قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عندما يعشق الرجل لـ شيماء محمد الفصل 15

رواية عندما يعشق الرجل لشيماء محمد الفصل الخامس عشر

دلفت إلى المنزل بابتسامة حزينة على وجهها ...رغم سعادتها التى لا توصف بسبب رؤيتها لريم اليوم عروس جميلة سيكون لها بيتا خاص وزوج محب كمالك تتمنى حقا أن تشعر صديقتها بحب مالك لها ...الحب هل هو حقا وهم مثلما قالت ريم ولا يوجد رجل لمراة واحدة مثلما كانت دائما تردد ريم ...نعم فخير دليل هو تلاعب مازن بها طوال تلك السنين توهمت منذ الجامعة بأنه يحبها بل اعتقدت احيانا انه عاشق لها رغم أنها لم تره بعد انتهاءهما من الدراسة الجامعية إلا فى شركة صديق والدها مراد السيوفى ...

رغم ذلك أحست انها قد تكون رسالة للقدر لكى يلتقيان مرة أخرى وربما ينتهى بالزواج لكن كل هذا انتهى عندما ذهبت لزفاف صديقتها لا تنكر انها لم تحب هايدى إلا انها اعتبرتها صديقة فى يوم ما ...لكنها غدرة بها وطعنتها وهو لم يكتفى بخداعها بل حطمها أيضا ...ياالله تنهدت بقوة ثم قالت لنفسها وهى تدنوا إلى غرفتها ببط وحزن ...يجب عليها ان تنسى مازن نهائيا فهو لم يكن يوما لها ثم تابعت بتفاول ...نعم يجب ان انسى فحتى وأن لم أجد من أحبه ويحبنى فبجوارى والدى سندى وامانى فى هذا العالم ...فابتسمت ابتسامة عريضة وهى تقول مشجعة ...حسنا ...ساغير ملابسى وبعد ذلك ساعد عشاءا راءعا لها ولوالدها لحين عودته ...فهو قام بايصالها إلى هنا وبعد ذلك أخبرها انه سيذهب ليقابل أحد أصدقاءه القدامة. ...حقا ما اجمل تلك الصداقة التى تجمع بهؤلاء الخمسة ...والدها دائم الحديث عنهم وعن شقاوتهم ايام المدرسة والجامعة ...صداقتهم استمرت لأكثر من ثلاثون عاما ..

جلس الأصدقاء الثلاثة فى منزل محمود السيوفى فى حديقة منزله ...يتضاحكون ويثرثرون ...
-سيف يشبهك كثيرا يا سليم قالها عادل والد أروى ...فرفع سليم عيناه إليه وقال بحزن وتنهيدة طويلة ...لا انه يشبه والدته كثيرا ...
فرد عليه محمود بسرعة ...بشرته بيضاء فعلا مثل والدته لكن طوله وملامح وجهه تشبهك كثيرا يا سليم
فقال مراد بهدوء ...رحمها الله ...لقد كانت تحبك للغاية
فرد سليم بحزن ...نعم كانت عاشقة لى لكن ماذا فعلت انا تركتها وذهبت
فقال عادل بمواساة. ...سليم لم يعد يفيد الندم ...اهم شئ الآن حاول أن تكسب ابنك ...ما حدث ماضى وانتهى
-ماضى ...يبدو ان هذا الماضى لن يتركنا ...لقد فعلنا أشياء كثيرة اذينا بها الأشخاص الذين احبونا قالها ياسين بحرقة
فالتفت الجميع إليه ...فتابع بألم ...أخطأنا فى الماضى يبدو انها ستطاردنا الان
فرد مراد بغضب وتهكم ...ما الذى فعلناه أيها المستشار لكى تطاردنا الأخطاء
فقال ياسين وهو يبتعد عن كرسيه ...فعلنا الكثير ...واوله هو أخذ نور من روز واعتقادها حتى الآن بأن الطفلة قد ماتت ...
فهتف مراد غاضبا وهو يبتعد عن كرسيه ...اخبرنى ما الذى كان يجب أن نفعله وأخ زوجتك يهدد بقتل الطفلة إذا لم تبتعد عن اخته ...اخبرنى ما الذى كان يجب أن نفعله نترك ابنتك لهم ...كان يجب ان نفعل هذا لنحمى كلتاهما ...روز بعيدة عن ابنتها لكن على الأقل هى على قيد الحياة ...ثم تابع ببرود وهو يمرقه بنفور. ...إذا كنت تريد أن تذهب وتخبر زوجتك ان ابنتكما ما زالت على قيد الحياة ...اذهب لا أحد يمنعك ...لكن يجب ان تتحمل العواقب بنفسك ...لأن اخاها إذا علم لن يتهاون فى أبعاد نور تماما عن روز ...انهى كلامه ثم تركهم وذهب ...حاول محمود منعه من الذهاب وهو غاضب لكنه لم يستطع منعه من المغادرة
جلس محمود على كرسيه بقلة حيلة ثم قال بتسأل ...ماذا بك يا ياسين ...لا تبدو بخير هذه الفترة ...
فاخفض رأسه بألم ...لست بخير ..قالها وهو يبتعد عن كرسيه ...ثم ذهب بهدوء جعل الباقين يراقبون مغادرته هو الآخر فى صمت ...

-ها قد أتى المستشار ...قالتها نور وهى ترى والدها يدخل إلى المنزل ...وركضت إليه واحتضنته بقوة وعلى وجهها ابتسامة تكاد تصل إلى عيناها ...فقبل ياسين فروة رأسها وضمها إليه أكثر ...فقالت بدلال
-ما الذى اخرك هكذا ...أنت هكذا دائما تنسى نور عندما تكون مع أصدقاءك
اه يا نور لو تعلمى ان لا أحد غيرك يشغل تفكيرى قالها فى نفسه بحزن
-فرد باسف ...آسف ...ثم تابع وهو يبعدها عنه وينظر إلى عيناها ...لا أحد يستطيع ان يشغلك عنى
فقالت بابتسامة وعيناها تلمع ...حسنا ...عندى لك مفاجأة
فنظر إليها بتساول. ...فقالت بفرح ...لقد أعددت انا العشاء ...فقال بمرح. ...وما الذى اعددتيه
-فغمزت بعيناها وابتعدت وهى تقول بمرح ...انها مفاجأة ...فقهقه ياسين عاليا من شقاوة تلك الصغيرة ...لكن سرعان ما تبدلت ملامح وجهه وهو يفكر فى المجهول وما الذى ينتظر صغيرته إذا حدث له شى ...دلف إلى غرفته قام بتبديل ملابسه وتوجه نحو السفرة وجدها تضع الأطباق ...فقالت بسعادة وهى تنظر إليه ...لقد انتهيت ...ثم أشارت إلى الاطباق وقالت بجدية ...حسنا سيدى سأبدأ بتقديم الاطباق إليك ...أشارت إلى طبق يحتوى على شى ما باللون الأصفر وبه قطع صغيرة
برتقالية اللون رجح انها ربما تكون جزر ...إذا فالطبق هو عدس ...فقالت ...الطبق الرءيسى هو شوربة العدس ...بلع ريقه بخوف ...ثم أشارت إلى آخر وقالت ...اقدم لك أخيرا بعد شقاء طبق الأرز ...
فضحك بخفوت وقال بعبوس. ...أرز و شوربة عدس
فاشارت باصبعها علامة النفى وقالت ...لا ليس شوربة عدس وأرز فقط بل وأيضا سلطة وقطع بوفتيك
فجلس على كرسى السفرة فى المقدمة وجلست هى بجواره ناحية اليمين ...فبدأت بوضع شوربة العدس بسعادة ...وهو يتأمل وجهها عيناها شعرها حتى ابتسامتها الخجولة كل هذا ورثته من روز انها نسخة طبق الأصل منها ...ربما هذا ما جعله يصبر ويهون على نفسه تركه لروز. ...لكن ما زال شعوره بالذنب نحوها ما زال ياتى له فى صورة كوابيس ...وبالذات هذه الفترة الأخيرة ...قطعت أفكاره وهى تقول ...أين ذهبت أيها المستشار الطعام هنا
فضحك وقال ...لم اذهب انا هنا ...حسنا سأبدأ ...لكن انتى متأكدة من هذا الطعام ...وقبل كل هذا هل يوجد مطهر للمعدة
فزمت شفتاها وقالت بتأكيد ...لا تخف الطعام جيد ...هيا كل وقل لى رأيك ...
فبدأ بتناول الشوربة فبدأ العبوس يظهر على وجهه وهى تراقبه بترقب فقالت بسرعة وهى تبعد الطبق عنه ...حسنا حسنا ...فالنترك العدس ...وتناول الارز و البوفتيك ...فوضعت له فى طبق آخر أرز وبوفتيك ووضعته أمامه ...عيناه احمرت وامسك كوب الماء وشربه باكمله وقال بشهقة. ...ما الذى وضعتيه على الأرز وما هذا الأسود والأحمر الموجود به ...فقالت ببراءة وانكماش. ...انه فلفل اسود وأحمر
فاغمض عيناها وقال بهدوء ...ابعديه عنى ...
فقالت بسرعة ...نعم سابعده وخذ تناول البوفتيك
فقال بسرعة وهو ينظر إلى قطع البوفتيك المحروقة ...لا لا ...اعطينى السلطة ...
فوضعتهاأمامه وقالت بحزن وهى تضم شفتاها ...انا آسفة ...
فقال بسعادة ...انتى أغلى من أن تدخلى المطبخ وتعدى طعاما ...انتى ابنة ياسين يا نور تذكرى هذا ...وعموما ليس خطأ ان تحاولى مرة واثنان أهم شى إلا تضعفى او تستسلمى هل فهمتى يا نور ...لا أريدك ضعيفة ...قالها وهو يربت على يديها
فابتسمت له وتحركت وقبلته على وجنتيه تدعو الله الا يحرمها منه ...
تناولا الطعام ومن ثم صنعت له القهوة وقدمتها له وهو يجلس فى مكتبه ...وقالت بسعادة ...على الأقل أجيد صنع القهوة ...حسنا ساتركك لكى تعمل وانا أيضا لدى عمل كثير ...وتركته وخرجت أبتسم وهو يراقب خروجها تنهد تنهيدة طويلة ثم أسند ظهره على الكرسى وكالعادة بدء يفكر بمن سلبت قلبه عندما كان شابا وكيف تعرف عليها
روز أتت إلى مصر بسبب أن والدها كان له أسهم فى شركة عائلة الحسينى ...توطدت علاقتها بفيروز التى عرفتها فى أحد اجتماعات الشركة وبعد ذلك أصبحتا صديقتان مقربتان فقد حضرت روز زفاف فيروز من سليم ...ومن هنا عرفها ياسين أعجب بها منذ ان قابلها فقد كانت تتمع بأنوثة تجعل اى رجل يتمنى الاقتراب منها وفوق كل هذا كانت امراة قوية ...اقترب منها وتعرف عليها تزوجها بعد علاقة حب استمرت بينهما اكثر من عام ...تزوجها بمصر وكان سليم ومراد شاهدان على عقد الزواج ...والده كان شخص صارم رفض زواجه من روز فى البداية لكنه وافق بعد ان رأى إصراره ...واجها الكثير من الصعوبات ليصبحا مع بعضهما فهى وقفت فى وجه والدها واخاها الكبير وتزوجته من دون ان يعلم أحد من عائلتها ...بقيت فى مصر لعدة أشهر بعد الزواج وبعد ذلك عادة إلى لندن ...كانت تبقى هناك قليلا ثم تعود بحجة أعمالهم الموجودة فى القاهرة والمرتبطة بعائلة الحسينى ...بعد زواج دام بينهما لأكثر من خمسة أعوام ...اكتشفت وهى موجودة فى بلدها انها حامل وكشف معها سرها الذى اخفته...عرض عليها والدها واخاها ووالدتها وأختها ان تقوم بإنزال الطفل وحينها سيغفران لها ما فعلته خلفهم لكنها تمسكت به ورفضت إجهاض الطفل ...طال فترة بقائها فى لندن فشعر ياسين بالقلقل عليها ...فذهب ورائها إلى لندن ...ما ان وصل حتى حاول الاتصال بها بشتى الطرق لكنه لم يستطع الوصول إليها ...حتى منزلها فى لندن لم تكن به جن جنونه من عدم قدرته للوصول إليها ...بعد عدة أشهر من بحثه تفاجأ بالأخ الأكبر لروز يدخل غرفته فى الفندق ...فقال له بدون مقدمات ان كنت تريد ابنتك على قيد الحياة قم بالانفصال عن روز تماما...تفاجأ بحملها فهو لم يكن يعلم ...ذهب معه إلى المشفى ورأى روز من بعيد وهى مستلقية على السرير وتحتضن بيديها بطنها ...دلف إلى الغرفة ...وما ان رأته حتى حاولت التحرك وبدأت الدموع تظهر بين مقلتيها وقالت ببكاء ...ياسين ...كنت أعلم أنك لن تتركني ...فاتجه إليها واحتضنها بشدة إليه وهى تبكى ...كنت أنتظرك ...لا تتركنى خذنى معك ...لا تتركنى يا ياسين ...قالتها برجاء ...ثم تابعت وهى تبتعد عنه وتمسح باصابعها دموعها ...انا حامل ...انها فتاة ...سأكون ام يا ياسين أخيرا ...ساضم طفلتى إلى أخيرا ...فهداءها وقال بهدوء ...نعم ستكونين اجمل ام فى هذا العالم ...

جلس معها طوال فترة متابعتها فى المشفى حتى تلد ...لكنه قبل هذا اتصل بسليم الذى كان موجودا بالفعل فى احد الولايات البريطانية منذ ان توفيت فيروز الذى كان حالته سيئة هو الاخر ثم اتصل بعادل ومحمود ومراد ...حضروا جميعا فى اليوم التالى وتولى عادل فحص روز فقد كانت حالتها سيئة قبل مجى ياسين اليها ...شعرت روز بالامان ما ان رات ياسين بقربها وتحسنت حالتها وهو بقربها ...بقى معها الى ان وضعت ...وعندما كانت روز فى غرفة العمليات تحدث اخ روز الاكبر مع ياسين وهدده ان لم ياخذ ابنته ويسافر بعيدا عن هنا فستكون العواقب وخيمة ...لم يخف من تهديده على نفسه بل خاف على زوجته وابنته...لذلك اقترح الجميع ان ولدت الفتاة وكتب لها الحياة عندها سيخبروا روز بان الطفلة قد ماتت ...وهذا فعلا ما حدث ولدت نور بصحة جيدة ...فقام عادل بنفسه باخبار روز بان الطفلة ماتت فور ولادتها ...الخبر الذى جعل جميع عائلتها يشعرون براحة كبيرة فقد ماتت من كانت تكبلهم جميعا ...كانت روز هى من كانت تدير معظم أعمالهم الموجودة فى القاهرة ولندن ...هى من كانت لها اليد العليا فى معظم أعمالهم بسبب عقليتها الفذة وخبرتها فى الأعمال والتجارة ...لذلك بزواجها من ياسين كان سيجعل كل هذا يعود إليه ولابنته...وفوق هذا كانوا يريدون أن يزوجوها لأحد رجال الأعمال الأثرياء فى بريطانيا ...لذلك عندما علموا بزواجها وكذلك حملها هاجموها بضراوة ...لكنها استطاعت الثبات والقوف أمامهم على أمل ان ياتى ياسين إليها وتعود معه ...لكن بوفاة الطفلة التى كانت ستربط بينهما اكثر جعلها محطمة وما حطمها أكثر هو ترك ياسين لها ورقة الطلاق ...رغم انها ترجته فى البداية بالا يتركها لكنه لم يستمع لرجاءها وذهب ...عاد كل من ياسين وسليم وعادل ومراد ومحمود إلى مصر بعد ان تدبر مراد أمر إخراج الطفلة من البلد بدون علم أحد ...وفور وصولهم اخبروا الجميع ان روز قد ماتت وهى تلد الطفلة لذلك عادوا بها ...رغم انه لم يكن يريد أن يدعى موتها إلا أن هذا ما كان أفضل للجميع ...هو من اعتنى بنور منذ ان وصل بها الى مصر رفض جميع محاولات والدته ان تزوجه من أحد قريباتها بحجة أن الطفلة تحتاج إلى ام تعتنى بها فرفض وأثبت للجميع انه يستطيع ان يربى ويعتنى بطفلته وحده ...كبرت نور وكلما كانت تكبر كان يظهر بها ملامح وانوثة والدتها ...كان عندما ينظر إلى نور كانت كانا روز هى من تقف أمامه وليست ابنته
عاد بذاكرته إلى الحاضر بعد ان استرجع ماضيه الذى ما زال حتى الآن يجعله حزينا ومتالم...لم يحب امراة مثلما احبها هى ...يعلم انه قتلها وقتل نفسه حيا بالابتعاد عنها لكن لم يكن يستطيع ان يفعل غير هذا لكى يحمى كلتاهما ...ابنته وزوجته ...

 

عاشقا قد خان الهوى وحبيب وعد وغدر إلى أين يا قلب أجيب إلى متى سنبقى ننتظر ...حالنا حال الجميع حقائب هم ووهم سفر نخفى نار الشوق فينا ونبكى ذكريات صور ...جميعنا فى البداية رائع وفى الختام الكل انكسر ...الا هل من حبيب هنا سقط القناع والحب اندثر
...الشوق نار تحرق قلوبنا ببط ...
كانت تحمل بين يديها تلك الصورة له وهى تنظر لملامحه بحزن وألم ...تتساءل فى نفسها هل ما زال كما هو ام ان بعض الشيب قد زين رأسه مثلها ...لقد كان دائما فارسها أميرها الذى شعرت معه بالدف والحنان وكم تمنت أن تنشأ معه العائلة التى لطالما حلمت بها ...لكن امانيها لم تتحقق بموت طفلتها وتركه لها ...ذهب من دون ان يقول شى ...فقط ترك ورقة الطلاق وأنهى كل شى وذهب ...ذهب وتركها وحدها...ذاكرتها ارجعتها لذلك اليوم الذى تركها به ...اليوم الذى تحطمت فيه كل أحلامها ...اليوم الذى ماتت طفلتها فيه ...
كانت تستلقى على السرير الأبيض فى المشفى بعد ان خرجت من غرفة العمليات ...وجهها شاحب ومتعب ...عندما فتحت عيناها بتعب لم تجده بجوارها ...بحثت بعيناه عنه ولكنها لم تجده ...سمعت صوت إدارة مقبض الباب واقدام تقترب منها ...تمنت أن يكون هو لكن خاب أملها عندما رأت وجه أخاه الأكبر مارسيل يقف بجسده بجوار السرير ...فقالت بتعب ...أين ياسين ..؟
فرد بتهكم. ...ذلك العربى ...لقد رحل
بلعت ريقها بتعب وقالت بخوف ...ماذا ...مارسيل اخبرنى أين هو ياسين ...
فقال وهو يبتعد عنها ويضع يديه فى جيبى بنطاله ...زوجك تركك عندما علم بموت الطفلة ...ثم نظر إليها بحزن مصطنع ...أوه ...أختى العزيزة انا حقا حزين من أجلك ...عندما شعر بأنه لم يعد يجدى منكى نفعا تركك ...وترك خلفه هذا ...ورفع يديه لفوق وهو يمسك ورقة ما
-ما هذا الذى بين يديك ...قالتها بذعر
-السيد ياسين ...ترك خلفه ورقة طلاقك وذهب ...قالها باسف
-أنت تكذب ...أعلم انك لم تكن تحبه وتكرهه. ...أنت تكذب قالتها بصوت عالى ومقلتيها امتلاتا دموعا
فاقترب منها وقال بهدوء ...إذا خذى واقراى
اعتدلت فى جلستها بتعب وجلست مستندة على وسادة صغيرة ...فقرب منها الورقة ...فأخذتها بيد مرتجفة خائفة من محتواها خائفة حقا أن يكون اخاها محقا لا لا يمكن أن يتركنى ياسين لا ...قالتها فى نفسها ...مد لها مارسيل الورقة وخرج من الغرفة ببط وعلى وجهه ابتسامة وصلت لعيناه ...ما ان خرج ظلت تنظر إلى الورقة برعب وما ان فتحتها ...حتى شعرت بسكين حاد تخترق قلبها وجسدها آلاف المرات ...أرادت البكاء والصراخ ...لكنها لم تستطع ...ما تشعر به من الآم فى قلبها يمنعها البكاء ...لو يعلم انها كانت تحتاج إلى صدره لكى تبكى بين احضانه حرقة على موت طفلتها ...لو يعلم انها تحتاجه الآن اكثر مما سبق ...
بقيت فى المشفى لشهرا كامل بسبب نزيفها الحاد ...ساءت حالتها ...تمنت الموت فى هذا الوقت حتى انها حاولت الانتحار عدة المرات ...لولا ان الأطباء اسعفوها بسرعة ...لم تكن تعتقد انه سيتركها هكذا وحيدة ...انتظرت وانتظرت وهى تتمنى أن ياتى ويثبت لها انه لم يتركها ...حتى لو أتى الآن ستسامحه على كل شئ نعم ستسامحه
لكنه لم ياتى ...قالتها بألم وبكاء وهى تضم صورته لقلبها ...لماذا تركتنى وذهبت ...لماذا بدون كلمة يا ياسين ذهبت ...ما الذى فعلته لكى تتركنى هكذا ...لماذا ...لماذا ...ظلت ترددها بحرقة وشهقاتها تعلو أكثر ...حتى انهارت على الأرض بجسد واهن...
بعد دقائق دخلت إليها والدتها وهرعت إليها ما ان رأتها ملقى على الأرض ...
-مارسيل ...مارسيل ...انجدنى صرخت بها والدتها وهى تحتضنها بقوة ...حتى أتى مارسيل ومعه أحد الخدم ...حملها ووضعها على السرير ثم حاولت والدتها ان توقظها. ...مرر مارسيل يديه فى شعره بنفاذ صبر وهو يلمح صورة ياسين التى تحتضنها اخته ...
-تبا لك يا امرأة ...ألن ننسى أمر ياسين ذاك ...لما ذا لا تريدين العيش ...انسيه صرخ بها مارسيل بقوة وغضب ما ان رأى روز تفتح عيناها
فضمت جسدها إليها بشدة وقالت وهى تبكى بصوت ضعيف ...لا أستطيع انا احبه ...
فنظر إليها بحنان ...لم اعهدك ضعيفة يا روز ...
-لقد أصبحت ضعيفة منذ ان تركنى ...قالتها بخفوت ...ثم تابعت بألم ...هل يمكنكم تركى بمفردى
-روز ...حبيبتى انا ...قالتها أمها بحنان
-ماما ارجوكى ...قالتها برجاء
تركوها كما أمرت ...وهى تحتضن جسدها إليها تبكى شوقا له ...نعم هى تشتاقه ولا تستطيع ان تنكر هذا

تاففت بقوة وهى تحمل أحد ملفات المرضى تتفحصها...لا تستطيع ان تفكر غير فى ما فعله ليلة أمس عندما كان جالسا معها وما فعله عند رحيله وهى توصله إلى خارج المنزل كما امرتها جدتها
مشيت بجواره على مسافة مناسبة بينهما وهى ترافقه أثناء خروجه من المنزل كما طلبت جدتها ...رغم انها فى البداية اعترضت إلا أن جدتها أصرت ان تقوم بمرافقته حتى يخرج من المنزل ويصعد لسيارته وتتأكد من ذهابه سالما ...وكأنه سيخطف من أمام باب المنزل إذا خرج وحده ...قالتها فى نفسها بتافف ...خرجا من باب المنزل وسارت معه فى الحديقة ...ثم قام بسحب يديها برقة وسرعة حتى وصل إلى أحد أشجار الموجودة فى الحديقة وجعلها تستند عليها بجسدها ...ثم وضع يديه على الشجرة يحاصرها بينهما وهو ينظر إليها بمكر ...وقبل ان تنطق كلمة ألتقط شفتاها بشوق جارف جعلها تشهق بخفوت حاولت ابعاده بيديها إلا أنه قام بامساكهما بيد واحدة ورفعهما وهو يقربها منه باليد الأخرى يسحق شفتاها بقبلاته المشتاقة ...ثم أبعد شفتاه وأمسك وجهها بين يديه واسند جبهته على جبهتها قائلا بانفاس لاهثة. ...كم تمنيت أن أفعل هذا منذ ان قابلتك أيتها الأمواج العالية ...ثم نظر إلى عيناها المذهولة وقال بحب جارف ...أحبك ...بل أعشقك ...فالحب لن يستطيع ان يصف ما أشعر به الآن ...لو أستطيع ان آخذك الآن إلى منزلى حينها ستعرفين مقدار حبى لك ...
فزمت شفتاها إليها بغضب وقالت بحفيف ينذر بالخطر ...ابتعد عنى أيها الوقح ..قليل التهذيب ...والا ساقتلك فقال بابتسامة ماكرة ...لا انصحك بذلك أيتها النمرة نبرة التهديد هذه ليست لى انا ...وقبل ان يكمل كلامه ضغطت بحذاء كعبها العالى على أصابع قدميه ...فصرخ بخفوت وهو يرمقها غاضبا ثم قالت وهى تبعده عنها ...إياك ان تفكر ان تفعل معى هذا مرة أخرى ...أيها المدلل قالتها بصوتا عالى وهى تدلف إلى المنزل
احمرت وجنتاها وهى تتذكر تفاصيل ما حدث ...حتى وقف أمامها ماهر قائلا بشك ...لما خدودك محمرة ...هل انتى مريضة
فقالت بخفوت ...لا ...لكن
فقال بسرعة وتركيز ...لكن ماذا !
فصرخت بقوة جعل كل من فى رواق المشفى ينظر إليهم ...لا شأن لك ...تبا فلتذهب عائلة السيوفى بأكملها إلى الجحيم ...أكره اليوم الذى قابلتك به ...ابعدته من أمامها ثم ابتعدت وهى تلعن
شخر ماهر بخفوت وهو يردد ...لقد جنت الفتاة ...ما الذى فعلته يا مالك لكى يجعل ريم هكذا ...ضرب بيديه بقلة حيلة ثم توجه حيث مرضاه ...

 

ترأس طاولة الاجتماع وهو تكاد ابتسامته تشق فمه من اتساعها ...وجميع من حوله ينظرون إليه باستغراب يراقبون ابتسامته التى تزداد اتساعا ...ثم قال أحد الموظفين وهو ينظر إليه
-سيد مالك ...هل هناك شئ فى المخطط
فعبس وجهه واختفت ابتسامته وهو يقول بقوة ...لا ...تابعوا أمر البناء جيدا واخبرونى بكل التطورات ...يمكنكم الانصراف ...انصرف الموظفين بهدوء وكل منهم يتساءل عن سبب سعادة مديرهم مالك السيوفى ...ولكن بعضهم قال ونشر خبر خطبته وعقد قرانه اللذان اقيما ليلة أمس لذلك علموا فورا سر سعادته ...كل الموظفين اعتقدوا بأنه شخص لا يهمه غير العمل لذلك تفاجوا جميعا عندما علموا بخطبته فى اليوم التالى ...
رجع بظهره على الكرسى وهو يتنهد بقوة عندما تذكر ما حدث بينهما ليلة أمس ...سيكذب ان قال انه كان يخطط لتلك القبلة ولكنه لم يتحمل قربه منها كل هذه المدة دون أن يتذوق رحيق شفتاها ...لقد كانت هادءة بطريقة جعلته يقلق من أن تكون تخطط لشيءا ما ...لكن كل هذا لم يعد يهمه الآن فقريبا جدا ستكون بين يديه ...نعم يجب ان يكون قريبا جدااااا فهو لن يتحمل أكثر ...
فظهرت ابتسامة عريضة على وجهه واتجه نحو هاتفه وضغط بعض الأرقام ووضعه على أذنه حتى قال بتقدير ...مرحبا سيد سليمان ...
أتاه الصوت ...بخير يا مالك كيف حالك انت ...ثم أطلق ضحكة عالية ...هل قامت حفيدة أختى بفعل اى شئ لك ...فتوجهت عينا مالك حيث قدمه التى ضغطت عليها ريم بكعبها العالى ...وقال بضحكة خافتة ...لا ...لا تقلق لم يحدث شئ ...لكن فقط اردت أن اطلب شئ منك وارجو أن توافق
فرد سليمان برزانة. ...تفضل
-انا اقترح لو نستطيع أن نقوم بجعل الزفاف فى نهاية هذا الشهر ...ما رأيك
فضحك سليمان وقال ...ماذا لم تستطع البعاد أكثر ...ثم تابع بهدوء ...لا يوجد لدى مانع ...لكن ماذا عن ريم
فرد مالك بسرعة ...سيد سليمان انت تعرف طبيعة ريم جيدا لا توافق على شئ بسهولة وربما تماطل فى موعد الزفاف ...لذلك ارجو منك التدخل ...وأيضا هى زوجتى شرعا إذا لا يوجد مشكلة فى إقامة الزفاف
-حسنا سأتحدث مع زينب وكمال وساخبرك. ...ثم تابع بتأكيد ...لكن لا تقلق ساتصرف انا
فقالت مالك بشكر بالغ ...حقا شكرا لك سيد سليمان لا أعرف كيف أشكرك
أغلق الهاتف وهو يتنفس الصعداء وهو يجلس براحة على كرسيه

 

جمعت أوراق القضية ثم وضعتها بين يديها وانطلقت حيث مكتب الرئيس ...دقت دقات خفيفة ثم دخلت ما ان سمح لها ...

-صباح الخير سيد حازم ...قالتها نور بهدوء
فرفع رأسه إليها ما ان سمع صوتها وهو يرمقها بجفاف وبرود لم يستطع اخفاءه ...ارتجفت اوصالها ما ان رات نظراته لها ...فهذه اول مرة ينظر إليها هكذا ...تعلم انه مغرور وبارد لكنها شعرت بشئ مختلف هذه المرة ...فقال ببرود وهو يبتعد عن كرسيه ...تفضلى واخبرينى بما توصلتى إليه يا انسة
جلسا على الأريكة التى تتوسط الغرفة وعيناه لا تستطيع الابتعادعنها اوعدم النظر إليها فجلست فى مكانها المعتاد واجلت حنجرتها ثم قالت بهدوء يشوبه بعض الارتباك ...لا أعلم أشعر إننى تائهة فى هذه القضية هناك كثير من الأمور التى لا أفهمها ...والطفلة منهارة تماما ...ما ان أنهت كلامها حتى رفعت رأسها إليه فرات نظرة أقل ما يمكن القول عليها قاسية جامدة كالثلج. ...ما ان لمح نظراتها المتساءلة حتى اشاح بوجهه بعيدا وقال بهدوء ...حسنا اخبرينى ما توصلتى إليه ...اظن ان موعد القضية خلال أيام
فاؤمات رأسها وقالت بخفوت ...نعم ...لقد قابلت والدة الطفلة وأنا أخبرتك سابقا عن شعورى بأنها احيانا تكون معى واحيانا أخرى تكون ضدى وترفض أن تقول اى شئ ...ولقد أخبرتك أيضا بأننى أشعر وكان هناك شخص يهددها. ...
فوقف عن كرسيه وخلع سترة بذلته السوداء وقال بهدوء ...حسنا فالنبداء من البداية ...اولا تقارير الطب الشرعى معنا لانها تثبت ان الطفلة حقا تعرضت للاغتصاب ...ثانيا هناك مشتبه به بالفعل لأن الطفلة ما ان رأته حتى انهارت فى مكتب وكيل النيابة ...ثالثا وهذا الأهم ...المتهم او المشتبه به من أصحاب النفوذ والأعمال ...لكنه ينفى انه تعرض للطفلة عن طريق انه لم يكن موجودا فى اليوم الذى اغتصبت فيه الفتاة لكنه أيضا ليس دليلا كافيا له ...ويقول ايضا ات والدة الطفلة تحاول تلفيق التهمة إليه لكى تحصل منه على بعض المال ...ثم تابع بمكر ...لكن انا لدى الدليل
فعقدت حاجبياها فى شك وقالت بسرعة ...حقا
فابتسم شبه ابتسامة وقال بتأكيد وغرور ...نعم ثم التفت بجسده يعطيها ظهره ...حسنا ...يمكنك الانصراف الآن ومحاولة التفكير فى هذه القضية جيدا وأن فشلتى فى الوصول إلى خيوطها ...حينها سأخبرك
فقالت ببلاهة ...هكذا فقط هل انتهى الاجتماع ...لم يرد عليها فجمعت الأوراق وخرجت وعلى وجهها الف سوال ...أولا من طريقته الباردة تلك فهو ابدا لم يتغير وثانيا عن سبب النظرات التى اول مرة تشعر بالخوف منها لهذه الدرجة ...حقا انه شخص غريب ومغرور ومتكبر ايضا
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بقوة ما ان خرجت وجلس على كرسى مكتبه مستندا بكوع يديه على المكتب ودفن وجهه بين يديه ...لم يذق طعم النوم منذ الأمس بعد ما قاله ذلك الحقير ...لا يعلم هل يصدقه ام يكذبه حقا سيجن لقد شعر بطعنةقوية فى صدره ما ان اخبره ذلك المعتوه ...لا لا يمكن هى ليست هكذا قالها فى نفسه بحرقة ثم رفع رأسه ووقف مبتعدا عن كرسيه وهو ينظر من نافذة مكتبه ...يجب ان ابتعد أحتاج ان ابتعد حتى أستطيع التفكير قالها بخفوت وعيناه تنظر إلى الفراغ

 

كانت تنظر إلى الأوراق التى أمامها بتركيز شديد ...حتى دلفت إلى غرفة المكتب سكرتيرتها الشخصية فاقتربت منه ووضعت أمامها بطاقة صغيرة قائلة برسمية شديدة ...السيد نزار يريد مقابلتك
فالتقى حاجبيها الشقراوان فى تفكير ...نزار ...نزار من ...؟فقالت بسرعة ...نعم نعم لقد تذكرت اجعليه يدخل ...
دلف إلى المكتب بخطوات متزنة مدروسة وهو يرتدى بذلة رمادية اللون و على وجهه ابتسامة بشوشة رقابته حتى اقترب من المكتب فوقفت مرحبة به وهى تمد يديها اليمنى إليه فبادلها التحية ثم لثم يداها بحب قائلا بهدوء ...مرحبا انستى
فبادلته التحية وقالت برسمية شديدة ...تفضل سيد نزار ...أهلا بك ...
قام بفتح زر البذلة ثم جلس حيث أشارت بيديها إلى الكرسى المقابل لها وقال وهو يجلس ...ارجو إلا أكون قد أتيت فى وقت غير مناسب ...
فابتسمت بمجاملة وقالت ...لا ...أهلا بك فى اى وقت
فنظر إليها لعدة ثوانى وما كاد يهم بالنطق حتى دلفت السكرتيرة تخبرها عن مجى السيد ...وقبل ان تنطق دلف وليد بكل عنجهية وهو يضع يديه فى جيبى بنطاله قائلا ما ان دلف ...ما هذا أرجو إلا أكون قد قطعت الاجتماع ...قالها وهو ينظر إلى نزار بتركيز فرمقته ايملى بغضب ...فقال نزار بسرعة وهو يقف مبتعدا عن كرسيه ...أهلا سيد وليد ...لا تفضل انه أمر ما كنت سأتحدث به مع الآنسة
فجلس وليد إمام نزار من دون ان يطلب منه أحد الجلوس ...فقال بسرعة ...هناك امر مهم وضرورى لذلك اسف لا استطيع الانتظار فجعل نزار يعقد حاجبيه بشك ...وايملى تكاد تنفث نارا من فمها من طريقته السمجة تلك ...فجلس نزار فى مكانه وقال بتوتر وهو ينظر إلى ايملى ...كان هناك بعض الأمور القانونية أريد ان اناقشها معك ...لكن يبدو أن السيد وليد يحتاجك حقا ...لذلك ساعتذر الآن بطاقتى معك عندما تكونى متفرغة. ...حددى الموعد واتصلى بى ...فوقف مرة أخرى وقبل خروجه قال وليد بهدوء ...هناك مختصين فى الأمور القانونية تلك فى هذه الشركة فليست ايملى الوحيدة التى تعمل هنا ...اشتد وتعمد على نطق اسمها بدون اى ألقاب ...فتنحنح الآخر وقال ...نعم بالطبع ثم خرج بهدوء ...فرمقت ايملى وليد بقوة وهوتكاد ابتسامته تصل إلى عيناه ...فقالت بغضب ...ما هو الأمر الذى تريده سيد وليد ...تعمدت نطق سيد ...

فشخر بقوة قائلا وهو يمسك بأحد الأقلام على المكتب ...هناك بعض الأمور أريد ان اناقشها معك ...فرفعت أحد حاجبيها وقالت وهى تنظر إلى الأوراق ...إذا كان ما تريده مهما هناك محامين آخرين أستطيع ان ارشح لك واحدا ممتازا
فلو فمه فى تهكم وقال ...لا انتى من ستتولين الأمر ...ام انكى متفرغة فقط للسيد نزار
فرفعت نظرها إليه وقالت بغضب ...سيد وليد انا لا أسمح لك ...وقد سبق وقلت لك انا لن أستطيع أن اتولى اى قضية الآن لذا يمكنك المغادرة
قالت كلماتها الغاضبة وعادت بنظرها مرة أخرى إلى الأوراق ...فنظر إليها بغضب مكتوم وهو يشتد أكثر على القلم الذى تحطم إلى نصفين بين يديه ...ووقف مبتعدا عن كرسيه وخرج من الغرفة وهو يقسم بأنه سيجعلها تندم فى يوم من الأيام وسيجعلها تأتى إليه تتمنى قربه
ما ان سمعت صوت إغلاق الباب حتى رمت ما كان بين يديها بانزعاج وهى تتافف بقوة ...لم تكن تريد أن تصل الأمور بينهما هكذا لكن هو من اضطرها للتعامل الجاف معه

 

جلس على أحد الاراءك ما ان دلف إلى المنزل و اوصلته الخادمة إلى غرفة الجلوس ..دار بعيناه فى المكان حتى راءها تدلف إلى الغرفة بخطوات بطيئة سيدة تبدو فى عقدها الرابع وشعرهاوبشرتها يخلوان من اى آثار للكبر... حتى وقفت أمامه حيته بدف فاحنى رأسه ولثم يديها الاثنان بقبلة محبة فابتسمت وقالت بحنان ...كيف حالك يا ماجد ...لم أرك منذ ان أتيت انا وأسامة إلى القاهرة ...هل يجب ان اطلب حضورك لكى تأتى قالتها السيدة الكبيرة وهى تجلس على كرسى الصالون المدهب
فجلس فى مكانه وقال ببراءة ...حقا انا آسفة ...لكن اللوم بأكمله يجب أن تضعيه على أسامة هو لم يخبرنى بعودتك معه
فقالت بخفوت وأسف ...كان يجب علينا العودة لم يعد يفيد بقاءنا هناك أكثر من ذلك
فقال معتذرابسرعة ...سيدتى انا آسف ...لم أكن
فرفعت عيناها إليه وقالت بحنان ...اخبرنى أولا كيف حالك ...هل تزوجت
فظهرت ابتسامة على ثغره وهو يقول ...لماذا ...هل لديكى لى عروس
-وهل المشكلة فى العروس ...قل لى فقط انك تريد أن تتزوج وحينها لا تقلق ساجد لك العروس
فقال بتفكير ...حسنا سافكر
دخلت الخادمة وهى تحمل صينية صغيرة عليها فنجانى القهوة فوضعتها على الطاولة الصغيرة وأغلقت الباب ورائها. ...فاقتربت برأسها منه وهى تقول بوشوشة وكأنها تفشى سرا جعل ماجد يعقد حاجبيه لكنه قرب اذناه منها يستمع لما تقوله بانتباه...هل أسامة قابل دينا ...هل حدث اى شى
فرد بوشوشة مماثلة ...لا لا أعلم أن كان قابلها حتى الآن ام لا هو لم يتحدث معى
فزمت شفتاها وقالت ...إذا ماذا به ابنى ...لقد حبس نفسه فى غرفته ليومان ولم يخرج منها غير اليوم ...اتصلت بك وطلبت منك الحضور لذلك
فرد بتأكيد ...حقا سيدتى لا أعلم ما الذى حدث ...او هل قابلها ام لا
فاقتربت منه قاءلة بتحذير ...ماجد كما تعلم أسامة لا يعلم إننى اعرف بعلاقته مع دينا فهو لم يتحدث عنها يوما رغم انه احبها منذ ان تعرف عليها فى المرحلة الثانوية ...لذلك ما ساقوله لك لا أريد ان يعرفه أسامة
فتابعت ...لقد علمت من مصادرى انه ذهب إليها ولكن انا لا أعلم ما الذى حدث بينهما جعله حزينا هكذا ...هل تعتقد انه أخبرها عن سبب غيابه كل هذه المدة
فرد ماجد بتأكيد ...لا لا اعتقد بأنه سيقول الأسباب
-لا أعلم حسب ما أخبرتني وحدثتنى به عن دينا ...فأعتقد بأنها لا تسامح بسهولة لذلك أريدك أن تجعلنى اقابلها من دون ان تعرف اننى والدة أسامة ...ومن دون ان يعرف أسامة نفسه
فقال ببلاهة ...كيف ...
-وهل انا اطلب منك لكى تقول لى كيف تصرف يا ماجد ...هل انا سأخبرك بما يجب أن تفعله
-حسنا سيدتى ساتصرف لا تقلقى
ما ان أنهى ماجد كلامه حتى سمعا صوت ادارة مقبض الباب ودلوف أسامة إلى الغرفة قائلا باستغراب ...ما الذى أتى بماجد الى هنا ...أقسم أن السيدة نوال تخطط إلى شئ ما ...فضحكت والدته بخفوت ...فاقترب منهما وقبل رأس والدته ثم جلس بجوارها على أحد الكراسى فقال بتركيز وهو ينظر إلى والدته ...سيدة نوال ما الذى تخططين له ...لقد علمت انكى من طلبتى رؤية ماجد ...إذا هناك امر ما تريدينه ان يفعله لأجلك
فردت بسرعة ...ابدا ...انا فقط لم اره منذ ان أتيت لذلك طلبت رؤيته فهو له مكانة خاصة لدى
فابتسم ماجد ابتسامة وصلت لعيناه فلو يعلم صديقه ان والدته حقا تخطط لامرا ما وإن هذا الأمر يخصه هو وبشدة لقام بتكسير سقف هذا المنزل فوق رؤوسهم ...فرغم قرب أسامة من والدته إلا أنه لم يخبرها حتى الآن بعلاقته مع دينا إلا أن والدته استطاعت كشف ذلك بسهولة ...
فقالت وهى تتحرك مبتعدة عن كرسيها ...حسنا ساغادر انا هناك أشياء سأقوم بعملها ...خرجت من الغرفة ...وما أن خرجت حتى جلس أسامة بجوار ماجد قائلا بصوت منخفض ...ما الذى كانت والدتى تتحدث به معك
فضحك ماجد وهو يرى أفعال الأم والابن فرد ...لا شئ كما أخبرتك كانت تريد رؤيتى
فقال أسامة بشك ...هل أنت متأكد
فتنحنح ماجد وقال ...نعم بالطبع
فابعد عيناه عنه قائلا بتركيز ...هل قابلت دينا
فرد أسامة بسرعة ...ما الذى جعلك تساءل
فقال الآخر بارتباك حاول أن يخفيه ...فقط لأنى لم اقابلك منذ عدة ايام لذلك اعتقدت ربما قابلتها
-سأخبرك لكن ليس الآن ...قالها وهو يشير إلى باب الغرفة الزجاجى الذى يظهر عليه ظل ما ...
فنظر ماجد حيث يشير فقال أسامة بوشوشة ...والدتى ...الخادمة
فضحك ماجد ببلاهة ...فهو يعلم أن السيدة قد وضعت خادمتها الأمين لتستمع لحديثهما

 

-ماذا ما الذى حدث ...قالتها السيدة نوال وهى ترى خادمتها التى تكبرها تدلف إلى الغرفة فقالت بسرعة...لقد كانا يتحدثان بصوت منخفض للغاية لذلك لم أستطع أن استمع لشئ
فقالت بقلة حيلة ...إذا ماجد لن يخبرنى بشئ ...رغم انه يتحدث معى دائما إلا أنه لم يفشى سر صديقه يوما ...رغم انه أمر رائع إلا إننى لا أستطيع الاستفادة منه ابدا
-إذا ماذا ستفعلين سيدتى
-مثلما أخبرتك سأفعل ...
*******
سارت الأمور بينهما بهدوء خلال الأيام الفائتة ...ياتى من عمله يتناول الطعام وبعد ذلك ينام بهدوء وكذلك اليوم مر بسلام من دون مشاحنات بينهما تناول الطعام وبعد ذلك جلس على الأريكة يشاهد أحد مباريات الاسكواش باهتمام ...حتى وقفت بجسدها أمامه وهى تضم يديها إليها قائلة. ...هناك امر ما أريد ان أخبرك به حتى لا تتفاجى به ...فقعد حاجبيه بشدة وقال بهدوء ...وما هذا الأمر زوجتى العزيزة ...فاستجمعت قوتها وقالت ...انا أريد ان اعمل لذلك انا سأبدأ فى العمل خلال أيام
فرفع أحد حاجبيه قائلا باستهزاء واضح ...واو ..زوجتى العزيزة تكرمت واخبرتنى بأنها تريد أن تعمل وهى لم تقم حتى باستشارتى فى الأمر بل تخبرنى أيضا بأنها ستبدأ العمل خلال أيام ...رائع. ..حقا رائع...ثم تابع بهدوء يحسد عليه ...وأنا لن أكون رجلا دكتاتوريا وامنعك عن العمل ...لكن هناك سوال حسب علمى انتى ما ان تخرجتى من الجامعة وانتى لم تعملى ...إذا ما الذى جعلك تفكرين فى العمل الآن ...
فردت بسرعة ...لا انا كنت أفكر فى العمل منذ وقت طويل لكن ما حدث جعلنى أنسى أمر العمل ...
صمتت وهى فى داخلها تعلم انها كاذبة فهى لم تفكر يوما فى العمل رغم أن مالك وحتى خالها سليم عرضا عليها العمل فى شركة كلا منهما لكنها رفضت ...لكن بعد ان تحدثت معها ريم واخبرتها انها يجب أن تعمل حتى بدأت تفكر فى الأمر وسنحت الفرصة عندما قابلت خالها سليم فى عقد قرآن ريم وتحدثت هى معه فى هذا الأمر ووافق وأخبرها أن تأتى فى اى وقت ...
نظر إليها ثم قال وهو يبتعد عن مكانه ...حسنا ...أين ستعملين زوجتى العزيزة ...
رفعت رأسها إليه وهى تقول بهدوء ...فى شركة والدك ...قالتها بتلقائية دون ان تشعر بفداحة ما نطقت به ...فاقترب منها وعيناه تشتعل نارا من الغضب ويمسك كوعها بقوة وقال وهو يصتك على أسنانه ...فى شركة العدو ...تريدين العمل فى شركة أحد منافسى هل جننتى
فقالت بألم من قبضته ...أنت من جننت هل يوجد أحد يقوم بتسمية والده بالعدو
-اخرسى. ...صرخ بها بقوة ...جعلها تبلع ريقها بصعوبة خائفة مما سيفعله لاحقا ...فنفض يدها بفتور وقال وهو يبتعد عنها يحاول أن يتمالك نفسه والا يقوم بصفعها. ...انسى امر هذا العمل ...لن تعملى
نطق بها ثم بدء فى صعود درجات السلم ...فقالت بصوتا عالى ...انا لا أخذ رأيك ...انا فعلا سأبدأ وأظن أن هذا حقى ولا تستطيع ان ترفض
فتابع صعوده للسلالم غير مهتم بصوتها العالى ولا بكلماتها تلك وهو يقبض على يديه بقوة يحاول إلا يخرج عن طور التحضر ويقوم بضربها لقلة تهذيبها. ...
ضربت الأرض بقدميها بقوة وهى ترى عدم اهتمامه بما قالت ...فتبعته ودلفت إلى الغرفة تحاول ان تكون هادئة فراته يقترب من السرير مستعد للنوم ...قلت لك أريد ان اعمل ...
أسند ظهره على ظهر السرير وقال وهو يضع يديه خلف ظهره ...حسنا ساحل هذه المشكلة انتى تريدين العمل وأنا أرفض عملك فى شركة عائلة السيوفى ...لذلك سيكون من العار على أن أجعل زوجتى تعمل هناك وانا لدى سلسلة شركات ...لذا أن كنتى تريدين العمل ساوافق على عملك لكن بشرط ...ستعملين معى ...قالها وهو يصتك على أسنانه
فصمتت وهى تضم حاجبيها وما كادت تنطق حتى تحرك مبتعدا عن السرير وقال ببرود ...إذا رفضتى إذا لا يوجد عمل ...وانتهى الأمر
فصمتت وهو يراقب تعابير وجهها الهادئة فتابع وهو يقترب منها ...إذا زوجتى العزيزة انتى من اى كلية تخرجتى ...
فبلعت ريقها وقالت بتوتر ...نظم ومعلومات ...
لاحظ توترها وقال وعيناه تضيقان ...حسنا هل تحتفظين بالأوراق لكى أرى موهلاتك الآن
ومن دون ان تشعر رفعت عيناها حيث الكومود الذى يوجد عليه ملفا ما وقالت بتلعثم. ...لا ...لا
لاحظ تلعثمها وأدار جسده حيث تنظر فرأى الملف ...فمشى نحوه وامسكه بيديه وما كاد يفتحه ...
-لا ...صرخت بها بقوة
حمل الملف غير ابه لاعتراضها...
وجلس على الأريكة الموجودة فى أحد جوانب الغرفة الكبيرة وهو يضع قدم فوق الأخرى بتكبر وغرور ...وبدأ بتفحص اوراق الملف التى بين يديه بتركيز شديد ...ثم بدأت تظهر ابتسامة تتسع أكثر على ثغره تبعتها قهقه عالية جعلته يسعل بشدة ثم حاول أن يتكلم باتزان وبجدية لكنه فشل فقال وهو يتعثر بكلماته من كثرة الضحك ...ثلاثة وخمسون فى الماءة ...حقا لقد كنتى مجتهدة للغاية ...وأيضا تخرجتى من معهد خاص ...وهل شركة عائلة السيوفى سترضى بهذه المؤهلات ...أن كان هناك مؤهلات من الأساس ...
فزمت على شفتاها بقوة من الخجل واستهزاءه بها وظهرت الدموع فى مقلتيها ...فرفع رأسه إليها فلاحظ دموعها فعقد حاجبيه بقوة وهو يقترب منها ...ووضع كفه على وجهها قائلا بحنان ...لماذا تبكين الآن ...
-انا لم أكن احب الدراسة قالتها وبعد ذلك اجهشت فى البكاء ...فضمها إليه يعانقها بقوة يحتويها فقال وهو يربت على موخرة رأسها يحاول التخفيف عنها ...حتى انا لم أكن احب الدراسة هل تعلمين هذا
فابعدها عنه وهو يرى وجهها المنتفخ من البكاء وشفتاها المنتفختان التى أصبحت بلون الفراولة وهى حتى لم ترحمها وظلت تقضمها بقوة ...فقال بانغاس لاهثة. ...ما ذنبها هى الآن
فرفعت وجهها إليه ومسحت دموعها المتساقطة على وجهها بظهر يدها وقالت ببلاهة ...ماذا ...
فرد بسرعة وهو يقضم شفتاه هو الآخر بهدوء ...قلت ما ذنب شفتاكى الآن ...نطقها ثم قربها منه مرة أخرى ملتقطا شفتاها فى عناق طويل ...
-يبدو إننى لن أستطيع الاستغناء عنك بعد الآن ...قالها وهو يبتعد عنها وجلس على السرير ملتقطا التى شيرت من على الارض ...ثم قال بمكر وهو يبتعد عن السرير مرتديا إياه...هل مازلتى تريدين العمل زوجتى العزيزة
فانكمش جسدها أكثر من الخجل وغطت وجهها بملاءة السرير ...فضحك بقوة من خجلها وتوجه حيث الحمام

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة