قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل الثالث والثمانون

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل الثالث والثمانون

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل الثالث والثمانون

التفت آدم إلى اسلام بغضب ليردف بقوة وقد تحول وجهه إلى الغضب الشديد عندما رآه وتذكر كل شيئ فعله به...
أما انت بقي يا اسلام، اتشاااهد على روووحك...
قالها آدم وأخرج مسدسه ووجهه ناحية إسلام بدون رحمة تحت نظرات ندي والتي شهقت بصدمة شديدة...

اسلام بغضب وهو ينظر إلى آدم الكيلاني بتوعد...
مششش أنا اللي اخاف مننننك...
سحب آدم زناد المسدس ووجهه ناحيته أمام نظرات ندي المصدومة فما تراه الآن لا يحدث إلا في الافلام!

خافت بشدة على اسلام وخصوصاً بعد حركة آدم تلك...
اسلام بغضب وهو يفك يديه من الحراس الذين يمسكونه...
أنا اهو قدامك إضرررب...
آدم بخبث أمام نظرات ندي المرعوبة...
غالي والطلب رخيص...
نظرت له ندي بصدمة أنه سيضرب إسلام...
لااا يا آااادم لااا...
اسلام بسرعة وصدمة وذهول...
نددددي لااا...
جرت ندي تجاه إسلام بسرعة كبيرة وللأسف وقبل حتى أن يُدرك آدم أي شيئ، انطلقت رصاصة من مُسدسه تجاه إسلام...

آدم بصدمة وصوت عالي...
ندددددددددددددي!
نظر الجميع بصدمة إلى ما حدث للتو، ثواني واستوعب آدم هو الآخر ما حدث، فلم يكن يري من صدمته بسبب ما فعلته أخته...

كان إسلام محتضناً ندي وقد لفها ليقابل ظهره تلك الرصاصة قبل أن تنتطلق الرصاصة لتستقر بجسده وظهره، إحتضن اسلام ندي بسرعة ولف جسده ليقابل هو تلك الرصاصة بينما ندي مستقرة بين أحضانه بصدمة إلى ما حدث للتو في أقل ما ثانية!

إستفاقت ندي من صدمتها ونظرت له من وسط أحضانه، لتجد اسلام ينظر لها بتألم شديد وقد بدأت الدماء تنزف من جسده وظهره وهو ما زال يحتضنها بخوف...

ندي بصدمة وهي تنظر له وسط أحضانه ولم تتحرك منها...
اسلام! اسلام. اسلااام لااا لااا اسلااام، لا والنبي لااا ابوس ايييددك لااا...

إسلام وهو يلفظ أنفاسه ببطئ وقد بدأ جسده يبرد وبدأ يقفد وعيه، ولكنه قاوم وهو يظن أن تلك لحظاته الأخيرة...

اقترب اسلام من أذنها ليهمس لها قبل أن يسقط تماماً...
ن، ندي، أنا، أنا...
لم يستطع إسلام إكمال كلامه ليقع على الأرض في دوامة لا يعلم نهايتها بسبب ما فعله آدم به...

آدم وهو يتجه إلى ندي والتي فتحت خضراواتيها تماماً من الصدمة ووقفت مكانها وكأن أحدهم سكب عليها دلو ماء بارد...

نددددي، نددددي انتي كويسة! ازاااي تعملي كدااا يا غبييية ازاااي...
قالها آدم بغضب وهو يمسك كتف أخته الصغيره يحركها بغضب ولكنها كانت مصدومة بجد ومش بنطق ولا عارفة ارد كانت في صدمتها التي لم تفق منها بعد...
هل ما حدث للتو كان حلماً، هل ما فعله إسلام كان حقيقة، هل كل ما حدث للتو حقيقة!

ندي وقد استفاقت من صدمتها تلك، نظرت حولها والي آدم الذي يهزها دون توقف بغضب شديد منها، ثواني ونظرت أرضاً إلى إسلام السيوفي.

لتردف بصراخ وهي تجلس أرضاً...
اسلااام، اسلااام، لااا لااا
جلست ندي أرضاً بجانب اسلام وهي تذرف دموعها وتبكي بقوة وما زال عقلها غير مصدق ما حدث، عقلها ما زال في صدمته يشعر أن كل هذا هو مجرد نسيج من أحلامها وسينتهي عما قريب...

نظر لها آدم بصدمة وأيضاً ينظر إلى إسلام الواقع أرضاً بغضب شديد ولكن صدمته من أخته وما فعلته من أجل هذا الحقير من وجهه نظره هي أكبر صدمة قد حظي بها لليوم، هل، معقول أنها أحبته؟

أما ندي التي كانت تبكي وتصرخ صرخات متتالية بقوة وتألم شديد بقلبها وعدم استيعاب لما حدث لإسلام وما فعله إسلام معها، كانت بالمعني الحرفي للكلمة مُدَمْرة.

حاول آدم تمالك اعصابه من هذا الغضب الذي بدأ يفتك به وهو على وشك قتل أخته...
نظر إلى أحد حراسه ليردف بغضب...
اتصل بالإسعاف بسرعة، خلينا نلحق ال قبل ما يفرفر...

ندي وهي تحرك رأس اسلام الواقع أرضاً والمُغمي عليه تماماً، لتأخذه بأحضانها، كل هذا أمام عيون آدم الغاضبة والغير مصدقة تصرفات أخته ولكنه قرر التماسك إلى حين نقله للمشفي ليعرف منها ما سبب ما فعلته وما سبب تصرفاتها تلك، بالطبع كان قلب آدم خائفاً من أن يكون هذا عقاب من الله وكما تدين تدان وان هذا بالضبط ما فعله قديماً مع روان وها هو يُرد إليه وأمام نصب عينيه...

كانت ندي تبكي بقوة وهي تحتضن رأس إسلام السيوفي ناحية قلبها وقد أغرق بكائها ودموعها قميصه...

ندي ببكاء.
اسلام ابوس ايديك فوووق ابوس ايدددك فوووق فوووق...
بالفعل وصلت الإسعاف بعد عشر دقائق أو أقل،
اتجهت الاسعاف وحملت إسلام على النّقالة واتجهت به خارج البناية بسرعة إلى العربة، كانت ندي تسير معهم تود الذهاب معهم، لولا أن آدم جذبها بقوة وغضب...

آدم بغضب قبل أن تصعد إلى عربة الإسعاف...
راحة فين؟
ندي وهي تحاول جذب يدها منه وهي تبكي بقوة...
سبني اروووح معاه بالله عليك يا آدم سبني اروح معاه عاوزة اطمن عليييه ابوس ايديك دا اول وآخر طلب هطلبه منك...

نظرت له بعيونها الباكية والتي تحولت لحمراء من كثرة البكاء وهي تترجاه بقوة وألم شديد، نظر لها آدم بقوة وغضب ولم يتوقع أبداً أن تحزن عليه كل هذا الحزن فقد كان اصلا يريد قتله من البداية وليكن ما يكن ولكنها صدمته للتو برده فعلها تلك والصدمة الأكبر كانت عندما اتجهت إليه تريد ان تتلقي هي الرصاصة بدلاً منه، ماذا يعني هذا يا تري؟ هل تحبه ندي؟

هذا ما كان يفكر به آدم واللعنة هذا ما لم يرده في حياته
نظر لها بغضب ونظر لعربة الإسعاف التي انطلقت للتو تحمل معها إسلام السيوفي...
ثواني واردف بصوت قوي مرعب...
اركبي العربية هنروحللله...
قالها آدم بغضب ولكن ماذا سيفعل ففي النهاية هي أخته وهو لن يتحمل أن يراها أهلها وأهله للمرة الأولي وهي حزينة وتبكي...

ولهذا سيأخذها لرؤيته وليكن ما يكن، المهم أن تطمئن هي وان يطمئن هو الآخر من أنه لم يرتكب جناية كما كان ينوي...

اتجهت ندي إلى السيارة وكذلك آدم، انطلاقا إلى المشفي على الفور يسيرون وراء سيارة الإسعاف...

كانت ندي خائفة طوال الطريق تدعو الله أن يكون اسلام على قيد الحياة بخوف شديد، ثواني وجال بخاطرها آخر كلماته ندي، أنا، أنا، ماذا كان يريد أن يقول لها في اخر كلماته يا تري؟
سألت ندي نفسها هذا السؤال وهي لا تدري ما الذي كان يريد قوله لها، لا تدري أي شيئ ولكن ما يهمها للتو هو فقط الإطمئنان عليه...

نظر لها آدم بغضب وهو يقود السيارة وقد شعر هو الآخر أن هناك شيئاً غير طبيعي يحدث وخوفه الأكبر من أن يكون الذي حدث هو بداية عشق أو حب لكلاً من ندي وإسلام ألد أعدائه، هل من الممكن أن يسخر القدر منه لهذة الدرجة أن يجعل أخته تحب أعدائه!

آدم بغضب وهو يقود السيارة...
أنا ساكت يا ندي لحد ما تتزفتي تتطمني عليه، بس ورحمة ابويا وابوكي وربي في سماه ما هسكتلك على اللي عملتيه دا لإنك كان ممكن تررروحي فيهااا...

ندي ببكاء وهي تنظر له بغضب...
انت مجرم يا آدم انت مجرررم، انا متوقعتش انك عايز تقتله قال وانا اللي كنت فرحانة بيك أتاريك مجرررم وقاااتتل ولو إسلام حصله حاجة، حلفان على حلفانك ما هتشوف وشي تاني طول حياتك وهعتبر انك مش اخويا ولا أعرفك زي ما انا مكنتش أعرفك...

نظرت له ندي بغضب وقد إسودت عيونها من الغضب، ليدرك آدم في هذه اللحظة أنه يتحدث إلى نسخة مصغرة منه ف ندي أخته تشبهه إلى حد كبير في عيونه وغضبه وصفاته السيئة والعيون المتحولة...

لم يرد آدم عليها لأنه يعلم نفسه قد يصل به الغضب إلى أبعد من هذا وقد يقتلها على الفور، وهو لا يريد هذا معها فهي أخته وهذا من المفترض أنه اللقاء الأول لكليهما...

وصلا بعد فترة إلى المشفي...
نزلت ندي من السيارة تاركةً آدم بها، واتجهت وهي تجري إلى داخل المشفي إلى اسلام...

جزّ آدم على اسنانه بغضب واتجه ليركن السيارة في مكانها، ثواني ودخل هو الآخر خلفها إلى المشفي. وهو ينظر في الأنحاء ليري أين هي...

ثواني ووجدها تجلس على إحدي الكراسي تبكي بشدة...
اتجه إليها ليجلس بجانبها وهو يشعر بالغضب منها ولكن بالشفقة عليها في نفس الوقت...

آدم بهدوء...
الدكتور قالك اية؟
ندي وهي ترفع وجهها ببكاء...
لسه. لسه محدش طلع يطمني عليه يا آدم، لسه في العمليات...
آدم وهو يأخذها في أحضانه وهي تبكي...
أهدي يا ندي هيبقي كويس الطلقة جت في ضهره مش في قلبه رغم اني كان نفسي أنها تيجي في قلبه...

ندي ببكاء في أحضان آدم...
منك لله يا آدم، منك لله...
كتم آدم ضحكة كادت تهرب منه على كلامها هذا الذي ذكره بروان حبيبته...
ثواني وقام من مكانه بعيداً عن ندي قليلاً، ورن على روان حتى يطمئن عليها فهو لا يعلم ما حالها بعدما تركها...

وعلى الناحية الأخري في الفندق...
كانت روان تتحدث مع أطفالها بطريقة جدية كأنهم يفهمونها...

دلوقتي يا عيال أنا بقي مش عارفة أرجع لأبوكو ولا لأ عشان بصراحة هو وحشني اوووي بس برضة كرامتي مهمة اووي وانا سامحته كتير ومش عايزة ارجعله تاني لأني عمري ما هنساله آخر مرة عمل فيا إية في اوكرانيا، أنا لسه لحد دلوقتي بحلم بكوابيس اليوم دا لما حبسني وجلدني، مش قادرة انسي اليوم دا ومش قادرة اتعافي منه نفسياً، بس برضة ورغم كل دا انا قلبي غصب عني لما آدم بيقرب مني أو بيحاول يرجعني أنا قلبي بيبقي حابب كدا وعايز كدا، مش عارفة دا حب ولا تخلف عقلي!

كان الأطفال فقط ينظرون إلى السقف يسمعون كلام امهم ولا يفهمون شيئاً...
روان بمرح وهي تنظر إلى سيف.
ولا يا سيف انت عينيك بدأ يظهر لونها ما شاء الله بني زي أمك وشكلك كدا لما تكبر هتطلع فاهمني لأن حامل جيناتي، أما انت بقي يا آدم يا صغير...
قالت جملتها وهي تنظر إلى يوسف.

أما انت بقي يا آدم يا صغير بشعرك البني الفاتح دا وعيونك الخضرا اللي شبه ابوك دي لو طلعت زي ابوك لما تكبر أنا هرميك في الترعة وأقول عوضنا على الله نخلف غيره...

ثواني وسمعت روان صوت الهاتف الذي تركه آدم لها يرن...
اتجهت إلى الهاتف لترد عليه بلهفة بعدما علمت أنه آدم...
ألو، آدم، آدم انت كويس طمني عليك؟
آدم ببسمة وسيمة على الناحية الأخري...
أنا كويس يا حبيبتي، اطمني، وندي كمان معايا بس، بس احنا هنتأخر شوية على ما اجيبها وأجي، خلي بالك على نفسك واياكي تطلعي بره الأوضة...

روان بغضب وقد بدأ لديها شعور غريب...
ثواني كدا، هتتأخرو ليه؟ مش انت خلاص لقيتها والحمد لله انتو الاتنين بخير؟ يعني خييير يا رب هتتأخرو ليه؟ بتفسحها ولا إية؟

آدم وهو ينظر إلى الهاتف بخبث وقد ابتسم ابتسامة شيطانية...
هو انتي بتغيري عليا من أختي يا روان؟
روان بغضب ونفي...
لا طبعا اية الكلام دا، أنا بس متضايقة عشان لو خرجتها المفروض تاخدني معاك أنا كمان أخرج معاكو...

آدم بضحك...
نخرج إية بس، بصي أنا هريحك...
صمت قليلاً ليتابع بجدية وهو يعلم ردة فعلها جيداً...
أنا ضربت إسلام السيوفي بالنار وهو حالياً في المستشفي وانا وندي معاه.
روان بصدمة شديدة...
عملللت إيييه؟
آدم بغضب شديد...
ومااالك انتي مصدووومة ليييه؟
روان بغضب وهي تتحدث بصوت عالي...

انت ايييه يا اااخي انت مبتحرررمش، حرااام عليييك انت مش هترتاح إلا لما تدخل السجن وتتعدم وتريح البشرية منك ومن شرّك، انت إيييه بتعمل كدا ليييه؟

آدم بغضب...
صوووتك ميعلاااش يا روااان، ولما اجي أنا ليا تصرررف تاني معاااكي عشان تبقي تزعلي عليه كووويس...

قال جملته واغلق الخط في وجهها وهو يتوعد لها بغضب شديد، بينما روان اقسمت بغضب ألا تعود له مجدداً وقد غيرت رأيها ف آدم هو آدم ولن يتغير أبداً...

وعلى الناحية الأخري في مصر...
كان الوقت متأخراً بالليل فقد كانت الساعة قد قاربت على منتصف الليل...
كان ادهم جالساً في غرفته يفكر جيداً فيما سيفعله بالغد ويفكر أيضاً كيف سيسافر لينقذ أخته وكيف سيخبر آدم واين هو آدم بالأساس؟

تذكر أدهم أنه مر يومان لم يتحدث بهم إلى خطيبته ميار لم ينسي أن يتحدث معها ولكنه لم يريد التحدث معها حتى لا يتعلق قلبه بها، فمنذ آخر يوم رآها به وهو يفكر فيها كثيراً فقد لفت نظره جنونها وضحكاتها وكل شيئ...

كانت الساعة متأخرة ولن يرن عليها بالطبع...
آدهم في نفسه بغضب...
بكرة إن شاء الله هبقي أرن عليها، عشان مينفعش اقعد اكتر من كدا من غير ما أكلمها...

مرت عشر دقائق ووجد أدهم هاتفه يرن برقم ميار خطيبته...
رد ادهم بإستغراب لأن الوقت متأخر!
الو...
از. ازيك يا دكتور ادهم. أنا اسفة اني كلمتك في وقت زي دا...
استغرب ادهم كثيراً ف صوت ميار كان متقطعاً وحزيناً للغاية وكأنها كانت تبكي أو هي حرفياً تبكي الآن وتكلمه...

مالك يا ميار؟ في حاجه؟
قالها ادهم بإستغراب.
لترد ميار على الطرف الآخر بصوت متقطع...
مفيش حاجه يا دكتور، أنا بس، أنا بس خوفت على حضرتك يكون في حاجه لأن، لأن...

لم تتحمل ميار إهماله لها، فإنفجرت باكية وهي على الخط معه لم تستطع كبح بكائها وهي تشعر في الفترة الأخيرة أنها مخطوبة وليست مخطوبة في نفس الوقت، تشعر أنه مجبر عليها ولأنه في المجتمع دكتور لا تستطيع أن تقول لأهلها أنها لا تريده بدون مبرر قوي وهذا لأن والدتها تخترع لها الحجج من أجل ألا تتركه، مره تقول لها هذا عمله وعليكِ التحمل وتوقفي عن هذا الغباء من التفكير أنه يهملك أو أي شيئ،.

ومرة أخري تقول لها وتجرحها بأنها خطبت من قبل وهذة ثاني خطبة أو خطوبة لميار والخطبة الثانية بالنسبة لأي فتاه من الصعب عليها أن تفسخها دون مبرر قوي لأن الناس سيظنون أن العيب في الفتاه، تعلمون شيئاً اللعنة على تفكير هذا المجتمع الذي يظن نفسه مجتمع إسلامي وهو بعيد كل البعد عما يسمي نفسه...

أدهم وقد شعر أن هناك شيئاً ما يحدث لميار...
احكيلي يا ميار مالك، متقفليش الا لما تحكيلي مالك...
ميار وهي تأخذ نفسها ببطئ من البكاء...
هو، هو أنا ممكن أسألك سؤال بس ارجوك ترد عليا بصراحة...
خّمن هو سؤالها، ولكنه تماسك ليرد بهدوء...
اسألي...

هو انت خطبتني ليه؟ هو انت ناوي تحبني؟ طب لو مش ناوي او مش جواك حتى إعجاب ليا مكمل معايا ليه؟ انت عاوز فسخ الخطوبة يجي مني يعني عشان انت تطلع بريئ في نظر الناس وانا اللي فسخت؟

كانت كلماتها كالسكين تُغرز في صدره...
تحامل على نفسه ليرد بهدوء...
ولا أي حاجه من دي، أنا خطبتك عشان، عشان لقيت فيكي الزوجة اللي ينفع اكمل معاها، ولقيت فيكي حاجات كتير حلوة...

آه بس مش بتحبني ولا معجب حتى بيا؟
ادهم بتوتر.
مالك يا ميار؟
ميار بهدوء وهي تأخذ نفساّ عميقاً...
أنا اسفة يا دكتور أدهم، حضرتك تستاهل حد غيري...
ادهم بصدمة...
إية؟
ميار وهي تمسح دموعها...

أنا اتخطبتلك من شهرين أنا مش مستنية حب صحيح منك بس على الأقل مستنية حتى لو إعجاب اللي هو بداية الحب والحب دا هيتبني عليه حاجات كتير حلوة أنا مش عايزة اتخطب لواحد ذو وظيفة وشكل وكل حاجه فيه حلوة ما شاء الله زي حضرتك بس في نفس الوقت ملاقيش معاه حُب أو حنان يتحول فيما بعد للمودة والرحمة اللي ربنا قال عليهم، وعشان كدا بكل هدوء حضرتك تستاهل حد أحسن مني، سلام...

ادهم بسرعة...
استني، استني...
ميار بإنتباة...
خير؟
ادهم وهو يكز على أسنانه وينظر لصورة يمني بحزن...
أنا آسف جدا ليكي، آسف اني مكلمتكيش واهملتك وأسف على كل حاجة يا ميار، انا، أنا بصراحة كنت بحب كنت ااا، كنت بحب بنت قبلك...

ميار بهدوء رغم حُزنها...
وبعدين؟
ادهم بحزن شديد وهو ينظر إلى الصورة المعلقة...

وماتت، ماتت في حادثة عربية قبل ما نتجوز، انا لسه متأثر بموتها وانا عارف ان ليكي كل الحق انك تزعلي اني مش مهتم بيكي واني مش، مش مبينلك إعجابي وحبي زي اي خطيب عادي ومن حقك تسيبني يا ميار لكن أنا طالب منك، واول مرة اطلب من حد الطلب دا، لكن ارجوكي متسبنيش، على الأقل مش دلوقتي أنا مش حاسس اني كويس وحاسس اني محتاجلك عشان اقدر اعمل تخطي للمرحلة دي في حياتي...

ميار بغضب...

بس انك تتخطي مرحلة في حياتك محتاجة عزيمة منك وإصرار عشان تقدر تتخطي المرحلة دي، يعني بتحسسني انك بتهملني قصداً مثلا عشان أسيبك لأنك لسه مش عارف تنساها، لو انت بتفكر بالطريقة دي تبقي غلطان وعايش في الوهم وبتدفن روحك بالحيا وهتعدي سنينك وهتخطب غيري وبعدي كتير ومش هقدر تكمل معاهم عشان تفكيريك دا غلط، ربنا خالق لينا نعمة النسيان عشان نقدر نكمل بعد ما يحصلتا حاجه او صدمة، انت مش هتبقي حابب توصل لسن الأربعين أو الخمسين وحضرتك مش متجوز ومكون أسرة وبيت وعيال يعني عايز تعيش وحيد وتموت وحيد عشان اوهام؟

لأول مرة يسمع ادهم هذا الكلام من ميار ويشعر فعلاً به، لأول مرة يشعر أنها معها حق وأنه فعلا سيندم بقية عمره إن ظّل على هذا النحو من التفكير...

ادهم بهدوء...
وانا اوعدك اني ههتم بيكي ويا ريت نحاول أنا وانتي ندي لعلاقتنا فرصة تانية...

ميار بإبتسامة وهذا كان غرضها من البداية لولا تفكيره الذي جعلها غاضبة وتريد تركه في الفترة الأخيرة...
تمام وانا اوعدك بكدا برضة...
اغلق الخط معها وبدأ يفكر جدياً في هذا الموضوع وفي كلامها، نظر ادهم أمامه بحزن ليردف في نفسه...
طالما أنا وعدت ميار، يبقي لازم إنساكي يا يمني وأبدا من جديد معاها...
نظر أمامه إلى الصورة الموضوعة على الحائط ل يمني حبيبته المتوفية وبدأ يبكي بشدة، كيف يفعل هذا.!

بالطبع هذا صعب عليه أن ينسي من كانت حبيبته...
كيف إذاً سيفعل هذا؟
وعلى الناحية الأخري في كاليفورنيا...
مرّ اليوم والنهار في أميركا وكاليفورنيا...
وجاء الليل وكلاً من آدم وندي جالسون ينتظرون خروج الطبيب من حجرة العمليات...
خرج الطبيب أخيراً بعد عمل استمر ثلاث أو أربع ساعات بغرفة العمليات بالمشفي...
إنتبه آدم وندي لخروجه ليتجه آدم إلى الطبيب بسرعة، ليسأله بالإنجليزية...
ماذا حدث هل مات المُصاب؟

الطبيب بإجابة: لا لم يمت، لقد تلقي الرصاصة في ظهره في connective tissue ( النسيج الضام ) وما تأثر بالرصاصة هو اللحم والعضلات فقط لم يتأثر النخاع الشوكي أو الأعصاب المتصلة على امتداد النخاع الشوكي وإلا كان تعرض للوفاة أو السكتة الدماغية أو الشلل...

آدم وهو يزفر بغضب بعض الشيئ...
ومتي سيفيق؟
الطبيب بإجابة...
لا أدري متي ولكن إن ظلّ على هذا الحال ليومان لن يخرج من العناية المركزة...
شكر آدم الطبيب والتفت إلى ندي ليجدها تنظر له بإستغراب...
ندي بسرعة...
الدكتور قالك إية يا آدم؟
آدم بغضب منها...
قالي أنه هيبقي زي القرد كمان يومين.
ندي بغضب منه...
قالك إييية؟ اسلام كويس ولا لأ؟

ترجم لها آدم ما قاله الطبيب، لتسجد ندي على الفور حمداً لله أنه سيكون حياً وعلى قيد الحياة ولن يموت...

وقفت ندي وهي تحمد الله مراراّ وتكراراً على أن إسلام السيوفي سيكون بخير وأنه على قيد الحياة وهذا كل ما يهمها، لأنها خافت عليه من أن يكون قد مات...

آدم بغضب...
دلوقتي بقي ممكن نروح عشان روان مراتي مستنيانا من بدري وزمانها قلقت دلوقتي!

ندي ببعض الغضب وقد شعرت الآن بتحسن لأن اسلام لم يمت أو يحدث له شيئ يضره بشدة...
ماشي بس يا ريت واحنا ماشيين تديني المسدس بتاعك أضربه في نفوخك عشان تحس باللي انت بتعمله في الناس، أنا عايزة افهم ازاي توصل معاك انك عادي تقتل حد بالسهولة دي كدا؟

آدم وهو يتجه معها خارج المشفي إلى سيارته...
أنا كنت عايز اقتله بس انتي غبية كنتي انتي اللي هتموتي فيها يا غبية...
ندي بغضب منه...
هو يعني عشان خطفني تقتله؟ طب ما انت كدا هتتعدم يا ذكي!
نظر لها بسخرية، ولم يرد عليها، ثواني وركب وركبت بجانبه وانطلق بعيداً إلى الفندق مرةً أخري...

وصلا إلى الفندق في نيويورك بعد ساعة...
نزلت ندي من السيارة وهي تشعر بالتعب والنوم فالوقت كان متأخراً حيث قد حلّ الليل...

دلف الإثنان إلى الفندق ومنه إلى غرفة روان وآدم...
فتح آدم الغرفة، ودخل ودخلت ندي خلفه...
روان بغضب وقد كانت جالسة طوال اليوم لا تفعل شيئاً سوى انتظارهم...
أتأخرت ليييه يا آدم و...
نظرت روان بصدمة بعض الشئ إلى تلك الفتاة التي أتت مع زوجها للتو، يا إلهي كم أنتي جميلة!

معقول انكِ ندي.؟
ندي وهي تدخل الغرفة بخجل بعض الشئ...
اهلاً...
روان بغيرة من جمالها وجمال عيونها...
اهلاً يختي، انتي بقي ندي اخت المحروس جوزي؟
ندي بمرح...
وانتي بقي روان حرم آدم الكيلاني اللي خلتيه يحبك وهو كان كراشي وكراش البنات على الفيس؟ انتي الوحيدة يا روان اللي ينفع تحطي استوري وتكتبي فيه مسيطرة امشيك مسطرة عشان انتي اللي تليق عليكي الأغنيه يا قادرة...

روان بغضب وغيرة...
كراش ميين؟ وبعدين انتي أخته عيب تقولي كدا...
ندي بإستفزاز ومرح...
مين عارف مش يمكن مطلعش أخته يا روان؟ مش يمكن نعمل تحليل DNA ومنطلعش إخواط ونكرر أنا وآدم باشا قصة حبك بس معايا بقي...

كانت روان تنظر إلى ندي بغيرة من كلماتها تلك رغم أنها تعرف أن ندي تمزح ولكنها تضايقت...

لم تعلق روان بل نظرت إلى آدم لتجده يضحك بشدة عليها وعلى كلامهما، راق له أمر غيرة روان كثيراّ بل أحبه وأحب غيرتها عليه حتى وإن كانت من أخته وحتى لو كانت مؤقته بسبب انها لا تُظهرها كثيراً ولكنه يكتفي ولو بالقليل ممن أحب...

ندي وقد رأت اطفال على السرير، لتردف بمرح وهي تتجه إليهم...
يخلاااثي دول ولاد اخووويا، ثواني كدا يعني أنا دلوقتي عمتو العقربة؟ معقول؟

اتجهت ندي بضحك إلى السرير تُقبل الأطفال وتلعب معهم...
بينما روان نظرت إلى آدم بغضب ولكنها لم تُعقب فهي تعلم أنه متعب كثيراً مما حدث اليوم، وستتكلم معه غداً...

آدم بجدية وهو ينظر لهم...
هنرجع مصر دلوقتي، يلا عشان نلحق الطيارة ونكون وصلنا بالنهار على مصر...
روان بصدمة...
هنسافر دلوقتي؟
آدم بإيماء وجدية...
أيوة، يلا...
نظرت ندي إلى آدم تارة ونظرت إلى روان تارة أخري وقد تذكرت ندي للتو خطة إسلام التي أخبرت بها أخيها أدهم عن صفقة السيارات المشبوهة...

ارادت ندي إخبار آدم عن تلك الصفقة ولكن لأنها لا تعرف روان حق المعرفة لم ترد إخباره أمامها ولهذا فضلت عند العودة إلى مصر ستخبره.

وبالفعل سافر الجميع وعادو إلى مصر بعد سفر 12 ساعة حيث كان قد حل صباح يوم جديد في مصر بنسماته العليلة...

نزل الجميع من الطائرة واتجهو إلى القصر وندي بداخلها شوق كبير لمقابلة والدتها واخيها الذين اشتاقوا وإشتاقت هي الأخري لهم كثيراً، ورغم تفكيرها في إسلام وما الذي قد يمكن أن يحدث إليه إلا أن شوقها لعائلتها فاق كل الوصف...

فماذا سيحدث يا تري! وماذا سيحدث عندما يستفيق اسلام؟

وفي الصباح عند قصر باسل الملك...
فتحت يارا عيونها على أصوات جلبة بالأسفل...
اتجهت يارا بعدما ارتدت حجابها لتري ما الذي يحدث بالضبط...
وجدت يارا هدي أختها تبكي بشدة وهي جالسه أرضاً وباسل يحاول تهدئتها بجانبها...
يارا وهي تتجه إليهم بالأسفل بخضة...
في أي؟ هدي بتعيط ليه! بتعيطي ليه يا هدي.؟
كان مراد واقفاً ليردف بحزن وهو ينظر إلى يارا...
مفيش حاجه يا يارا...
باسل بغضب...
لا في، ويارا لازم تعرف...

يارا بغضب...
في ايييه ما تعرفوني اللي حصل؟
باسل بحزن بعض الشيئ ولكن غضبه كان أكبر...
معتز...
يارا بعدم فهم...
ماله معتز؟
باسل بقوة...
هيتنفذ فيه حكم الإعدام!
يارا بصدمة شديدة...
إيييه؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة