قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والعشرون

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والعشرون

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والعشرون

داخل مدينة أسوان الحبيبة
كانت تتحرك داخل إحدي الأسواق متفقدة المحال التجارية بعقل مشتت تائه، جسد بلا روح، قلب بلا حياة، تتحرك بين المارة تتفقد وجوههم و تتأملها، تراه هي في كل الوجوة و كأنه أصبح بعيناها العالم بأكمل.

تنهدت حينما تذكرت الأيام الخوالي اللواتي كانا فيها يلتقيان، كم كانت تعيش معه أسعد أيامها، إبتسمت تلقائيا عندما تذكرت كيف كان سلام روحيهما، كانت العيون تحتضن بعضها البعض، و القلوب تربت بحنان، حقا كانت أسعد لحظاتها التي تلتقيه فيها.

تنهدت بإستسلام و روح ممزقة، و أكملت بطريقها، إتسعت عيناها بذهول حين رأته أتيا عليها من بعيد، و كعادتها عندما تراه إنتفض قلبها من مكانه و كاد أن يتركها و يسرع إليه ليحتضنه متلهف، و برغم حزنها الكبير الساكن بداخلها منه، إلا أنها لم تستطع إبعاد و حجب عسليتيها عن سوداويتاه اللواتي باتا يتفحصنها بلهفه و إشياق جارف ظهر بداخلهما.

و ما كان حال ذلك العاشق ببعيد عنها، فقد ثار قلبه عليه منتفض من مكانه، كان يحدثه بحده موبخا إياة، تحرك أيها الأبله، إذهب إلى فاتنتك و أحتضنها و ضمض جرحي النازف من إبتعاد عيناها عنك، لطف بي تحرك إليها و أنهي عذابي المميت، رجاء إستمع لأنين نبضاتي التي لم تهدأ و لا تستكين منذ الرحيل
تحرك هو و أقتربت نقطة اللقاء، و هنا تحدثت العيون و صرخت القلوب و للأسف، الفوز كان للوفاء بالوعد!

تحرك كل إلى وجهته ضاغط على قلبه و رغبته الملحه بإحتضان كفوف الأخر لإستماع نبضاتة عبر عروق جسدة الصارخة، أغمضت عيناها بألم و نزلت حينها دمعة حنين هاربه من كبرياءها
و تحركت مستكملة طريقها إلى الأمام بإستسلام و إحباط تام.

و ما أن خطت بساقيها عدة خطوات حتى وجدت من يجاورها الطريق قائلا بإستسلام و نبرة صوت ضعيفة واهنة خلاص يا بسمة، ما بقتش قادر على البعاد أكتر من كدة، من يوم ما سبتك و أنا حاسي إن روحي بتتسحب مني
نظرت إليه و دمعة حنين أخري خدعتها و هربت إلى وجنتها فأسترسل هو حديثه بتألم أنا مش عايش يا بسمة، كل يوم بقنع نفسي إنها فترة و هتعدي بس خلاص مبقتش قادر أكتر من كدة.

و الحل أيه يا حسن، جملة تساءلت بها بسمه بنبرة رقيقة حزينة متألمة
أجابها بيقين مش عارف، بس اللي أنا متأكد منه إن ربنا إن شاء الله مش هيتخلي عننا، أنا و إنت معملناش حاجه غلط علشان ربنا يعاقبنا بالقساوة دي، ربنا رحيم و أنا ظني بيه جميل
أجابته بتمني و لهفه يارب يا حسن، يارب.

تحدث إليها بقوة و حماس أنا كلمت إخواتي و ولاد عمي من يومين و أتفقت معاهم إننا نواجة بابا بقوة و نضغط عليه، و إن شاء الله هسافر الإسبوع ده و مش هرجع من إسكندريه غير و ابويا معايا علشان يخطبك ليا من أهلك، خلاص يا بسمة، مش هقدر أستني أكتر من كدة و أسيبك تضيعي من إيدي.

إبتسمت بشدة وسعد داخلها و ضلا يتحدثان بشغف و سعادة و أحاديث شيقة لا تنتهي، و لم يشعرا بحالهما إلا و هما يقفان أمام بحيرة ناصر يستنشقان هوائها النقي البارد،
نظر لها و تحدث بضحكه رجولية أهلكت روح تلك العاشقه إحنا إزاي وصلنا لحد هنا؟

نظرت حولها تتطلع إلى المكان بإستغراب، فهي حقا لم تشعر بحالها و هي معه و كأنها كانت مغيبه تماما لاتري ما حولها إلا من عيناه الساحرة التي لم تحل ناظريها عنهما منذ أن إلتقيا بالصدفة، و يا لروعة صدفتهما
إبتسمت بإشراقه واسعه أظهرت صفي اللؤلؤ مما أثار داخل ذاك العاشق و تحدثت هي لا فعلا إحنا إزاي وصلنا لهنا من غير ما نحس؟

أجابها بشغف و هو ينظر لعسليتاها من وقت ما اتقابلنا و أنا مشفتش غير عيونك و مش عاوز أشوف غيرهم، عيونك و بسمتك هما دنيتي اللي نفسي أكمل بيهم اللي باقي لي من عمري يا سمرا
إبتسمت له و أردفت قائلة بنبرة حنون أقولك على سر
نظر لها بتمعن و هز رأسه بموافقة فأكملت هي بحنين و حب إنا حبيت معاك سماري أوي، عمري ما كنت مفتخرة بلوني زي ما أنا معاك الوقت، قد أية حبيت نفسي و قد أيه بعشق منك لما تناديني يا سمرا.

اجابها مسحورا بعيناها تعرفي أيه أكتر حاجة شدتني ليكي و سحرتني من أول طلة شافتك فيها عيوني؟
نظرت له بعيون فاتنه و ترقب لما هو قادم فأكمل هو بفخر و أعتزاز سمارك الملفت، قد أيه سمارك ساحر و فاتن و يشد أي حد من أول طلة
و أكمل بنبرة هائمة و عيون مهلكه لروحها العاشقة كلك فتنتيني يا بسمة عمري
إبتسمت و انزلت وجهها خجلا فتحدث هو بعيون هائمة بالعشق وحشتيني أوي يا بسمه، وحشتي قلبي.

إبتسمت بسعادة و اكملا حديثهما بقلوب راقصة بالعشق هائمة غير مدركين بتلك العيون المراقبة لهما بغل و حقد دفين.

و كالعادة أوصلها إلى البزار و تحرك هو متجه إلى وجهته قاصدا مقر عمله، و أثناء سيره في إحدي الطرق الخالية من المارة قطع طريقه ذاك الناجي عديم المروءة و الأخلاق و تحدث إليه بفحيح و وجه غاضب بردك مسمعتش الكلام يا أبن الناس و قابلتها رغم إني حظرتك!
زفر حسن بضيق و قلب عيناه بتملل قائلا و هو ينظر إليه هو انت يا جدع إنت مش هتبطل تطلع لي كل شوية زي عفريت العلبه كده؟

إقترب عليه واضع يده خلف ظهرة و تحدث و هو ينظر لداخل عيناه بشر متقلقش يا أبن الذوات، أوعدك إن دي هتكون أخر مرة هتشوف وشي فيها
و بلمح البصر أخرج يده من خلف ظهرة و إذ به تظهر بيده مطواه مدببه كان متمسك بها بقوة حتى أن عروق يده كانت بارزة و بشدة، و بدون أن ترمش له طرفة عين غرسها و بقوة بداخل جنب حسن الأيمن قاصدا بها تمزيق كبده،.

و بالفعل قد أصاب هدفة تحت ذهول ذاك المصدوم و الذي إتسعت عيناه و هو ينظر بذهول إلى الدماء الغزيرة التي بدأت تتدفق بشدة من جنبه
في حين تحدث ناجي بفحيح و هو يحرك المطواه المستقرة بكبد حسن يمينا و يسارا دون رحمة حتى إستقرت للداخل و مزقت جزء من الكبد أنا حذرتك قبل كدة و وعدتك إن حياتك هتكون تمن قربك من بسمه تاني، و إنت اللي إختارت مصيرك بنفسك و حددته،.

و أكمل بعيون غاضبة و علشان وعد الحر دين عليه، أنا نفذت وعدي ليك أهو
كان يستمع لحديثه الشامت غير مستوعب لما جري، و بدأ بحديثه البائس مع النفس، أحقا أتت النهاية بتلك السرعة و البساطة، أهكذا إنتهت حياتي بلحظة؟
اااه، ما أقرب الموت من الإنسان، لا، إنتظر ايها الموت قليلا، أرجوك، فما زالت لدي الكثير من الأحلام لم أحققها بعد، ما زالت لدي حبيبة أشتاق و أتطلع لضمتها الحلال و تذوق حنانها.

ما زالت لدي أم لم تشبع عيناها من طلتي بعد، ما زال لدي أب يريد أن يملي عيناه بطلة أنجالي و هم يلهون حوله.

تمهل أيها الموت أرجوك، فما زالت الأحلام و الأمنيات معلقة و لم أحقق الكثير منها بعد!
شعر بعالمه ينهار من تحت قدماه حتى أنه تهاوي بوقفته، جثي على ركبتية ناظرا لذاك الشامت التي زينت الإبتسامة ثغره، شعر بألم حاد مبرح لم يشعر بمثله من ذي قبل، و بلحظة بدأت غيمة سوداء تلوح و تقترب عليه رويدا رويدا و تحجب عن عيناه الرؤية الكاملة، و بلحظة بدأ بالتهاوي بجلسته.

و بلمح البصر خر واقعا مستسلما فاقدا لوعيه ليستقبل مصيره المظلم الغير معلوم
نظر إليه ذلك المجرم و أبتسم و قد قرر التحرك سريع قبل أن يره أحد أو هكذا هو إعتقد!
قبل ان يتحرك نظر لذاك الغائب عن الوعي الغارق في دمائة و تحدث إلية بفحيح و حقد دفين إنت اللي جبت الأذي لنفسك و نهيت حياتك بإيدك.

و أكمل بنيرة حنون لعاشق ملتاع أذاب العشق قلبه كنت عاوز تخطف مني نسمة حياتي اللي عشت عمري كله أستناها و اتحمل دلالها لجل ما أفوز بيها في الأخر و ترطب على قلبي العاشق!
و أكمل بغل ده بعيد عن عينك يا ابن الأكابر.

كانت هناك عيون تختبئ جيدا و تراقبه من بعيد، إنه الرجل الذي وضعة مهرب الأثار مجدي حمدان الذي يعمل معه ناجي، وذلك لمراقبته و نقل جميع تحركاتة، جحظت عين الرجل من هول المشهد، تحرك مهرولا مع إتخاذ الحيطة لعدم رؤيتة من ذاك الناجي، ضل يسرع حتى توقف أمام إحدي مكاتب التليفونات و دلف لإحدي الكبائن و طلب رقم مكتب مجدي حمدان، رجل تهريب الأثار.

تحدث الرجل بصوت هامس إلحقنا يا مجدي باشا، المجنون اللي إسمه ناجي قتل الباشمهندس بتاع إسكندرية!
إنتفض الرجل من فوق مقعدة كمن لدغه عقرب و تحدث بحدة بالغة الله يخرب بيته، هيضيعنا الحمار و يودينا في ستين داهيه معاه
ثم تساءل متمنيا بلهفة إنت متأكد إنه قتلة يا حامد؟

تحدث حامد إليه بنبرة مذبذبة أنا شفته غرس مطوة في بطنة و شفته و هو بيحركها في لحمة و بعدها لقيت الراجل وقع على الأرض و هو فاقد الوعي يا باشا، بس معرفش إذا كان مات و لا لسه عايش
تحدث مجدي إلى حامد بنبرة غاضبة ساخطة ناهرا إياه بحدة و إنت كنت فين يا بقف إنت كمان لما المصيبة دي حصلت، مجرتش عليه و منعته حتى و لو بالقوة ليه؟

إرتبك حامد بوقفته ثم ثحدث بنبرة مرتجفة مبررا تصرفاته يا باشا هو أنا لحقت، ده طلع المطوة من ورا ظهرة و طعن الراجل في لمح البصر، ده غير إن سعادتك كنت منبه عليا اني أراقب ناجي من بعيد و مخلهوش يلمحني و لا يحس بيا
قطع مجدي حديث حامد قائلا بإستهجان و سخط خلاص خلاص، إنت هتحكي لي قصة حياتك و مغامراتك في المراقبة إنت كمان.

ثم تحدث مجدي بنبرة قوية أمرا إياه إسمعني كويس يا حامد، إنت تروح تشوف الحيوان ده فين الوقت و تقطع لي طريقه و تقول له إني محتاجه يجي لي على المخزن القديم فورا لأني محتاجه في شغل مستعجل
و أكمل محذرا إياه إوعي تحسسه إنك عرفت أو شوفت حاجه يا حامد، مفهوم
أجابه الرجل بطاعه مفهوم يا باشا!
أنهي المكالمة ثم وضع سماعة الهاتف و دق على مكتبة بحده عبرت عن مدي غضبه.

نظر له المدعو بديع المجاور له، و الذي يعتبره مجدي ذراعه الأيمن لذا لا يفارقه أبدا، و تحدث بحنكة و عقل واعي بعدما قص عليه مجدي كل ما حدث و هتعمل أية مع الباشمهندس يا مجدي باشا؟
أجابه مجدي بنبرة ساخطة هعمل له أيه يعني يا بديع، أروح انقلة للمستشفي علشان أسلط العين عليا و أقول للي ميعرفش علاقتي باللي إسمة ناجي تعال إعرف؟
و أكمل بإحباط ده غير إن زمانه مات بعد اللي عملة فيه الغشيم الله يخرب بيته.

أردف بديع بحنكة و دهاء موضوع موته لسه مش مؤكد لحد الوقت و لازم سعادتك تعمل أقصي جهدك و تحاول تنقذة قبل ما يجري له أي حاجة،
و أكمل مفسرا الواد ده لو مات قيامتنا هتقوم مع موته يا باشا، إنت ناسي سعادة الباشا الكبير قال لسيادتك أية لما كان بيبلغك إن مش لازم ناجي يضايقة بأي شكل من الأشكال؟
ضيق مجدي عيناه و تحدث مستفهما قصدك على إبن عمة عقيد المخابرات؟

أكمل على حديثة بديع مذكرا إياه و عمة لوا الشرطة مدير الأمن اللي إسمة إسماعيل المغربي
نظر مجدي إلية بتمعن و تحدث بإطراء إلى بديع كلامك كله صح و عين العقل يا بديع
ثم أكمل أمرا إياه بلهفة سريعة طب خلي حد من الرجالة يتصل حالا من أي كبينة بالإسعاف و يبلغ بالمكان اللي بلغنا بيه حامد و يقول إنه لقي واحد مرمي و مطعون في بطنة
واسترسل حديثه بحيطة بس من غير ما يقول أي بيانات عنه علشان ما ننكشفش يا بديع.

و أكمل أمرا و أبعت حد من رجالتنا حالا يحوم حوالين المهندس و يتابعه بس من بعيد و من غير ما حد يشوفة لحد ما الإسعاف توصل له و ييجي يبلغني إذا كان لسه عايش و لا اية
أجابه بديع بطاعة عمياء تمام يا باشا، نص ساعة بالكتير و كل اللي معاليك أمرت بيه هيتنفذ بالحرف الواحد.

قال بديع كلماته و أنصرف متجه إلى الخارج لينفذ ما امر به و ترك مجدي يستشيط غضب من تصرفات ذلك العنيد الذي لم يستمع إلى تهديدات مجدي السابقه إليه و رمي بها إلى عرض الحائط.

بعد مرور حوالي نصف ساعة وصلت سيارة الإسعاف و الشرطة معا إلى موقع حدوث الجريمة و بعد المعاينة الدقيقة حملوا حسن الغائب عن الوعي نتيجة النزيف الحاد الذي نتج عن تلك الطعنة الغادرة، و ذهبوا به إلى مستشفي أسوان التخصصي و التي كانت مجهزة على أعلي المستويات الطبية لتكون جاهزة لإستقبال أي طوارئ تحدث للسائحين المتوافدين على أسوان بكثرة في هذا التوقيت من كل عام.

هاتفت المشفي مكتب الباخرة الذي يعمل بها حسن و ذلك بعدما عاينوا اوراقة التي كان يحملها و وجدوا الكارنية الخاص بالعمل و رقم هاتف مكتب الباخرة المرفق به.

ذهب إلية أشرف و بعض أصدقائهم و أيضا أحد مدرائة فور تلقيهم هذا الخبر المشؤوم، و قد أبلغ أشرف عائلة حسن على رقم هاتفهم المنزلي و الذي أجاب عليه صلاح و تلقي صدمة الخبر، أطلق صرخة بإسم صغيرة هز بها جميع أركان المنزل مما جعل الجميع يفزع، إنهيار تام و ذهول أصاب الجميع
و بالاخص ثريا و عزيزة التي صرخت بوجة زوجها قائلة بقوة و دموع و أتهام صريح إبني لو جرا له حاجة و هو بعيد عني عمري ما هسامحك يا صلاح.

ثم تحدثت بحده و دموع و صراخ إنت السبب في كل اللي حصل لإبني، إنت السبب يا صلاح
جذبها نجلها الأكبر فريد و احتضنها و تحدث مربت على كتفها بحنان إهدي يا أمي و أدخلي إلبسي علشان نلحق نسافر له قبل الدنيا ما تليل
تحرك عز إلى عمه المنهار بوقفتة و ربت على كتفه في محاولة منه بطمأنة قلب عمه على عزيز عينة إهدي يا عمي، إن شاء الله خير،.

ثم تبادل النظر بين الجميع و تحدث شوفوا مين اللي هيسافر منكم و جهزوا نفسكم و أنا هتصل برئيس الجهاز عندي يأمر لنا بطيارة خاصة توصلنا لأسوان، و إن شاء الله هنكون عنده بسرعة و نتطمن علية
تحدث محمد إلى ولده مستشيرا إياه أنا بقول تنقله هو بالطيارة هنا أحسن يا أبني، و أهو يبقا جنبنا كلنا و منضطرش نسافر و أكيد إسكندرية هيكون فيها رعاية صحية أحسن لحالته.

تحدث عز إلى والدة بتعقل الكلام ده لسه بدري اوي عليه يا حاج، إحنا لحد الوقت ما نعرفش أي حاجة عن حالتة و لا أية اللي حصل له نتيجة الطعنة دي، أول حاجة لازم نسافر له و نتطمن من الدكاترة إن حالتة بقت مستقرة و تسمح بالنقل من غير لاقدر الله مايتعرض لأي مضاعفات، و بعدها أكيد هننقله في وسطنا هنا
أردف عبدالرحمن مؤكدا على حديث أخاه كلام عز منطقي و فعلا لازم نتأكد من إستقرار حالة حسن علشان يقدر يتحمل نقلة.

وافقهما الجميع الرأي و تحرك عز إلى الهاتف و أستعان بمساعدة رئيس الجهاز الذي وافق سريع و أخبره أن يستعد هو و عائلتة و أن الطائرة ستقلع بهما فور تجهزهم مباشرة
كانت تبكي بإنهيارا تام ساندة أحشائها بكف يدها، تحرك إليها أحمد و أجلسها و جلس بجوارها بجسد منهك و تحدث بإرهاق جراء حالتة الصحية المزرية إهدي يا ثريا، إهدي يا حبيبتي علشان اللي في بطنك، و بعدين عمي و مرات عمي هيسافروا و هيبقوا يطمنوكي علية.

إلتفتت إلية سريع و تساءلت بذهول يا قلبك يا أحمد، إنت عاوزني أقعد أستني هنا و أخويا في أخر الدنيا و معرفش حصل له أيه؟
تحدث عز إليها بعيون مترجية إسمعي الكلام و أقعدي يا ثريا، أحمد تعبان و محتاج لك جنبة، و إنت حامل و تعبانة و في أي لحظة ممكن تولدي، و السفر في ظروفك دي هيكون خطر عليك
أصرت بقوة و بالفعل ذهبت بصحبة عز و والديها و شقيقها فريد و عمها محمد تحت حزن أحمد منها و عليها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة