قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الثاني

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الثاني

رواية عبق الماضي (ماضي قلوب حائرة) للكاتبة روز أمين الفصل الثاني

جاء موعد يوم السبت الذي أخبرها عنه حسن في وسط كلماته، ساقه قلبه إلى معبد أبو سنبل على عجل وأنتظر حضور سمراءة، ولكن خزلته حوريته ولم تأتي إلى الموعد كما توقع وأكد له حسه، وبرغم هذا كان بداخله هاتف يطمأنة ويطالبه بالصبر والهدوء والإستكانة ولذلك لم يدع للإحباط فرصة للتمكن منه
وبنفس التوقيت داخل البزار التي تعمل به بسمة.

كانت تجلس فوق المقعد الخشبي المخصص لها، تنظر أمامها بعقل مشتت وقلب حزين، سارحة في من إختطف قلبها وشغل عقلها مؤخرا، فقد سكن الحزن عيناها وتملك من داخلها وذلك بعدما قررت داخل نفسها عدم الذهاب إلى المعبد لرؤية ذاك الشاب برغم إشتياقها الهائل لرؤية سوداويتاه الساحرة التي إختطفت قلبها من الولهه الأولي.

فقد كانت بسمة حكيمة وشجاعة لدرجة كبيرة، حيث إتخذت قرارا حاسما بعدم الإنسياق وراء تهور مشاعرها والدخول في علاقة شبة مستحيلة بالنسبة لتفكيرها العقلاني، وأيضا منعها خوفها من الله وخوفها على سمعتها وسمعة عائلتها من الإنجراف في علاقة مرفوضة
تحركت تهاني إليها ووقفت أمامها وتساءلت بنبرة دعابية وجادة بنفس التوقيت إية يا بسمة، مش ناوية تروحي المعبد علشان تقابلي الشاب الحليوة اللي مستنيكي هناك؟

وأسترسلت حديثها بدعابة الشمس إنهاردة سخنة ولو إستنا تحتها أكتر من كدة ممكن ياخد ضربة شمس معتبرة، وذنبة يبقا في رقبتك
إبتسمت لها بمرارة وتحدثت بنبرة إستسلامية يائسة شكلك كدة أخدتي الموضوع بجد!
وإنت يا بسمة، ما أخدتهوش بجد؟، جملة تساءلت بها تهاني صديقتها
أجابتها بسمة بتعقل وموضوعية موضوع أيه يا تهاني اللي أخده بجد، وهو فين الموضوع ده أصلا؟

ده مجرد واحد شاف واحده بتقع وأنقذها وضحك معاها بكلمتين، خلاص كدة عملتيه موضوع!
دلف سائح إلى البزار وتحركت تهاني إليه لتتابع عملها وتنهدت بسمة بأسي
إنتهي اليوم وتحركت بسمة عائدة إلى منزلها، وأيضا حسن الذي طال إنتظارة ووقوفه بالمعبد مترقب لظهورها وطلتها التي ستحيي له قلبه الذي تعلق بها بلمح البصر، ولكن دون جدوي، تحرك إلى مقر عملة متأملا لغد جديد يحمل له أمل برؤياها والتعمق لداخل عسليتاها العميقتان.

في اليوم التالي تحرك حسن إلى المعبد من جديد كي ينتظرها متأملا أن يسحبها شوقها إلية وتأتي متلهفة لرؤيتة
إنتظر وأنتظر الكثير حتى بات يفقد الأمل بظهورها كأمس، ثم نظر للجهة الأخري بأسي
وبلحظة ظهرت تلك الساحرة السمراء بثوبها الأبيض الذي بات يرفرف خلفها في مظهر رائع شتت كيانه، وذلك بفضل تداعيات نسمات إبريل الجنونية.

شعر برجفة شديدة تسري بجسده بالكامل، أسرع إلى تلك اللئيمة التي تدعي عدم رؤيتة وتتحرك ببرود يتيقن هو من داخله من أنها إصطنعته بصعوبه بالغة وإعجوبة
قطع طريقها و وقف أمامها بجسده العريض وأردف قائلا بغضب مصطنع وهو يشير لساعة يده كل ده تأخير يا هانم، من أولها كده هندلع ونسوق الدلال؟!

وأكمل محذرا بسبابته بصي بقا من أولها كده وعلشان نبقا على نور، أنا أكثر حاجة بتنرفزني هي الدلع والمياصة والتأخير عن المواعيد
ثم بلحظة تحولت ملامحه من محتقنه إلى هائمة بعيون عاشقه وكأنه ساحر، وأردف قائلا بنبرة حنون تذيب القلب وتنهي عليه بس معاكي شكلي كدة هحبه!
إتسعت حدقة عيناها بإستغراب من جرأته وحديثه الحميمي معها الذي أربكها، كما لو كان يعرفها منذ نعومة أظافرهما.

تمالكت من حالها بشدة وتحدثت بإستهجان ولهجة قوية تليق بإبنة أسوان ذات الأصل والنسب الطيب نعم، حضرتك بتكلمني أنا؟!
أجابها بتأكيد وقوة وعيون ناظرة إلى ذاك التمثال مشيرا إليه بكف يده أكيد بكلمك إنت، أومال هكون بكلم الملكه نفرتاري مثلا!
تحدثت بحنق بعدما أبتعدت عن وقوفه أمامها وتحركت من جانبه ماضيه بطريقها تتحرك بين التماثيل شكل كده وقفتك تحت الشمس كتير لطشت دماغك وخلتك تقول كلام وإنت مش واعي لحالك.

ضحك برجوله أثارتها مما جعلها تتسمر بمشيتها وتلتف بوجهها ناظره على ذاك الذي دخل بنوبة قهقه عاليه، والحق يقال، لقد إنبهرت بجمال ضحكته التي زادت من وسامته والتي بالأصل هي فائقة الحد بطريقة مهلكه لروحها
أجابها بجدية مصطنعه بعدما تمالك من حالة وسيطر على ضحكاته وكمان ليكي عين تتكلمي، مش سيادتك اللي خالفتي ميعادنا إمبارح وسبتيني واقف تحت الشمس من غير حتى متعتذري؟

نظرت له بذهول وجنون من جرأته، إقترب منها وأشار لها بجدية كي تتحرك بجانبه ماضيين بين تلك التماثيل وتحدث حسن قائلا نتكلم جد بقا شوية، ثم حول بصرة وصوبهما فوق عيناها المهلكه لقلبه المسكين إتأخرتي ليه يا بسمة، أنا مستنيكي من بدري أوي.

إبتلعت لعابها بصعوبه من شدة هالته وطلته ورجولته المبالغ بهم وبلحظه عادت لتماسكها وتحدثت بجمود حاربت وجاهدت حالها لتصطنعه علي فكرة بقا يا محترم، أنا باجي المعبد هنا كل يوم، ليكون خيالك صور لك إني جاية هنا إنهاردة علشان أتأنس بيك وأتطلع على حسن وبهاء وجمال طلة سعادتك
أجابها بنبرة هائمة وعيون عاشقة أربكتها بس أنا بقا جاي إنهاردة علشان أشوف حسن وجمال وسحر عيون طلة سعادتك.

إرتبكت بوقفتها وأشارت إلية محذرت إياه بإشارة من سبابتها بإرتباك وتلبك بالحديث بقول لك أيه يا أسمك أيه إنت
وكادت أن تكمل لولا مقاطعته لحديثها قائلا وهو يمد يده ليصافحها حسن، المهندس حسن صلاح المغربي، مهندس ميكانيكي تخصص ماكينات بواخر، من إسكندريه وشغال هنا في باخرة قريبة من المعبد ده، وعندي سبعه وعشرين سنه ومش مرتبط، ها، عاوزة تعرفي عني أيه تاني؟

كانت تستمع له بشغف ولهفه وكلما ذكر معلومه إنتظرت التي تليها بلهفة أكبر
إرتبكت بوقفتها وتحدثت إليه بإستنكار وتعجب حيلك حيلك يا هندسه، هو أيه أصله ده، هو أنا كنت سألتك أولاني علشان تسألني وتقولي عاوزة تعرفي عني أيه تاني؟!
كانا قد وصلا حينها بمشيتهما إلى بحيرة ناصر ووقفا يتطلعان إليها.

وزفر هو بهدوء وأجابها بثقة هائلة لم تأتيه من فراغ، ولما لا وهو أحد شباب أل المغربي مش لازم تقوليها بلسانك، عيونك قالتها وطلبتها، وبعدين ده الطبيعي، أي واحده بتبقي عاوزة تعرف عن الراجل اللي هيبقا جوزها كل حاجه، إسمه، أهله
وكاد أن يكمل لولا مقاطعتها المرتبكة وهيئتها المضحكه وهي تتساءل بذهول ببلاهه وفم مفتوح يدعوا للضحك جوز مين حضرتك؟

جوزك يا بسمه، اللي هو أنا أكيد، حسن صلاح المغربي، كانت تلك جملته الذي أجابها بها بكل تأكيد وبرود
ثم أكمل وهو يري علامات الذهول التي إرتسمت فوق ملامحها بصي يا حبيبتي، إنت خلاص هتبقي حرم الباشمهندس حسن المغربي في غصون
وضع سبابته بجانب رأسه وضيق عينه بتفكر ثم أردف قائلا هتكوني مراتي بالظبط بعد شهرين ونص، أظن ده وقت كافي بالنسبة لك علشان تجهزي نفسك فيه يا عروسه!

نظرت له وأمتلئت مقلتيها بالدموع وتحركت للخلف لتعود إلى ديارها بخيبة أملها بعدما تيقن داخلها أنه يتسلي بها ويسخر منها
جري خلفها حتى وصل لمجاورتها من جديد وتساءل بتعجب مالك يا بسمه، أنا قلت أيه زعلك وخلي دموعك تنزل بالشكل ده؟!

مدت يدها فوق وجنتها وجففت دموعها سريع إمتثالا لكرامتها وتحدثت بكبرياء أنثي روح لحالك يا أفندي الله لا يسيأك، وإن كنت حابب تتسلي وتشغل وقت فراغك يبقا تشوف لك حد غيري، علشان كده إنت قصدت العنوان الغلط
كاد أن يتحدث قاطعته بنبرة حادة وتهديد بسبابتها لو مشيت ورايا خطوة واحده كمان هصوت وهلم عليك الناس اللي في المعبد كلهم.

ونظرت إليه وتحدثت بنبرة ساخرة مهددة إياه وساعتها بقا يا هندسة متلومش غير نفسك على اللي هيجرا لك من الرجالة الأسوانية
ونظرت إليه وتحدثت ساخرة سلام يا أبن المغربي
وتحركت من أمامه بغضب، وتسمر هو ينظر لطيفها الذي إختفي بلمح البصر، ثم أبتسم وحك ذقنه وتحدث بصوت مسموع ماشي يا بسوم، قابلي إنت بقا وسدي على اللي هيجرا لك من إبن المغربي، علشان تبقي تهددي حسن الإسكندراني برجالة أسوان تاني.

وتحرك عائدا إلى مقر عملة.

في اليوم التالي على التوالي
ومع أذان المغرب، كانت عائدة من عملها اليومي ككل يوم ودلفت من باب منزلها لساحته الواسعه، وبلحظة تسمرت بمكانها واتسعت عيناها بذهول وأخذ جسدها بالإرتجاف من هول ما رأت
وذلك حين وجدت ذاك الشاب السكندري يجلس بأريحية بجانب أبيها وجدتها، ممسك بيده كأس من مشروب الشاي الساخن ويقربه من فمه وبدأ بإرتشافة وهو يتلذذ بمذاقة تحت هلعها وإنتفاض جسدها.

نظر إلى تلك المذهوله وغمز بعيناه بخفة مداعب إياها دون أن يلاحظه أحد
إبتلعت هي لعابها وكادت أن تزهق روحها من شدة إرتيابها فتحدثت جدتها إليها بنبرة حنون تعالي سلمي على الضيف يا بسمه
نظر إلى الجده وأردف قائلا بنبرة معاتبة الله يسامحك يا جدتي، هو أنا لسة ضيف بردوا؟

نظرت إليه إبتسام متعجبة من جرأته الزائدة، وتحدثت الجده إلى حسن بوجهها البشوش المليئ بالطيبة كحال كل أهل أسوان لا والله يا ولدي منتاش ضيف، ده أنت الساعه اللي قعدتها معانا حسيت فيها إني أعرفك ومعاشراك بقالي سنين
فتحدث هو مربت على يدها بإبتسامة حنون تسلمي يا جدتي
تحدث دياب ليحث إبنته التي تسمرت بوقفتها وكأنها تحولت إلى تمثال ما تقربي يا بنتي تسلمي على الباشمهندس!

فاقت على حالها وتحدثت بنبرة مرتبكه حاضر يا بابا
وتحركت إليه ووقف هو سريع بإحترام ومد لها يده ليصافحها، وتحدثت هي من بين أسنانها بغيظ أهلا يا باشمهندس
لمس يدها بنعومه وضغط عليها بطريقه أذابت جسدها بالكامل وتحدث ناظرا لداخل مقلتيها العسلية إزيك يا بسمه
إبتلعت لعابها من شدة وسامته ونبرة صوته العذبه وتحدثت بنعومه جديده عليها ووليدة اللحظة الحمدلله، أنا كويسه.

سحب كف يده من يدها إحترام وتقديرا لوالدها وجدتها وأيضا كي لا يزيدها عليها ويربكها أكثر
تحدث إليه دياب بإحترام وطيبه إقعد يا ابني، وإنت يا بسمه، أدخلي إستعجلي أمك في العشا وساعديها علشان الباشمهندس هيتعشي معانا الليلة
وقف هو معتذرا وتحدث بلباقه معلش يا عمي إعفيني المرة دي!

وقفت الجده وتحدثت بنبرة حاده وإصرار والله ما يحصل ولا يكون أبدا، دياب قال هتتعشي معانا يعني هتتعشي معانا ومش عاوزة كلام تاني في الموضوع ده، ريح نفسك وإقعد مكانك بقا ومتتعبنيش معاك في الكلام!
جلس من جديد إمتثالا لرغبة تلك الكريمه طيبة القلب والملامح.

وتحدثت الجده لتلك الواقفه تنظر ببلاهه وذهول لكل ما يجري من حولها غير مستوعبه لما يحدث مالك يا بت واقفه متنحه كده ليه، مش أبوكي قال لك تدخلي تجهزي العشا مع أمك؟
إنتبهت على حالها وتحدثت بنبرة متلبكه حاضر يا جدتي، بعد إذنكم
ودلفت للداخل متجهه إلى المطبخ وتحدثت إلى والدتها التي كانت تقف بجانب شقيقتها المتزوجه نورا يحضران كل ما لذ وطاب من الاكلات المشهور بها أهل أسوان.

تساءلت بنبرة خجلة مرتبكة هو مين الشاب اللي برة ده يا ماما؟
أجابتها سعاد بنبرة ساخرة المفروض إنت اللي تقولي لي مين ده يا عين أمك، مش أنا
إبتلعت لعابها وتحدثت بتلبك تقصدي أيه بكلامك ده يا ماما؟
إبتسمت شقيقتها نورا وتحدثت بلؤم تقصد إن الشاب الحليوة اللي شبه الممثلين اللي بنشوفهم في التلفزيون دول، جاي وطالب إيدك للجواز يا ست بسوم.

ونظرت نورا إلى والدتها وضحكت أما سعاد التي برقت لها بعيناها وتحدثت إليها ناهرة إياها بحده عيب عليكي الكلام اللي بتقولية ده يا نورا، لو جوزك وصله الكلام ده يقول عليكي أيه؟
كانت تستمع لحديثهما غير مستوعبه ما نطقت به شقيقتها للتو فتحدثت شقيقتها بدعابه بهزر يا ماما، وبعدين مين يعني اللي هيوصل الكلام ده لهاشم.

ثم حولت بصرها مرة اخري إلى إبتسام وتحدثت لما أبوكي سأله هو عرفك إزاي، قاله إنه شافك في البزار وهو بيشتري حاجة وعجبته أخلاقك وسأل عليكي
برقت عيناها وتساءل داخلها بذهول بزار، أعلم أيضا بأمر وظيفتي بالبزار؟
متي وأين علم عني كل هذا؟!

فاقت من شرودها على صوت سعاد التي تنظر إلى تلك المتسمرة قائلة بنبرة متعجبة مالك يا بنتي واقفه متنحه كده ليه، تعالي إغسلي إيدك وقطعي السلطة بدل وقفتك دي على ما أحمر أنا البط علشان نغرف الأكل
وأكملت الراجل قاعد برة بقاله زمان، يقول علينا أيه لما نتأخر كده في العشا.

هزت رأسها سريع وفعلت ما أمرتها به والدتها، وبعد قليل كان الجميع يفترشون أرض في تلك الساحه الواسعه مجتمعين حول تلك المنضدة الأرضية في شكلها المستطيل، الموضوع عليها كل ما لذ وطاب من الأكلات العديدة المتنوعه والتي تظهر مدي كرم أهل أسوان المشهورين به.

كانت تجلس بمقابلته تتناول طعامها على إستحياء من نظراته التي يسترقها بين الحين والأخر كي يشبع سوداويتاه برؤيتها البهيه التي تسعد قلبه وتمده بترياق الحياه، متي إجتاحت كل تلك المشاعر عالمه الحالم؟
هو لا يدري!
تحدث إلى سعاد بإحترام تسلم إيدك يا أمي، بصراحة طعامة أكلك مدوقتش زيها قبل كده!
إبتسمت له سعاد وأردفت قائلة بنبرة حنون لإمرأة بسيطة ربنا يجبر بخاطرك يا أستاذ، بألف هنا على قلبك.

وتحدثت الجده بترحاب وهي تضع أمامه بعض الطعام وتزيده كل يا أبني، مد إيدك ومتتكسفش، وحقك علينا القعده مش قد المقام، بس أنا خيرتك وقلت لك هحط لك الأكل على الدكه وتاكل وإنت قاعد فوق وإنت اللي إخترت تقعد معانا على الأرض!
تحدث إليها بنبرة صادقة سعيدة لوجهه البشوش هتصدقيني لو قلت لحضرتك إن دي أكتر مرة باكل فيها وأنا مرتاح ومبسوط.

نظرت نورا لشقيقتها وأبتسمت بخفة ولكزتها بساقها من تحت تلك الطاوله، ردت لها إبتسام لكزتها بأقوي منها وبرقت لها عيناها لتحثها على التوقف عن تلك الحركات الصبيانيه، مما جعل ذلك الحسن يبتسم وهو يري تعابير وجهها وهي تنظر لشقيقتها بحنق وتحذير
فتحدث هو كي يثير غضبها ويستفز داخلها مبتكليش ليه يا أنسه بسمه، ده الأكل قدامك زي ما هو!
#?MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#MP#.

فتحدث هو كي يثير غضبها ويستفز داخلها مبتكليش ليه يا أنسه بسمه، ده الأكل قدامك زي ما هو!
وبالفعل نجح بإستشاطة داخلها عندما وصلها مغزي حديثه وشعرت بسخريته وإستهانته بها فتحدثت من بين أسنانها بإبتسامة مزيفه جعلته يكتم ضحكته بصعوبه بالغه أصل البط تقيل على قلبي ومبحبش أكله بالليل علشان ميكبس على نفسي
أجابها بنبرة هائمة دون وعي منه مما جعل أبصار الجميع تتجه إليه بإستغراب سلامة قلبك!

إبتلع لعابه خجلا حين فوجئ بأنظار الجميع تصوب إليه، وتلبكت هي وأرتعب داخلها فتحدث هو بنبرة جاده ليخرج حاله من هذا المأزق إبقي خدي برشام ماما بتاخده بعد الأكل على طول لأنها كانت بتشتكي زيك كده
وأرجع ظهره للوراء منتصب بجلسته قائلا الحمدلله، سفرة دايمه يا جماعة
فتحدث دياب إليه بنبرة شبه أمرة خلاص يبقا تاكل وتكمل نايبك.

شرع هو بتناول الطعام مرغم، ونظر لتلك الشامته وهي تنظر إليه بنظرات يملئها التشفي ولم تكتفي بذلك فقط بل أمسكت كتف من لحم البط كان موضوع أمامها ووضعته أمامه وتحدثت بهدوء ونعومه كقطه سيامي منورنا والله يا باشمهندس، كل
نظر لها بعيون متوعده مما أسعد داخلها أنها وأخيرا إستطاعت إستفزازة ولو لمرة.

عاد إلى الباخرة ودلف لداخل المرحاض الخاص بغرفته المشتركة مع صديقه وبدأ بإفراغ ما بداخل معدته التي لم تتحمل كل تلك الكميه من الطعام الدسم الذي تناوله مرغم لإرضاء أهل عروسه المنتظرة، والتي ومن الواضح أنها ستذيقه الامرين ولكنه إنتوي أن يرد لها الصاع صاعين ولكن بطريقته الخاصه، طريقة رجال أل المغربي!

خرج من المرحاض يتحرك بحذر ممسك بمعدته والتعب والإرهاق يظهرا على ملامح وجهه، أرجع أشرف رأسه للخلف مقهقه بصوت عالي مما إستدعي غضب حسن وتحدث ناظرا إليه بغيظ بتضحك على أية يا جدع إنت؟
أردف قائلا بنبرة مستفزة ومازال يطلق الضحكات الشامتة بصراحه شمتان فيك، شكل البنت الأسوانيه وأهلها هيخلصوا منك ذنب العذارا اللي مجننهم معاك ومش معبر ولا واحده فيهم.

جلس حسن فوق فراشه وتحرك أشرف إلى الكومود وبدأ بإفراغ عبوة من الفوار المهضم في كأس من الماء وأذابه وأتجه به ليعطيه إلى صديقه وتحدث بإهتمام إشرب الفوار ده وإنت هتبقا زي الفل!
تناول الكأس من يد صديقه وتجرعه على دفعه واحده بهدوء، ثم أخذ أشرف منه الكأس فارغ وأرجعه لمكانه وجلس مقابلا له فوق تخته وتحدث بهدوء وبنبرة جاده بس إنت مش شايف إنك إتسرعت شويه في الموضوع ده يا حسن، مش المفروض كنت بلغت أهلك الأول؟

أجاب صديقه بهدوء أنا قلت أخد كلمة من بباها الأول وأضمن موافقتهم وكمان أضمن إن محدش يخطفها مني وبعدين أبقا أبلغ أهلي
تنهد أشرف قائلا بتوجس وإنت بقا للدرجة دي واثق إن أهلك هيوافقوا ومش هيعترضوا؟

نظر إليه بتعجب فأكمل أشرف بتعقل متزعلش مني يا أبن الأكابر، بس شكل الحب غمي لك عيونك ونساك إنت إبن مين في إسكندريه، وأكمل موضح الصورة أمام أعين صديقه المغيب بالعشق تفتكر يا حسن إن عيلة المغربي بجلالة قدرها، أعرض وأرقي وأغني عائلات إسكندريه كلها هتوافق إن إبنهم الباشمهندس اللي زي القمر يتجوز بنت من أسوان أهلها على قد حالهم وكمان شغاله بياعه في حتة بزار؟

إحتدت ملامحه بغيرة وتحدث بنبرة محذرة أشرف، أنا ما أسمحلكش تتكلم بالطريقه الدونيه دي عن البنت اللي هتبقا مراتي!
وأكمل بإمتعاض أنا حقيقي مش مصدق إن واحد متعلم ومدرك وفاهم زيك بيتكلم ويفكر بالطريقه الطبقيه العفنه اللي عفا عليها الزمن دي!

وأكمل مفسرا بفخر واعتزاز ولعلمك بقا يا باشمهندس، الناس دي ببساطتهم أحسن وأشرف وأرقي من ناس كتير عندهم ملايين وساكنين في قصور، على الأقل بيكسبوا مالهم بالحلال وعندهم كرامه وعزة نفس مبقتش موجوده عند ناس كتير في الزمن ده.

وقف أشرف وتحرك إليه وجلس بجوارة وأردف قائلا بتوضيح يا حسن أنا ماقصدتش خالص إني أزعلك او أقلل من شأن الناس لا سمح الله، أنا مجرد بفكر معاك بصوت عالي وبنبهك باللي هيشفوة أهلك وهيعترضوا عليه!
زفر حسن بضيق وتحدث بنبرة بائسة أنا عارف كل كلامك اللي قولته ده يا أشرف، وعارف إن للأسف معظم الناس بتفكر بطبقيه ومتغافلين عن إن المفروض يقيموا البشر بقلوبهم مش بشكلهم ولونهم ولا بمستواهم المادي.

أجابه أشرف بنبرة جادة محذرا إياه إنت داخل على حرب مش هينه يا حسن، ربنا يقويك عليها وتخرج منها بأقل الخساير!
قال تلك الكلمات وتحرك إلى تخته وتمدد إثنتيهم وظل كل منهما شاردا فيما حدث حتى غفيا بسلام.

داخل مدينة الإسكندرية
وفي تمام الساعة الحادية عشر ظهرا
كانت تقف داخل مطبخ منزل العائلة أمام الحوض، تشرع في البدأ في غسل وتجهيز الخضروات بإنتظار والدتها وزوجة عمها ليبدأن بتحضير وطهو وجبة الغداء للعائلة كما تعودن يوميا
إستمعت لصوت ذاك الفتي من خلفها يتحدث قائلا بلباقة وأحترام عمتي ثريا.

إلتفت بجسدها تنظر إلى الخلف وأبتسامة بشوشة كست وجهها الجميل حين إستمعت لصوته المحبب لقلبها وأردفت قائلة بنبرة حنون نعم يا ياسين!
أردف ياسين الذي لم يكمل عامة الثاني عشر بعد قائلا بإحترام جدي محمد بيقول لحضرتك تعملي له هو وبابا فنجانين قهوة وتطلعيهم بره
إبتسمت له وأردفت قائلة بنبرة حنون حاضر يا حبيبي، روح قل له إني هجهزهم واطلعهم حالا
رد عليها الفتي بنبرة لبقة حاضر يا عمتي!

بالكاد أكمل جملتة وتسمر بوقفته حين إستمع لصوت تلك الغاضبة التي دلفت إلى المطبخ للتو وأستمعت حديث صغيرها مع تلك الثريا، إنها منال لا غير، التي تحدثت بنبرة حادة معترضة أنا كام مرة قلت لك يا ولد وحذرتك متقولش كلمة عمتي دي تاني؟
وأكملت بنبرة متعالية حادة خلاص يا ياسين، بقيت شوارعي وبتقول عمتي زيك زي الفلاحين؟

تنهدت ثريا بأسي من معاملة تلك المتعالية لذاك الصبي الخلوق وتحدثت بنبرة هادئة خلاص بقا يا منال، وياريت تخلي الكلام ده بينك وبين ياسين، مش قدامي
وأكملت بإعتراض لعلمها ما تقصده تلك المنال بكلامها هذا، هي تقصد أبيها وعمها محمد لكونهما فلاحان ويمتلكان الكثير من الأراضي الزراعية وبعدين مالهم الفلاحين يا منال هانم. ، مش عاجبينك في أيه إن شاء الله؟!

ردت عليها بنبرة حادة وتعالي من فضلك يا ثريا، ما تحاوليش توقعيني في الغلط بسبب كلام بتفسريه على مزاجك، وياريت كمان ما تدخليش في الكلام بيني وبين إبني
وأكملت بإتهام أساسا إنت وجدته اللي شجعتوة لحد ما وصلتوة للحالة اللي بقا عليها دي؟

أجابها الفتي بلباقة وأحترام بعدما رأي حزن ثريا بعيناها ياريت يا ماما تخرجي عمتي من الموضوع وما تتهمهاش بكلام ملهوش أي أساس من الصحة، عمتي ملهاش علاقة بطريقة كلامي اللي حضرتك معترضة عليها، أنا اللي حابب أتكلم زي بابا وجدي وأهلي
ردت علية بنبرة حادة ولية متتكلمش زي أولاد الناس الراقية المتحضرة، شوف أهلي بيتكلموا إزاي وأتعلم منهم التحضر واللباقة!

أجابها الفتي معترض على حديثها قولت لحضرتك قبل كده إني مبحبش كلمة طنط، ما بحسهاش، وعمري ما هقول بابي أو مامي زي ما حضرتك عاوزة لاني ببساطة مش حابب ولا عاوز كدة
وأكمل بقوة وأنا متعودتش أعمل حاجة مش حاببها لمجرد إني أرضي أي حد مهما كان الحد ده مين!
وتحدث بلباقة إلى عمته وهو يتحرك إلى الخارج من فضلك يا عمتي، ياريت متنسيش تجهزي القهوة بتاعت جدي وبابا.

أماءت له ثريا مبتسمة بموافقة وتحرك هو إلى الخارج تحت إستشاطت منال وغضبها من صغيرها العنيد ذو الرأس اليابس وتلك الثريا
نظرت بحدة إلى ثريا وتحدثت بنبرة ملامة شفتي يا ثريا أخر دلعك للولد، عاجبك كدة، الولد بيرد عليا ويتحداني بكل وقاحة!

تنهدت ثريا وتحدثت وهي تشرع بعمل القهوة كي لا تتأخر أكثر على عمها المنتظر إبنك متربي وزي الفل يا منال، إنت بس خفي تحكماتك دي عليه وحاولي تصاحبية بدل التنظير بتاعك اللي بيخنقة ويضايقة ده، الولد الله أكبر راجل من صغرة وبيتخنق من التحكمات
وأكملت بتأكيد ياسين حر زي أبوة وجده وأعمامة وده اللي إنت مش قادة تستوعبية!

أجابتها منال بكبرياء ونبرة ساخرة مقللة من شأنها هو إنت يا ثريا ما بتزهقيش من دور المثالية اللي طول الوقت عايشة لنا فيه ده؟
وكل ده ليه؟
علشان العيلة كلها يشفوكي دايما البنت الهايلة أم تفكير عقلاني ويفضلوا يشيدوا بعقلك وحكمتك اللي ما حصلوش؟

أجابتها ثريا بهدوء متلاشية نبرتها الإتهامية ربنا وحده هو اللي مطلع على اللي في القلوب يا منال، ويعلم ربنا إني بتعامل مع الكل بضميري ومن اللي نابع من قلبي من غير أي زيف، وبالنسبة لياسين أنا بعاملة زي أولادي بالظبط وربي شاهد عليا.

رمقتها منال بنظرة غاضبة وزفرت بضيق وتحركت إلى الخارج من جديد تحت نظرات ثريا اليائسة من أفعال تلك المتعالية.

بعد قليل حملت القهوة بعد أن أعدتها وتحركت إلى خارج المنزل بتلك الساحه الواسعة التي تحيطها الأشجار من جميع الجوانب
إقتربت على عمها محمد والد زوجها الجالس فوق الأريكة ويجاوره عز الذي إنتفض داخله رغم عنه كلما لمح طيفها أو إشتم عبيرها الطيب الذي يفوح منها كلما تحركت بجوارة
فقد أصبح رغم عنه متيم بعشقها حتى أنه بات يشعر بقدومها ويتنبأه قبل أن يحدث.

مسكين ذاك العز فقد أذاب العشق المستحيل قلبه وأنهي عليه
وقف سريع بلهفة يحمل عنها ما بيدها وتحدث بعيون هادئة محاولا خلفهما تخبئة ذاك الإشتعال الذي ينتابه كلما هلت علية ورأها تسلم إيدك يا ثريا
أجابته بإبتسامتها البريئة التي وإن علمت بما تفعله بذاك القلب العاشق المسكين لما فعلتها أبدا بالهنا والشفا يا عز
ثم حولت بصرها إلى عمها وتحدثت بنبرة رقيقة هادئة أي خدمة تاني يا عمي؟

نظر لها محمد بعيون محبه وأردف قائلا بإبتسامة بشوش لتلك الإبنة البارة المطيعه تسلمي يا بنتي، روحي كملي اللي كنتي بتعملية
أردفت قائلة بنبرة حنون لو إحتاجتوا أي حاجة يا عز إنده عليا
أجابها بقلب ينتفض من أثر إستماع إسمه الذي يعشقة من بين شفتاها حاضر يا ثريا.

دلفت هي للداخل بهدوء وتحرك هو من وقفته المتسمرة ووضع حامل القهوة فوق المنضدة وحاول التماسك أمام والده الذي لا يبالي بأمره ولا يشعر به من الأساس، ليعودا من جديد لحديثهما ويكملاه محاولا التناسي لأمر قلبه المتألم والتعايش المر مع واقعه الأليم.

كانت تنظر عليهم من شرفتها الخاصة في الأعلي بتعالي وداخلها مشتعل وهي تتابع أفعال تلك الثريا التي تستعمل خبثها لتستحوذ على عقول وقلوب جميع ساكني المنزل، حتى زوجها عز الذي لم يسلم من خداعها مثلما تظن هي وتفكر السوء بتلك البريئه
حدثت حالها بإستشاطة ونار شاعلة أيتها اللعينة الخبيثة، ما الذي تريدين الإيصال إليه بتلك المسكنه والوجه الماكر المزيف التي ترتدينه طوال الوقت؟!

دائما ترتدين قناع البراءة كي تستحوذي على احترام وحب هؤلاء الفلاحين عديمين الخبرة والفهم، ولكن ألاعيبك تلك لم تنطلي علي، فأنا منال إبنة الحسب والنسب العالي، لست كهولاء الجهلاء المغيبين.

عصرا
داخل البزار التي تعمل به بسمه مع صديقتيها، كانت تتحدث الإنجليزيه بطلاقه مع أحد السائحين مثلها كمثل الكثيرون من أهل أسوان الحبيبة، وتستعرض له بعض التماثيل الصغيرة المصنوعه بحرفيه ودقة عاليه،
إبتسم لها ذاك السائح وتحدث منبهرا بلغته الأم يا إلهي، ماهذه الدقة التي صنعت بها هذه التماثيل، دعيني أعترف لك أيتها السمراء أن تلك التماثيل لا تقل بجمالها عن سحرك وجمال عيناك.

إبتسمت له بمجاملة وكادت أن تجيبه ولكنها وبلحظة إرتبكت بوقفتها وأهتز التمثال المتواجد بين يديها حين رأت ذاك الغاضب الذي ينظر إليها بإستشاطه وغيرة واضحه من مجرد حديثها مع السائح
تحدثت إلى تهاني قائلة بنبرة هادئة تهاني، من فضلك تعالي كملي مع الزبون!
وتحركت إلى ذاك الواقف وتساءلت بنبرة صارمه توحي إلى كم الغضب المتواجد داخلها هي حصلت كمان تيجي لي لحد مكان شغلي؟

أيه، مكفكش إنك جيت لحد بيتي ولعبت بمشاعر أهلي وهما يا حرام من طيبتهم صدقوك!
ضيق عيناه ناظرا إليها بإستغراب وتحدث بنيرة ساخطه لعبت بمشاعر أهلك؟
وأكمل بنبرة حادة مطالب إياها بتفسير حديثها تقصدي أيه بكلامك ده، وأيه المعاملة الجافه دي؟
أردفت قائلة بنبرة حادة غاضبة أقصد اللعبه الغير أخلاقية اللي لعبتها على أهلي إمبارح، لا ملعوبه صح يا باشمهندس، بس إتعملت في كذا فيلم قبل كده.

وأكملت وهي تشير بكف يدها علية بطريقة ساخرة البيه الوسيم إبن الذوات حب يلعب على البنت السمرا الغلبانه ويتسلي ببها شويه في وقت فراغه، بس البنت صدته وملقاش منها فايده فيعمل أيه
وأكملت بنبرة ساخرة يروح لأهلها الغلابه ويستغل طيبة قلوبهم وسذاجتهم ويخدعهم ويطلب منهم ايد بنتهم بالوهم، وهما يا عيني يطيروا من السعاده ويرقصوا على حظ بنتهم النار.

وأكملت تحت ذهوله وتفاجأه من حديثها والبيه بقا يدخل ويطلع مع البنت بحجة الخطوبه المزيفه ويعيش له معاها يومين حلوين وبعدها يرميها في أقرب محطه علشان يشوف غيرها ويقرر لعبته
كان يستمع إليها بعدم إستيعاب لحديثها المهين لرجولته وأخلاقه ومبادئه المتأصلة داخله وأردف قائلا بنبرة مستهجنه للدرجه دي شيفاني واحد رخيص من غير أخلاق ولا مبادئ؟!
للدرجة دي مش شيفاني راجل من الأساس قدامك؟

وتساءل متعجب أيه اللي أنا عملته يا بسمه علشان يوصل لك الشعور ده وتفكري فيا بالطريقة الرخيصة دي؟
وأكمل بنبرة ملامة ده جزائي إني خفت عليكي من كلام الناس لما تلاقيني بحاول أقرب لك وأروح أي مكان بتكوني فيه علشان بس ألمح عنيكي وأريح قلبي الموجوع بحبك من يوم ما شافك؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة