قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ظلمها عشقا للكاتبة إيمي نور الفصل الثامن والعشرون والأخير

رواية ظلمها عشقا للكاتبة إيمي نور الفصل الثامن والعشرون والأخير

رواية ظلمها عشقا للكاتبة إيمي نور الفصل الثامن والعشرون والأخير

بعد مرور عامين على تلك الاحداث
جلست تتحدث مع شقيقتها فى الهاتف داخل شقتها وهى تنهد بحزن قائلة
: خايفة اوى يا سماح الشهر اللى فات كنت انا السبب لما تعبت وكل حاجة باظت، المرة دى قلبى مقبوض وخايفة يحصل حاجة تانى.

حاولت سماح التهوين عليها قائلة لها
: هو يعنى انت كنت قاصدة دى حاجة غصب عنك، واظن صالح عارف كده.

عند سماعها لاسمه لانت ملامحها والتمعت عينيها بحبها وعشقها له قائلة بحنان
: تعرفى انه طول طريق رجعونا من عند الدكتور وهو بيطيب خاطرى لا وكمان اخدنى يفسحنى وبليل وهو راجع واشترى ليا خاتم يجنن يفرحنى به، بس ده خلانى احس بالذنب اكتر واكتر.

زفرت سماح تهتف بحنق مصطنع
: فرح يا ملكة الدراما بقولك ايه كل حاجة وليها اوانها، وعوض ربنا كبير وكرمه عالى.

اختنق صوت فرح بغصة البكاء لكنها حاولت تمالك نفسها وهى تقول بدون مقدمات
: سمر حامل تانى...

شهقت سماح بذهول وعدم تصديق قائلة
: تانى، دى لسه بنتها مكملش السنة ونص حرام عليها نفسها.

ابتسمت فرح بمرارة قائلة
: عاملة زى اللى داخلة مسابقة اول ما عرفت ان اخت صالح ياسمين حامل شهر والتانى وحملت هى كمان فاكرة انها بكده بتربط حسن بعد ما المشاكل بينهم زادت وكل شوية يقول عاوز اتجوز ولولا ابوه وصالح كان عملها من زمان.

انهت حديثها تتوقع ردة فعل من شقيقتها على ماقالت لكن قابلها الصمت من الطرف الاخر لتهمس تناديها باستفهام ليأتى صوت سماح المرتبك تجيبها لتكمل فرح حديثها رغبة فى تفريغ همومها الجاثمة فوق صدرها قائلة
: انا والله مش زعلانة بس...

سماح بصوت خفيض متعاطف
: عارفة وحاسة بيكى، وحاسة بصالح كمان، بس كل حاجة بأمر ربنا، انتى بس حاولى متفكريش فأى حاجة وسلمى امرك لله علشان النفسية ليها تأثير على الحاجات دى..

اومأت فرح برأسها تنفس بعمق تحاول العمل بنصيحة شقيقتها تسرع فى تغير الموضوع تسألها بجدية
: سيبك بقى من الكلام عنى، وقوليلى عاملة ايه مع الولية حماتك لسه عقربة زى ماهى.

ضحكت سماح بمرح تهتف بها
: يابت لمى لسانك، وبعدين الست عندها حق اى ام مكانها هتعمل كده.

فرح وهى تعتدل فى مكانها بتحفز قائلة
: ليه ياختى هى كانت تطول عروسة حلوة زيك، دانتى حتى هتحسنى لهم النسل بلا خيبة.

لم تستطع سماح مقاومة الضحك مرة اخرى على كلماتها تلك وهى تكمل قائلة
: انا ساكتة عنها بس علشانك وعلشان ابنها، بس لو عملت فيكى حاجة ولا كلمتك نص كلمة ابعتيلى وانا ليا صرفة معاها الحيزبونة دى.

سماح بكلمات تخرج بصعوبة من شدة ضحكاتها
: ماشى ياعم جامد، بس برضه الست ليها حق.

تغيرت طبيعة صوتها للجدية قائلة
: واحدة لقيت ابنها المحامى ابن الناس عاوز يتجوز سماح بنت اخت مليجى اللى...

قاطعتها فرح بحزم
: اللى برضه من اجمل واطيب بنات الحارة، انتى مش قليلة ياسماح ولا احنا ضربنا ابنها علشان يجى يتجوزك ده ابنها حفى علشان ترضى بيه.

سماح بصوت متردد خافت
: هى اتغيرت خالص معايا عن الاول كتير وبقيت بتتعامل معايا كويس خصوصا بعد، بعد.

فرح وهى تحثها على الكلام تلتمع عينيها بفضول
: بعد ايه يابت ما تنطقى، عملت فيكى حاجة.

سماح بصوت مرتعش كانها فى طريقها للبكاء
: لااا، اصل انا انا، انا حامل فى الشهر التانى، انا والله منكتش عاوزة دلوقت ولا عادل كمان بس والله...

قاطعتها فرح تنهض بسرعة وهى تسألها بفرحة طاغية
: بجد يا سماح بجد، طب معرفتنيش ليه، بقى كده تخبى عليا.

سماح وصوتها يزاد ارتعاشته
: كنت عاوزة اقولك اول ما عرفت على طول بس قلت استنى لما انتى كمان ربنا يراضيكى بس مقدرتش اخبى عليكى اكتر من كده علشان عوزاكى تفرحى معايا.

فرحة ودموع الفرحة تتسابق فوق وجنتها تهتف بسعادة
: انا حاسة انى طايرة من الفرحة ونفسى اخدك فى حضنى دلوقت.

ثم فجأة تغير وجهها للحزم والشدة تهتف بها
: بت تاخدى بالك من نفسك وتاكلى كويس، واشربى لبن، اه ولو عوزتى حاجة ابعتى ليا وانا ثوانى وهكون عندك بس انتى ترتاحى خالص.

اجابتها سماح بالموافقة على جميع اوامرها وهى تبكى على الاخرى يتكلمان سويا لعدة دقائق اخرى ثم انهت المكالمة بينهم تجلس مكانها وهى تحتضن الهاتف لصدرها وعينيها تنطق بالفرحة والسعادة الطاغية حتى سمعت صوت فتح الباب لتسرع نحوه تلقى بنفسها بين ذراعيه كعادتها فى استقباله ولكن هذه المرة اطالت من لحظة احتضانها له وجسدها يستكين بين ذراعيه براحة ليسألها بحنان وهو يقبل رأسها.

: ايه ياقمرى، عاملة ايه، لسه تعبانة.

هزت رأسها بالنفى ببطء قائلة بصوت خافت
: انا كويسة بعد ما اخدت المسكن اللى كتب ليا الدكتور عليه بعد الحقنة.

ابعدها عنه ببطء يسألها وعينيه تدور فوق وجهها بقلق يسألها بعدها بتوجس
: فرح انتى كنتى بتعيطى، لو حاسة بوجع احنا ممكن نروح لدكتور، ولا اقولك بلاش منه الموضوع ده خالص.

اسرعت تهز رأسها بالنفى تهتف له مؤكدة
: لا، انا كويسة ياصالح صدقنى، انا بس كنت بكلم سماح من شوية وقالت ليا انها...

قاطعها صالح وانامله تمتد تزيح الباقى من اثر دموعها هامسا بحنان ورفق
: قالت لك انها حامل مش كده.

اتسعت عينيها بذهول تسأله
: انت كنت عارف، طيب مقولتش ليا ليه ياصالح.

لم يجيبها بل امسك بيدها يتجه بها نحو الداخل حتى وصل الى الاريكة فيجلس ويجلسها فوق ساقيه يحيط وجنتيها بكفيه يقربها منه ثم يقبلها بتهمل شديد ونعومة اذابتها واذابت اى مشاعر اخرى سوى لهفتها له هامسا يجيبها بعدها بتهمل وحنان
: خفت تزعلى، انا عارف نفسيتك تعبانة من اخر مرة كنا فيها عند الدكتور ومحبتش ازودها عليكى، كفاية مهرجان الحمل اللى انطلق عندنا فى البيت.

ضحكت رغما عنها من مزحته بينما يكمل هو يتنهد بطريقة مسرحية حزينة
: ولسه المهرجان مخلصش، ياسمين اختى جاية وجايبة معاها زعابيب امشير بتاعت كل مرة، وطالبة الطلاق من جوزها للمرة المليون من يوم ما اتجوزت.

استقامت فى جلستها بأنتباه تسأله بفضول
: وليه تانى المرة دى، ده لسه راجعة بيتها مكملتش اسبوع.

تنهد صالح وجهه يرتسم عليه امارات الاسف
: هى جوازة غلط من الاساس، بس هقول ايه اختيارها وتتحمله بقى، دى لسه لحد النهاردة مش عاوزة تعترف انها غلطت ولسانها بيحدف دبش لاى حد بيحاول ينصحها.

تنهد مرة اخرى بنفاذ صبر ولكنه اسرع بعدها يسألها كأنه ادرك انه قد ابتعد عن حديثهم الاساسى قائلا بحزم
: سيبك بقى ما الناس والعالم ده كله، وقوليلى القمر بتاعى كان بيعيط ليه، علشان عرفتى ان سماح حامل؟

سألها سؤاله الاخير وعينيه تنطق بالخوف التوتر لتسرع تجيبه فورا قائلة بأبتسامة فرحة سعيدة
: لا طبعا، دانا طايرة من الفرحة علشانها، مع ان العبيطة كانت فاكرة انى هزعل لو قالت ليا، شوفت العبط بتاعها.

سكن صالح فى جلسته وعينيه تلتمع بعشقها بعد اجابتها تلك عليه يشعر كم هو محظوظ بها وبوجودها المشع بالبهجة فى حياته يحيط بوجنتيها مرة اخرى يقربها منه وهامسا بحب وارتجافة العشق فى صوته
: لا، بس شوفت اد ايه انتى جميلة، وان ربنا عوضنى بيكى عن الدنيا كلها، وان انا مش عاوز من دنيتى دى غير انتى وبس.

قبلها فورا يحتضن بشفتيه شفتيها يبثها من خلال قبلاته كل ما يعجز لسانه عن نطقه فى لحظاتهم تلك يزداد شغفه وجنون بها الى ابعد حد والذى اطار بعقله وتفكيره تمام حتى جذبته هى بصوتها الضعيف المرتعش من داخل اعاصير المشاعر التى عصفت به تحاول الاعتراض بضعف
: صالح، مش هينفع، الدكتور قايل، بكرة.

اخذ يتنفس بصعوبة وهو يدفن وجهه فى منحنى عنقها يحاول السيطرة والعودة لطبيعته مرة اخرى للحظات طوال قال بعدها بطاعة
: حاضر هسمع كلام الدكتور، وربنا يصبرنى لحد بكرة والا هبقى شهيدك وشهيد اوامر الدكتور.

ومن بعدها التزما بالفعل التزام تام بتعليمات الطبيب طيلة الايام التالية وقد كانا مع كل يوم يمر عليهم يدعوا من اعماق قلبهم ان يتحقق لهم هذا الشهر حلم ورغبة طلما اشتاقا لها بجنون.

فرح مش هتقومى يلا، الجماعة تحت بعتوا علشان مستنينا على الغدا.

تمطت فى الفراش ثم عادت لاحتضان الوسادة مرة اخرى تهمهم بصوت ناعس
: شوية كمان وحياتى ياصالح، اصل النوم حلو اووى.

هز رأسه بقلة حيلة وهو ينظر نحوها مبتسما بتسامح ثم فجأة التمعت عينيه بالتسلية والخبث هاتفا بصوت عالى صارم
: ايه ده يافرح، ينفع كده اللى حصل ده.

فزت من الفراش فزعة فورا ان وصلها صوت تتلفت حولها بخوف واضطراب قائلة بتلعثم
: اسفة، اسفة، متزعلش خلاص.

دوت ضحكته العالية بصخب فى ارجاء المكان فتدرك هى مزحته تنظر له بعتاب هامسة
: حرام عليك ياصالح، دى حركة تعملها، طب انا زعلانة منك.

عاودت الاستلقاء على جنبها تعطى له ظهرها ليسرع نحوها يستلقى بجوارها قائلا وهو يقبل كتفها
: وانا مقدرش على زعلك ياقلب صالح من جواه...

هزت كتفها بتدلل قائلة له
: برضه زعلانة ومخصماك ومش هكلمك خالص النهاردة.

انحنى على اذنها يهمس بخبث وبصوت عابث
: طيب تراهنى؟، واللى يصالح التانى الاول يبقى هو الخسران وعليه ينفذ اى طلب تقال له عليه.

التفتت اليه تهتف له فورا وبثقة
: اتفقنا، وانا موافقة بس هتنفذ اللى هقولك عليه.

غمز لها بعبث وهو ينهض من جوارها قائلا
: مش لما تفوزى الاول تبقى تتشرطى.

تحرك فى اتجاه الباب يكمل قائلا
: انا هسبقك على تحت، متأخريش عليا، علشان نبتدى رهاننا.

غمزها مرة اخرى ثم غادر الغرفة فورا لتبتسم بحنان وعشق وقد ادركت ما يحاول فعله معها ومحاولته صرف انتباهها واهتمامها الى شيئ اخر بعيدا عن التوتر والاضطراب والذى اصبح ملازما لكل زيارة شهرية للطبيب وقد مرت بهم الايام ببطء شديد حتى حان اخيرا موعد الطبيب الشهرى والمقرر له يوم غد فلا يريد لها قضاء وقتها فى التفكير والقلق يحاول صرف تفكيرها عنهم بمزاحه وعبثه معها لكن الامر ليس بهذه السهولة عليها الا اذا قامت الان ب...

التمعت عينيها بفكرتها تلك تسرع فورا فى تنفيذها فقد تنهى بها ساعات اخرى من الخوف والقلق حتى وان كانت نتائجها مخيبة لكنها سترحمها من توتر ورهبة الانتظار.

بعد ذلك كانت تجلس بجواره داخل شقة والديه بعد انتهائهم من الغذاء ومازالت تلك الابتسامة السعيدة البلهاء مرتسمة فوق شفتيها لا تستطيع السيطرة عليها وبذهن شارد كانت تجيب على اسئلة الموجهة لها كانها بعالم اخر تطفو فوق السحاب وعينيها تتعلق بهيام بكل لمحة او لفتة منه كالمسحورة به حتى سمعت همسه الناعم لها وهى يسألها بمرح.

: بقى ده شكل واحدة مقموصة منى وزعلانة، دانتى ناقص تقومى تاخدينى فى حضنك وتصرخى ادام الكل وتقوليلى بحبك.

اقتربت منه هى الاخرى وقد اختفى العالم من حولهم
تهمس بهيام ودون مقدمات
: طب ما الكل عارف ان انا بحبك مش محتاجة اقولها، بس لو تحب اقوم اصرخ بيها دلوقت انا معنديش اى مانع.

صالح وقد شع وجهه بالسعادة يسألها
: طب وبخصوص مقموصة منك وزعلانة اللى كانت فوق من شوية دى.

هى وبنفس ابتسامة الهيام المرتسمة على شفتيها
: مقموصة منك بس بحبك وبعترفلك اهو انى خسرت الرهان من قبل ما يبدء حتى..

كاد ان يلتهمها بنظراته تتسارع انفاسه وهو يهمس لها بلهاث وصوت اجش من عصف مشاعره
: وانا بقى كسبت حبك ووجود فى قلبى وحياتى، يافرحة حياتى.

ابتسم لها يغمزها خفية يكمل وهو يشير الناحية الاخرى
: ما تيجى نطلع فوق، علشان اقولك كسبت ايه كمان.

شهقت تتصنع الصدمة تهتف به تنهره بدلال
: صالح اتلم، الناس حاولينا يقولوا علينا ايه.

ضحك بصخب جعل كل العيون تنتبه اليهم فى تلك اللحظة بأهتمام تسرع انصاف قائلة لهم بمرح
: طب ما تضحكونا معاكم احنا كمان..

صالح وعينيه معلقة على سارقة قلبه يبتسم بخبث جعل عيون فرح تتسع محذرة له وقد ادركت نيته لكنه تجاهلها يجيب والدته قائلا ببطء عابث
: اصل كنت بقول فرح يعنى اننا...

قاطعته فرح تنهض من مكانها قائلة بخجل وتلعثم
: انا هروح اعمل عصير لينا، وراجعة حالا.

ثم اسرعت بأتجاه المطبخ فورا دون ان تضيف شيئ اخر هربا من احراجها ولكن لم تمر سوى لحظات حتى اتبعتها تلك التى كانت تجلس من البداية تتابعهم بنظراتها الحاقدة وهى تتحسر بداخلها على زيجتها الفاشلة وزوجها البخيل فى مشاعره قبل ماله تتلظى بنيران غيرتها وهى ترى كل هذه المشاعر والعواطف الجياشة بين شقيقها وزوجته فبرغم الظروف التى يمرون بها الا ان اكتفائهم ببعضهم البعض يصيبها بالغضب والكره لتلك الحياة التى تحياها تتمنى لو ترى يوما تلك المشاعر والتى تراها دائما فى نظراتهم لبعضهم البعض فى عيون زوجها لها ولمرة واحدة فقط تندم كل يوم الف مرة لتصميمها على تلك الزيجة ودفن نفسها حية مع هذا الزوج متبلد وقاسى المشاعر.

لذا لم تجد امامها سوى متنفس واحد لتلك النيران والتى تتأكلها بشراهة الان سوى ان تهرع خلفها تدخل المطبخ وهى تتطلع نحوها بنظراتها المغلولة الحاقدة ثم تفح من بين انفاسها قائلة
: مش شايفة انك زودتيها وبقى مش همك حد خالص من اللى قاعدين وشغالة شغل مسخرة وقلة ادب مكانهم شقتك فوق مش هنا.

زفرت فرح تعلم ما تحاول ياسمين جرها اليه لذا ابتسمت لها بهدوء مصطنع قائلة بطاعة
: حاضر يا ابلة يا ياسمين، هروح اخد جوزى واطلع شقتنا فوق نتمسخر فيها براحتنا علشان حضرتك ما تتضيقيش، تأمرى بحاجة تانية.

وبالفعل تحركت من مكانها نحو الباب تنوى للمغادرة فتمر بجوار تلك المشتعلة من وقاحة لردها عليها فتمسكها من ذراعها فجأة توقفها عن التحرك تصرخ بها
: اما انت صحيح قليلة ادب مش متربية، بس هقول ايه مانت تربية مليجى رد السجون ولبيبة الخدامة، هستنى ايه غير كده منك.

هنا وانتهت قدرة فرح على التظاهر بالهدوء والتعقل تشتعل بالغضب وهى تجذب ذراعها منها بقوة ثم تدفعها فى كتفها بقسوة قائلة
: لمى لسانك اصل كلمة زيادة منك وهعرفك مقامك ايه، ولا انت نسيتى علقة زمان ونفسك افكرك بيها.

تطلعت لها ياسمين بذهول ممزوج بالغضب قبل ان ترتفع ابتسامة خبيثة قائلة باحتقار
: انا بقى اللى هعرفك قيمتك ومقامك هنا فى البيت ده ايه..

ثم فجأة وبدون تحذير صرخت عالية صرخة متألمة وهى تمسك ببطنها تنادى على والدتها بصوت اجادت صنع الالم والذعر به وفى لحظات كان الجميع داخل مكان يلتفون حولهم يتسألون عما حدث لتصرخ ياسمين باكية وهى تشير نحو فرح المصدومة المتجمدة فى مكانها
: عاوزة تسقطى، فرح كانت عاوزة تسقطنى.

ابتسمت سمر تتراجع للخلف وتتابع الموقف دون تدخل وقد وجدتها فرصة لتشفى فى غريمتها والتى اخذت تنفى عن نفسها هذا الاتهام قائلة بذعر
: والله ما حصل ولا لمستها، دى هى اللى...

ياسمين صارخة وهى مازالت تمسك بطنها بألم ترتعش شفتيها بالبكاء قائلة
: كدابة، دى ضربتنى فى بطنى مرتين علشان بقولها مينفعش الضحك والمرقعة هنا ادام الناس الكبار، راحت ضربانى فجأة عاوزة تسقطنى.

ثم ارتمت فوق صدر والدتها باكية والتى كانت مذهولة مما سمعت لان تجد القدرة على التفوه بحرف لتسرع فرح نحو صالح قائلة برجاء وصوت باكى
: محصلش حاجة من دى خالص، صدقنى ياصالح وحياتك عندى ما حصل.

ربت صالح فوق وجنتها يبتسم لها بطمأنية وحنان جعلت النار تشتعل اكثر فى تلك العقربتين قبل ان يرفع نظرات نحو ياسمين يسألها بتمهل وهدوء كأنه فى انتظار اجابة ما منها
: وفرح عاوزة تسقطك ليه يا ياسمين، يعنى ايه يخليها هتفكر تعمل حاجة زى كده وهى عارفة اننا كلنا قاعدين بره.

اسرعت ياسمين تجيبه وعينيها تشتعل بغلها وغيرتها هى قائلة
: علشان غيرانة طبعا، شايفة الكل معاه الا هى...

اسرعت فرح تقاطعها تهز رأسها بالنفى سريعا تهتف بلهفة ودون تفكير
: محصلش وانا هعمل كده ليه، مانا كمان حامل.

ساد الصمت التام يتجمد صالح مكانه وعينيه تعود اليها سريعا تسألها التأكيد مما سمع كأنه يخشى التحدث فيتبدد حلم طلما اشتاق اليه فى صحوه ومنامه فاخذت تومأ له بالايجاب تؤكد له برغم ما ينطق به لسانها
: انا عملت اختبار النهاردة الصبح مقدرتش استنى لما نروح للدكتور بكرة بس برضه انا مش متأكدة...

اختفى الباقى من حديثها حين جذبها الى ذراعيه يحتضنها الى صدره بقوة كأنه يود لو يخفيها داخل ضلوعه بحماية تسمع منه شهقة بكاء خافتة كانت لها كألم فى ضلوعها وهى تراه بهذا الضعف تلعن نفسها لعدم تمهلها وتفكير قبل ان تلقى بهذه القنبلة المدوية عليه دون ان تراعى او تفكر فيه وفى ردة فعله تبتعد عنه عينيها تتطلع فى عينيه الملتمعة بدموعها الحبيسة تهمس قائلة برجاء وتلعثم وكلماتها غير مترابطة او مفهومة.

: صالح، انا، مش عاوزة، احنا، طيب نستنى، كلام، الدكتور الاول.

اومأ برأسه لها بالموافقة يبتسم بفرحة طاغية قبل ان يمسك بيدها يجذبها خلفه قائلا بلهفة
: يبقى بينا نروح له حالا، مش هقدر استنى لبكرة..

وبالفعل جذبها وخرج بها من المكان لتتعالى شهقات انصاف الباكية بفرحة ومعها دعاء الحاج منصور وتوسله لله بالدعاء حتى حسن اخذ يردد هو الاخر الدعاء لشقيقه ان يمن الله عليه بالفرحة الا سمر والتى شحب وجهها شحوب الموتى تنظر امامها بصدمة كمن ضربته صاعقة و ياسمين والتى لم تحتمل ان يتم تجاهل ما قالت وانشغالهم عنها بهذه الحقيرة أخبارها تصرخ بهم بحنق.

: انتوا صدقتوا، دى كدابة وبتقول كده علشان تخرج نفسها من اللى عملته.

اسرعت تكمل وقد اعماها غضبها وحقدها لاتراعى ان من تتحدث فى حقه هو شقيقها الاكبر صارخة بغل وكراهية
: بقولكم كدابة، كلكم عارفين ان صالح مش بيخلف ولا عمره هيخلف انتوا بس اللى عاوزين تنسوا ده و...

قطعت صرخة ألم كلماتها المسمومة بعد ان هوى والدها فوق صدغها بصفعة قوية اطاحت بها حتى كادت ان تسقطها ارضا لولا اسراع والدتها لاسنادها يندفع حسن هو الاخر من مكانه لامساك بوالده بعد ان عاود الهجوم عليها مرة اخرى صارخا بها.

: القلم ده كان المفروض ينزل على وشك مش النهاردة لاا ده من يوم ما غلطتى فى اخوكى مرة واتنين ادامى وانا اعديلك بس يا بنت ال من هنا ورايح ملكيش عندى غير ده، عاوزة تقعدى هنا يبقى بأدبك مش عاوزة يبقى تخفى على بيت جوزك وما شوفش وشك هنا تانى.

ياسمين بذهول والم وهى تضع كفها فوق وجنتها المطبوعة بالاحمرار من اثر الصفعة قائلة
: بتطردنى يا بابا من بيتك علشان صالح ومراته، مراته بنت لبيبة الخدامة وبتضربنى علشانهم.

صرخ منصور بغضب وشراسة يهم بالهجوم عليها مرة اخرى لولا امساك حسن به
: تانى يابنت ال بتغلطى تانى طب يمين تلاتة مانت قاعدة فيها، وتمشى حالا على بيتك وما شوفش وشك هنا تانى.

حاولت انصاف استعطافه هى وحسن حتى يعدل عن قراره لكنه ازاد تصميما يهتف بحسن بحزم غاضب
: خد بنت ال رجعها بيتها، واقعد مع جوزها وشوف ايه الموضوع وحله، تلاقيها سمت بدنه بكلامها اللى زى السم ودلعها الماسخ.

لم يجد حسن امام غضبه هذا سوى ان يومأ له بالموافقة قائلا
: حاضر ياحاج اللى عاوزه هيحصل بس اهدى كده وكل حاجة هتمشى زى ما انت عاوز.

اخذ منصور يتنفس بعمق وقوة محاولا الهدوء يطاوع حسن فى الحركة وهو يخرجه من المكان لتنفجر ياسمين بالبكاء بهسترية بعدها تلقى بنفسها بين ذراعى والدتها والتى اخذت تحاول تهدئتها لتتحدث سمر بعد خروج حسن كأنه الأذن لها بالانطلاق لبث سمومها تهتف بغل
: كله من الصفرا اللى اسمها فرح، كدبت الكدبة والكل جرى وراها وصدقها، وهى الغلبانة دى اللى هتدفع التمن.

نهرتها انصاف بصوت حاد غاضب توقفها
: سمر الليلة مش ناقصاكى روحى لعيالك شوفيهم وخرجى نفسك من الموضوع ده خالص، ولا تحبى حسن يدخل فجأة ويسمع كلامك ده.

شحب وجهها بشدة تهز رأسها بالنفى تسرع بالمغادرة فورا تنفيذا لامرها فهى ليست فى حاجة لخلاف اخر معه يكفيها ما تلاقيه منه.

رفعت ياسمين تسأل والدتها بصوت باكى منكسر بعد خروج سمر من المكان
: هتروحينى يا ماما زى بابا ماقال.

هزت انصاف كتفها بقلة حيلة قائلة
: ابوكى حلف، وانتى عارفة الحاج منصور لما يحلف ولو مين اترجاه عمره ما هيرجع فى كلامى ابدا.

نظرت اليها ياسمين بصدمة وارتعاب ثم انفجرت فى البكاء تهرع هاربة من المكان لتهمس انصاف بحزن
: زودتيها يا بنت بطنى، وهى جات على دماغك انتى فى الاخر، ياريت يكون ده درس يفوقك ويهدى نفسك شوية.

جلسا هى وهو معا امام الطبيب والذى اخذ ينظر نحوهم بثبات قائلا
: شوفوا ياجماعة احنا كنا بنحاول الحمل بالطريقة الطبيعية ده قبل ما نضطر نلجأ للوسائل التانية و الظاهر كده...

شحب وجههم بشدة كأنهم كانوا يخشوا هذه الكلمات منه تتشابك ايديهم معا بمساندة يشدا من أزر بعضهم البعض فى انتظار الباقى من حديثه وانتهاء الحلم او تأكيده وقد لفتت هذه الحركة منهم نظر الطيب والذى ابتسم فور وعينيه تشع بالسعادة لهم يكمل قائلا
: والظاهر كده اننا مش هنحتاج ليها، مبروك يا جماعة الحمل تم وكل الامور ماشية تمام.

لم يصدر عنهم ردة فعل بل جلسا فى مكانهم كانه لم يكن يوجه اليهم الحديث ينظرون نحوه بذهول وصدمة ليكرر الطبيب كلامه ولكن هذا المرة ببطء وقد وعى ما يعانوه فى هذه اللحظة يتمهل فى شرح الامر لهم
ثم فجأه وكأن الحياة قد دبت فى جسده نهض صالح عن كرسيه يخر على ركبتيه ارضا ساجدا لله سبحانه.

تتعالى شهقات بكائه كأنه كان ينتظر كلمات الطبيب له لافراج عن تلك الدموع والتى طلما سجنها فى مقلتيه بصوت تقطع له قلبها وهى تخر على ركبتيها هى الاخرى جواره وتحتضنه بين ذراعيها وقد اخذ يردد بهستريا وذهول
: هبقى اب يا فرح، خلاص ربنا كتبلى اشيل حتة منى بين اديا، اخيرا ربنا عوضنا وعوض صبرنا وهشوف ابن لينا.

ثم اخذ يردد الحمد والشكر لله كثير وهو يحتضنها بين ذراعيه لا تستطيع هى الاخرى فعل شيئ سوى البكاء بشدة وتردد بكلمات الحمد والشكر للحظات تأثر لها الطيب حتى استطاعوا اخيرا تمالك نفسهم يتطلعون الى بعضهم بسعادة ليسرع الطيب قائلا لهم بتحشرج
: لا مش كده ياجماعة انا عاوزكم تتماسكوا وتهدوا، كده مش هتخلونى اقولكم باقى الاخبار اللى عندى.

التفا هما الاثنان معا بحدة اليه تتعالى امارات التوتر على ملامحهم وجسدهم يتجمد قبل ان يسأله صالح بتوجس ولهفة وهو ينهض واقفا ومعه فرح
: خير يا دكتور، فرح عندها اى مشاكل، الحمل فى خطر عليها، لو كده انا مش عاوزه، انا اهم حاجة عندى فرح...

الطبيب وابتسامة تقدير على شفتيه قائلا بنبرة ذات مغزى
: بسهولة كده هتستغنى، لاا الظاهر المدام عندك غالية اوى.

فورا ضم صالح فرح لجانبه بحماية قائلا بحزم تأكيد
: طبعا، مفيش عندى اهم منها ولو الحمل فيه ولو نسبة واحد فى المية خطر عليها فانا...

قاطعه الطيب قائلا وهو يتراجع فى مقعده قائلا بابتسامة هادئة
: لا ياسيدى مفيش اى خطر عليها، ونقعد كده ونهدى علشان لسه عندى ليكم كلام وتعليمات لازم تنفذ بالحرف.

ثم اخد يعدد لهم تعليماته بعد ان القى عليهم بقنبلته والتى جعلتهم يجلسون فاغرين فاههم بصدمة وذهول واستمر معهم حتى بعد عودتهم للمنزل ومعرفة الجميع بأخبارهم السعيدة والتى تم استقبالها مابين مهنئ وسعيد وفرحة طاغية وبين حاقد مغلول ونفوس ضعيفة تتمنى زوال هذه النعمة منهم عدم اكتمال تلك الفرحة لهم ولكن كانت ارادة الله ومشيئته فوق كل شيئ وهو يمن على هذا الثنائى بنعمه ويحفظهم من كل حاقد وغادر.

#ظلمها عشقاً #الخاتمة.

استلقت فوق فراشهم تراقبه بحنان ويديها تربت فوق بطنها الممتد امامها برفق وهى تراه يدور حولها فى ارجاء الغرفة بتوتر وحركات مضطربة يقوم بعدة اشياء ليس لها داعى مثل اخراجه للحقيبة المعدة ليوم ولادتها ويقوم بأخراج الاشياء من داخلها ثم يراجعها للمرة الخامسة حتى الان وهو يسألها بقلق
: انا خايف نكون نسينا حاجة كده ولا كده، طيب ايه رأيك انزل اجيب تانى من ال...

قاطعته تحدثه بصبر وهى تعتدل جالسة فى الفراش قائلة
: ياحبيبى متقلقش كل حاجة جاهزة، وبعدين انا مش عارفة انت قلقان كده ليه، هو انا اول ولا اخر واحدة هتولد، اهدى انت بس وخير ان شاء الله.

توقفت يديه عن الحركة ترتجفان بشدة وهو يرفع عينيه يتطلع اليها فترى القلق والخوف يرتسمان داخلهما عليها وعلى اطفالهم مما جعل قلبها يهفو اليه تسعى على الفور لبث الطمأنية فيه وهى تشير له بحنان حتى يقترب منها ليترك فورا ما بيديه يهرع نحوها يلقى بنفسه بين ذراعيها الممتدة اليه بترحاب دافنا وجهه فى عنقها مرتجفا بشدة وهو يهمس بتحشرج.

: خايف اووى يافرح، لا انا مش خايف انا مرعوب من بكرة، انا عمرى فى حياتى ما كنت خايف كده...

لم تستطيع البوح له بأنها تخشى هى الاخرى من يوم غد بل يكاد قلبها ان يتوقف رعبا منه لكنها اسرعت بأجابته بصوت مرح خفيف
: ليه يعنى دى حاجة كل الستات بتعملها كل يوم، ده حتى سماح اختى سبقتنى وعملتها وبتقولى هتصحى من النوم هتلاقى النونو جنبك، وبعدين انا مش خايفة من كده انا خايفة من حاجة تانية خالص.

رفع وجهه اليها سريعا بأستفهام لتكمل مع ابتسامة مرحة
: لما يعرفوا اللى الدكتور قاله لينا، اظن بعد كده مش هنعرف نخبى تانى، والعيلة كلها والحارة كمان هتعرف.

شدد من احتضانه لها يلقى برأسه فوق كتفها قائلا بحزم
: محدش ليه عندنا حاجة وبعدين ابويا وامى عارفين وكده كفاية دول هما حتى اللى قالوا منعرفش حد.

ساد الصمت لعدة لحظات قبل ان تتحدث قائلة بخشية وتردد
: طيب اخوك ومراته، مش هيزعلوا اننا خبينا عليهم، خصوصا ان سماح اختى عارفة و...

ابتعد عنها صالح جالسا بأعتدال يقاطعها قائلا بنزق
: اللى يزعل يزعل، انا مش هدوش دماغى بحد دلوقت، كفاية قلقى عليكى.

نهض واقفا يكمل قائلا بحزم
: انا هقوم احضرلك الاكل، وانتى ارتاحى خالص وريحى دماغك ومتفكريش فى حد غير نفسك وبس.

حاولت الاعتراض فهذه هى المرة الثالثة والتى يقوم بأطعامها فيها خلال ساعتين لكنها قررت الصمت بعد ان وجدته وقد تحرك بالفعل مغادرا الغرفة تعلم ان لا فائدة من اعتراضها ذاك تتبعه بنظراتها الهائمة وهى تبتسم ابتسامة صغيرة عاشقة له سعيدة بأهتمامه بها تربت فوق بطنها بحنو هامسة بعد خروجه.

: ابوكم حنين اووى ياعيال، هو انا بحبه وبعشقه من شوية، بكرة لما توصلوا بالسلامة هتشوفوا اد ايه هو احسن واجدع واحن راجل فى الدنيا.

شردت بعينيها للبعيد ومازالت تلك البسمة الحنونة فوق شفتيها تتذكر يوم تأكيد الطبيب لحملها وفرحة صالح الطاغية لكن لم يكن الطبيب قد انتهى من اخباره كلها حين تحدث اليهم يكمل لهم بصوته الهادئ ولكنه كان يحمل نبرة مازالت تتذكرها حتى الان قائلا.

: طبعا احنا لما كملنا رحلة العلاج الخاصة بيك يا استاذ صالح والحمد لله الامور مشيت تمام، هنا كان دور مدام فرح، وابتدينا معاها بالحقن المنشطة علشان نقصر من فترة الانتظار وكمحاولة كمان قبل ما نلجأ للحل التانى بس الظاهر ان...

قاطعه صالح بعدم صبر وتوتر يسأله
: يا دكتور انت عرفتنا الكلام ده قبل ما نبتدى معاك، فمن فضلك قول فى اى ايه لانك كده هتموتنى من القلق على فرح.

ابتسم الطبيب يهز رأسه بتفهم قائلا بصدر رحب
: مااشى هدخل فى المفيد، شوف ياسيدى الحقن المنشطة اللى اخدتها المدام كانت سبب فى ان الحمل ميكنش فى جنين واحد...

هتف الاثنين معا بذهول ممزوج بالفرحة وبصوت واحد يقاطعانه
: توأم، تقصد حصل حمل فى توأم.

هز الطبيب رأسه بالنفى ليعقد صالح وفرح حاحبيهم بعدم فهم سرعان ما تحول لاتساع العينين ذهولا وافواه فاغرة من شدة وقع كلماته عليهم وهو يتحدث قائلا بتمهل كأنه يعلم وقع كلمات تلك عليهم
: الحمل حصل فى كسين، كيس فيه جنين واحد، اما الكيس التانى فحصل فيه حمل فى، اتنين.

صدرت عنها ضحكة خافتة وهى تتذكر وقتها حين ظلت هى وهو يتطلعان الى الطبيب كأنه قد نبتت له رأس اخرى امامهم فجأة ودون تحذير يستمعا الى باقى من تعليماته كأنه يتحدث بلغة اخرى غير مفهومة لهما يظلا على حالة الصدمة والذهول تلك حتى خروجهما من عنده ليلتفت اليها صالح يسألها بصوت مرتجف غير مترابط
: بت يافرح هو اللى سمعته جوه ده حقيقى ولا ده عقلى وبيضحك عليا، وبيسمعنى اللى نفسى اسمعه.

التفتت اليه بعيون ممتلئة بالدموع قائلة بصوت باكى يرتجف هو الاخر من شدة الفرحة تؤكد له
: حقيقى يا صالح، ربنا حب يجازينا على صبرنا وعوضنا بكرمه.

لم يبالى بعدم خلو المكان من الناس او انهم مازالوا داخل عيادة الطبيب يحتضنها بين ذراعيه فجأة وعلى غفلة ويدور بها وهو يهتف بفرحة جنونية
: انا هبقى اب لتلاتة، يعنى انا مش بحلم يافرح مش كده؟!

اخذت تضحك وتبكى فى ان واحد تشاركه سعادته وفرحته معها ايضا نظرات الجمع من حولهم ووجههم المتهللة بالفرحة تصحبها ضحكات البهجة والسعادة لهم.

تمت بعدها رحلة العودة بهم سريعا الى المنزل ليجدوا والديه يجلسون فى انتظارهم وعلى وجههم اللهفة والامل ليسرع صالح اليهم وهى يصرخ بفرحة
: حصل يابا، حصل ياما، وهبقى اب لتلاتة والله.

حتى الان لا تتذكر ماحدث فور نطقه بهذا الاخبار اليهم كل ما تتذكره انه قد حدث هرج ومرج وصرخات فرحة واحضان كثيرة ومتبادلة حتى ساد الهدوء اخيرا وتسرع انصاف قائلة بعدها بتحذير وصوت باكى
: اوعوا يا ولاد حد يعرف، بدل ما تاخدوا عين من الحارة واللى فيها، خلى فرحتنا تكمل على خير كده بأذن الله. ولا ايه رأيك ياحاج.

اسرع منصور يومأ برأسه بالايجاب مؤكدا على حديثها فورا قائلا
: الحارة وغير الحارة، محدش هيعرف غيرنا احنا الاربعة وبس.

نظر الى انصاف نظرة فهمتها على الفور ومن ثم الى صالح والذى هز رأسه فورا موافقا بعد ان فهمها هو الاخر و فرح ايضا لكنها لم تعلق تلقى اليهم بموافقتها على كلامهم لكنها وفورا ان اختلت الى صالح داخل شقتهم حتى نادته برقة وتردد فلتفت اليها صالح مبتسما بتفهم وحنان.

: قوليلها يافرح، انا عارف انك مش هتقدرى تخبى عليها، فانا بقولك اهو قولها وعرفيها، بس اياك حد تانى يعرف انا بقولك اهو، وانا هبقى اعرف عادل وانبه عليه هو كمان.

اسرعت نحوه تلقى بذراعيها حول عنقه هامسة
: حبيب قلبى ياناس، اللى بيفهمنى من غير حتى ما اتكلم.

انحنى على جبينها يقبله بحنان هامسا
: انتى اللى حبيبة قلبى، ونور عينى، ودنيتى كلها يافرح، واى حاجة تطلبيها او نفسك فيها تتنفذ فورا بس انتى تطلبى.

وقد كان فمنذ حملها اصبحت مدللة الجميع هو وابويه يهرعون لتلبية احتياجتها فورا دون كلل او تعب حتى اخيه حسن كان يأتى مساء كل يوم بعد العمل للسؤال والاطمئنان عليها يمزح ويتحدث بلهفة وحماس عن استعدادته هو ووالديه لاستقبال مولود اخيه الاول لدرجة قد بعثت الشك فى نفس فرح فى البداية ولكن مع مرور الايام كانت ترى فرحته الصادقة فى عينيه ونظرة الحب والتقدير التى يتطلع بها الى صالح حتى بعد ان رزقه الله بمولودته الاخيرة وتنبه الطبيب وتحذيره الشديد من حمل زوجته مرة اخرى لم يبالى او تنقص فرحته لهم برغم نظرات زوجته المغلولة الدائمة لها ومراقبتها تعامل صالح الحنون معها فى مرات اجتماعهم القليلة بعيون تنطق بالحقد مع سؤالها المتكرر عن نوع الجنين وعينيها تكاد تخترق بطنها بحثا عن اجابة لم تنالها حتى الان.

اما شقيقته فلم تراها سوى مرة واحدة وقد حدثت قبل سفرها مع زوجها لاحدى الدول العربية للعمل بها بعد اصراره على ان تصحبه الى هناك برغم اعتراضها الشديد والذى لم تجد له اهتماما او اذان صاغية من احد لترضخ فى النهاية للامر تسافر معه وتنجب طفلها هناك ايضا وقد علمت من والدة زوجها بعدها وهى تفضفض وتشتكى اليها سوء احوالها ومعاملة زوجها الجافة والسيئة لها وان سبب اصراره على سفرها معه انه قد قام بجعلها تعمل هى الاخرى هناك بل ويستولى على اجرها كاملا بحجة الادخار والعمل على مستقبل طفلهما وقد شعرت فرح وقتها ان حماتها تتندم وتشفق على حال ابنتها خاصة بعد كل زيارة لشقيقتها لها ورؤيتها لكيفية معاملة زوجها لها وخوفه الشديد عليها ومراعته وحبه الواضح فى كل تصرف يقوم به نحوها تمزح دائما بصوت حزين قائلة، ان لا احد ينافس عادل فى اهتمامه بزوجته سوى صالح فقط.

ابتسمت فرح رغما عنها بسعادة وهى تتراجع بظهرها الى لوح الفراش تسند عليه فقد كانت محقة فلم يكن بالفعل هناك من ينافس عادل فى صفاته سوى فارسها وعشق صباها وزوجها الرائع تتذكر احدى المرات والتى تلاعبت بها هرمونات الحمل فأخذت فى بالبكاء دون سبب تفشل جميع محاولاته لتهدئتها او معرفة كيف له ان يرضيها وقد ازاد الامر سوءا اكثر ليتركها فى النهاية ويذهب مغادرا الشقة دون ان يضيف كلمة واحدة لتنهار فى البكاء بشدة وبعد ان وجدت اخيرا سببا لسكب دموعها عليه وهو ذهابه وتركها بعد ان اصابه الملل منها.

لكنه عاد مرة اخرى بعد فترة من الوقت يحمل معه عدة حقائب للتسوق كبيرة الحجم يتجه فورا نحوها جالسا بجوارها ويده تمتد الى عينيها يزيح عنها دموعها وهو يتحدث قائلا برفق
: كفاية دموع بقى وتعالى شوفى انا جبتلك ايه.

هزت كتفها له بالرفض كطفلة صغيرة مدللة وهى تضم شفتيها باعتراض لتمتد يده الى احدى الحقائب يفتحها قائلا بتشويق
: طيب شوفى ولو مش هيعجبوكى هرميهم ياستى واجبلك حاجة تانية غيرهم، بس شوفيهم الاول.

اخرج من داخل الحقيبة احدى الشخصيات الكارتونية والتى تعشقها على هيئة لعبة محشوة بالقطن تلتمع عينيها بالانبهار والفرحة شاهقة وهى تختطفها من يده ثم تحتضنها بفرحة الى صدرها لكنه لم يكتفى بذلك يمسك بالحقائب الواحدة تلو الاخرى يخرج من داخلها العديد والعديد من الالعاب كانت تستقبلهم بالفرحة ذاتها حتى اصبحت محاطة بالكثير منهم ثم حان اوان فتحه الحقيبة الاخيرة ليهتف لها بتشويق واسلوب مسرحى زاد من فضولها ولهفتها وهى تراقبه بحماس شديد.

: والان مع المفأجاة الاهم والاحلى، ولعيون ام ولادى وبس..

مد يده داخل الحقيبة يخرج منها ثلات قطع من ملابس الاطفال بحجمها الصغير المحبب تخطف قلبها ودقاته بألوانها الزاهية والرائعة تتطلع اليها بأنبهار سرعان ما تحول لشهقات بكاء مرة اخرى جعلته يعقد حاجبيه بقلق وقد ظن انهم لم يحوزا على اعجابها يهمس لها بحنو ورقة وهو يقوم بجذبها لصدره محتضنا اياها.

: طيب ولا تزعلى نفسك ولا يهمك خالص، احنا نرمى الهدوم ام ذوق وحش دى ونجيب غيرهم وعلى ذوقك انتى وبس يافرحتى، بس المهم انتى متزعليش.

رفعت وجهها اليه تهز رأسها بالرفض قائلة بصوت متحشرج ملهوف
: لا، انا عوزاهم، دول حلوين اووى وعجبنى.

ابتسم بحنو وانامله تزيح دموعها برفق قائلا
: خلاص نخليهم انتى بس تأمرى، بس ممكن اعرف ليه بقى بتعيطى.

ارتمت على صدره تحتضنه بقوه قائلة وصوتها يختنق بالبكاء مرة اخرى
: علشان بحبك، وبحبك اكتر من الدنيا كلها...

مرر كفه على ظهرها صعودا وهبوطا بلمسات مهدئة قائلا بصوت جاد حازم برغم الابتسامة فى عينيه
: لاا كده يبقى عندك حق، انت تعيطى زى مانت عاوزة وانا هقعد ساكت خالص، لو تحبى كمان اعيط معاكى انا...

صدر عنها صوت رافض تقاطع به حديثه وهى تهز رأسها بشدة تدفن وجهها فى عنقه فيتراجع بها الى الخلف حتى اصبح مستلقيا على الاريكة وهى فوقه يربت بحنان على ظهرها للحظات قضاها على هذا الوضع حتى سقطت اخيرا فى النوم تنعم بدفئه وقربه منها والذى اصبح كالادمان لها لا تستطيع الاستغناء عنه ابدا.

انتبهت وافاقت من افكارها على دخوله الغرفة يحمل بين يديه صنيه محملة بالعديد من الاطعمة لتهتف به معترضة
: صالح انا مبقتش قادرة اكل تانى خالص، علشان خاطرى انا هشرب العصير بس.

صالح وهو يضع الصنية بينهم ثم يجلس فى المقابل لها قائلا بحزم
: واللبن كمان، وقبلهم هما الاتنين الاكل ده، يلا فرح بلاش دلع كلها ساعة وهتبتدى صيام زى ما الدكتور قال.

تذمرت تضم شفتيها بامتعاض لكنها لم تجروء على اعتراض كلامه تفتح فمها له بطاعة وهو يقوم بتهمل بأطعامها بيده، حتى انتهى اخيرا يقوم بابعاد صنية الطعام ثم يساعدها على الاستلقاء قائلا
: يلا نامى انتى، وانا هروح ارجع الحاجة دى المطبخ وارجعلك على طول.

تشبثت بيده بلهفة وعينيها تتطلع له برجاء هامسة
: لاا خليكى جنبى لحد ما انام، انا مش عارفة هجيلى نوم اصلا ازى.

ابتسم لها يربت فوق وجنتها بحنان قبل ان يستلقى بجوارها هو الاخر يضمها اليه يستريح رأسها فوق كتفه تهمس له
: كلمينى بقى لحد ما اروح فى النوم.

اجابها بعد ان طبعت شفتيه قبل رقيقة فوق قمة رأسها قائلا بمرح
: طب ما اغنيلك احسن، دانا حتى صوتى حلو واظن انتى جربتى قبل كده.

ضحكت بنعومة لتلك الذكرى فيومها كانت غاضبة منه لامر ما وترفض تماما الحديث معه فأخد يحاول بشتى السبل حتى تغفر له وتسامحه لكن كل محاولاته بائت بالفشل حتى هداه تفكيره اخيرا الى تلك الفكرة تلتمع عينيه بالخبث والعبث ثم يشرع فى غناء احدى الاغنيات الشعبية المرحة وهو يتراقص امامها بحركات خرقاء مضحكة جعلت من المستحيل عليها ان تستمر فى غضبها منه و لم تعد تستطيع مقاومة الانفجار بالضحك تتوسله للتوقف لكنه استمر فى الغناء يحيطها بذراعيه يراقصها بحماس وفى لحظة كانت هى الاخرى قد اندمجت معه تجاريه فى خطواته الراقصة يتعالى صوت غنائهم سوا بمرح صاخب ملئ المكان من حولهم.

ابتسمت بضعف تعود للحاضر تجيبه وهى تزيد من ضم جسدها اليه قائلة بصوت مرهق يتخلله النعاس
: لا خليها بعد ما اولد علشان اعرف انافسك واقدر كمان اغلبك.

اجابها صالح بخفوت بينما كانت انامله تتلاعب بخصلات شعرها بحنان وبحركاتها مهدئة جعلتها تسقط فى النوم سريعا ولكن لم يكن سريعا كفاية تسمعه وهو يتحدث بصوت اجش مرتجف
: وانا هستناكى، بعمرى كله هستناكى يافرحة حياتى، وحب عمرى، ام ولادى.

اتى يوم التالى واستعد الجميع للذهاب معهم الى المشفى وبرغم التوتر والخوف السائد بين الجميع الا ان الامور قد تمت على خير وبسهولة ويسر خرج اولادهم للنور صبيان وفتاة شديدى الصغر والجمال وسط فرحة ودموع الجميع حتى صالح لم يتمالك نفسه من البكاء تغرق الدموع وجنتيه وهو يقف امام الزجاج المخصص لغرفة الحضانة والتى مكث بداخلها اطفاله يقف امامهم منذ عدة لحظات بعد اطمئنانه على حالة فرح واستقرارها داخل غرفتها يتطلع اليهم بحب وفرحة حتى بربت شقيق فوق كتفه قائلا بسعادة.

: ها نويت تسمى ايه يابو العيال.

التف اليه صالح قائلا بصوت اجش سعيد
: فرح، هسمى البنت فرح اما الولاد حمزة وادم.

ضحك الجميع بصخب ومرح يسرع عادل قائلا بمزاح
: كان لازم اتوقع انك هتسميها كده من غير ما نسأل، بس بقولك اهو من اولها يا ابو فرح انا حاجز للواد ابنى كريم البرنسيسة بنتك ولا عندك اعتراض.

حسن بصوت مهدد يمزاحه
: طبعا يا استاذ عادل فى اعتراض، عيب لما يبقى ولاد عمها موجودين وهى تتجوز من بره، ولا ايه يابا.

ضحك الحاج منصور يؤيد هو الاخر حديث ولده الاكبر تقوم بينهم مناقشة حامية يتخللها المزاح والضحك كان عنها صالح فى عالم اخر وهو يقف يتطلع الى ابنائه بشوق ولهفة لا تمل عينيه ولا تكل من مشاهدتهم وعينيه مازالت ممتلئة بالدموع شارد فى مراقبتهم حتى تصاعد صوت رنين هاتفه يخرجه من تلك الحالة يسرع و يجيب اتصال سماح والتى قالت فور ان اجابها.

: صالح، تعال حالا، مرات اخوك جت عندنا هنا فى الاوضة ومصممة تعرف منى انتوا جيبتوا ايه، وانا مش عارفة اقولها ايه.

صالح بهدوء يسألها اولا عن حال فرح لتجيبه بأنها قد فاقت الى حد ما الا انها مازالت تحت تأثير البنج اغلق الهاتف بعد ان اجابها بحضوره حالا ثم التفت الى الجمع قائلا
: خليكوا انتوا مع الولاد، وانا هروح اشوف فرح علشان فاقت.

اومأ له الجميع بالايجاب ليهرع من المكان بخطوات سريعة حتى وصل الى الغرفة يدخلها فجأة ودون استئذان فيصله صوت سمر المغلول وهى تتحدث بصوت عالى النبرات غير متحكمة به.

: علشان كده كنتوا بتخبوا ومش راضين تقولوا، بس معلش يا ابلة سماح كنتى هتفضلى انتى ولا اختك تخبوا لحد لامتى، مانا اهو وبسؤال بسيط عرفت من الممرضة، كان لازمتها ايه بقى الاسرار الحربية دى، بس ليكم حق ماهى اختك دى قادرة، من مرة واحدة عملت اللى فضلت انا اعمله فى عشر سنين جواز...

وبصوت يزاد حقداً وغلاً غافلة تحدثت غافلة عن ذلك الواقف خلفها بهدوء وعينيه تطلق شرارات غضبه يحاول السيطرة عليه بصعوبة حتى لا يهجم عليها يمزقها بيديه وهو يسمعها تكمل
: انا برضه قلت ان دى استحالة بطن شايلة عيل واحد، وهو طلع عندى حق وطلعوا تلاتة مرة واحدة.

: وانتى ايه دخلك بالموضوع ده، وجاية هنا ليه من الاساس؟!

التفتت خلفها بوجه شاحب مرتعب بسرعة وهى تشهق حين وجدته يقترب منها ببطء يعيد عليها سؤاله مرة اخرى بصوت قاسى خشن اجابته عليه بعد عدة لحظات حاولت فيها ان تزدرد فيها لعابها قائلة بتلعثم تحاول تمرير وقلب الامر عليه
: بقى كده ياصالح الحق عليا جاية اعمل الواجب مع مراتك واطمن عليها تقوم تقولى كده.

كتف صالح ذراعيه فوق صدره يشير بعينيه نحو الباب قائلا بهدوء ما قبل العاصفة
: واجبك وصل ومن زمان يا مرات اخويا، واظن اللى جاية علشانه عرفتيه وخلصنا، يبقى ملهاش لازمة تطولى فى الزيارة اكتر من كده ولا ايه.

شحب وجهها اكثر واكثر تلتفت نحو سماح لتجدها تخفض وجهها ارضاً بحرج فأخذت تفرك كفيها معا بحركات مضطربة تحاول الخروج من موقفها المحرج هذا بأقل خسارة قائلة بعد حين
: عندك حق انا فعلا لازم امشى اصل سايبة العيال مع امى وكمان...

قاطعها صالح بنبرة ذات مغزى
: اظن ان حسن ميعرفش بالزيارة دى، على حسب ما فهمت منه انه منبه عليكى انك تيجى هنا المستشفى، بس على العموم هو زمانه راجع من اوضة الولاد، يبقى ياخدك يروحك معاه.

فور قوله هذا تحركت من مكانها بسرعة وخطوات مرتبكة كادت ان تسقطها ارضا وهى تتحدث بتلعثم وخوف
: لاا على ايه خليه براحته، انا عملت الواجب وماشية، وهو الحق اجيب العيال من عند امى.

فتحت الباب هاربة من الغرفة دون ان تغلقه خلفها لكن استوقفها نداء صالح الصارم لها لتلتفت نحوه وببطء واضطراب تتطلع لملامحه الشرسة والعنيفة وهو يتحدث اليها بهدوء شديد عكس ما تراه على وجهه وفى عينيه
: من هنا ورايح، فرح وولادى خط احمر، يوم ما اعرف انك بس نطقتى بكلمة او نظرة واحدة منك ضايقتهم مش هيكفينى فيها عمرك كله، وهتشوفى منى وش تانى ادعى انك فى يوم متشفهوش، مفهوم.

اسرعت تومأ له بسرعة ورعب ترتجف بشدة من نبرة صوته الامرة الحادة قبل ان تهرع هاربة فورا من المكان بتعثر وخطوات مرتبكة يسود الصمت التام المكان بعدها حتى تنحنحت سماح تجلى صوتها من اثر تأثرها الشديد ورغبتها بالتصفيق فرحا مما رأته الان تتجه نحو الباب قائلة
: انا هروح اشوف الولاد واتطمن عليهم، انت خليك مع فرح.

اومأ لها ينتظر مكانه حتى خرجت من الغرفة تغلق الباب خلفهابهدوء ليتجه فورا للفراش يجلس بجوارها ينحنى عليها يهمس فى اذنها بحب
: فرح، مش هتفوقى بقى انتى وحشتيتى اووى، وعاوز احكيلك عن ولادنا واوصفهم ليكى...
همهمت بضعف فى استجابة ضعيفة له ليكمل قائلا بسعادة
: الحمد لله كلهم طالعين حلوين زيك. كويس ان مفيش حد فيهم شبهى كنت هزعل اوى.

ارتجف صوته يكمل لها هامسا بنبرات عاشقة ملهوفة
: علشان بحبك وبموت وبعشق كل حاجة فيكى نفسى ولادنا كلهم يطلعوا شبهك انتى وبس.

هزت رأسها له كأنها تعى كلماته وتصل اليها برغم الضباب المسيطر على حواسها الا انه اخذ ينقشع ببطء جعلها تستطيع ان تهمس له بصوت خافت ضعيف غير مترابط
: وانا كمان بحبك، وبعشقك، وبموت فيك.

كل سنة وانتوا طيبين وعيد سعيد عليكم النهاردة هنزل ليكم مشهد من الرواية اعيد به عليكم وافكركم بابطالنا ???? يارب يعجبكم.

عقد حاجبيه بقلق وهو يغلق الباب خلفه فلأول مرة لا تقوم اعاصيره بأستقباله بالترحاب ككل ليلة عند عودته ومازاد من قلقه اكثر هو هذا الهدوء والصمت الشديد الذى يسود المكان فلا يسمع لهم صوت على غير العادة ليسرع بوضع ما بيده من اشياء كان يخصهم بها كل ليلة على طاولة الطعام ثم يهم بالتوجه للداخل بحثا عنهم لكن فجأة توقف فى مكانه متسمرا حين اتت صرختها العالية يعقبها هتاف حانق منها جعل من ابتسامته المرحة ترتفع فورا فوق شفتيه وهو يسمعها تهتف قائلة.

: هتجننونى يا ولاد صالح معاكم، واخرتها هجرى ورا عربية الرش حافية بسببكم.

بعدها وفورا هلت اعاصيره من بعد كلماتها هذه من الداخل يجرون بأتجاهه فاتسعت عينيه ذهولا وهو يرى حالتهم المشعثة ووجههم الملطخة بالطلاء يحتمى كل واحد منهم خلفه وهو يمسك بساقه ويتطلعون من ورائه لشقيقتهم والتى اتت تهرول خلفهم بخطوات متعثرة وحالتها لا تقل عنهم تشعثا وان لم يكن اكثر فقد لطخت وجهها هى الاخرى بأدوات التجميل ترتدى الكثير والكثير من الحُلى الخاصة بوالدتها فتثقل خطواتها بسببها وهى تحاول الوصول اليه لاحتماء من لحاق والدتها بها فتسرع نحوه وهى ترفع يديها لاعلى اليه مستنجدة به بطريقة جعلته يسرع لنقذتها فورا برغم تعلق شقيقيها بساقيه يرفعها الى كتفيه يحملها فوقهم ثم يقف بثبات فى انتظار عاصفة والدتهم القادمة وقد هلت عليه بثوبها البيتى القصير هذا وشعرها المشعث بطريقة زادتها جمالا فوق جمالها وجعلت عينيه تجرى فوقها مشتعلة بالأشتياق ومعها ابتسامة عابثة يهتف مرحبا بها وهو يناديها بأسم التدليل والذى خصها به منذ ولادة فرح الاخرى بطريقته والتى تجعلها تنسى اى شيئ بسببها لكنها وقفت مكانها هذه المرة وقد ادركت حيلته جيدا تهتف به بأرتباك وحدة.

: ايوه اضحك عليا وخليهم يهربوا من العقاب زى كل مرة.

صالح وقد اتسعت ابتسامته العابثة يغمزها بخبث قائلا
: اهدى انت بس يابطل وقولى مين فيهم اللى مزعلك وانا هشوف شغلى معاه.

صرخت بحنق تشير نحو تلاثتهم وقد ظلوا كما هم يتابعوا ما يحدث بوجههم الملطخة وتعبيراتهم غير المبالية والتى زادت من حنقها اكثر قائلة
: التلاتة هيجننونى، شايف منظرهم عامل ازى، وكله من السوسة اللى فوق كتفك دى هى السبب فى كل مصيبة بتحصل.

واشارت بسبابتها نحو الصغيرة المستقرة براحة فوق كتفه تشاهد ثورة والدتها بهدوء لتجذب الصغيرة شعره فورا لجذب انتباهه اليها قائلة بجدية واستعلاء لا يتناسبا مع سنوات عمرها الاربعة قائلة
: معملتش حاجة، ده حمزة وادم هما اللى عملوه، انا كنت قاعدة مؤدبة.

صرخ حمزة وادم فى صوت واحد وهما ينظران لاعلى نحو والدهما
: لا يا بابا فرح هى اللى قالت تعالوا نلعب بحاجات ماما، وهى اللى اخدت كمان الالوان ولونت وشنا.

اشار لهم صالح بالصمت ثم رفع ذراعيه ينزل المحرضة الاولى من فوق كتفه لتقف بجوار شقيقيها يهتف بهم بلهجة حازمة اصبحوا على علم بها وهو يشير لهم ان يتقدموه نحو غرفة النوم قائلا
: خلاص مش عاوز اسمع كلام تانى، اتفضلوا ادامى علشان اشوف عملتوا ايه بالظبط، ونتحاسب على اللى حصل ده.

نكسوا برؤوسهم ارضا بحزن ثم تحركوا ببطء نحو الداخل يتابعهم هو وفرح بنظراتهم حتى اختفوا لتلتفت اليه فور اختفائهم ترفع سبابتها فى وجهه بتحذير قائلة بحزم
: صالح، مش زى كل مرة، المرة دى لازم يتعاقبوا بجد.

هز رأسه لها بطاعة يتقترب منها قائلا بتأكيد وحزم
: حاضر، المرة دى غير كل مرة، ولازم اشوف شغلى معاهم واعاقبهم كويس.

لوت فرح شفتيها تهمس مستهزئة
: نفس الكلمتين اللى بتقالوا وبعدها بيضحكوا عليك ولا بتعاقب ولا بتعمل لهم حاجة اصلا.

شهقت متألمة حين اعقب انتهاء حديثها بضربة فوق مؤخرتها وهو يهتف بها بتحذير عابث
: بت اتلمى محدش بيعرف يضحك عليا...

ثم لف خصرها بذراعها يقربها منه لا يعير لمحاولتها الابتعاد عنه بالا يكمل وهو ينحنى على عنقها يقبله ببطء هامسا بشوق وانفاسه تشتعل فوق بشرتها
: الا انتى يافرحتى طبعا، اضحكى عليا العمر انا راضى وموافق.

ارتفعت ابتسامة سعيدة فوق شفتيها رغما عنها برغم محاولتها التظاهر بالجدية تفرحها كلماته المغازلة والتى اصبحت عاشقة لها وما تسببه لها من خفقان ورجفة لقلبها تهمس له
: طب يلا روح للعيال عما اجهز العشا علشان يتعشوا ويناموا واعرف اضحك عليك كويس بعدها.

ابتعد عنها يهتف سريعا وبلهفة
: ثوانى وكله هيبقى تمام، عما تجهزى العشا اكون ظبطت الدنيا.

وبالفعل كان فى طرفة عين قد اتجه لغرفة النوم يختفى داخلها تتابعه هى بنظراتها الحنون قبل ان تهز رأسها بأستسلام مبتسمة تتجه هى الاخرى للمطبخ تغيب بداخله للحظات استغرقتها فى اعداد العشاء لهم حتى انتهت اخيرا فتوجهت اليهم تناديهم وهى تدلف لداخل الغرفة بهدوء لكن تسمرت قدميها مكانها تتسع عينيها بذهول فاغرة فاها من هول المشهد امامها.

فقد جلس ارضا يستند بظهره الى الفراش عارى الصدر بعد ان قام بخلع قميصه والقى به ارضا يحيط به الصبيان من كل جانب فأدم عن يمينه وقد امسك باحدى اقلام الكحل السوداء الخاصة بها واخذ برسم بها فوق ذراعه برسومات غير مفهومة اما حمزة فلم يكن تقليدى مثل شقيقه بل امسك بقلم طلاء الشفاه بلونه الاحمر الفاقع ينافس شقيقه فى رسوماته السريالية بل وتفوق عليه بعد ان وصل بها الى بداية صدر صالح ولكن لم تكن هذه المشاهد هى سبب صدمتها وذهولها بل كان ما تفعله صغيرتهم بجلوسها فوق الفراشوهى تضع رأسه فوق ساقيها وبيدها احدى امشاط الشعر الصغيرة تمسك به وتقوم بتمشيط خصلة صغيرة من شعره به ثم تعقدها بأحد الاربطة شعرها الملونة الخاصة بها حتى امتلأ شعره كله بتلك الاربطة تولى مهمتها كل اهتمامها وتركيزها اما هو فقد كان مغمض العينين بأستمتاع يجلس بأسترخاء مستلم لكل ما يفعلوا به، فلم تتمالك نفسها وهى تراه امامها بصورته هذه لتدوى فجأة ضحكتها عالية تتقدم للداخل تهتف بمرح.

: ياااسلام على العقاب ياسى صالح وبتقولى مش بيعرفوا يضحكوا عليك.

فتح عينيه سريعا يعتدل فى جلسته ترتسم على وجهه امارات الخجل والذنب قبل ان يبتسم لها خجلا قائلا بلهفة
: عاقبتهم والله حتى اساليهم، مش انا عاقبتكم ياعيال.

هز اطفالهم روؤسهم له بالايجاب يهتف ادم بحزم دون ان يرفع عينيه عن المهمة التى بيده قائلا نيابة عن اشقائه
: عاقبنا اوى خالص جدا ياماما..

فرح وهى تجلس ارضا بجواره تنظر باهتمام لما تصنعه يده
: لا ماهو واضح العقاب فعلا عليكم ياقلب ماما، انا كنت عارفة انها هترسى فى الاخر على كده..

ثم عقدت حاجبيها بتركيز تتقدم برأسها اكثر حتى تتبين رسوماته هو وشقيقه تسأل بفضول
: ودى مين بقى اللى واقفة وشعرها منكوش بتبرق بعينيها كده.

اجابها حمزة فورا ببراءة غير منتبه لنظرات صالح المحذرة او بهزة رأسه الناهية له حتى لا يخبرها
: دى انتى ياماما، وبابا بيقول انها شبهك خالص.

اتسعت عينيها ترفع وجهها ببطء عن رسومات نحو صالح والذى ارتبكت وتوترت ملامحه يبتسم بأضطراب لها لتضيق عينيها له بتهديد وشر تغمغم من بين شفتيها بكلمات تهديدية غير مفهومة جعلت حاله يتبدل فورا عينيه تلتمع بشدة وهو يمررها فوقها ببطء واستمتاع فقد كان يعشق هذا الجانب منها ويعشق الطريقة التى يتبعها معها حتى يجعلها تنسى غضبها هذا منه لا يطيق صبرا حتى يشرع فورا فى تنفيذهايبعث لها بنظراته بفكرة صغيرة عما ينتويه معها لاحقا حتى ينول غفرانها لتشتعل وجنتيها من نظراته تلك ترفع انفها عاليا رد عليه برغم الفراشات التى تتراقص بداخلها باستجابة له تنهض واقفة ببطء وعينيها تلتمع فجأة بالخبث والانتصار بطريقة اثارت القلق بداخله وهو يراها تسير نحوه طاولة الزينة تلتقط من فوقها هاتفه وهى تتحدث قائلة ببطء وبنبرة ممطومة تتراقص خبثاً قائلة.

: . ايه رأيكم ياعيال لما اخد كام صورة حلوة ليكم مع بابا وهو زى القمر كده.

فرح الصغيرة وهى تتراقص فوق الفراش تهتف بحماسة وفرحة
: ايوه ياماما صوريه، علشان نبقى نوريها لاولاد عمو وتالين تعرف انى بعرف اعمل تسريحات حلوة زيها.

ابتسمت لصغيرتها تومأ لها بالموافقة توجه كاميرا الهاتف نحوهم متجاهلة ندائه التحذيرى لها ومحاولته النهوض لايقافها عما تنتويه لكن اعاقه عنها تشبث فرح الشديد به من الخلف وجلوس ادم وحمزة فوق ساقيه بوضع استعدادى للتصوير فأسرعت تنهى مهمتها سريعا تلتقط عدة لقطات سريعة له ثم عبثت بالهاتف بعدها وهى تتحدث قائلة بأنتصار وحاجبيها يتراقصين بعبث.

: ولا تزعلى نفسك ياقلب ماما انا بعت الصور لتليفونى كمان علشان لما تحبى فى اى وقت توريهم لاولاد عمك او توريهم لتيتة وجدو و عمو حسن يبقى براحت...

صرخت بخوف تقطع حديثها هى تراه يهجم عليها يحاول الامساك بها بعد ان استطاع اخيرا التخلص من تقيد الاطفال له فتجرى هربا منه لخارج الغرفة تتعالى صرخاتها الصاخبة وهى تدور بفزع فى ارجاء المكان بحثا عن مهرب منه قبل ان تنالها يديه لكن فشلت فى النهاية بعد ان استطاع اخيرا الامساك بها ثم يلقى بها فوق كتفه يثبتها بذراعه بعد ان حاولت التملص والهرب منه يهتف بأطفال قائلا لهم بحزم وشدة وصوت لا يقبل بالمناقشة.

: عيال اقعدوا ادام التلفزيون، هكلم ماما فى حاجة واجيلكم، بس اوعوا تناموا مااشى.

هزوا رأسهم له بالموافقة يسرعوا لتنفيذ امره بينما توجه هو بحمله نحو غرفة النوم لتهمس له وهى ترفع رأسها المتدلى على ظهره قائلة بصعوبة وتوسل
: نزلنى ياصالح علشان خاطرى، شكلى بقى زفت ادام العيال، هرسم عليهم نفسى بعد كده ازى.

لم تتلقى منه اجابة يدلف بها للداخل ثم يركل الباب بقدمه يغلقه ثم بكل هدوء انزلها عن كتفه يستند بعدها على الباب عاقدا لذراعيه فوق صدره فى وقفة استرخاء مزيفة تعلمها جيدا وتعلم نتائجها لتسرع بمد يدها اليه بالهاتف بطاعة قائلة وهى ترفرف برموشها له بأغراء قائلة
: التليفون اهو ياسى صالح، امسح من عليه الصور بنفسك، وعارف لو سيبتنى اخرج من هنا، هجبلك تليفونى كمان علشان تمسح من...

تقطعت اخر كلماتها حين وجدته يتجاهل يدها الممدودة يعتدل فى وقفته متقدما نحوها ببطء وتهديد جعلها تتراجع للخلف امام تقدمه هذا منها تهتف به بتحذير مهددة وقد تغيرت طريقتها للنقيض تماما
: لا بقولك ايه، انت الغلطان من الاول مش انا، بقى تخلى العيال ترسم قمر زايى منكوشة وعينيها بتبرق وزعلان منى على حتة صورة.

شهقت بقوة حين جذبها من يدها نحوه ترتطم بصدره وذراعه تلف خصرها تضمها لجسده ترتفع بسمة عابثة فوق شفتيه قائلا بنبرة مغرية
: ومين قالك انى زعلان يافرحتى، دانا حتى بفكر تاخديلى كام صورة تانين بالتسريحة اللى على اخر صيحة دى.

اتسعت عينيها ترفع حاجبيها تسأله بشك
: ياسلام، والمفروض انى اصدقك.

صالح بتأكيد وحزم ومازالت تلك النظرة العابثة فى عينيه
: طبعا، هو انا من امتى قلت كلمة ومطلعتش ادها بس عندى شرط.

صاحت صيحة انتصار هاتفة
: كنت عارفة ان الطيبة دى وراها إن و إن كبيرة كمان.

ضيق عينيه قائلا بتوسل ورجاء
: إن صغيرة خالص والله...

اسرع يكمل بلهفة حين فتحت شفتيها تهم بالاعتراض
: عاوز تلات توائم كمان، بس المرة دى بقى يكونوا بنتين وولد.

اتسعت عينيها بذهول للحظة من طلبه هذا لكن سرعان ما ارتفعت البسمة تنير وجهها ويدها ترتفع لخصلات شعره تنزع اربطة الشعر الملونة عنها قائلة بتمهل تخاطبه بتعقل
: صالح ياحبيبى، دانا لسه بصوت من عيالك وبقولهم انى هجرى ورا عربية الرش حافية بسببهم وانت تقولى تلاتة تانين.

اومأ فورا لها برأسه بتأكيد قائلا
: وتلاتة تانين ورا التلاتة التانين، وتلاتة تانين ورا...

قاطعته بسرعة تهتف برعب مصطنع
: لاااا ده كده يبقى فريق كورة بالاحتياطى بتاعه ياعيون فرح...

انحنى عليها يهمس امام شفتيها برقة اذابتها فورا
: واحلى فريق فى الدنيا، ده كفاية انك هتبقى الكوتش بتاعه ياقمر انت يا قلب صالح من جوه.

اغمضت عينيها تتسارع انفاسها تهمس بلهاث وبصوت متحشرج
: ايوه بقى جينا للكلام الحلو اللى معرفش اقولك لا على حاجة بعديه.

لثم شفتيها بنعومة يشن هجومه الضارى على حواسها حتى يصل لمبتغاه لتهمس بتعثر من بين قبلاته الشغوفة
: خلااص ياصاااالح، موافقة، خلااص.

فورا ان نطقتها ابتعد عنها تلتمع عينيه بالفرحة يسألها بعدم تصديق
: بجد يافرحتى موافقة، هتجبيلى نونو تانى.

اومأت له بالايجاب ليصرخ عاليا بأبتهاج ثم يسرع بأتجاه الباب يفتحه هاتفا بمرح سعادة وهو يتجه للخارج
: ياا عيال، يا عيال ماما هتجيب لينا نونو تانى.

اسرع الاطفال يصرخون بسعادة وفرحة بكلامه بينما اتجه هو نحو طاولة الطعام واخذ بتطبيل فوقها يتغنى بكلماته هذه بصوت صاخب سعيد
: ياعيال ياعيال هنجيب نونو تانى، هنجيب نونو تانى.

اخذ الاطفال يتراقصون على انغام هتافه ويغنوا معه تتعالى ضحكاتهم بصخب تقف هى تتابعهم بحنان وحب وابتسامة واسعة سعيدة تزين وجهها وتنيره قبل ان تنضم اليهم تردد معهم هى الاخرى و تشاركهم لحظات المرح والسعادة عينيها تتوهج بالحب لاهم الاشخاص فى حياتها حب قوى حقيقى يزداد يوما بعد يوم.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة