قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل السادس والعشرون

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل السادس والعشرون

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل السادس والعشرون

نظرت ثريا إلية و شعرت أن روحها قد ردت إليها من جديد بفضل رؤياه البهية، أسرعت إليه و بدون وعي منها أو إدراك لمن هم حولها وجدت حالها ترتمي لداخل أحضانه و تحتمي به من مرارة الأيام و قسوتها عليها، لم يشعر هو الاخر بحاله، حاوطها بذراعيه و شدد من ضمته لها مقبلا مقدمة رأسها و هو يشتم عبيرها بجنون، متناسيا غضبته و غيرته التي إنتابته منذ القليل.

و تحدث إليها بنبرة عاشقه مشتاقه حمدالله على السلامة يا حبيبتي
أجابته و هي مغمضة العينان و كأنها تريد أن تتناسي العالم بأكمله داخل أحضانه وحشتني يا أحمد، وحشتني أوي
كل هذا كان يحدث تحت أعين ذاك المغروم و عنوة عن قلبه حزن داخله و تألم بعدما رأي شوقها الجارف لحبيب صباها و فارس أحلامها الوحيد.

نفض رأسه من تلك الأفكار و أستغفر ربه و طلب منه السماح و العفو و المغفرة عن تلك المشاعر التي لا حيلة له في تحريكها و يعلم الله علم اليقين أنه دائما ما يحاربها و بشدة و لكن يبدوا أنها تأصلت حتى بات عشقها يتحرك داخل عروقة و يسري كسريان الدم داخل الشريان
تحرك هو إلى والدته أولا و أحتضنها و بعدها أطفاله ثم منال الذي إحتضنته بحنان قائلة حمدالله على السلامة يا سيادة العقيد.

إبتسم لها بهدوء و رد عليها قائلا و هو يربت على كتفها الله يسلمك يا منال
ثم إلتفت بوجهه إلى شقيقه و أردف متساءلا بنبرة حنون صحتك عاملة أيه الوقت يا أحمد، يا تري إتحسنت على الدوا الجديد اللي كتبه لك الدكتور الفرنسي؟
و بصعوبة بالغه تحامل على حاله و أزال من داخله شعور الغيرة الذي يسكنه كي لا يحمل أي ضغينة لشقيقه و الذي يجزم أنه لم يحمل له بداخله إلا كل الحب و الخير.

و تحدث بهدوء الحمدلله، حاسس إني أحسن من الأول بكتير
إبتسمت له متيمته التي كانت تحتضن صغيرها رائف و تزيده من القبلات الشغوفه و أردفت قائلة بسعادة ظهرت على وجهها الحمدلله يا حبيبي، أنا متفائلة جدا بالدكتور ده و إن شاء الله الشفا هيكون على إديه بأمر من ربنا
أردفت منيرة قائلة بتفاؤل إن شاء الله يا ثريا
تبادل الجميع السلام و تحركوا إلى الداخل و جلسوا.

نظرت منال إلى ثريا و تساءلت بإهتمام ياتري الباشمهندس حسن عامل اية الوقت يا ثريا؟
أجابتها ثريا بإبتسامة هادئة الحمدلله أحسن كتير
ثم أسترسلت حديثها بإبتسامة واسعه و هي تتنقل النظر بين الجميع عندي ليكم خبر هايل و إحتمال كمان ما تصدقهوش
حول الجميع أبصارهم إليها و أنتظروا باقي حديثها بترقب، قاطعها عز مداعب إياها بإبتسامة أقولهم أنا.

قاطعته بإبتسامة سعيدة تحت إستشاطة أحمد و منال التي إشتعلت النار بداخلها غيرة على رجلها الذي دائما ما يغمر تلك الثريا بالدلال و المداعبة أما هي فدائما ما يعنفها و يحاسبها حتى على خروج النفس من داخلها، هكذا حدثتها نفسها
رمقته ثريا بنظرة لائمة مصطنعه و أردفت قائلة و بعدين معاك بقا يا عز.

أجابها مبتسما غير مستوعب كمية النار الشاعله داخل قلبي أحمد و منال خلاص يا ستي أديني سكت، إتفضلي قوليلهم على المفاجأة الغير متوقعة
تبادلت النظر بين الجميع و تحدثت بنبرة حماسية بابا وافق على خطوبة حسن و البنت اللي بيحبها، مش بس كدة، ده كمان راح لبباها إنهاردة و طلب منه إيدها رسمي
تهلل وجه عبدالرحمن و منيرة التي تحدثت بسعادة اللي عمله أبوكي ده عين العقل علشان نفسية حسن تتحسن،.

و أكملت بتمني ربنا يتمم شفاه على خير و يقوم لنا بالسلامة و نفرح بية
نظرت ثريا إلى أحمد و أحتضنت كف يده و تساءلت بإهتمام أية رأيك يا أحمد في المفاجأة الحلوة دي؟
أجابها بإبتسامة سعيدة لأجل سعادتها التي إرتسمت فوق ملامحها مفاجأة حلوة أوي، ألف مبروك يا حبيبتي.

أما منال التي نزل عليها الخبر كصاعقة، فهي دائما يوهمها خيالها أن تلك الزيجة ستؤثر على مستقبل أطفالها، فتحدثت بإستهجان و نبرة إعتراضية و بباكي وافق إزاي بعد كل اللي حصل من إبن عمها ده؟
وجه عز بصره إليها سريع و رمقها بنظرات محذرة فابتلعت ما تبقا من كلمات داخل جوفها و فضلت الصمت حفاظ على كرامتها التي حتما ستهدر على يده، و أيضا كي لا تستدعي غضبة و يعيد تجربة هجره لها من جديد.

أما راقية التي تحدثت بإستهجان غريب أوي تصرف عمي محمد، بقا اللي كان رافض الفكرة من الأساس و مانع أي حد يفتح معاه الموضوع، فجأة كده يوافق بعد إبن عم البنت ما كان هيموت إبنه لولا ستر ربنا؟

تحدثت منيرة بحده بالغة ناظرة لزوجتي نجليها اللتان دائما ما تتدخلان فيما لا يعنيهما ناهرة كلتاهما و بعدين معاكي إنت و هي، ده بدل ما تفرحوا إن الهم و النكد اللي عيشنا فيه طول الشهور اللي فاتت دي هينتهي و بالنا هيروق، قاعدين تحققوا زي ما نكون قاعدين في النيابة؟

ثم نظرت إلى ثريا و تحدثت إليها بإشفاق على حالتها قومي يا بنتي إطلعي على شقتك غيري هدومك و نامي لك شوية، شكلك تعبان و عامله زي ما تكوني مكنتيش بتنامي هناك
أجابتها بتأكيد على حديثها أنا فعلا منمتش كويس من وقت ما سافرنا، كنا بنرجع بالليل على الأوتيل أنا و ماما متأخر جدا و يدوب ننام كام ساعة و نقوم بسرعة علشان نروح نتطمن على حسن و نشوفه فاق و لا لسه
أردفت منيرة غمة و إنزاحت يا بنتي، الحمدلله.

ثم وقفت و هي تمسك بإحدي يديها طفلتها يسرا و بالأخري صغيرها رائف ثم نظرت إلى زوجها الغالي و تحدثت إلية أنا هسبقك على فوق أنا و الاولاد يا أحمد
وقف هو متلهف لها و أردف قائلا أنا جاي معاكم يا ثريا
ثم صعدا الدرج معا و ما أن دلفا إلى مسكنهما حتى جذبها إلى داخل أحضانه و بات يشدد من ضمته لها بتملك و جنون تحت إستغرابها و سعادتها بنفس الوقت.

في ظهر اليوم التالي
ذهبت تلك العاشقة إلى متيمها بقلب يطير هائما كي تري عيناه و تطمئن أنه قد أصبح بخير، دلفت للداخل بصحبة والدها و جدتها العجوز التي تستند على عكازها الخشبي
إنتفض داخلة حين رأها ساطعة أمامه مثل شمش في ضحاها، إقتربت عليه الجدة كي تطمئن على حالته و تحدثت إليه بإبتسامتها الحنون لوجهها الطيب حمدالله على سلامتك يا ولدي
أجابها بإحترام و وجه مبتسم الله يسلمك يا جدتي، تعبتي نفسك ليه بس.

أجابته مبتسمه تعبك راحه يا ولدي، المهم إني إطمنت عليك
و أيضا دياب الذي إقترب عليه و تساءل بإهتمام عامل أيه إنهاردة يا باشمهندس؟
أجابه بهدوء و احترام الحمدلله يا عمي، أحسن لما شفتكم
ثم جاء دور العاشقان كي تلتقي العيون و تتحدث بمقالها، أفسح لهما الجميع المجال و ابتعدوا قليلا، فاقتربت هي و تحدثت عيناها إلية بعدما أحتضنت كل إنش بملامحه.

تحدث هو إليها بنبرة لائمة هنت عليك تسبيني كل الوقت ده من غير ما تسألي عليا؟
أجابته بلهفة سريع ما سبتكش لحظة من يوم اللي حصل لحد ما أتأكدت إنك بقيت كويس
اجابها بعيونه العاشقه التي تسحرها و مين قال لك إني ببقا كويس ووأنت بعيدة عني؟
إبتسمت خجلا فزادت من إستشاطت قلبه و كيانه و تحدث بنبرة هائمة متناسيا بعيونها العالم من حوله وحشتيني يا بسمة، وحشتيني أوي
أجابته بنبرة حنون حمدالله على السلامة يا باشمهندس.

رد عليها بنبرة هائمة يا عيون و قلب الباشمهندس
نظرت له محذرة إياه كي تنبهه إن لم يكن يشعر بمن حولهما و بعدين معاك يا حسن، ياريت تاخد بالك إن الكل بيبص علينا
أجابها مبتسم خلي اللي يبص يبص براحته، إحنا مبنعملش حاجة غلط،
و أكمل بإعتزاز و تفاخر إنت خلاص بقيتي خطيبتي رسمي و إن شاء الله أشد حيلي بس شوية كدة، و تبقي حرم حسن المغربي و فرحة أيامة اللي كانت محجوزة له.

إبتسمت خجلا و قضا معا وقت معلوم ثم عادت إلى منزلها بصحبة جدتها و والدها و سعادة قلبها العالية
و في اليوم التالي ذهب حسن بعربة المشفي بصحبة عائلته إلى مطار أسوان حيث إستقل الجميع الطائرة الخاصه المجهزة لأية طوارئ تحدث إلى حسن، عائدين إلى منزلهم بسلام بصحبة ولدهم الغالي العائد من الموت، الشاطر حسن
و بعد مرور أكثر من سبع شهور على واقعة طعن حسن و بعد أن شفي تماما من إصابته.

ليلا داخل محافظة أسوان الحبيبة و بالتحديد داخل ساحة منزل دياب كانت جميع عائلة المغربي و معارفهم حاضرون الزفاف، إلا من أحمد و ذلك بسبب تأخر حالته الصحية و ثريا التي رافقت متيمها كي لا يبقا وحيدا داخل منزل العائلة
كانت الجدة قد صممت على إقامة حفل زفاف حسن و بسمة داخل منزلهم المتواضع كي يشاركها الأهل و الأحباء فرحة زواج حفيدتها الغالية رغم حزنها الذي مازال قائم على حفيدها و إبن غاليها.

و برغم نية صلاح المغربي السابقة بإقامة الحفل داخل أكبر فنادق أسوان و ذلك ليتناسب الوضع مع ضيوفه التي حضروا من الاسكندرية كي يحضروا عرس نجل المغربي، إلا أنه وافق مرغم على طلب الجدة لإقامة حفل زفاف بسيط داخل منزلها كي لا يحزنها و كي تقوم بإكرام ضيوفها على أكمل وجة من حيث مقدرتها مثلما طلبت هي.

و قد وافق صلاح دون إعتراض منه و ذلك لإنتواءة أخذ ولده و عروسه في الصباح الباكر و العودة بهما إلى محافظة الأسكندرية حيث سيقيم له حفل أخر هائل داخل إحدي كبري قاعات الأفراح لكي يدخل السرور على قلب نجلة و عروسه، و أيضا لحضور و مشاركة رجال الدولة و والمال و الأعمال الذي بعث لهم دعوات لمشاركتة فرحته بنجلة العائد من الموت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة