قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عشق رحيم للكاتبة إيمي نور الفصل الثاني والثلاثون والأخير

رواية عشق رحيم للكاتبة إيمي نور الفصل الثاني والثلاثون والأخير

رواية عشق رحيم للكاتبة إيمي نور الفصل الثاني والثلاثون والأخير

دخلت ندي حجرة المكتب علي زوجها دخول عاصف لتهتف به فورا بتوتر =حمزة انا عاوزة اتكلم معاك
همهم حمزة موافقا دون ان يرفع عينيه عن تلك الاوراق امامه لتتقدم ندي تستند إلى مكتبه قائلة بصوت مرتفع
= حمزة سيب اللي في ايدك وركز معايا
رفع حمزة راسه قلقا من نبرة صوتها لينتقل اليه توترها هو الاخر
=في ايه يا ندي قلقتني
امسكت ندي شفتيها بين اسنانها تلوكها بعصبية
= في حاجة غلط بتحصلبس مش قادرة احدد ايه هي
حمزة بحنق.

=ياه ياندي قلقتيني طبعا في حاجة غلط كل اللي بيحصل من الصبح ده ولسه واخدة بالك
هزت ندي راسها بالنفي قائلة تنفي بعصبية
=لا يا حمزة مقصدش اللي حصل لرحيم بس اسمعني وانت هتعرف اني معايا حق
ثم اخذت تحدثه بكل ما حدث امامها منذ جلوس جمال معهم اول مرة حتى انهيار حور وصراخها بحدوث شئ لرحيم لتبهت ملامح حمزة وهو يستمع إلى حديثها ليقاطعها فجأة بعدم تصديق = قصدك انها كانت عارفة قبل حتى ما اتصل بيكي.

هزت ندي راسها بالموافقة.

= ايوه اومال انا بقولك ايه من الصبح حور كانت قاعدة مع جمال ولما افتكرت دلوقت كانت كل ما تشوفه تتوتر ومبتبقاش في حالتها الطبيعية اول مرة اغمي عليها بعد ما كانت برضه معاه لوحدهم وتاني مرة نفس الحكاية تنهار وتصرخ ان رحيم حصله حاجة واللي قلقني اكتر وشككني ان فيه حاجة غلط اني سمعته هو سارة بيتخانقوا وصوتهم كان عالي بس كل اللي سمعته اسم حور وتهديده لها برحيم بش مقدرتش اعرف بايه بالظبط هتفت قائلة برعب: =حمزة صدقني في حاجة غلط بتحصل.

شرد حمزة في حديثها يحاول التفكير بهدوء بما اخبرته به زوجته لتهتف به ندي بتوتر
= حمزة انت سرحت في ايه
حمزة بعبوس
= بحاول يا ندي افكر في اللي بتقوليه ده مش سهل ابدا
هتفت ندي بخوف
=عارفة يا حمزة علشان كده قلت اتكلم معاك ونفكر سوا ونشوف هنعمل ايه
هز حمزة راسه موافقا علي حديثها يفكر ايجب ان يخبر اخيه بما عرف ام ينتظر ربط الخيوط ببعضها.

حل المساء علي القصر وجميع ساكنيه كل فرد منهم يعيش في عالمه وما حل عليه من احداث محاولا ايجاد مخرجا له منها...
سارة ونار غيرتها تتاكلها ببطء تحاول البحث عن طريقة لتتخلص من حور دون مساعدة من احد فقد جربت هذه الطريقة ولم تستفيد منها بشيئ التحرك بنفسها وقد وجدت اخيرآ الطريق لذلك.

اما حور فمازالت علي انهيارها من بعد حديثها المدمر مع رحيم وهدمها لكل شئ كان من الممكن ان يكون لها بداخله لا تعرف هل بما فعلت حافظت علي حياته ام قد جنت عليه ودمرته.

اما ندي وحمزة استمرت بهم المناقشة إلى وقت متاخر ليستقر بهم الحال بضرورة اخبار رحيم فهو الوحيد القادر علي تاكيد هذة الشكوك ام نفيها ليذهب اليه حمزة إلى غرفة المكتب بعد ان علم بوجوده بها ليدق الباب يدخل اليه يجد الغرفة يسودها الظلام ورحيم مستلقي فوق الريكة لينهض فورا دخول حمزة الذي اغلق الباب يمد يده ينير الغرفة لينهره رحيم بصوت اجش متحجرش وهو يمرر يده فوق عينيه سريعا.

اقفل النور ده يا حمزة بسرعة واخرج من هنا ارجوك
تجاهل حمزة اوامره ليتقدم منه ليقف ذاهلا وهو يري اخيه الاكبر وكل عالمه كان يبكي ودموعه ترتسم فوق وجهه الشاحب ليجلس بجواره سريعا قائلا بخوف
= رحيم انت كنت بتبكي في ايه حصل يخليك كده
زفر رحيم بخشونة يحاول تمالك نفسه حتى لايظهر ضعفه امام احد حتى ولو كان اخيه
= مفيش ياحمزة بس علشان خاطري اخرج دلوقت وسبني لوحدي شوية
لف حمزة ذراعه حوله قائلا بهدوء.

= لا مش هسيبك وهتقولي حالا مالك
نهض رحيم من جواره يصرخ بعنف = مفيش يا حمزة كل الحكاية عاوز ابقي لوحدي كتير يا اخي اطلب ده
نهض حمزة هو الاخر يتقدم منه قائلا بنفس الهدوء
= مش كتير يا خويا بس لما الاقي رحيم كبيرنا حاله كده وهو الصخرة اللي الكل بيتسند عليها وعلي قوتها يبقي علينا نسنده وقت لما يحتاجنا حتى ولو هنسمع لوجعه بس
=قولي يارحيم مالك عرفني ايه حصل لصخرة عيلة الشرقاوي ويبقي بالحال ده.

ضحك رحيم بسخرية صوته متحجرش بدموع تابي الظهور حتى ولو امام اخيه = صخرة الشرقاوي اتهدت يا حمزة
الصخرة اخدت ضربه ورا ضربه لحد ما بقي خلاص مبقتش حمل ضربة تانية جديدة
حمزة بقلق
= طيب بس فهمني ايه الحكاية اتكلم يا رحيم اوقات الكلام بيريح
صرخ رحيم بالم
= الا معايا يا حمزة الكلام بيوجع اكتر اول مرة اعرف ان كلمة ممكن تقتل روحك اسرع من سكين مسمومة.

انتفض حمزة برعب من كلمات اخيه مدركا مقدار المه ليسرع بالامساك به يجلسه ويجلس بجواره محاولا تهدئته لمعرفة منه ما حدث
= طب فهمني ايه حصل كلامك قلقني اكتر
زفر رحيم يخفض راسه قائلا بمرارة = حور طالبة الطلاق ومش عاوزة مني اولاد
احس حمزة بالصدمة من حديث اخيه لتنسحب منه كل قدرته علي الكلام ناظرا إلى اخيه بذهول ليري رحيم حالته هذة ليبتسم بمرارة.

= صدقتني لما قلت الضربة كانت شديدة المرة دي اللي حسيت بيه وقت ما سارة قالتها ميجيش نقطة في بحر من اللي انا حاسه دلوقت حور دبحتني يا حمزة وبسكين تلمه
هز حمزة راسه برفض قائلا بحزم = استحالة حور تعمل كده ده كلنا شوفنا اد ايه كامت هتتجنن عليك وازاي او لما وصلت من المستشفي
رحيم بعنف.

=ماهو ده إلى هيجنني النهاردة الصبح اتفقنا اننا نتكلم ونصفي اي خلاف ما بنا وكانت مبسوطة باتفقنا ده والكل شاف خوفها وقلقها عليا وفجأة كل ده اتقلب واكتشف انها بتاخد علاج علشان تنزل الحمل وطلبها للطلاق انا خلاص هتجنن يا حمزة هتجنن ايه اللي فيا غلط علشان يحصل معايا كده من اكتر حد حبيته في حياتي
هتف حمزة بدهشة انت حبتها يا رحيم
صرخ رحيم بوجع.

= ايوه حبيتها وبقيت مجنون بيها و اول ما اعترف لنفسي بده تضربني في ضهري علشان الوجع يكون اكبر واصعب قولي ياحمزة الغلط منين عاوز افهم ليه يا حمزة ليه
رد حمزة بحزم وقد اتخذ قراره.

= هقولك يا رحيم ايه السبب وده اللي كنت عاوزك اكلمك فيه علشان كده عاوزك تنسي كل اللي حصل وتركز معايا في اللي هحكيه ثم اخذ يتحدث بكل شكوكه هو ندي وكل ما اخبرته به ندي من اول سقوط حور مغشي عليها تحت اقدام جمال حتى استماعها لتلك المشاجرة بين سارة وجمال وما ان انتهي حتى نهض بعنف يهتف بشراسة = الكلب انا هخليه يتمني الموت ميلقهوش الحيوان يهدد مراتي وفي بيتي.

نهض حمزة هو الاخر محاولا السيطرة علي اخيه قائلا بعقلانية
= رحيم اهدي كده وفكر بعقل احنا دلوقتي مش عارفين هو قالها ايه بالظبط كمان مش عارفين سارة متورطة معاه ولا ايه حكايتهم سوا فنهدي كده ونشوف هنعمل ايه
زفر رحيم محاولا السيطرة علي غضبه يعلم بصحة كلام اخيه فاخذ يدور في ارجاء الغرفة محاولا التفكير في خطواتهم القادمة ليلتفت إلى قائلا بحزم.

= اسمعني يا حمزة عاوز حد يراقب الاتنين زي ضلهم واخبارهم توصلني اول باول لتشتعل عينيه فجاءة بوحشية = واه لو شكنا طلع في محله هخليهم عبرة لكل حد يفكر يلعب مع رحيم الشرقاوي.

دخل رحيم إلى جناحه مع حور ليجدها تجلس فوق الفراش تضم ركبتها اليها تنظر بشرود امامها حتى احست بدخوله لتسرع في النهوض من الفراش تحاول التقدم منه ليرفع سبابته يوقفها قائلا بجمود
=خليكي مكانك تقدري تنامي علي السرير انا هنام هنا علي الكنبة.

تحجرش صوتها بالبكاء تحاول التحدث اليه ليتجاهلها تماما متجهآ إلى خزانته يخرج منها ملابس نومه يتجه بها إلى الحمام لتقف حور مكانها تنساب دموعها بصمت فوق وجهها حتى خرج من الحمام لايرتدي سوي بنطاله وصدره عاري يحمل بيده التشيرت بعد ان فشل في ارتداءه بنفسه ليرميه فوق المقعد بغضب ليذهب إلى الفرلش يسحب من فوقه الاغطية يتجه بها إلى الاريكة متجاهلا تماما حور الواقفة يستلقي فوق الاريكة محاولا النوم واضعا يده فوق وجهه ليقول بعد عدة دقائق عندما رأها مازالت واقفة في مكانها دون ان تتحرك قائلا بجمود =هتفضلي واقفة مكانك كتير عاوز اقفل النور وانام.

لينقلب علي جنبه معطيا لها ظهره ليسود الصمت حتى تحركت حور بخطوات بطيئة تجرجر قدميها حتى الفراش تستلقي هي الاخري تغلق الانوار ليسود الظلام لكن دون ان يطرق النوم جفونها ليمر بها الوقت وهي علي هذه الحالة حتى سمعت اهه الم تصدر من رحيم وهو يتقلب فوق الريكة ببطء ثم يسود السكون مرة اخري لعدة دقائق لتصدر عنه اهه اخري ولكن هذه المرة بصوت مرتفع متألم لتنهض سريعا تجري اليه تركع بجواره علي الارض تساله بلهفة وخوف.

= رحيم مالك ايه بيوجعك اصحي حمزة ونروح المستشفي ثم قامت بوضع كفها فوق جبهته لجس حرارته ليضع رحيم يده مبعدا اياها عنه يقول بخشونة =مش عاوز حاجة منك روحي نامي مكانك ومتجيش هنا تاتي
حور باستعطاف
= ارجوك يا رحيم انا عارفة انك زعلان مني بس سبني اطمن عليك وبعدها اعمل اللي انت عوزه
ضحك رحيم بسخرية قائلا
= تطمني عليا! غريبة من واحدة لسه طالبة الطلاق من جوزها
انفجرت حور في البكاء تضع راسها فوق صدره تقول بضعف.

= غصب عني ملقتش حل تاني ادامي غير ده انا مش قادرة اكون سبب في اي اذيه ليك بسببي
اسرع رحيم بالنهوض يجذبها من ذراعيها رافعا ايها لتجلس بجواره يسالها بتوتر = اذيه ايه اللي بتتكلمي عليها فهميني يا حور كل حاجة وبراحة كده.

هزت حور راسها بالموافقة لتقص عليه كل ماحدث معها من جمال منذ لحظة دخوله المنزل وحتى هذ اللحظة لتراه وهي تتحدث بانفاسه تتصارع تخرج بخشونة من صدره وهو يضم قبضتيه بعنف كلما توغلت في الحديث حتى انتهت منه ليقف علي قدميه يصرخ بها
= ومفكرتيش تحكيلي علي اللي حصل بدل جنانك اللي عملتيه ده
حور بخوف.

=حاولت يا رحيم والله بس غصب عني خوفت كلام سارة عن انك مش عاوز مني غير الاولاد وبس وان ده كل همك من جوازنا وضغط جمال عليا تهديده ليا كل ده خلاني اخاف انك متصدقنيش او اني اكون سبب في احراجك ادام عيلتك كل ده خلاني اسكت واخاف ويوم ما قررت احكيلك جه وهددني بيك قالي بكل صراحة انه السبب في اي حاجة هتحصل لك وفعلا بعدها علي طول جه خبر الحادثة اللي عملتها وده خلاني اصدق انه مش بيهزر ولا انه كلام وخلاص.

ولما طلعت هنا افكر اعمل ايه افتكرت كلامه عن الهدية اللي سيبها في اوضتي بمساعدة حد قريب وعرفت وقتها مين ساعده الدنيا ضاقت في وشي ومبقتش عارفة اثق في مين ولا اعمل ايه وحصل انك صممت تعرف بتاعت ايه الحبوب دي لقيت نفسي من غير تفكير بقولك كل كلامي الغبي ده بس صدقني يا رحيم انا فكرت ساعتها ان ده الحل الوحيد الصح انا مقدرتش اكون سبب في اذيتك من تاني انت روحي يا رحيم الهوا اللي بتنفسه وعايشة به ومقدرش اتخيل حياتي وانت مش موجود فيها لتسرع ترتمي بين احضانه تحتضنه بشده تحاول الاختفاء بين اضلاعه.

وقف رحيم جامدآ في مكانه لا تصدر عنه اي حركة لمدة طويلة حتى تنهد بقوة مغلقا عينيه يلف ذراعه السليم حولها يشدها اليه بقوة.

قائلا بهمس وخضوع
= غبية ومجنونة بس اعمل ايه بموت فيها وبعشقها
رفعت حور راسها عن صدره بسرعة تهتف بذهول وفرحة
= بجد يا رحيم اللي بتقوله ده
اخفض رحيم راسه يقبلها برقة وشعف في كل انحاء وجهها ومابين كل قبلة واخري يهمس
بحبك، بموت فيكي، بعشقك، مجنون بيكي
لتضحك حور بسعادة ترفع نفسها علي اطراف اصابعها تقبله بشوق تهمس بكل عشقها له فوق شفتيه ليغيبا معا في بحور العشق غافلين عن كل ما حولهم.

استيقظ رحيم علي لمسات تشبه رفرفات الفراشات فوق وجه ليدرك بانها حور التي اخذت تقبل ملامحه برقة تهمس بين كل قبله واخري بحبها وعشقها له.

لكنه استمر بالتظاهر بالنوم مستمتعا بجرأتها الحديثة معه يعلم انها فور علمها باستيقاظه سوف تعود لخجلها المعتاد معه لكنه لم يحسب لانفاسه التي اخذت بالتسارع نتيجة لاستجابته لتلك اللمسات حسابا فاخذت مع كل قبلة منها تتسارع حتى اصبح يلهث بصوت عالي جعلها تتراجع عنه تشهق قائلة بخجل
=رحيم انتي صاحي صح؟

فتح عينيه سريعا التي تشتعل فيهم النيران يميل فوقها قائلا بصوت اجش = من بدري يا عيون رحيم
اخفضت حور عينيها عنه قائلة
= انا، كنت، يعني اصل
اخذ رحيم يقترب منها حتى اصبحت شفايه تلامس شفتيها يهمس
= ايوه انا عاوز اعرف اصل دي بالظبط
وما ان كادت حور تفتح فمها لرد عليه حتى اخذ يقبلها بجنون وشغف كما لو كان لا يصدق انها حقا هنا بين ذراعيه فاخذ يبثها حبه من بين قبلاته يهمس لها بشغف.

= بحبك ياحور مش متخيل نفسي في يوم اني اعيش بعيد عنك متعرفيش كلامك ليا انك مش عاوزة تكوني معايا عمل فيا ايه انا كنت بموت بالبطيء
امسكت حور بوجهه بين يديها التي اخدت بالارتجاف ترفع عينيها تنظر إلى عينيه قائلة بارتعاش
= غصب عني يا رحيم مكنش ادامي حل تاني غير اللي عملته انا قبل ما اوجعك كنت بوجع نفسي حسيت ان كل الدنيا ضدي حتى اقرب الناس ليا.

ما ان نطقت بهذه الكلمات حتى ابتعد رحيم عنها يجلس في الفراس معطيا ظهره لها ينفس بخشونة
= كل واحد فكر يأذيكي حتى ولو بكلمة هدفعه التمن غالي اوي و اولهم نرجس الكلب دي
اسرعت حور باحتضانه من ظهره تحاول اخراجه من غضبه ذللك لتقول بهدوء
= علشان خاطري يا رحيم بلاش تأذيها بحاجة دي مهما كانت ام اخواتي علشان خطرهم بلاش تعملها حاجة
التفت رحيم ينظر اليها بدهشة
=بعد كل إلى عملته فيكي عاوزة تسامحيها.

هزت حور رأسها تعتدل في جلستها لتكون امامه يحدثه بهدوء
= مش هسامحها ابدا في حياتي بس مش هقدر اكون سبب في اذيتها وانا عارفة ان ده هيأثر علي اخواتي وابويا
لتنهض تستند علي ركبتيها تقترب منه تقبله برقه تهمس
= علشان خاطري يا رحيم بلاش اللي في دماغك
اغمض رحيم عينيه محاولا السيطرة علي مشاعره يهمش هو الاخر
= انا شايف انك بقيتي تعرفي تأثري عليا ازاي يا حور هانم
اسرعت حور تندس بين حنايا عنقه تضحك بدلال تهمس له.

=حبك يارحيم بحبك اااوي
احتضانها رحيم بشده يهمس هو الاخر
=وانا بعشقك يا قلب رحيم وحاضر ياستي كل طلباتك اوامر
هتفت حور بفرحة
= بجد يارحيم! وانا اوعدك انها مش هتيجي هنا تاني ولا هيكون ليها اي علاقة بينا
زفر رحيم بقلة حيلة
= مش عارف يا حور بس كان نفسي اربيها علي كل بلاويها بس معلش علشان خطرك انتي بس
صمت رحيم لثواني لترتسم الجدية فوق وجهه يتكلم ليتكلم بنبرة شديدة الحزم.

=حور عاوز اتكلم معاكي وافهمك هنتعامل ازاي في الايام الجاية وتفهميني كويس علشان اقل غلطة هتضيع كل اللي ناوي اعمله
شعرت حور بالتوجس لتعدل في جلستها تنظر اليه بقلق
= انت ناوي علي ايه يا رحيم كلامك ده قلقني
رفع رحيم انامله يتلمس ملامحها برقة =متقلقيش يا عيون رحيم انا بس عاوزك تسمعيني كويس
واخذ يتحدث اليها عما ينتاويه ومع كل كلمة يتحدث بها كانت عيونها تتوسع بانبهار.

اجتمعت كل افراد العائلة في حجرة المعيشة يتبادلان اطراف الحديث في مختلف المواضيع حتى التفت الحاجة وداد ناحية رحيم الذي كان يتبادل الحديث مع اخيه حمزة يجلس بجوارهم جمال صامتا تساله بقلق
= رحيم هي حور منزلتش معاك ليه هي تعبانة ولا حاجة
تغيرت ملامح رحيم إلى القسوة ليلاحظ الجميع ذلك التغير ليتحدث قائلا بجمود =فوق مش هتقدر تنزل
وداد بقلق.

= ليه تعبانة ولا حاجة انا هقوم اطمن عليها وهمت بالنهوض ليوقفها رحيم بخشونة
= متتعبش نفسك يا امي هي كويس انا اللي مانع انها تنزل وبعد كده الاكل يطلع ليها فوق هي مش هتخرج من اوضتها ابدا
ساد الصمت والتوتر ارجاء الغرفة كادت سارة فيه ان تقفز علي قدميها ترقص من شدة فرحها تعلم بنجاح خطتها لترتسم السعادة والتشفي في عينيها النظرات مع جمال الجالس بهدوء فوق مقعده لاتظهر اي مشاعر فوق وجهه.

نظرت وداد إلى حمزة نظرة ذات مغزي تفهمها الاخير لتنحنح قائلا بتردد
= رحيم ايه رايك تجي معايا في المكتب ثواني
رحيم بجمود
= ملوش لازمة يا حمزة انا مش هفسر كلامي اكثر من كده حور مش هتخرج من اوضتها ابدا وياريت منتكلمش تاني في الموضوع ده.

وما ان كاد ينهي حديثه حتى دخلت حور إلى الغرفة تقدم قدم وتأخر الاخري تلقي بتحية المساء بصوت متقطع متوتر وما ان رأها رحيم حتى هب علي قدميه يتجه اليها بعنف ممسكا بذراعيها بخشونة وشدة جعلتها تصرخ بالم تسمعه يصرخ بها
= ايه اللي نزلك انا مش منبه عليكي متتحركيش من اوضتك الا بأوامري
حور بتلعثم محاولة التظاهر بالقوة
= انا زهقت من القعدة لوحدي وبعدين انا مش شغالة عندك علشان تكلمني كده.

راي الجميع رحيم وجهه يتحاول إلى الاحمرار الشديد ليصيبهم القلق من ان يصيبه شيئ حتى صم اذان الجميع حين صرخ بجنون يشد حور من ذراعيها اليه بقوة
= شكلك كده عاوزة تتربي من اول وجديد وانا اللي هربيكي يا حور.

ثم جذبها خارجا بها من الغرفة بقوة يسحبها خلفه لتتعثر في خطواتها خلفه من شدة جذبه لها ليلحق به الجميع يهتفون باسمه محاولين ايقافه عما ينتاويه الا سارة التي وقفت تنظر إلى ماحدث والتشفي يرتسم فوق وجهها ليقترب منها جمال يهمس لها بانتصار
= الظاهر اللي كنا عاوزينه حصل يابنت عمي
ظلت سارة بتلك الابتسامة علي وجهها تهمس إلى نفسها.

= اللي عاوزه انت حصل انما اللي انا عاوزاه انا لسه بدري عليه وشغلتي بقي اخليه يحصل
تجاهلت سارة حديثه اليها لتغادر سريعا للحاق برحيم حتى تري ما ينتوي فعله مع تلك الفتاة.

ادخل رحيم حور إلى داخل غرفة المكتب بعنف ثم التفت إلى المجتمعين خارجها يصرخ بعنف
= مش عاوز حد يدخل بيني وبين مراتي واياك حد يدخل علينا المكتب.

ثم اغلق الباب بعنف اهتزت له ارجاء القصر بعنف يقف امام الباب لبضع ثواني يتنفس بهدوء محاولا السيطرة علي اعصابه حتى وصل إلى مسامعه ضحكة حور الخافتة ليفتح عينيه يراها تحاول جاهدة السيطرة علي نوبة الضحك التي اصابتها لتصاب تلك المحاولة بالفشل ليسرع اليها رحيم قائلا بتوتر محاولا اسكاتها
= هش يا حور اهدي كده هتبوظي كل اللي عملناه.

حاولت حور التكلم لكن لم تستطيع لتظل علي حالة الضحك التي تملكتها فلم يستطع رحيم فعل شئ لايقافها يقف مستسلما ينظر اليها بغيظ حتى قفزت فكرة خبيثة إلى ذهنه ليسرع في تنفيذها يشدها اليه يقبلها بشغف وقوة لتتوقف فورا عن الضحك تقف بين ذراعيه بصدمة تحاول مقاومته سرعان ما تحولت تلك المقاومة للسكينة بين يديه تبادله قبلته بشغف هي الاخري لياخذهم إلى عالمهم بعيدا عن كل ما حولهم حتى ابتعد رحيم ينفس بخشونة يهمس.

=مجنونة وهتجننيني معاكي
ضحكت حور بدلال ليسرع رحيم بوضع كفه فوق شفتيها قائلا بخبث
= ايه حكايتك شكلك كده عوزاني اسكتك تاني بطريقتي
هزت حور كتفيها بدلال تدعي اللامبالاة لتهمس له باغراء حين ابتعد بكفه عنها
= انا عن نفسي معنديش اي اعتراض علي الطريقة ابدا
نظر اليها بذهول يتنفس بخشونة
= انتي لو قاصدة تجننيني مش هتعملي اكتر من كده بس المشكلة انه جنانك ده جاي في الوقت الغلط.

ليتنحنح بخشونة المفروض اني بعاقبك دلوقت بس مش العقاب اللي في دماغي دلوقت ليكي خالص
ضحكت حور مرة اخري لينظر اليها رحيم بغيظ فاسرعت بوضع كفيها فوق فمها تهز راسها بالايجاب ليهمس لها بخبث
= المفروض تخرجي بتعيطي من هنا وريني بقي هتعمليها ازاي
نظرت حور اليه بصدمة ليكمل حديثه ترتسم ابتسامة لئيمة فوق فمه
=واياكي يا حور تضحكي ساعتها هتتعاقبي مني بجد
تصنعت حور الحزن تكتف ذراعيها فوق صدرها.

= ده يا رحيم طيب انا زعلانة منك بجد
هتف رحيم بمرح
= ايوه ياريت تفضلي علي كده لحد ما تخرجي من هنا وليكي عليا ياستي لما نطلع اوضتنا اصالحك براحتي خالص
هزت حور كتفيها تقلب شفتيها باستهجان
= بس انا زعلانة بجد يا رحيم
همس رحيم مقتربا منها
وانا هصالحك يا قلب رحيم ايه رايك بسهرة حلوة انا وانتي بس بشرط عاوز اشوفك بالفستان الاحمر تاني.

تبدل وجه حور إلى الشحوب الشديد فورا نطق رحيم بتلك الكلمات ليلاحظ رحيم ذلك التغير ليسالها بقلق
= في ايه يا حور مالك
تلعثمت حور بالكلام
= اصل يعني، يعني
ليسألها رحيم بشك
=ايه مش عاوزة تسهري معايا
اسرعت حور بالنفي تهتف بلهفة
= لاااا ابدا بس يعني...
هتف رحيم بفروغ صبر
= في ايه يا حور اتكلمي
لتسرع بالكلام بقلق
= الفستان اتقطع ومبقاش ينفع يتلبس
تنفس رحيم براحة واضعا كفيه فوق وجنتيها برقة.

= بس كده فداكي الف فستان يا ستي ليعقد حاجبه يسألها بفضول
=بس اتقطع منك ازاي انا مشفتوش عليكي ابدا
ارتبكت حور اكثر تخفض راسها ارضا تتلعثم مرة اخري في الملام ليدرك رحيم بوجود خطب ما ليسألها بلطف = = حور احنا مش اتفقنا وقلنا مش هنخبي حاجة تاني عن بعض
رفعت حور عينيها اليه تهز راسها بالايجاب ليستأنف رحيم حديثه بهدوء كما لو كان يحدث طفلة امامه
= خلاص قوليلي ايه اللي حصل
حور بتردد.

= بس توعدني مش انك مش هتتعصب ولا تتضايق ده مجرد فستان واصلا ده حصل من زمان و...
قاطع رحيم حديثها بقلة صبر محاولا اظهار الهدوء في كلامه.

= ماشي يا حور حاضر بس قوليلي ايه حصل تنفست حور بقوة في محاولة لتهدئة ضربات قلبها العنيفة ثم اخذت تقص عليه ماحدث تلك الليلة بينها وبين سارة والتي انتهت بالاخيرة تمزق الفستان فوق حور وكانت وهي تقص عليه ماحدث تراقب تعاقب المشاعر فوق وجهه من الذهول إلى الصدمة انتهاء بالغضب الشديد لتسرع فوق انتهاء من الحديث إلى محاولة تهدئته قائلة بلهفة
= بس ده حصل من زمان والامور دلوقت اتغيرت وهي يعني...

قاطعها رحيم مرة اخري بغضب يهتف بها
= حور
لتصمت فورا عن الحديث تنظر اليه بقلق ورعب ليغمض رحيم عينيه يتنفس بعمق اخذ منه بعض الدقائق حتى استطاع العودة مرة اخري لهدوءه ليقترب منها يمسك بيدها المرتعشة بين يديه قائلا برقة
=خلاص يا حور متقلقيش وزي ما قلتي دي حاجة حصلت من زمان يلا اطلعي انتي وزاي ما اتفقنا لازم الكل يشوفك زعلانة.

هزت حور راسها بالموافقة يظهر القلق فوق ملامحها لتغادر الغرفه وهي تحاول ترسم علي وجهها علامات الحزن والألم لتسرع إلى غرفتها دون الالتفات إلى الموجودين خارجا لتسمع دوي صوت رحيم يهتف مناديا اخيه لتتسارع دقات قلبها برعب حتى وصلت إلى غرفتها لتجلس فوق الفراش تحاول تهدئة انفاسها المتسارعة تخشي ماهو اتي.

جلس رحيم يتحدث إلى اخيه عما ينتوي فعله وحمزة يستمع اليه باهتمام يسأله بين الحين والاخر مستفسرا عن بعض النقاط قائلا
=يعني ده قرارك النهائي يا رحيم لو عملنا كده مش هتقوم ليه في السوق تاني
رحيم بجمود
= وهو ده اللي انا عاوزه اعمل اللي قولتلك عليه يا حمزة كل ديونه اللي في السوق تكون لينا ادفع اي مبلغ بس مش عاوزه يكون مديون غير لنا وبس حتى البنك اتصرف معاه بس عاوز بكرة الصبح كل حاجة تكون تحت ادينا.

هز حمزة راسه بالموافقة يهم بالنهوض مغادرا ليوقفه صوت رحيم القاسي = حمزة عرفت حاجة عن سارة
تنحنح حمزة قائلا بحرج
=مفيش حاجة مؤكدة يا رحيم بس واضح انها متورطة معاه
اغمض رحيم عينيه بألم دون النطق بكلمة ليقف حمزة لعدة ثواني مترددا ماذا يفعل ليقرر اخيرا تركه وشأنه لعله يجد راحته في الجلوس وحيدا فما اكتشفه ليس بالهين.

غادر حمزة الغرفة دون ادني صوت ليجلس رحيم مغمضا العين تدور الافكار في راسه كالعاصفة في صخبها وعنفها حتى سمع دقات خافتة فوق باب مكتبه ليعتدل في جلسته مرجعا شعره إلى الخلف محاولا السيطرة علي صوته يدعو الطارق إلى الدخول ليفتح الباب بهدوء تدخل منه احدي خادمات المنزل يبدو عليها الارتباك والقلق تساله بصوت خافت
=رحيم بيه ممكن اتكلم معاك كلمتين
هز رحيم راسه بالموافقة يدعوها للدخول بهدوء.

= تعالي يا عزيزة خير في حاجة؟
تقدمت عزيزة إلى الداخل تقف تفرك يديها بتوتر لعدة دقائق.

حتي هتف رحيم بنفاذ صبر
= اتكلمي يا عزيزة عاوزة ايه محتاحة فلوس ولا حاجة
اسرعت عزيزة بالتفي
= لا يا بيه خيرك سابق انا بس كنت عاوزة، لتسكت مرة اخري تنظر حولها بقلق ليهتف رحيم بحزم
= اتكلمي يا عزيزة في ايه اخلصي
هتفت عزيزة بتوتر
=الموضوع يخص الست سارة والست حور
واسرعت تقص عليه ما جعله يجلس فوق مقعده ليسود الجمود جميع اطرافه.

عملت اللي قولتلك عليه
هز حمزة راسه بالايجاب قائلا
= خلصت كل حاجة مع البنك وكل شيئ تحت ادينا
هز رحيم راسه موافقا ليتنحنح حمزة قائلا بتوتر
= طيب وناوي تعمل ايه مع سارة
التفت اليه رحيم اليه بغضب عاوزني اعمل ايه مع واحدة كانت عاوزة تقتل ابني وراحت اتفقت مع عدوي من ورايا وكانت عارفة انه عاوز يقتلني وسكتت وياريت علشان خايفة عليا لا ده علشان توصل للي في دماغها.

وتتخلص من حور وابني اللي في بطنها تفتكر واحدة زي دي المفروض اعمل معاها ايه
حمزة بهدوء
= اعمل معاها اللي الشرع اداك الحق فيه طلقها يارحيم واخلص منها خالص من حياتك سيبها تروح بشرها ومضيعش نفسك علشان واحدة زيها
زفر رحيم محاولا وزن الامور في عقله ليقول بعد صمت طويل
=ما نشوف ياحمزة الامور هتوصل بيينا لفين
ثم التفت ناحية الباب يتبعه حمزة متجهين إلى غرفة المعيشة ليجدا الجميع مجتمعين.

ليقف في منتصف الغرفة قائلا بهدوء موجها انظاره باتجاه حور الجالسة بتوتر.

= انا اخدت قرار وانا واثق انا واثق انكم كلكم هتأيدوني فيه لانه به هصلح غلطة مكنش المفروض اعملها بس معلش الانسان بيتعلم من غلطه وانا مبقتش قادر اكمل الحياة مع انسانة بكل العيوب دي حاولت كتير اعدي امور بتحصل منها امور تخطت قدرة اي انسان علي التحمل ويشهد ربنا اني حاولت اكمل معها وانسي ليها كل عيوبها بس للأسف هي وصلتنا للنهاية دي بايديها علشان كده احب اقولها ادامكم كلكم.

صمت رحيم لتتبادل سارة و جمال نظرات الانتصار لتشع من عينيهم حتى التفت رحيم إلى سارة قائلا بكل هدوء
= سارة انتي طالق وياريت ميعديش ساعة واليقكي بره البيت ده
قفزت سارة علي قدميها تصرخ بصدمة وجنون
= رحيم انت بتقول ايه مين دي اللي طالق انت اتجننت
صرخ رحيم بها هو الاخر
= ايوه اتجننت لما فضلت اربي حيه في بيتي اول ما فكرت تقرص قرصتني انا ولا فكراني يا هانم مش عارف بكل مصايبك وبلاويكي مع الكلب ده.

واشار بيده إلى جمال لينهض هي الاخر قافزا علي قدميه قائلا بغضب
= اتكلم عدل يا رحيم ومتغلطش دي مشاكل بينك وبين اهل بيتك مدخلنيش فيها
التفت اليه يمسكه من عنقه يضغط عليه لتعالي الصراخ من حولهم ليتجاهل رحيم كل من حوله.

ليقول بغضب وعنف
= ولما انت عارف انهم اهل بيتي كنت بترمي بعينك عليهم ليه اتجرئت وهددت مراتي في قلب بيتي يا حيوان وفاكرني مش هعرف
كان رحيم يضغط فوق عنقه مع كل كلمة تخرج منه حتى كاد ان يزهق روحه لولا صراخ حور عليه ان يتركه وتدخل حمزة في اللحظة الاخيرة مبعدا رحيم عنه بصعوبة فاخذ جمال يسعل بحدة محاولا ادخال الهوا إلى صدره يقول بصوت متحجرش
= ابدا انا عمري ما فكرت اعمل كده دي هي اللي...

لم يستطع اكمال جملته فقد عاد رحيم إلى الامساك به وهذه المرة لم يستطع حمزة ابعاده الا بعد وقت طويل قد كاد فيه ان يفقد حياته فعليا هذه المرة ليصرخ رحيم بجنون
= سيبني يا حمزة اخلص عليه الكلب ده مش هخليه علي وش الدنيا لو جاب سيرتها علي لسانه تاني
اسرع حمزة بالامساك به محاولا تهدئته = خلاص يا رحيم ده كلب ولا يسوي هضيع عمرك علشان ايه وهو روحه اصلا بقيت في ايدينا ومن غير ما نوسخها بواحد زيه.

شحب وجه جمال اكثر من شحوبه =يعني ايه كلامكم ده تقصد ايه يا حمزة
تكلم رحيم يبتسم بتشفي
= يعني روحك بقت في ايدي بحركة واحدة مني انهيك كل ديونك اللي بره بقيت ليا انا فاهم ده معناه ايه ولا مخك الغبي مبيفهمش غير في شغل مؤامرات الحريم
صرخ جمال باستعطاف محاولا انقاذ ما يمكن انقاذه
= رحيم ارجوك انت فاهم غلط مفيش اي حاجة من اللي في دماغك ده حصلت احلفلك بايه يا رحيم
ضحك رحيم بلذة.

= وفر صوتك يا جمال بيه هتحتاجه بكرة وانت واقف ادام الصحافة بتعلن افلاسك ادام الكل
انهار جمال علي ركبتيه ينتحب كلاطفال من هول كلمات رحيم الذي التفت إلى سارة المذهولة التي تجلس منكمشة علي نفسها يقول بغضب وحقد
= وانت يا سارة هانم يابنت عمي قبل ما تكوني مراتي حطيتي ايدك في ايد عدوي وانت عارفة اللي ناوي عليه لا وكمان بتشجعيه وتسهليله اللي بيعمله
نهضت سارة تقترب منه قائلة باستعطاف
= ابدا يا رحيم ابدا محصلش.

ابتعد رحيم عنها كما لو كانت حشرة قائلا بغل ومين اللي تفق مع نرجس انها تحط الحبوب في دولاب حور وادلها الفلوس كنت عوزاني اكتشفهم بنفسي واصدق انها عاوزة تخلص من ابني بعد ما تكوني طبعا عملتيها بنفسك بس شوفي ربنا خلي شريكك هو اللي يوقف كل خططك مش حد تاني ولما عرفتي انه مش مستعد ينفذ اهم حاجة عندك وهي انك تتخلصي من ابني روحتي تدفعي تاني للي ينفذ ويعملها المرة دي بس للاسف الخدامة طلع عندها وفاء وصانت البيت اللي عايشة في خيره وجت وقالتلي علي كل حاجة ها تفتكري مش اقل حاجة اعملها معاكي هو الطلاق مع ان لو الامر بايدي كنت قتلتك وبدم بارد زي ماكنت عاورة تتخلصي من روح ضعيفة ولتاني مرة بقولك ادامك اقل من ساعة انتي والكلب التاني ومشوفش وشكم.

حاولت سارة استعطاف رحيم مرة اخري قائلة بضعف
= رحيم علشان خاطري سامحني انامقدرش اعيش من غيرك
جز رحيم علي اسنانه قائلا بشراسة: = قولي مقدرش اعيش من غير هيبة لقب رحيم الشرقاوي من غير فلوس رحيم الشرقاوي انما رحيم الشرقاوي نفسه اشك فيها دي ولو عندك كرامة تخرجي حالا من غير ولا كلمة زيادة انتي والحيوان التاني.

نهض جمال واقفا يجرجر قدميه بجوارهم لتنظر اليه سارة بجنون لتنحني فوق المائدة تختطف احدي السكاكين الموضوعة بجوار احد اطباق الفاكهة لتقوم بغرزها في ظهر جمال وهي تصرخ بجنون وهستريا.

=انت السبب انت اللي خلتني اعمل كده واخذت بالصراخ ليغطي صراخها علي الصوات الاخري بعد ان سقط جمال كالجثة الهامدة فاقد الحركة ليسود الهرج والمرج ارجاء الغرفة ليصرخ رحيم في الجميع ان يغادر ويطلب من اخيه الاتصال بالسعاف فورا لتستمر هذه الدوامة الساعات القادمة بعد حضور الشرطة وتحفظها علي سارة التي لم تقاوم الاعتقال لتخرج معهم بكل هدوء يصحبها رحيم بينما حمزة يرافق جمال إلى المشفي فلم يحضرا إلى المنزل الا في الساعات الاولي من الفجر ليجدا الجميع في انتظارهم لمعرفة اخر التطورات منهم ليقول حمزة بايجاز.

= جمال لسه خارج من العمليات والدكاترة مش قادرين يحددوا اد ايه الضرر اللي عملته السكينة في ضهره وسارة النيابة وجههت ليها القتل العمد وامرت بحبسها 4 ايام علي ذمة التحقيق ومستنين جمال يفوق وياخدوا اقواله بس معتقدش هتفدها كتير لان عمر جمال ما يسامح في اللي حصله
نظرت وداد إلى رحيم الجالس يستند براسه فوق ظهر مقعده تساله برفق: = وهتسيبها يابني
فتح رحيم رحيم عينيه بتعب.

=لا يا امي متقلقيش كل محامين الشركة شغالين علي القضية وان شاء الله يقدروا يوصلوا لحل وجمال يفوق والقضية تتلم
هزت وداد راسها بعدم تصديق تعلم ان ابنها يحاول بعث الاطمئنان بداخلها ولكن الامر ليس بالهين وهي تعلم هذا لتهمس بصدمة: = استفادوا ايه هما الاتتين غير انهم ضيعوا نفسهم
قال حمزة بهدوء
=هو ده اخرة الشر واللي يمشي في طريقه يا امي
وداد بتفهم
=معاك حق يا بني وادينا شوفنا بعنينا اخرة طريقه ايه.

بعد مرور ثلاث سنوات
اخذت حور تدور خلف ابنها البالغ من العمر سنتين وعدة شهور في ارجاء حديقة القصر وبيدها طبق طعام تصرخ به
=يابني متغلبنيش انا عارفة طالع عفريت كده لمين ما اختك اهي نسمة وربنا نسمة.

لتسمع من خلفها دوي ضحكة رحيم الصاخبة لتخطف منها انفاسها تلتفت اليه تراه يحمل ابنتهم بين يديه يقترب منها بخطواته الرشيقة لتنظر اليه بحب تعشق كل ما فيه فبعد ان كادت تفقده مرة اصبحت تحمد الله ليل نهار علي نعمة وجوده في حياتها هو واطفالهم فقد رزقهم الله بتؤام صبي وفتاة عمار و جورية وقد اتوا بالفرحة والسرور.

بعد عناء وشقاء وها هي فرحة اخري اتيه في الطريق اليهم.

لفها رحيم بيده الحرة يضمها اليه يهمس بخبث
= عمار طالع شقي لابوه ولا محتاجة دليل علي كلامي انا مستعد
نكزته حور في صدره قائلة بخجل
= رحيم اعقل
قربها رحيم اكثر اليه ينحني يهمس امام شفتيها
=وهو حد يشوف الجمال ده كله وعوزاه يفضل عاقل طب ازاي يا حور قلبي.

وقبل ان يقبلها تمللت ابنته بين يديه تضع يدها المكتنزة فوق وجنتيه تحاول جذبه اليها بعيدا عن امها لتضحك حور بشده قائلة بفرحة
= جوري بتغير عليك مني اومال هتعمل ايه مع النونو اللي جاي
تجمد رحيم تاركا جورية تنزل إلى الارض لتذهب سريعا للعب مع شقيقها غافلة عما حدث لوالدها
رات حور حالته لتهزه برفق تهتف بقلق =رحيم مالك انت اضايقت اني هجيب نونو تاني.

افاق رحيم من ذهوله لسمعها كلماتها الحمقاء لتتسع عينيه بدهشة ينظر لها كما لو كانت من الفضاء الخارجي يسالها:
= حور انتي مجنونة
ضيقت حور عينيها تسالها بعبوس
= انا مجنونة يا رحيم؟ الله يسامحك
لتلتفت محاولة المغادرة ليسرع بالامساك بها يشبك كفيه حول خصرها يقربها منه: ماهو مفيش الا المجانين اللي يسالوا سؤالك ده بعد ما يقولوا خبر زي اللي قولتيه حالا.

ليقترب منها اكثر: = بس قوليلي بجد اللي سمعته ده بجد انتي حامل
ضحكت بسرور تهز راسها بسعادة ليهتف هو الاخر بسعادة مش تؤام برضه مش كده
هزت حور كتفيها بدلال
= مش عارفة بس ممكن ليه لا
صرخ رحيم بجنون يحملها بين ذراعيه يتجه بعا داخل القصر لتهتف حور به = رحيم يا مجنون الاولاد لوحدهم
غمز رحيم لها بخبث
=هبعت ندي تقعد معاهم اصل انا عاوزك في موضوع مهم اووي عاوز اعرف الواد عمار طالع شقي لمين.

ضحكت حور بمرح تدفن وجهها في عنقه تتمني ان تدوم بهم سعادتهم إلى الابد مهما طال بهم العمر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة