قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق رحيم للكاتبة إيمي نور الفصل الخامس عشر

رواية عشق رحيم للكاتبة إيمي نور الفصل الخامس عشر

رواية عشق رحيم للكاتبة إيمي نور الفصل الخامس عشر

دخل رحيم ليجدها جالسة فوق الفراش ساندة ذقنها فوق ركبتيها تنظر امامها بشرود تقدم للجلوس بجوارها ينظر اليها محاولا معرفة ما بها فهى منذ قبلتهم التي تبادلاها من يومين وهي علي هذة الحالة من الشرود والحزن الكامن بعينيها لا يعلم سببه تجيب علي حديثه معها باجابات مقتضبة يجدها كل ليلة وقد خلدت الى النوم او ليكن دقيقا تتظاهر بالنوم وفي الصباح دائما صامتة شاردة وها هي منذ قليل رفضت النزول للعشاء متحججة بتعبها كما هي العادة في جميع الوجبات ليقرر الصعود والحديث معها لعلها تتكلم فيجدها علي هذا الحال من الشرود ليتردد السؤال الذي يؤرقه داخل عقله ايمكن ان يكون حالها هذا سببه نفورها بعد ماحدث بينهم ومحاولتها افهامه هذا دون كلمات منها زفر بقوة محاولا اخراج تلك الافكار من راسه ليمد انامله يلمس وجنتيها بحنان يقول.

= منزلتيش ليه تتعشى معايا؟ ليتفاجىء بابعادها لوجهها عن ملمس يده لتقول باقتضاب
= مش جعانة صدم من ردة فعلها ليعقد حاجبيه ليسالها بنفاذ صبر
= في ايه ياحور مالك بقالك يومين علي حالك ده حتى الاكل مابقتيش تنزلى ايه حكايتك بالظبط؟
التفتت اليه بحدة تقول بتصلب
= مش عاوزة اكل واظن الاكل مش بالغصب ولا ده كمان فيه غصب
نهض من مكانه ينظر اليها بحدة رافعا حاجبه يسالها بهدؤء مخيف
=تقصدى ايه بكلامك بالظبط.

انزلقت تستلقى فوق السرير تعطيه ظهرها تقول بارهاق
= مقصدش ولو سمحت سبنى عاوزة انام
وقف للحظات ينظر اليها يحدثه شيطانه بان ينهضها بالقوة ليهزها بعنف لمعرفة ماذا تقصد بحديثها هذا لكنه لم يفعل اى من هذا بل وقف يراقبها بحيرة قبل ان يخرج صافقا الباب خلفه بغضب.

ظلت ع حالها هذا بعد خروجه لا تدرى كم مر عليها من الوقت فالافكار تعصف براسها تجعلها تكاد تجن لتبكى بشهقات مكتومة لا تدرى اهى تبكى بسبب كلمات تلك الحية اليها وام ع قلبها الذي يتالم تشعر به ممزقا كاشلاء ذلك الفستان المخبأ اسفل خزانتها كذكرى سعادتها به قبل ما حدث ليتزايد بكاءها لوقت طويل فتسقط ف نوم مرهق لم تستفق منه الا ع صوت تحركاته في الغرفة يصفق الخزانة بغضب ويتجه الى الحمام فظلت مستلقية تضع الغطاء فوق جسدها بالكامل تستمع اليه وهو يخرج من الحمام يستلقى بجوارها ليتخشب جسدها انتظارآ لجذبه لها كما هي عادته معها كل ليلة ليمر الوقت دون ان تسمع حركة منه حتى احست به يتقلب فوق الفراش معطيا ظهره لها لتعلم انه قد ذهب الى النوم لاول مرة منذ زواجه بها دون ان ياخذها بين ذراعيه لتظل مستيقظة يجافيها النوم لوقت طويل تفتقد دفء احتضانه لها.

تفاجىء رحيم عند استيقاظه من النوم بمن تتوسد صدره غارقة ف النوم تتنهد بنعومة فعلى ما يبدو انها قد تحركت اثناء الليل لتندس بين ذراعيه كما لو كانت اعتادت النوم بينهم طوال عمرها لتمد انامله دون ارادة منه تبعد خصلات شعرها بعيد عن وجهها ينظر اليها والى ملامحها الناعمة لتقف عند شفتيها ليتذكر حديثها معه بالامس الذي جعله يتاكد من ظنونه وانها بالفعل كرهت تلك اللحظة من التقارب بينهم ليتبدل حالها بعدها مباشرة ولكن ماذا يسمى التجائها الى ذراعيه اثناء الليل لتنام بتلك الطريقة احس بالتخبط بداخله ليزفر انفاسه بحدة شديدة جعلت راسها يتحرك فوق صدره لتستفيق من نومها ترفع راسها باتجاهه لتشهق برعب مبتعدة عنه بارتباك وحدة لتجعله ردة فعلها هذة ف اقصى درجات غضبه لينهض من الفراش بحدة دون ان يوجه اليها كلمة متجها الى الحمام صافقا بابه بعنف ظلت جالسة فوق الفراش لا تجرء ع التحرك حتى خروجه من الغرفة تراقبه اثناء ارتدائه ملابسه لتراه عاقدا حاجبيه بعبوس يتحرك بحدة بشدة يعقد ازرار قميصه ليحدثها بعد صمت طويل ليقول بتصلب دون ان ينظر اليها =اجهزى وتنزلى ورايا ع طول مش عاوز دلع فاضى و من النهاردة هبات عند سارة وهيبقى ده النظام ع طول يوم عندها ويوم عندك.

ليرفع راسه ينظر اليها بسخرية حادة =يعنى خدى راحتك ف نومك وملوش داعى تعملى نفسك نايمة اول ما ادخل الاوضة
ثم تحرك يخرج من الغرفة دون انتظار لكلمة منها لتظل تنظر ف اتجاه خروجه بالم والدموع تتساقط من عينيها بغزارة.

ف غرفة سارة وقفت تتامل نفسها امام المراة وهي ترتدى قميص من اللون الاحمر فهى منذ ان اخبرها ف الصباح انه ينوى ان يبيت الليلة معها وهي تستعد منذ مدة طويلة وقد حضرت عشاء خفيف له ولها وارتدت هذا القميص ذو اللون الصارخ تتمنى ان تحظى برؤية مثل ذلك الشغف الذي راته بعينيه لتلك الفتاة تلملمت ف وقفتها تنظر الى الساعة وقد تجاوزت منتصف الليل بساعتين وهو لم يحضر حتى الان امن المكن ان يكون ذهب لتلك الحقيرة مرة اخرى يمضى وقته معها قبل حضوره اليها تحركت تنهب الارض بقدميها وقد تسلطت تلك الفكرة براسها لتجعلها تستشيط غضبا تعميها غيرتها لتظل ع هذا الحال حتى سمعت صوت الباب يفتح يقف رحيم امامه ملابسه مشعثة تبدو ع ملامحه الارهاق يتقدم الى الداخل لتسرع الى استقباله ترتمى ف احضانه تشده اليها تقول بلهفة.

= ايه التاخير ده كله يا حبيبى انا مستنياك ومحضرة العشا من بدرى ابعدها رحيم عنه برفق يتنهد بتعب قائلا =معلش يا سارة مش هقدر اكل كلى انتى انا جعان نوم يدوب اغير هدومى وانام
ليتركها متجها الى خزانته مخرجا ملابس للنوم ويتجه الى الحمام غير مدرك لصدمتها التي ظهرت فوق ملامحها لتدب الارض بغيظ تلعن تلك الحقيرة فهو من المؤكد كان لديها قبل الحضور اليها لتضعط ع اسنانها تقول بحقد
= اما وريتك يا حور الكلب.

امضت ليلتها دون ان يغمض لها جفن تنتظر شروق الشمس حتى تستطيع النزول الى اسفل لتراه ف محاولة لتصليح ذلك الصدع الذي حدث بينهم فهى اخذت تتقلب ع فراشها طوال الليل كانه فراش من جمر تفتقد وجوده معها واحتضانه لها وانفاسه حولها تكاد الغيرة تنهشها وهي تتخيل سارة بين ذراعيه تتدلل عليه لتشعر بصدرها يضيق بانفاسها من شدة غيرتها لتدركها بصدمة حقيقة انها تحبه اجل هي تحب كل شىء به رقته وحنانه معها دفاعه الدائم عنها محاولته اسعادها حتى لو كما قالت سارة مجرد محاولات منه لجذبها اليه لغرض ف نفسه الا انها قررت ان تمضى حياتها معه كما تريد لها الايام فمن يعلم فقد يحبها كما احبته لتسعد معه رغم جميع المشكلات المحيطة بيهم اخذت تحدث نفسها تحاول بعث الامل ف نفسها لتسرع ف ارتداء ملابسها والنزول سريعآ الى اسفل لتجد الحاجة وداد هي فقط من تجلس ف بهو المنزل ليسقط قلبها خوفا ان يكون قد خرج دون ان تراه ولكن جاء كلام الحاجة وداد لها لتطئن من جديد.

=اصباح الخير يا حبيبتى ايه مصحيكى بدرى كده ده مفيش حد لسه نزل من اوضته
تقدمت حور تقبلها برقه وتقول.

=صباح الخير يا ماما انا بس قلت اقعد معاكى شوية قبل اليوم مايزدحم علينا رتبت الحاجة وداد فوق كفيها لتستمر الاحاديث بينهم لوقت طويل كانت اثناءه تلتفت كل دقيقة ناحية الدرج ع امل حضوره حتى سمعت خطواته ينزل الدرج بخفة لتلتفت اليه بابتسامة سعيدة ماتت سريعا قبل ظهورها فوق شفتيها لدى رؤيتها لسارة تنزل خلفه بدلال وف عينيها نظرة انتصار توجهها لها لتخفض راسها تلتفت الناحية الاخرى حتى سمعت صوته يلقى بتحية الصباح بصوت عادى النبرات محدثا والدته دون ان يوجه ناحيتها نظرة واحدة.

= الفطار جاهز يا امى؟
نهضت الحاجة وداد سريعا
=حالا يا حبيبى يكون جاهز لحد ما اخوك ينزل هو ومراته يكون جهز
ليومأ برأسه ويتحرك ناحية مكتبه
=طب لما يجهز ابعت لى حد في المكتب
ثم ذهب دون مبالاة بنظرات حور اليه التي احست بخيبة املها من تجاهله لها لتضحك سارة بسخرية وتنظر اليها مغادرة المكان هي الاخرى تمشى بخطواتها المغيظة.

بعد الافطار دخل رحيم واخيه حمزة الى مكتبه لمناقشة عدة اعمال والتي تراكمت عليهم ليقرروا السهر عليها طوال ليلة امس ليجدوا وجوب سفر احدهم الى القاهرة لمدة يومين ليقول حمزة
=تمام اسافر النهاردة اشوف الامور المتعطلة دى ولو في حاجة تحتاجك ابقى اتصل بك
هز رحيم راسه برفض يقول
=لالالا يا حمزة كفاية عليك سفر لحد كده السفرية دى انا اللى هطلعها ليقول حمزة
= بس يا رحيم...
قاطع رحيم حديثه قائلا.

=خلاص يا حمزة انا قلت انا اللى هسافر
ليهز حمزة باذعان مستغربا من تصميم اخيه
دخلت سارة الى المطبخ تسال الخادمة =فين قهوة رحيم بيه
الخادمة بهدوء
= اهى يا هانم مع قهوة حمزة بيه حالا هوديهم المكتب
اشارت سارة الى الصنية الاخرى الموضوعة
=ودى ايه الخادمة؟
وهى تشير الى كل فنجان
=ده شاى وداد هانم و الست ندى والست حور
نظرت اليها سارة لتقول بحدة.

= طب يلا ودى القهوة بسرعة المكتب وابقى تعالى خدى الشاى اسرعت الخادمة لتنفيذ الامر لتخرج من المطبخ تاركة سارة التي ما ان خرجت الخادمة حتى اخرجت من جيب فستانها زجاجة صغيرى لتقطر بها ف فنجان حور وهي تقول بغل
= ياريته كان سم وارتاح منك بس معلش اهو اخربلك الليلة زى ما خربتيها عليا
ثم وضعت الزجاجة مرة اخرى ف جيبها عند حضور الخادمة لتقول لها بامر
=اخلصى يلا ودى الشاى وتعالى اعمليلى قهوة.

ثم تخرج من المطبخ سريعا ترتسم ابتسامة سعادة وتشفى فوق وجهها
جلسوا يتبادلون الاحدايث فيما بينهم وهم يتناولون الشاى دون ان تدرى حور شىء من تلك الاحاديث فذهنها كان مشغول مع رحيم الذي لم يتبادل معها كلمة واحدة منذ الصباح لتغرق ف بؤسها غافلة عما حولها حتى اتى رحيم باتجاههم ينظر كالعادة باتجاه والدته يقول بجمود
= امى انا مضطر اسافر النهاردة لمدة يومين ورايا شغل في القاهرة ولازم اخلصه
لتهب سارة بسعادة يعنى.

= هتسافر النهاردة نظر رحيم اليها يستغرب سعادتها ليرد
=ايوه كمان ساعة
لتجرى ناحيته تتعلق بذراعه تقول بترجى
=طب اجى معاك انا من زمان مرحتش لماما اهو اقضى اليومين دول معاهم ونرجع سوا
نظر رحيم اليها بتردد ثم توجه بنظره ناحية حور ليجدها تجلس يرتسم الجمود فوق وجهها لينظر مرة اخرى لسارة يقول بتصلب
=خلاص ماشى اهو نغير جو اطلعى يلا اجهزى.

ضحكت سارة بسعادة لتتوجه الى الدرج تسبق رحيم لتتوقف فور ان سمعت صوت حور ينادى رحيم حور بتردد
= رحيم ممكن كلمة
رحيم دون ان يلتفت اليها
= افندم حور؟!
حور بصوت منخفض
=كنت عاوزة اروح ازور اهلى واشوف اخواتى
التفت اليها رحييم يقول بلهجة متصلبة =لا مفيش خروج طول مانا مش موجود
حور في محاولة لتغير رأيه
=بس يا رحي...
قطع كلامها يقول بحدة.

= قولت لا ايه اللى مش مفهوم في الكلمة علشان اعيد كلامى تانى اخفضت راسها لتقول بصوت مختنق بالدموع
= خلاص يا رحيم ملوش لازمة تعيد كلامك انا فهمت
تردد لثوانى فوق الدرج لتناديه سارة بصوت نافذ الصبر
=يلا يا رحيم علشان نجهز و منتاخرش فاسرع بالصعود وماهى بضع درجات حتى سمع صوت صرختها المتألمة ليتجمد مكانه ويسقط قلبه بين قدميه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة