رواية طفلة حطمت كبريائي للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن
تقف نور فغرفتها تصرخ وتبكى بخوف وهي تحاول فتح الباب ولكنه مغلق من الخارج لتضرب على الباب بقوة وهي تبكى وترى امامها ثعبان ضخم ويصدر صوته ويقف ينظر لها
نور ببكاء: دادة. يادادة، ياجدو.
يصل الجميع لغرفتها ليسمعوا صوت بكاءها وغضبها
ناصر: أفتح الباب يانور
نور ببكاء: مش عارفه ياجدو، ساعدوني..
ليقف شريف بفزع ومعه ادم ويحاول كسر الباب ليكسروا معه ليدخلوا لتركض وتختبى فجسده بخوف وهي تبكى ليدخل ادم وصالح ويحاول قتل الثعبان. تنظر ملك بغضب مكتوم وهي تراها تحتضنه بقوة وتبكى وهو يطوق عليها
ادم وهو يحرك يديه: خلاص متخافيش مات
شريف بغضب: الثعبان ده دخل اوضتها ازاى
صالح: شكلهم منضفوش الجنينة كويس
شريف ويديه فوق راسها يدفنها فصدره: يعنى التعبان دخل من البلكونة وهي مقفولة ازاى.
لينظر الجميع باستغراب لترى نور ابتسامة شر على وجه ملك
نور لنفسها: كده ياملك ماشى هتشوفى أن ما خليتك تموتى من الغيظ مبقاش انا
نور ببكاء: لالالا انا خايفه انا لازم امشى من هنا
ناصر: اهدى ياحبيبتى
نور: لالا انا لازم امشى
شريف وهو يبتعد عنها بغضب: تروحى فين انتى مراتى مفيش خروج من غير اذنى
نور وهي تنظر لملك بابتسامة نصر: بس أنا خائفة
شريف: متخافيش
يخرج الجميع ويتركها مع سامية
سامية: يعنى هي اللى جبته.
نور: ضحكتها بتقول كده
سامية بغضب: هي حصلت تأذيكى ماشى
يجلس شريف فمكتبه يتحدث مع حازم
حازم: يعنى ايه اتجوزت
شريف: هي اتجوزت ليها كام معنى
حازم: طب وملك
شريف: انا معتبر نفسى مش متجوزها
حازم: بس كلامك بيقول أن عروستك صغيرة عليك
شريف بتنهيد: من ناحية صغيرة فهى صغيرة
حازم: حلوة
شريف بدون وعى: حلوة دى قمر ده الجمال لو اجتمع فحد فهو فيها
حازم: ياسيدى يا سيدى انت طبيت ولا ايه.
شريف: لا طبيت ولا حاجه دى كلمة حق هي حلوة أجنبية بقا
حازم وهو يقف؛ طيب بس لو طيبت عادى دى مراتك دلوقتى وطبيعى انك تحبها.
ويخرج ليجلس يفكر بها ولما غضب على ادم حين تغزل بها، وغضبه عندما قالت إنها سترحل ولما قلق قلبه عليها حين علم بماضى طفولتها ولما دائما يصفع ملك حين تتحدث معاها بطريقه لا تعجبها لما شعر بالخوف حين ضاعت من اخته وكأنه فقد شئ كبير ليصل لنتيجة واحدة من تفكيره وهي أن تلك الطفلة التي احضرها بنفسه طرقتك أبواب قلبه الذي اغلقها بعد خيانةملك تلك الطفلة العنيدة والمتمردة والعصبية الزائدة المدلله رغم أنها تملك كل تلك الصفات السيئة الا انها استطعت أن تدخل لقلبه لتحول الحجر الى قلب ينبض من جديد ليبدأ رحلة حب جديد ولكنه يتماسك بكبريائه الذي بدأ ينهار أمام تلك الأميرة الصغيرة.
يعود الجد الى القصر مع اذان المغرب ليجد زينب تجلس أمام التلفزيون
ناصر: مساء الخير
زينب: مساء النور امال فين شريف ماجش معاك
ناصر وهو ينظر حوله: بيركن العربية وجاى. مالالبيت هادى ليه فين شغل الناقرة والخناق
يدخل شريف ليسمع جملة جدته
زينب: البنات خرجوا من الصبح وسامية معاهم ولسه مجوش وادم نائم شويه ويصحى ويخرج يصيع
شريف بغضب: خرجوا فين وازاى من غير اذنى
لتنزل ملك من الاعلى وهي تندند.
رقيه: ماهى لو لاقيت راجل يشكمها مكنتش خرجت من غير أذنه
زينب: وانتى مالك انتى خليكى فبنتك ياست رقيه وبعدان خدوا اذنى وانا واقفت
ليدخلوا وهو يتحدثوا ويضحكوا لينزل ويراهم يحملوا شنط ماركات كثيرة
وتين: ازيك ياشريف
شريف: كنتى فين
وتين: كنا بنعمل شوبنج مش عندنا عروسة ومحتاجه لوازم فرح وجواز
شريف: ومقولتليش ليه
نور: انا قولت لنانا ووافقت
شريف: أخرى مرة تخرجى من غير اذنى
نور: حاضر
وتصعد لغرفتها معاها سامية.
ماجد يعنى اخوك اتجوز الصاروخ اللى كان هنا
ادم: متكلم كويس ياعم ايه صاروخ دى. دى مرات اخويا
ماجد: وماله ياعم بس هي جامد قولى بصراحه محولتش معاها
ادم بعصبية: انت اتهبلت ياماجد. انا عمرى ماابص لمرات اخويا دى تبقى اختى
ماجد: مع أن اخوك ده محظوظ بيقع دائما واقف
ادم وهو يهمس فوجهه: قل اعوذ برب الفلق يااخى انا ماشى
تجلس نور تقرا مجلة الازياء والموضه لتاتى لها ملك
ملك: قاعدة لوحدك ليه ياعروسة.
نور: حاجه متخصكش وقومى من هنا لان مش جاي على بالي اتخانق
ملك: هو انتى ضامنه يانور أن شريف مش هيرجعلى
نور وهي تنظر لها من قدمها لراسها: بصراحه معتقدش
ملك: ايه، ده انا حب حياته وعمره وبكلمة حنينة منى هيركع تحت رجلى
نور: هاتى اللى عندك ياست هلاك انتى
ملك: انا جاية اقولك أن شريف جوزى وليا حق فيه واكتر منك كمان وعمرى ماهسمحلك تاخديه منى.
نور ببرود واستفزاز: أعلى ما فخيلك اركبى وورينى شاطرتك كده ووالنبى متحسسنيش كده انك انتى اللى سايبه
ملك: هتشوفى ياضلمة هانم انتى انا هعمل ايه ومتنسيش انا ام ابنه
نور بسخرية: اه مانا عارفة
ملك لاستفزازها: نور بما انك كنتى عائشه برا هو انتى لسه بنت
لتقف نور بغضب من كلامها الجارح لها وقد تعدت كل الخطوط الحمراء لتصفعها صفعة قوية على وجهها بقوة
ملك بعصبية: انتى اتجننتى ياحيوان انتى انت ازاى عندى ايدك عليا.
نور: لتكون فاكرة انك هتغلطى فيا وهسكتلك لا ياماما مش كل الطير اللى يتأكل لحمه وقمسا بالله كلمة زيادة وهقصلك لسانك اللى فرحانة بيه ده
لتقترب ملك منها وتمسكهامن شعرها وتسقطها على الارض لتصرخ نور لينزل شريف على صوت صراخها ليرى ملك فوقها ليفزع ويحاول بعدها عنها
شريف: انتى اتجننتى ياملك. سيبها. بقولك سيبها..
ليدفعها بقوة على الارض وياخذ نور ويساعدها فالوقوف ويجذبها الى حضنه وكأنه يحميها من ملك.
شريف بعصبية: انتى اتجننتى ازاى تمدى ايدك عليها
ملك: عشان تستاهل اصل اهلها معرفوش يربوها فانا هربيها
شريف: ربى نفسك الاول وقسما بالله ياملك لو قربتلى من نور تانى لهتكونى فالشارع ودورى على أبوه اللى فبطنك ده براحتك
لتبكى نور بتمثل لتغضبها اكثر
ملك: دى شيطانة سيبنى اربيها.
لتمثل نور وتسقط بين ذراعيه مغمى عليها ليفزع ويحملها على ذراعيه ويصعد لغرفتها يضعها على السرير بحنان ويبدا فتدليك يديها بحنان لتفتح عيونها وتبدا تبكى ليضمها لصدره بحنان لتشعر بدفء لم تشعر به من قبل لتتمسك بيه بقوة وتشعر بدقات قلبها المتسارعة لتبتعد عنه بخجل وتضع شعرها خلف اذنها لتتورد خدودها بلون الدم
شريف: انتى كويسه
نور: اه
شريف: تعرفى مالكيش دعوة بيها نهائي
نور وهو تنظر له: دى هي اللى هانتنى.
شريف: تجى تقوليلى وانا هجبلك حقك
نور بعصبية: وانا عيله صغيرة هروح اشتكى لبابى انا اعرف اجيب حقى منها ثالث ومثالث
شريف: يعنى كلمتى بتمشيش عليكى
نور: خليك فحالك والنبى احنا ستات زى بعض ودراير مع بعضينا مدخلش نفسك فخناقات الستات
شريف: ده على اساس انك ست انتى عيلة طفلة صغيرة
نور بغضب: انا مش طفلة متقوليش طفلة
ليبتسم بخفة على تذمرها: نامى ياصغيرتى
نور بغضب: ااااااااااااه متقوليش صغيرتى.
ليخرج ويتركها لتدفع المخدة فالباب بقوة بغضب
تمشى نور بجانب وتين فالجنينة بهدوء يتحدثوا معا
نور: يعنى اعمل ايه فست زفتة دى
وتين: سيبك منها وخليكى مع جوزك هتلاقيها باعلى لوحدها
نور: مانا مبقدرش اسكت لما بتلقح بالكلام عليا
وتين: طنشيها ده من كدها
يصلوا الاسطبل ليراوا شريف بالداخل
وتين: طب انا هخلع بقا متنسيش زى ما اتفقنا تعويضه والله هو قلب طيب اووى
نور: ربنا يستر.
لترحل وتين لتدخل الاسطبل لتراه يداعب رقبة رماح بحنان، يقف يحرك يديه على رقبة فرسه بحنان ليسمع صوت انوثى رقيق يدخل الى القلب ويجعل جبل الثلج يدوب
نور: شكلك بتحبه اووووى.
ليلف نظره لها ليراها تقف وهي ترتدى جيبه قصير وقميص قط وشعرها على ظهرها وكتفها الأيمن كما تبدو جميلة ببساطتها دون مساحيق التجميل أو غيره بعيونها الخضراء وشفتيها صاحبة اللون الكرزى صغيرتين كالاطفال يشعر بأن لديه رغبة فتذوق طعمهما ليبعد تلك الفكرة من رأسه وينظر لرماح مرة أخرى
نور وهي تقف بجانبه: انا بكلمك متتقلش عليا كده
لينظر لها: عايزة ايه وجايه هنا ليه فوقت متأخرة.
نور: كنت بتمشى وشوفتك قولت اجرب ارخم عليك
شريف وهو يرفع حاجبه: ترخمى
نور برقه وهي تنظر له: اه
لينظر لعيونها فهى عالم آخر يجعل قلبه يرفرف من السعادة وسرعة نبضه
نور وهي تدفعه بخفة من صدره: متخلينى اجرب اركبه
شريف: بعدان مش دلوقتي
نور: اخس عليك مستخسر تركبنى عليه
شريف: هركبك بعدان دلوقتى اطلعى تنامى عشان تعرفى تصحى بكرة لان معنديش استعداد أحضر الفرح من غير عروسة
نور: تؤتؤ مش هطلع
شريف: ليه.
لتدخل ملك وهي ترتدى قميص نوم احمر وعليه روب وتنظر خلفها لترى اذا كان هناك احد يراها أما لا لتلف لتنظر لتراها تقف بجانبه ويبدو وكأنهم متحضنين بعضهم ويديها على صدره وينظروا لبعضهم
ملك بغضب: والله عال ياست الشريفه كمان مش صابرة لدخلة
ليبنظروا ليروها لتنظر نور لها بصدمة من ملابسها
ترى ملك الصدمة على وجههم لتنتهز الفرصة لتغضبها
ملك: ايه ياحبيبى هو انت بعتلى عشان اجيلك عشان تورينى ست الحسن بتاعتك.
لتنظر نور له بدهشة وصدمة وتشعر لأول مرة بألم الغضب والغيرة
شريف بصدمة: انا بعتلك
لتقترب وتضع يديها على كتفه: متخافش ياحبيبى ده حقك الشرعى وانا مراتك عادى ده طبيعي بين اى اتنين متجوزين
لتبتعد نور عنه وتلف لتذهب
ملك: متخليكي يانور اتفرجى علينا
لتركض نور بسرعه وهي تبكى وتجلس دموعها.
شريف بغضب: انتى اتجننتى انا بعتلك وحق ايه يام حق مفتكرتش ليه زمان أنه حقى الشرعى، انتى واحده رخيصه واللى جاية ودورى عليه مش هتوصليله على جثتي
ويتركها ويركض خلف نور
تدخل نور غرفتها وتغلق الباب من الداخل بغضب وتجلس تبكى على الارض وهي تسند جسدها على الباب
لتمسعه يدق على الباب
شريف بهدوء: نور. افتحى، نور.
لم تجيب عليه ليذهب لغرفته ويتركها لتظل تبكى بوجع وألم ف قلبها ولا تعلم لماذا تبكى فهى تعلم بأنه متزوج غيرها فلم تبكى الان. تظل تبكى وتضم قدميها لصدرها لتبدا تغمض عيونه باستسلام للتعب ليسقط جسدها على الارض..