قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الرابع عشر

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الرابع عشر

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الرابع عشر

تحركت ثريا سريع متجهة إلى شقيقها حين وجدته يضبضب أشياءه داخل الحقيبة، هتفت بنبرة متساءلة مرتعبة إنت بتلم هدومك و رايح على فين يا حسن؟
لم يعر حديثها أية إهتمام و أكمل ما يفعله بغضب و حدة و أغلق الحقيبه ثم وضعها على الأرض و كاد أن يتحرك بها، جرت عليه و أمسكته من ذراعه و تحدثت بهلع رد عليا يا حسن و قول لي رايح فين؟

نظر لها بعيون تطلق شررا و أجابها بنبرة غاضبة ماشي يا ثريا، سايب لكم البيت و إسكندرية كلها و ماشي علشان ترتاحوا
أردفت قائلة بتساؤل و مازالت مشدده على ذراعه بإستماتة ماشي رايح فين يا حبيبي؟
إنت لسه ما كملتش إسبوع من أجازتك
هتف بنبرة حاده تدل على وصوله لقمة غضبه رايح في ستين داهيه، من إنهارده مش عاوز حد منكم يسألني رايح فين و جاي منين، أنا أصلا إكتشف إني ما أفرقش مع أي حد في البيت ده كله!

أردفت قائلة بنبرة مهدئة طب أقعد و إهدي يا حبيبي و إستعيذ بالله من الشيطان الرجيم،
و أكملت و هي تربت على صدره بحنان عوزاك تطمن و أوعا تفتكر إني ناسية موضوعك و لا حتى مطنشاه، و الدليل على كلامي ده إني كلمت عز علشان يتوسط لك عند بابا و هو وعدني و أكد لي إنه هيكلمه و هيحاول بكل جهدة إنه يقنعه و يخلية يوافق، أصبر يا حسن، المسألة مسألة وقت مش أكتر صدقني.

أجابها بنبرة مستسلمة حزينة و وجه بائس مش هيقتنع يا ثريا، أبوكي قرر و حكم على الناس حتى من قبل ما يعرفهم و لا يشوفهم، ده حتى معطنيش فرصة إني أتكلم و يسمعني، ما سألنيش إذا كنت بحب البنت فعلا و فارقة معايا و لا لاء
و أكمل بنبرة بائسة تقطع أنياط القلب للأسف يا ثريا، أبوكي حكم على قلبي بالإعدام و نصب له المشنقة و نفذ الحكم من غير محاكمة عادلة.

قال كلماته المؤثرة ثم حمل حقيبته و خرج على الفور و تدلي الدرج سريع تحت صياح ثريا و مناداتها بإسمه و هي تسرع خلفه على أمل اللحاق به، مما جعل الجميع يرفع قاماته للأعلي يتطلعون على ذاك الغاضب و تلك الصارخه بإسمه
وقف صلاح ممسك بعصاه الأبنوسيه و تحدث إلى ولده بنبرة حاده مما جعل الجميع يقف و ينتظر كلماته بترقب لما هو أت ممكن أعرف البيه رايح فين بشنطة هدومه دي؟

تسمر بوقفته و وقف يتطلع إلى أبيه بعيون جامده غاضبة و أردف قائلا بنبرة حادة خرجت عنوة عنه و رأس شامخ مرتفع بعناد نازل القاهرة هقضي فيها باقي أيام أجازتي اللي فاضلين لي مع أشرف صاحبي
هتف صلاح بحدة أمرا بطريقة مستفزة لذاك الغاضب طلع الشنطه تاني على أوضتك و بلاش لعب العيال بتاعك ده، ما فيش خروج من البيت، و تتصل بالشركة اللي إنت شغال فيها و تصفي شغلك معاهم نهائى،.

و أكمل أمرا إياه بطريقة أحرقت روح حسن و أستشاطت داخله بشدة و يكون في علمك، ما فيش سفر لأسوان تاني،
و أكمل مفسرا و إن كان على الشغل ف أنا كلمت لك المحافظ و هو شاف لك شغلانه كويسه هنا في المينا و ألف واحد زيك يتمناها، و كمان ب مرتب ضعف اللي إنت بتاخده في أسوان.

جحظت عيناه بذهول مما يستمع و إستشاط داخله غضب من حديث والده الذي يصر على عدم ترك المجال له للأختيار حتى بعملة و تحدث بنبرة ثابته جاهد بإخراجها و مين اللي قال ل حضرتك إني عاوز أسيب شغلي في أسوان أصلا؟
أجابه صلاح ب قوة و حده بنبرة مستفزة إلى أبعد الحدود أنا اللي قررت و قلت،
ثم أكمل متسائلا بنبرة غاضبه أيه، كبرت عليا و هتعارضني في قراراتي و لا أيه يا باشمهندس؟

أجاب والده بهدوء و أحترام جاهد في إخراجهما رغم غضبة العارم و احتراق روحه العفو حضرتك، أنا تحت أمر حضرتك في أي حاجه إلا الضرر ب مستقبلي و شغلي، أنا الوحيد اللي أقدر أحدد فين هي مصلحتي، و أنا شايف إن مستقبلي في شغلي في الشركة اللي أنا فيها.

و أكمل بزهد أما بقا بالنسبه حضرتك ل ضعف المرتب ف ده موضوع لا يعنيني من الأساس، لأني عمري ما كان يهمني العائد المادي قد ما يهمني العائد المعنوي و المستوي الوظيفي اللي ممكن أوصل له في مكاني اللي أنا فيه حاليا.

و أكمل بثقة و نبرة بث له من خلالها إصرارة على من فتنت عيناه و أسرت قلبه ب سحرها العجيب و لو كنت حضرتك بتعمل كده علشان أنسي موضوع جوازي من بسمه، ف أنا أسف إني أحبط حضرتك و أقول لك إن حسباتك ما كنتش مظبوطة المرة دي، لأن الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخليني أبعد عنها و أنساها هي الموت و بس
و أكمل نافيا و هو يقطب حاجبية حتى الموت نفسه مش هيخليني أنسي أطهر و أنقي بنت شفتها في حياتي كلها.

شهقت عزيزة ب هلع و تحركت إلى ولدها تربت على ظهرة بحنان قائلة كي تحسه على الإستماع إلى حديث والده خشية غضبته عليه بعد الشر عليك يا حبيبي، إخزي الشيطان كدة يا أبني و إعقل و إسمع كلام أبوك، أبوك أكتر واحد أدري بمصلحتك و محدش في الدنيا دي كلها هيحبك و لا هيخاف عليك قدة
حين هدر صلاح ناهرا إياه بنبرة حاده و أنا قلت لك هتسيب أسوان يعني هتسيب أسوان، و يكون في علمك، كلامي ده ما فهوش جدال.

تحدث محمد إلى صلاح مهدء إياه إهدي يا صلاح أومال و أظبط أعصابك، الأمور و المشاكل ما تتحلش ب الطريقه بتاعتك دي، خلينا نقعد و نسمع بعض و نتكلم بالعقل
دلف عز و أحمد مسرعان من الخارج عندما إستمعا إلى صياح عمهما و نبرته الغاضبة و وقفا يتطلعان بعيون مستغربه على حسن الذي يحمل بيده حقيبة ثيابه و يبدوا عليه أنه قرر و أنتوي الرحيل و أنتهي الأمر.

تحدث صلاح بحده إلى شقيقه ما فيش كلام تاني هيتقال بعد اللي أنا قلته يا حاج محمد، و زي ما أنا قلت من شوية، ده كلام نهائي و ممنوع حتى النقاش فيه.

نظر حسن إلى عيناه مطالبا إياة النظر إليه بعين الرأفة و أن يشمله برحمته و يشعر ب قلبه العاشق و تحدث بنبرة متأثرة مترجية أرجوك يا بابا تحاول تفهمني، أنا بحب بسمة بجد، هي دي البنت اللي رسمتها في خيالي و إتمنيتها تكون شريكة حياتي، هي دي اللي نفسي أكمل عمري معاها و أكون بيت و عيلة و أولاد
و أكمل بوعيد صادق نابع من داخلة و صدقني يا بابا لو مش هي، أكيد مش هيبقا فيه غيرها.

رفع رأسه شامخ ب كبرياء و تمالك من حالة كي لا يضعف أمام نظرات صغيرة المترجية التي هزت كيانه للحظة، لكنه سرعان ما تراجع و أقنع حاله أنها مجرد نزوة و سينساها صغيره مع الوقت و ينظر إلى مستقبله و يتزوج من فتاة ذات حسب و نسب ترتقي له و ل عائلتة و ذلك حسب معتقداته و مفهومه الخاطئ الذي عفا عنه الزمن
تحدث عز إلى عمه بنبرة هادئة بعد إذن حضرتك يا عمي، يا ريت تخلينا نقعد و نسمع من حسن أكتر عن الناس دي،.

و أسترسل حديثه كي يضع الطمأنينة داخل قلب صلاح و أنا علشان اطمن حضرتك مستعد أسافر أسوان مع حسن و أقابل أبوها و أقعد معاه، و كمان هسأل عليهم كويس جدا، و لو طلعوا ناس محترمين يبقا أيه المانع إننا نجوزها له.

نزلت كلمات عز على قلب حسن ك قطرات المطر التي هطلت من السماء فوق قطعة أرض جافة متشققه من شدة عطشها ف روتها و ترعرت أوراق بذورها المدفونة بعد أن ظن الجميع أنها فارقت الحياة و أنتهي الأمر، و لكنها عادت و أعلنت عن ميلادا جديدا لها، نظر إلى أبيه منتظرا قراره ب ترقب و هو يبتلع لعابه ب صعوبه و كأن حياته قد توقفت على قرار أبيه.

تحدث صلاح ب كل جبروت و قلب متيبس غير مبالي بشعور صغيره ب المرة أنا خلاص قلت اللي عندي يا عز، حسن هيتصل بالشغل و يفسخ معاهم عقد العمل و يستلم من أول الشهر الجاي شغلة الجديد في مينا إسكندرية،
و استرسل حديثه بنبرة مستفزة ل يكمل بها على ما تبقي من صبر ذلك الفتي و أنا من ناحيتي وصيت له واحد يعرف كبرات إسكندرية كلهم و قلت له يشوف لي عروسة بنت ناس و متعلمة للباشمهندس.

شعر و كأن أحدهم قام بطعنه للتو بسكين حاد داخل قلبه الضعيف، تنهد بأسي ثم نظر إلى والده ب مرارة و خيبة أمل و حمل حقيبته من جديد و تحدث بصوت يكسو على نبرته المرارة و الأسي أنا أسف إني هخزل حضرتك و ههدم لك كل مخطتاتك اللي جهزت لها حتى من غير ما تاخد رأيي فيها يا حاج صلاح.

و أكمل ب إحترام و تمني بس عاوز أقول ل حضرتك إني عمري ما هعمل أي حاجة إنت مش راضي عنها، أنا راجع أسوان يا حاج، و مش هتجوز بسمة غير بعد موافقتك و رضاك، و أنا في إنتظار موافقتك و مباركتك للموضوع
يبقا هتقضي عمرك كله و تضيعة في إنتظار حاجة عمرها ما هتحصل يا باسمهندس، جملة قالها صلاح ب تأكيد و جدية
أجاب والده بنبرة مستسلمة يبقا ده نصيبي من الدنيا يا حاج و أنا لازم أرضي بيه.

ثم حرك ساقية ل يخطو إلى الخارج مغادرا، أمسكت ثريا ذراعه و تشبست به بعد أن نزلت دموعها تجري فوق وجنتيها و هي تهز رأسها و تترجاه ما تمشيش يا حسن
نظر لها ب وهن ثم أمسك كفها الرقيق و أنزله بهدوء و تحرك ب إتجاه الباب، أوقفه صوت صلاح الهادر الذي هتف ب صياح أرعب الجميع لو رجلك خطت عتبة الباب ده و خرجت منه، يبقا ما ترجعش هنا تاني.

إتسعت عيناه ب ذهول و ألتف ينظر لأبيه ب إندهاش ف أكمل صلاح بنبرة جامدة مهددا إياه لو خرجت عن طوعي و ما نفذتش الكلام اللي قولته لك ب الحرف الواحد يبقا تخرج من الباب ده و تنسي نهائي إن ليك أب و عيلة
و أكمل حديثه ب جبروت و حتى ورثك فيا هحرمك منه، هكتب كل ما أملك لأخواتك الاتنين و أختك ثريا،.

ثم أسترسل حديثه ب نبرة تهكمية و ساعتها بقا إبقا ورينا أبو الهانم اللي فضلتها علينا هيقبلك و لا هيرضي بيك إزاي و إنت مفلس، و لو حصل و وافقوا إبقي وريني هتعيش ست الحسن و الجمال بتاعتك دي منين
نزل حديثه ك صدمة ألجمت الجميع و شلت جميع حواسهم و تسمروا ب أماكنهم إلا من ثريا التي صرخت مستعطفة أبيها أرجوك يا بابا كفاية، كفاية حرام عليك.

نزلت كلماتها و دموعها على قلب عز أحرقته، و أيضا أحمد الذي تحرك و وقف ب جانب حسن و حاول جذب الحقيبه منه لكن الأخر ابعدها ب حده
ثم نظر إلى أبيه، و تملكت الحسرة من قلبه و وقفت غصة مريرة داخل حلقه، و تحدث قائلا بهدوء ونبرة منكسرة ربنا كبير و عظيم و ما بينساش حد يا حاج صلاح.

و أنطلق مسرع إلى الخارج أوقفه عز و أحمد اللذان أسرعا خلفه و تحدث عز مهدء إياه إنت رايح فين يا حسن، إهدي كدة و أرجع معايا على جوة علشان الموضوع ما يكبرش أكتر من كدة، العقل بيقول إن لما الريح تبقا قوية تطاتي لها علشان تعدي منها بسلام.

و أكمل أحمد مؤكدا على حديث شقيقه إسمع كلام عز و أدخل جوة الوقت يا حسن، و هما يومين بالظبط و عمي هيهدي إن شاء الله و ساعتها الكلام معاه هيكون أفضل من كدة بكتير، و ليك عليا أنا و عز هنكلمه و نحاول نقنعه ب موضوعك
ثم نظر إلى عز الذي أبدي موافقته بترحاب بحديث أحمد.

أجابه حسن بنبرة رافضة ل حديثه اللي إنت ب تقوله ده مستحيل يحصل يا أحمد، دخولي معاكم في الوقت الحالي مش هيبقا ليه غير معني واحد عند أبويا، و هو إني رضخت لأوامره و رضيت ب الأمر الواقع اللي هو فرضة عليا، و ده اللي عمرة ما هيحصل أبدا
و تحرك إلى الأمام للمغادرة، أوقفه عز قائلا ب نبرة يائسة و هو يسحبه من ذراعه طب تعالي أركب معايا العربية هوصلك المحطة.

و بالفعل صعد معه و تحركا أمام أعين أحمد الحزينة لأجل ما حل ب ذاك الحسن
تنفس عاليا ب ضيق ثم دلف إلى الداخل من جديد، وجد الجميع يجلس و حالة من الصمت التام تفرض سيطرتها عليهم جميعا، أما ثريا التي تجلس و دموعها تنهمر فوق وجنتيها ب غزارة كشلال ماء، و تجاورها منيرة تحاول تهدئتها!
تحرك إليها و جلس بجوارها و تحدث إليها بهدوء و هو يربت فوق كتفها ب لمسات حنونه إهدي يا ثريا أرجوك علشان ما تتعبيش.

إنتفضت بجلستها و أعتدلت تواجهه و هي ترمقه و لأول مرة ب حياتها ب عيون غاضبة و أردفت قائلة بنبرة حاده عنيفة يهمك أوي تعبي يا أحمد، و لا خايف على أبنك اللي في بطني؟
نظر لها مصدوم أثر ردة فعلها العنيفة تجاهه
لم تعر ل نظرته أية إهتمام و أنتفضت واقفة و وجهت حديثها إلى الجميع ب إتهام بنبرة حاده هو إنتم ليه يا عيلة المغربي أنانيين لدرجة إن محدش فيكم بيهتم و لا بيفكر في تعب أو راحة حد غيره هو و بس؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة