قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل التسعون

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل التسعون

رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث للكاتبة آية يونس الفصل التسعون

وجاء الصباح على الجميع...
استعدت روان وارتدت ملابسها وكذلك أعدت أطفالها لأن اليوم هو اليوم المنتظر، فاليوم ستتجه مع آدم الكيلاني إلى الغردقة لمدة إسبوعين تعمل بهما معه هناك...

بالفعل أنهت روان كل شئ ونزلت إلى الأسفل فقد وصلت أمام المنزل سيارة سوداء كبيرة حتى تصطحبها إلى المكان الذي ستذهب منه إلى الغردقة مع آدم الكيلاني...

ركبت روان السيارة ووصلت إلى المكان بعد وقت وقد كان أمام الشركة...
نزلت روان من السيارة وأمرها الحراس أن تركب سيارة سوداء أخري أكبر...
ثواني ووجدت من يركب بجانبها بفخامته تلك...
روان بغضب...
المفروض دي العربية اللي هتوصلني الغردقة لوحدي علفكرة؟
آدم بإبتسامة وسيمة خبيثة...
ومين قالك أننا رايحين الغردقة يا رواني؟
روان بصدمة وغضب...
نععععم؟

آدم بضحك وهو يرتدي نظارة سوداء كبيرة وينظر لها بنصف جانب أظهر وسامته بشدة...
بهزر معاكي يا روان أو أقولك بقي يا بشمترجمة روان؟
روان بغضب وهي تحاول النزول ولكن آدم اغلق الأبواب قبل أن تنزل...
تقول اللي تقوله، وبعدين، إيه دااا افتحلي الباب لو سمحت عيب كدا...
قالتها بغضب شديد وهي تريد النزول...
ولكن آدم نظر لها بخبث ولؤم بعض الشئ، ثواني ووجه نظره إلى أطفاله على يديها بإبتسامة جميلة وإشتياق شديد...

تابع كلامه وقد نظر إليها بنفس النظرة من الحنين والإشتياق...
انتي لو تعرفي أنا عايز اعمل إيه دلوقتي يا روان. وشك هيقعد يومين لونه أحمر من الكسوف...

قال جملته وقد عّض على شفتيه بأسنانه مع نظرة حمدي الوزير التي توجه بها إليها...

روان بغضب وقد إحمر وجهها بالفعل...
وأقسم بالله انت ما شوفت نص ساعة تربية يا آدم، وأنا عايزة أنزل دلوقتي يإما هصوت و...

لم تكمل روان جملتها حتى تحركت سيارة آدم الكيلاني وإنطلقت بعيداً وهو مرتدي النظارة غير مهتم لكلامها أو أي شئ، صرخت روان بغضب وهي تريد النزول ولكن دون جدوي فقد رفع آدم الزجاج الأسود لنوافذ السيارة وغطي به روان من جميع الإتجاهات فلا يستطيع أحد أن يراها وهي تصرخ أو يراها بشكل عام...

نظر لها بضحكة شريرة أبرزت انياب وعيون النمر التي يمتلكها هو...
وفري صويتك دا هتحتاجيه صدقيني...
روان بغضب...
لو سمحت عيب كدا ونزلني يا أستاذ آدم عشان وأقسم بالله أنا ولا طايقاك ولا طايقة اشوفك وكفاية اووي كدا يعني أنا مش فاهمة انت بتعمل كدا ليه لا أنا ولا انت نافعين لبعض ف كفاية كدا كرامتنا تتذل و...

آدم وكأنه لم يسمع شيئاً...
أنا وانتي رايحين الغردقة نشتغل مش رايحين شهر عسل، إطمني أنا كنت بناغشك بس مش أكتر يا ريت بقي تقفلي بؤقك شوية...

روان وهي تنظر له بغضب، ثواني وأدارت وجهها بعيداً عنه، وهي تحاول أن تُصبر نفسها كما يُقال وأنه مجرد ساعات وتصل لوجهتها، ومن ثم تتابع عملها بعيداً عنه، فهل للقدر رأي آخر يا تري؟

مرت ساعة لم يتحدث أحدًُ فيها إلى الآخر، نظرات متقطعة فقط تنظر بها روان إلى آدم وينظر هو لها أيضاً يحاول معرفة ما الذي يدور داخل عقل هذه الفتاة الصغيرة...

قطع صمتهم هذا، روان وهي تمد يديها لتُشعل الراديو في السيارة...
ليُشعل أغنية ما لفتت نظر كليهما بشدة وكأنها مصممة خصيصاً لآدم الكيلاني...
وهي أغنية ( أنا مش فارس ولا فتي أحلام ).

نظر لها آدم وكأنه يفهم ما بداخلها، وكأنه يقول لها كلمات هذه الأغنية، روان هي الأخري نظرت له بحزن وكأنها تسأله نفس كلمات الأغنية، وكأنها تريد أن تسأله عن هذا التقلب الذي هو به، لماذا هو متقلب هكذا دائماً؟ تارة يضحك، تارة حزين، وأخري غاضب بعيون النمر السوداء؟ لماذا كل هذا في شخص واحد، بل والأهم لماذا عاد إليها الآن، لماذا إختارها هي لتكون المترجمة الخاصة به؟ لماذا يحاول دوماً بعد البُعد والفراق أن يقترب منها دوماً، هو البادئ رغم كل شئ هي أتت إليه بقدميها حتى تفتح له زراعيها مجدداً ضاربة بكل شئ عرض الحائط ولكنه رفض، وها هو الآن يعود إليها؟

لماذا؟
جائت كلمات الأغنية عند...
طيب شرير وجرئ وجبان، أوقات مشرق وأوقات بهتان
نظر لها آدم من خلف نظارته التي زادت وسامته،
ليردف بإبتسامة وتصميم...
هنرجع يا روان، أنا مش هسيبك لغيري يروحمك...
روان بغضب...
دا عند يور مازر صح؟
ابتسم لها بخبث، كم أنتي شقية وبدأتي تُقلديني في قلة الأدب كما يُقال...
اقولك عند مين ومتزعليش؟
قالها آدم بلؤم ونظرات شريرة جذابة إعتلت وجهه وفكيه...

لتردف روان بغضب وتحدي بعيونها البُنيه الجذابة تلك.
هتشوف يا آدم، ولا اقولك يا آدم باشا عشان انت مديري في الشغل دلوقتي...
آدم وهو يرفع حاجبيه بسخرية وتوعد...
هي بقت كدا؟
نظرت له بغضب دون حديث أو كلام، ثواني ونظرت أمامها طوال الطريق مركزةً في أطفالها او في الطريق وحسب...

مر وقت طويل ساعات طويلة دخلت فيها روان الحمام مرتين في إستراحات فخمة كان يقف بها آدم الكيلاني على الطريق...

وأخيراً وبعد وقت طويل كان المغرب والليل قد حلّ به، وصلا كليهما إلى مدينة الغردقة في مصر...

كانت هذه المدينة وكأنها مدينة خارج مصر لأنها مكتظة بالسياح الذين يرتدون ملابس مفتوحة بحرية يسيرون بها في الشوارع بكل أريحية، كانت روان تنظر طوال الطريق فاتحة عيونها بصدمة وكأنها اول مرة تري هذا المنظر في بلادها او في حياتها؟

آدم بضحك وهو ينظر لروان...
إقفلي بؤقك الناس هنا ممكن يقولو عليكي متحرشة وخصوصاً انك من ساعتها بتبصي على البنات، اومال لو كنتي ولد كنتي عملتي فينا إية، انا حسيت اني لو عايز اعاكس بنت من دول رد فعلك هيكون ( معاك حق ي آدم اية الصاروخ دي )...

ضحك آدم عليها بينما هي نظرت له بغضب...
لتردف بغضب...
علفكرة أنا أحلي منهم عشان أنا أميرة بحجابي تمم...
اه وحاجه كمان أنت لو عاكست واحدة من دول أنا مش هقولك كدا لا خالص علفكرة مبقاش غير ام حواجب فلوماستر اللي تعاكسها يا آدم وقال إية أغير منها...

ضحك آدم عليها وعلى كلامها الغريب مثلها تماماً، ليتابع القيادة إلى الفندق التابع له، والذي سيقيمون فيه فترة إلى حين إنتهاء العقود للبدء في مشروع منتجع النمر السياحي الجديد...

وصلا أخيراً إلى الفندق، نزلت روان من السيارة وكذلك آدم الذي كان آدم يحمل أطفاله على يديه بعدما نزل من السيارة أخذهم من روان مباشرة دون إذنها حتي...

نظرت روان إلى واجهه الفندق والي المكان بإنبهار، فقد كان المكان مُطلاً على البحر بزرقته الفاتحه وجماله الاخآذ التي يخطف العقول والقلوب قبلها...

دخلت روان قبلها آدم إلى الفندق، عرف الجميع آدم الكيلاني فهو صاحب هذا الفندق في هذا المكان ليصطف طاقم كامل من العمال والأجانب الذين يعملون في صالة الإستقبال بالفندق أمام آدم الكيلاني تحيه وترحيباً بالمدير...

آدم باللغة الإيطالية حتى لا تفهم روان...
أريد غرفتين سنجل ولكن بجانب بعضهما...
أومأ موظف الإستقبال وعلى الفور أخرج بطاقتين أو مفتاحين على شكل بطاقة لآدم الكيلاني...

أخذ آدم المفاتيح بصعوبة بعض الشئ، فقد كان يحمل صغاره على يديه، تاركاً أُمهما تقف مبهورة بمناظر الفندق والمكان غير مهتمة بصغارها...

نظر آدم إليها بغضب وضحك ايضا على شكلها.
إسحبي يا روان مفتاح لأوضتك...
نظرت له روان بشكِ وخوف...
إية دا ثواني، اسحب مفتاح عشوائي يعني ولا هتديني انت المفتاح؟
آدم بإستغراب...
نعم؟ هي هتفرق؟ ما تسحبي يا بنتي مفتاح مالك مبلمة كدا؟
روان بنظرات الشك...
مش يمكن دي تطلع لعبة الحبّار زي المسلسل اللي سمعته مع محمد طاهر وتقتلني؟

آدم بصدمة وهو لا يفهمها...
لعبة ال. لعبة إية؟
روان بضحك...
لعبة كدا فيها عروسة بتموت بعينيها أي حد وكل اللي في اللعبة بيموت، الا قولي صحيح يا آدم انت كرجل أعمال كبير وعالمي فعلا بتتراهن مع رجال أعمال غيريك على الناس أنهم يلعبوا ألعاب موت زي لعبة الحبّار وكدا؟

آدم وهو يحاول تمالك أعصابه من هذه الفتاة...
إمشي يا روااان قدااامي، إمششششششي...
ضحكت روان وصعد آدم وروان إلى الدور العلّوي في المصعد المتواجد في الفندق...
وصلا إلى الطابق السادس في الفندق،
لتردف روان إلى آدم بهدوء...
ممكن تناولني عيالي لو سمحت...
آدم بخبث...
هم مش عيالي برضة ولا إيه؟
روان وهي تنظر له بغضب...
ايوة يعني عايز إية؟
آدم بضحك...

بكل بساطة عايزهم يباتو معايا انهاردة في الأوضة، بصراحة وحشوني، إحم، وحشوني هُم وأمهم...

روان بنفي وهي تأخذ أطفالها منه...
ولما عيّل يعيط فيهم هترضعه انت يعني ولا إيه؟ هات يا بابا هات قال ابوهم قال، ما هو الأب مش بيخلف وخلاص والأب مش كلمة وخلاص، وزي ما انت استغنيت عني يبقي قادر تستغني عنهم بسهولة، أنا ماشية عشان مش عايزة افتح معاك أي كلام والله اكتفيت منك...

آدم بغضب...
روحي يا روان أوضتك واستعدي بكرة الساعة 9 الصبح بالدقيقة تكوني قدام الفندق عشان هتوصلي معايا المقّر الجديد...

روان بإستفهام...
طب والعيال؟
آدم بغضب منها فقد آلمته مجدداً بكلامها الذي يشبه السُم.
دادة فتحية في الطريق دلوقتي وهتوصل كمان ساعة أو اتنين وهي هتاخد بالها منهم في الأوضة طول النهار، متقلقيش أنا عامل حسابي على كل حاجة، وانا مش أب وحش يا روان حقيقي أنتي كلامك زي السم بجد جرحتيني...

قال كلامه بغضب منها ودخل إلى غرفته بالكارت المتواجد في يديه بكل سهولة وهو يرمقها بنظرات غاضبة بعيونه وشكله الجذاب وهيئته ومظهره الذي يخطف القلوب كان رائعاً للغاية بهذة النظرة...

أما روان نظرت إليه بحزن وقد سيطر على تفكيرها في هذه اللحظة كم الأذي الذي تسبب به آدم الكيلاني لها عندما أتت إليه بنفسها ولم يرد حتى عليها وكأنها حشرة مرّت أمامه...

إتجهت روان ناحية باب غرفتها ووضعت الكارت الذي معها في الباب ليُفتح...
دخلت روان وهي تحمل أطفالها على يديها إلى الغرفة الخاصة بها والتي كانت قمة في الجمال والفخامة مطلة على البحر مباشرة بجمالها...

وضعت روان طفليها على السرير، وبسبب تعبها في السفر طيلة النهار نامت روان بجانب أطفالها بعدما وضعت غِطاء خفيف عليهم...

وعلى الناحية الأخري في غرفة آدم الكيلاني...
كان آدم جالساً عاري الصدر يرتدي بنطاله فقط وقد برزت عضلات صدره وبطنه السداسية بمظهرها الجذاب وهو نائم على السرير ينظر في هاتفه إلى صور روان وهو يبتسم...

آدم بحزن...
يا ريتنا فضلنا يا روان، يا ريتني كنت إتحكمت في غضبي وأحنا في أوكرانيا، مكنش زماني وصلت معاكي لهنا، طب معقول يا روان قادرة تستحملي بُعدك عني طول الوقت دا؟ معقول قادرة؟

أغلق آدم الهاتف ونام مكانه دون غطاء والنافذة مفتوحة إلى آخرها ينطلق منها هواء البحر العليل والذي كان يتتداخل بقوته في عظام صدره وجِزعه العلوي كما تتداخل الأمواج في صخور الشاطئ لتهزمها، وقد حدث ما حدث وبالفعل مرض آدم الكيلاني هذا اليوم بسبب هذه الحركة وأصيب ب نزلة برد ...

وعلى الناحية الأخري في قصر باسل الملك...

كانت يارا قد قضت يوم عمل آخر وتعلمت الكثير مع مراد في العمل وتمنت له، ولهذة الفتاة التي رأتها معه ترسم معه، تمنت لهم حياة جميلة وقد اعتقدت أن مراد يُحب هذه الفتاة، ولكن مراد كان يعامل يارا معاملة مختلفة ليس وكأنها تعمل عنده أبداً، كان يدللها برفق ويحاول أن يتقرب إليها باللين والرفق ولكن يارا كانت تعتقد أنه يفعل هذا لأنه يعتبرها مثل أخته فقط، لذلك كانت تتابع عملها فقط...

أما هُدي على الناحية الأخري في غرفة باسل الملك...
كانت منذ الصباح تبكي بمفردها دون أن تُريه حتى وجهها ودون أن تجلس معه كانت تجلس في غرفة الخدم التي كانت بها في البداية، تجلس بجانبها رفيقة لها من خدم القصر تحاول أن تواسيها...

إحكي يا هدي اية اللي حصلك عشان بس أفهم؟
هدي وما زالت في بكائها منذ الصباح...
كل الموضوع إني اتأكدت إني مليش لازمة فعلاً في القصر دا، وإني مجرد ضيفة هنا وأنه عمره ما هيحب حد زي مراته الله يرحمها، أنا بجد مش مصدقة إني بغير من واحدة ميته يا صفية، أنا بجد مش مصدقة إني بغير منها بس برضة دا جوزي وإسمي على إسمه والمفروض أنه جوزي يبقي ليا لوحدي صح؟

بكت بشدة لتجلس بجانبها صديقتها تحاول مواساتها...
صفية بحزن...
ما هي الأمور مبتتاخدتش قفش كدا يا هدي، مش عشان انتي مراته يبقي خلاص يحبك من تاني يوم علطول، إهدي شوية وإتقلي شوية وهو بنفسه هيجيلك لحد عندك...

هدي وهي تمسح دموعها ببكاء...
يعني إية؟ وبعدين أنا عندي سؤال انا قاعدة معاكي من الصبح معقول يا صفيه مخدش باله مني ومن غيابي؟ معقول سابني كدا عادي؟

صفية بغضب...
عشان انتي غبية رامية نفسك، الراجل مهما يكون إيه لازم تغّلي نفسك وتتقلي دا انتي مدلوقة خالص، وبعدين تعالي هنا يا بت انتي حبيته من أمتي؟

هدي بخجل رغم بكائها...
أنا بحبه اصلاً من أول يوم شوفته فيه، من ساعة ما اشتغلت عنده في المطعم ودافع عني قدام معتز وانا حبيته...

صفية وهي تلطم على وجهها بغضب منها...
صبررررني يا ررربي، أنتي أي حد يدافع عنك يبقي خلاص تحبيه؟
ما هو أول راجل يكلمني في حياتي اصلا أو يدافع عني يا صفية...
ولو يعني دا مبرر إنك تقعي وتحبيه، ومتقوليش قلبي اللي حبه عشان دا عقلك المراهق اللي حبه مش قلبك...

أياً كان بقي أنا بحبه يا صفية وخلاص...
صفية بهدوء وهي تحاول التفكير...
طب بصي يا هدي لو قولتلك حاجة تنفذيها، هتنفذيها؟
هدي بإيماء...
أيوة إية هي؟

وبالفعل وبعد ربع ساعة من الحديث مع صفية، صعدت هدي إلى الطابق العلوي وهي تنوي تنفيذ تلك الخطة التي وضعتها معها والتي أعجبت بها هدي...

صعدت وطرقت على باب الغرفة ليسمح لها باسل بالدخول وقد كان حزيناً للغاية على تكسير صورة زوجته في البورتريه الغالي الذي صنعه لها، وأيضاً غاضباً من هدي بشدة على ما فعلته...

دخلت هدي إلى الغرفة بهدوء...
لتردف ببرود وكلام مقصود...
علفكرة حضرتك معاك حق، أنا غلطانة اني غصبن عني كسرت صورة مراتك الله يرحمها وانا اوعدك اني هعملك واحدة اكبر من الصورة دي كمان عشان تفضل الصورة متعلقة العمر كله وتعيش مع الصورة حياتك كلها، أنا بجد اسفة يا استاذ باسل...

إنتبه باسل لما قالته هدي وهي كانت تقصد طبعاً ما قالته وتقصد كل حرف نطقت به، انتبه هو لما قالته، ليفكر لوهلة فيما نطقت به، ماذا يعني أنه سيعيش مع صورة العمر كله؟ هل هو حقاً سيعيش مع صورة هدي زوجته المتوفية حياته القادمة إلى أن يموت؟ هل حقاً لن يحب مجدداً أو يفتح قلبه مجدداً للحياة؟
إنتبه وفكر لوهلة من الزمن فيما نطقت به هدي...
ابتسمت هدي بخبث وقد بدأت الخُطة لتتابع بهدوء وحزن ظهر على وجهها...

وعلفكرة أنا عايزة اسأل حضرتك سؤال؟
باسل بإنتباه...
اتفضلي؟
هو حضرتك قولت لبابا؟ عشان تطلقني وكدا...
قالتها هدي بلهفة وبسرعة تجعل من أمامك يشُك بك، وقد نجحت وفعلاً أثارت الجدل والشكوك في رأس
باسل الهلالي أو باسل الملك ...
باسل بشك...
بتسألي كدا ليه؟
كدا ليه اللي هو ازاي؟
باسل بشك...
اللي هو بطريقة مش مريحة كدة، يعني مش عارف، بس بتسألي ليه؟ على العموم هقوله قريب...

هدي بإستفزاز غير واضح وهي تضحك...
اه تمام اديني مستنية...
باسل بغضب بعض الشئ...
بتسألي ليييه؟
هدي بهدوء...
عادي يعني يا استاذ باسل بسأل مسألش يعني ما احنا كدا كدا هنتطلق، المهم بقي تصبح على خير وآه صح إن شاء الله بكرة لما اروح الجامعة قصدي لما أخلص الجامعة هبقي اعمل لحضرتك صورة اكبر من دي وآسفة جداً كمان، يلا سلام...

قالت كلماتها واتجهت إلى السرير وتغطئت ونامت، أما باسل كان عقله يكاد ينفجر من هذه الفتاة لا يدري بالضبط ما الذي يحدث هنا ولماذا تتصرف هكذا وتستفزه هكذا بإسلوب غير مباشر؟ بل لماذا حتى تريد الطلاق بهذة السرعة؟ لا يدري بالضبط ما الذي يجب عليه فعله ولا يدري ما هذه اللعنة التي تحدث؟

وجاء الصباح على الجميع في مصر...
فتحت ندي عيونها وإستعدت للذهاب إلى الجامعة فاليوم لديها محاضرة مبكرة للغاية في الساعة الثامنة صباحاً...

إرتدت ملابسها واتجهت إلى الخارج لتذهب إلى محاضراتها، قاد بها السائق إلى الجامعة، وفي الطريق كانت ترن على روان بشكل متواصل حتى تُقابلها ولكن روان لم تكن ترد...

زفرت ندي بغضب، ثواني ورنت على حبيبة...
لترد حبيبة عليها بعد فترة...
ألو
ندي بإبتسامة...
صباح الخير يا حبيبة؟
صباح الخير إزيك يا ندوش؟
ندي بإبتسامة...
الحمد لله، أومال روان فين برن عليها مش بترد؟
زمانها نايمة في الغردقة، عشان هي سافرت مع اخوكي تبع شغل هناك...
ندي بصدمة وسعادة...
بتتكلمي جد؟
حبيبة بإستغراب...

أيوة بتكلم جد، سافرت لأنها هتكون المترجمة بتاعة الوفد والعملا اللي هيمولوا مشروع شركة آدم تقريباً...

ندي بسعادة...
طب الحمد لله مفيش مشكلة المهم انها سافرت مع آدم...
حبيبة بضحك...
إنتي فين؟
داخلة على الجامعة اهو؟
حبيبة بمرح...
طب أنا موريش محاضرات انهاردة إية رأيك استناكي ونخرج سوا...
ندي بتفكير وسعادة...
تمام وانا موافقة، واقولك على حاجه، إلبسي يلا دلوقتي عشان تحضري معايا المحاضرات ونطلع علطول نتغدي برة ونخرج سوا...

حبيبة بإيماء...
موافقة أنا كدا كدا طار النوم من عيني خلاص، يلا اشوفك قدام كلية إعلام كمان نص ساعة...

أغلقت ندي معها الخط بعدما إتفقا على اللقاء في الجامعة، وبالفعل إرتدت حبيبة ملابسها على عجالة في أقل من خمس دقائق لأنها لا تضع أي مساحيق تجميل على وجهها...

وبالفعل نزلت حبيبة إلى الأسفل ووقفت أمام كلية الإعلام تنتظر ندي حتى تأتي...

ثواني وسمعت صوتاّ ترهبه يأتي من خلفها...
يا بنتي انتي كلية إية بالظبط إتهدي بقي...
التفتت حبيبة بخضة لتصُدم بشدة...
حبيبة بتوتر وهي تري أمامها أخر شخص توقعت رؤيته هنا...
إ. إزي حضرتك يا دكتور...
عز الدين ولم يكن غيره بمرح...

إزيك يا دكتور هو إنتي خليتي فيها دكتور؟ على العموم أنا كنت بركن العربية وشوفتك وعرفتك علطول من طولك لإنك ما شاء الله طويلة اووي، بس انتي بقي في كلية اية بالظبط؟ المفروض إنك في ألسن مش في إعلام صح؟

حبيبة بتوتر شديد وقد خافت أن يكشفها أو كما يقال يستقصدها...
اه اه أنا في كلية إعلام...
عز الدين بشك...
بجد؟
حبيبة بتأكيد...
أيوة حتى إني مستنية واحدة صاحبتي يا دكتور عشان تيجي ونحضر سوا المحاضرات، أهي جت أهي...

أشارت حبيبة بيديها إلى ندي والتي كانت قد وصلت أمام بوابة الجامعة، ليلاحظ عز الدين أن ندي صديقه هذه الفتاة الطويلة التي لا يعرف عنها شيئاً سوي أنها شتمته في أول لقاء بينهما، ابتسم بخبث وقد قرر إستغلال هذا الفتاة لصالحه حتى يتقرب من ندي ويعرفها جيداً لأن ندي تعجبه ويعجبه شكلها وكل شئ بها...

عز الدين بسخرية وهو يرحل...
علي العموم أنا لسة ليا كلام معاكي بعد كدا يا بنت حسني مبارك إنتي، بس مش دلوقتي...

قال جملته ورحل ودخل إلى كلية الإعلام تحت نظرات حبيبة المرعوبة ولا تدري ما الذي يجب عليها أن تفعل إذا إكتشف أمرها أو إسمها...

وصلت ندي ووقفت مع حبيبة لتردف بمرح...
مالك يا بنتي شبه الكتكوت المبلول كدا؟ في إيه حصل؟
قصّت حبيبة على ندي كل شئ حدث في الماضي بينها وبين الدكتور عز الدين، لتصدم ندي بشدة مما حدث...

ندي بمرح...
تصدقي روان معاها حق، ممكن فعلاً يا بت تعيشي قصة حبك وروايتك الخاصة ياااه على المتعة يبختك والله، مع إني مش بطيق عز الدين بس يبختك برضة...

حبيبة بغضب...
ناقصاكي انتي كمان يعني يا ندي؟
ندي بمرح وهي تضحك...
إهدي بس إهدي ويلا بينا عشان متأخرش على محاضرتي، ولما نطلع نبقي نتكلم...

ماشي يلا...
قالتها حبيبة بسرعة وبالفعل إتجهت كلتاهما إلى داخل قاعة المحاضرات في هذه الكلية حتى تبدأ ندي الإستماع إلى محاضرتها...

وفي صباح هذا اليوم في الغردقة...
فتحت روان عيونها بتعب بعض الشئ من هواء البحر بالأمس...
قامت وارتدت ملابسها حتى تستعد للذهاب إلى العمل، ولكنها جلست بإنتظار الدادة فتحية حتى تأتي إلى أطفالها بالغرفة...

وبالفعل بعد مدة قصيرة أتت الدادة فتحية إليها وبعدما سلّمت روان عليها، إتجهت إلى عمها أو بالأحرى إتجهت تقف أمام غرفة آدم الكيلاني تنتظره حتى يخرج...

مرت ربع ساعة وهي تقف أمام الغرفة ترن عليه بالهاتف ولكنه لا يرد...
إضطرت روان أن تطرق الباب عِدة مرات ولكنه لم يرد أو يستجيب...
روان بغضب...
طب دا أدخله ازاي دلوقتي؟
لم تفت دقيقة وفتح آدم الكيلاني الباب لها بالغرفة وهو واقف ظاهر عليه التعب ويرتجف بشدة...

آدم بسرعة وهو يشعر بتعب شديد ويسعل بشدة...
صباح الخير يا رواني...
قال جملته وسعّل بشدة...
روان بتفاجئ وخوف...
في إيييه مالك شكلك تعبان اوووي كدا ليه؟
آدم وهو ما زال يسُعل بقوة وألم...
مفيش حاجه يا حبيبتي، أنا هبقي كويس شوية برد بس...
روان وقد تجرأت قليلاً ولمست بيديها جبهته ؛ لتشعل بهذة الحركة نيران جسده دون أن تدري...

روان بغضب...
ازاي شوية برد يعني.؟ انت جسمك بيتعرق وفي نفس الوقت متلّج؟ انت سبت الشباك مفتوح بالليل صح؟

آدم بإيماء وهو ينظر لها بخبث يريد رؤية رد فعلها...
ايوا نسيته مفتوح وحاسس إني بموت من التعب يا روان...
روان بغضب...
متقولش كدا، وبعدين إلبس يلا هوديك للدكتور دلوقتي مش مهم تروح الشغل انهاردة...

آدم بإبتسامة صغيرة وهو ما زال يسعل...
خايفة عليا ولا إية؟
روان وهي تنظر له مطولاً بحزن، ثواني وأردفت بسرعة.
أنا خايفة على العيال يتعدوا منك مش اكتر...
آدم بسخرية...
يا سلام؟
أيوة...
آدم بغضب: طب تمام خليكي هنا شوية هلبس واجي عشان نروح الشغل ومنتأخرش...

بالفعل دخل آدم إلى الغرفة ليرتدي ملابسه بغضب كبير من ردة فعلها تجاه كل شئ هكذا، بينما هي خارج الغرفة كانت تضحك عليه وهي تتوعد له بالمزيد فهو البادئ وهو اللذي أصر على قدومها معه إلى الغردقة إذاً فليتحمل ما تنوي عليه...

خرج آدم بعد دقائق وهو يرتدي بدلة رسمية جعلته غاية في الوسامة...
آدم بهدوء...
يلا...
يلا...
وبالفعل اتجه كليهما إلى مكان العمل الذي هو قريب جداً من هذا الفندق وقد كان مشروع المنتجع السياحي والمسمي النمر قد بدأت التخطيطات العمرانية به...

دلف آدم وروان إلى داخل مبني صغير يتم به الإتفاق على كل شئ من قبل الممولين والقائمين على المشروع...

كانت روان متوترة بشدة من المكان ومن الجو وأيضاً من الترجمة نفسها فهي لا تتقنها بشدة حتى تقولها عندما يتحدثون بسرعة...

إجتمع الجميع ومن بينهم المديرة على الطاقم وقد كانت إمراءة في منتصف العمر ترتدي ما يسمي ال ( ميني جيب ) وترتدي ما يكشفها أكثر مما يسترها...

دلفت المرأة وهي تبتسم بنظرات غير مريحة إلى آدم الكيلاني...
انتبهت روان إلى ما حدث ولكنها فضلّت الصمت وان تتابع عملها أفضل.
وبالفعل بدأت روان العمل بجد مع الفريق وبدأت تترجم الأوراق أمامها بمهارة شبه عاليه دون أن تهتم لآدم الكيلاني أو هذه المرأة...
ولكن شيئاً واحداً حدث جعلها تترك كل شيئ بيدها وتركز النظر مع هذه المرأة...

وهو عندما قام آدم ليشرح على البروجيكتور خطة العمل المستقبلية وغيره، كانت المرأة تلعب في قدم آدم بقدميها كما رأت روان وإعتقدت...

عند هذه اللحظة وعند هذا الحد، إنفجرت حصون ومشاعر روان بغضب كبير من الشئ الذي حدث للتو...

روان بغضب وهي تتحدث مع آدم...
لو سمحت يا استاذ آدم عاوزاك برة ثواني...
آدم بعدم فهم فقد كان يعمل ويشرح للمتواجدين خطة العمل...
في حاجه يا روان؟
روان بغضب وهي تنظر إلى المرأة بغضب...
أيوة في، ممكن لو سمحت كلمة على إنفراد؟
خرج معها آدم الكيلاني ليري ما بها ولماذا كل هذا الغضب؟
روان بغضب كبير وهي تنظر له...
إية اللي حصل دا فهمني؟
آدم بعدم فهم...
في إية حصل؟

في إنك مش محترم مكان شغلك، وفي إن الأستاذة اللي قاعدة قدامك مش محترمة مكان شغلها وعمالة تلعب في رجلك...

آدم بإستغراب...
تلعب في رجلي.؟
روان بغضب وصوت عالي...
إييية مبقتش بتحس كمان ولا إية؟
آدم بضحك وهو يرفع حاجبية بسخرية...
هي كانت سانده رجليها على التربيزة من تحت علفكرة يا روان، وحاجة كمان هي لو فكرت تعمل اللي انتي بتقولي عليه دا اكيد عمري ما هتفق معاهم على شغل أو أي حاجه، بطلي تتهمي الناس زور بعد كدا...

روان بغضب حاولت إخفائه...
وانا مش بقولك كدا عشان غيرانة مثلاً علفكرة، أنا...
آدم بمقاطعة ومرح وهو يغمز لها بخبث...
عارف هتقولي إية، بس ممكن بعد إزنك نكمل عشان نخلص المشروع؟
اومأت روان ودخلت تتابع عملها معه مجدداً بغضب من هذه العميلة التي لا تريدها معهم...

وعلى الناحية الأخري في فندق الآدم...
كانت دادة فتحية تهدهد الأطفال بهدوء حتى ينامون، ولكنهم إستمروا بالبكاء...
إتجهت دادة فتحية لتضعهم على السرير، إلى حين أن تجهز لهم رضاعة إصطناعية...

رغماً عنها وهي تسير تكعبلت في طرف البساط أو السجادة أمامها لتقع أرضاً وقد وقع الطفلان منها بقوة على الأرض، ليصرخ الأطفال متألمين وقد صرخت دادة فتحية معهم بخوف شديد عليهم من الذي حدث وقد خُبط رأس الأطفال في الأرض وخُدش رأسهم من الخلف...

اتصلت دادة فتحية بسرعة على روان...
لترد روان على الطرف الآخر...
أيوة يا دادة فتحية ازيك؟
فتحية بتوتر وبكاء...
روان تعالي دلوقتي حالاً...
روان بتوتر...
في إية؟
فتحية ببكاء...
أنا خبطت راس يوسف وسيف من غير ما أقصد ودماغهم متعورة...
روان بصراخ أمام الجميع بالمكتب...
ايييه؟
أخذت روان حقيبتها وخرجت بسرعة من المكتب، تحت نظرات آدم الذي توتر وخاف أن يكون قد حدث شئ...

خرج خلفها ليري ما يحدث ولكنه لم يشعر بنفسه من التعب إلا ودوار يحيط برأسه ليقع مغشياً عليه لأول مرة في حياته بسبب إهماله لصحته...

خاف الجميع في المكتب ليصرخو...
أستاااذ اددددم الكيلاني؟ فليطلب أحد الإسعاف بسرعة؟
وعلى الناحية الأخري في كلية الإعلام...
خرجت ندي وحبيبة بعد فترة من الجامعة، نظرت ندي أمامها بعد خروجها من بوابة الجامعة الكبيرة، ثواني وصدمت بشدة وهي فاتحة عيونها على آخرها...

يا إلهي هل هذا إسلام يقف مع فتاة؟
رأت ندي أمامها الدكتور إسلام السيوفي يقف مع فتاة ما يضحك أمام سيارته، لو لم تعرفه ندي لقالت أن تلك الفتاة خطيبته، ولكن لماذا يقف معها يضحك هكذا بهذة الطريقة المستفزة؟ من هي هذه الفتاة يا تري؟

اتجهت ندي وعلى وجهها كل قسمات الغضب إليهم وهي تنوي كل الشر...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة