآنسة ايملى .

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة